المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[حوادث] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع والعشرون (سنة 381- 400) ]

- ‌الطبقة التاسعة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسعين وثلاثمائة

- ‌[تراجم وفيات]

- ‌سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمسين وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسعين وثلاثمائة

- ‌[من الوفيات] وممن كَانَ فِي هذا الوقت

- ‌الطبقة الْأربعون

- ‌حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربعمائة

- ‌[وفيات هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربعمائة

- ‌المتوفّون قبل الأربعمائة

الفصل: ‌[حوادث] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

[حوادث] سنة خمس وتسعين وثلاثمائة

حجّ بالعراقيين جَعْفَر بْن شعيب السّلار، ولحقهم عَطَش فِي طريقهم، فهلك خلْق كثير [1] .

وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الْأعيان صبَرًا [2] .

وفيها قُتِل المنتصر أَبُو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن نوح بْن نصر بن نوح السّاماني، وكان قد أُسِر أخوه عَبْد الملك، كما ذكرنا فِي سنة تسعٍ وثمانين.

واستولى عَلَى ما وراء النهر إيلك خان، وقبض عَلَى أَبِي إِبْرَاهِيم هذا، وعلى أخيه عَبْد الملك، وعلى نوح بْن منصور الرضيّ، وعلى أعمامهم أَبِي زكريّا، وأَبِي سُلَيْمَان، فتحيّل المنتصر وهرب من السجن فِي زيّ امْرَأَة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أيامًا عند عجوز، وذهب إلى خُوَارِزْم، فتلاحق بِهِ من بَدْوِ نمار من بقايا الدّولة السّامانية، حتى اجتمع شَمْلُه، وكثف خيله ورِجْله، وأغار بعض عمّاله عَلَى بُخَارَى، وبيتوا بضعة عشر قائدًا من القوّاد، وحملوا فِي وثاقٍ إلى خُوَارِزْم، وانهزم من بقي من قوّاد إيلك خان، وعاد المنتصر إلى بُخارى، وفرح النّاس، فجمع إيلك جيوشه، وتكاثفت أيضًا جموع المنتصر، وقصد نيسابُور، وحارب أميرها نصر بْن سُبُكْتِكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابور، فانزعج لذلك السّلطان محمود، وطوى

[1] المنتظم 7/ 229.

[2]

انظر: اتعاظ الحنفا 2/ 59.

ص: 231

المغار، حتى وافى [1] نيسابُور، فتقهقر عَنْهَا المنتصر إلى أَسْفِرايين [2] ، وجبى الخراج، وقدم لَهُ شمس المعالي [قابوس][3] خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف دِرْهَم، وثلاثين ألف دينار، مُدارةً عَنْ جُرْجَان.

ثم إنّ المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيّز عنها أخو محمود، وجبى المنتصر منها الْأموال، ثم التقى هُوَ وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة، فكانت النّصرة لصاحب الجيش نصر بْن سُبُكْتِكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جُرْجَان، فدفعه عَنْهَا شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضًا هُوَ والسُّبُكْتِكينيّة بظاهر سَرْخَس، وقُتِل خلْقٌ من الفريقين، وانهزم جَمْعُ المنتصر، وقُتِل جماعة من قوّاده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ بِهِ إلى محالّ الْأتراك الغُزِّيَّة، ولهم مَيْل إلى آل سامان، فأخذتهم المَذَمَّة من خُذْلانه، وحرّكتهم الحَمِيَّة لعونه فِي سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السُّلطانَ محمود بْن سُبُكْتِكين يذكِّره بحقوق سَلَفِه عَلَيْهِ، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، وجرت لَهُ أحوال وأمور وحروب عديدة.

وكان موصوفًا بالدَّهاء والشّجاعة المُفْرِطة، ثم قام معه فتيان أهل سمَرْقَنْد، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطْأَته، فزحف [4] إِلَيْهِ فِي شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحَشَد وكَرَّ لطلب الثّأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وانحازوا إلى أيلك، فاضطّر المنتصر إلى الانهزام، واستَمَرَّ القتْلُ بجيشه، وبقي المنتصر أينما قصد، شُهِرَت عَلَيْهِ السّيوف وكَثُر أضداده، ودَلف إِلَيْهِ صاحب الجيش ابن سبكتين، ووُلّي سرخس، وولّى طوس. وحثّوا الظّهر في

[1] في الأصل «وأوفى» .

[2]

أسفرايين: بالفتح ثم السكون، وفتح الفاء، وراء، وألف، وياء مكسورة، وياء أخرى ساكنة، ونون. بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، واسمها القديم «مهرجان» . (معجم البلدان 1/ 177) .

[3]

إضافة على الأصل من الكامل 9/ 157 للتوضيح.

[4]

في الأصل «فرجف» .

ص: 232

طلبه، ففاتهم إلى بِسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الْأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عَنْهَا حتى ضاقت عَلَيْهِ المسالك، فتلقّاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فِيهِ، فانفعل طمعًا فِي وفائه، فثنته خَيْل أيلك خان بطرف خُرَاسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا إخوته، والتجأ إلى ابن بهيج الْأعْرابي، فما خَفَر حقَّ مَقْدَمِه، وروّى الْأرض من دمه [1]، كما عناه أَبُو تمام بقوله:

فتًى مات بين الطَّعْن والضَّرْب مِيتَةً

تقوم مقامَ النَّصْر إذ فاته النَّصْرُ

فأثبتَ فِي مُسْتَنْقَع الموتِ رِجْلَه

وقَالَ لها من دون أَخْمَصِك الحَشْرُ

غدا [2] غدوة الحمد فسبح رِدائه

فلم ينصرف إلا وأكفانه الْأجْرُ

مضى طاهرَ الْأثواب لم تبق رَوْضَةٌ

غداةَ ثَوَى إلا اشتهتْ أَنَّها قَبْرُ

عليكَ سلامُ اللَّه وقْفًا فإنّني

رَأَيْت الكريمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ [3]

وانقضت الْأيام السامانيّة، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

[1] راجع هذه الحوادث في الكامل في التاريخ 9/ 156- 159.

[2]

في الأصل «غدي» .

[3]

الأبيات في ديوان أبى تمّام 4/ 79، 85 من قصيدة يرثى بها محمد بن حميد الطوسي أحد قوّاد المأمون الّذي أرسله لقتال بابك الخرّمىّ.

ص: 233