الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة مريم عليها السلام
قال ابن الجزري:
واجزم يرث حز رد معا ..
…
............
المعنى: اختلف القرّاء في «يرثني ويرث» من قوله تعالى: يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ (سورة مريم آية 6).
فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» والراء من «رد» وهما: «أبو عمرو، والكسائي» «يرثني ويرث» بجزم الفعلين، على أن الأول مجزوم في جواب الدعاء، وهو قوله تعالى قبل: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا لقصد الجزاء، وجعل الكلام متصلا بعضه ببعض، وقدّر «الولي» بمعنى «الوارث» فتقديره: فهب لي من لدنك وليّا وارثا يرثني، ويقوي الجزم أن «وليّا» رأس آية مستغن عن أن يكون ما بعده صفة له، فحمله على الجواب دون الصفة.
والفعل الثاني وهو: «ويرث» معطوف على «يرثني» .
وقرأ الباقون «يرثني ويرث» بالرفع فيهما، على أن «الأول» صفة ل «ولي» لأن «زكريا» عليه السلام سأل الله تعالى وليّا وارثا علمه، ونبوته، فليس المعنى على الجواب. والثاني معطوف عليه، والمعنى: فهب لي من لدنك وليّا وارثا لي ووارثا من آل يعقوب.
قال ابن الجزري:
......... بكيّا
…
بكسر ضمّه رضى
…
المعنى: اختلف القرّاء في «بكيّا» من قوله تعالى: خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (سورة مريم آية 58).
فقرأ مدلول «رضى» وهما: «حمزة، والكسائي» «بكيّا» بكسر الباء، على أن مفرده «باك» فجمع على «بكوى» على وزن «فعول» فأصل الحرف الثاني الضم، ثم كسر لمناسبة الياء التي بعده، والتي أصلها الواو، لأن الياء الساكنة يناسبها كسر ما قبلها، فلما كسر الحرف الثاني كسر الحرف الأول تبعا له ليعمل اللسان فيهما عملا واحدا.
وقرأ الباقون «بكيا» بضم الباء، وحجة ذلك أن الحرف الثاني كسر لمناسبة الياء كما سبق بيانه، وترك الحرف الأول مضموما على أصله.
قال ابن الجزري:
............
…
......... عتيا
معه صليّا وجثيّا عن رضى
…
............
المعنى: اختلف القرّاء في الكلمات الآتية:
1 -
«عتيا» نحو قوله تعالى: وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (سورة مريم آية 8).
2 -
«صليا» من قوله تعالى: ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (سورة مريم آية 70).
3 -
«جثيا» من قوله تعالى: ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (سورة مريم آية 68).
فقرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «رضى» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي» بكسر العين في «عتيّا» والصاد في «صليا» والجيم في «جثيا» . وذلك أن هذه الأسماء جمع «عات، وصال، وجاث» جمع على «فعول» فأصل الحرف الثاني منها الضمّ، لكن كسر لمناسبة الياء التي بعده التي أصلها «واو» في «عتى، وجثى» لأن الياء الساكنة لا يكون قبلها ضمة، فلما كسر الحرف الثاني أتبع كسرته كسر الأول، فكسر للإتباع ليعمل اللسان فيه عملا واحدا.
وقرأ الباقون بضم الحروف الثلاثة، وذلك على ترك الحرف الأول مضموما على أصله.
قال ابن الجزري:
...............
…
وقل خلقنا في خلقت رح فضا
المعنى: اختلف القرّاء في «وقد خلقتك» من قوله تعالى: قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (سورة مريم آية 9).
فقرأ المرموز له بالراء من «رح» والفاء من «فضا» وهما: «الكسائي، وحمزة» «خلقناك» بنون مفتوحة، وألف بعدها على إسناد الفعل إلى ضمير العظمة، لمناسبة قوله تعالى قبل: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ. أو لأن العرب تخبر عن العظيم القدر بلفظ الجمع على إرادة التعظيم له، ولا عظيم أعظم من الله سبحانه وتعالى.
وقرأ الباقون «خلقتك» بالتاء المضمومة على إسناد الفعل إلى ضمير المتكلّم، لمناسبة قوله تعالى: قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ.
قال ابن الجزري:
همز أهب باليا به خلف جلا
…
حما ............
المعنى: اختلف القرّاء في «لأهب» من قوله تعالى: قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا (سورة مريم آية 19).
فقرأ المرموز له بالجيم من «جلا» ومدلول «حما» والباء من «به» وهم:
«ورش، وأبو عمرو، ويعقوب، وقالون» بخلف عنه «ليهب» بالياء بعد اللام، على إسناد الفعل إلى ضمير «ربك» في قوله تعالى: إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ والإسناد على هذا حقيقي، لأن الواهب في الحقيقة هو «الربّ عز وجل» .
وقرأ الباقون «لأهب» بالهمزة، وهو الوجه الثاني ل «قالون» وذلك على إسناد الفعل إلى ضمير المتكلم وهو «الملك» القائل:«إنما أنا رسول ربك» والإسناد على هذا مجازي من إسناد الفعل إلى سببه المباشر لأنه هو الذي باشر النفخ.
