الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة طه عليه الصلاة والسلام
قال ابن الجزري:
إنّي أنا افتح حبر ثبت
…
... ...............
المعنى: اختلف القرّاء في «إنّي أنا» من قوله تعالى: إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ (سورة طه آية 12).
فقرأ مدلول «حبر» والمرموز له بالثاء من «ثبت» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر» بفتح همزة «أنّي» وذلك على إضمار حرف الجرّ، والتقدير:
نودي بأني أنا ربّك.
وقرأ الباقون بكسر الهمزة، على إضمار القول، أي فقيل: إنّي أنا ربك، أو على إجراء النداء مجرى القول، على مذهب الكوفيين.
قال ابن الجزري:
............... وأنا
…
شدّد وفي اخترت قل اخترنا فنا
المعنى: اختلف القرّاء في «وأنا اخترتك» من قوله تعالى: وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (سورة طه آية 13).
فقرأ المرموز له بالفاء من «فنا» وهو: «حمزة» «وأنّا» بفتح الهمزة، وتشديد النون، على أنّها «أنّ» المشددة، وهي المؤكدة، و «نا» اسمها، وقرأ «اخترناك» بنون مفتوحة بعد الراء، وبعدها ضمير المتكلّم المعظم نفسه، والجملة خبر «أنّا» المشددة.
وقرأ الباقون «وأنا» بفتح الهمزة، وتخفيف النون، على أنها ضمير منفصل مبتدأ، وقرءوا «اخترتك» بتاء مضمومة، على أن الفعل مسند إلى ضمير المتكلم، والجملة خبر المبتدإ.
قال ابن الجزري:
طوى معا نوّنه كنزا
…
... ...............
المعنى: اختلف القرّاء في «طوى» معا من قوله تعالى إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ
طُوىً (سورة طه آية 12). ومن قوله تعالى: إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (سورة النازعات آية 16).
فقرأ مدلول «كنزا» وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «طوى» في الموضعين بتنوين الواو مصروفا، على أنه اسم للوادي، فأبدل منه فصرف.
وقرأ الباقون بعدم التنوين في الموضعين، على المنع من الصرف للعلمية، والتأنيث، لأنه جعل اسما للبقعة وهي الوادي.
قال ابن الجزري:
......... فتح ضم
…
اشدد مع القطع وأشركه يضم
كم خاف خلفا ......
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «اشدد، وأشركه» من قوله تعالى: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (سورة طه الآيتان 31 - 32).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» والخاء من «خاف» وهما: «ابن عامر، وابن وردان» بخلف عنه «أشدد» بهمزة قطع مفتوحة وصلا وبدءا، على أنه مضارع «شدّ» الثلاثي، والمضارع من غير الرباعي يفتح أوله، وهو مجزوم في جواب الدعاء، وهو قوله تعالى: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي.
وقرأ أيضا «وأشركه» بضم الهمزة، بخلف عن «ابن وردان» أيضا على أنه مضارع من «أشرك» الرباعي، ومضارع الرباعي يضم أوله، وهو مجزوم لأنه معطوف على «أشدد» .
وقرأ الباقون «اشدد» بهمزة وصل تحذف في الدّرج، وتثبت في الابتداء مضمومة، على أنه فعل أمر بمعنى الدعاء من «شدّ» الثلاثي، والأمر من مضعف الثلاثي مضموم العين، تضم همزته وصلا تبعا لضم ثالث الفعل، وهو الوجه الثاني ل «ابن وردان» .
وقرءوا «وأشركه» بفتح الهمزة، على أنه فعل أمر بمعنى الدعاء، من
«أشرك» الرباعي، والأمر من الرباعي يفتح أوله، وهو معطوف على «اشدد» وهو الوجه الثاني ل «ابن وردان» .
والمعنى: سأل نبي الله موسى عليه السلام ربّه عز وجل أن يشدّ أزره بأخيه «هارون» عليه السلام، وأن يشركه معه في النبوة وتبليغ الرسالة.
قال ابن الجزري:
...... ولتصنع سكّنا
…
كسرا ونصبا ثق
…
المعنى: اختلف القرّاء في «ولتصنع» من قوله تعالى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (سورة طه آية 39).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثق» وهو: «أبو جعفر» «ولتصنع» بسكون اللام، وجزم العين، على أن اللام للأمر، والفعل مجزوم بها، وحينئذ يجب إدغام عين «ولتصنع» في عين «على» لأن أول المثلين ساكن، والثاني متحرك.
