الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول
أقوال العلماء في مكانتها العِلمِيَّة
"تَبوَّأتْ أُمُّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها مكانةً علميةً رفيعةً، جعلتها عالمة من علماء عصرها، والمرجع العلمي الأصيل الذي يرجعون إليه فيما يغمض عليهم أو يستشكل أمامهم من مسائل في القرآن والحديث والفقه، فيجدون الجواب الشافي لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم"(1).
فكان الأكابر من الصحابة إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها، فيجدون علمه عندها، قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:«مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَة إِلا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا» (2).
وقال مسروق رحمه الله: «لَقَدْ رَأَيْتُ الأكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ» (3).
وروى هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلا بِسُنَّةٍ
(1) السيدة عَائِشَة وتوثيقها للسنة ص (40).
(2)
أخرجه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب من فضل عَائِشَة رضي الله عنها 5/ 705، رقم (3883)، وقال:"حديث حسن صحيح غريب"، وقال الألباني في مشكاة المصابيح 3/ 1746:"صحيح".
(3)
أخرجه ابن المبارك في الزهد 1/ 382، رقم (1079)، وسعيد بن منصور في سننه 1/ 118، رقم (287)، وابن أبي شيبة في مصنفه 6/ 239، رقم (31037)، والدارمي في سننه 4/ 1889، رقم (2901)، والآجري في الشريعة 5/ 2410، رقم (1895)، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 181، رقم (291)، والحاكم في المستدرك 4/ 12، رقم (6736)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 242:"إسناده حسن"، قال حسين سليم أسد في تعليقاته على الدارمي:"إسناده صحيح".
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا بِشِعْرٍ، وَلا فَرِيضَةٍ مِنْ عَائِشَة رضي الله عنها» (1).
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن (2): «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ إِنِ احْتِيجَ إِلَى رَأْيِهِ، وَلا أَعْلَمَ بِآيَةٍ فِيمَا نَزَلَتْ، وَلا فَرِيضَةٍ مِنْ عَائِشَة» (3).
وقال الزهري (4) رحمه الله: «لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَة إِلَى عِلْمِ جَمِيْعِ النِّسَاءِ، لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَة أَفْضَلَ» ، وفي رواية:«لَوْ جُمِعَ عِلْمُ نِسَاءِ هَذِهِ الأمَّةِ فِيهِنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلِمُ عَائِشَة أَكْثَرَ مِنْ عِلْمِهِنَّ» (5).
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/ 276، رقم (26048)، وفي الأدب ص (365)، رقم (395)، وإسناده صحيح.
(2)
هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، وهو مشهور بكنيته، وكان إمامًا حجة عالمًا، مات سنة (94هـ)، وقيل:(104هـ).
ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 5/ 118، وتاريخ ابن أبي خيثمة 2/ 136، ومشاهير علماء الأمصار ص (106).
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 286، والحديث ضعيف؛ لأن في سنده موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال عنه الذهبي في الكاشف 2/ 308:"ضعيف"، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب ص (553):"منكر الحديث".
(4)
هو: محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري، من التابعين، وهو أحد أكابر الحفاظ والفقهاء، من أهل المدينة، وكان يحفظ ألفين ومائتي حديث، مات سنة (124هـ).
ينظر في ترجمته: التاريخ الكبير 1/ 220، وتاريخ ابن أبي خيثمة 1/ 126، وسير أعلام النبلاء 5/ 326.
(1)
أخرجه الخلال في السنة 2/ 476، رقم (753)، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 184، رقم (299)، والحاكم في المستدرك 4/ 12، رقم (6734)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 243:"رواه الطبراني مرسلاً، ورجاله ثقات".
وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال:«كَانَتْ عَائِشَة قَدِ اسْتَقَلَّتْ بِالْفَتْوَى فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى أَنْ مَاتَتْ يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكُنْتُ مُلازِمًا لَهَا مَعَ بِرِّهَا بِي» (3).
قال ابن كثير رحمه الله: "وقد تفردت أُمّ المؤمنين عَائِشَة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها، وانفردت باختيارات أيضًا وردت أخبار بخلافها بنوع من التأويل"(4).
(1) هو: محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع الأنصاري أبو نعيم الأنصاري، الأشهلي، ولد في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث يرسلها، مات سنة (96هـ).
ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 5/ 57، ومعرفة الصحابة 5/ 2524، والاستيعاب 3/ 1378، والإصابة 6/ 35.
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 286، والحديث في سنده موسى بن محمد بن إبراهيم، وسبق بيان ضعفه.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 286، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 49/ 165، والحديث حسن؛ لأن في سنده عبد الله بن عمر بن حفص العمري، وهو مختلف في حاله. ينظر: الكامل 5/ 233، والكاشف 1/ 576.
(4)
البداية والنهاية 8/ 92.