المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - أحكام النون الساكنة والتنوين (1) - الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم

[أحمد محمود عبد السميع الحفيان]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌بعض المباحث الهادفة

- ‌1 - الفرق بين‌‌ القارئوالمقرئ وآداب كلا منهما

- ‌ القارئ

- ‌والمقرئ:

- ‌2 - الفرق بين القراءات والروايات والطرق والخلاف الواجب والجائز

- ‌3 - مبادئ علم التجويد، ووجوب تجويد القرآن والأدلة عليه

- ‌1 - تعريفه:

- ‌2 - موضوعه:

- ‌3 - نسبته:

- ‌4 - واضعه:

- ‌5 - فائدته:

- ‌(أ) جلي:

- ‌ وحكمه:

- ‌(ب) خفي:

- ‌6 - حكم تعليمه والعمل به شرعا:

- ‌وجوب تجويد القرآن وترتيله:

- ‌الأدلة على وجوب تجويد القرآن الكريم:

- ‌1 - أهمية التلقي في تعلم القرآن وأدائه وأحكامه:

- ‌2 - مراتب القراءة:

- ‌أ- التحقيق:

- ‌ب- الترتيل:

- ‌ج- التدوير:

- ‌د- الحدر:

- ‌3 - حكم الاستعاذة وأحوالها وأوجهها:

- ‌أما حكم الاستعاذة:

- ‌وأما أوجهها فأربعة، وهي:

- ‌أ- قطع الجميع، وهو أفضلها

- ‌ب- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث، وهو أفضل من الوجهين الآتيين

- ‌ج- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث، وهو أفضل من الأخير

- ‌د- وصل الجميع

- ‌4 - أوجه ما بين السورتين:

- ‌5 - أوجه ميم آل عمران:

- ‌6 - أوجه ما بين الأنفال وبراءة:

- ‌(أ) القطع:

- ‌(ب) السكت:

- ‌(ج) الوصل:

- ‌7 - السكتات الواردة لحفص في القرآن ومقدارها:

- ‌المراجع الآتية:

- ‌4 - حول آيات القرآن الكريم وسوره

- ‌أولا: آيات القرآن:

- ‌ثانيا: سور القرآن

- ‌السورة في اللغة:

- ‌والسورة في الاصطلاح

- ‌فائدة:

- ‌الباب الأول شرح متن تحفة الأطفال

- ‌1 - مقدمة المتن

- ‌2 - أحكام النون الساكنة والتنوين (1)

- ‌3 - أحكام الميم والنون المشددتين

- ‌[4 - أحكام الميم الساكنة]

- ‌5 - حكم لام أل ولام الفعل (1)

- ‌فوائد متممة لهذا الباب:

- ‌فائدة (1):

- ‌فائدة (2):

- ‌فائدة (3):

- ‌6 - في المثلين والمتقاربين والمتجانسين (1)

- ‌7 - المدود (1)

- ‌أ - أقسام المد

- ‌ب - أحكام المد

- ‌ج - أقسام المد اللازم

- ‌فوائد تتعلق بالمدود:

- ‌ملاحظات عامة على جدول المد:

- ‌د - الخاتمة

- ‌الباب الثاني [شرح متن الجزرية]

- ‌1 - مقدمة المتن

- ‌2 - مخارج الحروف

- ‌3 - باب الصفات

- ‌4 - باب التجويد (1)

- ‌5 - باب الترقيق

- ‌6 - باب استعمال الحروف

- ‌7 - باب الراءات

- ‌8 - باب اللامات

- ‌9 - باب الضاد والظاء

- ‌10 - باب التحذيرات

- ‌11 - باب الميم والنون المشددتين والميم الساكنة

- ‌12 - باب حكم التنوين والنون الساكنة

- ‌13 - باب المدات

- ‌14 - باب معرفة القوف

- ‌فائدة: الوقف والابتداء

- ‌15 - باب المقطوع والموصول وحكم التاء

- ‌فوائد تتعلق بالمقطوع والموصول:

- ‌16 - باب التاءات

- ‌فوائد تتعلق بالتاءات:

- ‌17 - باب همز الوصل

- ‌الباب الثالث تدريبات عامة على علم التجويد

- ‌أولا: أسئلة مجاب عنها

- ‌ثانيا: أسئلة غير مجاب عنها

- ‌المتون

- ‌تمهيد مختصر:

