الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وفيات] سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
أحْمَد بْن أَبِي أحْمَد [1] ، أَبُو عَمْرو الفراتي الْأسْتَوائي [2] الزّاهد الواعظ.
حدّث عَنْ أَبِي الهَيْثَم بْن كُلَيْب الشّاشي، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ حفيده رئيس نيسابُور أَبُو الفضل أحْمَد بْن مُحَمَّد الفراتي وغيره.
وتُوُفِّي فِي المحرَّم.
أحْمَد بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم [3] الهمذانيّ الأندلسى المعروف بابن الهندي. كان أوحد عصره فِي علم الشروط، وله فيها مصنّف.
قَالَ القاضي عياض: لم يكن بالمقبول القول، ولا بالمَرْضِيّ فِي دينه، وهو آخر من لاعَنَ زَوْجَة بالأندلس. كنيته «أَبُو عُمَر» .
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وابْن مَسَرَّة.
لاعن زوجته في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل لَهُ: مثلك يفعل هذا؟ قَالَ: أردت إحياء سُنَّةٍ.
تُوُفِّي فِي رمضان، وله تسعٌ وسبعون سنة.
[1] في الأصل «أحمد بن أبى بن أحمد» .
[2]
الأستوائي: بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها أو ضمّها وبعدها الواو والألف ثم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. نسبة إلى أستوا، ناحية بنيسابور.
(اللباب 1/ 51) .
[3]
الصلة لابن بشكوال 1/ 14، 15، رقم 21، المغرب في حلى المغرب 217 رقم 147، الديباج المذهب 38.
أحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني، مُخْتَلَفٌ [فِيهِ][1] .
مرّ فِي السنة الماضية.
أحْمَد بْن عَبْد القويّ بْن جبريل، أَبُو نزار.
تُوُفِّي بمصر فِي ربيع الآخر.
أحْمَد بْن عُمَر [2] ، أَبُو بَكْر بْن البقّال، بغداديّ ثقة صالح.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني.
أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بن عمر بن محفوظ القاضي، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الجيزي.
قرأ عَلَى أَبِي الفتح أحْمَد بْن مدهن.
[و] سمع الحروف من أحمد بْن بَهْزَاد، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن منير، وأَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي.
رَوَى عَنْهُ: فارس بْن أحْمَد، وَأَبُو عُمَرو الدّاني، وجماعة.
قَالَ أَبُو عَمْرو: كتبنا عَنْهُ شيئا كثيرا من القراءات والحديث.
توفّى سنة تسع وتسعين.
أحْمَد بْن أَبِي عمران الهروي [3] ، أبو الفضل الصّرّام الصّوفى المجاور بمكّة، حمل عَنْهُ المغاربة كثيرًا، وكان زاهدًا عارفا.
روى عن: محمد بن أحمد بْن محبوب المَرْوَزِي، ودَعْلَج بْن السّجزِي، وأَحْمَد بْن بُنْدار [4] ، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، والطَّبَرَانِي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب، القرّاب وَأَبُو نُعَيْم، وعلى الحنّائيّ، وأبو على
[1] زيادة على الأصل للتوضيح.
[2]
تاريخ بغداد 4/ 293 رقم 2054.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 1/ 414، العبر 3/ 69، سير أعلام النبلاء- 11 ق 1/ 24 أ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1- ج 1/ 280 رقم 87، العبر 3/ 69، شذرات الذهب 3/ 153، مرآة الجنان 2/ 452.
[4]
في الأصل «بندار السعار» .
الْأهوازي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحَسَن الرّازي، وآخرون من الحُجَّاج والأندلسيّين.
وأخذ عن محمد بن داود الرّقّى، ووصفه الأهوازي بالحفظ.
أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] بن بندار الإصبهاني، وهو في عَشْر التسعين.
أحمد بن محمد بن أحمد [2] بن جعفر، أبو بكر الإصبهاني القصار، الفقيه الشافعي.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن خَالِد الرداني، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عَبَّاد البصْري، وأَبِي أحْمَد العسّال.
وكان ثَبْتًا صالحًا، كبير القدْر.
حدّث عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وأخوه عَبْد الوهاب، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ السّمْسار. ومُحَمَّد بْن يحيى الصّفّار، وجماعة.
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [3] الرّازي الضّرير، ويقال لَهُ البصير، أَبُو الْعَبَّاس، وكان قد وُلِد [4] أعمى، وكان ذكيا حافظًا.
استملى عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى خُرَاسان، وبُخَارَى، فسمع من أَبِي حامد بْن بلال، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وجماعة، وحدّث ببغداد، وانتخب عليه الدار قطنى، ووثّقه الخطيب.
[رَوَى عَنْهُ][5] عَبْد اللَّه الْأزهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن بِشْران، وحمد الزَّجّاج، وحميد بْن المأمون الهمذانيان، وسُلَيْم بْن أيّوب الفقيه، وجماعة من أهل الرّيّ وهَمَذَان.
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 161.
[2]
ذكر أخبار أصبهان 1/ 169.
[3]
تاريخ بغداد 4/ 435 رقم 2336، العبر 3/ 69، 70، شذرات الذهب 3/ 153، تذكرة الحافظ 3/ 1028، 1029 رقم 957.
[4]
في الأصل «ولى» .
[5]
ساقطة من الأصل.
وكان عارفًا بهذا الشّأن، وحجّ فِي هذا العام، وإن لم يكن تُوُفِّي فِيهِ، فتُوُفِّي بعده بيسير، ثم وجدتُ وفاته فِي رمضان سنة تسعٍ.
