الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
ظهور الاتجاه المحافظ البياني:
وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الطائفة من الشعراء ترتبط بالاتجاه التقليدي على اختلاف بينهم في نسبة هذا الارتباط، ومع اتضاح لبعض ملامح التجديد عند البعض، مما جعل التقليدية خالصة عند أمثال الشيخ علي أبي النصر، والشيخ علي الليثي، وغير خالصة عند أمثال صالح مجدي، وصفوت الساعاتي، نقول: في هذا الوقت كانت طائفة أخرى من الشعراء، قد نما وعيها أكثر، وصارت نفرتها من الاتجاه التقليدي أشد، ورأت هذه الطائفة أن المثل الشعري، ليس ما خلفته عصور التخلف، وأن التشبث بالألاعيب اللغوية والمحسنات البديعية، يجعل حقيقة الشعر تفلت من قبضة الشاعر.
وقد كانت هذه الطائفة الثانية تجمع -غالبًا- بين شيئين، لم يتهيأ للطائفة الأولى، وأول هذين الشيئين هو عدم إلحاح الحاجة عليها للتكسب بالشعر، تلك الآفاة التي من شأنها أن تشد الشاعر إلى حاكم أو غنى، وتجعله يقول: لا ما يرضي الشاعر نفسه، بل ما يرضي الحاكم أو ولي النعمة.
ومن هنا يكون الإكثار من شعر المدح الملق، والمناسابت التافهة، وما إلى ذلك مما لا يمس شعور الشاعر، أو يصدر عن إحساسه الصادق، أما الشيء الثاني الذي كان -غالبًا- يجمع بين هذه الطائفة الثانية من الشعراء؛ فهو البعد شبه الكامل عن الثقافة التقليدية، والقرب الشديد من الثقافة الحديثة، هذا بالإضافة إلى الاتصال القوي بألوان من الحياة الحضرية.
هذان العاملان، بالإضافة إلى عامل تقدم الوعي والنفرة من الأنماط التقليدية؛ جعل هذه الطائفة من الشعراء تبحث عن مثل للشعر غير المثل المتخلف، الذي غلب على نتاج التقليديين، ولم يكن من المستطاع أن يكون المثل الأعلى هو الشعر الأوروبي، وذلك؛ لأنه لم يكن قد ترجم منه إلى العربية حتى ذاك الوقت ما يمكن أن يلفت النظر، هذا بالإضافة إلى ما كان من توجس -في تلك الفترة- من هذه الوافدات الأجنبية، التي ترتبط بهؤلاء الأجانب الممثلين للعدوان في كثير من مظاهر الحياة المصرية.
وهكذا لم يكن أمام تلك الطائفة من الشعراء الواعين الموفورين ذوي الثقافة والحياة العصرية، إلا الشعر العرب القديم، في صورته البيانية الجديدة، التي خلفتها عصور الازدهار في المشرق والأندلس.. وكان ذلك متفقًا تمامًا مع روح الفترة، تلك الروح الواعية، الباحثة عن أمجاد الماضي العربي المشرق، لتتكئ عليها الأمة في كفاحها، ولتجمع بها شملها، وتقوى من
عزيمتها، وتواجه بذلك كله مزاعم من ينكرون أصالتها وقوتها، ويريدون أن يسلبوا كل مقدراتها، وقد تجلت هذه الروح بشكل آخر في حركة إحياء التراث، التي قامت بها جمعية كجمعية المعارف1.
هذا، وقد كان في طليعة هذه الطائفة من الشعراء: البارودي2 وإسماعيل
1 راجع ما كتب عن ذلك في المقال رقم 2 من هذا الفصل.
