الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التفسير يستمد من العلوم] الدينية [كلها، ومن بعض العلوم العربية، وهو ما عدا علم العروض والقافية وقرض الشعر وإنشاء] النثر [والمحاضرات والتواريخ، وزماننا هذا زمان يمد يده إلى علم التفسير- تعليمًا أو تعلمًا- من ليس له أهليته، من غير نكير من أحد. ومن أعظم ما يتوقف عليه هذا العلم الذكاء والفهم الثاقب، ترى من لم يستأهل للاطلاع على جليات الفنون يدرس مثل تفسير البيضاوي ويتعلمه من لا يحسن فهم أنموذج الزمخشري، ولعل من أشراط الساعة: ارتفاع شرائط التعليم والتعلم ليرتفع العلم.
الفصل "السابع": (أهم كتب التفسير)
والتعويل في بعض كتب التفاسير في بيان معاني القرآن، على المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين كابن عباس وقتادة،
كتفسير زاد المسير للإمام الجوزي، وفي بعضها على ما يساعده] كـ[العلوم العربية، وإن خالف المنقولات، لما أن تلك المنقولات خبر أحاد لا يفيد اليقين كتفسير الزمخشري والبيضاوي. ثم إن تفسير محمود الزمخشري المعتزلي هو كما قيل:
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد
…
وليس فيها لعمري مثل كشافـ[ـي]
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
…
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
وهو تفسير مشتمل على الفوائد والدقايق، تداولته أيدي العلماء، وعملوا عليه حواشي، لكن قال بعض العلماء: إن صاحب الكشاف فسر معظم آي القرآن برأيه الفاسد، بعضه ظاهر وبعضه أخفى من دبيب النمل، وشتم عصابة أهل السنة وسفههم وجهلهم ورماهم] بوعوعة [الكلب، وقال: إنهم حمر مؤلفة، إلى غير ذلك، فلا يجوز استعماله لمن يعرف ما دسه
من الاعتزال، ويقدر على التخلص منه. ثم أقول: وتفسير عمر البيضاوي مختصر الكشاف مع ما فيه من الزيادات، ولذا اختاره المتأخرون، لكن] لما [غلب على طبعه الفلسفة، دس في تفسيره كثيرًا من عقائد الفلاسفة مما ينابذ الشريعة، فلا يجوز استعماله إلا لمن يعرف ما دسه من الفلسفة ويقدر على التخلص منه. ثم إن ما دسه من الفلسفة أضر مما دسه الزمخشري من الاعتزال، كما يظهر لمن عرف ما دس هذا من الفلسفة وما دس ذلك من الاعتزال ترى بعض من لا يميز عقائد الفلاسفة ويظن أنه من عقائد الإسلام، فويل له.
ثم إن علم التفسير هو البحر الكبير والشمس المنير، معترك خيول العلماء المدققين ومنهى سلوك الطالبين، يجتهدون مدة مديدة وسنين كثيرة في تحصيل فنون آية ويقتحمون الغربة ويقاسون الكربة في أسفار بعيدة بهمة عالية لتحصيل بضاعة الاطلاع على دقائق علم التفسير، فإذا انتهى سلوكهم إليه فمنهم من لا يتم منه كتابًا، بل لا يشتغل به سنة. وقد أفرد بعض العلماء بيان إعراب القرآن ووجوه تراكيبه، كالكتاب المسمى بـ "الفريد في إعراب القرآن المجيد" في أربع مجلدات لابن العرين الشافعي، طوبى لمن ظفر بنسخة منه.