الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو قرئ لحمزة بالتكبير عند من رآه فلا بدّ من البسملة معه لأن القارئ ينوي الوقف على آخر السورة فيصير مبتدئا للسورة التالية، وحيث ابتدأ بها فلا بدّ من البسملة.
السادسة: قال «الجعبري» : وليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة.
السابعة: حكمه في الصلاة:
أمّا حكمه في الصلاة فقد روى «السخاوي» عن «أبي محمد الحسن بن محمد بن عبد الله القرشي» أنه صلّى بالناس «التراويح» خلف المقام بالمسجد الحرام فلما كانت ليلة الختم كبّر من خاتمة «والضحى» إلى آخر «القرآن» في الصلاة، فلما سلم إذا بالإمام «أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي» رحمه الله تعالى قد صلى وراءه، قال فلما أبصرني قال لي: أحسنت، وأصبت السنة.
(والله أعلم).
أمور تتعلق بختم القرآن الكريم
قال ابن الجزري:
ثمّ اقرإ الحمد وخمس البقرة
…
إن شئت حلّا وارتحالا ذكره
المعنى: إذا ختم القارئ القرآن، وانتهى إلى سورة «الناس» يستحب له بعد أن يختم سورة «الناس» قراءة سورة «الفاتحة» وخمس آيات من أول سورة «البقرة» إلى قوله
تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وهذا هو الحالّ المرتحل.
قال ابن الجزري:
وادع وأنت موقن الإجابه
…
دعوة من يختم مستجابه
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى قارئ القرآن الكريم كلما ختم القرآن أن يرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى ويسأله من فضله وبحر جوده، وقد صحّ عن «أنس بن مالك» رضي الله عنه، وثبت عن جماعة من أئمة التابعين أنهم
كانوا يتحرون أوقات الختم فيحضرونها، وكل يدعو الله بما يريد، قال تعالى:
وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (سورة غافر آية 60). ولا شك أن ساعة ختم القرآن ساعة مشهودة، فعلى كل من حضر ختم القرآن أن ينتهز هذه الفرصة العظيمة ويسأل الله الذي يجيب دعاء المضطرين،
فقد ورد في الحديث الذي رواه «الطبراني» في معجمه الأوسط ما يأتي:
عن «جابر بن عبد الله» ت 78 هـ، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن، أو قال: من جمع القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة، إن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء ادخرها له في الآخرة» اهـ.
وعن «أنس بن مالك» ت 93 هـ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مع كل ختمة دعوة مستجابة» اهـ «1» .
قال ابن الجزري:
وليعتن بأدب الدّعاء
…
ولترفع الأيدي إلى السّماء
وليمسح الوجه بها والحمد
…
مع الصلاة قبله وبعد
المعنى: يجب على كل من توجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يتأدّب بآداب الدعاء وهي كثيرة مثل: «الإخلاص لله تعالى في دعائه، وتجنب أكل الحرام، والوضوء، واستقبال القبلة، وعليه أن يفتتح دعاءه بالثناء على الله تعالى بما هو أهله، ثم بالصلاة والسلام على سيد الوجود صلى الله عليه وسلم، وقبل أن يختم دعاءه يستحب له أن يختمه بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن يختم دعاءه يستحب له أن يمسح وجهه باليدين،
فقد ثبت من حديث «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه» «2» .
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(2)
رواه الترمذي، والحاكم في صحيحه.
قال ابن الجزري:
وهاهنا تمّ نظام الطّيّبه
…
ألفيّة سعيدة مهذّبه
بالرّوم من شعبان وسط سنة
…
تسع وتسعين وسبعمائة
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أنه بهذا انتهى من نظم «متن الطيبة» الذي ضمنه «القراءات العشر من طريق النشر» ثم أشار الناظم إلى أن «الطيبة» بلغت ألف بيت، وإن كانت تزيد شيئا يسيرا، علما بأنه لم يعدّ الأبيات التي نظمها في «باب إفراد القراءات وجمعها» إذ لا تعلق له بخلاف القراءات. كما أخبر الناظم رحمه الله تعالى أنه أتم نظم «متن الطيبة» ببلاد الروم في مدينة «بروصة» تحت ملك سلطانها «بايزيد بن الملك مراد بن الملك أورخان» وكان ذلك سنة 797 هـ سبع وتسعين وسبعمائة من هجرة سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم.
قال ابن الجزري:
وقد أجزتها لكلّ مقري
…
كذا أجزت كلّ من في عصري
رواية بشرطها المعتبر
…
وقاله محمّد بن الجزري
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأنه أجاز لجميع المقرئين في جميع الأمصار، والأعصار أن يروي عنه هذه الأرجوزة ويقرأ بها، ويقرئ بها غيره على رأي من أجاز ذلك، أي من أجاز الرواية بالإجازة العامة.
قال ابن الجزري:
يرحمه بفضله الرّحمن* فظنّه من جوده الغفران المعنى: ختم الناظم رحمه الله تعالى نظمه بطلب الرحمة من الله تعالى فهو أرحم الراحمين، كما طلب من الله تعالى أن يغفر له خطأه وتقصيره فهو الغفور الرحيم، وهنيئا لمن رحمه الله تعالى وغفر له ذنوبه لأنه سيكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
وأنا أنسج على منوال «ابن الجزري» وأرفع أكفّ الضّراعة إلى الله تعالى وأتوجّه إليه بقلب مخلص أن يغفر لي ولوالديّ ولجميع أقاربي، وأن يرحمني برحمته
التي وسعت كل شيء، وأن يعينني دائما على خدمة كتابه، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يدخلني الجنّة بفضله وعفوه وكرمه إنه سميع مجيب وصلّ اللهمّ على نبينا وحبيبنا «محمد» صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين الذي وفقني وأعانني على إتمام هذا الشرح المبارك.
وكان الفراغ منه عقب صلاة عصر يوم الخميس، بالمدينة المنورة: 20 ربيع الأول سنة 1410 هـ، الموافق 19 أكتوبر سنة 1989 م.
كتبه بخطّ يده خادم العلم والقرآن الدكتور محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن غفر الله له ولوالديه آمين