2 ولد بمصر سنة 1838، وكان أبوه من أمراء المدفعية في عهد محمد علي، ثم كان مديرًا لبربر ودنقله في السودان، وقد توفي الوالد ومحمود في الثانية عشرة من عمره، ولكن أهله قاموا بعد أبيه بواجب تربيته، فألحق بالمدرسة الحربية، وحين تخرج لم يجد عملًا عسكريًّا؛ لأن البلاد كانت تجتاز محنة عباس وسعيد اللذين رجعا بالبلاد إلى الخلف، وقد انتهز محمود الفرصة فأكب على قراءة الأدب والشعر، ثم سافر إلى الآستانة وعمل بها في وزارة الخارجية، وحين زار إسماعيل تركيا سنة 1863 اختار البارودي في حاشيته، فعاد معه إلى مصر، ثم عين في سلاح الفرسان، وسافر إلى فرنسا مع بعض الضباط ليشاهدوا استعراض الجيش الفرنسي السنوي، وانتهز الفرصة فسافر إلى إنجلترا، وحين شبت ثورة ضد تركيا في جزيرة كريت سنة 1866، رأى إسماعيل أن يساعد تركيا بفرقة مصرية، وسافر البارودي ضمن ضباط هذه الفرقة، وحين أعلنت روسيا الحرب على تركيا سنة 1877، أمدت مصر دولة الخلافة بعون عسكري، كان البارودي ضمن قواده، وحين رجع إلى مصر عين مديرًا للشرقية، ثم محافظة للعاصمة، وفي عهد توفيق عين البارودي وزيرًا للأوقاف، ثم وزيرًا للحربية، ولكن البارودي ما لبث أن استقال، ثم عاد وزيرًا، بل أسندت إليه رئاسة الوزراء.
وحين شبت ثورة عرابي، انضم إليها، ولما أخفقت نتيجة للخيانات من خصومها وللغدر من الخديو والإنجليز؛ قدم إلى المحاكمة، ثم نفي إلى سرنديب، وظل بها سبعة عشر عاما وبضعة أشهر، وأخيرًا صدر العفو عنه سنة 1900، فرجع إلى مصر، وتوفي سنة 1904، وقد خلف ديوانًا طبعته من بعده أرملته. كما خلف مختارات من الشعر العربي لثلاثين شاعرًا، وقد طبعتها كذلك أرملته بعد وفاته.
اقرأ عنه: مقدمة ديوانه طبعة دار الكتاب، بقلم الدكتور محمد حسين هيكل، وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي للعقاد، وفي الأدب الحديث لعمر الدسوقي، والبارودي لعمر الدسوقي، والأدب العربي المعاصر في مصر للدكتور شوقي ضيف، ومهرجان البارودي، وهو مجموع الأبحاث والدراسات التي ألقيت في المهرجان الذي أقامه مجلس رعاية الفنون والآداب.
صبري1، وعائشة التيمورية2، وإن كان البارودي أوضح الجميع أخذًا بهذا الاتجاه الجديد؛ فهو أقواهم شاعرية، وأعلاهم قامة، وأغزرهم نتاجًا، وأبعدهم عن التقليدية التي غلبت على كثير من شعراء تلك الفترة، ومن هنا يعتبر البارودي -بجدارة- رائد هذا الاتجاه الذي اتجه بأسلوب الشعر، إلى الأسلوب القديم المشرق الحي، البعيد عن التهافت والتستر بالمحسنات، فهو مؤسس الاتجاه المحافظ البياني في الشعر الحديث، وليس المراد بالمحافظة أي لون من التقليدية أو المحاكاة بمعناها الرديء، الذي تلغى معه الشخصية أو تغلق العيون، والمشاعر عما يحيط بالشاعر ويمس نفسه، وإنما المراد بالمحافظة اتخاذ النمط العربي المشرق مثلًا أعلى في الأسلوب الشعري، وهذا النمط تمثله تلك النماذج الرائعة من الشعر، التي خلفها قمم الشعراء في عصور الازدهار
1 ولد بالقاهرة سنة 1854 لإحدى الأسر المتوسطة، وتعلم بمدرسة المبتديان، ثم بمدرسة الإدارة ثم أرسل في بعثة إلى فرنسا حيث نال ليسانس الحقوق من كلية إكس سنة 1878، وتنقل بعد عودته في مناصب القضاء، ثم عين محافظاً للإسكندرية، ثم رقي وكيلًا لوزارة العدل بعد ثلاث سنوات، وظل بهذا المنصب حتى أحيل إلى المعاش سنة 1907، وكان منذ حداثته مولعًا بالأدب والشعر، فلما أتيحت له فرصة الفراغ من المناصب الرسمية خلص لشعره، وفنه حتى توفي سنة 1923، وقد خلف ديوانًا.