- ‌أولا: متن تحفة الأطفال

- ‌المقدمة

- ‌أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌أحكام الميم والنون المشددتين

- ‌أحكام الميم الساكنة

- ‌حكم لام ال، ولام الفعل

- ‌في المثلين والمتقاربين والمتجانسين

- ‌‌‌أقسام المد

- ‌أقسام المد

- ‌أحكام المد

- ‌خاتمة التحفة

- ‌ثانيا: متن الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزرى رحمه الله

- ‌المقدمة

- ‌باب مخارج الحروف

- ‌باب الصفات

- ‌باب التجويد

- ‌باب الترقيق

- ‌باب استعمال الحروف

- ‌باب الراءات

- ‌باب اللامات

- ‌باب الضاد والظاء

- ‌باب التحذيرات

- ‌باب الميم والنون المشددتين والميم الساكنة

- ‌باب حكم التنوين والنون الساكنة

- ‌باب المدات

- ‌باب معرفة الوقوف

- ‌باب المقطوع والموصول وحكم التاء

- ‌باب التاءات

- ‌باب همز الوصل

- ‌بعض المباحث الهادفة

- ‌المبحث الأول: من فضائل بعض السور

- ‌1 - الفاتحة:

- ‌2 - البقرة وآل عمران:

- ‌3 - سورة الكهف:

- ‌4 - سورة الواقعة:

- ‌5 - سورة الملك:

- ‌6 - سورة الإخلاص:

- ‌7 - سورة الفلق والناس:

- ‌المبحث الثانى من آداب التلاوة والاستماع

- ‌1 - مدخل:

- ‌2 - ومن آداب التلاوة:

- ‌3 - ومن آداب الاستماع:

- ‌4 - من آداب الناس كلهم مع القرآن:

- ‌5 - من علوم القرآن:

- ‌أ - تعريف القرآن وأسماءه وصفاته:

- ‌ب - أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم:

- ‌1 - أول ما نزل من القرآن الكريم:

- ‌2 - آخر ما نزل من القرآن الكريم:

- ‌ج - تنجيم القرآن الكريم:

- ‌6 - في احترام المصحف وتقديسه:

- ‌7 - موقف العلماء من الحروف الهجائية المقطعة التي افتتحت بها السور

- ‌8 - جانب من إعجاز القرآن:

- ‌ثانيا: من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:

- ‌ثالثا: من الإعجاز التشريعي:

- ‌9 - في بيان‌‌ بعض الأمور المحرم فعلها في القراءةوأحوال السلف الصالح عند ختم القرآن

- ‌ بعض الأمور المحرم فعلها في القراءة

- ‌ أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن:

- ‌10 - التكبير وفوائد حوله وتعريفات مهمة:

- ‌أ - التكبير:

- ‌أولا: في سبب وروده

- ‌ثانيا: في حكمه

- ‌وحكمه:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا: في صيغته:

- ‌خامسا: في موضع ابتدائه وانتهائه:

- ‌ب - فوائد حول التكبير:

- ‌ج - تعريفات مهمة:

- ‌الخاتمة

- ‌مراجع ومصادر الكتاب

الفصل: ‌2 - أحكام النون الساكنة والتنوين (1)

‌2 - أحكام النون الساكنة والتنوين (1)

(6)

للنّون إن تسكن وللتّنوين

أربع أحكام فخذ تبييني

ــ

(1)

النون الساكنة هي النون الخالية من الحركة (ضمة- كسرة- فتحة)، وهي ثابتة لفظا وخطا ووصلا ووقفا، وتأتي في الاسم والفعل والحرف متوسطة ومتطرفة. والتنوين لغة: التصويت، واصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطا ووقفا، ولا يكون التنوين إلا في الأسماء، لأنه من علامات الاسم، يقول ابن مالك في ألفيته في النحو في علامات الاسم:

بالجر والتنوين والندا وأل

ومسند للاسم تميز حصل

وأهم الفروق بين النون الساكنة والتنوين تظهر في الجدول الآتي، [ويظهر في الجدول القادم أن النون الساكنة شبيهة بالتنوين، ولكنها نون ساكنة لا تنوين وإن كانت ثابتة خطا ووقفا كالتنوين، وذلك لعلة اتصالها بالفعل، ولأن التنوين- كما تقدم- من خواص الاسم]:

م/ النون الساكنة/ التنوين

1 -

هي حرف أصلي (ن) وتثبت لفظا وخطا./ هو زائد عن الأصل، ويثبت لفظا دون الخط.

