الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأولادًا، كقوم هود الذين قالوا من أشد منا قوة؟ فأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وقرأ الجمهور (1): {وَالْجِبِلَّةَ} بكسر الجيم والباء وشد اللام. وقرأ أبو حصين والأعمش والحسن بخلاف عنه، والأعرج وشيبة بضمهما وتشديد اللام وتشديد اللام في القراءَتين في بناءَين للمبالغة. وقرأ السلمي:{والجبلة} : بكسر الجيم وسكون الياء، وفي نسخة عنه بفتح الجيم وسكون الباء، وهي من جبلوا على كذا؛ أي: خلقوا.
185
- {قَالُوا} ؛ أي: أصحاب الأيكة {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} ؛ أي: ما أنت يا شعيب إلا رجل من المسحورين؛ أي: ممن سحر عقله مرة بعد أخرى، فصار كلامه جزافًا لا يعبر عن حقيقة، ولا يصيب هدف الحق، أو من المجوفين مثلنا ولست بملك.
186
- {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} ؛ أي: مماثل لنا تأكل وتشرب كما نفعل، فلا مزية لك علينا، فما وجه تخصيصك بالرسالة، وإرسالك رسولًا إلينا.
وإدخال {الواو} (2) بين الجملتين هنا؛ للدلالة على أن كلًّا من التسحير والبشرية مناف للرسالة مبالغة في التكذيب، بخلاف قصة ثمود، فإنه ترك {الواو} هناك؛ لأنه لم يقصد إلا معنى واحد هو التسحير، وقد مر توجيهه بوجه آخر نقلًا عن شيخ الإِسلام.
ثم أكدوا هذا الإنكار بقولهم: {وَإِنْ} ؛ أي: وإن الشأن {نَظُنُّكَ} ؛ أي: نعتقد كونك {لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} في دعوى النبوة، فـ {إن}: مخففة من الثقيلة واسمها محذوف؛ أي: وإنا لنظنك ممن يتعمد الكذب فيما يقول، ولم يرسلك الله نبيًا إلينا. وقيل (3):{إن} : نافية، واللام بمعنى إلا؛ أي: ما نظنك إلا من الكاذبين، والأول أولى.
187
- ثم إن شعيبًا كان هددهم بالعذاب إن استمروا على التكذيب، فقالوا:{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} ؛ أي: أي: قطعًا من السحاب {إِنْ كُنْتَ مِنَ
(1) البحر المحيط.
(2)
روح البيان.
(3)
الشوكاني.