الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وفيات] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن مَزْدئن [2] أَبُو عَلِيّ القومساني النَّهاوَنْدي الزاهد. سكن أنبط، قرية من كورة هَمَذَان.
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُلي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر الطّائي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب الهَمَذَاني، وطائفة.
رَوَى عَنْه: ابناه مُحَمَّد وعثمان، ورافع بْن مُحَمَّد أَبُو نصر شعيب، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وجماعة من أهل هَمَذَان.
قَالَ شِيرَوَيْه فِي «الطبقات» : كَانَ صدوقًا ثقةً، شيخ الصُّوفِيّة، ومقدّمهم فِي الجبل، والمشار إِلَيْهِ، وكان لَهُ آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يُزار ويُقْصَد من البلدان. سَمِعْتُ الْإمَام مُحَمَّد بْن عثمان القومساني: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت [3] عَلَى الشَّيْخ أَبِي على بن مردين وهو في محرابه، بعد ما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكّر فِي نفسي، هَلْ بقي فِي الدنّيا من يتكلم عَلَى السّرّ، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشَّيْخ من المحراب فَقَالَ: يا جَعْفَر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدُّنيا من أولياء اللَّه الذين يتكلّمون عَلَى السّرّ؟ قَالَ شِيرَوَيْه: وسمعت أبا جعفر محمد بن الحسين
[1] الوافي بالوفيات 8/ 64 رقم 3486.
[2]
مزدئن: قال الصفدي: بفتح الميم وسكون الزاى وفتح الدال المهملة وياء مهموزة بعدها نون.
[3]
في الأصل «دخل» .
الصُّوفِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ القُومساني يَقُولُ: رأيت ربَّ العزّة فِي المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً 76: 21 [1] . ورأيت مرة ربَّ العزّة فِي أيام القحط فَقَالَ: يا أَبَا عَلِيّ لا تشغل خاطرك، فإنك [من][2] عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.
قَالَ شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ أحْمَد بْن طاهر القومساني يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي عَلِيّ القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت بِهِ فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئًا. وكنت أسمعه يَقُولُ: الرافضة أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي إبليس وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ 15: 35 [3] . فهذه لعنة إلى وقت معلوم. وقال في الروافض. إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 24: 23 [4] . يعني تكلّموا فِي عَائِشَة. سَمِعْتُ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عثمان الفقيه، سَمِعَ أَبَا الهيج الكردي يَقُولُ، كانت نفسي تطالبني فِي زيارة الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ القومساني، فتمادت بي الْأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نَعِيُّه فِي الطريق، فسألت ولده أَبَا إِسْحَاق أن يحكي لي بعض كراماته، فَقَالَ لي: يطول عليّ وعليك ذَلِكَ، ولكني أخبرك ما شاهدت منه فِي مرض موته، أتانا رَجُل من كرْمان، صُوفيّ فِي بِزَّة حَسَنَة، فاستأذنت لَهُ، فَقَالَ: هذا الرجل لا أحبّ لقاءه، فرجعت وتعلّلت بشدة مرضه، فَقَالَ: إنّني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشَّيْخ، فتبقى حسرة، فَقَالَ لي: قبل أن أكلّمه يا بني إيّاك أنْ تُدْخِل هذا الرجل عليّ، فهِبْتُ أن أُراجعه، ثم فِي المرّة الثالثة قَالَ: يا بنيّ لا تُدْخِلنّه عليّ، فإنه عاقٌ لوالديه، فرجعت وتجرّأت عليه، وأخبرته بجليّة الأمر، فاضطرب
[1] سورة الإنسان- الآية 21.
[2]
إضافة على الأصل.
[3]
سورة الحجر- الآية 35.
[4]
سورة النور- الآية 23.
الرجل وبكى، وسقط إلى الْأرض، وقَالَ لي: أنت تائب إلى اللَّه، فدخلت عَلَى الشَّيْخ، فَقَالَ: إنّ الرجل قد تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقَتَها، وأنت تَقُولُ، أَنَا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو «أَلَكَ وَالِدَانِ؟ قَالَ، نَعَمْ، فَارَقْتُهُمَا وَهُمَا يَبْكِيَانِ، قَالَ: «ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» [1] . ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ: عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ، وَمَاتَ الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ.
قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد [2] بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن شرام.
سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي، وجماعة.
وعنه: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف.
تُوُفِّي فِي شعبان.
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي.
حدّث بهَمَذَان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر [3] ، وعُمِّر دهرًا.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ. سمع أحمد بن
[1] الحديث صحيح، أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد 3/ 17 باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان (2528) من طريق عطاء بن السائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال:«ارجع عليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» . والنسائي في كتاب البيعة 7/ 143 باب البيعة على الهجرة، وابن ماجة في الجهاد، باب الرجل يغزو وله أبوان (2782) ، وأحمد في المسند 2/ 160 و 164 و 198 و 204.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 1/ 445.
[3]
في الأصل «ذكرنا وما مهر» .
مُحَمَّد بْن ساكن [1] الزّنْجَاني، ومُحَمَّد بْن مَسْعُود القِزْوِيني، وبالعراق الْجَوْزَجَاني، وابْن عُقْدَة، ونَيِّف عَلَى المائة.
مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قلت: تفرّد بالرواية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي وغيره.
رَوَى عَنْهُ خلْق بهَمَذَان.
تميم بْن إِسْمَاعِيل المعروف بالفَحْل [2] . قدِم دمشق متولَّيا عليها من قِبَل صاحب مصر الحاكم فِي هذه السنة، وَليَها سنة تسعين، ومات فيها.
جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفضل [3] ، أَبُو القاسم بْن المارستاني الدّقّاق، بغداديّ، قدِم مصر، وحدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو عَلِيّ بْن المذهّب. روى كتبا وقراءات [4] .
قال الدار قطنى: يكذب، ما سَمِعَ من هَؤُلاءِ.
وقَالَ الصُّوري: كَانَ كذّابًا.
الحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ [5] بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْن خَلَف بْن زُولاق، أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثي الْمَصْرِيّ المؤرخ.
لَهُ مصنَّف فِي التاريخ، وله كتاب «خطط مصر» .
تُوُفِّي فِي ذي القعدة، وكان جدّه من مشاهير العلماء.
الحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه [6] بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الصّيرفي الحافظ.
[1] في الأصل «سالن» .
[2]
أمراء دمشق في الإسلام 22 رقم 75، ذيل تاريخ دمشق 57، اتعاظ الحنفا 2/ 17 و 45.
[3]
تاريخ بغداد 7/ 233 رقم 3722، المنتظم 7/ 191 رقم 306.
[4]
في الأصل «كتب قرأت» والتصحيح من تاريخ بغداد حيث قال، «وروى قراءات وكتبا مصنّفة» .