وقرأ الباقون «ولتصنع» بكسر اللام، ونصب العين، على أن اللام لام كي، والفعل منصوب بأن مضمرة.
قال ابن الجزري:
............
…
...... مهادا كوّنا
سما كزخرف بمهدا
…
... .........
اختلف القرّاء في «مهدا» في طه وفي الزخرف، من قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا (سورة طه آية 53). ومن قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا (سورة الزخرف آية 10).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كوّنا» ومدلول «سما» وهم: «ابن عامر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «مهادا» في السورتين:
بكسر الميم، وفتح الهاء، وإثبات ألف بعدها.
وقرأ الباقون «مهدا» بفتح الميم، وإسكان الهاء، وحذف الألف، وهما مصدران، يقال:«مهدته مهدا ومهادا» . وقيل: «المهاد» جمع «مهد» مثل:
«كعب» جمع «كعاب» . والمهد، والمهاد: اسم لما يمهّد، مثل:«الفرش، والفراش» اسم لما يفرش.
تنبيه: اتفق القرّاء العشرة على قراءة «مهادا» من قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (سورة النبأ آية 6). بكسر الميم، وفتح الهاء، وإثبات ألف بعدها. فإن قيل: لماذا لم يرد في موضع «النبأ» «مهدا» كما ورد في موضعي:
طه، والزخرف؟ أقول: لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التلقي، ولا مجال للرأي فيها.
قال ابن الجزري:
...... واجزم
…
نخلفه ثب
…
المعنى: اختلف القرّاء في «لا نخلفه» من قوله تعالى: لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (سورة طه آية 58).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثب» وهو «أبو جعفر» لا «نخلفه» بإسكان الفاء، ويلزم منه حذف صلة هاء الضمير، وذلك على أنه مضارع مجزوم في جواب الأمر قبله وهو قوله تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً أي إن تجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه.
وقرأ الباقون «لا نخلفه» برفع الفاء مع صلة هاء الضمير حالة وصل الكلمة، بما بعدها، على أنه مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم.
والجملة في محل نصب صفة ل «موعدا» .
قال ابن الجزري:
............
…
... سوى بكسره اضمم
نل كم فتى ظنّ
…
... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «سوى» من قوله تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (سورة طه آية 58).
فقرأ المرموز له بالنون من «نل» والكاف من «كم» ومدلول «فتى» والمرموز له بالظاء من «ظنّ» وهم: «عاصم، وابن عامر، وحمزة، وخلف العاشر، ويعقوب» «سوى» بضم السين.
وقرأ الباقون «سوى» بكسر السين. والضم والكسر لغتان مثل «طوى» بضم الطاء، وكسرها. و «سوى» نعت ل «مكانا» ومعناه: مكانا نصفا فيما بين الفريقين، أي وسطا تستوي إليه مسافة الجائي من الطرفين. و «فعل» بكسر الفاء، وفتح العين: قليل في الصفات، نحو:«عدى» و «فعل» بضم الفاء وفتح العين كثير في الصفات نحو: «لبد، وحطم» .
قال ابن الجزري:
...... وضمّ واكسرا
…
يسحت صحب غاب
…
المعنى: اختلف القرّاء في «فيسحتكم» من قوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ (سورة طه آية 61).
فقرأ مدلول «صحب» والمرموز له بالغين من «غاب» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ورويس» «فيسحتكم» بضم الياء، وكسر الحاء، وهي لغة كل من نجد وتميم.
وقرأ الباقون «فيسحتكم» بفتح الياء والحاء، وهي لغة الحجازيين.
ونحن إذا ما نظرنا إلى هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان إلى أصل الاشتقاق، إذ إن القراءة الأولى مضارع «أسحته» من الثلاثي المزيد بالهمزة. والقراءة الثانية مضارع «سحته» من الثلاثي المجرد، يقال: سحتّه، وأسحتّه بمعنى: سحقته، وأهلكته.
قال ابن الجزري:
............
…
... إن خفّف درا
علما وهذين بهذان حلا
…
............
المعنى: اختلف القرّاء في «إن هذن» من قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ (سورة طه آية 63).
