المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأولحكم من سب أم المؤمنين عائشة بما برأها الله منه - إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

[ياسين الخليفة الطيب المحجوب]

فهرس الكتاب

- ‌الْمُقَدِّمَةُ

- ‌خطة البحث

- ‌منهج البحث

- ‌كلمة شكر

- ‌الفصل الأولحياة أُمِّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها:

- ‌المبحث الأولاسمها ونسبها

- ‌المبحث الثانيمولدها ونشأتها

- ‌المبحث الثالثزواجها من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الرابعمنزلتها عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الخامسمنزلتها عند المؤمنين

- ‌المبحث السادسوفاتها رضي الله عنها

- ‌الفصل الثانيفضائل ومناقب أُمِّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها:

- ‌المبحث الأولصفاتها الخِلْقِيَّة والخُلُقِيَّة

- ‌المطلب الأولصفاتها الخِلْقِيَّة

- ‌المطلب الثانيصفاتها الخُلُقِيَّة

- ‌المبحث الثانيمكانتها العِلمِيَّة

- ‌المطلب الأولأقوال العلماء في مكانتها العِلمِيَّة

- ‌المطلب الثانيعلمها بالقرآن وعلومه

- ‌المطلب الثالثعلمها بالسُّنَّة النَّبوِيَّة

- ‌المطلب الرابععلمها بالفِقه والفتْوى

- ‌المطلب الخامسعلمها باللُّغة والشِّعر

- ‌المطلب السادسعلمها بالطِّب والتَّدَاوِي

- ‌المبحث الثالثالفضائل العامة التي شاركتْ فيها أمهات المؤمنين

- ‌المبحث الرابعالفضائل التي انفردتْ بِها رضي الله عنها

- ‌الفصل الثالثالعلاقة الحسنة بين أُمِّ المؤمنين عَائِشَة وآل البيت

- ‌المبحث الأولالعلاقة الحسنة بين عَائِشَة وعليّ رضي الله عنهما

- ‌المبحث الثانيالعلاقة الحَسَنَة بين عَائِشَة وفاطمة رضي الله عنهما

- ‌المبحث الثالثالعلاقة الحسنة بين عَائِشَة وذُرِّيَّة عليِّ وبقية آل البيت

- ‌الفصل الرابعأباطيل وشبهات حول أُمِّ المؤمنين عَائِشَة والرد عليها

- ‌المبحث الأولالافتراءات والأباطيل المكذوبة على عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌المطلب الأولأقوال أهل العلم في كَذِب الرَّافِضَة

- ‌المطلب الثانيقول الرَّافِضَة: إنَّ عَائِشَة سقتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم السُّمَّ

- ‌المطلب الثالثقولهم: إِنَّ عَائِشَة اتَّهمتْ مارية القبطية بالزِّنا فنزلتْ فيها آية الإفك

- ‌المطلب الخامسقولهم: إنَّ عَائِشَة مَنَعتْ من دَفْنِ الحسن بن عليّ عند جَدِّه

- ‌المطلب السادسقولهم: إنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانتْ تَكْذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب السابعقولهم: إِنَّ عَائِشَة أغْضَبَتْ فاطمة حتى أَبْكَتْها

- ‌المبحث الثانيالشُّبُهَات المثارة حول عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌المطلب الأولالتَّحْذِير من الْوُقُوعِ في شِبَاك الشُّبُهَات

- ‌المطلب الثانيقول الرَّافِضَة: إنّ عَائِشَة خرجتْ لقتالِ عليّ رضي الله عنهما

- ‌المطلب الثالثقولهم: إِنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانتْ تُبْغِضُ عليًا رضي الله عنهما

- ‌المطلب الرابعقولهم: إِنَّ الفِتْنَة خرجتْ من بيت عَائِشَة

- ‌المطلب الخامسقولهم: إِنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانتْ لا تَحْتَجِب من الرِّجال

