الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنن وأهمها
…
الطريقة الرابعة: طريقة السنن
السنن في اصطلاح المحدثين هي: الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية، وتشتمل على الأحاديث المرفوعة فقط، وليس فيها شيء من أقوال الصحابة أو التابعين1، والسنن كثيرة جدًا منها:
- سنن سعيد بن منصور ت 227هـ.
- سنن الدارمي ت 255هـ.
- سنن ابن ماجه ت 273هـ.
- سنن أبي داود ت 275هـ.
- سنن النسائي وتسمى: المجتبى ت 303هـ.
- سنن الدارقطني ت 385هـ.
- سنن البيهقي ت 458هـ.
وسنتناول بشيء من التفصيل السنن التالية:
أولا: سنن الدارمي
المصنف: الدارمي، هو عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي الدارمي التميمي، أبو محمد، ولد سنة 181هـ، وطلب العلم ورحل في سبيل ذلك، فزار العراق والشام والحرمين ومصر، وأظهر علم الحديث والآثار بسمرقند، وكان عالما بعدد من العلوم بالإضافة إلى الحديث فهو مفسر وفقيه، طلب للقضاء على سمرقند فأبى، وألح عليه السلطان فاستجاب لذلك ولكنه قضى مرة واحدة، ثم استعفى فأُعفي،
1 أصول التخريج: د. الطحان: 40، الحديث النبوي: الصباغ: 354.
ت 255هـ، ودفن بمرو، ألف عددا من الكتب، من أشهرها السنن ويدعى: بالمسند.
الكتاب: اشتهر هذا الكتب عند المحدثين بالمسند، قال السيوطي ت 911هـ: ومسند الدارمي ليس بمسند، بل هو مرتب على الأبواب1.
وعلل العراقي ت 806هـ، تسميته بالمسند بكون أحاديثه مسندة كما سمّى البخاري كتابه بالمسند، إلا أن فيه المرسل والمعضل والمنقطع كثيرا على خلاف البخاري2 ت 256هـ، وأورد السيوطي احتمال أن يكون كتاب السنن هذا هو كتاب الجامع المذكور في كتبه وأن كتابه المسند فُقِد3.
1-
لكثرة ما فيه من حديث الصحيح سماه علاء الدين مغلطاي ت 762هـ: الصحيح، وردَّ عليه ابن حجر ت 852هـ فقال: ولم أر لمغلطاي سلفا في تسمية الدارمي صحيحا4.
2-
قرر ابن حجر ت 852هـ، أنه ليس دون السنن في الرتبة، واقترح أن يكون محل ابن ماجه5 ت 273هـ.
3-
وكتاب السنن مرتب على الأبواب الفقهية، وهو حسن التبويب.
يمتاز هذا الكتاب بقلة الرجال الضعفاء، وليس فيه أحاديث منكرة ولا شاذة وإن كان فيه أحاديث مرسلة وموقوفة.
1 تدريب الراوي: 101.
2 تدريب الراوي: 102
3 تدريب الراوي: 102.
4 تدريب الراوي: 101.
5 تدريب الراوي: 102.
ثانيا: سنن ابن ماجه
المصنف: ابن ماجه، هو محمد بن يزيد بن عبد الله بن ماجه القزويني الربعي1، أبو عبد الله، ولد سنة 209هـ، وطلب علم الحديث صغيرًا، ورحل في طلبه، وطاف بلاد الشام ومصر والحجاز والرِّي والبصرة وبغداد، حتى سمع أصحاب مالك ت 179هـ، والليث ت 175هـ، قال خليل بن أحمد الخليلي ت 446هـ: ثقة كبير متفق عليه، محتج به، روى عنه علماء كثيرون ت 273هـ، له مصنفات عديدة في السنن والتفسير والتاريخ.
