الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
55
- ثم بين ما يأتون من الفاحشة بطريق التصريح بعد الإبهام؛ ليكون أوقع في النفس، فقال:{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} ؛ أي: لتطؤون أدبار الرجال {شَهْوَةً} ؛ أي: لأجل الشهوة والتلذذ فقط، كالبهائم ليس فيها قصد إعفاف، ولا قصد ولد. {مِنْ دُونِ النِّسَاءِ}؛ أي: حال كونكم متجاوزين النساء اللاتي هن محالُّ الشهوة. وفي قوله: {أَئِنَّكُمْ
…
} إلخ تكرير للتوبيخ مع التصريح بأن تلك الفاحشة هي اللواطة: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} التحريم، أو العقوبة على هذه المعصية؛ أي: بل أنتم قوم سفهاء ماجنون متجاهلون، حيث لا تعملون بموجب علمكم، فإن من لا يجري على مقتضى بصارته وعلمه، ويفعل فعل الجاهل هو والجاهل سواء، {تَجْهَلُونَ} صفة لـ {قَوْمٌ} ، والتاء فيه؛ لكون الموصوف في معنى المخاطب.
فإن قلت (1): إذا فسرنا {تُبْصِرُونَ} بالعلم، وقد قال بعده {قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} فيكون العلم جهلًا فبينهما مناقضة؟
تلت: معناه تفعلون فعل الجاهلين، وتعلمون أنه فاحشة، وقيل: تجهلون العاقبة، وقيل: أراد بالجهل السفاهة التي كانوا عليها.
وقرىء (2): {أَئِنَّكُمْ} بتحقيق الهمزتين وبتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين أو تركه، فالقراءات أربع. واختار الخليل وسيبويه تخفيف الهمزة الثانية من {أَئِنَّكُمْ} ، فأما الخط فالسبيل فيه أن يكتب بألفين على الوجوه كلها؛ لأنها همزة مبتدأة دخلت عليها ألف الاستفهام. ذكره "القرطبي".
ومعنى الآية: أي (3) أينبغي أن تاتوا الرجال، وتقودكم الشهوة إلى ذلك، وتذروا النساء اللاتي فيهن محاسن الجمال وفيهن مباهج الرجال، إنكم لقوم جاهلون سفهاء حمقى ماجنون.
وقد أشار سبحانه إلى قبيح فعلهم، وعظيم شناعته من وجوه:
(1) الخازن.
(2)
الجلالين.
(3)
المراغي.
1 -
قوله: {الرِّجَالَ} فيه الإشارة إلى أن الحيوان الأعجم لا يرضى بمثل هذا.
2 -
قوله: {مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} وفي ذلك إيماء إلى أن تركهن، واستبدال الرجال بهن خطأ شنيع، وفعل قبيح.
3 -
قوله: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} وفي هذا إيماء إلى أنهم يفعلون فعل الجهلاء الذين لا عقول لهم، ولا يدرون عظيم قبح ما يفعلون.
ونحو الآية قوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)} .
