الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: أفعال الصلاة
رفع اليدين
352 -
حديث أبي هريرة الذي فيه: "تَعْليمُ فَرائِض الصَّلاة".
هو حديثُ المُسيء صَلاتُهُ. متفق عليه وقد تقدم.
* * *
353 -
حديث ابن عمر وغيره: "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدِيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ".
أما حديث ابن عمر فمتفق عليه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ثم يكبر". الحديث. وأما غيره فجماعة يأتي ذكرهم قريبًا.
* * *
354 -
حديث ابن مسعود، وحديث البراء بن عازب:"أنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ الإِحْرَامِ مَرةً وَاحِدَةً لَا يَزِيْدُ عَلَيْهَا".
• أما حديث ابن مسعود: فرواه أحمد وأبو داود والترمذي، والنَّسائي
والطحاوي، وابن حزم من حديث سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة عنه قال: لأصلين بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة.
وقال الطحاوي عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود). حسنه الترمذي، وصححه ابن حزم، وضعفه ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وأحمد بن حنبل والبخاري، وأبو حاتم وأبو داود، والدارقطني وابن حبان، والجمهور؛ بل حكى النووي الإِتفاق على ضعفه، وحكموا فيه بالوهم والخطأ على سفيان الثوري، لأن عبد الله بن إدريس رواه عن عاصم بسنده، عن ابن مسعود قال:"علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاة فقام فكَبَّر ورَفَعَ يَدَيْهِ ثم رَكَعَ وطَبَّقَ يَدَيْهِ فَجَعَلَها بين رُكْبَتَيْهِ، فَبَلَغ ذلك سعد بن أبي وقاص فقال: صدق أخي كنا نفعل ذلك في أول الإسلام أم أمرنا بهذا".
رواه أحمد والبخاري في "رفع اليدين"، وأبو داود والنَّسائي والبيهقي، وقال البخاري: (هذا المحفوظ عند أهل النظر، من حديث عبد الله بن مسعود ونقل عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن آدم قال: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب، ليس فيه ثم لم يعد، فهذا أصح لأن الكتاب أحفظ عند أهل العلم، لأن الرجل يحدث بشيء ثم يرجع إلى الكتاب، فيكون كما في الكتاب.
وقال البيهقي: (إن كان الحديث على ما رواه عبد الله بن إدريس فقد يكون عاد لرفعهما فلم يحكه وإن كان على ما رواه الثوري، ففي حديث ابن إدريس دلالة على أن ذلك كان في صدر الإسلام كما كان التطبيق في صدر الإسلام، ثم سنت بعده السنن، وشرعت عن بعده الشرائع حفظها من حفظها وأداها فوجب المصير إليها).
قلت: وله طريق آخر باطل، أخرجه ابن عدي، والدارقطني، والبيهقي وابن الجوزي في "الموضوعات" من حديث محمد بن جابر اليماني، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله قال: صليتُ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فلم يَرْفَعُوا أيدِيَهمُ إلا عند افتتاح الصلاة. وقال ابن الجوزي: موضوع آفته اليماني.
وقال الدارقطني: (تفرد به محمد بن جابر وكان ضعيفًا عن حماد عن إبراهيم، وغير حماد يرويه عن إبراهيم مرسلًا عن عبد الله من فعله غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب).
قال البيهقي: (وكذلك رواه حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم، عن ابن مسعود مرسلًا موقوفًا).
• وأما حديث البراء بن عازب: فرواه أبو داود، والطحاوي، والدارقطني والبيهقي، من رواية يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا افتَتَح الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ إلى قريبٍ مِنْ أُذنيهِ ثم لا يعودُ.
رواه أبو داود من طريق شريك عن يزيد ثم قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ثنا سفيان عن يزيد نحو حديث شريك، لم يقل ثم لا يعود. قال سفيان: قال لنا بالكوفة: بعد ثم لا يعود. قال أبو داود: (روى هذا الحديث هشيم، وخالد، وابن إدريس، عن يزيد لم يذكروا ثم لا يعود).