2 -

تثبت وصلا ووقفا./ يثبت في الوصل دون الخط.

3 -

تأتي في الأسماء والأفعال والحروف./ لا يكون إلا في الأسماء.

4 -

تكون متوسطة ومتطرفة في الكلمة./ لا يكون إلا في الأسماء ولا يأتي إلا في آخر الكلمة.)

(6)

والمقصود بقوله: للنون إن تسكن وللتنوين: أي للنون حال سكونها وللتنوين ولا يكون إلا ساكنا. وأربع أحكام: أي أحكام أربعة بالنسبة لما يقع بعدهما من الحروف، وخذ تبييني: أي خذ توضيحي للأحكام الأربعة للنون الساكنة والتنوين.

ومن الملاحظ أن الحروف الهجائية تصنف إذا أتت بعد النون الساكنة والتنوين)

ص: 28

(7)

فالأوّل: الإظهار قبل أحرف

للحلق ستّ رتّبت فلتعرف

(8)

همز فهاء ثمّ عين حاء

مهملتان ثمّ غين خاء

ــ

في أربعة أحكام وهي مرتبة وموضحة في الأبيات القادمة، وهي بالترتيب: الإظهار الحلقي، والإدغام بقسميه، والإقلاب ثم الإخفاء.)

(7)

فالأول: أي الأول من الأحكام الأربعة للنون الساكنة والتنوين هو الإظهار، وقد قدم الإظهار لأنه الأصل ثم ثنى بالادغام لأنه ضده وضد الشيء أقرب خطورا بالبال عند ذكره، وقد قيل: بالضد تتميز الأشياء، ثم ذكر الإقلاب، لأنه نوع من الإدغام ثم الإخفاء لأنه حالة بين الإظهار والإدغام، وقوله:(للحلق) أي حروف تخرج من الحلق فالحلق محل خروجها وهي ستة أحرف مرتبة في البيت التالي لهذا البيت، وقوله:(فلتعرف): أي فلتعرف الستة بأعدادها وأحكامها أي فليعرفها من أرادها.

والإظهار لغة: البيان. واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر، وهناك إظهار حلقي، وإظهار مطلق، وإظهار شفوي، وإظهار لام التعريف أي لام أل، وإظهار لام هل وبل، وإظهار اللام القمرية، وإظهار لام الأمر، وإظهار المتباعدين والمتقاربين والمثلين والمتجانسين.

وسبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف الستة، هو التباعد بين النون والتنوين وهذه الحروف في المخرج والصفة.

وسمي ذلك الإظهار إظهارا لظهور النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف، وإنما سمي حلقيا لأن الحروف الستة تخرج من الحلق.

ومراتبه ثلاث: أعلاها عند الهمز والهاء، وأوسطها عند العين والحاء، وأدناها عند الغين والخاء.

ورتبت: أي هي مرتبة في المخرج، أي لكل منها رتبة ومحل تخرج منه، وقد رتبها الناظم حسب ترتيبها في المخرج.)

(8)

أي أن أحرف الحلق الستة التي تظهر النون الساكنة، أو التنوين عندها، أي عند وجود واحد منها بعدهما، هي: الهمزة والهاء وهما لأقصى الحلق في

ص: 29

(9)

والثّاني إدغام بستّة أتت

في يرملون عندهم قد ثبتت

ــ

المخرج، والعين والحاء وهما المهملتان أي غير المنقوطتين تخرجان من وسط الحلق، والغين والخاء المعجمتان، أي المنقوطتان تخرجان من أدنى الحلق.

وقد رمز إليها بعض علماء هذا الفن في أوائل كلمات قوله: «أخي هاك علما حازه غير خاسر» وهي كذلك في أوائل كلمات قوله: «إن غاب عني حبيبي همني خبره» . فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين وجب الإظهار وسمي إظهارا حلقيا.

وعلى هذا فصور الإظهار الحلقي ثمان عشرة صورة، لأن كل حرف من الحروف الستة إما أن يقع مع النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو يقع بعد التنوين، فلكل حرف ثلاث صور، والثلاث في ستة بثمان عشرة.