[5]
مرّت ترجمته في وفيات السنة السابقة 386 هـ.
[6]
تاريخ بغداد 8/ 13 رقم 4051، المنتظم 7/ 203 رقم 320 (وفيات سنة 388 هـ) ، مرآة
سمع أبا جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ [1] ، وإسماعيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السماك، وأبا بكر النجار، فمن بَعْدَهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي وَأَبُو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدّث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق، وأبو الحسن الدار قطنى.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك؟ تذكرني متن [2] ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكّر إسناده حتى أُخْبرك بمتنه، فكنت أذكر لَهُ المُتُون، فيحدّثني بالأسانيد كما هِيَ حِفْظًا، وفعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فيه.
قال الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث، ويُلْحِق فِي بعض أصول الشرع ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه الله.
حسن بْن أحْمَد بْن النيسابُوري [3] المحمي، أَبُو عَلِيّ.
حدّث ببغداد.
عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصم.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طلحة النِّعَالي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري.
حدّث فِي هذه السنة، وكان ثقة.
[ () ] الجنان 2/ 435، البداية والنهاية 11/ 324، 325، العبر 3/ 38، (وفيات سنة 388 هـ.) ، لسان الميزان 2/ 262، 263 رقم 100، ميزان الاعتدال 1/ 528، تذكرة الحفاظ 3/ 1017، الوافي بالوفيات 12/ 339، 340 رقم 317.
[1]
في الأصل «البحتري» وهو تصحيف.
[2]
في الأصل «حين» والتصحيح من ترجمته القادمة.
[3]
تاريخ بغداد 7/ 277 رقم 3766.
الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ، أَبُو عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ الرَّيحاني.
سكن بغداد، وحدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وابْن مبشّر الواسطي.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري.
قَالَ العتيقي: كَانَ شيخًا أمينًا لَهُ أُصُول صِحَاح.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] ، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الكاتب.
حدّث عَنِ البَغَوي، وأَبِي مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبِي بَكْر النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ، أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه.
حدّث فِي هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صَدُوقًا.
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الطبيب.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عُمَر الْجُورْجيري [4] ، وأَحْمَد بن محمد البناني.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي المعدِّل، وَأَبُو نُعَيْم.
سُبُكْتِكِين الْأمير [5] حاجب مُعِزّ الدولة بن بويه.
[1] تاريخ بغداد 8/ 11، 12 رقم 7047.
[2]
تاريخ بغداد 8/ 101 رقم 4208، المنتظم 7/ 192 رقم 308، سير أعلام النبلاء 16/ 464 رقم 337.
[3]
ذكر أخبار أصبهان 1/ 285.
[4]
في الأصل «الجورجرلى» ، والتصحيح من (اللباب 1/ 306) : الجورجيرى: بضم الجيم وبالراء الساكنة بعد الواو ثم الجيم الأخرى المكسورة وبعدها الياء المثناة من تحتها وفي آخرها الراء. نسبة إلى جورجير وهي محلّة بأصبهان.
[5]
المنتظم 7/ 76- 79 رقم 98 (وفيات سنة 364 هـ.) ، العبر 2/ 333، البداية والنهاية 11/ 282، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، دول الإسلام 1/ 225، تكملة تاريخ الطبري 216، الفخرى في الآداب السلطانية 390، تاريخ بغداد 1/ 105، تاريخ ابن الوردي.
1/ 314، كنز الدرر 167، الوافي بالوفيات 15/ 116 رقم 116، النجوم الزاهرة 4/ 108، شذرات الذهب 3/ 48، الإنباء في تاريخ الخلفاء 181 تاريخ مختصر الدول 178، وقد سبق أن ترجم له الحافظ الذهبي في سنة 364 هـ. فليراجع.
خلع عَلَيْهِ الطائع للَّه وطوقه وسوره، ولقبه «نصر الدولة» ، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضِلْعُه، فاستُدْعي ابن الصَّلْت المُجَبِّر، فردّ ضِلْعَه، ولازمه حتى برا، فأعطاه يوم دخوله الحمّام ألف دينار وفرسًا وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع، وكان يَقُولُ للمجبّر: إذا تذكرت عافيتي علي يدك، فرحت بك، ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظَهْري اشتدّ غَيْظي منك.
تُوُفّي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف. وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقًا قماش وفضيات وتُحَف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون، في كلّ واحد، وألف دينار حلية، وستّمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عِدْل وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدَّوابّ، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك داريّة، وأربعين خادمًا. وكانت لَهُ دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالا لا تحصى.
ومما رَوَى عَلِيّ بْن المحسن التنوخي [1] عَنْ أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعنى الذي للدار وسوق الماء إليه [2]، خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية [الدار][3] مثل ذلك فيما أظن.
سلمان بْن جَعْفَر بْن فلاح [4] ، أَبُو تميم الأمير. ولّي دمشقَ فِي أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في آخرها بجيش بن صَمْصامة.
سَعِيد بْن خلف [5] ، أَبُو عثمان الصُّوفِيّ.
[1] نشوار المحاضرة 4/ 261 وانظر: الوزراء للصابى 29 و 163.
[2]
في الأصل «المالية» وهو تصحيف.
[3]
ساقطة من الأصل.
[4]
أمراء دمشق في الإسلام 38 رقم 124، النجوم الزاهرة 4/ 115، ذيل تجارب الأمم 3/ 224، الكامل في التاريخ 9/ 119 وانظر كتابنا «تاريخ طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور- ج 1/ 209 طبعة دار البلاد، طرابلس 1978» ويقال «سليمان» .
[5]
تاريخ علماء الأندلس 1/ 176 رقم 534.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وجماعة.
وكان فقيرًا من أهل السُّنَّة، يعيش من صِلة إخوانه.
سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل [1] بْن نوح، أَبُو القاسم الْأسْتِجِي مولى بني أُمَيّة، ويُعرف بابن العطار. كَانَ عالمًا زاهدًا متفنّنًا.
سَمِعَ أحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب، ورحل إلى إلْبِيرة، فأكثر عَنِ ابن فُطْيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديمًا وجديدًا، وطال عمره.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ أكثر كُتُبه، وقَالَ لي: وُلِدت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفِّي فِي رجب.
صدقة بْن مُحَمَّد بْن صدقة، أَبُو القاسم البزاز الْمَصْرِيّ الوكيل. تُوُفِّي فِي شوّال.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أسد، أَبُو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدّث، نزيل مصر، وكان يلقب بالدود.
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وغيره بالرّيّ، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادل، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي بدمشق.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: كَانَ مكْثِرًا جدًّا.
قلت: رَوَى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد الحسنابادي وعَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن مُغَلِّس، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.
مات فِي جمادى الآخرة.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع [3] ، أَبُو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد.