قَالَ أبو يعلى الخليلي: سَمِعْتُهُ [1] يَقُولُ: كنت أستملي لابن أَبِي حاتم.
قَالَ: وسمع من أَبِي معاوية بْن لال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وشيوخ مَرْو، وبِبَلْخ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طَرْخان البلْخي الحافظ، وبُخَارَى محمود بْن إِسْحَاق القوّاس صاحب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
وكان عارفًا بأحاديثه، حافظًا، وهو آخر من مات بالرّيّ من أصحاب ابن أَبِي حاتم.
قلت: ابن معاوية هُو أحْمَد بْن الحسين بْن معاوية اسم [2] أَبِي جدّه كاسم البصير.
روى عن أبى زرعة الرّازى، [و] ابن سُلَيْمَان القزاز، وجماعة.
أحمد بن محمد بن ربيع [3] بن سليمان، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي المعروف بابن مسلمة، وهو جده لامه.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ القالي، وكان لُغَوّيا إخباريا.
حدّث عَنْهُ الصاحبان، ومُحَمَّد بْن أبيض، وهو من أهل قَبْرَه [4] .
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حامد [5] الْأنطاكي، الشاعر الملقّب بابن الرَّقَعْمَق، من أعيان شعراء زمانه، ظريف الشعر، كثير المجنون والهَجْو، مدح ملوك مصر ورؤساءها فمدح المُعِزّ، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلّس.
وله فِي هذا الوزير:
قد سمعنا مقاله واعتذاره
…
وأقلنا ذنبه وعثاره
[1] في الأصل «سمعه» .
[2]
في الأصل «اسمه» .
[3]
الصلة لابن بشكوال 1/ 15، 16 رقم 23.
[4]
قبره: بلفظ تأنيث القبر. كورة من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال قرطبة من قبليّها. (معجم البلدان 4/ 305) .
[5]
يتيمة الدهر 1/ 269- 295، العبر 3/ 70، شذرات الذهب 3/ 155، 156، مرآة الجنان 2/ 452.
والمعاني لمن عَنَيْتُ ولكنْ
…
بك عَرَّضْتُ فاسمعي يا جارَهْ
من مراد بِهِ [1] أَنَّهُ أبد الدّهر
…
تراه محلّلا أَزْرارَهْ
عالم أَنَّهُ عذابٌ من اللَّه
…
مُبَاحٌ لاعين النَّظَارَهْ
هتك اللَّه ستْرَه فَلَكَمْ هَتَّك
…
من ذي تستُّر أستارَهْ
سَحَرَتْني ألحاظه وكذا كلّ
…
مليح لحاظه [2] سحّاره
لم أزل لاعدمته من حبيبٍ
…
أشتهي قُرْبَهُ وآبَى نَفَارَهْ [3]
وخرج إلى المديح.
وله:
كَتَبَ الحَصِيرُ إلى السّرير
…
أن الفَصِيلَ ابن البعيرْ
فلامنعنّ حمارتي
…
سَنَتَيْن من عَلْفِ الشّعيرْ
لا هُمّ إلا أنْ تطير
…
من الهزال مَعَ الطُّيورْ
إنّ الذين تَصَافَعُوا
…
بالقَرْع فِي زمن القُشُورْ
أَسِفُوا عليّ لأنّهم
…
حضروا ولم أَكُ فِي الحضُورْ
يا للرّجال تصافعوا
…
فالصفعُ مفتاح السُّرورْ [4]
هُوَ فِي المجالس كالبخور
…
، فلا تملوا من بخورْ] [5]
تُوُفِّي سنة تسع وتسعين [6] .
أحْمَد بْن وليد بْن هشام [7] بْن أَبِي المفوز [8] ، أَبُو عُمَر القُرْطُبي.
عَرَضَ حرفَ نافع عَلَى أَبِي الْحَسَن الْأنطاكيّ، وأقرأ زمانا بمسجده.
[1] في الأصل «نزاويه» وهو تصحيف.
[2]
في الأصل «ألحاظه» .
[3]
الأبيات في اليتيمة 1/ 270 بزيادة بيتين.
[4]
الأبيات في اليتيمة مع أبيات أخرى (1/ 283، 284) .
[5]
ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، واستدركناه من اليتيمة.
[6]
في الأصل «تسع وتسع» .
[7]
الصلة لابن بشكوال 1/ 15 رقم 22.
[8]
في الأصل «الفوز» .
إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر [1] ، أَبُو جَعْفَر العلوي الموسَوِي المكّي القاضي،.
حدّث بدمشق عَنْ: أَبِي سَعِيد ابن الْأعْرابي، وابْن الْأجُرِّي.
وعنه: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ورشأ بْن نظيف، وعَلِيّ الحنّائي، وأخوه أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم، وآخرون.
وكان قاضي الحَرَميْن.
تُوُفِّي فِي رمضان.
جُنَادَة بْن مُحَمَّد [2] ، أَبُو أسامة الْأزدي الهَرَوِي اللُّغَوِي.
كَانَ علامة لْغَوِيًّا أديبًا، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغنى الأزدي المصري، وأبى الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْأنطاكي المقرئ النّحوي اتّحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبرًا، وقتل الْأنطاكي، واختفى عَبْد الغني قبلهما فِي ذي القعدة، قاله المسبِّحي [3] .
وقَالَ ابن خلّكان: كَانَ جُنَادة مُكْثِرًا من حفظ اللُّغة ونقلها، عارفًا بوحشيّها ومستعملها، لم يكن فِي زمان مثله فِيهِ [4] . رحمه الله.