وقال الدارقطني: (إنما لقن يزيد في آخر عمره ثم لم يعد، فتلقنه وكان قد اختلط.
ثم أخرج عن علي بن عاصم، ثنا محمد بن أبي ليلى، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قام إلى الصلاة فكبر ورفع يديه حتى ساوي بهما أذنيه ثم لم يعد، قال علي: فلما قدمت الكوفة قيل لي: إن يزيد حي، فأتيته فحدثني بهذا الحديث، فلم يذكر ثم لم يعد، فقلت له: أخبرني ابن أبي ليلى أنك قلت: ثم لم يعد، قال ، لا أحفظ هذا، فعاودته فقال: ما أحفظه).
وأخرج البيهقي عن الحميدي قال: (حدثنا سفيان، ثنا يزيد بن أبي زياد بمكة فذكر هذا الحديث ليس فيه ثم لا يعود؛ قال سفيان: فلما قدمت الكوفة سمعته يحدث به فيقول فيه: ثم لا يعود، فظننت أنهم لقنوه وقال لي أصحابنا: إِنَّ حفظه قد تغير، أو قالوا قد ساء. قال الحميدي: قلنا للمحتج بهذا إنما رواه يزيد، ويزيد يزيد).
ثم أخرج البيهقي عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: (سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: لا يصح، قال: وسمعت يحيى بن معين يضعف يزيد بن أبي زياد، وقال عثمان الدارمي: ومما يحقق قول سفيان بن عيينة أنهم لقنوه هذه الكلمة، أن سفيان الثوري، وزهير بن معاوية وهشيمًا وغيرهم من أهل العلم، لم يجيئوا بها إنما جاء بها من سمع منه بآخرة).
قال البيهقي: (والذي يؤكد ما ذهب إليه هؤلاء، ما أخبرنا عبد الله الحافظ،
ثم أسند عن إبراهيم بن بشار ثنا سفيان، ثنا يزيد بن أبي زياد، بمكة، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال: رَأَيْتُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إِذا افتَتَحَ الصَّلاة رَفَعَ يَدَيْهِ وإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ، واذَا رَفَعَ رَأسَهُ من الرُّكُوعِ. قال سفيان: فلما قدمت الكوفة سمعته يقول: يَرْفَعُ يَدَيهِ إذا افتَتَحَ الصَّلاةَ ثُمَّ لَا يَعُودُ، فظننتُ أنهم لقنوه).
وقال البخاري في رفع اليدين: حدثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد ههنا، عن ابن أبي ليلى، عن البراء: أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرَفَعُ يَدَيهِ إِذا كَبَّر. قال سفيان لما كبر الشيخ لقنوه ثم لم يعد.
قال البخاري وكذلك روى الحفاظ من سمع من يزيد بن أبي زياد قديمًا، منهم الثوري، وشعبة، وزهير ليس فيه: ثم لم يعد. قال: وروى وكيع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى، والحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا كبر ثم لم يرفع. قال البخاري: وإِنما روىَ ابن أبي ليلى هذا من حفظه، فأمَّا من حدث عن ابن أبي ليلى من كتابه فإِنما حدث عن ابن أبي ليلى عن يزيد، فرجع الحديث إلى تلقين يزيد.
قلت: وهذا الطريق رواه أبو داود، عن حسين بن عبد الرحمن عن وكيع به، ثم قال: وهذا الحديث ليس بصحيح.
وقال البيهقي: (قد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، وقيل عن محمد بن عبد الرحمن،
عن الحكم عن ابن أبي ليلى، وقيل عنه عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يحتج بحديثه، وهو لسوء حفظه أسوأ حالًا عند أهل المعرفة من يزيد بن أبي زياد).
