المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[وفيات] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع والعشرون (سنة 381- 400) ]

- ‌الطبقة التاسعة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسعين وثلاثمائة

- ‌[تراجم وفيات]

- ‌سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمسين وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسعين وثلاثمائة

- ‌[من الوفيات] وممن كَانَ فِي هذا الوقت

- ‌الطبقة الْأربعون

- ‌حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربعمائة

- ‌[وفيات هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربعمائة

- ‌المتوفّون قبل الأربعمائة

الفصل: ‌[وفيات] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

[وفيات] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [1] بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني المقرئ نزيل دمشق.

قرأ عَلَى. زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وأَبِي بَكْر بْن النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبإصبهان من الطَّبَراني، وبجرجان من ابن عَدِيّ، وبالبصرة من أَبِي إِسْحَاق الهجيمي، وغيرهم.

رَوَى عَنْهُ، تمام الرّازي، وهو أسند منه، وَأَبُو نصر بْن الحبّان، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني.

ودُفِن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنَّف فِي القراءات.

وقيل مات عام أوّل.

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو حاتم الطُّوسي الفقيه. سَمِعَ أَبَا سَعِيد ابن الْأعْرابي، والصّفّار، وطبقتهما.

وعنه الحاكم.

لَيْسَ بحكيم، من جُزْء ابن عَرَفَة.

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان [2] بْن آزر جشْنَس، أَبُو جَعْفَر الْأبْهَرِي، أبهر إصبهان.

سَمِعَ جُزْء لَوِين من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحَزُّوري فِي سنة

[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 164، التهذيب 1/ 442، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 382 رقم 198.

[2]

تذكرة الحفاظ 3/ 1026، العبر 3/ 54، شذرات الذهب 3/ 142.

ص: 279

خمس وثلاثمائة، وكان أديبًا فاضلا.

رَوَى عَنْهُ: شجاع وأَحْمَد ابنا عَلِيّ بْن شجاع المصقلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْدَه، وهو الَّذِي وَرَّخ وفاته، وَأَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن زياد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الطَّهْرَاني، والمطهَّر بْن عَبْد الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بْن مَاجَه الْأبْهَرِي، وغيرهم.

محلّه الصِّدْق.

إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ، أَبُو إِسْحَاق الطَّبري المقرئ المالكي المعدِّل.

وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، وحدّث عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَلِيّ الستوري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان العَبَّاداني، وطبقتهم، وقرأ لقالُون عَلَى أُبَيّ بْن بويان، وقرأ لأبي عَمْرو عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الولي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الفحّام، وقرأ لعاصم عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النَّقّاش، وقرأ لحمزة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن الحسن بْن يعقوب بْن مقسم صاحب إدريس الحدّاد، وقرأ لحمزة أيضًا عَلَى أَبِي عيسى بكّار بْن أحْمَد، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُرَّة الطُّوسي.

قرأ عَلَيْهِ شيخا أَبِي طاهر بْن سوار: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني [2] ، وغيرهما.

قَالَ الخطيب [3] : كَانَ الدار قطنى قد خرّج للطّبرى خمسمائة جُزْء، وكان مفضلا عَلَى أهل العِلْم، وداره مَجْمَع أهل القرآن والحديث، وكان ثقةً.

قلت: وروى عَنْهُ جماعة، وكان عارفًا بمذهب مالك، وعليه حفظ

[1] تاريخ بغداد 6/ 17 رقم 3047، معرفة القراء الكبار 1/ 288 رقم 34، تذكرة الحفاظ 3/ 1026، العبر 3/ 54، شذرات الذهب 3/ 142، المنتظم 7/ 223 رقم 355، غاية النهاية 1/ 5، الوافي بالوفيات 5/ 303، النجوم الزاهرة 4/ 209.

[2]

الشّرمقانيّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم والقاف. نسبة إلى «شرمقان» وهي بلدة قريبة من أسفراين بنواحي نيسابور. (الأنساب 7/ 323) .

[3]

قول الخطيب غير موجود في ترجمة الطبري هذا من تاريخ بغداد. وهو في (غاية النهاية 1/ 6) .

ص: 280

القرآن الشريف الرضيّ. وبخل الرضيّ [فَنَحَلَ الشريف][1] دارًا فاخرة بالكرخ.

إدريس بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق [2] ، أَبُو القاسم البغدادي المؤدب.

حدّث عَنْ: أَبِي حامد الحَضْرَمِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصَّمد القاضي الهاشمي، وأَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنَّبوذ.

قَالَ العتيقى: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقةً مأمونًا، وتُوُفِّي فِي رمضان.

رَوَى عَنْهُ الْأزهري، والْحُسَيْن الطَّناجيري، وجماعة.

إِسْمَاعِيل بْن حمّاد [3] ، أَبُو نصر الْجَوْهري مصنّف «الصِّحاح» .

كَانَ من «فاراب» أحد بلاد التُّرْك، وكان يُضْرَب بِهِ المَثَل فِي حِفْظ اللُّغة، وحُسْن الكتابة، ويذْكر خطُّه مَعَ خطّ ابن مُقْلَة، ومُهَلْهَل والبَرِيدِيّ.