الكتاب: السنن هو سادس الكتب الستة على رأي جمهور من العلماء، وبعض الحفاظ اقتصر على الخمسة الأولى، فجعل أصول السنة خمسة، وأول من جعل سنن ابن ماجه سادسها ابن طاهر المقدسي ت 507هـ في كتابه شروط الأئمة الستة، ثم الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ت 600هـ، في كتابه الإكمال في أسماء الرجال2، وإنما قدم هؤلاء العلماء سنن ابن ماجه لكثرة زوائده على الخمسة بخلاف الموطأ، أما رزين ت 535هـ، وابن الأثير ت 606هـ، فيجعلان الموطأ سادس الكتب الستة، أما ابن حجر ت 852هـ، فيقترح أن يكون السادس سنن الدارمي لقلة الرجال الضعفاء فيه، ولندرة الأحاديث المنكرة والشاذة فيه، ومن أشهر خصائص سنن ابن ماجه:
1 نسبة إلى ربيعة.
2 ويشتمل على تراجم رجال الصحيحين وأبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه.
1-
فيه زوائد عما ورد في الكتب الخمسة وقد اختلف العلماء في الحكم عليها، فالحافظ يوسف بن عبد الرحمن المزي ت 742هـ، يرى أن كل ما انفرد به ابن ماجه عن الخمسة ضعيف، ولكن الحافظ ابن حجر يقول: إنه انفرد بأحاديث كثيرة صحيحة، والصواب أن الحكم عليها موقوف على دراسة رجال الإسناد.
2-
كتابه جامع جيد الترتيب، كثير الأبواب، وفيه ما لا يوجد في غيره من كتب الحديث1.
3-
عناوينه محكمة قصيرة تدل على فهم وعمق.
4-
الأبواب فيه ليست كبيرة، فلا يزيد الباب فيه عن بضعة سطور غالبا، والأبواب التي تزيد على الصفحة قليلة جدا.
5-
يمتاز هذا الكتاب بحسن التبويب وهو كتاب مفيد جدا يستطيع الباحث فيه أن يعثر على مطلوبه بسهولة فائقة.
6-
وعلى الرغم من هذه المزايا العظيمة لهذا الكتاب فقد كان مع ذلك موضع انتقاد عدد من العلماء لوجود الأحاديث الضعيفة جدا فيه مما جعل هؤلاء يعيبون على ابن ماجه إيراده لهذه الأحاديث.
7-
طبع هذا الكتاب في مصر والهند طبعات عدة، من أحسنها طبعة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وقد صدرت 1373هـ بجزأين، بذل المحقق في إخراجها جهدا مشكورا واعتنى بها عناية جيدة، وزودها بثلاثة فهارس، وكتب خاتمة ذيَّل بها المجلد الثاني، وفيها بيان بقيمة النسخ التي اعتمدها في التحقيق والمراجع التي رجع إليها في التوثيق والضبط.
1 تهذيب التهذيب: 531/9.
وعدد أحاديث السنن بجزأيها واحد وأربعون وثلاثمائة وأربعة آلاف.
شروحه: شرح هذا الكتاب عدد من العلماء منهم:
1-
سراج الدين عمر بن الملقن ت 804هـ، شرح زوائده على الخمسة وسمى شرحه: ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجه ثمانية مجلدات.
2-
كمال الدين محمد بن موسى الدميري الشافعي ت 808هـ، في خمسة مجلدات.
3-
إبراهيم بن محمد الحلبي ت 841هـ.
4-
جلال الدين السيوطي ت 911هـ، وسمى شرحه: مصباح الزجاجة.
5-
محمد بن عبد الهادي السندي ت 1138هـ.
6-
الشيخ الدهلوي كتب على السنن حاشية وسماها: إنجاح الحاجة.
ثالثا: سنن أبي داود
المصنف، أبو داود: سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني، فهو عربي من الأزد، والسجستاني نسبة إلى سجستان، ولد سنة 202هـ، وتلقى العلم على علماء بلده، ثم ارتحل وطوف بالبلاد في تحصيل الرواية، وتحصيل الدراية، فزار العراق والجزيرة والشام ومصر ودخل بغداد مرارا، وروى سننه فيها، وأخذها أهلها عنه، وعرضها على أحمد فاستجادها واستحسنها، ثم نزل البصرة بطلب من الأمير أبي أحمد الذي جاء إلى منزله في بغداد واستأذن عليه، ورجاه أن يتخذ البصرة وطنا ليرحل إليه طلبة العلم من أقطار الأرض فتَعْمُر بسببه فإنها قد خربت وهجرت؛ لما جرى عليها من فتنة الزنج، وتوفي فيها سنة 275هـ.