قرأ عَلَيْهِ طلحة بْن عَلِيّ شيخ ابن سوار وغيره.
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 191، 192، رقم 578.
[2]
طبقات الشافعية الكبرى 5/ 71 رقم 436، طبقات القراء 1/ 446- 447 رقم 1860، الوافي بالوفيات 17/ 496 رقم 424.
[3]
غاية النهاية 1/ 456 رقم 1903.
مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الْأنطاكي.
قرأ أيضًا عَلَى إبراهيم بن عبد الرزّاق مقرئ الشام، وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن حمد بْن عَبْد الْأعلى، وغيرهم.
وقرأ عليه أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي أيضًا، وأكبر شيخ لَهُ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عجرم الْأنطاكي تلميذ أحْمَد بْن جُبَيْر.
وقد ذكر ثابت ابن بُندار أَنَّهُ قرأ عَلَى عَلِيّ بْن طلحة الْبَصْرِيّ عَنْ قراءته عَلَى مُوسَى بْن جرير الرّقّي، وهذا بعيد جدًّا باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق بِهِ.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْن إِبْرَاهِيم البغدادي الشاهد، أَبُو القاسم بْن الثلاج.
أصله من حُلْوان [2] ، ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة، وحدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ التنوخي: قَالَ لنا: ما باع أحد من أسلافي الثّلج، وإنما كَانَ جدّي مُتْرَفًا يجمع لنفسه فِي كل سنة ثلْجًا كثيرًا، فمرّ بعض الخلفاء بحُلْوان، فطلب ثلجًا، فلم يوجد إلا عند جدّى، فأهدى إليه منه، فوقع منه بموقع، فَقَالَ:
اطلبوا عَبْد اللَّه الثّلاج، فغلب عَلَيْهِ هذا النَّسَب وعُرِف بِهِ.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه الْأزهري: كَانَ ابن الثلاج يضع الحديث عَلَى سُلَيْمَان المَلَطي وغيره.
قلت: وكذا تكلّم فِيهِ الدار قطنى وغيره. توفّى فجأة في ربيع الأوّل.
[1] تاريخ بغداد 10/ 135- 138 رقم 5277، المنتظم 7/ 192، 193 رقم 309، البداية والنهاية 11/ 321، العبر 3/ 34، ميزان الاعتدال 2/ 497 رقم 4575، لسان الميزان 3/ 350، 351 رقم 1420، الوافي بالوفيات 17/ 497 رقم 425، شذرات الذهب 3/ 122، سير أعلام النبلاء 16/ 461 رقم 333.
[2]
حلوان: بالضم ثم السكون. وهي: حلوان العراق في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد. (معجم البلدان 2/ 290) .
قال الدار قطنى: لا يُشْتَغَل بِهِ، يضع الْأحاديث والأسانيد.
عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحْمَد [1] بْن الْأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الملّقب بالداخل، أَبُو الْأصبغ الْأمويّ المَرْواني القُرْطُبي.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصبغ، وجماعة. وكان أديبًا شاعرًا نحويا.
ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي المحرّم، وحدّث.
عَبْد السلام بْن السّمح بن نابل [2] ، أَبُو سُلَيْمَان الهواري.
سَمِعَ أَبَا سَعِيد بْن الأعرابي، وأبا جعفر بن النّحّاس النَّحوِي وطائفة، وتفقّه بمصر للشافعي، وكان زاهدًا صالحا سكن الأندلس.
أكثر عنه ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وله أربع وثمانون سنة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النعمان، أَبُو القاسم النيسابُوري الصّفّار.
عَنْ مكّي بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِيل، أَبُو نصر الشّيْباني الهَمَذَاني الْأنماطي.
رَوَى عَنِ الكبار الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أوس، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن مُحَمَّد بْن يعقوب، وإبراهيم بْن عمروس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الحافظ، وأَبِي بَكْر بن مجاهد المقرئ، [و] أبى نصر مُحَمَّد بْن حمدويه المروزي، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وجعفر الْأبْهَرِي، وابْن مَنْدَه الحافظ، وآخرون.
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 279 رقم 836.
[2]
تاريخ علماء الأندلس 1/ 287، 288 رقم 857.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق، ثِقَةٌ، فقيه، أديب، يُحْسِن هذا الشأن، يعني الحديث.
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي القعدة، وصلّى عَلَيْهِ ابنُ لال.
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الوفاء النيسابُوري البزّاز.
سَمِعَ أَبَا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتفاء أَبِي جَعْفَر المفيد العزائمي.
تُوُفِّي فِي صفر.
عَبْد القاهر بْن حبّان بْن عَبْد القاهر، أَبُو عَبْد اللَّه. تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
عُبَيْد اللَّه [1] بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل بْن أَبِي غالب، أَبُو القاسم الْمَصْرِيّ البزّاز [2] .
سمع: محمد بن محمد الباهلي، [و] ابن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأَحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي.
رَوَى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح الْمَصْرِيّ، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وآخرون.
قَالَ الطَّلَمَنْكِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أقمت عَلَى هذه الدّار أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رُخَام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ منّي كافور الْأخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلّف لي أَبِي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رُزِقت من التجارة، ربحت فِي أربعة أيّام فِي عسلٍ أربعة آلاف دينار.
[1] في الأصل «عبد» والتصويب من (العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 122، حسن المحاضرة 1/ 157 سير أعلام النبلاء 16/ 522، 523 رقم 384) .
[2]
هكذا في الأصل وفي الشذرات، وفي العبر «البزّار» .
وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي لاربعة عشر ليلة [1] ، خَلَت من جمادى الْأولى.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدان [2] ، الْإمَام الصالح القدوة، أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُطّة العُكْبرِي الفقيه الحنبلي.
سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبَا ذَرّ الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن زياد، وإِسْمَاعِيل الورّاق، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأَبَا طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ثابت العكبريّ، فسمع بدمشق على ابن أَبِي العقب، وسمع بحمص أحْمَد بْن عُبَيْد، وآخرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الحافظ وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو إِسْحَاق البَرْمَكِي، وَأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، أَبُو القَاسِم عليّ بْن أَحْمَد بْن البسري رَوَى عَنْهُ كتاب «الْأبانة الكبرى فِي السُّنَّة» تأليفه.
قَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ العُكْبَرِي: لم أر فِي شيوخ الحديث، ولا فِي غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.
قَالَ الخطيب: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي [3] قَالَ: [لما][4] رجع ابن بطّة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوما منها في سوق، ولا رئي [5] مفطرًا إلا فِي عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبرُ أمرٍ منكرٍ إلا غيَّره.
[1] في الأصل «توفى لأربع عشرة خلت» .