كَانَ يُؤْثِر الغُرْبَة عَلَى الوطن. دخل بلاد ربيعة، ومُضَر فِي طلب الْأداب، ولما قضى وَطَرَه من قَطْع الْأفاق والأخْذ عَنْ علماء الشام والعراق وخُراسان، أنزله [4] أَبُو الْحُسَيْن الكاتب عنده، وبالغ فِي إكرام مثواه جُهْدَه، فسكن بنيسابُور يدرّس ويصنّف اللُّغة، ويعلّم الكتابة، وينسخ الخِتَم [5] .

وفي كتابه «الصِّحاح» [6] يَقُولُ إِسْمَاعِيل بن محمد النّيسابورى:

[1] في الأصل: «ونحل الرضى» ، وما أثبتناه بين الحاصرتين عن (معرفة القراء) .

[2]

تاريخ بغداد 7/ 15 رقم 3483، المنتظم 7/ 223، 224 رقم 356.

[3]

إنباه الرواة 1/ 194، معجم الأدباء 6/ 151- 165، دمية القصر 300، سلّم الوصول 193، معجم البلدان 4/ 225، المزهر 1/ 97- 99، نزهة الألباء 252، يتيمة الدهر 4/ 373، 374، كشف الظنون 1071- 1073، بغية الوعاة 1/ 446- 448 رقم 913، الوافي بالوفيات 9/ 111- 114 رقم 4028، لسان الميزان 1/ 400- 402 رقم 1258، طبقات النحويين واللغويين لابن قاضى شهبة 215- 218، مرآة الجنان 2/ 446، مفتاح السعادة 1/ 100- 103، العبر 3/ 55، دول الإسلام 1/ 236، النجوم الزاهرة 4/ 207، شذرات الذهب 3/ 142، 143، روضات الجنات 110، 111، معجم المؤلفين 2/ 267، تذكرة الحفاظ 3/ 3/ 1026، سير أعلام النبلاء 17/ 80- 82 رقم 46، تاريخ الأدب العربيّ 2/ 259- 263.

[4]

في الأصل «فأنزله» .

[5]

إنباه الرواة 1/ 194، معجم الأدباء 6/ 153، الوافي بالوفيات 9/ 112.

[6]

طبع عدّة طبعات.

ص: 281

هذا كتاب «الصحاح» سيّد ما [1]

صُنِّف قبل الصِّحاح فِي الْأدب

تشْمَل أنواعَه [2] وتجمع ما

فُرِّق فِي غيره من الكُتُب [3]

ومن العجب أن المصريين يَرْوُون الصِّحاح عَنِ ابن القَطَّاع [الصِّقِلّي][4] ، ولا يرويه أحد بخُراسَان، وقد قِيلَ إن ابن القَطَّاع ركَّب لَهُ سَنَدًا لما رَأَى رغبة المصريّين فِيهِ، ورواه لهم، نسأل اللَّه السَّتْر [5] .

وفي «الصِّحاح» أشياء لا ريب فِيهِ أَنَّهُ نقلها من صُحُفٍ فصَحَّف [6] ، فانتُدِب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهامًا.

وقيل إنّه اختلط فِي آخر عمره [7] .

ومن شِعْره:

يا صاحبَ الدَّعوةِ لا تَجْزَعَنْ

فكلُّنا أزْهَدُ من كُرْزِ [8]

والماءُ كالعنبر فِي قُومِسٍ

من عِزِّهِ يُجْعَلُ فِي الحِرْزِ

فَسَقِّنَا ماءً بلا مِنَّةٍ

وأنت فِي حِلٍّ من الخُبْز [9]

وله:

فها أَنَا يونُسٌ فِي بطن حُوتٍ

بنيسابُور فِي ظُلْمَ [10] الغَمام

فبيتي والفؤاد ويوم دَجْنٍ

ظلامٌ في ظلام في ظلام [11]

[1] في الأصل «سيدنا» ، وفي الوافي بالوفيات، ومعجم الأدباء:

«هذا كتاب الصحاح أحسن ما» .

والّذي أثبتناه عن: إنباه الرواة 1/ 195.

[2]

في معجم الأدباء 6/ 156 «أبوابه» .

[3]

إنباه الرواة 1/ 159، معجم الأدباء 6/ 156، الوافي بالوفيات 9/ 114.

[4]

زيادة للتوضيح.

[5]

إنباه الرواة 1/ 197.

[6]

إنباه الرواة 1/ 196، وانظر معجم الأدباء 6/ 156.

[7]

إنباه الرواة 1/ 196، وانظر معجم الأدباء 6/ 157.

[8]

في الأصل «كوز» وهو تصحيف، والتصحيح من إنباه الرواة: وكرز هو: ابن وبرة الكوفي.

له ترجمة في صفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 63.

[9]

إنباه الرواة 1/ 197، معجم الأدباء 6/ 160، 161.

[10]

في اليتيمة والوافي «ظلل» . وفي معجم الأدباء «ظلّ» .

[11]

يتيمة الدهر 4/ 374، معجم الأدباء 6/ 159، 160، الوافي بالوفيات 9/ 113، إنباه الرواة 1/ 196.

ص: 282

قَالَ جمال الدين عَلِيّ بْن يوسف القفطي [1] : مات الجوهري متردِّيا من سطح داره بنيسابُور، في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة.

وقيل إنه تَسَوْدَنَ وعمل لَهُ دفَّيْن، وشدَّهما كالْجَنَاحين معًا [2]، وقَالَ:

أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه الله [3] . وكان من أذكياء العالم.

