الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3542 - حفيد مالك [- 218]
محمد بن يحيى بن مالك بن أنس بن أبي عامر، الأصبحيّ.
مدينيّ قدم مصر، ومات بها في ذي القعدة سنة ثماني عشرة ومائتين. ذكره ابن يونس.
3543 - محمد بن أبي زكريّا الطرطوشيّ [323 - 360]
(1)
محمد بن يحيى بن مالك [بن يحيى] بن عائذ، أبو بكر، الطرطوشيّ.
تأدّب بقرطبة وسمع بها قاسم بن أصبغ، وحفظ النحو واللغة والشعر. ورحل مع أبيه في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فسمع بمصر من ابن الورد، وابن السكن، وحمزة الكنانيّ، وبالبصرة وبغداد وفارس، من جماعة. وجمع كتبا كثيرة.
ومات بأصبهان مع الستّين وثلاثمائة. ومولده بطرطوشة في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
3543 م- أبو عبد الله اليزيديّ [- قبل 218]
(2)
[215 ب] محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو عبد الله، ابن أبي محمد، المعروف والده باليزيديّ- عرف بذلك من أجل صحبته يزيد بن منصور [الحميريّ]، خال المهديّ
محمد، ابن أبي جعفر المنصور.
وذاك أنّ أبا عمرو بن العلاء ضمّه إليه، وضمّه يزيد بن منصور إلى المهديّ، وهو من موالي بني عديّ بن مناة بن الرباب. أصله بصريّ، وسكن بغداد. وقدم مصر ومات بها، قاله أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست.
وذكره أبو بكر محمد بن يحيى الصوليّ فيمن دخل مصر من الشعراء. وذكره في المحسنين، وأنّ المعتصم أخرجه إلى مصر، فلم يحبّ المقام بها.
وقال الخطيب: كان من أهل الأدب والعلم بالقرآن واللغة، وهو شاعر مجيد، مدح الرشيد، والمأمون، والفضل بن سهل وغيرهم. بلغني أنّه خرج إلى مصر مع المعتصم فمات بها (3)، وكان يؤدّب المأمون مع أبيه يحيى. وثقل سمعه آخر عمره، وخرج مع المأمون إلى خراسان، وأقام في خدمته بمرو.
وقال المرزبانيّ: كان لاصقا بالمأمون، وكان يدخل إليه مع الفجر فيصلّي به، ويدرس عليه المأمون ثلاثين آية. ولا يزال يعادله في أسفاره، ويفضي إليه بسرّه. وهو كثير الشعر، مفنّن الآداب، من أهل بيت علم وأدب. وسنّه وسنّ الرشيد واحدة، ومدح الرشيد كثيرا.
وقال النديم: إنّ ليحيى من الولد: إبراهيم، وإسماعيل، وعبد الله، ويعقوب، وإسحاق، ومحمّد، وهو أشهر الجماعة، فولد محمد اثنا عشر ولدا.
وقال أبو بكر محمّد بن حسن الزبيديّ في كتاب طبقات النحاة (4): وكان لأبي محمد- يعني
(1) نفح 2/ 151 (98)، وهو غير أبي بكر الطرطوشيّ المتقدّم تحت رقم 3493.
(2)
مرّت ترجمة أخيه إبراهيم بن يحيى برقم 389، وانظر الفهرست 56 حيث فصّل شجرة اليزيديّين، وكذلك تاريخ بغداد 3/ 412 (1545)، وانظر الأغاني 20/ 205.
(3)
ولي المعتصم مصر سنة 213 وارتقى إلى الخلافة سنة 218، فتكون وفاة اليزيديّ بين هذين التاريخين.
(4)
طبقات النحويّين واللغويّين 61.
يحيى بن المبارك- أبناء، كلّهم عالم شاعر كثير الرواية متّسع في العلم، منهم: محمد بن أبي محمّد، وإبراهيم، وإسماعيل، وأبو عبد الرحمن عبد الله، وأبو يعقوب إسحاق ابن أبي محمد اليزيديّ، وكلّهم قد روى وألّف في اللغة والعربيّة. وكان محمّد أسنّهم وأدّب المأمون مع أبيه. وذكر عن الأخفش: نا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أبي محمد قال: أخبرني عمّي أبو إسحاق إبراهيم ابن أبي محمّد، قال: كان أخي محمد ابن أبي محمد يقرئ المأمون في كلّ يوم، فلمّا ثقل سمع أخي قال له المأمون: يا محمد، في قراءتي عليك مؤنة عليّ، لأنّي أحتاج أن أرفع صوتي بأكثر من طاقتي، فمر أخاك إبراهيم وابنك أحمد- وهو أبو جعفر- بأن يحضر كلّ واحد منهما في يوم لأقرأ عليه وتكون حاضرا، فإن شككت في شيء، سألت عنه. (قال): فقرأ عليّ في يوم نوبتي سورة مريم: قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا (19)(1)، فقال يحيى بن أكثم: لا أحبّ لك يا أمير المؤمنين [216 أ] أن تقرأ هذه القراءة.