الْحَسَن بْن سُلَيْمَان بْن الخير [5] ، أَبُو عَلِيّ اليافعي [6] الْأنطاكي المقرئ، نزيل مصر.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الفتح بْن بدهن، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْأدفوي، وعَلِيّ بْن الفرج الشنبوذى، وجماعة.
قال أبو عمر الدّاني: كَانَ من أحفظ أهل عصره للقراءات والشَّواذ، ومع ذَلِكَ يحفظ تفسيرًا كثيرًا، ومعانيَ جمّة، وإعرابا، وعللا، يسرد ذلك
[1] تهذيب ابن عساكر 2/ 200.
[2]
معجم الأدباء 7/ 209، وفيات الأعيان 1/ 372 رقم 143، بغية الوعاة 1/ 488، 489 رقم 1011، إنباه الرواة 3/ 112.
[3]
اتعاظ الحنفا 2/ 81.
[4]
العبارة في (وفيات الأعيان 1/ 372) : «لم يكن في رفعه مثله في فنه» .
[5]
تهذيب ابن عساكر 4/ 185- 187.
[6]
في الأصل «النافع» ، والتصحيح من ابن عساكر.
سَرْدًا، ولا يَتتعْتَع. جلست إِلَيْهِ، وسمعت منه، وكان يُظْهِر مذهب الرّافضة، بسبب الدولة، شاهدت ذَلِكَ منه، وذاكرت بِهِ فارس بْن أحْمَد، وكان لا يرضاه فِي دينه.
وقيل: كَانَ يُؤدِّب أولاد الوزير ابن حَنْزَابَة.
قلت: كَانَ مُداخِلا للدولة العُبَيْديّة، فسلّط عَلَيْهِ الحاكم قتله فِي آخر السنة [1] .
الحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد [2] بْن سُليمان، أَبُو عَلِيّ البغدادي التّاجر الشطرنجي، نزيل إصبهان. كَانَ جدّه سُلَيْمَان بْن عَلِيّ يَرْوِي عَنْ هشام بْن عُبَيْد اللَّه الرّازي.
رَوَى أَبُو عَلِيّ عَنْ: أَبِيهِ، وعن أَبِي القاسم هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أخي أَبِي زُرْعَة، وأَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والْحَسَن بْن عَلِيّ الهَمَذَاني، والفضل بن الخصيب الْإصبهاني.
رَوَى عَنْهُ جماعة، منهم محمود بْن جَعْفَر الكَوْسَج، وطلحة بْن أحْمَد القصّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وابْن شُكْرَوَيْه.
تُوُفِّي فِي رجب، وله أربعٌ وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بإصبهان، رحمه الله. وهم بيت حديث بإصبهان.
انتقى لَهُ الحافظ ابن مَرْدَوَيْه عشرة أجزاء.
ومن شيوخه: أَبُو أُسَيْد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أُسَيْد، والْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحنّاء الهَمَذَاني الكِسائي، وأَحْمَد بْن محمد اللّبناني.
الحسن بْن مُحَمَّد الغِنْجَرْدي الْأديب الهَرَوِي، يَرْوِي عَنْ أَبِي عَلِيّ الرّفّاء وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الداودي.
الْحُسَيْن بْن حيدرة [3] ، أَبُو الخطّاب الداوديّ الطّاهرى الشاهد.
[1] اتعاظ الحنفا 2/ 80.
[2]
ذكر أخبار أصبهان 1/ 274، تذكرة الحفاظ 3/ 1029.
[3]
المنتظم 7/ 244 رقم 389، تاريخ بغداد 8/ 40 رقم 4095.
تُوُفِّي ببغداد، وكان ثقة.
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال.
حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [1] ، أَبُو العاصي السالمي السِّرَقُسْطي.
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بْن رشيق المصري، وكان صالحا زاهدا يوم جامع سَرَقُسْطَة.
رَوَى عَنْهُ: وضّاح بْن مُحَمَّد السِّرَقُسْطي.
حَمْد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الرّازي الْإصبهاني.
سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي مُحَمَّد، وغيره، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن معاوية الرّازي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليلي، وسُلَيْم الرّازي، وآخرون.
تُوُفِّي فِي هذا العام، أو فِي حدوده.
قَالَ سليم: توفّى فيها، أو في سنة أربعمائة، وكتب عنه الدار قطنى، وقَالَ: من شيوخ الرّيّ وعُدُوله.
خلف بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن اللَّيْث، أمير سجِسْتان، وابْن أميرها.
كَانَ أوْحَد الملوك فِي إجلال العِلْم، والإفضال عَلَى العلماء.
سَمِعَ عَلِيّ بْن بُنْدَار الصُّوفِي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الماليني، صاحب عثمان الدّارمي، وبالحجاز عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفاكهي، وببغداد أَبَا عَلِيّ بْن الصّوّاف.
وكان مولده سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم مَعَ جلالته، وَأَبُو يَعْلَى الصّابونى، وانتخب له الدار قطنى.
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 148 رقم 334.
[2]
العبر 3/ 770 شذرات الذهب 3/ 156، الأنساب 7/ 44، تاريخ العتبى 1/ 96، 351، 352- 360، 368- 382، معجم البلدان 3/ 192، الكامل في التاريخ 8/ 563، 564 و 9/ 82- 84 و 172، 173، اللباب 2/ 105، سير أعلام البلاء 17/ 116- 818 رقم 76.