أخذ العربية عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأخذ اللُّغة عَنْ خاله أَبِي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق الفارابي.

وقيل إن «الصِّحاح» كَانَ قد بقي عَلَيْهِ منها قطعة مسوَدَّة، فبيَّضَها بعد موته تلميذه إِبْرَاهِيم بْن صالح الورّاق، فغلط فِي أماكن، حتى أَنَّهُ قَالَ فِي «سفر» [4] هُوَ بالألف واللام، وهذا يدلّ عَلَى أَنَّهُ لم يقرأ القرآن، وقَالَ:«الجرّ أضلّ الجبل» ، فصيرها كلمةً واحدة، بضادٍ مُعْجَمة، وإنّما هِيَ «الجرّ» بالتثقيل، «أصل الجبل.» قَالَ الراضي:

رأيتُ فتى أشقرًا أزرقًا [5]

قليل الدِّماغ كثيرَ الفُضُولِ

يُفَضِّلُ من حُمْقِهِ دائمًا

يزيد [6] بْن هندٍ عَلَى ابن البَتُولِ [7]

أُمَيّة بْن أحْمَد بْن حمزة، أبو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ المرْواني الأندلسى المالكي.

كان فقيها نبيلا مشاورا بالأندلس. ذكره القاضي عياض.

[1] إنباه الرواة 1/ 196.

[2]

في الأصل «معنى» .

[3]

انظر: معجم الأدباء 6/ 157.

[4]

لعلّ المراد هنا ما جاء في الآية الكريمة فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ 2: 184 (سورة البقرة) .

[5]

في إنباه الرواة «أحمرا» .

[6]

هو يزيد بن معاوية نسبه إلى جدّته لأبيه هند بنت عتبة زوج أبى سفيان.

[7]

البتول: فاطمة الزهراء أو بنت الرسول. والبيتان في يتيمة الدهر 4/ 374، إنباه الرواة 196، معجم الأدباء 6/ 157، 158.

ص: 283

حَزْم بْن أحْمَد بْن حَزْم [1] بْن كوثر، أَبُو بَكْر القَيْسي القُرْطُبي.

حجّ سنة ثمانٍ وأربعين، فسمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أبى مسرّة، [و] أبا بَكْر الْأجُرِّي، وحدث بتُسْتَر.

تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد [2] ، أَبُو مُحَمَّد بْن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور، لَهُ ديوان شعر، وله كتاب فِيهِ سرقات أَبِي الطّيّب المتنبّي، سمّاه «المنصف [3] » .

وتُوُفِّي بتنيس، وهو نافلة مُحَمَّد بْن خلف بن حبّان الضبّى وكيع البغدادي القاضي.

الحسن بن محمد بن القاسم [4] ، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب.

رَوَى عَنْ: أَبِي داود، وأبى داود، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وابْن مجاهد المقرئ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال.

ووثّقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة.

الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [5] البغدادي المعروف بابن السّوطى [6] .

[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 117 رقم 364.

[2]

يتيمة الدهر 1/ 317- 343، وفيات الأعيان 2/ 104- 107 رقم 171، مرآة الجنان 2/ 445، 346، كشف الظنون 224، 769، 1862، إيضاح المكنون 2/ 264، أعيان الشيعة 22/ 207- 225، معجم المؤلفين 3/ 248، الكنى والألقاب 1/ 437، الوافي بالوفيات 12/ 114- 119، سير أعلام النبلاء 17/ 64 رقم 33، شذرات الذهب 3/ 141 وفيه «وكيع» بدون «ابن» وهو غلط.

[3]

طبع في دار قتيبة بدمشق سنة 1982 بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية.

[4]

تاريخ بغداد 7/ 423 رقم 3991، المنتظم 7/ 224 رقم 357.

[5]

تاريخ بغداد 8/ 102 رقم 4209، الأنساب 7/ 192 وفيه:«أبو القاسم الحسين بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أبان البغدادي» .

[6]

السّوطى: بفتح السين وسكون الواو وفي آخرها الطاء المهملة. نسبة إلى السّوط وعمله.

(الأنساب) 7/ 192) .

ص: 284

سَمِعَ: أحْمَد بْن عثمان الْأدمي، وجماعة.

رَوَى عَنْهُ أَبُو طَالِب العشاري، وكان كثير الوهم.

خَلَفُ بْن القاسم بْن سهل [1] بْن أسود، أبو القاسم الأندلسى بن الدّبّاغ، الحافظ.

رحل إلى المشرق، فسمع بمصر: أَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، وسَلَم بْن الفضل، والْحَسَن بْن رشيق، وجماعة، وسمع بدمشق عَلِيّ بْن العقب، وأَبَا الميمون بْن راشد، وبمكة من بُكَيْر الحدّاد، وأَبِي الْحَسَن الخُزَاعِي، والآجُرِّي، وبقُرْطُبَة من أحْمَد بْن يحيى بْن الشامة، ومُحَمَّد بْن معاوية، وقرأ بالرّوايات عَلَى جماعة.

وكان حافظًا فَهْمًا، عارفًا بالرجال. صنّف حديث مالك، وحديث شُعْبَة، وأشياء فِي الزُّهد.

تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

رَوَى عَنْهُ جماعة. وقد قرأ بالرّملة عَلَى أحْمَد بْن صالح صاحب ابن مجاهد.