اقرأ عنه: شعراء مصر، وبيئاتهم للعقاد، وفي الأدب الحديث لعمر الدسوقي، والأدب المعاصر في مصر للدكتور شوقي ضيف.
2 ولدت بالقاهرة سنة 1840 في بيت الأسرة التيمورية، ووالدها إسماعيل تيمور باشا، كان يرأس القلم الأوروبي في ديوان الخديوي، ثم كان رئيسًا للديوان الخديوي كله، وتلقت مختلف العلوم العربية في بيت الأسرة على كبار الأساتذة، كما تعلمت الفارسية والتركية، وقد اتجهت إلى الأدب والشعر في سن مبكرة، ولكن الحياة الزوجية ومسئولية الأمومة عوقتها حينًا، ثم ما لبثت أن انصرفت إلى هوايتها بعد وفاة زوجها، واضطلاع ابنتها بشئون البيت، وقد ظلت تكتب الشعر بالعربية والفارسية، حتى توفيت سنة 1902، وقد خلفت ديوانًا في كل من اللغتين.
اقرأ: الترجمة التي كتبها لها حفيدها أحمد كمال زاده في صدر ديوانها، واقرأ عنها الأبحاث التي كتبتها الدكتورة بنت الشاطئ، والدكتورة سهير القلماوي والقصاص محمود تيمور ابن أخيها.
في المشرق والأندلس، من أمثال أبي تمام والبحتري، والمتنبي من المشارقة، وابن زيدون وابن خفاجة من الأندلسيين، والمراد بالبيانية، إبراز الجانب البياني في الشعر بشكل واضح، والاعتماد عليه أساسًا كعنصر من أهم عناصر الجمال فيه؛ حتى ليقدم الجانب البياني على الجوانب المتعددة الأخرى، التي يمكن أن يتألف منها نسيج الشعر، كالجانب الذهني1، والجانب العاطفي2، وما إليهما.
وقد كان هذا الأسلوب المحافظ البياني بعد ذلك وسيلة تعبير عن حياة الشاعر الخاصة وأحاسيسه الذاتية، ثم عن قضايا بلده ومشكلاته القومية، وأخيرًا كان وسيلة لتسجيل بعض أحداث العصر، الخارجة عن نطاق الذات والوطن. وهكذا لم يكن استخدام الأسلوب المحافظ البياني، حاملًا للشعراء من أصحاب هذا الاتجاه على حصر أنفسهم في أغراضهم الأقدمين أصحاب هذا الأسلوب في الأصل، وإنما كان أسلوبًا حيًّا مشرقًا، قد اختير للتعبير عن أغراض تشبه أغراض الأقدمين حينًا، وتختلف عنها في كثير من الأحايين، على أن الشاعر من أصحاب هذا الاتجاه كان يتخذ من العالم العربي القديم عالمًا مثاليًا، يخفق له قلبه، ويهيم به خياله، ويشد إليه وجدانه؛ لأنه عالم الآباء الأماجد والتاريخ العريق، والدولة العربية الإسلامية الغالية، ومن هنا كان يستمد الشاعر كثيرًا من صوره من هذا العالم، بل يجمع بعض الألوان والخطوط من الصحراء، فيرسم خيامها وكثبانها وبانها، ويتغنى بهند وأسماء وسعاد والرباب، ويبكي الرسوم والأطلال، ويذكر أماكن تعود ذكرها الشاعر القديم كالعقيق ونجد، ويشبه الحبيبة بنفس طريقة ذاك الشاعر القديم، فيجعل قوامها غصنًا، وإشراقها بدرًا ونفرتها ظبيًّا، ويتخذ
1 هذا الجانب يغلب على نسيج الشعر الذي يمثله شكري، والمازني والعقاد، وهو الاتجاه الذي يسمى "بمدرسة الديوان".