قلت: وحكى النووي اتفاق الحافظ على ضعف الحديث قال: وممن نص على ضعفه سفيان بن عيينة، والشافعي، والحميدي شيخ البخاري، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، والبخاري، وأبو داود وغيرهم، من المتقدمين قال: وهؤلاء أركان الحديث وأئمة الإِسلام فيه.
* * *
355 -
حديث ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ. وَإذَا رَفَعْ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا أيْضًا كَذَلِكَ" الحديث.
مالك، والشافعي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم،
وأبو داود والترمذي، والنَّسائي وابن ماجه، وابن الجارود، وأبو عوانة، والدارقطني، والبيهقي وأبو نعيم في "الحلية"، وغيرهم من طرق عنه. وزاد البيهقي في روايته، فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله.
* * *
356 -
قوله: (وزعموا أنه روى ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر رجلًا من أصحابه).
قلت: بل رواه من الصحابة نحو خمسين رجلًا منهم العشرة أبو بكر وعمر، وعثمان وعلي، وطلحة والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، ومالك بن الحويرث، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وأبو
موسى، وابن عباس، والحسين بن علي ، والبراء بن عازب ، وزياد بن الحارث ، وسهل بن سعد، وأبو سعيد الخدري ، وأبو قتادة ، وسليمان بن صرد ، وعمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وبريرة ، وأبو هريرة وعمار بن ياسر ، وعدي بن عجلان، وعمير الليثي، وأبو مسعود الأنصارى ، وعائشة وأبو الدرداء ، وابن عمر، وابن الزبير، وأنس، ووائل بن حجر، وأبو حميد ، وأبو أسيد ومحمد بن مسلمة ، وجابر ، وعبد الله ابن جابر البياضي، وأعرابي ذكر أسماءهم التقى السبكى بدون عزو ، ثم قال: فهؤلاء ثلاثة وأربعون صحابيًا رضي الله عنهم.
قلت: وبقي أيضًا معاذ بن جبل ، والفلتان بن عاصم ، والحكم بن عمير ، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأم الدرداء ، مرسلًا عن سليمان بن يسار ، والحسن البصري وقتادة وسأذكر ما وقع لي الآن منهم.
• حديث أبي بكر الصديق: قال البيهقي: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار من أصل كتابه قال: قال أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي: صليت خلف أبي النعمان محمد بن الفضل ، فرفع يديه حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين رفع رأسه من الركوع ، فسألته عن ذلك فقال: صليت خلف حماد بن زيد، فرفع يديه حين افتتح الصلاة وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع، فسألته عن ذلك فقال: صليت خلف أيوب السختيانى ، فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع ، فسألته عن ذلك فقال: رأيت عطاء ابن رباح رفع يديه إذا افتتح وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع فسألته فقال: صليت خلف عبد الله بن الزبير ، فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته فقال عبد الله بن الزبير: صليت خلف أبى بكر الصديق رضي الله عنه، فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع.
وقال أبو بكر صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإِذا ركع، واذا رفع رأسه من الركوع). قال البيهقي:(رواته ثقات).
ثم أخرج عن سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق يقول: أخذ أهل مكة الصلاة من ابن جريج، وأخذ ابن جريج من عطاء، وأخذ عطاء من ابن الزبير، وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأخذ أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال سلمة: وحدثنا أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق، وزاد فيه أخذ النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل وأخذ جبريل عليه السلام من الله تبارك وتعالى، قال عبد الرزاق: وكان ابن جريج يرفع يديه).
• حديث عمر: رواه البيهقي: (عن الحاكم، ثم من رواية آدم بن أبي أياس، ثنا شعبة ثنا الحكم قال: رأيت طاوسًا كبر فرفع يديه حذو منكبيه عند التكبير وعند ركوعه وعند رفع رأسه من الركوع فسألت رجلًا من أصحابه فقال إنه يحدث به عن ابن عمر عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: قال أبو عبد الله الحافظ (يعني الحاكم) فالحديثان كلاهما محفوظان عن ابن عمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم فعله ورأى أباه فعله ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم). وقد أعله بعضهم بجهالة طاوس، الذي حدث الحكم، وذلك غير ضائر مع مشاهدة الحكم لفعل طاوس، ويؤيده وروده من وجه آخر عن ابن عمر عن عمر أيضًا أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" من طريق خلف بن أيوب البلخي وهو ثقة عن مالك، عن الزهري، عن سالم عن أبيه عن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا كبر وإِذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع.