[2]
تاريخ بغداد 10/ 371- 375 رقم 5536، المنتظم 7/ 193- 197 رقم 310، البداية والنهاية 11/ 321، 322، طبقات الحنابلة 2/ 144- 153 رقم 622، العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 122- 124، الكامل في التاريخ 9/ 137، لسان الميزان 4/ 112- 115 رقم 231، اللباب 2/ 146، معجم المؤلفين 6/ 245، تاريخ التراث العربيّ 2/ 217 رقم 15، طبقات الفقهاء للشيرازى 173، ميزان الاعتدال 3/ 15، سير أعلام النبلاء 16/ 529- 533 رقم 389، إيضاح المكنون 1/ 8، أعيان الشيعة 6/ 56.
[3]
تاريخ بغداد 10/ 372.
[4]
استدراك من تاريخ بغداد.
[5]
في الأصل «رأى» والتصويب من تاريخ بغداد.
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: سَمِعْتُ أخي الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّه، قد اختلفت عليّ المذاهب. فَقَالَ لي:
«عليك بابن بطّة» ، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطّة فِي المسجد، فلما رآني، قَالَ لي: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، صدق رَسُول اللَّه.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن بطّة فِي المحرّم. قَالَ: وكان مستجاب الدعوة.
وقَالَ ابن بُطّة: ولِدت فِي شوّال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فَقَالَ أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قَالَ: هُوَ صغير. قَالَ: أَنَا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ لي بعضهم [سَل][1] الشَّيْخ أن يُخْرِج مُعْجَمَه لنقرأ عَلَيْهِ، فسألت ابنه، فَقَالَ: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لامّي طاقُ مَلْجَم آخُذُه منها وأبيعه، قَالَ: ثم قرأنا عَلَيْهِ كتاب «المُعْجَم» فِي نفرٍ خاصّ، فِي نحو عشرة أيام، وذلك فِي آخر سنة خمس عشرة، وأوّل سنة ستّ عشرة، فاذكره.
وقد قَالَ: ثنا إِسْحَاق الطَّالَقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قَالَ المُسْتَمْلي:
خذوا هذا قبل أن يولد كلّ محدّث عَلَى وجه الْأرض، اليوم سَمِعْتُ المُسْتَمْلي وهو أَبُو عَبْد اللَّه بْن مهران يَقُولُ لَهُ: من ذكرت يا ثَبْتَ الْإسلام.
قُلْتُ: وَابْنُ بَطَّةَ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ وَالْمُؤَمَّلُ الْبَالِسِيُّ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْأسَدِيُّ، قَالَ لِي أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، رَوَى ابْنُ بَطَّةَ، عَنِ الْبَغَوِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مسلم» [2] .
[1] إضافة على الأصل.
[2]
رواه ابن ماجة وغيره. (الترغيب والترهيب للمنذرى 1/ 74) . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهلة كمقلّد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب» . ورواه ابن جميع الصيداوي، من طريق
قَالَ الخطيب: هذا باطل، والحمل فِيهِ عَلَى ابن بطة.
قلت: يعني أَنَّهُ يحدّث عَنِ البَغَوي، وتفرد بِهِ ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فِيهِ، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلّة إتقانه، لا أنّه تعمّد وضْعَه.
قَالَ الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبَغَوي، نا مُصْعَب، نا مالك بْن هشام بْن عُروة، قد ذكر حديث «قَبْض العِلْم [1] » . قَالَ الخطيب:
وهو باطل بهذا الْأسناد.
قلت: والكلام فِي هذا، كالكلام فِي الَّذِي قبله، لعلّه دخل عَلَى ابن بطة حديث فِي حديث.
وقَالَ الخطيب: حدّثني عَبْد الواحد بْن عَلِيّ، قَالَ: قَالَ لي الْحَسَن بْن شهاب: سَأَلت ابن بطة: أَسَمِعْتَ من البَغَوي حديث عَلِيّ بْن الْجَعْد؟ فَقَالَ:
لا. قَالَ عَبْد الواحد: وكنت قد رَأَيْت فِي كتب ابن بطة نُسْخَة بحديث عَلِيّ بْن الجعد قد حكّها، وكتب بخطّه سماعه فيها، فذكرت ذَلِكَ للحسن بْن شهاب، فعجب منه. قَالَ عَبْد الواحد: وروى ابن بطة، عَنِ النّجّاد، عَنْ أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، فأنكر عَلَيْهِ عَلِيّ بْن يَنَال، وأساء القول فِيهِ، حتى هَمَّت العامة بأن تنال [منه][2] ، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرَّج تِلْكَ الْأحاديث فِي تصانيفه فتتبعها وضرب عَلَى أكثرها.
[ () ] يحيى بن صالح الوحاظى، عن محمد بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن عمر. (معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 177 رقم 125 وبلفظ:«طلب العلم واجب على كل مسلم» من طريق بقيّة بن الوليد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخرّيت، عن أنس بن مالك. - ص 359 رقم 345- طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1985 و 1987) ورواه البيهقي في الشعب وابن الجوزي في العلل 1/ 62، والقاضي القضاعي في مسندة 1/ 135 رقم 120، وللحديث شواهد كثيرة. انظر: فيض القدير 4/ 267.
[1]
حديث قبض العلم روى من طرق وبألفاظ مختلفة، فيها «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ علم فضلّوا وأضلّوا» . أخرجه الشيخان، والإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجة، عن عمرو بن العاص. أخرجه الترمذي في العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم (2654) ، والبخاري في العلم، باب كيف يقبض العلم، وفي الاعتصام باب ما يذكر من ذم الرأى وتكلّف القياس 1/ 174 و 175، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه (2673) ، والطبراني في المعجم الصغير 1/ 165، وابن جميع الصيداوي 200 رقم 156.
[2]
إضافة على الأصل.
قَالَ الخطيب: وحدّثني التنوخي قَالَ: أراد [1] أَبِي أن يخرجني إلى عكبرا. وسمع من ابن بطة «معجم البَغَوي» ، فجاءه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُكَير، فَقَالَ: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.
قَالَ الخطيب: وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: رَأَيْت كتاب ابن بطة بمعجم البَغَوي فِي نسخةٍ كانت لغيره، وقد حكّ اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قلت: وقد قَالَ ابن الْجَوْزِي [2] : قرأت بخطّ أَبِي القاسم بْن الفرّاء أخي القاضي أبى يعلى قال: قابلت أصل بن بطة بالمُعْجَم، ورأيت سماعه فِي كل جزء، إلا أنّي لم أر الجزء الثالث أصلا.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي الْأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عَنْهُ «مُعْجَم البَغَوي» ولا أُخرّج عَنْهُ في الصحيح شيئًا.
