الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وفيات] سنة خمسين وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عَلِيّ، أَبُو الْحَسَن الهُذْلي العَبْدوي النيسابُوري الزّاهد، أبو الحافظ أبى حازم.
سَمِعَ: أبا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة، وحاتم بْن محبوب الفيامي.
روى عَنْهُ: ابنه والحاكم الكَنْجَرُوذِي. تُوُفِّي فِي رمضان.
أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابُوري الشافعي، أحد الْأئمة.
سَمِعَ: أَبَا حامد الشرفي، وطبقته.
وعنه الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي جُمَادَى الْأولى.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل [1] ، أَبُو بَكْر بْن المهندس. محدث مصر فِي وقته.
سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن بدر الباهلي، وأَبَا بشر الدُّولابي، ومُحَمَّد بْن زبّان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قديد، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البَغَوي، وانتقى عَلَيْهِ الحُفَّاظ من المشارقة والمغاربة.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بْن الْحُسَيْن القفاص، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وَأَبُو أحْمَد الْعَبَّاس بْن الفضل بْن
[1] العبر 3/ 27، 28، شذرات الذهب 3/ 113، تذكرة الحفاظ 3/ 989، حسن المحاضرة 1/ 157.
الفرات بْن حِنْزابة، وعَلِيّ بْن عَبْد الواحد النَّجِيرَمِي الكاتب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن المظفَّر الكحّال، وَأَبُو القاسم يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وقَالَ: كَانَ ثقة تقيا، وقَالَ غيره: عاش تسعين سنة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس، أَبُو الْحَسَن الحاتمي الفقيه النيسابُوري.
سَمِعَ الْأصم، ومات كهلا فِي حياة والده.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوارث الزَّجَّاج.
روى عَنْ أَبِي جَعْفَر الطَّحاوي، والمهراني، وغيره.
تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح [1] المصِّيصي الجلي، بجيم.
حدّث ببغداد عَنْ مُحَمَّد بْن سفيان المِصِّيصي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البطّال.
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وقَالَ البَرْقاني: صَدُوق، وقَالَ غيره: كَانَ حافظًا ضريرًا، ومن شيوخه إمام جامع المصِّيصة أَبُو الماضي مُحَمَّد بْن يحيى، ومُحَمَّد بْن حاتم بْن رَوْح القزَّاز، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَبِي الخطيب، وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْأبنوسي.
إِسْمَاعِيل بْن عَبَّاد الصاحب [2] ، أَبُو القاسم، وزير مُؤَيَّد الدولة بُوَيْه بْن
[1] تاريخ بغداد 6/ 171 رقم 3225، المنتظم 7/ 179 رقم 288.
[2]
يتيمة الدهر 3/ 169- 215، معجم الأدباء 6/ 168- 317، نزهة الألبّاء 397- 401، إنباه الرواة 1/ 201- 203، المنتظم 7/ 179- 181 رقم 289، مرآة الجنان 2/ 421- 426، ذيل تجارب الأمم 261، البداية والنهاية 11/ 314- 316، الكامل في التاريخ 9/ 110، 111، دول الإسلام 1/ 234، العبر 3/ 28، وفيات الأعيان 1/ 228- 233 رقم 96، الوافي بالوفيات 9/ 125- 141 رقم 2042، المختصر في أخبار البشر 2/ 135، طبقات النحويين واللغويين لابن شهبة 219- 226، لسان الميزان 1/ 413- 416 رقم 1295، مآثر الإنافة 1/ 321، 322، بغية الوعاة 1/ 449- 451 رقم 918، النجوم الزاهرة 4/ 169- 171، شذرات الذهب 3/ 113- 116، نشوار المحاضرة 4/ 94، كشف الظنون 30، 619، 796، 901، 1278، 1376، 1391، 1394، 1398، 1469، 1491، 1621، روضات الجنات 104- 110، تنقيح المقال 1/ 135، منتهى المقال 56، أعيان
ركن الدولة. أصله من الطَّالقان [1] ، وكان نادرةَ دهره وأُعجوبة عصره فِي الفضائل والمكارم.
أخذ الْأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن أحْمَد بْن فارس، وسمع الحديث من أَبِيهِ، ومن غير واحد، وحدّث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس وأَحْمَد بْن كامل بْن سَحُرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن الكنباني، وسليمان الطَّبَراني، وطائفة.
روى عَنْهُ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر بْن المقرئ مَعَ تقدُّمه [2] ، وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بْن العميد، فقيل لَهُ صاحب العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب.
قَالَ فِيهِ أَبُو سَعِيد الرُّسْتُمي:
ورث الوزارة كابرًا عَنْ كابرٍ
…
موصولةَ الْأسنادِ بالإسنادِ
يَروي عَنِ الْعَبَّاس عَبَّاد وزارَتَه
…
وإِسْمَاعِيل عَنْ عَبَّادِ [3]
ولمّا تُوُفِّي مؤيَّد الدولة بجُرْجَان فِي سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أَبُو الْحَسَن، فأقرّه عَلَى الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عَن الوزارة، ثُمَّ نصر عَلَيْهِ، وعاد إِلى الوزارة، ففي كتاب المحسّن التنوخي فِي «الفرج بعد
[ () ] الشيعة 11/ 322- 575، الأعلام 1/ 312، معجم المؤلفين 2/ 274، تذكرة الحفاظ 3/ 989، تاريخ ابن الوردي 1/ 312، الإمتاع والمؤانسة 1/ 53، الفهرست 194، تاريخ ابن خلدون 4/ 466، معاهد التنصيص 4/ 11، سير أعلام النبلاء 16/ 511- 514 رقم 377.
[1]
الطّالقان: بلدة وكورة بين قزوين وأبهر وبها عدة قرى يقع عليها هذا الاسم. (معجم البلدان 4/ 7) .