- ‌المطلب السادسقولهم: إنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانت تُزيِّن الجواري وتطوف بهنّ

- ‌الطلب السابعقولهم: إِنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانتْ تُسِيء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامسالفوائد والآثار الإِيجابِيَّة لحادثة الإفك القديمة والحديثة

- ‌المبحث الأولالفوائد والآثار الإِيجابِيَّة لحادثة الإفك القديمة

- ‌المبحث الثانيالفوائد والآثار الإِيجابِيَّة لحادثة الإفك الحديثة

- ‌الفصل السادسحكم مَنْ سَبَّ أُمَّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌المبحث الأولحكم من سَبَّ أُمَّ المؤمنين عَائِشَة بما برَّأَها الله منه

- ‌المبحث الثانيحكم من سَبَّ أُمَّ المؤمنين عَائِشَة بغير ما برَّأَها الله منه

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: النتائج:

- ‌ثانيًا: التوصيات:

- ‌الفهارس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أولاً: المصادر والمراجع السُّنِّيَّةُ:

- ‌ثانياً: المصادر والمراجع الشِّيعِيَّة:

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌المبحث الأولحكم من سب أم المؤمنين عائشة بما برأها الله منه

‌المبحث الأول

حكم من سَبَّ أُمَّ المؤمنين عَائِشَة بما برَّأَها الله منه

قدْ أجْمَع علماءُ الإسلام قاطبةً مِن أهل السُّنَّة والجماعة على أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ.

قال الإمام مالك (1) رحمه الله: "مَن سَبَّ أبا بكرٍ وعُمرَ جُلِد، ومَن سَبَّ عَائِشَة قُتِل، قيل له: لِمَ يقتلُ في عَائِشَة؟ قال مالك: فمَن رماها فقدْ خالَفَ القرآن، ومَن خالف القرآنَ قُتِل"(2).

وقال ابن القاسم (3) في روايته، عن مالك:"لأن الله تعالى يقول: {يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} (4)، فمن عاد لمثله فقد كفر"(5).

(1) هو: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي، أبو عبد الله، المدني، الفقيه، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة المتبوعين، وإليه تنسب المالكية، وقد أثنى عليه كثير من العلماء حتى قال الشافعي:"مالك حجة الله تعالى على خلقه بعد التابعين"، ومن مصنفاته:(الموطأ)، مات سنة (179هـ).

ينظر في ترجمته: الثقات لابن حبان 7/ 459، وفيات الأعيان 4/ 135، وتهذيب الكمال 27/ 91، وسير أعلام النبلاء 8/ 48.

(2)

مسند الموطأ للجوهري ص (112)، والشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/ 309، والصارم المسلول ص (566).

(3)

هو: هو أبو إسحاق: محمد بن القاسم بن شعبان، كان رأس الفقهاء المالكيين بمصر في وقته، وأحفظهم لمذهب مالك، مع التفنن في سائر العلوم، وكان دينًا ورعًا، مات سنة (355هـ).

ينظر في ترجمته: ترتيب المدارك 5/ 274، وطبقات الفقهاء ص (155)، وسير أعلام النبلاء 12/ 174.

(4)

سورة النور، الآية:17.

(5)

الشفا 2/ 654.

ص: 201

قال ابنُ حزْم (1) رحمه الله: "قول مالك هاهنا صحيحٌ، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيبٌ لله تعالى في قَطْعِه ببراءتها"(2).

وقال أبو بكر ابنُ زياد النيسابوريُّ (3) رحمه الله: "سَمعتُ القاسمَ بنَ محمَّد يقول لإسماعيلَ ابن إسحاقَ: أُتِي المأمون في (الرَّقة) برَجلين شَتَم أحدُهما فاطمةَ، والآخَرُ عَائِشَة، فأمَر بقَتْل الذي شتَم فاطمةَ وترَك الآخَر، فقال إسماعيلُ: ما حُكْمُهما إلَاّ أن يُقتلَا؛ لأنَّ الذي شتَم عَائِشَة ردَّ القرآن"(4).

قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية (5) رحمه الله تعقيبًا عليه: "وعلى هذا مضَتْ سِيرةُ

(1) هو: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد، عالم الأندلس في عصره، ولد بقرطبة (من بلاد الأندلس) سنة (384هـ)، وكان فقيهًا حافظًا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة على طريقة أهل الظاهر، بعيدًا عن المصانعة حتى شُبِّه لسانه بسيف الحجاج، من تصانيفه:(المحلى بالآثار)، و (الإحكام في أصول الأحكام)، مات سنة (456هـ).

ينظر في ترجمته: وفيات الأعيان 3/ 325، وسير أعلام النبلاء 18/ 184، والبداية والنهاية 12/ 113.

(2)

المحلى بالآثار 12/ 440.

(3)

هو: عبد الله بن محمد بن زياد النيسابورىّ، أبو بكر، كان إمام الشافعية في عصره بالعراق، وجمع بين الفقه والحديث، مات سنة (324 هـ).

ينظر في ترجمته: طبقات الفقهاء ص (113)، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 197، وسير أعلام النبلاء 15/ 65، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 310.

(4)

ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 7/ 1344، والصارم المسلول ص (566).

(5)

هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر، النميري، الحراني، الدمشقي، الحنبلي، أبو العباس، تقي الدين ابن تيمية، شيخ الإسلام، ولد بحران سنة (661هـ)، نظر في الرجال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وتقدم وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار عجبا في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والإطالة على مذاهب السلف والخلف، له مصنفات كثيرة في علوم شتى من أشهرها:(مجموع الفتاوى)، و (منهاج السنة النبوية)، و (درء تعارض العقل والنقل)، مات رحمه الله سنة (728هـ). =

ص: 202

أهل الفِقه والعِلم مِن أهل البيت وغيرِهم" (1).

وقالَ ابنُ العربيِّ (2) رحمه الله: "كلُّ مَن سبَّها بما برَّأها الله منه فهو مُكذِّب لله، ومَن كذَّب الله فهو كافِر"(3).

وقال ابن قُدامة (4) رحمه الله: "فمَن قذَفها بما بَرَّأها الله منه فقدْ كفَر بالله العظيم"(5).

وقال النوويُّ (6) رحمه الله: "براءةُ عَائِشَة رضي الله عنها مِنَ الإفْك، وهي براءةٌ قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تَشكَّك فيها إنسانٌ - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتدًّا

= ينظر في ترجمته: تاريخ الإسلام 49/ 92، فوات الوفيات 1/ 74، والبداية والنهاية 13/ 303.

(1)

الصارم المسلول (566).

(2)

هو: محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي، القاضي، أبو بكر ابن العربيّ، أحد كبار علماء المالكية، وكان عالمًا بعلوم القرآن، والفقه، والأدب، والتاريخ، ومن مصنفاته:(أحكام القرآن)، و (عارضة الأحوذي في شرح الترمذي)، و (العواصم من القواصم)، مات سنة (453هـ).

ينظر في ترجمته: إكمال الإكمال 4/ 292، ووفيات الأعيان 4/ 296، وسير أعلام النبلاء 15/ 42.

(3)

أحكام القرآن لابن العربي 3/ 366.

(4)

هو: عبد الله بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، موفق الدين، فقيه، من أكابر الحنابلة، له تصانيف، منها:(المغني في الفقه شرح مختصر الخرقي) و (الكافي)، و (المقنع)، مات سنة (620هـ).

ينظر في ترجمته: البداية والنهاية 13/ 99 وشذرات الذهب 5/ 88 وفوات الوفيات 1/ 520.

(5)

لمعة الاعتقاد ص (40).

(6)

هو: يحيى بن شرف بن مري، محيي الدين، أبو زكريا، النووي، الشافعي، ولد بنوى - قرية من قرى دمشق - سنة (631هـ)، وهو من أئمة فقهاء الشافعية، له مصنفات عديدة مشهورة منها:(المجموع شرح المهذب)، و (روضة الطالبين)، و (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج)، مات سنة (676هـ).