وفيما يلي امثلتها:

الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ مع التنوين الهمزة/ ينأون «ولا ثاني لها في القرآن» / من آمن/ وجنات ألفافا الهاء/ ينهون/ من هاد/ جرف هار العين/ انعمت/ من عمل/ سميع عليم الحاء/ وانحر/ فإن حاجوك/ عليم حليم الغين/ فسينغضون «ولا ثاني لها في القرآن» / من غل/ ورب غفور الخاء/ والمنخنقة «ولا ثاني لها في القرآن» / من خلاق/ عليم خبير) (9) أي الثاني من أحكام النون والتنوين: الإدغام، وهذا الحكم إنما يكون إذا وقع حرف من الأحرف الستة التي ثبتت عند القراء مجموعة في (يرملون) بفتح الياء

ص: 30

(10)

لكنّها قسمان قسم يدغما

فيه بغنّة بينمو علما

ــ

وسكون الراء وضم الميم واللام وسكون الواو وفتح النون، والإدغام لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة.

وحروف الإدغام (يرملون) فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة النون الساكنة بشرط أن يكون في كلمتين أو بعد التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين وجب الإدغام إلا النون في يس، ن، مَنْ راقٍ فحكمها الإظهار مراعاة للرواية على خلاف القاعدة.

والإدغام يكون ناقصا عند الياء والواو، وكاملا عند بقية حروف (يرملون).

وسبب إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف (يرملون) التماثل بالنسبة إلى النون، والتقارب بالنسبة إلى بقية الحروف.

وينقسم الإدغام إلى قسمين: إدغام بغنة، وإدغام بغير غنة، بغنة في (ينمو)، وبغير غنة في (اللام، والراء).

ومعنى نقص الإدغام عند الياء والواو بقاء أثر النون الساكنة أو التنوين مع إدغامهما في هذين الحرفين، ومعنى كمال الإدغام عند بقية حروف (يرملون) عدم بقاء أثر النون الساكنة والتنوين عند إدغامهما فيها.

وهناك أنواع أخرى للإدغام غير الإدغام بغنة وبغير غنة مثل: إدغام المتقاربين الصغير عند البعض، والكبير عند السوسي فقط، وإدغام المتجانسين الصغير، وذلك إذا كانت الحروف المتجانسة هي:(ب - ت - ث - د - ذ) فقط، وإدغام اللام الشمسية.)

(10)

أي أن هذه الأحرف الستة، وإن كانت كلها للإدغام، لكنها قسمان:

قسم يدغم فيه النون الساكنة والتنوين إدغاما بغنة وحروفه (ينمو) فإذا وقع حرف منها بعد النون الساكنة في كلمتين أو بعد التنوين أو في نون شبيهة بالتنوين في وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ فقط وجب الإدغام بغنة، إلا في يس، ن مَنْ راقٍ مراعاة الرواية على خلاف القاعدة.

ص: 31

(11)

إلّا إذا كان بكلمة فلا

تدغم كدنيا ثمّ صنوان تلا

ــ

وللإدغام بغنة صور ثمان، لأن لكل حرف من حروفه صورتين إحداهما مع النون الساكنة في كلمتين والأخرى بعد التنوين، واثنتان في أربعة بثمان، وفيما يلي أمثلتها:

الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع التنوين (بعده) الياء/ من يعمل/ قوم يؤمنون النون/ من نعمة/ أمنة نعاسا الميم/ من مال الله/ آيات مبينات الواو/ من وال/ ولي ولا نصير) (11) أي إلا إذا كانت النون، والحرف، في كلمة واحدة، فلا تدغم النون فيه، بل يجب في هذه الحالة الإظهار، ويسمى هذا النوع من الإظهار بالإظهار المطلق، وهو في كلمات معينة وهذه الكلمات هي:(دنيا- بنيان- قنوان- صنوان)، ولهذا النوع من الإظهار حرفان، وهما (الياء - والواو).

فإذا وقع أحدهما بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب الإظهار للنون، وسمي مطلقا لعدم تقييده بحلقي أو شفوي، أو قمري، ولهذا النوع صورتان هما:

الياء بعد النون الساكنة في كلمة، والواو بعد النون الساكنة في كلمة، وليس للياء مع النون الساكنة في كلمة إلا مثالين في القرآن وهما كما أشرنا (دنيا)، (بنيان)، وليس للواو مع النون الساكنة في كلمة إلا مثالين في القرآن، وهما (قنوان)(صنوان).

وسبب ظهور النون الساكنة عند وقوعها قبل الياء والواو في كلمة المحافظة على وضوح المعنى الذي لو أدغمت النون في الياء والواو لصار خفيا، ومثل (قنوان) (عنوان) وقال الشيخ سليمان الجمزوري رحمه الله في كتابه المسمى «بفتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال»: يجب الإظهار في هذه الكلمات لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله.