[2]
في الأصل «تقديمه» .
[3]
معجم الأدباء 6/ 257 و 263.
الشدة» [1] أن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن سَعِيد النّصيبينى [2] حدّثه قال: سرّ أبو الفتح، فطلب النُّدماء، وهيَّأ مجلسًا عظيمًا بآلات الذّهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقيّة يومه، وعامّه ليلته، ثم عمل شعرًا وغَنَّوا بِهِ، يَقُولُ فِيهِ:
إذا بلغ المرء آماله
…
فليس إلى بعدها مُنْتَزَحُ
وكان هذا بعد تدبيره عَلَى الصّاحب، حتى أبعده عَنْ مؤيَّد الدولة، وسيَّره إلى إصبهان، وانفرد بالدَّسْت، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقَالَ: غطُّوا المجلس لاصطبح عَلَيْهِ غدًا، وقَالَ لنُدَمَائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيَّد الدولة فِي السَّحَر، فقبض عَلَيْهِ، وأخذ ما يملكه، ومات فِي النَّكبة، ثم عاد الصّاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي فِي الوزارة ثمانية عشر عامًا، وفتح خمسين قلعة، وسلّمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لأبيه. وكان الصّاحب عالمًا بفنون كثيرة من العلْم، لم يُدانه فِي ذَاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الدَّيْلَمِيّة، وأغزرهم علمًا، وأوسعهم أدبًا، وأوفرهم محاسن. وقد طوَّل ابن النَّجَّار ترجمته وجوَّدها.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الصَّاحِبُ بْنُ عبّاد، أملانا أبو الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْر وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ [3] السَّرِيرِ. قَالَ الصَّاحِبُ: قَدْ شَارَكَ الطَّبَرَانِيُّ فِي إِسْنَادِهِ.
قِيلَ: كَانَ ابن عبَّاد فصيحًا مفوهًا، لكنه يتقعر فِي خطابه، ويستعمل وحْشِي اللغة، حتى فِي انبساطه، يعيب التّيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره.
وقيل: كَانَ مشوَّه الصورة، وصنّف فِي اللغة كتابًا سمّاه «المحيط» فِي سبع
[1] لم أجد هذه الرواية في المطبوع من الكتاب.
[2]
النّصيبينى النصيبي: بفتح النون وكسر الصاد وسكون الياء وكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى نصيبين، مدينة مشهورة من بلاد الجزيرة. (اللباب 3/ 312) .
[3]
في الأصل «أما» .
مجلدات، وله كتاب «الكافي» فِي الترسل، وكتاب «الْأعياد» ، وكتاب «الْإمَامة» ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعيا كآل بُوَيْه، وما أظنه يسب، لكنه معتزليّ، قِيلَ إنه نال من الْبُخَارِيّ، وقَالَ: إنه حشوي لا يعول عَلَيْهِ، وله كتاب «الوزارة» وكتاب «الكشف عن مساوى المتنبي» وكتاب «أسماء اللَّه وصفاته» .
ومن ترسّله: «نَحْنُ [يا][1] سيدي، فِي مجلس غنى إلا عنك، شاكرًا [2] إلا منك، قد تفتحت [فِيهِ][3] عيون النرجس، وتوردّت خدود [فِيهِ][3] بالبنفسج، وفاحت مجامر الْأترج، وفتقت فارات [4] النّارنج، وانطلقت [5] ألْسُن العيدان، وقامت خطباء الْأوتار، وهبّت رياح الْأقداح، ونفقت [6] سوق الْأنس، وقام منادي الطرب [وطلعت كواكب الندماء][7] وامتدت [8] سماء النّدّ، فبحياتي إلا [9] ما حضَرْت (فقد أبت راحُ مجلسنا أن تصفو إلا أن تتناولها يمْناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه [10] أُذُناك، فخدود نارنجه قد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدَّقَت تأميلا للقائك)[11] :
وله:
رقَّ الزُّجَاج ورقَّتِ الخَمْرُ
…
وتشابَهَت [12] فَتَشَاكَلَ الْأمْرُ
فكأنّها خَمْرٌ ولا قدح
…
وكأنّما قدح ولا خمر
[1] إضافة من يتيمة الدهر 3/ 222.
[2]
في اليتيمة «شاكر» .
[3]
إضافة من اليتيمة.
[4]
في الأصل «فأراه» والتصحيح من اليتيمة.
[5]
في اليتيمة «أنطقت» .
[6]
في الأصل «نفق» .
[7]
ما بين الحاصرتين إضافة من اليتيمة.
[8]
في الأصل «امتد» .
[9]
في اليتيمة «لما» .
[10]
في اليتيمة «أو تعيه» .
[11]
ما بين القوسين من مثال آخر غير الّذي قبله. (اليتيمة 3/ 223) .
[12]
في الأصل «تشابهها» .
وله يرثي الوزير أَبَا عَلِيّ كثير بن أحْمَد:
يقولون لي: أوْدى كثيرٌ بْن أحْمَد
…
وذلك مَرْزُوءٌ عَلِيّ جَلِيلُ
فقلتُ: دَعُوني والبُكَا [1] نَبْكِه مَعًا
…
فمثلُ كثيرٍ فِي الرّجال قَلِيلُ
وورد أنِ الصّاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جَمَل، ولما عزم عَلَى الْإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا سماه «بيت التَّوْبة» ولبث أسبوعًا عَلَى الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحّة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عَبْد الجبار بْن أحْمَد.
وكان الصّاحب يُنَفِذ إلى بغداد فِي السنة خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلي الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام من الطِّشْت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر.