وُلِد سنة خمس وعشرين.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، وابْن عَبْد البَرّ، وكان لا يُقدِّم عَلَيْهِ أحدًا من شيوخه، وهو محدّث الْأندلس فِي زمانه.

سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو عثمان النيسابُوري السُّكّري المعدِّل، سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ.

تُوُفِّي فِي ذي القعدة.

سُلَيْمَان بْن الفتح، أَبُو عَلِيّ بْن مَكرم السّرّاج المَوْصِلي، من كُتَّاب الشّعراء.

ديوانه مجلّد، الغالب عليه الهجو والسّخف والمجنون، وله مكاتبات إلى

[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 136- 138 رقم 417، جذوة المقتبس 209- 211 رقم 422، بغية الملتمس 286- 289 رقم 717، الديباج المذهب 114، 115، شذرات الذهب 3/ 144.

ص: 285

الخالديَّيْن، والهائم، والببَّغاء، والبديهي.

يُحوَّل إلى سنة ثمانٍ وتسعين، ففيها مات.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الرومي النيسابُوري.

صالح، لكن قَالَ الحاكم: لم يقتصر عَلَى سماع «الصّحيح» من الشُّرّاح، فروى عَنِ ابن خُزَيْمَة.

وتُوُفِّي فِي رمضان.

قلت: رَوَى عَنْهُ أحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المقرئ، وسعيد بْن أَبِي سَعِيد العيّار.

عَبْد الكريم هُوَ أمير المؤمنين الطائع [1] بْن المطيع للَّه الفضل بْن المقتدر جَعْفَر بْن المعتضد، يُكْنَى أَبَا بَكْر، وأُمُّهُ أَمَة.

قَالَ أَبُو عَلِيّ بْن شاذان: تقلد الطائع للَّه الخلافة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عَلَيْهِ فِي شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قَالَ: ورأيته رجلا مرْبُوعًا، كبير الْأنف، أبيض الشعر [2] .

قَالَ أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي [3] : ولما وُلِّي الطائع ركب وعليه البُرْدَة، ومعه الجيش، وبين يديه سُبُكْتِكين، فِي تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد عَلَى سُبُكْتِكين خِلَعَ السّلطنة، وعقد لَهُ اللواء، ولقّبه «نصر الدولة» ، وحضر

[1] المنتظم 7/ 224، 225 رقم 358، تاريخ بغداد 11/ 79، 80 رقم 5754، البداية والنهاية 11/ 332، الكامل في التاريخ 9/ 1175، دول الإسلام 1/ 236، العبر 3/ 55، الإنباء في تاريخ الخلفاء 179، خلاصة الذهب المسبوك 258- 261، الفخرى 290، النجوم الزاهرة 4/ 208، شذرات الذهب 3/ 143، مرآة الجنان 2/ 446، النبراس 124- 127، نكت الهميان 196، 197، سير أعلام النبلاء 15/ 118- 127 رقم 62، تاريخ الزمان 71، تاريخ مختصر الدول 177، تاريخ ابن خلدون 3/ 436، تاريخ الفارقيّ 63، تاريخ العظيمي 317، نهاية الأرب 23/ 204- 206، المختصر في أخبار الشر 2/ 127، مختصر التاريخ لابن الكازروني 191- 195، تاريخ ابن الوردي 1/ 310، الدرّة المضيّة 228، ذيل تاريخ دمشق 11، صبح الأعشى 3/ 258، مآثر الإنافة 1/ 311، أخبار الدول وآثار الأول 170، 171، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) .

[2]

تاريخ بغداد 11/ 79.

[3]

في المنتظم 7/ 67.

ص: 286

عيد الْأضحى، فركب الطائع إلى المصلَّى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلّى بالنّاس، ثم إنّ عزّ الدولة [أدخل يده][1] فِي إقطاع سُبُكْتِكين، فجمع سُبُكْتِكين، الْأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أَبَا إِسْحَاق مُعِزّ الدولة يُعْلمه بالحال ويُطْمِعُهُ أن يعقد لَهُ الْأمر، فاستشار أمَّه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، فصوَّبوا لها محاربة سُبُكْتِكين فحاربوه فهزمهم، واستولى عَلَى ما كَانَ ببغداد لعزّ الدّولة، ونادت العامّة بنصر سُبُكْتِكين، فبعث إلى عزّ الدولة يَقُولُ: إنّ الأمر قد خرج عن يدك، فأخرج لي عَنْ واسط وبغداد، وليكونا لي، ويكون لك الأهواز والبصرة، ودعي الحرب.

وكتب عزّ الدولة إلى عَضُد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار النّاس حزبين، وأهل التشيّع ينادون بشعار عزّ الدولة، والسّنّة والدّيلم ينادون بشعار سُبُكْتِكين، واتّصلت الحروب، وسُفِكَت الدماء، وكشفت الدُّور، وأُحْرِق الكَرْخ حريقًا ثانيا [2] .

وكان الطائع شديد الحَيْل، قويًّا فِي خلْقه [3] .

[وتقلّد][4] بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الْأمراء ومعونتهم. ثم كَانَ فِي دار عَبْد القادر باللَّه مُكَرَّمًا مُحْتَرَمًا، إلى أن مات ليلة عيد الفِطْر، وصلّى عَلَيْهِ القادر باللَّه، وكبّر عَلَيْهِ خمْسًا، وحُمل إلى الرّصافة، وشيّعه الأكابر

ص: 287

والخَدَم، ورثاه الشريف الرّضِيُّ بقصيدة [1] .

