الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الجن
قال ابن الجزري:
............ وفتح أن
…
ذي الواو كم صحب تعالى كان ثن
صحب كسا والكلّ ذو المساجدا
…
وأنّه لمّا اكسر اتل صاعدا
المعنى: اختلف القرّاء في وَأَنَّهُ تَعالى (آية 3)، وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ (آية 4). وَأَنَّا ظَنَنَّا (آية 5). وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ (آية 6). وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا (آية 7). وَأَنَّا لَمَسْنَا (آية 8). وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ (آية 9). وَأَنَّا لا نَدْرِي (آية 10). وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ (آية 11). وَأَنَّا ظَنَنَّا (آية 12). وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى (آية 13)، وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ (آية 14). وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ (آية 19). وذلك ثلاث عشرة همزة.
فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» ، «كسا» ومدلول «صحب» وهم «ابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بفتح الهمزة في المواضع كلها، وهي معطوفة على الضمير في «به» من قوله تعالى: يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ (آية 2). من غير إعادة الجارّ، على مذهب الكوفيين.
وقال «محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري» ت 538 هـ: «هي معطوفة على محلّ «به» كأنه قال: صدقناه، وصدقنا «أنه تعالى جدّ ربنا» إلى آخر الآيات.
وقرأ المرموز له بالثاء من «ثن» وهو: «أبو جعفر» بالفتح في أربعة منها وهي: وَأَنَّهُ تَعالى (آية 3)، وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ (آية 4)، وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ (آية 6)، وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ (آية 19). وكسر في التسعة الباقية، وذلك جمعا بين اللغتين.
وقرأ المرموز له بالألف من «اتل» والصاد من «صاعدا» وهما: «نافع، وشعبة» بالكسر في الجميع، عطفا على قوله تعالى: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (آية 1). فيكون الكل مقولا للقول.
وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» بالكسر في اثنتي عشرة همزة الأولى من أول الآية (3) إلى الآية (14). وقرءوا بفتح الهمزة في موضع واحد وهو: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ (آية 19).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على فتح همزة وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ (آية 18).
قال ابن الجزري:
تقول فتح الضّمّ والثّقل ظمي
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «تقول» من قوله تعالى: وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (سورة الجنّ آية 5).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظمي» وهو: «يعقوب» «تقوّل» بفتح القاف، وتشديد الواو، مضارع «تقوّل» على وزن «تفعّل» مضعف العين، والأصل «تتقوّل» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، وهو مشتق من «التقوّل» وهو:
«الكذب» فيكون «كذبا» مفعولا به ل «تقوّل» .
وقرأ الباقون «تقول» بضم القاف، وإسكان الواو، مضارع «قال» من «القول» وعلى هذه القراءة يكون «كذبا» مصدرا مؤكدا ل «تقول» لأن الكذب نوع من «القول» أو صفة لمصدر محذوف، أي قولا كذبا.
قال ابن الجزري:
...............
…
نسلكه يا ظهر كفا ......
المعنى: اختلف القرّاء في «يسلكه» من قوله تعالى: وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (سورة الجنّ آية 17).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظهر» ومدلول «كفا» وهم: «يعقوب، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يسلكه» بياء الغيبة، جريا على السياق، والفاعل ضمير مستتر تقدير «هو» يعود على «ربّه» .
وقرأ الباقون «نسلكه» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلّم، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» وهو إخبار من «الله تعالى» عن نفسه.
قال ابن الجزري:
...............
…
...... الكسر اضمم
من لبدا بالخلف لذ
…
... ...............
المعنى: اختلف القرّاء في «لبدا» من قوله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (سورة الجنّ آية 19).
فقرأ المرموز له باللام من «لذ» بخلف عنه، وهو:«هشام» «لبدا» بضم اللام، جمع «لبدة» على وزن «فعلة» بضم فاء الكلمة وسكون العين، نحو:
«غرفة، وغرف» . ومعنى «لبدا» بضم اللام: كثيرا، كما في قوله تعالى: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً (سورة البلد آية 6).
وقال «مجاهد بن جبر» ت 104 هـ: «لبدا» أي جماعات، وهو من تلبّد الشيء على الشيء، أي «اجتمع، ومنه «اللبد» الذي يفرش لتراكم صوفه، وكل شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبدته» «1» اهـ.
وقرأ الباقون «لبدا» بكسر اللام، وهو الوجه الثاني «لهشام» على أنه جمع «لبدة» على وزن «فعلة» بكسر الفاء، وسكون العين، نحو:«سدرة، وسدر» .
ومعنى: «لبدا» بكسر اللام: كاد الجنّ يكونون عليه لبدا، أي متراكمين.
من ازدحامهم على النبي صلى الله عليه وسلم لسماع «القرآن» منه عليه الصلاة والسلام.
(1) انظر: تفسير الشوكاني ج 5/ 309.
وقال «الزجاج إبراهيم بن السّري» ت 311 هـ: معنى «لبدا» : «يركب بعضهم بعضا» اهـ «1» .
قال ابن الجزري:
......... قل إنّما
…
في قال ثق فز نل ......
المعنى: اختلف القرّاء في «قُلْ إِنَّما» من قوله تعالى: قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (سورة الجنّ آية 20).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثق» والفاء من «فز» والنون من «نل» وهم:
«أبو جعفر، وحمزة، وعاصم» «قل» بضم القاف، وسكون اللام، على أنه فعل أمر، حملا على ما جاء بعده من لفظ الأمر في قوله تعالى: قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (آية 21). وقوله تعالى: قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ (آية 22). والفاعل ضمير مستتر تقديره «أنت» والمراد به نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الباقون «قال» بفتح القاف، واللام، على أنه فعل ماض على لفظ الخبر والغيبة، حملا على ما قبله من الخبر والغيبة في قوله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ (آية 19).
والتقدير: لما قام عبد الله يدعوه قال إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا، وفاعل «قال» ضمير مستتر تقدير «هو» يعود على «عبد الله» والمراد به نبينا «محمد» عليه الصلاة
والسلام.
قال ابن الجزري:
...............
…
............ ليعلم اضمما
غنا ............
…
...............
(1) انظر: تفسير الشوكاني ج 5/ 309.
المعنى: اختلف القرّاء في «ليعلم» من قوله تعالى: لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ (سورة الجنّ آية 28).
فقرأ المرموز له بالغين من «غنا» وهو: «رويس» «ليعلم» بضم الياء مبنيّا للمفعول، ونائب الفاعل محذوف يفهم من السياق، والتقدير: ليعلم الناس أي المرسل إليهم أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربهم.
وقرأ الباقون «ليعلم» بفتح الياء مبنيّا للفاعل، والمراد به «العلم» المتعلق بالإبلاغ الموجود بالفعل، و «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والخبر الجملة، وفاعل «يعلم» ضمير مستتر تقديره «هو» والمراد به نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم والمعنى: ليعلم «محمد» عليه الصلاة والسلام أن الرسل قبله قد أبلغوا الرسالة كما بلّغ هو الرسالة.
تمّت سورة الجنّ ولله الحمد والشكر