وقد مدحه أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:
هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء
…
وذاك رأيكَ سارٍ [2] بين آراءِ
هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ
…
داءٌ لعَمْرُكَ ما أَبَلاهُ من داءِ
لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى
…
أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي
يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويومًا
…
بالعُذَيْب ويومًا بالخُلَيْصَاءِ [3]
ومنها:
صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا
…
حتى علقَتْ صَبايا كلّ أحياءِ
أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها
…
كأن أسماء أضحى [4] بعض أسمائى.
[1] في وفيات الأعيان 1/ 231 «والعلا» .
[2]
في اليتيمة «شورى» .
[3]
كذا في الأصل وفي اليتيمة، نصب «يوما» ، وفي (معجم البلدان 2/ 386) :
يوم بحزوى، ويوم بالعقيق، ويوم
…
بالعذيب، ويوم بالخليصاء
[4]
في اليتيمة «أضحت» .
ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ
…
من مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء
وهي طويلة.
وقيل إنّ نوح بْن منصور الساماني، كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوّضه وزارته، فاعتلّ عَلَيْهِ بأنه يحتاج لنقل كتبه، خاصّة، أربعمائة جَمَل، فما الظّنّ بما يليق من التجمّل.
ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عبَّاد:
تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ
…
وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ
وألحقني بكأس من رِضابٍ
…
وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ
لَهُ وجْهٌ يدل بِهِ وطَرْفٌ
…
يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ
جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا
…
صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ
ومن شعره:
الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف
…
يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول والدَّنَفْ
عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه [1]
…
والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ
وقَالَ أَبُو يوسف القِزْوِيني المعتزلي: كتب الفِهْري [2] قاضي قزوين إلى الصّاحب، مع كتب أهداها له:
الفهري [3] عَبْد كافي الكُفَاة
…
وإنِ اعْتَدَّ عَنْ وُجُوه القُضَاةِ
خَدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتُبٍ
…
مُتْرَعَاتٍ من علمها منعمات [3]
فأجاب الصّاحب:
قد قبِلْنا من الجميع كتابًا
…
وردَدْنَا لوَقْتها الباقياتِ
لستُ أَسْتَغْنِم الكبيرَ فطَبْعي
…
قولُ خُذْ، لَيْسَ مذهبي قولُ هاتِ
ولد بإِصْطَخْر، وقيل بالطَّالَقَان، في سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
والطَّالَقَان: اسم لناحيةٍ من أعمال قِزْوين، وأمّا بلد الطّالقان التي بخراسان
[1] في اليتيمة 3/ 232: «عابوه إذ لجّ في تصلّفه» .
[2]
في اليتيمة «العميري» .
[3]
في اليتيمة «مفعمات من حسنها مترعات» .
فأُخْري، خرج منها جماعة علماء.
تُوُفِّي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمسٍ وثمانين.
ومن مراثي الصّاحب:
ثَوَى الْجُودُ والكافي معًا فِي حفيرة
…
ليأنس كلُّ منهما بأخيهِ
هما اصطَحَبا حيّين ثم تعانقا
…
ضجيعين فِي لَحْدٍ بباب دَرِيهِ
إذا ارتحل الثَّاوُونَ عَنْ مُسْتَقَرِّهم
…
أقاما إلى يوم القيامة فيهِ
وكان يُلقَّب «كافي الكفاة» أيضًا، وكانت وفاته بالرّيّ، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلّة باب دَرِيّة. ولما تُوُفِّي أُغْلَقَتْ لَهُ مدينة الرّيّ، واجتمع الناس عَلَى باب قصره، وحضره مخدومه وسائر الْأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.
ولبعضهم فِيهِ:
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم
…
على أحد إلّا عليك النَّوائحُ
لَئِن حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها
…
لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المدائحُ
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [1] ، أَبُو القاسم بْن الخبّازة السِّرَقُسْطي.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيمن، وسعيد بْن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْدِي [2] ، وبالقَيْروَان من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن اللبّاد، وجمع علمًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، وقُرِئت عَلَيْهِ الكُتُب، وعاش نَيِّفًا وثمانين سنة.
أفلح مولى الناصر [3] عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد بْن يحيى الْأموي القُرْطُبي.
رحل وسمع: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وجماعة، وحدّث بيسير.
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 102 رقم 233، تاريخ علماء الأندلس 1/ 68، 69 رقم 222.
[2]
في الأصل «مسعود الزبيري» .
[3]
تاريخ علماء الأندلس 1/ 83 رقم 262.
الحسين بن على [1] ، أبو عبد الله النَمَري الْبَصْرِيّ، صاحب التصانيف.
كَانَ شاعرًا محسنًا لُغويًّا أديبًا. قرأ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ، وله مصنف فِي أسماء الذهب والفضّة، وكتاب «معاني الحماسة» وكتاب «الخيل» وكتاب «اللُّمَع» .
وكان مقيمًا بالبصرة.
دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد [2] بْن رباح، أَبُو الْحَسَن البغداديّ البزّاز.
سَمِعَ أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بن عُبَيْد الله الكاتب.
روى عَنْهُ: العتيقي، وأَبُو القَاسِم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.
سعد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [3] ، أَبُو طَالِب الْأزْدِيّ العراقي، المعروف بالوكيل.
من كبار الْأدباء، وفحول الشعراء.
روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ التنوخي، وَأَبُو الخطّاب الجبلي.
ألّف شرحًا لديوان المتنبي، وكان فقيرًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي.
عاش ثمانين سنة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [4] ، أَبُو المطرِّف بْن السكان المالقي.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، ومُحَمَّد بْن معاوية.
وكان حَسَن المشاركة فِي العلوم والآداب، رئيسًا.
عَبْد الواحد بْن جَعْفَر الناقد [5] ، بغدادي.
روى عن أبى القاسم البغوي.
[1] بغية الوعاة 1/ 537 رقم 1117، كشف الظنون 1/ 89، روضات الجنات 238، 239، معجم المؤلفين 3/ 33.
