الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجوامع وأهمها
…
الطريقة الأولى: طريقة الجوامع
معنى الجامع: الجامع من كتب الحديث هو ما اشتمل على جميع أبواب الحديث التي اصطلحوا على أنها ثمانية وهي:
1-
باب العقائد.
2-
باب الأحكام.
3-
باب الرقاق.
4-
باب آداب الطعام والشراب.
5-
باب التفسير والتاريخ والسير.
6-
باب الشمائل.
7-
باب الفقه.
8-
باب المناقب والمثالب.
ومن أشهر الجوامع:
- الجامع الصحيح للبخاري ت 256هـ.
- الجامع الصحيح لمسلم ت 261هـ.
- جامع الترمذي ت 279هـ، وفيما يلي فكرة أوسع عنها.
أولا: الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه:
المصنف: البخاري ت 256هـ: محمد بن إسماعيل بن المغيرة كان جده مولى لإسماعيل الجعفي والي بخارى، فانتسب إليه بعد إسلامه، ولد ببخارى سنة 194هـ، ونشأ يتيما، كان قوي الحافظة، وقد بدأ يحفظ الحديث وهو فيما دون العاشرة،
رحل في طلب العلم إلى الشام ومصر والجزيرة والعراق والحجاز، وكان من الأئمة المجتهدين، له آراء فقهية مشهورة، وكان شديد الورع، له عدد من المؤلفات منها:
- الجامع الصحيح.
- التاريخ الكبير.
- التاريخ الأوسط.
- التاريخ الصغير.
- الضعفاء الصغير.
- الأدب المفرد.
- تنوير العينين برفع اليدين في الصلاة.
- الكلام في القراءة خلف الإمام.
- خلق أفعال العباد.
الكتاب: عدد أحاديثه بالمكرر تسعة آلاف واثنان وثمانون، أما بغير المكرر فعددها ثلاثة عشر وخمسمائة وألف حديث.
وهو أول كتاب أُلف في الصحيح المجرد من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، اتفق الجمهور من العلماء على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم، لبث في تصنيفه ست عشرة سنة.
وكما يدل اسمه فهو كتاب جامع ومختصر، ولم يقصد البخاري منه جمع كل الحديث الصحيح الذي يحفظه، فهو يصرح أنه بحفظ مائة ألف حديث صحيح، فقد نقل أحمد بن محمد القسطلاني ت 923هـ، قول البخاري عن صحيحه:
خرجته من ستمائة ألف حديث، وصنفته في ست عشرة سنة، وما أدخلت فيه إلا الصحيح، وما تركت من الصحيح أكثر1.
وفي الكتاب تكرار للأحاديث وتقطيع لها، وذلك أن البخاري يذكر الحديث في أبواب مختلفة، ويستدل به في كل موقع لحكم معين، فإن الحديث قد يتضمن أحيانا عدة أحكام، لذا فإنه يقطع الحديث ويورده في أكثر من موقع وتحت أكثر من عنوان.
وفي الكتاب أحاديث معلقة، والمعلق مشترك بين الصحيح والحسن، والضعيف، وعدد هذه المعلقات إحدى وأربعون وثلاثمائة وألف، وصلها البخاري في مواقع أخرى، والذي لم يصله منها في موضع آخر مائة وستون حديثا2.
ويوجد في الكتاب أقوال للصحابة والتابعين رضي الله عنهم، اشترط البخاري في الحديث شروطا متشددة، وقع بالغ في التحري بشأنها حتى أصبحت شروطا قوية جدا، فلا يكتفي مثلا بالمعاصرة بين الراوي وشيخه بل لا بد أن يكون قد ثبت له لقاء معه.
مجموع الكتب في صحيح البخاري سبعة وتسعون كتابا، كل كتاب منها مقسم إلى أبواب، ومجموع أبوابه خمسون وأربعمائة وثلاثة آلاف باب، حظي الكتاب بخدمة لم يحظ بها كتاب آخر، شرحا وعدًّا وفهرسة.
شرح صحيح البخاري: هناك شروحا للكتاب كثيرة جدًّا، وقد ذكر صاحب كشف الظنون3 منها اثنين وثمانين شرحًا.
1 شرح القسطلاني: 29/1.
2 الحديث النبوي: محمد الصباغ: 369.