وتُوُفِّي شهيدًا فِي الحبْس ببلاد الهند، رحمه الله، في قبضة ابن سُبُكْتِكين، وكان محمود فِي سنة ثلاثٍ وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجَّهه إلى بلاد الْجَوْزَجَان فِي هيئة ووُفُور رَهْبة.
ثم بلغ السلطان عَنْهُ بعد أربع سنين من ذَلِكَ، أَنَّهُ يكاتب ايلك خان الَّذِي استولى عَلَى بُخَارَى، فضيّق عَلَيْهِ السّلطان بعض الشيء، إلى أن مات فِي رجب، وورِثَه ولده أَبُو حفص [1] .
وكان خَلَف مَغْشِيَّ الجناب من النّواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشُّعراء. وكان قد جمع العلماء عَلَى تأليف تفسير كبير، لم يغادر فِيهِ شيئًا [2] .
من أقاويل القرّاء والمفسّرين والنُّحاة، ووشَّحه بما رَوَاهُ من الثّقات.
قَالَ أَبُو النّصر فِي كتاب «اليميني» : بلغني أَنَّهُ أنفق عليهم فِي جُمعة عشرين ألف دينار، والنسخة بِهِ بنيسابُور، وهي تستغرق عُمْر الكاتب.
أخبرني أَبُو الفتح البُسْتي، قَالَ: عملت فِيهِ أبياتًا، لم أُبلّغها إيّاه، ولكنّها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلّا بصرّة منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها.
والأبيات، هِيَ هذه الثلاثة:
خَلَفُ بْن أحْمَد الْأخلافِ
…
أَرْبى [3] بسؤدَده عَلَى الْأسْلافِ
خَلَفُ بْن أحْمَد فِي الحقيقة واحدٌ
…
لكنّه مُرْبٍ عَلَى الْألافِ
أضْحى لآل اللَّيْث أعلام الوَرَى
…
مثل النَّبِيّ لآل عَبْدِ مَنَافِ
وقد مدحه البديع الهَمَذَاني وغيره، وقد حكم عَلَى مملكة سِجِسْتان دهرًا، وعاش خمسًا وثمانين، رحمه الله [4] .
وفيه يَقُولُ الثَّعَالِبي:
من ذا الَّذِي لا يذلّ الدّهْر صَعْبَتَهُ
…
ولا تُلِينُ يد الْأيّام صَعْدَتَهُ
أما ترى خَلَفًا شيخَ الملوك غَدَا
…
مملوك من فتح العذراء بكرته
[1] الكامل في التاريخ 9/ 172، 173.
[2]
في الأصل «شيء» .
[3]
في الأصل «أذرى» .
[4]
زاد بعضها «أربعا وسبعين سنة» .
طاهر بْن عَبْد المنعم بْن عُبَيْد اللَّه [1] بْن غَلْبُون، أَبُو الْحَسَن الحلبي، ثم الْمَصْرِيّ المقرئ، مصنّف «التذكرة فِي القراءات» ، وغير ذَلِكَ.
كان من كبار المقرءين هُوَ وأبوه أَبُو الطّيّب.
قرأ عَلَى والده، وعلى أبى عدىّ عَبْد العزيز بْن علي الْمَصْرِيّ بمصر، وعلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب الْعَبَّاس الْأشناني، وقرأ بالبصرة أيضًا عَلَى أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بن يوسف بن نهار الحرتكى [2] صاحب ابن ثَوْبان [3] ، وتصدّر للإقراء.
عَرَض عَلَيْهِ: أَبُو عَمْرو الدّاني، وإِبْرَاهِيم بْن ثابت الإقليسي، وروى عَنْهُ كتاب «التذكرة» . أَبُو الفتح بْن بابشاذ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ القِزْوِيني، وغيرهما.
عَبْد اللَّه بْن بَكْر [4] بْن مُحَمَّد، أَبُو أحْمَد الطَّبَرَانِي الزّاهد، نزيل أكواخ بانياس.
حدّث عَنْ خَيْثَمة، وابْن الْأعْرابي، وأَحْمَد بْن زكريّا المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ، وجُمح بْن القاسم الدمشقي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، ووثّقه، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الرَّبْعِي، وأحمد بن رواد العكّاوي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري الحافظ، وقَالَ: كَانَ ثقةً، ثبْتًا، مُكْثِرًا.
حكى عنه الدار قطنى.
وقَالَ عَبْد العزيز الكتّاني: كَانَ ثقة يتشيع.
[1] غاية النهاية 1/ 339، تذكرة الحفاظ 3/ 1029، العبر 3/ 70، 71، الوافي الوفيات 16/ 404، 405 رقم 437، حسن المحاضرة 1/ 233، معرفة القراء الكبار 1/ 397 رقم 47.
[2]
الحرتكى: هكذا في الأصل بالحاء المهملة، وأثبته في الوافي «الجرتكى» .
[3]
في الوافي «بويان» .
[4]
تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 20/ 163، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 3/ 172 رقم 853، وهو في تاريخ دمشق «بكير» ، المنتظم 7/ 244، 245 رقم 390، البداية والنهاية 11/ 341.
قلت: رحل إلى العراق سنة تسعٍ وأربعين.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر [1] بْن أبيض الْأمويّ، أَبُو الْحَسَن الطُّليْطِلي النَّحْوِيّ الحافظ، نزيل قُرْطُبَة.
رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وعَلِيّ بْن مصلح، وأجاز لَهُ تميم بْن مُحَمَّد القيرواني، ومُحَمَّد بْن القاسم بْن مَسْعَدَة.