وقَالَ أَبُو حفص بْن شاهين: خلع المطيع نفسه غير مُكْرَه، فما صحّ عندي، ووُلّي ابنه الطائع، وسنُّه يوم وُلّي ثلاثة وأربعون سنة [2] .

قلت: فيكون عمره ثلاثًا وسبعين سنة.

عَبْد الملك بْن أحْمَد بْن عَبْد الملك [3] بْن شُهَيد الوزير، أَبُو مروان القُرْطُبي.

رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، وكان إمامًا فِي اللغة والإخبار.

صنف «التاريخ الكبير» عَلَى السّنين، من وفاة عَلِيّ رضي الله عنه، إلى وقته، وهو أزيد من مائة سنة، وتُوُفِّي فِي رابع ذي القعدة بالذّبحة، عَنْ سبعين.

رَوَى عَنْهُ [4] ابن عائذ.

عثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [5] ، أَبُو عَمْرو المُخَرَّمي القارئ [6] .

سَمِعَ إِسْمَاعِيل الصّفّار، والْحُسَيْن بْن صفوان، وبنيسابور: الْأصمّ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، ووثّقه العتيقي.

تُوُفِّي بالدِّينَوَر.

عُمَر بْن زكار [7] أَبُو حفص التمّار، بغدادي.

رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، وعثمان بْن جَعْفَر اللّبّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.

[1] مطلعها:

أيّ طود دكّ من أيّ جبال

لقّحت أرض به بعد حيال

ما رأى حىّ نزار قبلها

جبلا سار على أيدي الرجال

(ديوان الشريف الرضىّ 2/ 666 طبعة بيروت 1309 هـ.) وانظر: المنتظم 7/ 224.

[2]

في المنتظم 7/ 66 «وكان سنّة يوم ولىّ ثمان وأربعين سنة، وقيل: خمسين» .

[3]

الصلة لابن بشكوال 2/ 355، 356 رقم 711.

[4]

في الأصل «عن» .

[5]

تاريخ بغداد 11/ 312 رقم 6112، المنتظم 7/ 225 رقم 359.

[6]

في الأصل «المخزومي العاربى» وهو تصحيف.

[7]

في الأصل «ركاز» وهو تحريف، والتصويب من (تاريخ بغداد 11/ 270 رقم 6033) .

ص: 288

رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وهبة اللَّه اللالكائي.

قَالَ العتيقي: ثقة مأمون.

القاسم بن أحمد [1] ، أبو محمد التّجيبي الطُّليْطِلي نزيل قُرْطُبَة، ويعرف بابن أرفع رأسه.

سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن أَيْمَن، وابْن المَشَّاط، وشاوره ابن السّليم وغيره فِي الْأحكام. ووُلِّي قضاء بلده وقضاء بَطَلْيُوس، وتولّى بناء حصون الثَّغْر.

وكان ثقة، تفقه بِهِ جماعة، وكان خبيرًا بمذهب مالك.

رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وجماعة.

تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وكان ثقة، مَزَّاحًا.

كُوهي بْن الْحَسَن [2] ، أَبُو مُحَمَّد الفارسي.

حدّث عَنْ أحْمَد أخي أَبِي اللَّيْث الفرائضي، وأَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي.

رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ القاضي التنوخي، وغيرهم.

وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شوّال.

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر الطاهري البغدادي الضّرير، نزيل إصبهان.

حدّث عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عبد الكريم الرازي، ومُحَمَّد بْن عيّاش المّوْصلي. سَمِعَ عَلِيّ بْن حرْب، وأَبَا [3] صالح السليل بْن أحْمَد، وجماعة.

رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن عَلِيّ اليزدي، وعَبْد الرحمن، وعبيد الله، ابنا أبى

[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 371 رقم 083، بغية الملتمس 447 رقم 1297.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 493 رقم 76965 المنتظم 7/ 225 رقم 360.

[3]

في الأصل «أبى» .

ص: 289

عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، وغيرهم.

ومات فِي عاشر ذي القعدة. ذكره ابن النّجّار.

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي المقرئ الزّاهد المعروف بالورشي.

سَمِعَ بمصر والشام والعراق وأصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راسًا فِي علم القرآن.

تُوُفِّي بسجستان. ذكره الحاكم فِي تاريخه.

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهدي الْإسكافي، أَبُو عَبْد اللَّه الشاهد، من فُضَلاء بغداد.

جمع تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين، بدأ فِيهِ بسنة الهجرة النبويّة.

وقال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة.

وقال ابن النّجّار: كَانَ ثقةً أمينًا عفيفًا، مات فِي رجب سنة ثلاثٍ وتسعين.

مُحَمَّد بْن ثابت [1] ، أَبُو الْحَسَن الصَّيْرَفي، بغداديّ.

عَنْ إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن السّمّاك.

وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الصَّيْرَفي.

مات سنة ثلاثٍ وتسعين فِي رمضان.

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن دَاوُد، أخو أبي الْحَسَن مُحَمَّد الْحُسَيْن العلوي النيسابُوري. كَانَ كثير المروءة والإفضال عَلَى الصُّلَحاء. يُكنى أَبَا عَلِيّ.

رَوَى عَنْ أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان.

رَوَى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي شعبان.

وذكر ابن الصَّلاح هذا وأخاه فِي «طبقات الشافعيّين» ، وقيل إنّ هذا درّس فقه الشافعيّ.

