الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأدب بين المحافظة والتجديد
أولا: الشعر
سيطرة الاتجاه المحافظ البياني
…
الأدب بين المحافظة والتجديد:
كان الطابع الغالب على أدب تلك الفترة هو طابع المحافظة واستلهام الماضي، أو اتخاذ التراث العربي المشرق الذي خلفته عصور الازدهار نقطة انطلاق نحو أدب معاصر، وليس معنى ذلك أن التيار الفكري المتجه إلى الحضارة الغربية لم تكن له آثار أدبية تصوره، وإنما الذي يراد تقرير هو أن هذا التيار الغربي كان في تلك الفترة في طور التمهيد، والإعداد الفكري لظهور الأدب الذي يمثله1، وقد ظهر وليدًا غضا، أمام أدب محافظ قد استوى واستحصد، وملك على الناس مشاعرهم الفنية، وشكل لهم أنماطهم الأدبية، وهكذا لم تكن القوة الأدبية لهذا التيار الغربي المجدد، معادلة لقوة التيار العربي المحافظ، بل لم تكن قوة هذا التيار الغربي في ميدان الأدب معادلة لقوته هو نفسه في مجال الفكر والإصلاح الاجتماعي؛ نظرًا لكونه من الناحية الأدبية قد كان محتاجًا إلى تغييرات فكرية ونفسية واجتماعية كبيرة تمهد له، وتعد للأخذ به، وتدفع إلى السير في طريقه. ومن هنا كانت غلبة الطابع المحافظ على الأدب بفنونه المختلفة، على الوجه الذي يتضح تفصيله فيما يلي:
أولاً: الشعر:
1-
سيطرة الاتجاه المحافظ البياني:
عرفنا من حال الشعر في الفترة السابقة، أنه قد ظهر الاتجاه المحافظ البياني الذي راده البارودي، وبعث به الشعر العربي، وذلك حين رده إلى استلهام النماذج الجيدة التي خلفتها عصور الازدهار، وحين جعل النموذج البياني
1 تطور الرواية العربية للدكتور عبد المحسن بدر ص41.