وهو من تلاميذ الإمام أحمد ت 241هـ، ويحيى بن معين ت 233هـ، ومن أساتذته: النسائي ت 303هـ، والترمذي ت 279هـ1.
قال ابن حبان ت 354هـ: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا، وقال فيه إبراهيم بن إسحاق: أُلِينَ لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.
كتبه كثيرة من أهمها: رسالته في وصف السنن 2، والسنن وغيرها، أما كتابه السنن فقد أثنى العلماء عليه ثناء كبيرا.
وقال أحمد بن محمد الأعرابي ت 340هـ: لو أن رجلا لم يكن عنده شيء من كتب العلم إلا المصحف الذي فيه كلام الله تعالى، ثم كتاب أبي داودلم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة.
وقال الخطابي ت 388هـ: هو أحسن وضعا وأكثر فقها من الصحيحين، وقال أيضا: كتاب السنن لأبي داود كتاب شريف لم يصنف في علم الدين كتاب مثله.
وقال الغزالي ت 505هـ: إنه يكفي المجتهد في أحاديث الأحكام.
وقال ابن قيم الجوزية ت 751هـ: صار كتابه حكمًا بين أهل الإسلام وفصلا في موارد النزاع والخصام، فإليه يتحاكم المنصفون، وبحكمه يرضى المحققون فإنه جمع شمل أحاديث الأحكام، ورتبها أحسن ترتيب ونظمها أحسن نظام، مع انتقائها أحسن انتقاء، واطِّراحه منها أحاديث المجروحين والضعفاء.
1 الحديث النبوي: الصباغ: 389.
2 حققها الصباغ ونشرها في بيروت.
الكتاب، من ميزاته1:
1-
يبلغ عدد أحاديثه تقريبا خمسة آلاف حديث.
2-
هو كتاب غني في متون الحديث، فعنايته بالمتون كبيرة جدا، ولهذا يذكر الطرق واختلاف ألفاظها والزيادات المذكورة في بعضها دون بعض.
3-
يعني هذا الكتاب بفقه الحديث أكثر من عنايته بالأسانيد، فقد كانت رغبة أبي داود جمع الأحاديث التي استدل بها فقهاء الأمصار وبنوا عليها الأحكام.
4-
لا يذكر في الباب الواحد أحاديث كثيرة خشية أن يكبر الكتاب جدا.
5-
لا يعيد الحديث في الباب إلا لزيادة فيه.
6-
قد يختصر الحديث الطويل ليدل على موضع الاستشهاد يقول في رسالته لأهل مكة: وربما اختصرت الحديث الطويل لأني لو كتبته بطوله لم يعلم بعض من سمعه، ولا يفهم موضع الفقه منه، فاختصرته لذلك.
7-
قد يترك الأقوى إسنادا إلى حديث صحيح ولكنه دونه، إذا كان صاحبه أقدم في الحفظ، يقول في رسالته لأهل مكة: ولا أرى في كتابي من هذا عشرة أحاديث.
8-
يشير إلى الحديث الذي فيه وهن شديد ويبينه، قال في رسالته لأهل مكة: وما في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بينته، ومنه ما لم يصح مسندا، وهو لم يذكر حديثا أجمع الناس على تركه، وكثيرا ما يذكر علة الحديث2.
1 رسالة أبي داود: تحقيق الصباغ: ص23- 27.
2 مختصر سنن أبي داود: للمنذري: 8/1.