فقرأ المرموز له بالعين من «علما» وهو: «حفص» «إن» بتخفيف النون، و «هذن» بالألف بعدها نون خفيفة، على أنّ «إن» مخففة من الثقيلة مهملة، و «هذن» مبتدأ، و «لسحرن» الخبر، واللام هي الفارقة بين «إن» المخففة والنافية.
وقرأ المرموز له بالدال من «درا» وهو «ابن كثير» مثل قراءة «حفص» إلا أنه شدّد النون «من هذان» «1» ، وذلك للتعويض عن ألف المفرد التي حذفت في التثنية.
وقرأ المرموز له بالحاء من «حلا» وهو: «أبو عمرو» «إنّ» بتشديد النون، و «هذين» بالياء على أنّ «إنّ» هي المؤكدة العاملة، و «هذين» اسمها، واللام للتأكيد، و «سحران» خبرها.
وقرأ الباقون وهم: «نافع، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» «إنّ» بتشديد «النون» و «هذان» بالألف، على أنّ «إنّ» هي الناصبة أيضا، و «هذان» اسمها، جار على لغة لبني الحارث بن كعب، إذ يلزمون المثنى الألف في كل حال، قال الشاعر:
تزوّد منّا بين أذناه طعنة
…
دعته إلى هابي التراب عقيم
الشاهد قوله: «أذناه» إذ أتى بالألف موضع الخفض. وحكى «الكسائي» عن بعض العرب: من يشتري منّي خفّان.
قال ابن الجزري:
...............
…
فأجمعوا صل وافتح الميم حلا
(1) قال ابن الجزري:
وفي:. لذان ذان ولذين تين شد:. مكّ.
المعنى: اختلف القرّاء في «فأجمعوا» من قوله تعالى: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (سورة طه آية 64).
فقرأ المرموز له بالحاء من «حلا» وهو: «أبو عمرو» «فاجمعوا» بهمزة وصل، وفتح الميم على أنه فعل أمر من «جمع» الثلاثي ضدّ «فرق» بمعنى:
الضّمّ، ويلزم منه الإحكام.
وقرأ الباقون «فأجمعوا» بهمزة قطع مفتوحة، وكسر الميم، على أنه فعل أمر من «أجمع» الرباعي.
واعلم أن «جمع» الثلاثي يتعدّى للحسي، والمعنوي، تقول: جمعت القوم، وجمعت أمري. وأن «أجمع» الرباعي لا يتعدّى إلّا للمعنوي، تقول:
أجمعت أمري، ولا تقول أجمعت القوم.
قال ابن الجزري:
يخيّل التّأنيث من شم
…
... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «يخيل» من قوله تعالى: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (سورة طه آية 66).
فقرأ المرموز له بالميم من «من» والشين من «شم» وهما: «ابن ذكوان، وروح» «تخيل» بتاء التأنيث، على أن الفعل مبني للمجهول مسند إلى ضمير يعود على «العصيّ والحبال» وهي مؤنثة، والمصدر المنسبك من «أنها تسعى» بدل اشتمال من ذلك الضمير.
وقرأ الباقون «يخيل» بياء التذكير، لأن تأنيث «العصيّ والحبال» غير حقيقي، والمصدر المنسبك من «أنها تسعى» بدل اشتمال.
قال ابن الجزري:
............ وارفع
…
جزم تلقّف لابن ذكوان وعي
المعنى: اختلف القرّاء في «تلقف» من قوله تعالى: وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا (سورة طه آية 69).
فقرأ «ابن ذكوان» «تلقّف» بفتح اللام، وتشديد القاف، ورفع الفاء، على أنه مضارع «تلقّف يتلقّف» والرفع على الاستئناف، أي فإنها تتلقّف، أي تبتلع ما صنعوه بالسحر.
وقرأ «حفص» «تلقف» بإسكان اللام، وتخفيف القاف، وجزم الفاء «1» ، جواب الأمر وهو قوله تعالى: وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ.
وقرأ الباقون «تلقّف» بفتح اللام، وتشديد القاف، وجزم الفاء، على أنه مضارع جزم في جواب الأمر.
قال ابن الجزري:
وساحر سحر شفا
…
... .........
المعنى: اختلف القرّاء في «سحر» من قوله تعالى: إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ (سورة طه آية 69).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «سحر» بكسر السين، وإسكان الحاء، على أنه مصدر بمعنى اسم الفاعل، أو على تقدير مضاف أي كيد ذي سحر.
وقرأ الباقون «سحر» بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الحاء، على أنه اسم فاعل، أضيف إليه «كيد» وهو من إضافة المصدر لفاعله.