فقال له المأمون: ولم؟
قال: لأنّها تخالف المصحف.
(قال): فالتفت إليّ المأمون وقال: ما تقول يا إبراهيم؟
قلت: يا أمير المؤمنين، هذه قراءة قد قرأها غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوّلهم أبوك عبد الله بن عبّاس.
فالتفت إليّ أخي محمّد فقال: ما أنتم فيه يا إبراهيم؟ - فأخبرته، فقال للمأمون: ما ليحيى ولهذا؟ هذا حرف قد قرأ به جماعة من الصحابة
ومن التابعين، وكلّ ما في المصحف نقرأ به. والله يا أمير المؤمنين، لو لم يقرأ بهذا، إلّا أنّ الله عز وجل أخبرنا أنّ الملك أتاها فقال: إنّما أنا رسول ربّك ليهب الله لك- ليس لأهب أنا لك- لكان ينبغي أن نقرأ به.
فسكت يحيى وما تكلّم.
ومن قوله، أنشده دعبل [الوافر]:
أتظعن، والذي تهوى مقيم
…
لعمرك إنّ ذا خطر عظيم
إذا ما كنت للحدثان عونا
…
وللهموم فمن ذا تلوم؟ (2)
شقيت به فما أنا عنه سال
…
ولا هو إذ شقيت به رحيم
وذكر [محمد بن إسحاق] النديم عن أيّوب بن أبي شمير قال: خرجت أنا ومحمد بن أبي محمد اليزيديّ إلى متنزّه لنا بمرو، فبينا نحن نشرب إذ أقبل قنفذ يدبّ فتقمّم، فظنّناه جائعا، فقلت: لو سقيناه؟
فوضعنا بين يديه نبيذا فشرب [ف] قال محمد:
هل لك أن أقول فيه شعرا، ونغالط به سعيد بن سلم الباهليّ غدا إذا أنشدناه؟
قلت: شأنك.
فأنشأ يقول [الطويل]:
وطارق ليل جاءنا بعد هجعة
…
من الليل، إلّا ما تحدّث سامر
قريناه صفو الزاد حين احتلاله
…
وقد جاء خفّاق الحشا، وهو سادر
جميل المحيّا في الرضى فإذا أبى
…
حمته من الضيم الرماح الشواجر
(1) مريم 19، والاختلاف في الفاء من فقال.
(2)
الوزن مختلّ.
ولست تراه واضعا لسلاحه
…
مدى الدهر موتورا ولا هو واتر
(قال): فأنشدنا سعيد بن سلم الأبيات، فاستحسنها وقال: هكذا والله أشتهي أن يكون الفتى متنطّقا.
فضحكنا، فقال: لكما والله قصّة؟
فأخبرناه.
ومن شعره [الخفيف]:
إنّ شيبا صلاحه بالخضاب
…
لعذاب موكّل بعذاب
ولعمر الإله لولا هوى البي
…
ض بأن تشمئزّ نفس الكعاب
لأرحت الخدّين من وضر الخط
…
ر وسلّمت لانقضاء الشباب (1)
وقال: ما استعرت من الشعراء إلّا بيتين وقد غلبت عليهما حتّى ليس ينسب معناهما إلّا إليّ.
قال منصور النمريّ [الخفيف]:
أرى ظبيا تحيّر الحسن في ال
…
خدّين وجال في الأركان (2)
عرضت دونه الحجال فما يل
…
قاك إلّا في النوم أو في الأماني
فقلت [م. الرمل]:
يا بعيد الدار موصو
…
لا بقلبي ولساني
ربّما باعدك الده
ر فأدنتك الأماني
(وقال): كنت أجالس العبّاس بن الأحنف كثيرا فأقول له: أنت بقيّة الشعراء، فإذا متّ، فقد ذهب الشعر!
فقال لي: تقول لي ذلك وأنت الذي تقول: يا بعيد الدّار
…
البيتين، والله لوددت أنّي سبقتك لهذا المعنى وأنّي لم أقل شعرا.