قلت: فكيف كَانَ؟ قَالَ: لم أر بِهِ أصلا؟ وإنما وقع إلينا نسخة طريّة بخطّ ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عَلَيْهِ. شاهدت عند حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق نسخة بالغريب [3] لمحمد بْن عزيز، وعليها سماع ابن السُّوسَنْجِردي [4] عَنْ ابن بطة، عَنِ ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سَمِعَ الكتاب، وقَالَ: ادّعى سماعه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كُتُبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّينَوَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ هَذَا لا نَعْرِفُهُ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلا رَوَى عَنْهُ سِوَى ابْنِ بَطَّةَ، وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي «الإبانة» فقال: ثنا إسماعيل الصّفّار، ثنا
[1] تكرر في الأصل «أراد أبى قال» .
[2]
المنتظم 7/ 196.
[3]
أي غريب القرآن. (تاريخ بغداد 374) .
[4]
هو: أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحضر بن مسرور العدل المتوفى سنة 402 هـ.
والسّوسنجردى: بضم السين وسكون الواو وفتح السين الثانية وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها دال مهملة، نسبة إلى قرية بنواحي بغداد يقال لها سوسنجرد.
(اللباب 2/ 154) .
ابْنُ عَرَفَةَ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلَّمَ اللَّه مُوسَى، يَوْمَ كَلَّمَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا الله» . تفرّد به ابن بَطَّةَ، وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِهِ، وَهُوَ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ بِدُونِهِمَا.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، ثَنَا ابْنُ بَطَّةَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، بِأَرْدَبِيلَ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّا بِسَمَرْقَنْدَ، ثنا يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ بِحِمْصَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، ثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْإِدَامُ [1] الْخَلُّ» [2] . قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْأسَدِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، [أَنَّ][3] ابْنَ بَطَّةَ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْفُرَاتِ كتاب «السّنن» كرجاء بن مُرَجّا، حدّثه بِهِ عَنْ حفص بْن عُمَر الْأردبيلي، عَنْ رجاء، فأنكر ذَلِكَ القُرْطُبي، وزعم أنّ حفصا ليس عنده عن رجاء، وأَنَّهُ يَصْغُر عَنْ ذَلِكَ، فكتبوا إلى أردبيل [4] ، وكان ولد حفص بن عمر حيّا يستجيزونه، فعاد جوابهم أنّ أَبَاهُ لم ير رجاء قطّ، وأن مولده بعد موت [5] رجاء بسنين. قال عبد
[1] في الأصل «أدم» .
[2]
رواه مسلم رقم 2052، والترمذي 1889 و 1900 وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 301 و 304 و 353 و 564 و 371 و 389 و 390 و 400 والطبراني في المعجم الكبير 2/ 199 رقم 1749 والذهبي في سير أعلام النبلاء 9/ 167، 168، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (مخطوطة ليدن) ص 22، وللحديث رواية عن جابر بن عبد الله، أخرجها مسلم. (انظر: البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف 2/ 245) وتاريخ بغداد 1/ 340 رقم 254، ومسند الشهاب 2/ 261 رقم 1319.
[3]
إضافة على الأصل.
[4]
في الأصل «إلى ابن أردبيل» .
[5]
في الأصل «موته ت» .
الواحد: فتتبع ابن بطة النُّسَخَ التي كُتِبَت عَنْهُ، وجعلها عَنِ ابن الراجيان، عَنِ الفتح بْن شخرف [1] ، عَنْ رجاء.
قلت: رحم اللَّه ابن بطة، فَيدَوِّن ما يُضْعِف المحدّث. وقد تُوُفِّي فِي المحرّم.
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جرو [2] ، أَبُو القاسم الْأسدي المَوْصِلي النَّحْوِيّ العَرُوضيّ المُعْتَزِلي.
أخذ العربية عَنْ أَبِي عَلِيّ الدّارَمي، وأَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وكان من الْأذكياء الفُصَحاء الشعراء. لَهُ كتاب «الموضَّح فِي العَرُوض» جَوَّد تصنيفه، وكتاب «الْأخذ فِي علوم القرآن» ، وله كتاب «الفُصح فِي القوافي» .
وكان يلثغ بالراء غينا، فقال له أبو عَلِيّ شيخه: ضع ذُبابةَ القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.
عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بن مردك [3] بن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزّاز، نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ونصر بْن منصور الْأردبيلي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن شَبَّه.
رَوَى لَهُ: العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ترك الدُّنيا عَنْ مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد [4] الباعة الكبار ببغداد.
[1] في الأصل «سخرف» والتصحيح من تاريخ بغداد 10/ 373.
[2]
في الأصل «جزء» وهو تصحيف، والتصويب من (معجم الأدباء 12/ 62- 68، بغية الوعاة 2/ 127، 128 رقم 1613، طبقات المفسّرين للسيوطي 22، لسان الميزان 4/ 115، 116 رقم 233، كشف الظنون 1774 و 1904، إيضاح المكنون 1/ 302، هدية العارفين 1/ 645، 646، روضات الجنات 465، معجم المؤلفين 6/ 244) .
[3]
تاريخ بغداد 12/ 30، 31، رقم 6397، المنتظم 7/ 197 رقم 311، العبر 3/ 35، شذرات الذهب 3/ 124.
[4]
تكرّرت عبارة «وكان أحد» .
تُوُفِّي فِي المحرّم.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شوكر [1] البغدادي العَدْل. سَمِعَ البَغَوي، ويحيى بْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
تُوُفِّي فِي المحرّم.
عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح (
…
) [2] .
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن باكويه، وجماعة.
عَلِيّ الملك فخر الدولة [3] ، أَبُو الْحَسَن بْن رُكْن الدولة بْن بُوَيْه صاحب الرّيّ ونواحيها.
ترجمته فِي الحوادث، وقد تُوُفِّي فِي شعبان.
عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام [4] ، أَبُو حفص العُكْبَرِي شيخ الحنابلة. كَانَ قَيِّمًا بأصول الفقه وفروعه، صنّف «شرح الخِرقي» وكتابًا فِي الخلاف بين مالك، وأَحْمَد، وسمع أَبَا بَكْر النّجّار، وأَبَا عُمَر بْن السّمّاك [5] ، وجماعة.
وعنه أبو [6] بكر عَبْد العزيز، وابْن [7] بطّة، وكان يُعرف فِي زمانه بابن المسلّم.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، رحمه الله.
[1] في الأصل «سوار» والتصويب من (المنتظم 7/ 197 رقم 312) .
[2]
نقص في الأصل.
[3]
العبر 3/ 35، 36، الكامل في التاريخ 9/ 131، 132، دول الإسلام 1/ 235، النجوم الزاهرة 4/ 197، 198، المنتظم 7/ 197، 198، رقم 313، البداية والنهاية 11/ 320، الإنباء في تاريخ الخلفاء 184، ذيل تجارب الأمم 296.
[4]
طبقات الحنابلة 2/ 163- 166 رقم 627، معجم المؤلفين 7/ 271.