[2]
تاريخ بغداد 8/ 381 رقم 4487.
[3]
معجم الأدباء 11/ 197.
[4]
تاريخ علماء الأندلس 1/ 267 رقم 810.
[5]
تاريخ بغداد 11/ 10 رقم 5669.
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وقَالَ: ثنا فِي هذه السنة، وكان ثقة.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الْحَسَن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابُور.
سَمِعَ إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا رَوْق الهزّاني، وصحب الزُّهّاد.
روى: عَنْهُ الحاكم، وغيره.
عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبيّ الْأديب.
تُوُفِّي بمصر، وله فيما قِيلَ: مائة وإحدى وخمسون سنة، واللَّه أعلم.
عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن بُنْدار [1] بْن عَبْد اللَّه بْن خير القاضي، أَبُو الْحَسَن الْأذَني.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الفَيْض، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز.
بدمشق، وعَلِيّ بْن عَبْد الحميد الغضائري بحلب، وأَبَا عروبة بحرّان، وابْن فيل بأنطاكية، وسكن مصر.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، ومكّي بْن عَلِيّ الجمّال، ويوسف بْن رياح الْبَصْرِيّ، وهبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصواف، وعَبْد الملك بْن مسكين الفقيه، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن نفيس المقرئ.
وتُوُفِّي فِي ربيع الأول. ما علمت به بأسا [2] .
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 5/ 468 و 25/ 44، معجم البلدان 1/ 133، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 3/ 326 رقم 1073، العبر 3/ 28، شذرات الذهب 3/ 116، تذكرة الحفاظ 3/ 989، حسن المحاضرة 15/ 157، سير أعلام النبلاء 16/ 464 رقم 378.
[2]
في الأصل «رأسا» وهو تصحيف.
عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد [1] بْن مهدي بْن مَسْعُود [2] بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ، الحافظ المشهور صاحب المصنفات.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيروز، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن قاسم المحاربي، وأبى على محمد بن سليمان المالكي، وأبى عمر مُحَمَّد بْن يوسف القاضي والْحُسَيْن بْن المَحَامِلي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبِي رَوْق الهزّاني، وبدر بْن الهيثم، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعَبْد الوهاب بْن أَبِي حية، وأَحْمَد بْن القاسم الفرائضي، وأَبِي طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة، وواسط، ورحل فِي الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أَبَا الطاهر الذُّهْلي وهذه الطبقة.
حدّث عنه: أبو حامد الأسفرايني الفقيه، وأبو عَبْد اللَّه الحاكم، وعَبْد الغني بْن سَعِيد الْمَصْرِيّ، وتمام الرّازي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد، وَأَبُو نعيم، وأحمد بن الحسن الطّيّان الدمشقيّ، وعلى بن السّمسار، وأبو محمد الخلّال، [و] أبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن
[1] تاريخ بغداد 12/ 34- 40، المنتظم 7/ 183، 184، معجم البلدان 2/ 406، اللباب 1/ 404، غاية النهاية 1/ 558، الأنساب 217 أ، وفيات الأعيان 1/ 417، 418، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 310- 312، البداية والنهاية 11/ 317، 318، معجم الأدباء 2/ 408، مرآة الجنان 2/ 424- 426، تذكرة الحفاظ 3/ 991- 995، النجوم الزاهرة 4/ 172، تسمية رجال البخاري للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني 112، شذرات الذهب 3/ 116، المختصر في أخبار البشر 2/ 130، طبقات الشافعية لابن هداية الله 102، 103، مفتاح السعادة 2/ 14، الأعلام 5/ 130، معجم المؤلفين 7/ 157، 158، تاريخ التراث العربيّ 1/ 337، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 348 رقم 1104، الوفيات لابن قنفذ 220 رقم 386، تاريخ جرجان 267، الكامل في التاريخ 9/ 115، دول الإسلام 1/ 234، العبر 3/ 28، 29، سير أعلام النبلاء 16/ 449- 461 رقم 332، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 508، 509، غاية النهاية 1/ 558، 559، طبقات الحفاظ 393، 394، الرسالة المستطرفة 23.
[2]
في الأصل «معود» .
عَبْد الرحيم الكاتب، والقاضي أَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وَأَبُو عُمَر بَكْر بْن بشران، وأبو الحسن العتيقي، وحمزة السهمي، وَأَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي، وخلق كثير.
ومولده سنة ستٍ وثلاثمائة.
قَالَ الحاكم: صار الدَّارَقُطْنيّ أوحد عصره فِي الحفظ والفهم والورع، وإمامًا فِي القرّاء والنحويين. وفي سنة سبعٍ وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكَثُر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصِف لي، وسألته عَنِ العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذِكرها، وأشهد أنّه لم يخلف عَلَى أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان الدار قطنى فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إِلَيْهِ فِي علم الْأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مَعَ الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإنّ له فيها مصنّفا مختصرا، جمع الأصول في أبواب عقدها فِي أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الْحَسَن إلى طريقته التي سلكها فِي عقد الْأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القرّاء بعده يسلكون ذَلِكَ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه «السنن» يدل عَلَى ذَلِكَ، وبلغني أَنَّهُ درّس فقه الشافعي عَلَى أَبِي سَعِيد الْإصْطَخْرِي، وقيل عَلَى غيره، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل إنّه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدّثني حمزة بن محمد بن طاهر إنه كَانَ يحفظ ديوان السيد الحِمْيَري، ولهذا نُسِب إلى التشيع. وحدثني الْأزهري قَالَ:
بلغني أن الدَّارَقُطْنيّ حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصّفّار، فجلس ينسخ جزءًا، والصّفّار يُمْلي، فَقَالَ رَجُل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فَقَالَ الدار قطنى: فهمي للإملاء خِلاف فَهْمك [ثم قَالَ:][1] تحفظ كم أملى الشَّيْخ؟ قَالَ: لا. قَالَ: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الْأول عَنْ فلان عَنْ
[1] سقطت من الأصل، والإستدراك من تاريخ بغداد 12/ 36.