3 انظر: كشف الظنون: 555/1.
وشراح البخاري بين مطيل كالفيروزأبادي ت 817هـ، الذي شرحه شرحا وافيا سماه فتح الباري بالسيل الفسيح المجاري1، وبين مختصر كالإمام الخطابي ت 388هـ، الذي عمل له شرحا سماه أعلام السنن وهوفي جزء، وأجود هذه الشروح خمسة:
1-
فتح الباري في شرح صحيح البخاري -ثلاثة عشرمجلدا- لابن حجر ت 852هـ.
2-
عمدة القاري في شرح صحيح البخاري لمحمود العيني ت 855هـ.
3-
التوشيح على الجامع الصحيح للسيوطي ت 911هـ.
4-
إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني ت 923هـ.
5-
تحفة الباري لشرح صحيح البخاري لزكريا الأنصاري ت 926هـ.
ومعظم هذه الشروح مطبوع.
مختصرات صحيح البخاري: له مختصرات كثيرة جدا وأهم هذه المختصرات: التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح للزبيدي ت 893هـ، وعليه شرح الشرقاوي وشرح صديق حسن خان ت 1307هـ، وهما مطبوعان.
دراسات وتهذيبات أخرى لصحيح البخاري: لقي هذا الكتاب عناية كبرى إذ كان موضع دراسة العلماء الأعلام، فمنهم من درس أسماء التابعين فيه ومنهم من شرح عناوين أبواب الكتاب، كولي الله الدهلوي، ومنهم من قام بترتيب أحاديث البخاري بحسب ترتيب الرواة على حروف الهجاء، كما قام بوضع مفتاح له وهناك كتاب: مصادر البخاري للدكتور فؤاد سزكين2.
1 استغرق ربع العبادات عشرين مجلدا، انظر: مفتاح السنة، الخولي:42.
2 الحديث النبوي، الصباغ:378.
ثانيا: الجامع الصحيح للإمام مسلم بن الحجاج
المصنف: الإمام مسلم ت 261هـ، هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، عربي من بني قشير، ولد سنة 204هـ، وطلب الحديث صغيرًا، سمع من مشايخ البخاري ت 256هـ، بل كان البخاري شيخه، رحل إلى الحجاز والعراق والشام ومصر وروى عنه الترمذي ت 279هـ، توفي في نيسابور.
من مؤلفاته:
- المسند الكبير على أسماء الرجال.
- المجتمع على الأبواب.
- أوهام المحدثين.
- التمييز.
- من ليس له إلا راوٍ واحد.
- طبقات التابعين.
الكتاب: هو أحد الصحيحين المشهود لهما، وهو ثاني الكتب الستة، عدد أحاديثه بالمكرر اثنا عشر ألف حديث، وغير المكرر أربعة آلاف، أجاد أكثر من البخاري في الترتيب، ورتبه على أبواب الفقه، ولم يجعل لأبوابه عناوين.
أورد الأحاديث كاملة ولم يقطع أو يوزع الأحاديث على الأبواب، جعل لكتابه مقدمه في علم أصول الفقه ومنهجه في التأليف.
اقتصر على الأحاديث النبوية، ولم يتعرض لأقوال الصحابة رضي الله عنهم إلا نادرا، ليس في صحيح مسلم حديث معلق إلإ حديث واحد في باب التيمم.
موازنة مختصرة بين صحيح البخاري ومسلم:
1-
ترتيب صحيح مسلم أفضل من ترتيب صحيح البخاري، ولعل سبب ذلك أن مسلما ألف كتابه وهو مستقر في بلده بينما البخاري فقد ألفه وهو متنقل بين مكة والعراق وبخارى، كما أن البخاري مات قبل أن يبيض كتابه.
2-
البخاري تصدى لاستنباط الأحكام، وقطع الأحاديث على أبواب الفقه، أما مسلم فلم يتعرض لاستنباط الأحكام وأورد الأحاديث كاملة في مواقعها.
3-
ذكر البخاري في كتابه أقوال الصحابة بعكس الإمام مسلم.
4-
يرجح عامة العلماء كتاب البخاري على كتاب مسلم من جهة الصحة.
شروح صحيح مسلم: لصحيح مسلم عشرات الشروح والاختصارات ومن شروحه:
1-
منهاج المحدثين وسبيل تلبية المحققين للنووي ت 676هـ.