2 هذا الجانب يغلب على نسيج الشعر الذي يمثله أبو شادي، وعلي طه وناجي والهمشري، وهو الاتجاه الذي يسمى باسم "مدرسة أبوللو".
الشاعر من أصحاب الاتجاه المحافظ ذلك كله، رمزًا إلى صور جديدة وتعبيرًا عن معان حديثة، وهو في ذلك صادق غالبًا، إذا استثنينا ما يكون من رياضة القول في أول عهود التأدب، نعم هو صادق مع نفسه، ومع فنه ومع طبيعة عصره. ذلك العصر الذي عرفنا أنه كان مشدود الوجدان إلى الماضي العربي العظيم، وإلى تراثه الجيد المشرق1.
ومهما يكن من أمر، فقد استطاع هذا الأسلوب أن يعبر -في تلك الفترة- عن الشاعر وحياته وتجاربه، وعن وطن الشاعر ومشكلاته وقضاياه، بل استطاع أن يسجل بعض الأحداث الكبيرة التي وقعت خارج الشاعر وبعيدًا عن وطنه، وقد أدى هذا الاتجاه الشعري كل ذلك بتوفيق، وصل أحيانًا إلى حد الروعة، ونقل الشعر العربي الحديث معه إلى النور والحياة2.
فالبارودي مثلًا يعبر عن تجربة البعد عن الوطن، والحنين إلى الأهل والأحباب، أيام كان بعيدًا عن مصر ليشارك في حرب البلقان، فيقول:
هو البين حتى لا سلام ولا رد
…
ولا نظرة يقضي بها حقه الوجد
ولكن إخوانا بمصر ورفقة
…
نسوا عهدنا حتى كأن لم يكن عهد
أحن لهم شوقًا على أن دوننا
…
مهامه تعيا دون أقربها الربد
أفي الحق أنا ذاكرون لعهدكم
…
وأنتم علينا ليس يعطفكم ود
فلا تحسبوني غافلًا عن ودادكم
…
رويدًا فما في مهجتي حجر صلد
هو الحب لا يثنيه نأي وربما
…
تأرج من مسر الضرام له النّد3
وهو يصور حال مصر قبل الثورة العرابية، وما ضاقت به من تأزم
1 راجع ما كتب عن روح هذه الفترة في المقالات التمهيدية من هذا الفصل، وخاصة المقال رقم 2 - إحياء التراث العربي.
2 اقرأ شعراء مصر وبيئاتهم للعقاد، في حديثه عن البارودي، واقرأ مقدمة ديوان البارودي بقلم الدكتور محمد حسين هيكل.
3 ديوان البارودي جـ1 ص161، وما بعدها.