[1] تاريخ بغداد 2/ 111 رقم 506، المنتظم 7/ 225 رقم 361.

ص: 290

محمد بن عبد الله بن أبي عامر [1] مُحَمَّد بْن الوليد القحطاني المَعَافِرِي الْأندلسي الملك المنصور الحاجب، أَبُو عَبْد اللَّه، مدبر دولة الخليفة المؤَيَّد [2] باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ صاحب الْأندلس [3] .

بويع بعد أَبِيهِ، وله تسعُ سنين، وكان الحاجب أَبُو عامر هُوَ الكلّ، فعمد أوّل تغلُّبه عَلَى الْأمر إلى خزائن المستنصر باللَّه الحَكَم بْن النّاصر، الجامعة للكُتُب، فابرز ما فيها من صنوف التواليف من خواصّة العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب الْأوائل، حاشى كُتُب الطّبّ والحساب، وأمر بإحراقها، فأُحرِقت، وطُمِس بعضُها، وكانت كثيرة جدًّا، ففعل ذَلِكَ تحبُّبًا إلى العوامّ، وتقبيحًا لرأي المستنصر عندهم [4] .

وكان أَبُو عامر حازمًا مدبّرًا وشجاعًا بطلا غزا ما [5] لم يغزه [6] أحد من الملوك، وافتتح فتوحًا كثيرة، وبقي فِي المملكة ستًّا وعشرين سنة.

وكان عالمًا فاضلا، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم فِي صباه، وزانت بهيبته أقطار الْأندلس، وآمنت بِهِ لفَرطْ سياسته، وقد استوزر جماعة، كَانَ المؤيَّد باللَّه معهم صورة بلا معنى، فإنّه استولى عَلَى التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد مَعَ الدولة يقدر عَلَى رؤية المؤَيَّد، بل كَانَ أَبُو عامر يدخل عَلَيْهِ القصر ويخرج، فيترك إمرة أمير المؤمنين بكذا، وينهى عَنْ كذا، فلا يخالفه

[1] الحلّة السيراء 1/ 268- 277 رقم 101، الكامل في التاريخ 9/ 176، العبر 3/ 56، دول الإسلام 1/ 237، الوافي بالوفيات 3/ 312، 313 رقم 1360، المختصر في أخبار البشر 2/ 136، تاريخ ابن الوردي 1/ 317، يتيمة الدهر 2/ 62، جذوة المقتبس 78، 79، الذخيرة في محاسن الجزيرة ج 1 ق 4/ 56- 78، بغية الملتمس 105، تكملة الصلة 1/ 437، المغرب في حلى المغرب 1/ 199- 203، البيان المغرب 2/ 301، تاريخ ابن خلدون 4/ 147، نفح الطيب 1/ 396- 423 و 3/ 85- 94، سير أعلام النبلاء 17/ 15، 16 رقم 7، شذرات الذهب 3/ 143، 144.

[2]

في الأصل «المؤيدة» .

[3]

كرّر بعدها «المؤيد باللَّه» .

[4]

الوافي بالوفيات 3/ 312.

[5]

في الأصل «عزاما» وهو تصحيف، والتصحيح من (الوافي بالوفيات) .

[6]

في الأصل «يعره» .

ص: 291

أحد، وكان يمنع المؤَيَّد من الاجتماع بأحد، وإذا كَانَ بعد سنين أركبه وجعل عَلَيْهِ بُرْنُسًا، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤَيَّد فِي سائر الجواري، ويخرجه ليتنزّه فِي الزَّهْراء، ثم يعود إلى القصر عَلَى هذه الحالة، وليس لَهُ إلا الخطبة والسِّكّة.

وكان أَبُو عامر لَهُ فِي الجمعة مجلس حافل، تجتمع فِيهِ العلماء للمناظرة.

وغزا [1] فِي أيّامه نيّفًا وخمسين غزوة، وملا بلاد المسلمين غنائم وسَبْيا، حتى قِيلَ: لقد ابتيعت بِنْت عظيم من عظماء الروم ذات حُسْن وجمال بقُرْطُبَة بعشرين دينارًا عامِرِيَّة، وكان إذا فرغ من قتال العدوّ، نَفَضَ ما عَلَيْهِ من غُبَار، ثم يجمعه ويحفظه، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذَلِكَ الغبار أن يُذَرَّ على كَفَنِه. وتُوُفِّي- رحمه [اللَّه][2]- وهو بأقصى الثغور، عند موضعٍ يعرف بمدينة سالم، مبطونًا شهيدًا فِي هذه السنة. وللشعراء فِيهِ مدائح كثيرة، وكان يُجِيزُهم بالذَّهَب الكثير، وقام بالأمر بعده ولده أَبُو مروان عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، ولقبوه بالمظَّفر [3] ، فدامت أيّامه فِي الْأمن والخصْب، ولكنْ لم تَطُلْ مدَّتُه، ومات، فثارت الفِتَن بالأندلس.

مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زكريّا، محدّث العراق، أَبُو طاهر البغدادي الذَّهبي المخلِّص.

سَمِعَ: أَبَا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود بْن صاعد وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسي، ورضوان الصّيدلانى، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وجماعة.

[1] في الأصل «غزي» .

[2]

سقط لفظ الجلالة من الأصل.