وعُنِيَ بالحديث وجمعه، جمع كتابًا فِي الرّدّ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، وهو كتاب كبير حفيل.
رَوَى عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن سميق، وحكم بْن مُحَمَّد، وَأَبُو إِسْحَاق، وَأَبُو جَعْفَر الصّاحبان.
وكان مولده سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة.
توفّى سنة تسع أو سنة أربعمائة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب المنصور [2] أَبِي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني الْأندلسي، المعروف بشنشول [3] ، والملقَّب بالنَّاصر.
لمّا تُوُفِّي المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، وُلِّي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللَّهو والخلافة واللّعب، وكان يخرج إلى النُّزَه ويتهتّك، وهشام المؤَيَّد باللَّه عَلَى عادته التي قرّرها المنصور، من الاحتجاب غالبًا، فدسّ هذا عَلَى المؤَيَّد قومًا خوّفوه منه، وأعلموه أَنَّهُ عازم عَلَى قتله إنْ لم يُوَلِّه عهدَه، ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول [3] القاضي والفقهاء والكبار المثول إلى القصر الَّذِي بالزَّهراء [4] ، وهو قصر يُقَصِّر الوصف عَنْهُ، فأحضر المؤَيَّد، وأخرج كتابًا قُرئ بحضرته، كتبه عَمْرو بْن موبذ، بأنّ المؤَيَّد قد خلع نفسه، واستخلف عَلَى الْأمَّة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن، لِعِلْمه بأهليّته فِي كلام طويل، فشهد من حضر بذلك عَلَى المؤَيَّد فِي ربيع الأوّل، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
[1] الصلة لابن بشكوال 1/ 247 رقم 559.
[2]
البيان المغرب 3/ 38- 56، المغرب في حلى المغرب 213 رقم 141، تاريخ ابن خلدون 4/ 148، نفح الطيب 1/ 277.
[3]
كذا في الأصل، وفي البيان المغرب «شنجول» .
[4]
في البيان المغرب «الزاهرة» .
ثم أخذ شنشول فِي التَّهَتُّك والفِسْق، وكان زيُّه زيّ أصحاب الشُّعُور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلْق الشعر، وشدّ العمائم، تشبُّهًا ببني زِيرِي، فبقوا أَوْحَشَ ما يكون وأسمجه، لأنّهم لَفُّوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكةً.
ثم سار غازيا نحو طُلَيْطِلة، فاتّصل بِهِ أنّ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار قام بقُرْطُبَة، وهدم الزَّهْراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأنّ النّاصر فوّض الْأمور إلى عيسى بْن سَعيد الوزير، فعظم ذَلِكَ عَلَى ابن ذكوان، ودب إِلى إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤَيَّد هشام، وخلعه نفسه، وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز، من جمْع البقر البلق، وإعطائه الْأموال والجوائز، لمن أتاه بحافر حمار، يدّعي أَنَّهُ حافر العزيز، ومن يأتيه بحجر، يَقُولُ: هذا من الصَّخْرة، وناس يأتونه بشَعْر، يقولون: هذا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا الَّذِي أوجب طمع شنشول.
وقيل: لهذا السّبب كَانَ المنصور أَبُو عامر يُخْفيه عَنِ النّاس.
ثم أنفق ابن عَبْد الجبّار الذَّهَبَ فِي جماعة من الشُّطَّار، فاجتمع له أربعمائة رَجُل، وأخذ يرتّب أُموره فِي السّر. فلما كانت ليلة الْأحد ثاني عشر جُمادى الآخرة، من سنة تسعٍ، جمع والي المدينة العَسَسَ، وطاف بهم.
وهجم الدُّور، فلم يقع لَهُ على أثر، ثم ركب ابن عَبْد الجبّار بعد أيام بغلته، وقت الزَّوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملّك الزَّهْراء، فخرج إلى جَوْذَر الكبير، فَقَالَ لَهُ أَيْنَ المؤَيَّد أَخْرِجْه، فقد أذلّ نفسه، وأذلَّنا بضعفه عَنِ الخلافة، قَالَ: فخرج إِلَيْهِ يَقُولُ: يؤمّنني وأخرج إِلَيْهِ، قَالَ: إنّي إنّما قمت لأزيل الذُّلَّ عَنْهُ، فإنْ خلع نفسه طائعًا، فليس لَهُ عندي إلا ما يحبّ، قَالَ لَهُ جوذر: قد أجابك إلى ذَلِكَ، فأرسلوا إلى ابن الكوهي الفقيه، وابْن ذكوان القاضي، والوزراء، وأهل الشُّورَى، فدخلوا عَلَى هشام، فكتب كتاب الخَلعْ، وعقد الْأمر لمحمد المذكور، ثم ضَعُفَ أمرُ شنشول، فظفر بِهِ ابن عَبْد الجبّار، فذبحه فِي أثناء هذه السنة، وطيف برأسه.
ومن تاريخ ابن أَبِي الفيّاض قَالَ: خُتِن شنشول في سنة ثمانين [1]
[1] في الأصل «سنة ثمانين 3» ، ولعلّ المراد سنة 383 هـ.
فانتهت النّفقة في ختانته إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وخُتِن معه خمسمائة وسبعون صبيًّا.
عَبْد الملك بْن الحاجب المنصور [1] محمد بن عبد الله بن أبي عامر المَعَافِرِي الْأندلسي، أَبُو مروان الملقّب بالمظفّر.
قام بعد أَبِيهِ بإمرة الْأندلس بين يدي خليفة الْأندلس، المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ، وجرى فِي الْأمور مجرَى والده، فكان هُوَ الكلّ، والمؤَيَّد معه صورة بلا حلّ ولا ربط.
