الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فن الكلام، لأن بعض مباحثهما يتوقف على معرفته كبحث الوصل والفصل.
ومن المؤلفات في الفنون الثلاثة المذكورة: تلخيص المفتاح للخطيب ثم علم الخطيب متنا آخر وسماه: إيضاح التلخيص، وقال في ديباجته: جعلته كالشرح للتلخيص، فأوضحت معانيه المجملة وزدت عليه ما تضمنته المطولات، فاستخرجت زبدتها كلها وهذبتها ورتبتها حتى استقر كل شيء منها في محله، وأضفت إليها ما أدى إليه فكري، انتهى.
وقد شرح الإيضاح القطب العلامة. فليت شعري ما الداعي للناس إلى ترك المهذب؟ ! !
وأما
[علم] أصول الفقه:
فهو العلم بالقواعد الكلية التي يتوصل بها من أدلة الفقه إليه، أي إلى الفقه، وأدلة الفقه أربعة:
الكتاب والسنة والإجماع والقياس. ويقال لتلك الأدلة (الأربعة): أصول الفقه بالمعنى اللغوي، لأن الفقه ينبني على هذه الأربعة، لكن أصول الفقه في الاصطلاح، هو العلم بالقواعد المذكورة، ويطلق على نفسه تلك القواعد قولهم: كل أمر بشيء يفيد وجوب ذلك
الشيء. فبهذه القاعدة يتوصل من قوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاة} إلى أن إقامة الصلاة واجبة، بأن يقال: إن قوله تعالى قوله هذا، أمر بإقامة الصلاة وكل أمر بشيء فهو يفيد وجوب ذلك الشيء. فقوله تعالى هذا، يفيد وجوب إقامة الصلاة، وإذا كان الأمر كذلك فإن إقامة الصلاة واجبة.
قال في بعض الرسائل: الغرض من هذا الفن حصول ملكة استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها، وانتهى. فإن قلت التوصل من أدلة الفقه إلى الفقه هو عمل المجتهد، وقد انقطع الاجتهاد واقتدى كل طائفة بمجتهد، فما فائدة الاشتغال بهذا الفن؟ قلت: يستمد من هذا الفن علم التفسير وشرح الحديث، ويتوقف عليه معرفة مسائل الفقه بالأدلة، كما تضمنته "الهداية" وأمثالها. ثم إن الحوادث غير منحصرة فيما ذكر في المدونات [من كتب الفقه] فقد تحدث مسألة لم تمسها [يد] واحد من المجتهدين، فيقدر على الحكم في تلك المسألة صاحب هذا الفن، إلى غير ذلك من الفوائد.
ويستمد هذا الفن من النحو والمعاني أسد استمداد، ومن مباحث الأدلة أيضا، ولذا جعلت جزءا من مختصر المنتهى ومن معرفة نفس