[3]

انظر: نفح الطيب 1/ 423.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 322 رقم 810، المنتظم 7/ 225 رقم 362، البداية والنهاية 11/ 333، الوافي بالوفيات 3/ 230 رقم 1231، الكامل في التاريخ 9/ 179، النجوم الزاهرة 4/ 208، تذكرة الحفاظ 3/ 1026، العبر 3/ 56، شذرات الذهب 3/ 144، دول الإسلام 1/ 237، سير أعلام النبلاء 16/ 478، 479 رقم 353، هدية العارفين 20/ 57، الرسالة المستطرفة 90.

ص: 292

رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ السّمّان، وأبو طالب المحسّن بن شفيروز الفقيه، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الشَّرَوِي الفقيه نزيل بغداد، وعَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد النَّقُّور، وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن البُسْريّ، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأنماطي، وخلق كثير آخرهم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.

قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مولده في شوّال سنة خمس وثلاثمائة.

وقَالَ المخلِّص: أول سماعي من البَغَوي فِي سنة اثنتي عشرة.

قلت: انتقى عَلَيْهِ الفتح بْن أَبِي الفوارس عدّة أجزاء، وَأَبُو بَكْر البقّال عدّة أجزاء.

والمخلِّص هُوَ الَّذِي يخلّص الغشّ من الذَّهب بالتعليق والنّار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلِّص.

وكانت وفاته فِي رمضان من السنة، رحمه الله.

فَمِنْ حَدِيثِهِ، قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ الْجَوْرَدِ، أَنَا أحْمَدُ بْنُ الطَّلايَةِ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَا [1] إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ إِسْرَائِيلُ، أَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأبُلِّيُّ، ثَنَا أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2] . هَذَا حديث لنا

[1] في الأصل «أبا» وهو تحريف.

[2]

روى البخاري في صحيحه (1/ 38 طبعة دار إحياء التراث العربيّ) باب: إثم من كذب على النبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تسمّوا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثّل في صورتي. ومن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . وأخرج البخاري والترمذي حديث بنى إسرائيل. (البخاري 6/ 361) في الأنبياء، باب ما ذكر عن بنى إسرائيل. (الترمذي رقم 2671) في العلم، باب ما جاء في الحديث عن بنى إسرائيل. (مسلم- مجلد 1- ج 1/ 7، 8) عن أبى هريرة. وأخرجه الترمذي أيضا 4/ 142 رقم 2796 عن عبد الله، مرفوعا. قال ابن الجوزي: روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم 98 صحابيا منهم العشرة ولا يعرف ذلك في غيره، وذكر ابن دحية أنّه خرّج من نحو أربعمائة طريق. ومنها: «من نقل عنى ما لم أقله

ص: 293

تُساعيّ لنا متّصل الْأسناد، وإن كَانَ [كثير الْأبلّي][1] من الضعفاء، فَيَبْعُدُ أَنَّهُ تعمّد الكذب فِي سماعه لهذا الحديث من أَنس، إذ فِيهِ من الوعيد ما فِيهِ.

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن القُرَشي المخزومي السّلاميّ المشهور.

نشأ ببغداد، ولقي بالمَوْصِل جماعةً من الْأدباء، منهم أَبُو الفرج الببّغاء، وَأَبُو عثمان الخالدي، وَأَبُو الْحَسَن التَّلَّعَفْرِي، فأعجبتهم براعته عَلَى حداثة سِنِّه، إلا التَّلَّعَفْرِي، فإنه اتّهمه فِي شِعْره.

وفيه يَقُولُ السلامي:

سَمَا التَّلَّعَفرِي إلى وصالي

ونفسُ الكلب تكبر عَنْ وصالهْ

ينافي خُلُقُه خُلُقي وتَأْبَى

فِعالي أنْ تُضاف إلى فِعالِهْ

فصنعتيَ النفيسة فِي لساني

وصنعته الخسيسةُ فِي قَذالهْ

فإنْ أشعر فما هُوَ من رجالي

وإنْ يُصْفَعْ فما أَنَا من رجالهْ [3]

قصد السَّلاميّ حضرة الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد وهو بإصبهان، فامتدحه، فبالغ الصّاحب فِي إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عضد

[ () ] فليتبوَّأ مقعده من النار. قالوا: وهذا أصعب ألفاظه وأشقّها لشموله للمصحّف واللحاف والمحرّف. (كشف الخفاء 2/ 379) وانظر كتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي- ص 76- طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980.

[1]

إضافة على الأصل للتوضيح. وعن كثير بن عبد الله الأبليّ، انظر: الضعفاء الكبير 4/ 8 رقم 1560، والجرح والتعديل ج 3 ق 2/ 154، وميزان الاعتدال 3/ 406، والتاريخ الكبير 7/ 218 رقم 950، والتاريخ الصغير 181، والضعفاء الصغير 274، والضعفاء والمتروكين للنسائى 302 رقم 506، والضعفاء والمتروكين قطنى 144 رقم 445، والكامل لابن عدىّ 6/ 2085، 2086، والمغنى 2/ 30 رقم 5083.