قال ابن الجزري:
....... أنجيتكم
…
واعدتكم لهم كذا رزقتكم
المعنى: اختلف القرّاء في «أنجيتكم، وواعدتكم، ما رزقتكم» من قوله
(1) قال ابن الجزري: وخفّفا تلقف كلّا عد.
تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى * كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ (سورة طه الآيتان 80 - 81).
فقرأ من عاد عليهم الضمير في «لهم» وهم مدلول «شفا» : «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أنجيتكم، وواعدتكم، ما رزقتكم» بتاء المتكلم في الأفعال الثلاثة، وذلك على لفظ الواحد المخبر عن نفسه، ولمناسبة قوله تعالى بعد: وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي.
وقرأ الباقون «أنجينكم، وواعدناكم، ما رزقنكم» بنون العظمة في الأفعال الثلاثة، لمناسبة قوله تعالى قبل: وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي وفيه معنى التعظيم للمخبر عن نفسه.
وقرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «ووعدنكم» بحذف الألف التي بعد الواو، والباقون بإثباتها «1» .
قال ابن الجزري:
ولا تخف جزما فشا ....
…
............
المعنى: اختلف القرّاء في «لا تخف» من قوله تعالى: لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (سورة طه آية 77).
فقرأ المرموز له بالفاء من «فشا» وهو: «حمزة» «لا تخف» بحذف الألف، وجزم الفاء، على أنه مجزوم في جواب الأمر وهو قوله تعالى: أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي أو فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً. ويجوز أن تكون «لا» ناهية، والفعل مجزوم بها، وحينئذ تكون الجملة مستأنفة.
وقرأ الباقون «لا تخاف» بإثبات الألف، ورفع الفاء، على أن الجملة
(1) قال ابن الجزري:
...... واعدنا اقصرا
…
مع طه الأعراف حلا ظلم ثرا
مستأنفة، أو حال من فاعل «اضرب» أي فاضرب لهم طريقا في البحر حالة كونك غير خائف.
قال ابن الجزري:
...... وإثري
…
فاكسر وسكّن غث
…
المعنى: اختلف القرّاء في «أثرى» من قوله تعالى: قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي (سورة طه آية 84).
فقرأ المرموز له بالغين من «غث» وهو: «رويس» إثري «بكسر الهمزة، وسكون الثاء» .
وقرأ الباقون «أثري» بفتح الهمزة، والثاء. وهما لغتان بمعنى «بعدي» يقال: جاء على إثره بمعنى جاء بعده ولم يتخلف عنه طويلا.
قال الراغب: «أثر الشيء حصول ما يدل على وجوده، والجمع «آثار» ومن هذا يقال للطريق المستدلّ به على من تقدّم آثار، ومنه قوله تعالى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ وقوله هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي اهـ المفردات ص 9.
قال ابن الجزري:
............
…
...... وضمّ كسر
يحلّ مع يحلل رنا
…
... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «فيحل، ومن يحلل» من قوله تعالى: وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى (سورة طه آية 81).
فقرأ المرموز له بالراء من «رنا» وهو: «الكسائي» بضم الحاء من «فيحل» وبضم اللام من «ومن يحلل» على أنهما مضارعان من «حلّ يحل» بالضم مثل:
«ردّ يردّ» ومنه قوله تعالى: أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ (سورة الرعد آية 31).
والمعنى: فينزل عليكم غضبي، ومن ينزل عليه غضبي فقد هوى، وهو خطاب لبني إسرائيل.
وقرأ الباقون بكسر الحاء من «فيحلّ» واللام من «يحلل» على أنهما مضارعان من حلّ عليه الدّين يحلّ بكسر الحاء، أي وجب قضاؤه، ومنه قوله تعالى: وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (سورة هود آية 39). والمعنى: فيجب عليكم غضبي، ومن يجب عليه غضبي فقد هوى.
قال ابن الجزري:
............ بملكنا
…
ضمّ شفا وافتح إلى نصّ ثنا
المعنى: اختلف القرّاء في «بملكنا» من قوله تعالى: قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا (سورة طه آية 87).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «بملكنا» بضم الميم.
وقرأ المرموز له بالألف من «إلى» والنون من «نصّ» والثاء من «ثنا» وهم:
«نافع، وعاصم، وأبو جعفر» «بملكنا» بفتح الميم.