ص: 32

(12)

والثّان: إدغام بغير غنّه

في اللّام والرّاء ثمّ كرّرنّه

ــ

(12)

أي: والقسم الثاني من الإدغام هو الذي يدغم فيه بغير غنة، وهو يكون في الحرفين الباقين من أحرف (يرملون) وهما اللام والراء يجمعها قولك (رل)، فإذا وقع أحدهما بعد النون الساكنة في كلمتين أو بعد التنوين وجب إدغامهما فيه بغير غنة عدا النون في (من راق) لما فيها من السكت المانع من الإدغام.

أما صور الإدغام بغير غنة وأمثلتها، فمن الواضح أن صور الإدغام بغير غنة أربع، لأن كل حرف من حرفيه يقع مع النون مرة ومع التنوين أخرى، فلكل حرف صورتان والاثنتان في اثنين بأربع كالآتي:

الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع التنوين (بعده) اللام/ من لبن/ سائغا للشاربين الراء/ من ربهم/ غفور رحيم ولا يخفى أن الإدغام بغير غنة كله كامل، وأنه لا يكون إلا من كلمتين كالإدغام بغنة.

ووجه تسمية الإدغام بقسميه إدغاما، وذلك لإدغام النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة حروف (يرملون) فيها.

وقول المصنف: «ثم كررنه» أي حرف الراء إشارة إلى صفة من صفاتها، يقال لهذه الصفة: التكرير، وهو في اصطلاح القراء: ارتقاء طرف اللسان عند النطق بالحرف، وله حرف، وهذا الحرف واحد هو الراء، ولذلك تمتاز الراء عن جميع حروف الهجاء بهذه الصفة. بمعنى أن لها صفة زائدة عن صفات أي حرف منها ولذلك تمت لها سبع صفات، فإن الحروف بعضها له خمس صفات، وبعضها له ست، وبعضها له سبع، فلا ينقص الحرف حينئذ عن خمس صفات ولا يزيد عن سبع، وليس من الحروف ما له سبع إلا الراء، ولذلك ذكر المصنف وقال:«ثم كررنه» أي حرف الراء، أي احكم له بصفة التكرير دون سواه.

ص: 33

(13)

والثّالث الإقلاب عند الباء

ميما بغنّة مع الإخفاء

ــ

ولهذا المبحث- الخاص بالراء - كلام طويل ليس هذا الشرح محل استيفائه «التحفة العنبرية» ، وإذا أردت معرفة تفصيل البحث عن الراء انظر كتاب «فتح المجيد شرح كتاب العميد» في علم التجويد.)

(13)

المقصود بهذا البيت: أي أن الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين (الإقلاب).

والإقلاب لغة: التحويل، أي تحويل الشيء عن وجهه بأن يجعل البطن ظهرا والظهر بطنا.

واصطلاحا: جعل حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميما.

وللإقلاب حرف واحد وهو الباء فإن وقعت بعد النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين أو نون شبيهة بالتنوين في نحو لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ فقط وجب قلبهما ميما وسمي إقلابا.

وصور الإقلاب ثلاث فقط، وأمثلتها كما يلي:

الباء مع النون الساكنة في كلمة أَنْبِئْهُمْ وفي كلمتين مِنْ بَعْدِ وبعد التنوين زَوْجٍ بَهِيجٍ.

وكيفية الإقلاب كما يظهر من تعريفه تتحقق بأمور ثلاثة وهي:

(1)

قلب النون الساكنة أو التنوين ميما.

(2)

إخفاء الميم في الباء.

(3)

الغنة مع ذلك الإخفاء.

وسبب الإقلاب سهولة النطق بالنون الساكنة والتنوين بقلبها ميما وإخفائها في الباء فهو أيسر من الإظهار والإدغام.

ويسمى إقلابا لما فيه من قلب النون والتنوين ميما، ويسمى إخفاء شفويا لفظا

ص: 34

(14)

والرابع الإخفاء عند الفاضل

من الحروف واجب للفاضل

ــ

لأن النون الساكنة والتنوين بعد قلبهما ميما ووقوع الباء بعدها وإخفائها فيها يكونان شبيهين بالميم الساكنة التي بعدها وهو الإخفاء الشفوي الذي سيأتي الكلام عنه في مكانه إن شاء الله تعالى.)