الإعراب
{قَالَتْ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على بلقيس، والجملة مستأنفة. {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي
…
}، إلى آخر الآية مقول محكي لـ {قَالَتْ} ، وإن شئت قلت:{يَا} : حرف نداء. {أَيُّ} : منادى نكرة مقصودة، {هَا}: حرف تنبيه زائد تعويضًا عما فات؛ أي: من الإضافة. {الْمَلَأُ} صفة لـ {أي} ، وجملة النداء في محل النصب مقول {قَالَتْ}. {أَفْتُونِي}: فعل أمر وفاعل ونون وقاية ومفعول به، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ} على كونها جواب النداء. {فِي أَمْرِي} متعلق بـ {أَفْتُونِي}. {مَا}: نافية. {كُنْتُ قَاطِعَةً} : فعل ناقص واسمه، وخبره. {أَمْرًا}: مفعول به. لـ {قَاطِعَةً} ، والجملة في محل النصب مقول {قَالَتْ} {حَتَّى}: حرف جر وغاية. {تَشْهَدُونِ} : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد {حَتَّى} بمعنى إلى، وعلامة نصبه حذف النون، والنون الموجودة نون الوقاية، والواو فاعل، وياء المتكلم المحذوفة للفاصلة مفعول به، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور بـ {حَتَّى} تقديره إلى شهودكم إياي، الجار والمجرور متعلق بـ {كان}. {قَالُوا}: فعل وفاعل، والجملة
مستأنفة. {نَحْنُ} : مبتدأ. {أُولُو} خبر مرفوع بالواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. {قُوَّةٍ} : مضاف إليه. {وَأُولُو بَأْسٍ} : معطوف عليه. {شَدِيدٍ} : صفة {بَأْسٍ} ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالُوا}. {وَالْأَمْرُ}: مبتدأ. {إِلَيْكِ} : جار ومجرور خبر المبتدأ؛ أي: والأمر موكول إليك، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها. {فَانْظُرِي}:{الفاء} : فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت ما قلنا لك، وأردت بيان ما هو اللازم لك .. فنقول لك. {انْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}:{انْظُرِي} : فعل أمر، وفاعل مبني على حذف النون، والجملة في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة في محل النصب مقول {قَالُوا}. {مَاذَا}: اسم استفهام مركب في محل النصب مفعول ثان لـ {تَأْمُرِينَ} . مقدم عليه وجوبًا للزومه الصدارة، وهو معلق للنظر عن العمل في لفظ ما بعده. {تَأْمُرِينَ}: فعل مضارع وفاعل مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والمفعول الأول محذوف تقديره: تأمريننا.
{قَالَتْ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على بلقيس، والجملة مستأنفة. {إِنَّ الْمُلُوكَ}: ناصب واسمه. {إِذَا} ظرف لما يستقبل من الزمان. {دَخَلُوا} : فعل وفاعل. {قَرْيَةً} : مفعول به على التوسع، والجملة الفعلية في محل الخفض بإضافة {إِذَا} إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب الآتي. {أَفْسَدُوهَا}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة جواب {إِذَا} لا محل لها من الإعراب. {وَجَعَلُوا}: فعل وفاعل معطوف على {أَفْسَدُوهَا} . {أَعِزَّةَ أَهْلِهَا} : مفعول {جَعَلُوا} الأول ومضاف إليه. {أَذِلَّةً} : مفعول ثان لـ {وَجَعَلُوا} ، وجملة {إِذَا} في محل الرفع خبر {إِنَّ} ، وجملة {إِنَّ} في محل النصب مقول {قَالَتْ} {وَكَذَلِكَ}:{الواو} : عاطفة. {كَذَلِكَ} : جار ومجرور صفة لمصدر محذوف. {يَفْعَلُونَ} : فعل وقاعل، والجملة الفعلية في محل النصب معطوفة على جملة {إِنَّ} على كونها مقولًا لـ {قَالَتْ} ، والتقدير: ويفعلون فعلًا كائنًا كذلك المذكور
من جعل الأعزة أذلة.
{وَإِنِّي} : {الواو} : عاطفة. {إِنِّي} نا صب واسمه. {مُرْسِلَةٌ} : خبره، ومفعوله محذوف تقديره: رسلًا، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {إِنّ} في قوله:{الْمُلُوكَ} . {إِلَيْهِمْ} : متعلق بـ {مُرْسِلَةٌ} . {بِهَدِيَّةٍ} : متعلق به أيضًا. {فَنَاظِرَةٌ} : معطوف على {مُرْسِلَةٌ} . {بِمَ} : {الباء} : حرف جر، {م}: اسم استفهام في محل الجر بالباء مبني بسكون على الألف المحذوف، فرقًا بينها وبين {ما} الموصولة، الجار والمجرور متعلق بـ {يَرْجِعُ} ، ولا يجوز تعلقه بـ {نَاظِرَةٌ}؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله. {يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}: فعل وفاعل، والجملة في محل النصب مفعول {نَاظِرَةٌ} معلق عنه باسم الاستفهام {فَلَمَّا جَاءَ}:{الفاء} : عاطفة على محذوف تقديره: فأعدت الهدية فأرسلتها مع رسول إلى سليمان. {لَمَّا} : اسم شرط غير جازم في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان. {جَاءَ} : فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر يعود على الرسول. {سُلَيْمَانَ}: مفعول به، والجملة الفعلية فعل شرط لـ {لَمَّا} في محل جر بالإضافة. {قَالَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {سُلَيْمَانَ} ، والجملة جواب {لما} لا محل لها من الإعراب، وجملة {لما} معطوفة على الجملة المحذوفة {أَتُمِدُّونَنِ}:{الهمزة} : للاستفهام الإنكاري التوبيخي. {تُمِدُّونَنِ} : فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبات النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المحذوفة مفعول به. {بِمَالٍ} معلق به؛ أي: تعاونونني بالمال، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قَالَ}. {فَمَا}:{الفاء} : تعليلية معللة؛ لما تقدم من إنكاره عليهم وتوبيخه إياهم. {ما} : اسم موصول في محل الرفع مبتدأ. {آتَانِيَ} : فعل ماض ونون وقاية ومفعول به مقدم. {اللَّهُ} : فاعل مؤخر، والجملة الفعلية صلة لـ {ما} الموصولة، والعائد محذوف تقدمره: ما آتانيه الله. {خَيْرٌ} : خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ} على
كونها معللة للإنكار. {مِمَّا} : جار ومجرور متعلق بـ {خَيْرٌ} . {آتَاكُمْ} : فعل وفاعل مستتر يعود على {اللَّهُ} ومفعول أول، والمفعول الثاني محذوف تقديره: مما آتاكموه، وهو العائد على الموصول، والجملة صلة الموصول. {بَلْ}: حرف عطف وإضراب للإضراب الانتقالي؛ لبيان السبب الذي حداهم إلى إمداده بالمال. {أَنْتُمْ} : مبتدأ. {بِهَدِيَّتِكُمْ} : جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بما بعده، وجملة {تَفْرَحُونَ} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ} .
{ارْجِعْ} : فعل أمر، وفاعله ضمير يعود إلى رسول بلقيس. {إِلَيْهِمْ}: متعلق به، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ} {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ}:{الفاء} : استئنافية، و {اللام}: موطئة للقسم. {نأتينهم} : فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير يعود على سليمان ومن معه تقديره: نحن، و {الهاء}: مفعول به، و {الميم}: علامة الجمع المذكور {جُنُودٍ} متعلق به، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم في محل النصب مقول {قَالَ}. {لَا}: نافية للجنس. {قِبَلَ} : في محل النصب اسمها مبني على الفتح. {لَهُمْ} : جار ومجرور خبر {لَا} . {بِهَا} : متعلق بـ {قِبَلَ} لتضمنه معنى المصدر؛ لأن حقيقته المقابلة والمقاومة، يقال: مالي به قبل؛ أي: طاقة، وجملة {لَا} في محل الجر صفة لـ {جُنُودٍ}. {وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ}:{الواو} : عاطفة، و {اللام}: موطئة للقسم. {نُخْرِجَنَّهُمْ} : فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير يعود على {سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} ، و {الهاء}: مفعول به، والجملة الفعلية جواب القسم، وجملة القسم في محل النصب معطوفة على جملة القسم الأول. {مِنْهَا}: متعلق بـ {نخرج} ، والضمير يعود إلى سبأ؛ أي: بلادهم. {أَذِلَّةً} : حال من ضمير المفعول. {وَهُمْ صَاغِرُونَ} : {الواو} : حالية. {هم صاغرون} : مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب حال ثانية من الهاء في {لنخرجنهم}
{قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)}
