الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطلب السابع
قولهم: إِنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانتْ تُسِيء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
يَزْعُم الرافضة أَنَّ عَائِشَة رضي الله عنها كانتْ تُسِيء إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فيقول التجاني:"وقد أساءت عَائِشَة إلى رسول الله كثيرًا وجرعته القصص ولكن النَّبِيّ رؤوف رحيم وأخلاقه عالية وصبره عميق، وكان كثيرًا ما يقول لها ألبسك شيطانك يا عَائِشَة وكثيرا ما كان يأسى لتهديد الله لها"(1).
الرد على هذه الشُّبْهَة:
قال عثمان خميس: "قوله قد أساءت عَائِشَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً كذب تشهد به كتب أهل السنة التي تبيِّن أَنّ أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عَائِشَة (2)، وكان الناس لا يهدون له إلا في بيت عَائِشَة (3)، وكانت لها من دون سائر أمهات المؤمنين ليلتان وأما كتب الشيعة فغير موثوق بها، فإن الكذب فيها كثير وخير مثال على كثرة كذبهم هذا الكتاب وأمثاله من مؤلفات التيجاني وغيره، وكذا قوله: (كثيرا ما يقول لها ألبسك شيطانك، وكثيراً ما كان يأسى لتهديد الله لها) كله كذب لا يستحي منه كاذبه"(4).
فقول التجاني: "كثيرًا ما يقول لها ألبسك شيطانك يا عَائِشَة"، إشارة إلى ما في صحيح مسلم عن عروة بن الزبير: «أَنَّ عَائِشَة زَوْجَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَتْهُ أَنَّ
(1) فاسألوا أهل الذكر ص (75).
(2)
سبق تخريجه.
(3)
سبق تخريجه.
(4)
كشف الجاني محمد التيجاني ص (74).
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ:"مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَة أَغِرْتِ؟ " فَقُلْتُ: وَمَا لِي لا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: "نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ"» (1).
وجاء الحديث بألفاظ كثيرة أغلبها لا تصح (2).
وسياق الحديث يأبى الطعن بعائشة؛ لأن مناسبة الحديث الغيرة عليه صلى الله عليه وسلم، وليس تعمد إيذائه كما يكذب التيجاني (3)، "بل إن هذه الغيرة نابعة من شدة حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تتصور أن يزاحمها في حبه أحد من النساء"(4).
"وعَائِشَة رضي الله عنها لا ندعي تجردها من البشرية وترفعها عن فطرة الأنثى فهي كغيرها من النساء في ذلك، وغيرتها رضي الله عنها لم تكن لتتغلغل في أعماقها، بل كانت تقف عند الحدود التي تقضي بها قواعد الدين والعدل، ولعل ما يبين لنا ذلك ما روي من صور الوفاق الرائع بين الضرائر، وتفانيهن في إرضاء زوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم"(5).
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينًا 4/ 2168، رقم (2815).
(2)
ينظر: التلخيص 1/ 338، وعلل الدارقطني 14/ 414.
(3)
ينظر: أحاديث يحتج بها الشيعة، لعبد الرحمن دمشقية.
(4)
حياة عَائِشَة أُمّ المؤمنين ص (406).
(5)
تراجم سيدات بيت النبوة للدكتورة عَائِشَة بنت الشاطئ ص (292).