وورد عن عمر أيضًا من وجه آخر رواه البيهقي في "الخلافيات" من حديث ابن وهب أخبرني حيوة بن شريح الحضرمي، عن أبي عيسى سليمان بن كيسان المدني، عن عبد الله بن القاسم قال: بينما الناس يصلون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج عليهم عمر بن الخطاب فقال: أقبلوا عليَّ بوجوهكم أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يصلي ويأمر بها، فقام مستقبل القبلة ورفع يديه حتى حاذى بهما منكبيه ثم كبر، ثم ركع وكذلك حين رفع فقال للقوم: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا. ورجاله ثقات.
• حديث علي: رواه أحمد، والبخاري في رفع اليدين، وأبو داود، والترمذي وابن ماجه، والدارقطني والبيهقي، كلهم من طريق عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إِذا قام إلى الصلاة المكتوبة رفع يديه حذو منكبيه، ويصنع ذلك إِذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويضعه إذا رفع رأسه من الركوع ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، فإِذا قام من سجدتين رفع يديه كذلك فكبر؛ ويقول حين يفتتح الصلاة بعد التكبير "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من
المشركين" الحديث بطوله، لفظ الترمذي وقال: حسن صحيح.
قال: قال: وسمعت أبا إسماعيل الترمذي يقول: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: وذكر هذا الحديث؛ هذا عندنا مثل حديث الزهري، عن سالم عن أبيه يعني في صحة الإِسناد.
• حديث ابن عمر: تقدم.
• حديث مالك بن الحويرث: رواه الطيالسي وأحمد، والدارمي والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو عوانة، والدارقطني والبيهقي وغيرهم عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا كبّر
وإِذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع حتى يبلغ بهما فروع أذنيه.
• حديث أنس: رواه البخاري في رفع اليدين، وابن ماجه، والدارقطني وصححه ابن خزيمة.
• حديث جابر: رواه أحمد، وابن ماجه، وأبو نعيم في "التاريخ" والبيهقي في "الخلافيات" وصححه.
• حديث أبي هريرة: رواه البخاري في رفع اليدين، وأبو داود، وابن ماجه والطحاوي وغيرهم، وهو حديث صحيح أيضًا خلافًا لمن أعله.
• حديث أبي موسى: رواه الدارقطني ورجاله ثقات.
• حديث عبد الله بن الزبير: رواه أبو داود.
• حديث عبد الله بن عباس: رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه.
• حديث عمير الليثي: رواه ابن ماجه، وابن شاهين في "الصحابة"، والطبراني، وأبو نعيم في "الحلية" وغيرهم. ووهم ابن ماجه، فسماه عمير بن حبيب وإنما هو عمير بن قتادة.
• حديث البراء بن عازب: رواه البيهقي، وقد تقدم في حديثه السابق الذي فيه رفع يديه في أول الصلاة ثم لا يعود.
• حديث وائل بن حجر: رواه الطيالسي، وأحمد ، والدارمي،
والبخاري في "رفع اليدين" ومسلم، وأبو داود، والنَّسائي، وابن ماجه، والطحاوي والدارقطني، والبيهقي.
• حديث الأعرابي: رواه أحمد، والحارث بن أسامة في "مسنديهما" من رواية حميد بن هلال، عمن سمع الأعرابي يذكره.
• حديث الفلتان: قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ، حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا القاسم بن فورك، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا شريك عن عاصم بن كليب، عن أبيه عن خاله يعني الفلتان قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدتهم يصلون في البرانسة والأكسية، ويرفعون أيديهم فيها.