والمعنى: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما بأمر ربك، فالهبة من الله
تعالى على يد «جبريل» عليه السلام. وقد حسّن إسناد الهبة إلى «جبريل» إذ قد علم أن «المرسل» وهو الله تعالى هو الواهب في الحقيقة، فالهبة لما جرت على يد «الرسول» أضيفت إليه لالتباسها به.
قال ابن الجزري:
............
…
... ونسيا فافتحن فوز علا
المعنى: اختلف القرّاء في «نسيا» من قوله تعالى: قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (سورة مريم آية 23).
فقرأ المرموز له بالفاء من «فوز» والعين من «علا» وهما: «حمزة، وحفص» «نسيا» بفتح النون.
وقرأ الباقون بكسر النون، والفتح والكسر لغتان مثل:«الوتر» . ومعنى «النسي» : الشيء الحقير الذي لا قيمة له، ولا يحتاج إليه.
قال ابن الجزري:
من تحتها اكسر جرّ صحب شذ مدا
…
...............
المعنى: اختلف القرّاء في «من تحتها» من قوله تعالى: فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي (سورة مريم آية 24).
فقرأ مدلول «صحب» والمرموز له بالشين من «شذ» ومدلول «مدا» وهم:
«حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وروح، ونافع، وأبو جعفر» بكسر ميم «من» وجرّ تاء «تحتها» على أن «من» حرف جرّ، وما بعدها مجرور، وفاعل «ناداها» ضمير يعود على نبي الله عيسى عليه السلام، والجار والمجرور متعلقان ب «ناداها» .
ومعنى كون «جبريل» تحتها أي في مكان أسفل من مكانها، أي دونها.
وقرأ الباقون «من تحتها» بفتح ميم «من» ونصب تاء «تحتها» على أن «من» اسم موصول فاعل «نادى» و «تحت» ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة.
والمراد ب «من» «عيسى» عليه السلام، أو «الملك» وهو:«جبريل» عليه السلام، فإذا كان لعيسى كان معنى «تحتها»: تحت ثيابها، ومن موضع ولادته، وإذا كان لجبريل، كان معنى «تحتها» دونها، وأسفل منها.
قال ابن الجزري:
................ ..
…
خفّ تساقط في علا ذكر صدا
خلف ظبى وضمّ واكسر عد
…
... ................ .....
المعنى: اختلف القرّاء في «تساقط» من قوله تعالى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (سورة مريم آية 25).
فقرأ «حفص» «تساقط» بضم التاء، وتخفيف السين، وكسر القاف، على أنه مضارع «ساقط» والفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «النخلة» و «رطبا» مفعول به و «جنيا» صفة.
وقرأ «حمزة» «تساقط» بفتح التاء والقاف، وتخفيف السين، على أنه مضارع «تساقط» والأصل «تتساقط» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، والفاعل ضمير مستتر يعود على «النخلة». والمفعول به مضمر تقديره: تساقط النخلة عليك تمرها، و «رطبا» حال، و «جنيا» صفة.
وقرأ «يعقوب» «يسّاقط» بالياء التحتية مفتوحة على التذكير، وتشديد السين، وفتح القاف، على أنه مضارع «تساقط» والأصل «يتساقط» فأدغمت التاء في السين تخفيفا، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الجذع» والمفعول به محذوف، والتقدير: يسّاقط الجذع عليك تمرا، و «رطبا» حال و «جنيا» صفة.
وشعبة له قراءتان: الأولى مثل قراءة «يعقوب» . والثانية: «تسّاقط» بفتح التاء، وتشديد السين، وفتح القاف، على أنه مضارع «تساقط» والأصل «تتساقط» فأدغمت التاء في السين، والفاعل ضمير يعود على «النخلة» و «رطبا» حال.
وبهذه القراءة قرأ باقي القرّاء.
قال ابن الجزري:
............... وفي
…
قول انصب الرّفع نهى ظلّ كفي
المعنى: اختلف القرّاء في «قول الحق» من قوله تعالى: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ (سورة مريم آية 34).
فقرأ المرموز له بالنون من «نهى» والظاء من «ظلّ» والكاف من «كفي» وهم: «عاصم، ويعقوب، وابن عامر» «قول» بنصب اللام، على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله، وعامله محذوف تقديره: أقول قول الحق، هذا إن أريد بالحقّ معنى الصدق، وإن أريد به اسم من أسماء الله تعالى فنصبه على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره: أمدح قول الحق، أي قول الله وكلمته الذي هو عيسى عليه السلام.
وقرأ الباقون «قول» برفع اللام، على أنه خبر بعد خبر، والحقّ يحتمل أن يكون معناه الصدق، أو اسم من أسمائه تعالى.
قال ابن الجزري:
واكسر وأنّ الله شم كنزا
…
... ...............
المعنى: اختلف القرّاء في «وإنّ الله ربي» من قوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ (سورة مريم آية 36).