[5]
في الأصل «السّمال» .
[6]
في الأصل «بأبي» .
[7]
في الأصل «بابن» .
عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد [1] بْن جُبَيْر، أَبُو ذَرّ التميمي البغدادي، نزيل بُخَارَى.
حدّث بدمشق وبغداد وخراسان وبُخَارَى عَنْ يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد ومُحَمَّد بْن عمرو الحَضْرَمِي، والمَحَامِلي، وأخيه القاسم بْن عُقْدَة، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وعَبْد الكريم بْن النَّسَائي.
وعنه: الحاكم، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد اللحياني، وآخر من حدث عَنْهُ عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْرِي.
ذكره المُسْتَغْفِري فِي «تاريخ نَسْف» ، وقَالَ: رَوَى عَنِ ابن صاعد مجلسًا واحدًا، وسمع مُحَمَّد بْن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بْن خلف، وحج تسعًا وعشرين حجّة. ثم قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرّ، ثنا الحَضْرَمِي، فذكر حديثًا.
قَالَ الحافظ ابن عساكر: أَنْبَأَ محمود بْن أَبِي القاسم المُسْتَمْلي، أَنْبَأَ الزبير، ثنا أَبُو ذَرّ عَمّار، فذكر حديثًا.
قَالَ غُنْجار: تُوُفِّي ببُخَارَى فِي حادي عشر صفر.
وقَالَ أَبُو بَكْر بْن السَّمْعاني: هُوَ ثقة.
قلت: مات الزُّبَيْرِي بعده بمائة وثمان سنين.
قاسم بن حمداد [2] بن ذي النّون العتيقى [3] ، أَبُو بَكْر القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أصبغ وغيره، وكان أديبًا لغويًّا. كتبوا عَنْهُ شيئًا من الأدب، وداخل الدولة.
[1] تاريخ بغداد 12/ 256، 257 رقم 6704، العبر 3/ 36، شذرات الذهب 3/ 124.
[2]
تاريخ علماء الأندلس 1/ 369، 370 رقم 1078، جذوة المقتبس 332 رقم 772، بغية الملتمس 449 رقم 1301، وفي الأصل «حمدان» وهو تحريف.
[3]
في الأصل «العتيقى» .
محمد بن أحمد بن إسماعيل [1] بن عنبس [2] ، الإمام أبو الحسين بْن سَمْعُون البغدادي الواعظ.
سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، ومُحَمَّد بْن أَبِي حُذَيْفَة وجماعة، وأملى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعَلِيّ بْن طلحة المقرئ، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي وخديجة بِنْت مُحَمَّد الشّاهجانيّة الواعظة، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بن محمد بن حمّدوه، الحنبلي، وآخرون.
قَالَ السُّلَمي: هُوَ من مشايخ البغداديين، لَهُ لسان عال فِي هذه العلوم لا ينتمي إلى أستاذ، وهو لسان الوقت والمرجوع [إِلَيْهِ] فِي آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم.
وقَالَ الخطيب: كَانَ أوْحد دهره وفرْد عصره فِي الكلام، عَلَى علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دَوَّن الناس حِكَمَه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حَدَّثَنَا عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخ الجليل المُنْطَق بالحكمة.
قلت: وُلِد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إِسْمَاعِيل جَدّه.
أنبئونا عَنِ القاسم بْن عَلِيّ، أنّ نصر اللَّه الفقيه أخبرهم: أَنَا أَبُو الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم، أَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد الزعفراني، حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد السُّنّي صاحب أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون قَالَ: كان ابن سمعون في أوّل أمره
[1] تاريخ بغداد 1/ 274- 277 رقم 116، المنتظم 7/ 198- 200 رقم 314، مرآة الجنان 2/ 432- 435، البداية والنهاية 11/ 323، الكامل في التاريخ 9/ 137، النجوم الزاهرة 4/ 198، العبر 3/ 36، 37، الوافي بالوفيات 2/ 51، 52 رقم 336، وفيات الأعيان 4/ 304، 305 رقم 631، تبيين كذب المفترى 200، صفة الصفوة 2/ 266، طبقات الحنابلة 2/ 155- 162 رقم 624، الشريشى 1/ 322، شذرات الذهب 3/ 124، الإكمال 4/ 362، اللباب 2/ 140، سير أعلام النبلاء 16/ 505- 511 رقم 376.
[2]
في الأصل «عبيس» .
ينسخ بالأجْرة، وينفق عَلَى نفسه وأمه، فَقَالَ لها يومًا: أحبّ أن أحجَّ، قَالَتْ:
وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النَّوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت:
يا ولدي حُجَّ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم يَقُولُ:«دعيه يحجّ فإنّ الخير لَهُ فِي حجّه» ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مَعَ الوفد، فأخذت العرب الوفد، قَالَ: فبقيت عريانًا، ووجدت مَعَ رَجُل عباءة، فقلت: هَبْها لي أشتريها، فأعطانيها، قَالَ: فجعلت إذا غلبني الْجُوع ووجدت قومًا من الحاجّ يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدفعون إليّ كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت فِي العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قَالَ أَبُو مُحَمَّد السُّنّي: فَقَالَ الخليفة: أطلبوا رجلا مستورًا يصلحُ، فَقَالَ بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوَّجه بها، فكان ابن سمعون يجلس عَلَى الكرسي فيعِظ ويقول: خرجت حاجًّا، ويشرح حاله، وها أنا اليوم عليّ من الثياب ما ترون.
قَالَ البَرْقَاني: قلت لَهُ يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهْد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فَقَالَ: كل ما يُصْلِحُك للَّه فافعله إذا صلُح حالك مَعَ اللَّه.
قَالَ الخلال: قَالَ لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قَالَ:
أعطاك اللَّه الْأسمَ، فَسَلْه الحُسْنَى.