• حديث معاذ بن جبل: رواه الطبراني في "الكبير"، إلا أن سنده ضعيف لأنه من رواية الخطيب بن جحدر وقد كذبوه.
• حديث سهل بن سعد وأبي أسيد، ومحمد بن مسلمة: رواه أحمد
والبخاري في "رفع اليدين"، وأبو داود، وابن ماجه، والبيهقي من جهة فليح بن سليمان، حدثني عباس بن سهل قال: اجتمع أبو حميد، وأبو أسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فكبر فرفع يده ثم رفع يديه حين كبر للركوع، الحديث: زاد البخاري فقالوا: أصبت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• حديث أبي قتادة وأبي حميد رواه أحمد، والبخاري في "رفع اليدين" وأصله عنده في "الصحيح"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه وآخرون من جهة محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو قتادة فذكر نحو الذي قبله. صححه الترمذي، وأعله الطحاوي بالانقطاع لأن أبا قتادة قديم الموت، ومحمد بن عمرو بن عطاء صغير السن عن إدراكه
وأجاب الحافظ عن هذا في "الفتح": بأن أبا قتادة قيل أنه مات سنة أربع وخمسين، وعليه فلقاء محمد له ممكن، لأنه مات بعد سنة عشرين ومائة عن ثمانين سنة.
• حديث عقبة بن عامر: رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن.
• حديث أم الدرداء: رواه البخاري في رفع اليدين موقوفًا وله حكم الرفع ثم قال البخاري، ونساء بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هن أعلم من هؤلاء حين رفعن أيديهن في الصلاة.
• حديث أبي سعيد الخدري: قال البخاري في "رفع اليدين": حدثنا مقاتل عن عبد الله، أنبأنا شريك عن ليث عن عطاء، قال: رأيت جابر بن عبد الله، وأبا سعيد الخدري، وابن عباس، وابن الزبير، يرفعون أيديهم حين يفتتحون الصلاة، وإذا ركعوا وإذا رفعوا رأسهم من الركوع، مرسل.
سليمان بن يسار رواه مالك في "الموطأ"، عن يحيى بن سعيد عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ في الصَّلاة.
وذكره ابن عبد البر، من جهة شعبة عن يحيى بن سعيد، عن سليمان مفسرًا بلفظ كان يرفع يديه إذا كبر لافتتاح الصلاة وإذا رفع رأسه من الركوع مرسل. الحسن وقتادة رواهما عبد الرزاق.
خاتمة: قال البخاري في "رفع اليدين": حدثني مسدد، أنبأنا يزيد بن زريع،
عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أيديهم المراوح يرفعونها إذا ركعوا وإذا رفعوا رؤوسهم؛ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو هلال عن حميد بن هلال قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلوا كان أيديهم حيال آذانهم كأنها المرواح.
قال البخاري: فلم يستثن الحسن وحميد بن هلال أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون أحد، قال: ولم يثبتْ عند أهل النظر ممن أدركنا من أهل الحجاز، وأهل العراق منهم الحميدي، وابن المديني، وابن معين وأحمد بن حنبل، وإِسحاق بن راهويه، وهؤلاء أهل العلم من بين أهل زمانهم، فلم يثبت عند أحد منهم علم في ترك رفع الأيدي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة أنه لم يرفع يديه.
* * *
357 -
حديث وائل بن حجر: "وفيه زيادة على ما في حديث عبد الله بن عمر أنه كان يرفع يديه عند السجود".
فلت: استدل به للقائلين بالرفع عند السجود، وعند الرفع منه، ولم يذكر إلا رواية الرفع عند السجود، مع أن كلا الأمرين وارد في حديث وائل كما ورد من حديث غيره.
فحديث وائل الذي فيه الرفع عند السجود ذكره البخاري في "رفع اليدين" عن وكيع، عن الأعمش عن إبراهيم، أنه ذكر له حديث وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يرفع يديه إذا ركع، وإذا سجد، قال إبراهيم: لعله كان فعله مرة.