فلان عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، والحديث الثاني عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، ثم مرّ فِي ذَلِكَ حتى أتى عَلَى الْأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قَالَ.
وقَالَ رجاء بْن مُحَمَّد المعدّل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟
فَقَالَ: قَالَ اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ 53: 32 [1] فألححت عَلَيْهِ، فَقَالَ: لم أر أحدًا جمع ما جمعت.
وقَالَ أَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد: قلت للحاكم ابن البيع: هَلْ رَأَيْت مثل الدار قطنى؟ فَقَالَ: هُوَ لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب فِي تاريخه عَنْ أَبِي الوليد الباجي، عَنْ أَبِي ذَرّ، فهذا من رواية الكبار عَنِ الصغار.
وكان عَبْد الغني المصري إذا حكى عن الدار قطنى يَقُولُ: قَالَ أستاذي، قَالَ الخطيب، سَمِعْتُ أَبَا الطّيّب الطبري يقول: الدار قطنى أمير المؤمنين فِي الحديث.
وقَالَ الخطيب: قَالَ لي الأزهري: كان [2] الدار قطنى ذكيا، إذا نُوكِر [3] شيئًا من العلم أي نوع كَانَ وُجِد عنده من نصيب وافر. ولقد حَدّثَنِي مُحَمَّد بن طلحة النِّعَالي أَنَّهُ حضر مع الدار قطنى دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدار قطنى يورد أخبار الْأكَلَة ونوادرَهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
وقال الأزهري: رأيت الدار قطنى أجاب ابن أبى الفوارس عَنْ علّة حديث أو اسم، ثم قَالَ: يا أَبَا الفتح لَيْسَ بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقَالَ البَرْقَاني: كان الدار قطنى يُمْلي عَليّ العِلَل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذَلِكَ، فليطالع كتاب «العلل» قطنى، ليعرف كيف كَانَ الحُفّاظ.
قَالَ أَبُو عَبْد الرحمن السّلمى: سمعت الدار قطنى يَقُولُ: ما فِي الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد،
[1] سورة النجم- الآية 32.
[2]
في الأصل «قال» .
[3]
في الأصل «ذكر» والتصحيح من تاريخ بغداد.
فَقَالَ قوم: عثمان افضل، وقَالَ قوم: عَلِيّ أفضل. قال الدار قطنى: فتحاكموا إليّ، فأمسكت، وقلت الْأمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الَّذِي جاءني مستفتيا، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول أهل السُّنَّة، وأول عقْد يُحِلَّ من الرفض.
قَالَ الخطيب: فسألت البَرْقَاني: هَلْ كَانَ أَبُو الْحَسَن يُمْلِي عليك العلل من حِفْظِه؟ قَالَ: نعم، وأنا الَّذِي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قَالَ الخطيب: وحدثني العتيقي، قَالَ: حضرت الدَّارَقُطْنيّ، وجاء أَبُو الْحُسَيْن البيضاوي يغرب ليسمع منه، فامتنع واعتلّ ببعض العلل، وقَالَ: هذا رَجُل غريب، وسأله أن يملى عليه أحاديث، فأملى عليه [1] أبو الْحُسَيْن من حفظه مجلسًا تزيد أحاديثه عَلَى العشرة [2] متون جميعها:«نِعْم الشيء الهدية [3] أمام الحاجة» ، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئًا، فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه سبعة عشر حديثًا «إذا أتاكم كريم فأكرموه» [4] . وقَالَ مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي: كَانَ قطنى مذهب فِي التدليس خَفِيّ، يَقُولُ فيما لم يسمعه من أَبِي القاسم البَغَوي: حدَّثَكم فلان.
قلت: وأخذ الدار قطنى عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد سماعًا، وقرأ عَلَى أَبِي بَكْر النَّقاش، وعَلِيّ بْن سَعِيد القزّاز، وأَحْمَد بْن بَويان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الديباجي، وبرع فِي القراءات، وتصدّر فِي آخر أيامه للإقراء.
[1] في الأصل «عليه أحاديث» .
[2]
في الأصل «العشرين» والتصويب من تاريخ بغداد.
[3]
في الأصل «الحدية» .
[4]
رواه ابن ماجة من حديث ابن عمر، ورواه البزّاز، وابن خزيمة، والطبراني، وابن عدىّ، والبيهقي، عن جرير. ورواه البزّاز، عن أبى هريرة. ورواه ابن عدىّ، عن معاذ وأبى قتادة.
ورواه الحاكم، عن جابر. ورواه الطبراني، عن ابن عباس، وعن عبد الله بن حمزة، ورواه ابن عساكر عن أنس، وعدىّ بن حاتم. ورواه ابن عساكر عن أنس، وعدىّ بن حاتم. ورواه الدولابي في «الكنى والأسماء» ، وابن عساكر عن أبى راشد عبد الرحمن بن عبد. وهو حديث حسن. انظر:«الجامع الصغير» للسيوطي، مع شرحه 1/ 241، 242، والمقاصد الحسنة.
وقد نقلت من خطه حديثًا، والجزء بوقف الضّيائية [1] . ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان أنّ أَبَا اليُمن الكِنْدي آخرهم، أَنَا منصور الشيباني، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، حَدّثَنِي أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا قَالَ: رَأَيْت فِي المنام فِي شهر رمضان كأني أسأل عَنْ حال الدار قطنى فِي الآخرة ما آل إِلَيْهِ أمره؟ فقيل لي: ذاك يُدعى فِي الجنة الْإمَام.