ومات المُظَفَّر فِي هذه السنة، وقيل: سنة ثمانٍ وتسعين، والصّحيح فِي سابع عشر صفر، سنة تسعٍ هذه.
وقَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ المراكشي: دامت أيَّامه فِي الْأمن والخصْب سبْع سنين.
قَالَ ابن أَبِي الفيّاض: كَانَ المُظَفَّر بْن المنصور ذا سَعْدٍ عظيم وكان من فرْط الحياء فِي غايةٍ، ما سُمِع بمثلها، ومن الشجاعة فِي منزلةٍ لم يُسْبَق إليها.
وكان بَرًّا تقيًّا، طاهر الْجَيْب، حتى أَنَّهُ لم يحلف باللَّه، وكان يرى أَنَّهُ من حلف باللَّه وحَنَثَ أَنَّهُ لا كَفَّارة لَهُ، ويراه من العظائم.
وقَالَ غيره: إنّ المُظَفَّر غزا [2] ثمان غزوات، وعاش ستًا وثلاثين سنة.
وثارت الفتن بعد موته، وقام بالأمر بعده أخوه عَبْد الرَّحْمَن المذكور فِي هذه السنة، ويلقَّب بالنّاصر، ويسمّى وليّ العهد، فاضطَّربت أحواله، وقام عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار، بْن النّاصر لدين اللَّه الْأمويّ، فخذلت الجيوش عَبْد الرَّحْمَن، فقُتِل وصُلِب فِي جُمادى الآخرة سنة تسعٍ وتسعين، وخلعوا المؤَيَّد باللَّه من الخلافة، وبويع مُحَمَّد بْن هشام، ويلقّب المهتدي، ثم قتل سنة أربعمائة، في أواخرها، وردّ المؤيّد.
[1] البيان المغرب 3/ 36، 37، المغرب 212، 213 رقم 140، بغية الملتمس 361، نفح الطيب 1/ 276، تاريخ ابن خلدون 4/ 148، الذخيرة لابن بسّام- مجلّد 1/ ق 4/ 58.
[2]
. في الأصل «غزي» .
عَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن عَوْف، أَبُو القاسم المُزَني الدمشقي الشّاهد.
حدّث عَنْ خَيْثَمة، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدَرة، وأبى المعمّر حسين بن مُحَمَّد المَوْصِلي.
رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد الحنائي، وعَلِيّ الرّبعيّ.
عليّ بْن الحافظ أَبِي سعيد عبد الرحمن [2] بن أحمد بن يونس بْن عَبْد الْأعلى الصَّدفيّ الْمَصْرِيّ، أَبُو الْحَسَن.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد، عَنْ جدّهم يونس.
رَوَى عَنْهُ: الفضل بْن صالح الرُّوذَبَارِي، أحد مشيخة الرّازي.
تُوُفِّي فجأةً فِي شوّال.
قلت: ولا تحلُّ الرواية عنه، فإنّه منجّم، وهو صاحب الزّيج الحاكمي، صنّفه فِي أربع مجلّدات. قاله ابن خلّكان [3]، وقَالَ: ما أقصر فِي تحريره، وله نظْم رائق، وقَالَ: قَالَ المسبّحي: أخبرني من رَأَى ابن يونس، فطلع معه إلى المُقَطَّم، فوقف للزُّهْرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوبًا أحمر، ومقنَّعة حمراء، وأخرج عودًا، فضرب بِهِ، والبُخور بين يديه، فكان عَجَبًا من العَجَب.
قَالَ المسبّحي: وكان أَبْلَهَ مُغَفَّلا، يعتمّ عَلَى طَرْطُورٍ طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طَوالا، فإذا ركب بقي ضِحْكَةً، وله إصابة بديعة فِي النِّجامة.
كَانَ القاضي مُحَمَّد بْن النُّعْمَان قد عَدَّله وقَبِلَه فِي سنة ثمانين.
قلت: القاضي والسّلطان أنجس منه.
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 201 و 25 و 25/ 50، 51 و 37/ 605 و 38/ 153، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان في 1- ج 3/ 244 رقم 948.
[2]
البداية والنهاية 11/ 341، 342، مرآة الجنان 2/ 451، 452، شذرات الذهب 3/ 156، 157، طبقات صاعد 59، وفيات الأعيان 3/ 439- 431 رقم 488، أخبار الحكماء 230، تاريخ الفلك لنلّينو 186 و 281، تراث لعرب العلمي لقدرى طوقان 243- 248.
[3]
وفيات الأعيان 3/ 429 وقد اختصر المؤلّف روايته.
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الخضر القِزْوِيني. يَرْوِي عَنْ أَبِي الْحَسَن القطّان وغيره.
فضل [1][بْن عد اللَّه بْن صالح، أَبُو الفتوح][2] . إِلَيْهِ تُنسب مُنْيَة [3] القائد.
القائد الْمَصْرِيّ، من كبار قوَّاد العزيز. قرّبه الحاكم وأدناه، ثم نَقَم عَلَيْهِ، وضرب عُنُقَه فِي ذي القعدة، لم يظهر منه جزع، وكان شجاعًا، جوادًا، ممدَّحًا، نبيلا، من وجوه الدولة.
وإليه تُنْسَب مُنَيَة القائد [3] . فضل، [وهي][4] بُلَيْدة من أعمال الجيزة، قِبالةَ مصر.
قَسِيم بْن أحْمَد بْن مطير [5] ، أَبُو القاسم الظهراوي الْمَصْرِيّ، شيخ مُسِنٌّ.