{قَالَ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على سليمان، والجملة مستأنفة. {يَا}: حرف نداء. {أَيّ} : منادى نكرة مقصودة، و {الهاء}: حرف تنبيه {الْمَلَأُ} صفة لـ {أي} ، وجملة النداء في محل النصب مقول {قَالَ}. {أَيُّكُمْ}: مبتدأ ومضاف إليه. {يَأْتِينِي} : فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على {أي} ونون وقاية ومفعول به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ} على كونها جواب النداء. {بِعَرْشِهَا}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {يَأْتِينِي} {قَبْلَ} منصوب على الظرفية متعلق بـ {يَأْتِينِي} {أَنْ} حرف نصب ومصدر {يَأْتُونِي} فعل مضارع منصوب بـ {أَنْ} ، علامة نصبه حذف النون، والواو: فاعل، و {النون}: للوقاية، و {الياء}: مفعول به. {مُسْلِمِينَ} : حال من فاعل {يَأْتُونِي} ، والجملة الفعلية في تأويل مصدر مجرور بإضافة الظرف إليه. والتقدير: قبل إتيانهم إياي منقادين خاضعين. {قَالَ عِفْرِيتٌ} : فعل وفاعل. {مِنَ الْجِنِّ} : صفة لـ {عِفْرِيتٌ} ، والجملة مستأنفة. {أَنَا}: مبتدأ. {آتِيكَ} : فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على {عِفْرِيتٌ} ومفعول به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ}:{بِهِ} : متعلق بـ {آتِيكَ} ، وكذا الظرف في قوله:{قَبْلَ أَنْ تَقُومَ} : متعلق به. {أن} : حرف مصدر. {تَقُومَ} : فعل مضارع منصوب بـ {أَنْ} ، وفاعله ضمير يعود على سُليمانُ. {مِنْ مَقَامِكَ}: جار ومجرور متعلق بـ {تَقُومَ} ، والجملة الفعلية في تأويل مصدر مجرور بإضافة الظرف إليه. تقديره قبل قيامك من مقامك. {وَإِنِّي}:{الواو} : عاطفة. {إِنِّي} : ناصب واسمه، {عَلَيْهِ}: متعلق بما بعده. {لَقَوِيٌّ} : {اللام} : حرف ابتداء، {قَوِيٌّ}: خبر {إن} . {أَمِينٌ} : خبر ثان لها؛ أي: قوي على حمله أمين على ما فيه، لا أختلس منه شيئًا، ولا أعبث به، وجملة {إن} في محل النصب معطوفة على جملة قوله {أَنَا آتِيكَ بِهِ} على كونها مقولًا لـ {قَالَ} .
{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ
مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}.
{قَالَ الَّذِي} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {عِنْدَهُ}: ظرف ومضاف إليه خبر مقدم. {عِلْمٌ} : مبتدأ مؤخر. {مِنَ الْكِتَابِ} : صفة لـ {عِلْمٌ} ، والجملة الاسمية صلة الموصول. {أَنَا}: مبتدأ، وجملة {آتِيكَ بِهِ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ}. {قَبْلَ}: منصوب على الظرفية متعلق بـ {آتِيكَ} . {أَنْ} : حرف مصدر ونصب. {يَرْتَدَّ} : منصوب بـ {أَنْ} . {إِلَيْكَ} : متعلق به. {طَرْفُكَ} : فاعل، والجملة في تأويل مصدر مجرور بإضافة الظرف إليه، تقديره: قبل ارتداد طرفك إليك. {فَلَمَّا} : {الفاء} : عاطفة على محذوف. تقديره: ودعا آصف بالعلم الذي عنده، فغار العرش في مكانه بمأرب، ثم نبع بمجلس سليمان، فلما رآه. {لما}: اسم شرط غير جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية. {رَآهُ} : فعل وفاعل مستتر يعود على {سُلَيْمَانُ} ومفعول به. {مُسْتَقِرًّا} : حال من ضمير المفعول، والجملة الفعلية فعل شرط لـ {ما} في محل جر بالإضافة. {عِنْدَهُ}: متعلق بـ {مُسْتَقِرًّا} ؛ أي: ساكنًا عنده. {قَالَ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {سُلَيْمَانُ} ، والجملة جواب {لَمَّا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {لَمَّا} معطوفة على تلك الجملة المحذوفة. {هَذَا}: مبتدأ. {مِنْ فَضْلِ رَبِّي} : جار ومجرور خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ}. {لِيَبْلُوَنِي}:{اللام} : حرف جر وتعليل، {يبلو}: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وفاعله ضمير يعود على {رَبِّي} ، و {النون}: للوقاية، و {الياء}: مفعول به، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: لبلائه إياي، الجار والمجرور متعلق بمحذوف معلوم من السياق تقديره: تفضل عليّ بإحضار هذا العرش في قدر طرفة عين لبلائه إياي، والجملة المحذوفة في محل النصب مقول {قَالَ}. {أَأَشْكُرُ}:{الهمزة} : للاستفهام الذي يطلب به تعيين أحد الشيئين. {أَشْكُرُ} : فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على {سُلَيْمَانُ} ، وجملة {أَأَشْكُرُ} في محل النصب بدل من الياء في {يبلوني} ، فهي بمثابة المفعول به. {أَمْ}: حرف عطف متصلة، وجملة {أَكْفُرُ} معطوفة على جملة
{أَشْكُرُ}
{مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} .