قلت: تُوُفِّي فِي ثامن ذي القعدة.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] الصبّاح العطّار البغدادي، يعرف بابن المريض.
سَمِعَ أبا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري.
قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا. مات فِي رجب.
عَلِيّ بن مُحَمَّد بْن مُعَاذ المعدّل الملقابادى.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون.
وعنه الحاكم.
عليّ بْن معروف البغدادي [3] . حَدَّثَ في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
عَن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم.
وعنه: عَبْد العزيز الْأزجي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي. تُوُفِّي بمصر.
عُمَر بْن أحْمَد بْن عثمان [4] بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ الشَّيْخ، أَبُو حفص بْن شاهين الحافظ الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
[1] في الأصل «الضبابية» . والضيائية: مدرسة بدمشق.
[2]
تاريخ بغداد 12/ 93 رقم 6510.
[3]
تاريخ بغداد 12/ 113، 114 رقم 6555.
[4]
تاريخ بغداد 11/ 265، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30/ 469، تهذيب تاريخ دمشق
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأَبَا خبيب العبّاس بْن البِرْتي، وأَبَا القاسم البَغَوي، وشعيب بْن مُحَمَّد الذرّاع، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدّر، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد بْن صاعد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المالكي، ورحل فِي الكهولة فسمع بدمشق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ثابت، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، وطائفة سواهم، ووُلِد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق رفيقه، وهلال الحفّار، وأبو سعيد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وابنه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن شاهين، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المؤدب، ومُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بْن الشاطر النقيب، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي، وآخرون.
قَالَ ابن ماكولا: ثقة مأمون سَمِعَ بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الْأبواب والتراجم، وصنَّف كثيرًا.
وقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، قَالَ: أَنَا ابن شاهين: صنّفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصّنفًا، أحدها «التفسير الكبير» ألف جزء، وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جُزْءًا، والزهد مائة جزء، وأوّل ما حدّثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ القاضي أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا حفص بْن شاهين يَقُولُ: حسبت ما اشتريت بِهِ الحبر إلى هذا
[ () ] 4/ 357، العبر 3/ 29، 30، المنتظم 7/ 182، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 588، مرآة الجنان 2/ 426، تذكرة الحفاظ 3/ 987، دول الإسلام 1/ 234، البداية والنهاية 11/ 316، 317، لسان الميزان 4/ 283، طبقات المفسرين 2/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 172، شذرات الذهب 3/ 117، كشف الظنون 1394 و 1426 و 1735 و 1920، فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 62، 63، معجم المؤلفين 7/ 273، تاريخ التراث العربيّ 1/ 343، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 3/ 374 رقم 1142، الكامل في التاريخ 9/ 115، غاية النهاية 1/ 588، طبقات الحفاظ 392، سير أعلام النبلاء 16/ 431- 435 رقم 320، هدية العارفين 1/ 781، الرسالة المستطرفة 38.
الوقت، فكان سبعمائة درهم. قَالَ الداودي: وكنّا نشتري الحِبْر كلّ أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كَانَ يستنسخ، وقد حدّثني شيخنا أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِلي قَالَ: كَانَ عندنا تفسير ابن شاهين بواسط فِي نحو ثلاثين مُجلّدًا.
وقَالَ الْأزهري: كَانَ ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جُزْء.
وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونًا، قد جمع وصنَّف ما لم يصنّفه أحد.
وقَالَ حمزة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدار قطنى يَقُولُ: ابن شاهين يلحّ عَلَى الخطأ، وهو ثقة.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي يَقُولُ: كَانَ ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أَنَّهُ كَانَ لَحّانًا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرًا، كَانَ إذا ذُكِر لَهُ مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يَقُولُ: أَنَا محمدي المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مع الدار قطنى فما نطق خوفًا من أن يخطئ بحضرة أَبِي الْحَسَن. وسمعته يَقُولُ: أَنَا أكتب ولا أعارض. قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الجلاب، يروي عَنْ مُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان.
قتادة [1] بْن مُحَمَّد بْن قتادة النيسابُوري. سَمِعَ أَبَا حامد بْن بلال وعَبْد اللَّه بْن الشرفي.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن حم، أبو الفضل النّيسابورى الجلودي الواعظ.
[1] في الأصل «وناد» .
[2]
اللباب 1/ 288، الأنساب 3/ 282، 283.
سَمِعَ الكثير من: أَبِي بَكْر القطّان، والأصم، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعدة.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن مسلمة بْن الخليفة بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر بْن الْأزرق الْأموي الْمَصْرِيّ.
صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عُبَيْد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلّصه اللَّه، وقدِم الْأندلس فِي سنة تسعٍ واربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته فِي ديوان قريش.
وكان أديبًا حليمًا.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندراني، وخاله أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي، وابْن الصَّمُوت.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ جزءًا، وقَالَ لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة. وقد حدّثت من حفْظه بحديث أخطأ فِيهِ.
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [2] أَبُو بَكْر النيسابُوري الكسائي الْأديب.
تخرّج بِهِ جماعة فِي العربية.
قَالَ الحاكم: ثم إنه عَلَى كِبَر السّنّ حدّث بصحيح مُسْلِم من كتاب جديد بخطّه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان، فأنكرتُ عَلَيْهِ، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتنى بالحديث على وجهه، فقال: قد كَانَ والدي يُحْضِرُني مجلس ابن سُفْيَان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فَقَالَ لي أَبُو أحْمَد بْن عيسى: قد كنت أرى أباك يُقِيمك فِي المجلس تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنّك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام وشكاني.
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 115- 118 رقم 1405.