قرأ القرآن عَلَى جَدّه لامّه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الظهراوي صاحب أَبِي بَكْر بْن سيف، وكان محقِّقًا لرواية وَرْش، خيِّرًا فاضلا.
أثنى عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الدّاني، وقَالَ: كَانَ من ساكني قرية أَبِي البَيس [6] ، وكان يُقْرئ بها وأنا بمصر.
تُوُفِّي فِي سنة ثمانٍ [أ][7] وتسعٍ وتسعين.
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ [7] بْن حسين، أَبُو مُسْلِم البغدادي الكاتب، نزيل مصر.
رَوَى عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بكر بن أبى داود، وابن صاعد،
[1] وفيات الأعيان 7/ 34، 35 رقم 371.
[2]
ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، استدركناه من (اتعاظ الحنفا) انظر فهرس الأعلام 3/ 408.
[3]
في الأصل: «إليه ينسب منبه القائد» ، وذلك في الموضوعين.
[4]
إضافة على الأصل للتوضيح.
[5]
معرفة القراء الكبار 1/ 384 رقم 319، غاية النهاية 2/ 27، حسن المحاضرة 1/ 492.
[6]
قرية أبى البيس، هي: بليس، كما في:(غاية النهاية 2/ 27) .
[7]
تاريخ بغداد 1/ 323 رقم 223، تذكرة الحافظ 3/ 1029، العبر 3/ 71، مرآة الجنان 2/ 245، البداية والنهاية 11/ 341 وفيه «محمد بن على بن الحسين» ، شذرات الذهب 3/ 156، المنتظم 7/ 245 رقم 391.
وأبي بَكْر بْن دُرَيْد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وأَبِي عيسى ابن قَطَن وسعيد بْن مُحَمَّد أخي زُبَير الحافظ، وأَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحَرَّاني، وأَبِي عَلِيّ الحضائري الدمشقي، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وسمع بالقَيْروَان فِي حدود الْأربعين أو بعدها، من أَبِي القاسم زياد بْن يونس..
وتفرّد فِي الدُّنيا بالرواية عَنْ: البَغَوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني، وَأَبُو عَمْرو الدّاني، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن بابشاذ الجوهري، وَأَبُو الفضل بْن بُنْدَار، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي، ومُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ ثم الْمَصْرِيّ، والشريف أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وعليّ بْن بقاء الوَرّاق، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سلامة القُضَاعي، وخلق سواهم.
قَالَ الخطيب [1] : قَالَ لي الصُّورِي: بعض أُصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي وغيره جِياد.
قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فَقَالَ، قد اطّلع منه عَلَى تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. حدثني وكيل أَبِي مُسْلِم، وكان محدّثًا حافظًا، يقال لَهُ أَبُو الْحُسَيْن العطّار قَالَ: ما رَأَيْت فِي أصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي شيئًا صحيحًا، غير جُزْء واحدٍ، كَانَ سماعه فِيهِ صحيحًا، وما عداه كَانَ مفسودًا.
وقَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي فِي ذي القعدة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن خَلَف، أَبُو الْحُسَيْن الرَّقّي المَقْبُرِيّ ابن الفحّام، ويعرف بابن أَبِي العميري، نزيل دمشق.
قرأ القرآن عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وحدّث عَنِ النّجّاد، وعثمان بْن مُحَمَّد المقرئ، وجعفر بن الخلدى، وجماعة.
[1] تاريخ بغداد 1/ 323.
[2]
تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 280، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 4/ 101 رقم 1304.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه إِبْرَاهِيم، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو الفرج عُمَر بْن عَبْد اللَّه الرّقّي، وحمزة بْن مُحَمَّد الطُّوسي.
قَالَ أَبُو عَمْرو الدّاني: كَانَ زاهدًا فاضلا متقشّفا.
وقال ابن الْأهوازي: كَانَ يُرْمَى بالتشيّع. تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه [1] بْن سَعِيد، أَبُو عَبْد اللَّه الْأمويّ القُرْطُبي بْن العطّار الفقيه المالكي، المتّجر فِي الفقه.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر بْن القُوطِيّة، وسعيد بْن أحْمَد بْن عَبْد ربّه، وحجّ فذاكر أَبَا مُحَمَّد ابن زيد وناظره،.
وكان حافظًا متيقّظًا، أديبًا، شاعرًا، ذكيًّا، نحْوِيا، بصيرًا بالفتوى، عارفًا بالفرائض، والحساب، واللُّغة، والإعراب، رأسًا فِي الشُّرُوط وعِلَلها، مدقّقًا لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد [2] ، صنّف فيها كتابًا حسنًا، وجرت لَهُ مَعَ فقهاء قُرْطُبَة خُطُوب طويلة، وأخبار مشهورة.
كتب عَنْهُ جماعة من الفضلاء. وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وكان الْجَمْع فِي جنازته عظيمًا، وانتاب قبرَه طُلاب العِلْم أيّامًا، وقرءوا عَلَى قبره خَتْمات.
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [3] الْأندلسي. رحل وسمع من أَبِي قُتَيْبَة مُسْلِم بْن الفضل، وأَبِي بَكْر بْن خروف.
رَوَى عَنْهُ الصّاحبان، قالا: مات فِي رجب.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عيسى [4] بْن مُحَمَّد المُرِّي الإمام، أَبُو عَبْد اللَّه الْألْبِيري المعروف بابن أبى زمنين، نزيل قرطبة.
