الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(46)
أو قدّم الهمز على المدّ وذا
…
بدل كآمنوا وإيمانا خذا
(47)
ولازم إن السّكون أصّلا
…
وصلا ووقفا بعد مد طوّلا
ج - أقسام المد اللازم
(48)
أقسام لازم لديهم أربعة
…
وتلك كلميّ وحرفيّ معه
ــ
(46)
أي: إن تقدم الهمز على المد مع كون هذا الهمز مفتوحا نحو (آمن) أو مكسورا نحو (إيمانا) أو مضموما نحو (أوتوا). وسمي بدلا لأنه مبدل من همز إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين في كلمة أولاهما متحركة والأخرى ساكنة فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى للتخفيف، فإن كانت الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا لمجانستها للفتحة، وإن كانت مكسورة أبدلت الثانية ياءً لمجانستها للكسرة، وإن كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا لمجانستها للضمة، ويجوز فيه القصر والتوسط ومده عند ورش فقط.
وقوله (خذا) أي خذ ذلك.
والقصر فيه واجب عند جميع القراء عدا ورش فلا يوجبه.)
(47)
أي: والمد لازم زيادة عن الطبيعي إن كان السكون أصليا، وفي تعريفه شرط وقوع السكون الأصلي بعد حرف المد أو اللين في كلمة أو في حرف ولا يكون بعد لين إلا في (ع) من فاتحة مريم والشورى.
وسمي لازما للزوم مده حالة واحدة وهي: قدر ست حركات وللزوم سببه له وصلا ووقفا.
وحكمه اللزوم لما تقدم، ومقداره ست حركات دائما إلا في لفظ (ع) بأولي مريم والشورى ففيه المد أي ست حركات، والتوسط أي أربع حركات، ولكن المد أفضل. ولا يجوز فيه القصر بحال من الأحوال، لأنه لازم للزوم مده وهو في نحو:
(الصّاخّة. والطّامّة - والضّالّين - وأ تحاجّونّي) وغيره كثير بشرطه.)
(48)
أي أن المد اللازم لدى القراء، أي عندهم جميعا أربعة:
1 -
لازم كلمي: أي منسوب للكلمة التي هي الاسم والفعل خاصة.
2 -
ولازم حرفي: أي منسوب للحرف.
(49)
كلاهما مخفّف مثقّل
…
فهذه أربعة تفصّل
(50)
فإن بكلمة سكون اجتمع
…
مع حرف مدّ فهو كلميّ وقع
(51)
أو في ثلاثيّ الحروف وجدا
…
والمدّ وسطه فحرفيّ بدا
ــ
(49)
كلاهما: أي كلا الكلمي والحرفي. أي كل منهما مخفف، ومثقل، واللازم الكلمة لاجتماعه مع سببه فيها ولازم حرفي منسوب للحرف وعلى كل منهما إمّا مخفف أو مثقل وقد شرع المصنف في تفصيل هذه الأنواع.)
(50)
من الملاحظ أن المد اللازم ينقسم إجمالا إلى قسمين كلمي وحرفي، فالكلمي هو: أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة نحو (الصاخة)، والحرفي هو: أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف نحو (ق والقرآن المجيد) وينقسم تفصيلا إلى خمسة أقسام: كلمي مخفف وكلمي مثقل، وحرفي مخفف وحرفي مثقل وحرفي شبيه بالمثقل، وسيأتي كلها فيما يلي:
1 -
الكلمي المخفف: وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة بشرط كونه غير مشدد نحو (ءآلآن) موضعي يونس ولا يوجد غيرهما في القرآن.
وسمي كلميا لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة. وسمي مخففا لخفة النطق به نظرا إلى خلو سكونه الأصلي من التشديد الدال على أنه مكون من حرفين في الأصل أدغم أولهما في الآخر.
2 -
الكلمي المثقل: وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة بشرط كون السكون ممددا نحو (الطامة)، وسمي كلميا لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة وسمي مثقلا لثقل النطق به نظرا إلى كون سكونه مشددا مما يدل على أنه مكون من حرفين في الأصل أدغم أولهما في الآخر.)
(51)
أي إن اجتمع السكون المذكور مع حرف المد في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف، والوسط منها حرف مد، فهو لازم حرفي نحو (ص. ق. ن).
وينقسم الحرفي إلى حرفي مثقل، وحرفي مخفف كما يتضح ذلك في الأبيات التالية.