قلت: جعلني الله فداك، وأين نحن منك؟ إنّما نحن تلاميذك.
فقال: والله، لما وهبت لي من الشعر أكثر ممّا قلت.
(قال: كنت حين بدأت أقول الشعر، وأنا محتشم من ذلك، فإذا سئلت عنه قلت: هذا للعبّاس بن الأحنف.
(قال): قلت: وكيف أهب لك، جعلني الله فداك؟
قال: لست أعدم أن أدخل المجلس فأسمع جماعة ينشدون شعرا، فأقول: لمن هذا؟
فيقال: لك يا أبا الفضل.
فأقول: ومن أنشدكم؟
فيقال لي: محمد بن أبي محمد اليزيديّ.
فأقول: ذلك فتى حدث، يحفظ وأنسى.
وقال: استحسن الناس هذا المعنى لي، وأنا أخذته من شعر منصور النمريّ. واستحسنوا لي معنى آخر أخذته من شعر أبي، فغلبت عليهما حتى سقط ما قالا واستحسن الناس ما قلت. قال النمريّ:
أرى ظبيا تحيّر الحسن في ال
…
عينين منه وجال في الأركان
ضربت دونه الحجال فما يل
(1) الخطر بالكسر: نبات يختضب به.
(2)
البيتان في الأغاني 20/ 207 منسوبان إلى مسلم بن الوليد، وهما في ديوانه نشر سامي الدهّان ص 342 رقم 92 مع اختلاف في البيت الأوّل يصحّح الوزن:
ذاك ظبي تحيّر الحسن في الأر
…
كان منه وهلّ كلّ مكان
قاك إلّا في النوم أو في الأماني
وقلت أنا: يا بعيد الدار
…
البيتين، وقال أبي أبو محمّد [الوافر]:
متى ما تسمع بقتيل حبّ
…
أصيب فإنّني ذاك القتيل
وقلت أنا [الوافر]:
أتيتك عائذا بك من
…
ك لمّا ضاقت الحيل
وصيّرني هواك وبي
…
لحيني يضرب المثل
فإن ظفرت بكم نفسي
…
فما لاقيته جلل (1)
وقال، ممّا عمله على لسان المأمون في عليّ بن هشام [البسيط]:
وصاحب ونديم ذي محافظة
…
سبط البنان بشرب الراح مفتون
ناديته، ورواق الليل منخرق
…
تحت الظلام دفينا في الرياحين
فقلت: خذ! قال: كفّي لا تطاوعني
…
فقلت: قم! قال: رجلي لا تواتيني
إنّي غفلت عن السّاقي فصيّرني
…
كما تراني، سليب العقل والدين
[217 أ]
لا أستطيع نهوضا قد وهى بدني
…
ولا أجيب لداع حين يدعوني
وحدّث أبو صالح بن يزداد قال: كنت في الديوان على باب المأمون، فجاء محمد بن أبي
محمد، فقام إليه الحاجب فقال: قد أخذ أمير المؤمنين دواء، وأمرني أن لا أؤذنه بأحد حتى يخرج من دوائه.
فقال: والله لقد كنّا عنده إلى أن مضى الليل، فما ذكر من ذلك شيئا.
فقال: عزم على ذلك بعد انصرافكم.
(قال): فقال: أتوصل إليه رقعة؟
قال: أمّا هذا، فنعم.
فصاح: يا عبد الله، هات الدواة! - فأتيته بالدواة والقرطاس.
فكتب وهو راكب [الوافر]:
هدتني التحيّة للإمام
…
إمام العدل والملك الهمام
لأنّي لو بذلت له حياتي
…
وما أحوي لقلّا للإمام
أراك من الدواء الله نفعا
…
وعافية تكون إلى تمام
وألبسك السلامة منه ربّ
…
يريك سلامة في كلّ عام
أتأذن في الدخول بلا كلام
…
سوى تقبيل كفّك والسلام
فدخل الحاجب بها ثمّ خرج، فقال: ادخل!
وقال أيضا [المقتضب]:
أنا قد جئت راغبا
…
بعد ما كنت عاتبا
ومن الذنب لست أع
…
رفه جئت تائبا
صرت للصلح بعد ما
…
كنت إيّاه طالبا
زادني الله من صدو
…
دك إن كنت كاذبا
(1) في الأغاني 20/ 208: فإن سلمت لكم
…
وبعده:
وإن قتل الهوى رجلا
…
فإنّي ذلك الرجل
وهو البيت المنتحل من شعر أبيه.