وأخرجه الدارقطني، والبيهقي من جهة جرير، عن حصين بن عبد الرحمن قال: دخلنا على إبراهيم فحدثه عمرو بن مرة عن علقمة بن وائل، عن أبيه أنَّهُ رأى رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِيْنَ يفتتح الصَّلاة وإذا ركع وإذا سجد فقال إبراهيم: ما أرى أباه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذلك اليوم الواحد.
وفي الباب عن أبي هريرة، قال سعيد بن منصور: ثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد؛ وعن ابن عمر ذكره في البخاري في "رفع اليدين، من جهة وكيع عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يرفع يديه إذا ركع وإذا سجد.
قال البخاري: والمحفوظ ما روى عبيد الله وأيوب، ومالك، وابن جريج والليث، وعده من أهل الحجاز، وأهل العراق، عن نافع، عن ابن عمر، في رفع الأيدي عند الركوع وإذا رفع رأسه من الركوع فلو ثبت لاستعملنا كليهما، وليس هذا
من الخلاف الذي يخالف بعضهم بعضًا لأن هذه الزيادة في الغسل والزيادة مقبولة إذا ثبتت.
قلت: وعندي أنها ليست زيادة، وإِنما هو تجوز في التعبير، والمراد عند الرفع من الركوع بقصد الهوي إلى السجود فتكون متفقة مع الروايات الأخرى وإنما تكون زيادة لو قال: كان يرفع إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا أراد أن يسجد، وحيث لم يجمع بين الثلاثة، دل على التجوز في العبارة والله أعلم. نعم ورد الجمع بين ذلك في حديث مالك بن الحويرث كما سيأتي.
قال الحافظ في "الفتح" وأن ما وقع في أواخر "البويطي" يرفع يديه في كل خفض ورفع، فيحمل الخفض على الركوع، والرفع على الاعتدال، وإلا مجمله على ظاهره يقتضي استحبابه في السجود أيضًا وهو خلاف ما عليه الجمهور، وقد نفاه ابن عمر، وأغرب الشيخ أبو حامد في تعليقه، فنقل الإِجماع أنه لا يشرع الرفع، في غير المواطن الثلاثة، وتعقب بصحة ذلك عن ابن عمر وابن عباس، وطاوس، ونافع وعطاء كما أخرجه عبد الرزاق وغيره عنهم بأسانيد قوية، وقد قال به من الشافعية ابن خزيمة، وابن المنذر، وأبو علي الطبري، والبيهقي والبغوي وحكاه ابن
خويز منداد عن مالك وهو شاذ.
وأصبح ما وقفت عليه من الأحاديث في الرفع في السجود، ما رواه النَّسائي من رواية سعيد بن أبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، عن نَصْرِ بن عاصمٍ، عن مَالِكٍ بن الحُوْيرِث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ في صَلَاتِهِ إذَا رَكَعَ، وإذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِن رُكُوعِهِ وإذَا سَجدَ وإذَا رَفَعَ رأسَهُ من سُجُودِهِ حتى يَحاذِي بِهِمَا فُروعَ أُذنيه قال: ولم ينفرد به سعيد فقد تابعه همام عن قتادة عند أبي عوانة في "صحيحه".
وفي الباب عن جماعة من الصحابة لا يخلو شيء منها عن مقال، وقد روى البخاري في جزء رفع اليدين، في حديث علي المرفوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وأشار إلى تضعيف ما ورد في ذلك.
قلت: وفيه أمور.
الأول: أن سعيد بن أبي عروبة، تابعه أيضًا شعبة، وهشام الدستوائي ومتابعتهما عند النَّسائي أيضًا في نفس باب رَفْع اليَدَيْنِ للسُّجُودِ فإنه قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بن المُثَنَّى قال: حدَّثَنَا ابن أبي عُدَي، عن شُعْبَةَ، عن قَتَادَةَ، عن نَصرِ بنِ عَاصِمٍ، عن مَالِكٍ بن الحُوْيرِثِ، أَنَّهُ رَأى النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث كما ساقه الحافظ هكذا وقع في سنن النَّسائي، شعبة كما رأيته في نسختين أحدهما مطبوعة عتيقة، والأخرى
مخطوطة كذلك.
