الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسانيد وأهمها
…
الطريقة الثالثة: طريقة المسانيد
تعريف المسند: هو كتاب ذكرت الأحاديث فيه حسب ترتيب أسماء رواتها من الصحابة1، والمسانيد كثيرة ربما تبلغ مائة وتزيد2، وترتيب أسماء الصحابة في المسانيد يختلف من مسند إلى آخر، فبعضها على حروف المعجم، وبعضها على السابقة في الإسلام، وبعضها على أسماء القبائل، أو غير ذلك من الأساليب3، ومن أشهر المسانيد:
1-
مسند أبي حنيفة ت 150هـ.
2-
مسند الشافعي ت 204هـ.
3-
مسند أحمد ت 241هـ.
أولا: مسند أبي حنيفة
الذي ينسب له الكتاب: أبو حنيفة، النعمان بن ثابت ت 150هـ، ولد بالكوفة سنة ثمانين للهجرة، فارسي الأصل، نشأ تاجرا، كان معروفا بصدق المعاملة، ولما كانت الكوفة في زمنه زاخرة بالعلماء، فإن أبا حنيفة نهل من معينهم حتى صار إماما للأهل الرأي، من شيوخه: نافع ت99هـ والشعبي ت 103هـ، وعطاء بن أبي رباح ت 114هـ، وعكرمة وحماد بن أبي سليمان، ومن أشهر تلاميذه زفر بن
1 أصول التخريج: د. محمود الطحان: 40.
2 أصول التخريج: د. الطحان: 40.
3 أصول التخريج: د. الطحان: 40.
الهذيل ت 158هـ، وأبو يوسف ت 183هـ، ومحمد بن الحسن الشيباني ت 189هـ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ت 204هـ، وانتشر مذهبه في العراق والهند والصين.
الكتاب: مجلد في جزء، وهو عبارة عن مرويات أبي حنيفة -رحمه الله تعالى- في الحديث، جمعها العلماء بعد أبي حنيفة، وعندما يقال: مسند أبي حنيفة فليس المراد أنه رحمه الله صنف مسندا بنفسه كما صنف الإمام مالك رحمه الله الموطأ، أو كما صنف الإمام أحمد رحمه الله المسند، إنما عني تلاميذه بما سمعوا منه من الآثار وجمعوها في تصانيف مفردة.
وجاء بعدهم أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري ت 340هـ، فصنف مسندا كبيرا حوى طرق أحاديثه وأجاد، ثم رتبه محمد عابد السندي المدني ت 1257هـ، على أبواب الفقه، وهو الشهير اليوم بمسند أبي حنيفة، وشرحه السندي في أربعة مجلدات، باسم: المواهب اللطيفة في شرح مسند أبي حنيفة.
وشرحه محمد حسن الإسرائيلي السنبلي الهندي ت 1350هـ.
وقد طبع المسند مع شرحه للملا على بن محمد القاري ت 1014هـ.
ومما يذكر أن محمد بن محمود الخوارزمي ت 655هـ، جمع في كتابه: جامع مسانيد الإمام الأعظم خمسة عشر من مسانيده التي رواها علماء الحديث، واستخرج الخوارزمي ما في هذه المسانيد، ورتبها على أبواب الفقه في مجلدين.
ثانيا: مسند الشافعي
الذي ينسب له الكتاب: الشافعي، محمد بن إدريس ت 204هـ: هاشمي قرشي، صاحب المذهب الشافعي، ولد بغزة في فلسطين عام 150هـ، ثم انتقلت به أمه إلى مكة، حفظ القرآن مبكرًا، وظهر نبوغه واتجه لطلب العلم منذ نعومة أظفاره، ومن شيوخه: الإمام مالك بن أنس ت 179هـ، ومحمد بن الحسن ت 189هـ، وسفيان بن عيينة ت 198هـ، ومن تلاميذه: يحيى المزني، والربيع بن سليمان المرادي ت 270هـ، ويوسف بن يحيى البويطي ت 231هـ، وينتشر مذهبه في مصر وفلسطين وأندونيسيا، من مؤلفاته: الأم في الفقه، والرسالة في الأصول.