وجرت لابن سمعون حكاية فِي سنة بضع وستّين وثلاثمائة. رواها قاضي المارستان عَنِ القُضَاعي بالإجازة، قَالَ: ثنا عَلِيّ بْن نصر الصبّاح، ثنا أَبُو الثناء شكر العَضُدي، قَالَ: لما دخل عَضُدُ الدولة بغدادَ، وقد هلك أهلها قتْلا وخوفًا وجوعًا، لِلفِتَن التي اتّصلت فيها بين الشيعة والسُّنّة، فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاءِ القصَّاص، فنادى: لا يقصّ أحد فِي الجامع ولا الطُّرَف ولا يتوسَل بأحد من الصّحابة، ومن أحبَّ التوسُّل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دَمَه، فوقع فِي الخبر أنّ ابن سمعون جلس عَلَى كرسيّه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأُحْضِر، فدخل عليّ رَجُل لَهُ هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت
إِلَيْهِ، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إنّ هذا الملك جبّار عظيم، وما أوثر لك مخالفة أمره، وإني مُوَصِّلُك إِلَيْهِ، فقبِّلِ الْأرض وتلطف لَهُ، واستعن باللَّه عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخلق والأمر للَّه، فمضيت بِهِ إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لاستأذن، فإذا هُوَ إلى جانبي قد حوّل وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ 11: 102 [1] قَالَ: ثم حوَّل وجهه، وقرأ ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 10: 14 [2] فأتى بالعجب، ففتح [3] عين الملك، وما رَأَيْت ذَلِكَ [منه] قطّ، وترك [4] كُمَّه عَلَى وجهه، فلما خرج أَبُو الْحُسَيْن قَالَ الملك: اذهب إِلَيْهِ بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل لَهُ: فرِّقها فِي أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فَقَالَ: إن ثيابي هذه من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقيّة ما بقيت، ونفقتي من أجره دار خلَّفها أَبِي، فما أصنع بهذا؟ فقلت: فرقها عَلَى أصحابك، فَقَالَ، ما فِي أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فَقَالَ: الحمد للَّه الَّذِي سلَّمه منّا وسلَّمنا منه.
وقَالَ أَبُو سَعِيد النّقّاش: كَانَ ابن سمعون يرجع إلى علْم القرآن، وعلْم الظاهر، متمسكًا بالكتاب والسُّنّة، لقيته وحضرت مجلسه، سَمِعْتُهُ يسأل عَنْ قوله:«أَنَا جليس من ذكرني» ، قَالَ، أَنَا صائنه عَنِ المعصية، أَنَا معه حيث يذكرني، أَنَا مُعِينُه.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُ ابن سمعون، وسُئل عن التصوُّف، فَقَالَ: أمّا الْأسم فَتَرْك الدُّنيا وأهلها، وأمّا حقيقة التصوُّف فنسيان الدُّنيا ونيسان أهلها، وسمعته يَقُولُ: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدَّعَاوي والإشارة.
وقَالَ أَبُو النجيب الْأمويّ: سَأَلت أَبَا ذَرّ: هَلِ اتَّهمت ابن سمعون بشيء؟ فَقَالَ: بلغني أَنَّهُ رَوَى جزءًا عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، كَانَ عليه
[1] قرآن كريم- سورة هود- الآية 102.
[2]
سورة يونس- الآية 14.
[3]
في سير أعلام النبلاء 16/ 509 «فدمعت» .
[4]
في البيتر: «شرك» .
مكتوب: وَأَبُو الْحُسَيْن ابن سمعون، وكان رجلا [1] آخر سواه، لأنّه كَانَ صبيًّا، ما كانوا يُكْنُونه فِي ذَلِكَ الوقت، وسماعه من غيره صحيح.
قَالَ أَبُو ذَرّ: وكان القاضي أَبُو بَكْر الْأشعري وَأَبُو حامد يُقَبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أَبُو بَكْر يقُولُ: ربّما خفي عليّ من كلامه بعض الشيء لدقّته [2] .
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً 7: 142 [3] قَالَ:
مواعيد الْأحبة وإن اختلفت، فإنّها تؤْنس. كُنَّا صبيانًا ندور عَلَى الشّطّ ونقول:
مَاطِلِيني وسَوِّفي
…
وعِديني ولا تَفي
واترُكِيني مُولَّهًا
…
أو تَجودِي وتَعطِفي
قَالَ الخطيب: ثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الظاهري: سَمِعْتُ ابن سمعون يذكر أَنَّهُ أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كَانَ ثاني ليلة وجده تمرًا.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفتح القوَّاس يَقُولُ: لحقتني إضافة، فأخذت قوسًا وخُفَّيْن، وعزمت عَلَى بَيْعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أَبَا الفتح لا تبع الخُفَّين والقوس، فإنّ اللَّه سيأتيك برزق أو كما قَالَ.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي شرف الوزراء أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن العلاف، قَالَ: حضرت أَبَا الْحُسَيْن يومًا وهو يعظ، وَأَبُو الفتح القوّاس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أَبُو الْحُسَيْن عَنِ الكلام ساعة، ثم استيقظ أَبُو الفتح، ورفع رأسه، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نومك؟ قَالَ، نعم. فَقَالَ: لذلك أمسكت خوفًا من أن تنزعج.
[1] في الأصل «رجل» .
[2]
تبيين كذب المفترى 201.
[3]
سورة الأعراف- الآية 142.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي رئيس الرؤساء الوزير: نا أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، حكى لي مولى الطائع للَّه [أن الطائع][1] أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضبانًا، وكان ذا حِدَّة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن لَهُ الطائع في الدخول، فدخل وسلّم بالخلافة، ثم أخذ فِي وعظه، فَقَالَ: رُوِي عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ رضي الله عنه، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين وترضى عَنْهُ، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتلّ منديل من دموعه، فلما انصرف، سَأَلت عَنْ سبب طلبه، فَقَالَ: رُفِع إليّ أَنَّهُ ينتقص عليا رضي الله عنه، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذِكْر عَلِيّ والصلاة عَلَيْهِ، وأعاد وأبدى فِي ذِكْره، فعلمت أَنَّهُ وُفِّق، ولِعِلْمه كُوشِف بذلك.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن سمعون، وكان ثقة مأمونًا، فِي نصف ذي القعدة.
قَالَ الخطيب: ونُقِل سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة من داره، ودُفِن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بُلِيَت فيما قِيلَ.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أَبُو بَكْر بْن أخي عَلِيّ بْن الفضل التاجر الْأرْدَسْتَاني [2] .
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
وعنه: أَبُو نُعَيْم.
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر [3] ، أَبُو الطيب التيملي الكوفي النَّخَّاس.
حدّث بالكوفة وبغداد عَنْ عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.
[1] إضافة على الأصل.
[2]
الأردستاني: بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون. نسبة إلى أردستان، بلدة قريبة من أصفهان.
وقيل بكسر الألف والدال، (اللباب 1/ 41) .
[3]
تاريخ بغداد 2/ 245 رقم 711، العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126.
وعنه: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، ومحمد بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، ومُحَمَّد وَأَبُو طاهر ابنا مُحَمَّد بْن عيسى الحَذَّاء الكوفي وجماعة.
وكان ثقة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ عُبَيْد اللَّه، أَبُو الفَضْل الشَّيْباني الكوفي نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأَبِي [2] القاسم البَغَوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين.
رَوَى عَنْهُ جماعة، وانتخب عَلَيْهِ الدار قطنى، ثم بان كَذِبُه، وسرقوا حديثه.
قَالَ الخطيب: كَانَ عند ذَلِكَ يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظًا عارفًا بالفنّ، مصنّفًا، لكنّه لحقه الْأدْبار.
رَوَى عَنْهُ تمّام الرّازي، وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وخلق.