وقرأ الباقون «بملكنا» بكسر الميم. وكلها لغات في مصدر «ملك يملك» .
والمعنى: ما أخلفنا العهد الذي بيننا بطاقتنا، وإرادتنا، واختيارنا، بل كنا مكرهين.
قال ابن الجزري:
وضمّ واكسر ثقل حمّلنا عفا
…
كم غنّ حرم ......
المعنى: اختلف القرّاء في «حملنا» من قوله تعالى: وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ (سورة طه آية 87).
فقرأ المرموز له بالعين من «عفا» والكاف من «كم» والغين من «غنّ» ومدلول «حرم» وهم: «حفص، وابن عامر، ورويس، ونافع، وابن كثير، وأبو
جعفر» «حمّلنا» بضم الحاء، وكسر الميم المشدّدة، على أنه فعل ماض مبني للمجهول، من «حمّل» مضعف العين، متعد لاثنين: الأول «نا» وهي نائب الفاعل، والثاني:«أوزارا» .
وقرأ الباقون «حملنا» بفتح الحاء، والميم المخففة، على أنه فعل ماض ثلاثي مبني للمعلوم متعدّ لواحد وهو:«أوزارا» و «نا» فاعل.
قال ابن الجزري:
.........
…
... تبصروا خاطب شفا
المعنى: اختلف القرّاء في «يبصروا به» من قوله تعالى: قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ (سورة طه آية 96).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تبصروا» بتاء الخطاب، والمخاطب نبيّ الله موسى عليه السلام وقومه.
وقرأ الباقون «يبصروا» بياء الغيب، على أن الفعل مسند إلى ضمير الغائبين وهم:«بنو إسرائيل» .
قال ابن الجزري:
تخلفه اكسر لام حقّ
…
... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «لن تخلفه» من قوله تعالى: وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ (سورة طه آية 97).
فقرأ مدلول «حقّ» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «تخلفه» بكسر اللام، على أنه مضارع مبني للمعلوم، من «أخلف زيد الوعد» وهو يتعدّى إلى مفعولين: الأول: الهاء العائدة على «موعدا» . والثاني: محذوف تقديره: لن تخلف الوعد الله تعالى.
وقرأ الباقون «تخلفه» بفتح اللام، على أنه مضارع مبني للمجهول، من «أخلفه الوعد» وهو يتعدّى إلى مفعولين أيضا: الأول: نائب الفاعل، وهو
ضمير المخاطب المستتر. والثاني: الهاء العائدة على «موعدا» . والمعنى: لن يخلفك الله موعدا.
قال ابن الجزري:
......... نحرقن
…
خفّف ثنا وافتح لضمّ واضممن
كسرا خلا .........
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «لنحرقنه» من قوله تعالى: لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (سورة طه آية 97).
فقرأ المرموز له بالخاء من «خلا» وهو «ابن وردان» «لنحرقنّه» بفتح النون، وإسكان الحاء، وضم الراء المخففة، على أنه مضارع «حرق» الثلاثي.
يقال: حرق الحديد يحرقه: إذا برده بالمبرد.
وقرأ «ابن جماز» «لنحرقنّه» بضم النون، وإسكان الحاء، وكسر الراء المخففة، على أنه مضارع «أحرق» الرباعي. يقال أحرقه بالنار إحراقا، وأحرقه تحريقا.
وقرأ الباقون «لنحرّقنه» بضم النون، وفتح الحاء، وكسر الراء المشددة، على أنه مضارع «حرّق» مضعّف العين، للمبالغة في الحرق.
قال ابن الجزري:
...... ننفخ باليا واضمم
…
وفتح ضمّ لا أبو عمرهم
المعنى: اختلف القرّاء في «ينفخ» من قوله تعالى: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (سورة طه آية 102).
فقرأ «أبو عمرو» «ننفخ» بفتح النون الأولى، وضم الفاء، على أنه مضارع مبني للمعلوم مسند إلى ضمير العظمة، لمناسبة قوله تعالى قبل:
كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (سورة طه آية 99).
وقرأ الباقون «ينفخ» بضم الياء، وفتح الفاء، على أنه مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله «في الصور» .
قال ابن الجزري:
يخاف فاجزم دم
…
... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «فلا يخف» من قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (سورة طه آية 112).