(14)

أي والرابع من أحكام النون السكانة والتنوين- وهو آخر حكم يتعلق بهما - هو الإخفاء وهو لغة: الستر. واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول هنا النون الساكنة والتنوين، وفي الإخفاء الشفوي الميم الساكنة. فالإخفاء لا يتحقق إلا بأمور ثلاثة كما يظهر من التعريف، وهي:

1، 2 - النطق بالنون أو التنوين في الإخفاء الحقيقي، وبالميم في الإخفاء الشفوي بصفة بين الإظهار والإدغام.

3 -

غنة من جنس الحرف الواقع بعده بحيث يلحظ ما بعد الغنة منها نفسها.

وسبب الإخفاء الحقيقي هو عدم التقارب بين النون الساكنة والتنوين وبين حروف الإخفاء الحقيقي كلها حتى يدغما، وعدم تباعدهما عنها كلها حتى يظهرا.

وسبب الإخفاء الشفوي التجانس بين الميم والباء مما يؤدي إلى سهولة النطق.

وسمي الإخفاء إخفاء لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بحرف من حروف الإخفاء، وسمي إخفاء النون الساكنة والتنوين حقيقيا لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره، واتفاق العلماء على تسميته كذلك دون الإخفاء الشفوي، ومن الملاحظ أن كلا من الإظهار الحلقي والإقلاب والإخفاء الحقيقي يتحقق مع النون الساكنة في كلمة وفي كلمتين وبعد التنوين، وأن الإدغام بقسميه لا يتحقق مع النون الساكنة إلا من كلمتين فقط وبعد التنوين. وأن الإظهار المطلق لا يتحقق إلا مع النون الساكنة في كلمة واحدة.

وقوله «عند الفاضل» أي الباقي من الحروف الهجائية بعد إخراج أحرف الإظهار الحلقي والإدغام بقسميه بغنة وبدونها والإقلاب «وهو خمسة عشر حرفا» لأن الحروف ثمانية وعشرون حرفا، تقدم منها ستة للإظهار الحلقي، وستة للإدغام

ص: 35

(15)

في خمسة من بعد عشر رمزها

في كلم هذا البيت قد ضمّنتها

(16)

صف ذا ثناكم جاد شخص قد سما

دم طيّبا زد في تقى ضع ظالما

ــ

بغنة وبدون غنة، وواحد للإقلاب، ومجموعها ثلاثة عشر حرفا فيبقى خمسة عشر حرفا.

وهذا الإخفاء واجب بلا خلاف للفاضل، أي على الشخص الكامل الزائد على غيره بصفة الكمال.)

(15)

أي أن الباقي من الحروف الهجائية الثمانية والعشرين حرفا، بعد إخراج الأحرف الثلاثة عشر الخاصة بالأحكام الثلاثة الأولى - التي هي الإظهار الحلقي والإدغام بقسميه والإقلاب - منحصر في (خمسة من بعد عشر) أي في خمسة عشر حرفا، (رمزها) أي الإشارة إليها متحققة في كلمات هذا البيت الآتي، وقد (ضمنتها) أي جعلت هذه الكلمات الآتية متضمنة لها - أي لهذه الأحرف الخمسة عشر - بمعنى أن كل كلمة من كلمات البيت الآتي متضمنة لحرف منها، وهو الحرف الأول من كل كلمة من كلمات البيت.)

(16)

أي أن حروف الإخفاء الحقيقي مرموز لها في أوائل كلمات هذا البيت، فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين سمي إخفاء حقيقيا.

وعلى هذا فصور الإخفاء الحقيقي خمس وأربعون لأن لكل حرف من حروفه الخمسة عشر ثلاث صور، والثالث في خمسة عشر بخمس وأربعين.

ومن الملاحظ أن للإخفاء الحقيقي مراتب ثلاث: أعلاها عند الطاء والدال والتاء لقربهما جدا من النون والتنوين في المخرج، وأدناها عند القاف والكاف لبعدهما جدا عن النون والتنوين في المخرج، وأوسطها عند الباقي من حروفه لعدم قربها منها جدا كالحروف السابقة، وعلى هذا فحروف الإخفاء الحقيقي هي:(ص - ذ - ث - ك - ج - ش - ق - س - د - ط - ز - ف - ت - ض - ظ) وفيما يلي أمثلتها مرتبة بترتيب البيت السابق:

ص: 36