9-
الأحاديث التي سكت عنها أبو داود اختلف العلماء فيها، فمنهم من يقول: إنها حسنة، ومنهم من يقول: إنها صحيحة، ويقول أبو داود في ذلك: وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح وبعضها أصح من بعض1، والموقف السليم أن ننظر في أسانيد هذه الأحاديث التي سكت عنها أبو داود، فما حكم له سنده بالصحة كان صحيحا وما حكم له سنده بالضعف كان ضعيفا2.
10-
عناوينه تحوي ما استنبطه العلماء من الأحاديث وتدل على سعة فقهٍ3
11-
ليس فيه شيء من الآثار.
12-
وقد يفاضل بين حديثين فيقوي أحدهما على الآخر.
13-
فيه كثير من المراسيل، اختلف أهل العلم في الاحتجاج بها.
شروح سنن أبي داود: شرحها كثير من العلماء من أشهرهم:
1-
الإمام الخطابي ت 388هـ في كتابه: معالم السنن.
2-
قطب الدين أبو بكر اليمني الشافعي ت 652هـ في أربعة مجلدات كبار.
3-
أبو زُرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي ت 826هـ، شرح سجود السهو.
4-
بدر الدين محمود بن أحمد العيني ت 855هـ، شرحه لم يكمل.
5-
السيوطي ت 911هـ شرحه في كتاب: مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود.
6-
العظيم أبادي في كتابة: عون المعبود في أربعة مجلدات.
7-
الشيخ خليل أحمد ت 1346هـ في: بذل المجهود في حل سنن أبي داود4.
1 رسالة أبي داود: تحقيق الصباغ: 27.
2 الحديث النبوي: الصباغ: 392.
3 الحديث النبوي: الصباغ: 392.
4 مجلة البعث الإسلامي: ع/5: مجلد 18، ذي الحجة سنة 1392هـ.
واختصر السنن زكي الدين المنذري ت 656هـ، وقد هذب المختصر ابن قيم الجوزية الحنبلي ت 751هـ.
رابعا: المجتبى للنسائي
المصنف: هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي الخراساني، والنسائي نسبة إلى نَسا قرية بخراسان، ولد سنة 215هـ بنَسا، وطلب العلم وسمع من أئمة الحديث في عصره، وطوف من أجل ذلك في خراسان والعراق والشام والحجاز ومصر والجزيرة، وقد استوطن مصر إلى سنة 303هـ.
الكتاب: صنف النسائي كتابه السنن الكبرى وأهداها إلى أمير الرملة، فطلب إليه أن يميز له الصحيح من غيره، فصنف له: السنن الصغرى، وسماها: المجتبى من السنن1، وظل الكتابان السنن والمجتبى يتداولها أهل العلم ويقرءونهما ويعزون إليها حتى القرن الحادي عشر، وعندما شاعت الطباعة طبع المجتبى ثم طبعت السنن الكبرى لاحقًا.
وذكر السيوطي ت 911هـ، وغيره أن سنن النسائي الذي هو أحد الكتب الستة هي الصغرى لا الكبرى.
1-
هو أقل الكتب الستة بعد الصحيحين حديثا ضعيفا، ولذلك ذكروه بعد الصحيحين في المرتبة؛ لأنه أشد انتقادا للرجال، وشرطه أشد من شرط أبي داود والترمذي وغيرهما.
2-
يجمع بين طريقتي البخاري ومسلم مع حفظ كثير من بيان العلل2.
1 تذكرة الحفاظ 3/ 940، البداية والنهاية 123/11، وتهذيب التهذيب 6/1.
2 فتح المغيث 1/ 82، الحديث النبوي، الصباغ:395.
3-
يحسن بيان العلل ولا يكاد يخرج لمن يغلب عليه الوهم أو فحش خطؤه وكثر.
شروحه:
1-
شرحه السيوطي ت 911هـ، شرحا موجزا.
2-
شرحه محمد بن عبد الهادي السندي ت 1138هـ، شرحا موجزا.
3-
شرح عمر بن الملقن ت 804هـ زوائده على: الصحيحين وأبي داود ت 257هـ، والترمذي ت 279هـ، في مجلد.