[2]

في تاريخ بغداد 2/ 335 رقم 833 «عبيد الله» وهو «عبد الله» في الأصل، وفي المنتظم 7/ 225، 226 رقم 363، مرآة الجنان 2/ 446، 447، البداية والنهاية 11/ 333، الوافي بالوفيات 3/ 317- 319 رقم 1370، وفيات الأعيان 4/ 403- 409 رقم 665، الإمتاع والمؤانسة 1/ 134، يتيمة الدهر 2/ 396، الكامل في التاريخ 9/ 179، المختصر في أخبار البشر 2/ 136، تاريخ ابن الوردي 1/ 318، النجوم الزاهرة 4/ 209، الأنساب 7/ 209، سير أعلام النبلاء الدهر 107/ 73، 74 رقم 39.

[3]

وفيات الأعيان 4/ 405.

ص: 294

الدولة إلى شيراز، فأقبل عَلَيْهِ، واختصّ بِهِ، وكان يَقُولُ: إذا رَأَيْت السَّلاميَّ فِي مجلسي، ظننت أنّ عُطَارِد نزل من الفَلَك، فوقف بين يديّ.

وللسَّلاميّ فِيهِ:

يُشَبِّهُهُ المُدَّاحُ فِي البأسِ والنَّدَى

بمَنْ لو رآه كَانَ أصَغَرَ خادِمِ

فِي جَيْشه خَمْسون [1] ألفًا كَعَنْتَرٍ

وأمضى وفي خُزّانه ألفُ حاتمِ [2]

تُوُفِّي السَّلاميّ فِي جُمادى الْأولى من السنة، وهو فِي عشر الستّين، وشِعْرُه سائر مُدَوَّن.

مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ [3] بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ القاسم بْن مُحَمَّد الشريف السيد، أَبُو الْحَسَن العَلَوِي الزَّيْدي الهَمَذَاني المعروف بالوصيّ [4] .

رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأَحْمَد بْن عُبَيْد، وعبدان بْن يزيد الدّقّاق، وجماعة بهَمَذَان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وجعفر الخلدي، وابْن كامل القاضي ببغداد، والطَّبراني بإصبهان، وخَيْثَمة الأطرابلسيّ بالشام، وجماعة.

روى عنه: مُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي اللَّيْث الصّفّار، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن عزيز التككي، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي، وآخرون.

قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا صوفيًّا واعظًا، تفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، وتزهّد، وجاور بمكّة، ورجع فأقام ببُخَارَى مدّةً، وبها مات فِي ثاني عشر المحرَّم، سنة ثلاث وتسعين.

قلت: رَوَى عَنْهُ أيضًا أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وسمع من الْأصمّ.

وقيل إنه مات ببلخ [5] .

[1] في الأصل «خمسين» .

[2]

يتيمة الدهر 2/ 421، وفيات الأعيان 4/ 409.

[3]

الأنساب 585 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 341 و 38/ 198 و 570، لسان الميزان 5/ 299، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 4/ 272 رقم 1535، تذكرة الحفاظ 3/ 1026، المنتظم 7/ 230 رقم 371 (وفيات 395 هـ.) ، البداية والنهاية 11/ 335، تاريخ بغداد 3/ 90، 91، اللباب 3/ 368، سير أعلام النبلاء 17/ 77- 79 رقم 43.

[4]

في الأصل «بالرضى» ، والتصويب من مصادر ترجمته.

[5]

تاريخ بغداد 3/ 91.

ص: 295

وقَالَ السُّلَمي: كَانَ أحد الْأشراف عِلْمًا ونَسَبًا ومحبّة للفقراء، وصُحْبَةً لهم، ما يرجع إِلَيْهِ من العلوم كُتُب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يُكْرِمه، ودخل دُوَيْرةَ الصُّوفِيّة بالرّملة، وكان يخدمهم أيامًا، حتى قدِم فقير فأتى فقبّل رأسه، وقَالَ: هذا شريف الجبل، وليس بهَمَذَان أغنى منهم ولا أجلّ، فقام عَبَّاس الشاعر فقبّل رِجْله، فأخذ الشريف أَبُو الْحَسَن ركوته، وذهب إلى مصر.

وقَالَ الحاكم: عاش ثلاثًا وثمانين سنة.

وقال أبو سعيد الإدريسي: يُحْكَى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يجازف فِي الرواية فِي آخر عمره [1] .

مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن بهلول التنوخي الْأنْباري، أَبُو غانم بْن الْأزرق.

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي بَكْر بْن الْأنْباري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وتُوُفِّي بالأنبار.

وليد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] ، أَبُو الْعَبَّاس القيسي القُرْطُبي الزَّيّات.

سَمِعَ من أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن سَعِيد، وجماعة.

وعاش سبعين سنة.

يحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو بِشْر النيسابُوري الكاتب.

رَوَى عَنِ الْأصمّ، وعَلِيّ بْن حمشاد.

وتُوُفِّي فِي شعبان.

يوسف بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] بْن يوسف بْن عمروس أَبُو عُمَر الأندلسى الأستجي.

[1] تاريخ بغداد 3/ 91.

[2]

تاريخ علماء الأندلس 2/ 163 رقم 1514.

[3]

تاريخ علماء الأندلس 2/ 208 رقم 1639، جذوة المقتبس 367 رقم 770، بغية الملتمس 488 رقم 1435.

ص: 296

سَمِعَ الكثير من: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بن عبد الله بن أبي دليم [1] وجماعة، وكان إمامًا فقيهًا رأسًا فِي الفتيا.

تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، وله ثلاث وسبعون سنة، وسمع من غير واحد.

وروى عَنْهُ ابن عبد البرّ.

[1] في الأصل «دلهم» وهو تصحيف.

ص: 297