فقرأ المرموز له بالدال من «دم» وهو: «ابن كثير» «فلا يخف» بحذف الألف التي بعد الخاء، وجزم الفاء، على أنّ «لا» ناهية، والفعل مجزوم بها، والجملة في محلّ جزم جواب الشرط وهو «من» في قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
وقرأ الباقون «فلا يخف» بإثبات الألف، ورفع الفاء، على أنّ «لا» نافية، والفعل مرفوع لتجرّده من الناصب والجازم، والجملة في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: فهو لا يخاف ظلما، وجملة المبتدإ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
قال ابن الجزري:
............ ويقضى يقضيا
…
مع نونه انصب رفع وحي ظميا
المعنى: اختلف القرّاء في «أن يقضى إليك وحيه» من قوله تعالى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ (سورة طه آية 114).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظميا» وهو: «يعقوب» «نقضي» بنون مفتوحة، وضاد مكسورة، وياء مفتوحة، و «وحيه» بالنصب، على أن «نقضي» مضارع مبني للمعلوم مسند لضمير العظمة مناسبة لقوله تعالى قبل: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ (سورة طه آية 113). والفعل منصوب ب «أن» وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و «وحيه» مفعول به.
وقرأ الباقون «يقضى» بياء مضمومة، وضاد مفتوحة، و «وحيه» بالرفع، على أن «يقضى» فعل مضارع مبني للمجهول، و «وحيه» نائب فاعل.
قال ابن الجزري:
إنّك لا بالكسر اهل صبا
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «وأنك لا تظمؤا فيها» من قوله تعالى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (سورة طه آية 119).
فقرأ المرموز له بالألف من «آهل» والصاد من «صبا» وهما: «نافع، وشعبة» «وإنّك» بكسر الهمزة، عطفا على قوله تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (سورة طه آية 118) وهو من عطف الجمل.
وقرأ الباقون «وأنّك» بفتح الهمزة، عطفا على المصدر المنسبك من «أن» وما بعدها في قوله تعالى: أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وهو من عطف المفردات، وتقدير الكلام: إن لك عدم الجوع، وعدم العري، وعدم الظمأ.
قال ابن الجزري:
...............
…
ترضى بضمّ التّاء صدر رحبا
المعنى: اختلف القرّاء في «ترضى» من قوله تعالى: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (سورة طه آية 130).
فقرأ المرموز له بالصاد من «صدر» والراء من «رحبا» وهما: «شعبة، والكسائي» «ترضى» بضم التاء، على أنه مضارع مبني للمجهول من «أرضى» الرباعي، ونائب الفاعل ضمير المخاطب وهو «نبينا محمد» صلى الله عليه وسلم، والفاعل الحقيقي هو الله تعالى، والمعنى: لعل الله يرضيك يا محمد بما يعطيك من الفضائل والدرجات، والشفاعة العظمى يوم القيامة، و «لعلّ» من الله تعالى للوجوب.
وقرأ الباقون «ترضى» بفتح التاء، على أنه مضارع مبني للمعلوم من
«رضي» الثلاثي، والفاعل ضمير المخاطب، وهو «نبينا محمد» صلى الله عليه وسلم. والمعنى:
لعلك ترضى «يا محمد» بما يعطيك الله يوم القيامة، ودليله قوله تعالى:
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (سورة الضحى آية 5).
قال ابن الجزري:
زهرة حرّك ظاهرا
…
... .........
المعنى: اختلف القرّاء في «زهرة» من قوله تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا (سورة طه آية 131).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظاهرا» وهو: «يعقوب» «زهرة» بفتح الهاء، وقرأ الباقون بإسكانها. والفتح والإسكان لغتان بمعنى «الزينة» .
قال ابن الجزري:
............ يأتهم
…
صحبة كهف خوف خلف دهموا
المعنى: اختلف القرّاء في «تأتهم» من قوله تعالى: أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (سورة طه آية 133).
فقرأ مدلول «صحبة» والمرموز له بالكاف من «كهف» ، والخاء من «خوف» ، والدال من «دهموا» وهم:«شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر، وابن كثير، وابن وردان» بخلف عنه «يأتهم» بياء التذكير.
وقرأ الباقون «تأتهم» بتاء التأنيث، وهو الوجه الثاني لابن وردان، وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن الفاعل وهو «بينة» مؤنث غير حقيقي.
(والله أعلم) تمت سورة طه صلى الله عليه وسلم ولله الحمد والشكر