الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما:
المقصد الثاني
ففيه فصلان
الفصل "الأول": (في بيان ترتيب العلوم لمن أراد تحصيلها)
فالمبتدئ يلقن: الإيمان على قدر فهمه، فإن كان صبياً يؤمر بعده بتعلم القرآن من معلم صحيح الأداء إلي أن يختمه، ثم يؤمر بتعلم تفاصيل الإيمان وعقائد أهل السنة، والقدر المفروض من علم الأخلاق وعلم الصلاة.
والمتكفل ببيان هذا الجميع الرسالة التركية لمحمد البركوي، ونعمت هي لكل مبتديء عجمي. ثم يؤمر إن كان عجمياً بتعلم لغة ابن فرشتة وحفظها. وإن كان بالغاً يؤمر بعد تلقين الإيمان على قدر فهمه بتعلم الفاتحة
وسور قصار، ثم يؤمر بتعلم تلك الرسالة أو ما يفيد مفادها، ثم يؤمر بتعلم جميع القرآن، ثم يؤمر بتعلم لغة ابن فرشتة وحفظها. وبعد تعلم لغة ابن فرشتة صبياً أو بالغاً يؤمر بتعلم الصرف ثم النحو ثم النحو ثم علم الأحكام ثم المنطق ثم المناظرة ثم الكلام ثم المعاني ثم أصول الفقه، ثم الفقه. ولا أريد بالفقه مجرد علم الأحكام العملية بدون الأدلة كما تضمنه مختصر القدوري، بل معرفتها بالأدلة كما تضمنه الهداية. وأما مختصر القدوري أو ما يقوم مقامه من علم الأحكام فيتعلمه بعد تحصيل الصرف والنحو. إذ لا يتوقف فهمه على معرفة قواعد أصول الفقه بخلاف فهم مثل الهداية، ولا أريد بالكلام مجرد المسائل الاعتقادية، بل ما تضمنه مثل المقاصد من مباحث الجواهر والأعراض والمسائل الاعتقادية مع أدلتها والرد على المخالفين، ثم بعد ذلك يؤمر بتعلم أصول الحديث ثم الحديث رواية ودراية، ثم التفسير، وأما تعلم علم التجويد والقراءات ومرسوم المصاحف فيتعلمها الطالب متى قدر قبل تعلم التفسير. وأما الحساب والهندسة والهيئة والعروض فيحصلها متى قدر، لكن ينبغي تقديم تعلم الحساب على تعلم علم الأحكام، خصوصاً الفرائض.