[2]
العبر 3/ 30، لسان الميزان 5/ 26، 27 رقم 101، الأنساب 10/ 422، 423، إنباه الرواة 3/ 64، سير أعلام النبلاء 16/ 465 رقم 339، ميزان الاعتدال 3/ 450، شذرات الذهب 3/ 117.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي «صحيح مُسْلِم» .
وتُوُفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.
مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي القرَّاب. تُوُفِّي في ذي القعدة.
محمد بن عبد الله بن مُحَمَّد [1] ، أَبُو العَبَّاس بْن سكرة الهاشمي الأديب.
بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور.
كَانَ متّسع الباع إلى أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق فِي وقتهما، ويقال إنّ ديوان ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ومن شعره:
فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها
…
أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ
الوجه بدر، والصّدغ غاليةٌ
…
والرِّيقُ خمرٌ، والثَّغْرُ من بَرَدِ
وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سُكَّرة لنفسه، وكان طيّب المزاح:
[1] تاريخ بغداد 5/ 465، 466 رقم 3009 وفيه «محمد بن عبد الله بن سكرة أبو الحسن الهاشمي من ولد على بن المهدي المعروف بابن رائطة» ، المنتظم 7/ 186 رقم 296، العبر 3/ 30، مرآة الجنان 2/ 427- 429، البداية والنهاية 11/ 318، 319، الوافي بالوفيات 3/ 308- 312 رقم 1359، وفيات الأعيان 4/ 410- 414 رقم 666، يتيمة الدهر 3/ 3- 25، النجوم الزاهرة 4/ 173- 174، الهفوات النادرة 377، 378، شذرات الذهب 3/ 117، 118، تذكرة الحفاظ 3/ 989، الكامل 9/ 115، سير أعلام النبلاء 16/ 522، رقم 383.
وقائل قال لي: لا بدّ من فرج
…
فقلت واغتظت كم لا بد من فرج؟ [1]
فَقَالَ لي [2] : بعد حين. قلت: وا عجبا
…
من يَضْمَنُ العُمْرَ لي يا بارد الحُجَج
وله:
غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه
…
غُصْنٌ فِيهِ لؤلؤ منظومُ
فتحيّرت بين غصنين فِي ذا
…
قمرٌ طالعٌ وفي ذا نجومُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] بْنِ نصر [4] بن ورقاء [5] ، أبو بكر الأودنى [6] وأودن قرية من قري بُخَارَى. قيّده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابْن ماكولا ومن تبعه على فتحها.
كَانَ إمام الشافعية فِي زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.
وقَالَ الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم عَلَى تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإنابة.
قلت: رَوَى عَنِ الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وعَبْد المؤمن بْن النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن صابر الْبُخَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه الحليمي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري، وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي شهر ربيع الآخر.
ومن غرائب وجوهه أنّ الرِّبا حرام فِي كل شيء، فلا يجوز بيع مالٍ بجنسه مُطْلَقًا. ومن شيوخه ببُخَارَى يعقوب بْن يوسف القاسمي.
[1] ورد هذا البيت في اليتيمة:
وجاهل قال لي لا بد من فرج
…
فقلت للغيظ لم لا بد من فرج
؟
[2]
في اليتيمة 3/ 22 «من» .
[3]
الأنساب 52 ب، وفيات الأعيان 4/ 209- 211 رقم 582، الإكمال 1/ 150، الوافي بالوفيات 3/ 316 رقم 1365، العبر 3/ 31، طبقات الشافعية الكبرى للسبكى 2/ 168، شذرات الذهب 3/ 118، 119، طبقات الشافعية لابن هداية الله 101، طبقات العبادي 92، تهذيب اللغات والأسماء 2/ 191، اللباب 1/ 92، معجم البلدان 1/ 277، مرآة الجنان 2/ 429، طبقات العبّادى 92، تبيين كذب المفترى 198، سير أعلام النبلاء 16/ 465، 466 رقم 340، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 54، 55.
[4]
هكذا في الأصل، وورد «نصير» . و «بصير» راجع المصادر.
[5]
ويقال «ورقة» .
[6]
وفي الأصل «الأردني وأردن» .
مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن [1] ، أَبُو بَكْر الْإصبهاني.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن هارون الرُّويَاني، وعباس بْن الوليد بْن شجاع ابن أخي أَبِي زُرْعَة الرازي.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن محمود الثقفي، وكان ثقة مأمونًا.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو نُعَيْم، ووصفه بالعدالة، ولكن قَالَ: مات فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السَّرْخَسي جدّ الحافظ إِسْحَاق بْن إِسْحَاق القرّاب.
تُوُفِّي فِي ذي الحجة.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن عثمان، أَبُو بَكْر البغدادي الطّرازي نزيل نيسابُور. من كبار القرّاء والصُّلَحَاء.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وسمع أَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ودخل البصرة وإصبهان ثم نيسابُور، وكتب بها عَنْ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وغيره. وكان عارفًا بالعربيّة والحديث.
قَالَ الحاكم: خالف الْأئمّة فِي آخر عمره فِي أحاديث حدّث بها في ذي الحجة.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي وغيرهم.
وقَالَ الخطيب: ذاهب الحديث.
مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن المُثَنَّى [3] الفقيه، أَبُو بكر البغدادي الآبري الداوديّ الطاهري.
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 303.
[2]
تاريخ بغدادي 3/ 225- 227 رقم 1287، معرفة القراء الكبار 1/ 283 رقم 27، الأنساب 18/ 224، 225، اللباب 2/ 277، 278، ميزان الاعتدال 4/ 28، سير أعلام النبلاء 16/ 466، 467 رقم 341، غاية النهاية 2/ 237، لسان الميزان 5/ 363.
[3]
تاريخ بغداد 3/ 346 رقم 1335.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي داود، وأَبَا سَعِيد العدوي.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني وقَالَ: كَانَ فقيهًا نبيلا عَلَى مذهب داود. ولد سنة ثلاثمائة.
مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن الْحُسَيْن بن برهان، أبو الفتح المقرئ.
أقرأ القرآن بدمشق مدّة. وصنّف كتابًا فِي القراءات، وقرأ عَلَى أَبِي القاسم عَلِيّ بْن العقب، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْأخرم، وصالح بْن إدريس البغدادي، وحدّث عَنْ أحْمَد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بْن المولد الزّاهد، وابْن حَذْلَم، وأَبِي على الحضائري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس.
وعنه: تمّام الرَّازي، وَأَبُو سعد المَالِيني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي وجماعة.
والصواب بُرْهان، بالضّمّ.
هاشم بْن الحَجَّاج [2] ، أَبُو الوليد البَطَلُيوسِي.
سَمِعَ: مُحَمَّد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحج، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وأَبِي حامد البغدادي، وأَبِي يحيى مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ، وأَبِي مُحَمَّد بْن أسد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكازروني، وخلق بمَكّة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السّرّاج، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه بالقدس، وعلي بْن الْعَبَّاس الغَزِّي بغَزَّة، والحسن بْن مليح، وأَحْمَد بْن بَهْزَاد بمصر، واستقر ببطليوس [3] ، ثم سعى بن إلى السلطان فامتحن، وأُسْكِن قُرْطُبَة، فقرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وكان لا بأس بِهِ فِي ضَبْطه.
تُوُفِّي فِي شوال. قاله ابن الفَرَضِيّ.
[1] معرفة القراء الكبار 1/ 283 رقم 28، غاية النهاية 2/ 300، 601 رقم 3697.
[2]
تاريخ علماء الأندلس 2/ 172- 174 رقم 1541 وفيه «هاشم بن يحيى بن حجاج» .
[3]
بطليوس: بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة وسين مهملة. مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهرة آنه غربي قرطبة. (معجم البلدان 1/ 447) .
يوسف بْن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد [1] الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السِّيرَافِي النَّحْوِيّ، أَبُو مُحَمَّد.
كَانَ إخباريا، لغويّا، علّامة، عارفًا بالعربيّة معرفة جيّدة، تصدر فِي مجلس أَبِيهِ بعد موته، وقد كَانَ يفيد لَهُ في حياته، وكَمَّل بعض تصانيف أَبِيهِ، وشرح أبيات سِيَبَويْه، فجاء نهاية فِي بابه، وشرح «إصلاح المنطق» فأجاد، وله فِي اللُّغة مصنفات.
تُوُفِّي فِي ثالثة من ربيع الآخر. وعمره خمسٌ وخمسون سنة.
يوسف بْن عُمَر بْن مسرور [2] ، أَبُو الفتح القوّاس الزّاهد. بغداديّ محدّث مشهور.
وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلّس، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وخلقًا كثيرًا، ذكر فِي تراجمهم أنَّه رَوَى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزجي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وآخر من رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا صادقًا، ولد سنة ثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة. سَمِعْتُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار يَقُولُ: ما أتيت يوسف القوَّاس إلا وجدته يُصلّي، وسمعت أَبَا بَكْر البرقاني والأزهري ذكرا القوّاس فقالا: كَانَ من الْأبدال، زاد الْأزهري: وكان مُجَاب الدعوة.
[1] المنتظم 7/ 187 رقم 299، بغية الوعاة 2/ 355 رقم 2174، إنباه الرواة 4/ 61- 63، الجواهر المضية 3/ 226، مرآة الجنان 2/ 429، معجم الأدباء 20/ 60، وفيات الأعيان 7/ 72- 74 رقم 838، البداية والنهاية 11/ 319، وفيات الأعيان 9/ 298، المختصر في أخبار البشر 2/ 130، تاج التراجم 61، كشف الظنون 108 و 1209، هدية العارفين 2/ 549.
[2]
تاريخ بغداد 14/ 325- 327 رقم 7650، المنتظم 7/ 187، رقم 298، البداية والنهاية 11/ 319، العبر 3/ 31، شذرات الذهب 3/ 119، تذكرة الحفاظ 3/ 989، الكامل في التاريخ 9/ 115، طبقات الحنابلة 2/ 142- 143 رقم 621، سير أعلام النبلاء 16/ 474، 476 رقم 351، الأنساب 10/ 257، 258.
وقال أبو ذرّ الهروي: سمعت الدار قطنى يَقُولُ: كُنَّا نَتَبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ.
وقَالَ تمّام بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وغيره: سمعنا القوّاس أَنَّهُ وجد فِي كتبه جزءًا فِي «فضائل معاوية» قد قَرَضَتْه الفارة، فدعا [1] عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عَنْ أَبِي ذَرّ الهَرَوِي أَنَّهُ كَانَ حاضرًا لما ماتت.
قَالَ العتيقي: مات فِي ربيع الآخر. كَانَ ثقة مستجاب الدعوة، ما رَأَيْت فِي معناه مثله.
أَنْبَأَنَا ابن علان، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب، حَدّثَنِي عَبْد الغفار الْأموي، حَدّثَنِي أَبُو الحسن بْن حُمَيْد، سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ الهَرَوِي يَقُولُ:
كنت عند أبي ذَرّ القوّاس، فأخرج جُزْءًا فِيهِ قَرْضُ الفارة، فدعا اللَّه عَلَى الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت.
وذكر أَبُو الفتح أنّه كان يكتب من لفظ المستملي، بل من لفظ الشَّيْخ، فذكر أن رجلا قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام يَقُولُ لي: من أراد السّماع كأنه يسمعه منّي فلْيَسمعه كسماع [أَبِي][2] الفتح القوّاس.
[1] في الأصل «فدعى» .
[2]
إضافة على الأصل.