(52)
كلاهما مثقّل إن أدغما
…
مخفّف كل إذا لم يدغما
(53)
واللّازم الحرفيّ أوّل السّور
…
وجوده وفي ثمان انحصر
(54)
يجمعها حروف كم عسل نقص
…
وعين ذو وجهين والطّول أخص
ــ
(52، 53، 54) أي: كلا المدين اللازمين الكلمي، والحرفي، مثقل إن أدغما فيما بعدهما وإن لم يدغم كل منهما فهو مخفف واللازم الحرفي ينقسم إلى قسمين هما:
1 -
الحرفي المخفف: وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف تقتضي الأحكام إظهاره بالنسبة إلى ما بعده عند وصله به نحو (ص) و (ن). وسمي حرفيا: لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف لا في كلمة.
وسمي مخففا: لخفة النطق به نظرا إلى إظهاره عند وصله بما بعده وخلوه من التشديد والغنة بعد المد الطويل اللذين يقتضيهما الإدغام له فيما بعده لو كان مدغما، واللازم الحرفي بقسميه (المثقل والمخفف) وجوده في أول السور أي: أنه يكون في فواتح السور فقط. ولا يكون في سواها. وهو أي اللازم، انحصر في ثمان حروف يجمعها حروف (كم عسل نقص) أو (نقص عسلكم) وهي (كاف، ميم، عين، سين، لام، نون، قاف، صاد) وهذه الأحرف الثمانية كلها تمد مدا مشبعا قدره ست حركات، من غير خلاف، لأنه لا يجوز قصر اللازم، إلا (عين) من فاتحتي (مريم والشورى) ففيهما وجهان عند جميع القراء من غير خلاف أيضا.
والوجهان: هما التوسط والمد. وقدر الأول أربع حركات، وقدر الثاني ست حركات، وهو المعبر عنه في كلام المصنف (بالطول)، وأهل الأداء وهم القراء هو عندهم أعرف فهو عندهم أربع حركات، ولكن الطول أفضل وهو ست حركات.
وللمد اللازم الحرفي شروط أربعة وهي:
1 -
أن يقع في حرف أحادي خطا، ثلاثي لفظا، فلو كان أحاديا خطا، ثنائيا لفظا، لكان طبيعيا لازما كما تقدم في المد الطبيعي.
2 -
أن يكون وسطه حرف مد ولين كاللام والميم في أول البقرة، أو اللين فقط نحو (ع) بمريم والشورى. فإن كان وسطه غير حرف مد ولين كالألف في أول البقرة لم يمد أبدا لا طبيعيا ولا لازما.
(55)
وما سوى الحرف الثّلاثي لا ألف
…
فمدّه مدّا طبيعيا ألف
(56)
وذاك أيضا في فواتح السّور
…
في لفظ حيّ طهر قد انحصر
(57)
ويجمع الفواتح الأربع عشر
…
صله سحيرا من قطعك ذا اشتهر
ــ
3 -
أن يكون في فواتح السور فلا يكون في وسطها. أما اللازم الكلمي فإنه يقع في فواتح السور نحو (الحاقة) وفي وسطها نحو (دابة).
4 -
أن يكون في حروف مخصوصة يجمعها «كم عسل نقص» أو «سنقص علمك» .
وهذه الحروف الثمانية تقع في القرآن في أربعة وأربعين موضعا، وهي مواضع المد اللازم الحرفي.)
(55، 56) أي وغير الحرف المدي الثلاثي من كل حرف هجائه على حرفين نحو: طا. ويا - وحا (فمده مدا طبيعيا ألف) أي ألف لك من غير تكلف، وينطبق ذلك أيضا على ما كان على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مد.
وأما (ألف) فهو وإن كان ثلاثيا إلا أنه لا يمد أصلا، لا طبيعيا ولا فرعيا لأن وسطه وهو اللام ليس حرف مد، وقد استثنى المصنف من ذلك الألف فليس فيه مد مطلقا لأن وسطه متحرك، وغير الثلاثي مذكور أيضا في فواتح السور وهو ستة أحرف يجمعها لفظ (حي طاهر)، فالحاء من حم، والياء من يس والطاء من طه والراء من الر، ولا شيء في الألف، لا أصليا ولا فرعيا.)
(57)
والمقصود بهذا البيت: أي يجمع فواتح السور الأربعة عشر لفظ (صله سحيرا من قطعك).
وقوله: (الأربع عشر) بإدغام العين، وقوله:(من قطعك) بإسكان العين للضرورة، وقوله (ذا): أي هذا المثال اشتهر عند القراء.
ولفظ (الأربع عشر) في كلام المصنف يقرأ بسكون عين (الأربع) وسكون راء (عشر) وكذلك العين من (قطع) تقرأ بسكونها. والراء من (اشتهر) تقرأ بالسكون للضرورة.