الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثاني: وصف بعض شجر الجنة
حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض شجر الجنة حديثاً عجباً ينبيك عن خلق بديع هائل يسبح الخيال في تقديره والتعرف عليه طويلاً، ونحن نسوق لك بعض ما حدثنا به الرسول صلى الله عليه وسلم. الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص179
- الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام
هذه شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن الراكب لفرس من الخيل التي تعد للسباق يحتاج إلى مائة عام حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه، ففي (الصحيحين) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:((إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها)) (1)
وفي (صحيح البخاري) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم: (وظل ممدود)[الواقعة:30])). (2)
ورواه مسلم عن أبي هريرة وسهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها)) (3) الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص179
- سدرة المنتهى
وهذه الشجرة ذكرها الحق في محكم التنزيل، وأخبر الحق أن رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها عندها، وأن هذه الشجرة عند جنة المأوى، كما أعلمنا أنه قد غشيها ما غشيها مما لا يعلمه إلا الله عندما رآها الرسول صلى الله عليه وسلم: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم:13 - 17].
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الشجرة بشيء مما رآه: ((ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: (أي جبريل) هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار، نهران باطنان، ونهران ظاهران، قلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات)). رواه البخاري ومسلم. (4) وفي (الصحيحين) أيضاً:((ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ونبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)). (5). الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص180
- شجرة طوبى
(1) رواه البخاري (6553)، ومسلم (2828).
(2)
رواه البخاري (3252)، ومسلم (2826).
(3)
رواه البخاري (3251)، ومسلم (2826).
(4)
رواه البخاري (3887)، ومسلم (164).
(5)
رواه البخاري (3207)، ومسلم (164).
وهذه شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة، ففي (مسند أحمد)، و (تفسير ابن جرير)، و (صحيح ابن حبان) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)) (1) وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة – الحديث الذي يرويه أحمد في (مسنده) عن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تخلق، أمن نسجاً تنسج؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ومم تضحكون، من جاهل سأل عالماً؟ ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أين السائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: لا بل تشقق عنها ثمر الجنة، ثلاث مرات)). (2) الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص180
- سيد ريحان الجنة
أخبرنا الله أن في الجنة ريحاناً فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ [الواقعة: 88 - 89]، وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيد ريحان أهل الجنة الحناء، ففي (معجم الطبراني الكبير) بإسناد صحيح على شرط الشيخين عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((سيد ريحان الجنة الحناء)) (3) الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص181
- سيقان أشجار الجنة من ذهب
ومن عجب ما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيقان أشجار الجنة من ذهب، ففي (سنن الترمذي)، و (صحيح ابن حبان)، و (سنن البيهقي)، بإسناد صحيح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب)) (4) الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص182
- كيف يكثر المؤمن حظه من أشجار الجنة؟
طلب خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أن يبلغ أمته السلام وأن يخبرهم بالطريقة التي يستطيعون بها تكثير حظهم من أشجار الجنة، فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) (5) الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص182
(1) رواه أحمد (3/ 71)، والطبري في ((تفسيره)) (13/ 101)، وابن حبان (2625). وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1985): سنده لا بأس به في الشواهد.
(2)
رواه أحمد (2/ 224)(7095) ، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3/ 441)(5872)، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح. وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) للألباني (1985).
(3)
لم أجده في المطبوع من الطبراني ولعله في المفقود منه. قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (5/ 157): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبدالله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة مأمون. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1420): سنده صحيح على شرط الشيخين.
(4)
رواه الترمذي (2525)، وابن حبان (16/ 425). وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد رضي الله عنه. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
(5)
رواه الترمذي (3462)، والطبراني (10/ 173). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود، وحسنه ابن حجر في ((هداية الرواة)) (2/ 439) - كما أشار لذلك في مقدمته -. وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): حسن.