وفساد أرق المواطنين، وفزعهم، ويتوقع الفرج وانكشاف الغمة، لكن بحد السيف، فيقول:
تنكرت مصر بعد العرف واضطربت
…
قواعد الملك حتى ريع طائره
فأهمل الأرض جرًا الظلم حارثها
…
واسترجع المال خوف العدم تاجره
واستحكم الهول حتى ما يبيت فتى
…
في جوشن الليل إلا وهو ساهره
يا نفس لا تجزعي فالخير منتظر
…
وصاحب الصبر لا تبلى مرائره
لعل بلجة نور يستضاء بها
…
بعد الظلام الذي عمت دياجره
إني أرى أنفسًا بما حملت
…
وسوف يشهر حد السيف شاهره1
بل إنه يحرض فعلا على الثورة والحرب، وانتهاز الفرصة لحصد رءوس الحكم الدخلاء الظالمين، فيقول:
فيا قوم هبوا إنما لعمر فرصة
…
وفي الدهر طرق جمة ومنافع
أصبرًا على مس الهوان وأنتم
…
عديد الحصى؟ إني إلى الله راجع
وكيف ترون الذل دار إقامة
…
وذلك فضل الله في الأرض واسع
أرى أرؤساً قد أينعت لحصادها
…
فأين ولا أين السيوف القواطع
فكونوا حصيدًا خامدين أو افزعوا
…
إلى الحرب حتى يدفع الضيم دافع
أهبت فعاد الصوت لم يقض حاجة
…
إلي، ولباني الصدى وهو طائع
فلم أدر أن الله صور قبلكم
…
تماثيل لم تخلف لهن مسامع
فلا تدعوا هذي القلوب فإنها
…
قوارير محني عليها الأضالع2
وهو بعد ذلك يتجاوز تجاربه النفسية الذاتية، وقضايا وطنه القومية، ليحدثنا عن تلك الأرض النائية ببلاد البلقان، وما جرى عليها من حرب بين الروس والأتراك، فيقول:
وأصبحت في أرض يحار بها القطا
…
وترهبها الجنان وهي سوارح
بعيدة أقطار الدياميم لو عدا
…
سليك بها شأوًا قضى وهو رازح
1 المصدر نفسه جـ2 ص128.
2 المصدر نفسه جـ2 ص211، وما بعدها.
تصيح بها الأصداء في غسق الدجى
…
صياح الثكالى هيجتها النوائح
تردت بسمور الغمام جبالها
…
وماجت بتيار السيول الأباطح
فأنجادها للكاسرات معاقل
…
وأغوارها للعاسلات مسارح
مهالك ينسي المرء فيها خليله
…
ويندر عن سوم العلا من ينافح
فلا جو إلا سمهري وقاضب
…
ولا أرض إلا شمري وسابح
ترانا بها كالأسد نرصد غارة
…
يطير بها فتق من الصبح لامح
مدافعنا نصب العدا ومشاتنا
…
قيام تايها الصافنات القوارح
ثلاثة أصناف تقيهن ساقة
…
حيال العدا إن صاح بالشر صائح
فلست ترى إلا كماة بواسلا
…
وجردًا تخوض الموت وهي ضوابح1
وبمثل تلك النماذج، عبر الاتجاه المحافظ البياني في توفيق واضح، عن أغراض أرحب من تلك الأغراض التي عبر عنها الشعراء الأقدمون، وانفسح لتسجيل نبضات الشاعر الحديث، وقضايا وطنه وكبريات أحداث عصره.
ولم يستلزم هذا الأسلوب المحافظ البياني، حصر الشاعر في نطاق الأغراض التي كان يعبر عنها هذا الأسلوب في العصور القديمة، بل إن التزام منهج القصيدة العربية، واستخدام بعض الصور القديمة، والألوان البدوية الصحراوية نفسها، وما فيها من أماكن ونباتات وحيوانات -كالعقيق ونجد، وكالخزامى والبهار، وكالرئم والمها- لم تحل بين هذا الأسلوب، ونقل كل ما أراد الشاعر المحافظ أن يعبر عنه من تجاربه الذاتية، أو قضايا وطنه القومية، أو الأحداث الإنسانية الخارجة عن ذات الشاعر وقضايا وطنه، وهذا إذا أخذنا هذه الصور والألوان العربية القديمة على أنها رموز للتعبير عن معالم نفسية ومادية جديدة، فالشاعر حين يقول متشوفًا إلى مسارح شبابه، وأنسه بمصر:
أين ليالينا بوادي الغضا
…
ذلك عهد ليته ما انقضى
كنت به من عيشتي راضيًا
…
حتى إذا ولى عدمت الرضا
1 ديوان البارودي جـ1 ص110-113.