قَالَ الْأزهري: كَانَ يحفظ، وكان كذّابًا دجّالا.
قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث، كتبت عَنْهُ، وله سَمْتٌ ووَقَار.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.
مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد [3] بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة، أَبُو طاهر السُّلَمي، نافعة الأئمة أَبِي بَكْر، محدّث نيسابُور، وسمع جدّه، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الماسرجسي، وأقرانهم.
[1] تاريخ بغداد 5/ 466- 468 رقم 3010، العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، لسان الميزان 5/ 231، 232 رقم 811.
[2]
في الأصل «أبو» .
[3]
العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، مرآة الجنان 2/ 435، ميزان الاعتدال 4/ 9، سير أعلام النبلاء 16/ 490، 491 رقم 360، لسان الميزان 5/ 341، 342.
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس التحديث سنة ثمانٍ وستّين، ودخلت بيت كُتُب [1] جَدّه، وأخرجت له مائتين وخمسين جزا من سماعاته الصحيحة، وانتقيت لَهُ عشرة أجزاء، وقلت: دع الْأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرّقها عَلَى النّاس، وذهبتْ، ومدّ يده إلى كُتُب غيره، ثم إنه مرض، وتغيّر بزوال عقله فِي سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذَلِكَ للرواية، فوجدته لا يَعْقِل، وتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، فِي جمادى الْأولى، ودفن فِي دار جدّه.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو حفص بْن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي وَأَبُو المُظَفَّر سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم المقرئ، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السّحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا فِي صحة عقله، فإنّ من لا يَعْقِل كيف يُسْمَع عَلَيْهِ، واللَّه تعالى أعلم.
مُحَمَّد بْن يحيى [2] البُوزْجَاني [3] ، أحد الكبار البارعين فِي معرفة الهندسة. لَهُ فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابُور.
مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع [4] العَقِيلي الْأمير أَبُو الذّواد. تغلّب عَلَى المَوْصِل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عَضُدِ الدولة.
وتُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلّد بْن المُسَيّب.
مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس [5] ، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي البزّاز. جمع الكثير من قاسم بْن أصبغ، وسمع من أبى عبد الملك ابن أبى دليم، وأحمد بن رحيم.
[1] في الأصل «كتب بيت» .
[2]
المختصر في أخبار البشر 2/ 133، ابن الوردي 1/ 315.
[3]
البوزجاني: بضم الباء الموحّدة وسكون الزاى بعد الواو وفتح الجيم وفي آخرها النون. نسبة إلى بوزجان، بليدة بين هراة ونيسابور. (اللباب 1/ 185) .
[4]
العبر 3/ 37، شذرات الذهب 3/ 126، الكامل في التاريخ 9/ 125 وقد ذكره الذهبي في وفيات السنة السابقة 386 هـ. ذيل تجارب الأمم 300.
[5]
تاريخ علماء الأندلس 2/ 100 رقم 1375.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ وكان صالحًا ثقةً. توفي فِي رجب.
مُوسَى بْن عيسى بْن طانجور [1] ، أَبُو القاسم السّرّاج. سَمِعَ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد السَّوانيطي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي وعبيد الله بن الْأزهري، ووثّقه، وكان مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
نوح بْن منصور بْن نوح [2] بْن عَبْد الملك بْن نصر بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان، أَبُو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابْن سلاطينها.
تُوُفِّي فِي رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولى الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بْن نوح.
وذكره ابن الْجَوْزي فَقَالَ: ملك خراسان وغَزْنَه وما وراء النهر، ولى بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عَلَيْهِ خواصُّه، وأجلسوا فِي المُلْك أخاه عَبْد الملك بْن نوح، فقصدهم محمود بْن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بُخَارَى، وانقرض مُلْكُ السّامانية.
مَنْجوتَكِين التركي العزيزي [3] مولى الملقَّب بالعزيز بْن المُعِزّ. ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدّة، وفي سنة سبْعٍ هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سُلَيْمَان بْن جعفر بن فلاح، فنزع منجوتكين الطّاعة، وسار إلى
[1] تاريخ بغداد 13/ 64، 65 رقم 7048، المنتظم 7/ 201 رقم 318، العبر 3/ 37، 38، شذرات الذهب 3/ 126.
[2]
المنتظم 7/ 201، 202 رقم 319، البداية والنهاية 11/ 323، 324، الكامل في التاريخ 9/ 129، دول الإسلام 1/ 235، العبر 3/ 38، النجوم الزاهرة 4/ 198، شذرات الذهب 3/ 126، 127، الأنساب 7/ 14، اللباب 2/ 94، المختصر في أخبار البشر 2/ 133، تاريخ ابن خلدون 4/ 352، سير أعلام النبلاء 16/ 514، 515 رقم 378، مآثر الإنافة 1/ 329، تاريخ مختصر الدول 178.
[3]
في الأصل «بنجوتكين» وهو تصحيف. والتصحيح من: ذيل تاريخ دمشق 41، أمراء دمشق 87 رقم 263، الدرّة المضيّة 232- 235 و 237 و 271، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ الأنطاكي 1/ 179، ويقال له «بنجوتكين» وفي عيون الأخبار 258 «أنخوتكين» .
الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الْأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق فِي يومين، وطلب من أهل البلد النُّصْرَة، فلم يجيبوه خوفًا من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهمُّوا بالقبض عَلَيْهِ، فانهزم إلى أَذْرِعَات [1] ، ولجأ إلى ابن الجرّاح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الْأمير سُلَيْمَان بْن فحل، فبُعِث إلى مصر، فعفا عَنْهُ الحاكم.
أَبُو العلاء بْن ماهان [2]، راوي «صحيح مُسْلِم» . هُوَ: عَبْد الوهاب بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهان البغدادي.
حدّث [3] بمصر، عَنْ أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الْأشقر الفقيه، عَنِ القلانسي صاحب مُسْلِم [4] . وله فَوْت ثلاثة أجزاء من أجزاء الصحيح رواها عَنِ الْجُلُودِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد الْأشعري، وأَحْمَد بْن الفتح بْن الواساني المَعَافِرِي، ومُحَمَّد بْن يحيى الحَذَّاء الْأندلسيون.
وقد كتب الدار قطنى إلى أهل مصر ليكتبوا عَنِ ابن ماهان «كتاب مُسْلِم» ووصفه بالثقة والتمييز.
قَالَ الحبَّال: توفّى في سنة سبع وثمانين.
[1] أذرعات: بالفتح ثم السكون، وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء. بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان. (معجم البلدان 1/ 130) .
[2]
العبر 3/ 39، 40، شذرات الذهب 3/ 128، 129 (وفي وفيات سنة 388 هـ.)
[3]
في الأصل «الكتاب» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 16/ 536.
[4]
في الأصل «صاحب مصر مسلم» .