الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول
اسمها ونسبها
هي أمُّ المؤمنين عَائِشَة، بنتُ الإمام الأكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق، (عبدِ الله) بنِ أبي قحافة (عثمانَ) بنِ عامرِ بنِ عمروِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة، أمُّ عبد الله، القرشيةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، ثم المَدَنِيَّةُ، زوجةُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (1).
كُنْيَتهَا: أمُّ عبد الله، كناها بها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما طلبت منه أن يكون لها كنية، فكناها بابن أختها أسماء، تطييبًا لخاطرها، فعن عروة عن عَائِشَة رضي الله عنها أنها قالت:«يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قَالَ: "فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ" - يعني ابن اختها -، فَكَانَتْ تُدْعَى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ حَتَّى مَاتَتْ» (2).
وأبوها: عبد الله بن أبي قُحَافَة: عثمان بنِ عامرِ بنِ عمروِ بنِ كعبِ، القُرَشِيّ، التَّيمِيّ، أبو بكر الصديق، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين، ولد بمكة، ونشأ بها، وكان أحد أعاظم العرب، وسيداً من سادات قريش، ومن كبار أغْنِيائِهم، عالماً بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها، وكان موصوفاً بالحلم والرأفة، خطيباً لسناً، وشجاعاً بطلاً.
(1) ينظر: الطبقات الكبرى 8/ 58، وأسد الغابة 7/ 205، وسير أعلام النبلاء 2/ 135.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في المرأة تكنى 4/ 293، رقم (4970)، وابن ماجه في سننه، كتاب الأدب، باب الرجل يكنى قبل أن يولد له 2/ 1231، رقم (3739)، وأحمد 43/ 291، رقم (26242)، وقال ابن حجر في التلخيص 4/ 365:"سنده صحيح".
وكانت له في عصر النبوة مواقف كبيرة، فشهد الحروب، واحتمل الشدائد، وبذل الأموال، بل ودخل مع النبي صلى الله عليه وسلم الغار، كما في قوله تعالى:{ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (1)، وقد ووردت في فضل أبي بكر رضي الله عنه أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:«لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا غَيْرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ» (2).
بُويع رضي الله عنه بالخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف شهر، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة للهجرة، وعمره ثلاثٌ وستون سنة (3).
وأمُّ عائشة: أمُّ رُوْمان، - قيل: اسمها زينب، وقيل: دعد - بنتُ عامرِ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ عبدِ شمس ابن عَتَّابِ بن أُذَيْنَةَ بن سُبَيْعِ بن دُهْمَانَ بن حارث بن غَنْمِ بن مالك بن كِنَانَةَ (4)، وقد تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الجاهلية بعد أن توفى زوجها عبد الله بن الحارث الأَزْدِيّ، وقد أسلمت أم رومان في مكة، وكانت من أوائل المسلمات، وبايعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهاجرت مع أهل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وآل أبي بكر رضي الله عنه (5).
"ويلتقي نسب عَائِشَة رضي الله عنها مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من جهة الأب في الجد السابع
(1) سورة التوبة، الآية:40.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"سدوا الأبواب، إلا باب أبي بكر" 5/ 4 رقم (3654)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه 4/ 1854، رقم (2382) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(3)
ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 3/ 125، والتاريخ الكبير 5/ 1، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 1614.
(4)
ينظر: الطبقات الكبرى 8/ 216، وتاريخ الطبري 3/ 426، والاستيعاب 4/ 1935، وأسد الغابة 7/ 320.
(5)
ينظر: الطبقات الكبرى 8/ 216، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 3/ 291.
(مرة بن كعب)(1)، ومن جهة الأم في الجد الحادي عشر أو الثاني عشر" (2).
"وأسرة السيدة عَائِشَة رضي الله عنها تنحدر من قبيلة (تيم) العربية، والتي عُرف عنها الكرم والشجاعة والنجدة، ونصرة المظلوم، وإعانة الضعيف، وقد عُهِدَ إلى أبي بكر الصديق باعتباره أحد سادتهم، بأمر تسوية الدم وأداء المغارم والديات"(3).
(1) ينظر: المعارف لابن قتيبة 1/ 167، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص (26)، وتاريخ الخلفاء الراشدين لطقوش ص (13).
(2)
ينظر: سيرة السيدة عَائِشَة أُمّ المؤمنين ك لسليمان الندوي ص (38).
(3)
السيدة عَائِشَة وتوثيقها للسنة، لجيهان رفعت فوزي ص (12).