فقرأ المرموز له بالشين من «شم» ومدلول «كنزا» وهم: «روح، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «وإنّ بكسر الهمزة، على الاستئناف، ويدل على الاستئناف أن الذي قبل «وإنّ» رأس آية وقد تم الكلام على ذلك، ثم وقع الاستئناف بعد تمام الكلام على رأس الآية. ويجوز أن يكون كسر الهمزة عطفا على قوله تعالى قبل: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ والمعنى: قال إني عبد الله الخ. وإن الله ربي وربكم فاعبدوه.
وقرأ الباقون «وأنّ» بفتح الهمزة، على أنه مجرور بلام محذوفة، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل بعده:«فاعبدوه» .
والمعنى: ولوحدانيته تعالى في الربوبية اعبدوه وأطيعوه.
وقيل: إنه معطوف على: «بالصلاة» والمعنى: وأوصاني بالصلاة. والزكوة وبأنّ الله ربي وربكم، أي باعتقاد ذلك.
قال ابن الجزري:
......... وشد
…
نورث غث ......
المعنى: اختلف القرّاء في «نورث» من قوله تعالى: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (سورة مريم آية 63).
فقرأ المرموز له بالغين من «غث» وهو: «رويس» «نورّث» بفتح الواو، وتشديد الراء، مضارع «ورّث» مضعف العين.
وقرأ الباقون «نورث» بسكون الواو، وكسر الراء مخففة، مضارع «أورث» معدّا بالهمزة.
قال ابن الجزري:
............
…
... مقاما اضمم هام زد
المعنى: اختلف القرّاء في «مقاما» من قوله تعالى: أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (سورة مريم آية 73).
فقرأ المرموز له بالهاء من «هام» والزاي من «زد» وهو: «ابن كثير» «مقاما» بضم الميم الأولى، على أنه مصدر ميمي، أو اسم مكان من «أقام» الرباعي، أي خير إقامة، أو مكان إقامة.
وقرأ الباقون «مقاما» بفتح الميم، على أنه مصدر ميمي، أو اسم مكان من «قام» الثلاثي، أي خير قياما، أو مكان قيام.
قال ابن الجزري:
ولدا مع الزّخرف فاضمم أسكنا
…
رضا ............
المعنى: اختلف القرّاء في «ولدا» من قوله تعالى: وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً (سورة مريم آية 77). ومن قوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (سورة مريم آية 88). ومن قوله تعالى: أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (سورة مريم آية 91). ومن قوله تعالى: وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (سورة مريم آية 92).
و «ولد» من قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (سورة الزخرف آية 81).
فقرأ مدلول «رضى» المواضع الخمسة بضم الواو، وسكون اللام، جمع «ولد» نحو:«أسد» و «أسد» .
وقال الأخفش الأوسط «سعيد بن مسعدة» ت 215 هـ:
«الولد» بالفتح: الابن، والابنة، و «الولد» بالضّم: الأهل.
وقرأ الباقون بفتح الواو في الألفاظ الخمسة، اسم مفرد قائم مقام الجمع.
وقيل: هما لغتان بمعنى واحد، مثل:«البخل، والبخل، والعرب، والعرب» .
قال ابن الجزري:
............
…
... يكاد فيهما أب رنا
المعنى: اختلف القرّاء في «تكاد» هنا وفي الشورى، من قوله تعالى تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ (سورة مريم آية 90). ومن قوله تعالى: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ
(سورة الشورى آية 5).
فقرأ المرموز له بالألف من «أب» والراء من «رنا» وهما: «نافع، والكسائي» «يكاد» في الموضعين بالياء على التذكير.
وقرأ الباقون «تكاد» في الموضعين بالتاء على التأنيث. وجاز تذكير الفعل وتأنيثه، لأن الفاعل مؤنث غير حقيقي.
قال ابن الجزري:
وينفطرن يتفطّرن علم
…
حرم رقا الشّورى شفا عن دون غم
المعنى: اختلف القرّاء في «يتفطرن» من قوله تعالى: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ (سورة مريم آية 90). ومن قوله تعالى: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ (سورة الشورى آية 5).
فقرأ المرموز له بالعين من «علم» ومدلول «حرم» والمرموز له بالراء من «رقا» وهم: «حفص، ونافع، وابن كثير، وأبو جعفر، والكسائي» «يتفطّرن» في الموضعين، بتاء فوقية مفتوحة بعد الياء مع فتح الطاء وتشديدها، على أنه مضارع «تفطّر» بمعنى «تشقق» مطاوع «فطّره» بالتشديد: إذا شقه مرّة بعد أخرى.
وقرأ «ابن عامر، وحمزة، وخلف العاشر» موضع «مريم» «ينفطرن» بنون ساكنة بعد الياء مع كسر الطاء مخففة، على أنه مضارع «انفطر» بمعنى «انشق» مطاوع «فطره» بالتخفيف إذا شقه. وقرءوا موضع «الشورى» «يتفطّرن» مثل قراءة «حفص» ومن معه.
وقرأ الباقون وهم: «أبو عمرو، وشعبة، ويعقوب» في الموضعين «ينفطرن» مثل قراءة «ابن عامر» ومن معه موضع «مريم» .
(والله أعلم) تمت سورة مريم عليها السلام ولله الحمد والشكر