الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الشورى
قال ابن الجزري:
.........
…
... وحاء يوحى فتحت
دما ......
…
.........
المعنى: اختلف القرّاء في «يوحى إليك» من قوله تعالى: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ (سورة الشورى آية 3).
فقرأ المرموز له بالدال من «دما» وهو: «ابن كثير» «يوحى» بفتح الحاء، وبعدها ألف رسمت ياء، على البناء للمفعول، و «إليك» نائب فاعل.
وقرأ الباقون «يوحي» بكسر الحاء، على البناء للفاعل، والفاعل «الله» من قوله تعالى بعد: اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و «إليك» متعلق ب «يوحي» .
قال ابن الجزري:
…
وخاطب يفعلوا صحب غما
…
خلف .........
المعنى: اختلف القرّاء في «ما تفعلون» من قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (سورة الشورى آية 25).
فقرأ مدلول «صحب» والمرموز له بالغين من «غما خلف» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ورويس» بخلف عنه «تفعلون» بتاء الخطاب، على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
وقرأ الباقون «يفعلون» بياء الغيبة، جريا على نسق الآية، وهو الوجه الثاني ل «رويس» .
قال ابن الجزري:
...............
…
... بما في فبما مع يعلما
بالرّفع عمّ .........
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «فبما كسبت أيديكم» وفي «ويعلم» من قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (سورة الشورى آية 30).
ومن قوله تعالى: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (سورة الشورى آية 35).
فقرأ مدلول «عمّ» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «بما كسبت أيديكم» بدون «فاء» على أن «ما» في قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ بمعنى الذي مبتدأ، و «بما كسبت أيديكم» خبر فلا يحتاج إلى الفاء. وقد رسم في مصاحف أهل المدينة، والشام «بما كسبت أيديكم» بدون الفاء.
قال «أبو عمرو الداني» : وفي الشورى في مصاحف أهل المدينة، والشام، «بما كسبت أيديكم» بغير فاء قبل الباء، وفي سائر المصاحف «فبما كسبت أيديكم» بزيادة فاء اهـ «1» .
وقرأ أي «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «ويعلم» برفع الميم على الاستئناف.
وقرأ الباقون «فبما» بالفاء، على أن «ما» في قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ شرطية، والفاء واقعة في جواب الشرط. ويجوز أن تكون «ما» موصولة، ودخلت الفاء في خبرها لما في الموصول من الإبهام الذي يشبه الشرط.
وهذه القراءة موافقة في الرسم لمصاحف أهل الأمصار غير مصاحف أهل المدينة، والشام.
وقرأ أي الباقون «ويعلم» بالنصب، وهو منصوب ب «أن» مضمرة، والتقدير: وأن يعلم، لأنه صرفه عن الجواب وعطفه على المعنى، ومعنى
(1) انظر: المقنع في مرسوم المصاحف ص 106.
الصرف: أنه لما كان قبله شرط وجواب، وهو قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ* أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (الآيتان 33 - 34).
وعطف «يعلم» عليه لم يحسن في المعنى، لأن علم الله واجب، وما قبله غير واجب، فلم يحسن الجزم في «يعلم» على العطف على الشرط وجوابه، فلما امتنع العطف عليه على لفظه، عطف على مصدره، والمصدر اسم، فأضمر «أن» فتكون مع الفعل اسما، فعطف اسم على اسم.
قال ابن الجزري:
...... وكبائر معا
…
كبير رم فتى ......
المعنى: اختلف القراء في «كبئر» معا من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ (سورة الشورى آية 37). ومن قوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ (سورة النجم آية 32).
فقرأ المرموز له بالراء من «رم» ومدلول «فتى» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «كبير» بكسر الباء، وياء بعدها، على وزن «فعيل» في الموضعين، وذلك على التوحيد مرادا الجنس، والجنس يصدق على القليل والكثير، ووزن «فعيل» يقع بمعنى الجمع مثل قوله تعالى: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (سورة النساء آية 69). أي رفقاء.
وقرأ الباقون «كبئر» في الموضعين بفتح الباء، وألف بعدها، ثم همزة مكسورة، جمع «كبيرة» وذلك لأن بعدها «الفواحش» بالجمع، فحسن الجمع في «كبائر» ليتفق اللفظان.
قال ابن الجزري:
...............
…
......... ويرسل ارفعا
يوحي فسكّن ماز خلفا أنصفا
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «أو يرسل رسولا فيوحي» من قوله تعالى: وَما
كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ (سورة الشورى آية 51).
فقرأ المرموز له بالألف من «أنصفا» والميم من «ماز خلفا» وهما: «نافع، وابن ذكوان» بخلف عنه، برفع اللام من «يرسل» وإسكان الياء من «فيوحي» على أن «يرسل» جملة مستأنفة، أو خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: أو هو يرسل رسولا، و «فيوحي» مرفوع بضمة مقدرة، وهو معطوف على «يرسل» .
وقرأ الباقون بنصب اللام، والياء، وهما منصوبان «بأن» مضمرة، و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على «وحيا» وهو الوجه الثاني ل «ابن ذكوان» .
تمّت سورة الشورى ولله الحمد والشكر