[1] الصلة لابن بشكوال 2/ 484، 485 رقم 1048.
[2]
في الأصل «أحدا» .
[3]
الصلة لابن بشكوال 2/ 485 رقم 1049.
[4]
الصلة لابن بشكوال 2/ 482- 484 رقم 1047، تذكرة الحفاظ 3/ 1029، العبر 3/ 71، شذرات الذهب 3/ 156، الوافي بالوفيات 3/ 321 رقم 1374، جذوة المقتبس 53، بغية الملتمس 77، 78، طبقات المفسرين للسيوطي 34، الديباج المذهب 269- 271، إيضاح المكنون 1/ 424، معجم المؤلفين 10/ 229، 230، ترتيب المدارك 4/ 672-
سَمِعَ ببَجَّانَة [1] من سَعِيد بْن فَحْلُون، فقرأ عَلَيْهِ «مختصر» ابن عَبْد الحكم، وسمع بقُرْطُبَة من مُحَمَّد بْن معاوية القُرَشي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف وأَحْمَد بْن الشامة، وكان عارفًا بمذهب مالك، بصيرًا بِهِ، وسمع أيضًا من وهب بْن مَسَرَّة، وتفقه عند إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطّليطلى.
وكان من الرّاسخين فِي العِلْم، متفننًا فِي الْأدب والشعر، مُقْتَفِيا لآثار السَّلَف.
لَهُ مصنَّفات فِي الرَّقائق والزُّهْد، وشعر رائق، مَعَ زُهْد ونُسُك وصِدْق لَهْجَة، وإقبال عَلَى الطاعة، ومُجَانَبَةٍ للسلطان، وسئل: لِمَ قِيلَ لكم: بنو زمنين؟ فلم يعرف. وقَالَ: كنت أهاب أَبِي، فلم أسأله، ثم فِي آخر عمره انتقل إلى إلْبِيرَة فسكنها.
ولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو فِي آخرها. وتُوُفِّي عَلَى الصحيح سنة تسعٍ وتسعين فِي ربيع الآخر.
وله كتاب «المُغْرِب فِي اختصار المُدَوَّنَة» لَيْسَ فِي مختصراتها مثله، وكتاب «مَنْتَخَبُ الْأحكام» الَّذِي سار فِي الْأفاق، وكتاب «الوثائق» ، وكتاب «المُذَهَّب فِي الفقه» وكتاب «مختصر تفسير ابن سلام» وكتاب «حياة القلوب» فِي الزُّهْد، وكتاب «أُنْسُ المُرِيدين» وكتاب «النصائح المنظومة» من شعره، وكتاب «أدب الْإسلام» وكتاب «أُصُول السُّنَّة» وكتاب «قدوة القارئ» .
ومن شعره:
الموتُ فِي كلّ حينٍ ينشُرُ الكَفَنَا
…
ونحن فِي غفلة عَمَّا يُرادُ بنا
لا تطمئن إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها
…
وإن توشَّحْتَ من أثوابها الحَسَنَا
أَيْنَ الْأحِبَّةُ والجيرانُ ما فَعَلُوا
…
أَيْنَ الذين هُمُ كانوا لنا سَكَنَا
سقاهُمُ الدَّهْرُ كأْسًا غيرَ صافيةٍ
…
فصيّرتهم لأطباق الثّرى رهنا
[ () ] 674، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 161، تذكرة النوادر 20، برنامج القرويين 24، شجرة النور الزكية 1/ 101، سير أعلام النبلاء 17/ 188، 189 رقم 109، هدية العارفين 2/ 58.
[1]
في الأصل «مجانه» . و «بجّانة» : بالفتح ثم التشديد. مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة.
(معجم البلدان 1/ 339) .
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، والقاضي أَبُو عُمَر بْن الحذَّاء، وطائفة من علماء الْأندلس، وكان من بقايا حملة الحُجَّة. رحمه الله.
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق [1] ، أَبُو طَالِب العلوي، المعروف بابن المُهَلْوِس الزّاهد.
كَانَ القادر باللَّه يعظّمه ويحترمه.
حكى عن السُّبْكي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن غالب البغدادي، وغيره، وكان من الزُّهّاد المعدودين.
يحيى بْن زكريّا بْن أحْمَد [2] ابن أخت أَبِي بَكْر [3] البلْخي، ثم الدمشقي الشاهد.
كَانَ أَبُوهُ قد وُلِّي قضاء دمشق، فوُلِد بها هذا، وسمع من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي ثابت، وأَبِي عَلِيّ الحضائري، وخَيْثَمة، وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه عَلِيّ والْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن يحيى بْن زكريّا حفيده.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وقد نيّف عَلَى السبعين.
أَبُو إِسْحَاق الجبيناني، أحد الْأئمّة والأولياء بالقَيْروَان، اسمه إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن عَلِيّ البكري بَكْر بْن وائل.
أجاز لَهُ عيسى بْن مسكين، وتفقّه عَلَى حمود بْن سَهْلُون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي زيد يعظّمه، ويقول: طريقة عالية لا يسلكها أحد فِي هذا الوقت.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وتسعين، وكان كثيرًا ما يَقُولُ: اتَّبع ولا تبتدع، اتَّضعْ ولا ترتفع، وكان العلماء يقصدونه، ويتبرّكون برؤيته.
[1] المنتظم 7/ 245 رقم 392، تاريخ بغداد 3/ 93 رقم 1088.
[2]
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 158، 159، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ق 1- ج 5/ 194 رقم 1815.
[3]
في الأصل «أبو» .