ينظر في ترجمته: تاريخ الإسلام 50/ 246، وطبقات الشافعية للسبكي 8/ 395.

ص: 203

بإجماعِ المسلمين" (1).

وقال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} الآيات (2): "قد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن، وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كهي، والله أعلم"(3).

وقال ابنُ القيِّم رحمه الله: "واتَّفقتِ الأُمَّة على كُفْر قاذفِها"(4).

وقال القاضي أبو يعلى (5) رحمه الله: "من قذف عَائِشَة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم"(6).

وقال ابن أبي موسى رحمه الله (7): "ومن رمى عَائِشَة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد

(1) شرح النووي على مسلم 17/ 117.

(2)

سورة النور، الآيات: 23 - 25.

(3)

تفسير القرآن العظيم 6/ 32.

(4)

زاد المعاد في هدي خير العباد 1/ 103.

(5)

هو: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد أبو يعلى المعروف بابن الفراء، من أهل بغداد، كان عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون، من مصنفاته:(الإحكام السلطانية)، و (الكفاية في أصول الفقه)، مات سنة (458هـ).

ينظر في ترجمته: تاريخ بغداد 3/ 55، وطبقات الحنابلة 2/ 193، وتاريخ دمشق 52/ 354، وإكمال الإكمال 4/ 557.

(6)

الصارم المسلول ص (566).

(7)

هو: عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره، =

ص: 204

مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة" (1).

وقال بدر الدين الزركشي رحمه الله: "من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها"(2).

وبعد عرض أقوال العلماء السابقة يمكن تلخيص حججهم على كفر من رمى أُمّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنهما، وهي كما يلي:

أولاً: أن في سبها تكذيبًا للقرآن الذي شهد ببراءتها، وتكذيب ما جاء به القرآن كفر (3).

ثانيًا: إن في ذلك إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن قذف المرأة أذى لزوجها (4)، والنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم زوج لعَائِشَة وكانت من أحب النساء إليه، والدليل على تأذيه من ذلك، قوله في هذه الحادثة:«يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي» (5)، وإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع (6).

= وكان عالماً فقيهاً، ورعاً عابداً زاهداً، قؤولاً بالحق لا يحابي أحداً، ولا تأخذه في الله لومة لائم، مات سنة (470هـ).ينظر في ترجمته: المنتظم 16/ 195، وتاريخ الإسلام 31/ 322، والبداية والنهاية 12/ 145، وطبقات الحنابلة 2/ 237.

(1)

الصارم المسلول ص (568).

(2)

الإجابة ص (29).

(3)

ينظر: المحلى بالآثار 12/ 440، وتفسير القرآن العظيم 6/ 32.

(4)

الجامع لأحكام القرآن 12/ 209، والصارم المسلول ص (45).

(5)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} 6/ 101، رقم (4750)، ومسلم في صحيحه، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف4/ 2129، رقم (2770) من حديث عَائِشَة رضي الله عنها.

(6)

ينظر: الصارم المسلول ص (3)

ص: 205

ثالثًا: أن الطعن بها رضي الله عنها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث رضيها أن تكون زوجة له وأبقاها على ذلك حتى مات، فيلزم من طعنهم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ديوثًا يرضى الفساد في أهله، وقد قال الله تعالى:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} (1)، قال ابن كثير رحمه الله:"أي ما كان الله ليجعل عَائِشَة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة، لأنه أطيب من كل طيب من البشر، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعاً ولا قدراً، ولهذا قال تعالى: {أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} (2) أي عما يقوله أهل الإفك والعدوان"(3).

(1) سورة النور، الآية:26.

(2)

سورة النور، الآية:26.

(3)

تفسير القرآن العظيم 6/ 35 .......

ص: 206