الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يعود عليكم نفعه في الدنيا والآخرة من عبادة ربكم الذي خلقكم ورزقكم وتسبيحه بكرة وأصيلا.
وقرأ الجمهور (1): {وَتَنْحِتُونَ} بالتاء للخطاب، وكسر الحاء، وقرأ أبو حيوة وعيسى والحسن بفتح الحاء، وعن الحسن بألف بعد الحاء إشباعًا، وعن عبد الرحمن بن محمد عن أبيه {ينحتون} بالياء من أسفل وكسر الحاء، وعن أبي حيوة والحسن أيضًا {ينحتون} بالياء من أسفل وفتح الحاء، وقرأ عبد الله وابن عباس وزيد بن علي والكوفيون وابن عامر {فَارِهِينَ} بألف، وباقي السبعة بغير ألف، وقرأ مجاهد:{متفرهين} اسم فاعل من تفرّه، والمعنى: نشطين مهتمين.
151
- وقوله: {وَلَا تُطِيعُوا} خطاب لجمهور قومه {أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} وهم كبراؤهم ورؤساؤهم في الكفر والإضلال، وكان (2) مقتضى الظاهر أن يقال: ولا تطيعوا المسرفين، بلا إقحام {أَمْرَ} فإن الطاعة إنما تكون للأمر - على صيغة الفاعل - كما أن الامتثال إنما يكون للأمر - على صيغة المصدر - فشبّه الامتثال بالطاعة من حيث إن كل واحد منهما يفضي إلى وجود المأمور به، فأطلق اسم المشبّه به وهو الطاعة، وأريد الامتثال؛ أي: لا تمتثلوا أمر المجاوزين للحد بالإشراك والإضلال. وقيل يعني التسعة الذين عقروا الناقة. وفي "النسفي": جعل الأمر مطاعًا على المجاز الإسنادي، والمراد الآمر، فكأنه قال: ولا تطيعوا المسرفين فيما أمروا به. أو المعنى (3): ولا تطيعوا وتتبعوا المستكثرين من لذات الدنيا وشهواتها، بل اكتفوا واقتصروا منها بقدر الكفاف.
152
- ثم وصف المسرفين بقوله: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} ؛ أي: في أرض الحجر بالكفر والظلم، وهو وصف موضح لإسرافهم {وَلَا يُصْلِحُونَ} بالإيمان والعدل عطف على {يُفْسِدُونَ} لبيان خلو إفسادهم عن مخالطة الإصلاح؛ أي:
(1) البحر المحيط.
(2)
روح البيان.
(3)
المراح.