2-
الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج للسيوطي ت 911هـ.
3-
منهاج الابتهاج بشرج مسلم بن الحجاج، وهذا الكتاب شرح نصف صحيح مسلم في ثمانية أجزاء كبار، لأحمد بن محمد الخطيب القسطلاني ت 923هـ.
ثالثا: جامع الترمذي
المصنف: هو محمد بن عيسى بن سورة أبو عيسى، ولد سنة 200هـ في قرية بوج من قرى ترمذ على نهر جيحون، سمع الحديث من البخاري وغيره من
مشايخ بخارى، وقد طوف في طلب الحديث في خراسان والعراق والحجاز، ثم رجع إلى وطنه، واستقر فيه.
كان آية في الحفظ والذكاء وكان إماما ثقة حجة ورعا زاهدا، ترك عددا من الكتب، وكان ضريرا، عمي في آخر حياته، توفي في بلده سنة 279هـ.
الكتاب:
1-
قال أبو عيسى: عرضت هذا الكتاب على علماء الحجاز والعراق وخراسان، فرضوا به واستحسنوه.
2-
وقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به بعض الفقهاء.
3-
في غالب الأبواب يبدأ بالأحاديث الغريبة الإسناد، ويبين ما فيها من العلل ثم يبين الصحيح في الإسناد، ويتكلم على كل حديث تقريبا بما يقتضيه صحة وضعفا.
4-
قال ابن رجب ت 795هـ، في شرح علل الترمذي1: اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الحديث الصحيح، والحديث الحسن -وهو ما نزل عن درجة الصحيح وكان فيه بعض الضعف- والحديث الغريب، والغرائب التي خرجها فيها بعض المناكير، ولا سيما في كتاب الفضائل، ولكنه يبين ذلك غالبا ولا يسكت عنه، ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب متفق على اتهامه حديثا بإسناد مفرد إلا أنه خرج حديثا مرويا من طرق مختلفا في إسناده، وفي بعض طرقه متهم.
1 تعليق في كتاب: شروط الأئمة الخمسة للحازمي: ص54، انظر: الحديث النبوي، الصباغ:397.
5-
جمع طريقة الشيخين: البخاري ومسلم، حيث بينا وما أبهما، وطريقة أبي داود حيث جمع كل ما ذهب إليه ذاهب من العلماء أي: جمع كل حديث يحتوي على حكم قال به أحد الفقهاء، فجمع كلتا الطريقتين.
6-
جاء بمذاهب الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار، فكتابه من الكتب التي تعني بأدلة الأحكام، وقد سمى الترمذي مع كل حديث من احتج به من أهل المذاهب كما ذكر ما عارضه به الآخرون ومن ثم كان كتابه من أهم المصادر لدراسة الخلاف بين مدارس الفقه المختلفة1.
7-
اختصر طرق الحديث فذكر واحدا وأومأ إلى ما عداه.
8-
كان يكثر في كتابه من الإتيان بالجرح والتعديل.
9-
في آخر الكتاب كتاب العلل وقد جمع فيه فوائد حسنة.
10-
هناك بعض المصطلحات التي انفرد بها الترمذي: فمن ذلك قوله: حسن صحيح، ومن ذلك قوله غريب: وهو يريد بهذه الكلمة إذا أفردها أنه ضعيف.
أما إذا قال حسن غريب، أو صحيح غريب فمراده التفرد لا الضعف2.
شروحه ومختصراته:
1-
عارضة الأحوذي في شرح الترمذي لابن العربي أبي بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي ت 543هـ.
1 الحديث النبوي: الصباغ: 398.
2 المرجع السابق: 399.
2-
شرح الترمذي: لابن سيد الناس محمد بن محمد اليعمري ت 734هـ، شرح نحو ثلثيه في عشرة مجلدات ولم يتمه، وقد كمله زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي ت 806هـ.
3-
قوت المغتذي في شرح الترمذي تأليف السيوطي ت 911هـ.
4-
تحفة الأحوذي لشرح جامع الترمذي أربعة أجزاء، لعبد الرحمن المباركفوري.
5-
وقد اختصره عدد من العلماء منهم: محمد بن عقيل ت 729هـ، وسليمان بن عبد القوي الطوفي ت 710هـ.