لكن رواه مسلم في "صحيحه"، عن محمد بن المثنى أيضًا، ثنا ابن أبي عدي فقال: عن سعيد بدل شعبة، ولم يذكر متنه بتمامه.
ثم قال النَّسائي، ثنا محمد بن المُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الأعْلَى، ثنا سَعيدٌ عن قَتَادَةَ عن نَصرِ بن عَاصِمٍ، عن مَالِك بن الحُويْرِث، أَنَّه رَأَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ فذكر مثله، وهذا يؤيد أن الأول عنده عن شعبة، والثاني عن سعيد، وإلا فلا داعي الى تكرار السند وحده دون المتن، ثم قال: أخبرنا مُحَمَّد بن المُثَنَّى ثنا مُعَاذُ بن هِشَام قال: حدثَني أبي عن قَتَادَةَ عن نَصْرِ بن عَاصِم، عن مَالِك بن الحويرث "أنَ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا دَخَلَ في الصَّلاةِ فَذَكر نحوه وزاد فيه وإذَا ركَعَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وإذَا رَفَعَ رَأسَهُ من الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وإذَا رَفَعَ رَأسَه من السُّجُودِ فَعَل مِثْلَ ذَلِكَ.
الثاني: أن متابعة همام غير صريحة كرواية سعيد ومن ذكرنا معه فإن أبا عوانة قال: حدثنا الصائغ بمكة ثنا عفان، ثنا همام قال أنبأنا قتادة بإسناده يعني السابق قبله، أن النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حيال قتادة أذنيه في الركوع والسجود، فهذا اللفظ ظاهره
عند السجود، ولكن حيث لم يذكر معه الرفع عند الرفع من الركوع فهو المراد كما سبق في حديث أبي هريرة بخلاف حديث سعيد فإنه صرح بالرفع عند الرفع من الركوع ثم عند السجود أيضًا.
الثالث: قوله وفي الباب عن جماعة من الصحابة يفيد أن أحاديثهم في خصوص الرفع عند السجود أيضًا وليس كذلك إذا اعتبرنا الصراحة المذكورة في حديث مالك بن الحويرث بل كلها محتملة كما سبق في حديث وائل بن حجر، وأبي هريرة، وابن عمر، وكما رواه أبو داود من حديث ابن لهيعة، عن أبي هبيرة، عن ميمون المكي، أنه رأى عبد الله بن الزبير وصلى بهم، يُشير بكفيه حين يقوم، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، فانطلقت إلى ابن عباس فقلت: إني رأيت ابن الزبير وصلى صلاة لم أر أحدًا يصليها، فوصفت له هذه الإِشارة، فقال إن أحببت أن تنظُرَ صَلَاة رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فاقتد بصلاة عبد الله بن الزبير.
الرابع: ذكره لحديث علي الذي فيه: ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، خارج عن المسألة لأن المفروض الكلام فيه الذي هو مذكور في حديث مالك ابن الحويرث، الرفع عند السجود من قيام، وعند القيام من سجود، والذي في حديث علي، نفي الرفع بين السجدتين، وهذا لم يجر له ذكر ولا رأيته منقولًا إلا عن أنس أنه كان يفعل ذلك، رواه البخاري في "جزئه" وقال: حديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى.
فصل: أما الرفع عند القيام من السجود، فورد من حديث وائل بن حجر، ومالك ابن الحويرث، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس، وابن الزبير، وعبد الله بن عمر.