الكتاب: المسند في جزأين، الجزء الأول في العبادات، والجزء الثاني في المعاملات، وهو ليس من تصنيف الشافعي، شأنه شأن مسند أبي حنيفة، والذي جمعه هو: أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر النيسابوري، ت 360هـ، وقد جمعه غير مرتب لا على الأبواب ولا على المسانيد، ولذا كان في ترتيبه قصور شديد، حتى جاء محمد عابد السندي1 -ت 1257هـ- فرتبه وهذبه على الأبواب الفقهية وشرح نصفه، وقد شرح هذا المسند عدد من العلماء، ومن شروحه:
1-
شرح مسند الشافعي للمبارك بن محمد بن الأثير ت 606هـ.
2-
شرح مسند الشافعي لعبد الكريم بن محمد الرافعي ت 628هـ.
3-
جمع ما في الشرحين أعلاه: الأمير المحدث سنجر بن عبد الله الجاولي ت 745هـ، وكلهم لم يرتب أحاديث الكتاب.
1 السندي: هو مبوب مسند أبي حنيفة وشارحه.
ثالثا: مسند الإمام أحمد
المصنف: هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام المذهب الحنبلي، المحدث الفقيه، ولد في بغداد سنة 164هـ، وكان إمام المحدثين في وقته، وكان من أصحاب الإمام الشافعي وخواصه، لم يزل مصاحبا له إلى أن ارتحل الشافعي إلى مصر، طوف الإمام أحمد بالبلاد الإسلامية في سبيل طلب العلم والحديث، دعي إلى القول بخلق القرآن فلم يجب، فضرب وحبس وظل على رفضه للباطل والامتناع عن قبوله مجاهدا في سبيل الله ناصرًا للسنة. صابرا على ما يصيبه من أجل ذلك، بقي سجينا مدة ثمانية وعشرين شهرا، قال ابن المديني ت 234هـ: إن الله تعالى أيد هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة، ثم عرف الخليفة المتوكل قدره فأكرمه وقدمه، وكان آية في العلم والورع، قال الشافعي ت 204هـ: ماخلفت ببغداد أفقه ولا أروع ولا أعلم من أحمد، وقال ابن معين ت 233هـ: والله ما تحت أديم السماء أفقه من أحمد بن حنبل، ليس في شرق ولا غرب مثله، من تلامذته البخاري ت 256هـ، ومسلم ت 261هـ.
له مؤلفات في الحديث والفقه كثيرة أشهرها المسند، انتشر مذهبه الفقهي في بلاد الشام ونجد والعراق، توفي في ربيع الأول سنة 241هـ.
1-
الكتاب: كان هذا الكتاب محل ثناء العلماء الأعلام، قال ابن الجزري ت 833هـ: هو كتاب لم يروَ على وجه الأرض كتاب في الحديث أعلى منه1
1 الجزري: المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد، شرح أحمد محمد شاكر: 28/1، 29.
2-
جمع فيه مؤلفه من الحديث ما لم يتفق لغيره، فقد اشتمل على ما يقارب أربعين ألف حديث تكرر منها نحو عشرة آلاف.
3-
من أحاديثه ما يزيد على ثلاثمائة حديث ثلاثية الإسناد، أي بين راويها والرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة رواة، وقد شرحها السفاريني في مجلدين كبيرين، وقد طبع هذا الشرح في المكتب الإسلامي في دمشق.
4-
لم يفت المسند من الكتب الستة إلا قليل، فوردت معظم أحاديثها فيه.
5-
رتبه على مسانيد الصحابة، وابتدأ بالعشرة المبشرين بالجنة1، ثم بالصحابة، وقد انتقاه من أكثر من خمسين ألف حديث، أما هذه الأحاديث فقد أوردها في المسانيد دون النظر إلى موضوعاتهها.
6-
يبدو أن الإمام أحمد لم بتح له أن يهذب كتابه وينقحه، بل خلَّفه مسودة، قال ابن الجزري: إن الإمام شرع في جمع هذا المسند، فكتبه في أوراق مفرد’، وفرقه في أجزاء منفردة على نحو ما تكون المسودة، ثم جاء حلول المنية قبل حصول الأمنية، فبادر بإسماعه لأولاده وأهل بيته، ومات قبل تنقيحه وتهذيبه فبقي على حاله، ثم إن ابنه عبد الله ألحق به ما يشاكله، وضم إليه من مسموعاته ما يشابهه ويماثله2.
1 وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي طلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة رضي الله عنهم.
2 المسند: 30/1.