• فحديث وائل: رواه أبو داود من طريق عبد الوارث بن سعيد، ثنا محمد بن
جحادة، ثني عبد الجبار بن وائل بن حجر، حدثني وائل بن علقمة، عن أبي وائل بن حجر قال: صليْتُ مَع رسُول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه وإذا رفع رأسه من السجود أيضًا رفع يديه، حتى فرغ من صلاته، قال محمد: فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال: هي صلاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَعَله مَنْ فعله، وتَرَكَهُ مَنْ تركه.
قال أبو داود: روى هذا الحديث همام عن ابن جحادة، لم يذكر الرفع من الرفع من السجود.
قلت من حفظه حجة على من لم يحفظ.
• وحديث مالك بن الحويرث: تقدم في الذي قبله وفيه: وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك، وإسناده صحيح.
• وحديث علي: رواه أحمد، والبخاري في "رفع اليدين"، وأبو داود، والترمذي والطحاوي في "معاني الآثار"؛ والبيهقي وغيرهم من رواية عبيد الله ابن أبي رافع عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة، كبَّر ورَفَعَ يَدَه حَذْوَ منكبيه، وإذا أراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع رأسه من الركوع، ولا يرفع يده
يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر.
• وحديث ابن عباس وابن الزبير: سبق قريبًا من عند أبي داود.
وروى أبو داود أيضًا من حديث النضر بن كثير السعدي قال: صلي إلى جنبي عبد الله ابن طاووس في مسجد الخيف، فكان إذَا سَجَدَ السَّجْدَةَ الأولى فَرَفَعَ رَأْسَهُ منها، رفع يديه تلقاء وجهه، فأنكرت ذلك، فقلت لوهيب بن خالد فقال له وهيب: تصنع شيئًا لم أر أحدًا يصنعه، فقال ابن طاوس: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه، ولا أعلم إلا أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه؛ وقوله: فكان إذا سجد السجدة الأولى يعني الركعة الأولى.
• وحديث ابن عمر: رواه البخاري في "رفع اليدين"، أخْبَرَنا أيوب بن سُليمان، ثنا أبو بَكر بن أبي أويس، عن سُليمان بن بِلال، عن العَلاء أنَّهُ سَمِعَ سَالم ابن عبد الله أنَّ أبَاهُ كَانَ إذَا رَفَعَ رأسَهُ من السُّجودِ وأرادَ أنْ يَقُومَ رَفَعَ يَدَيْهِ. وَقَال: حدثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، حدثني نافع أن عبد الله رضي الله عنه كَانَ إذَا استَقْبَل الصَّلاة، يَرْفَعُ يَدَيْهِ وإذَا رَكَعَ وإذَا رَفَعَ رَأسَه من الرُّكُوعِ وإذَا قَامَ من السَّجْدَتَينِ كَبَّر وَرَفَعَ يَدَيْهِ.
* * *
358 -
قوله: (وَأَمَّا الحَدُّ الذَّي تُرفَعُ إليْهِ اليَدَانِ، فَذَهَبَ بَعْضُهم إلى أنَّهُ المَنكِبَانِ، وبَهِ قَالَ مَالك والشَّافعي وَجَماعَةٌ، وذهَبَ بَعْضَهُم إلى رَفْعِهِمَا إلى الأُذُنينِ، وبِهِ قَالَ أبُو
حَنَيْفَةَ، وَذَهَبَ بَعْضهُم إلى رَفْعِهِمَا إلى الصَّدْرِ وَكُلُّ ذَلِكَ مَرْويُّ عَنِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم).
قلت: أما الرَّفْعُ حَذْوَ المَنكِبينِ، فتقدم من حديث ابن عمر، وعمر وعلي.
وورد أيضًا من حديث أبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري، والأربعة وغيرهم.
وأما الرفع إلى الأذنين، فتقدم في حديث مالك بن الحويرث، حتى يبلغ بهما فروع أذنيه؛ وفي لفظ: حتى يحاذي بهما فروع أذنيه.
وورد أيضًا من حديث وائل بن حجر، عند الطيالسي، وأحمد، ومسلم،