{وَمَنْ} : {الواو} : استئنافية. {مَنْ} : اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الشرط، أو الجواب، أو هما. {شَكَرَ}: فعل ماض في محل الجزم بـ {مَن} على كونه فعل شرط لها، وفاعله ضمير يعود على {مَن}. {فَإِنَّمَا}:{الفاء} : رابطة الجواب جوازًا. {إِنَّمَا} : أداة حصر. {يَشْكُرُ} فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على {مَنْ} {لِنَفْسِهِ}: متعلق بـ {يَشْكُرُ} ، والجملة الفعلية في محل الجزم جواب {مَن} الشرطية، وإنما جزمت المحل مع كونه مضارعًا؛ ليشاكل الجواب الشرط، وجملة {مَنْ} الشرطية في محل النصب مقول {قَالَ} على كونها مستأنفة. {وَمَنْ}:{الواو} : عاطفة. {مَنْ} : اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الشرط، أو الجواب. {أَكْفُرُ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {مَنْ} ، في محل الجزم بـ {مَن} الشرطية على كونه فعل شرط لها. {فَإِنَّ}:{الفاء} : رابطة الجواب وجوبًا، {إن}: حرف نصب {رَبِّي} : اسمها. {غَنِيٌّ} : خبر أول لها. {كَرِيمٌ} : خبر ثان، وجملة {إن} في محل الجزم جواب {مَن} الشرطية، وجملة {مَنْ} الشرطية معطوفة على جملة {مَنْ} الأولى
{قَالَ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {سُلَيْمَانُ} ، والجملة مستأنفة. {نَكِّرُوا}: فعل وفاعل. {لَهَا} : متعلق به. {عَرْشَهَا} : مفعول به، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ}. {نَنْظُرْ}: فدل مضارع مجزوم بالطلب السابق، وفاعله ضمير يعود على {سليمان} ومن معه، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ} ، وقرىء بالرفع على الاستئناف. {أَتَهْتَدِي} {الهمزة}: للاستفهام الذي يطلب به تعيين أحد الشيئين. {تَهْتَدِي} : فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على بلقيس، والجملة في محل النصب مفعول {نَنْظُرْ} علق عنها بالاستفهام. {أَمْ}:
حرف عطف معادلة للهمزة. {تَكُونُ} : فعل مضارع ناقص، واسمها ضمير يعود على بلقيس. {مِنَ الَّذِينَ}: جار ومجرور خبر {تَكُونُ} ، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {تَهْتَدِي} ، وجملة {لَا يَهْتَدُونَ} صلة الموصول. {فَلَمَّا}:{الفاء} : عاطفة على محذوف تقديره: فجاءت بلقيس. {لَمَّا} : اسم شرط غير جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية. {جَاءَتْ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على بلقيس، والجملة فعل شرط لـ {لَمَّا}. {قِيلَ}: فعل ماض مغير الصغة. {أَهَكَذَا عَرْشُكِ} : نائب فاعل محكي لـ {قِيلَ} ، وجملة {قِيلَ} جواب {لَمَّا} وجملة {لَمَّا} معطوفة على الجملة المحذوفة، وإن شئت قلت:{الهمزة} : للاستفهام الاستخباري. {ها} : حرف تنبيه. {كذا} : جار ومجرور خبر مقدم. {عَرْشُكِ} : مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل الرفع نائب فاعل لـ {قِيلَ} ، والأصل اتصال هاء التنبيه باسم الإشارة، فكان مقتضاه أن يقال: أكهذا عرشك. وهذا الفصل جائز إذا كان حرف الجر كافًا، فلو قلت: أبهذا أمرت، أو لهذا فعلت .. لم يجز فيه ذلك الفصل، فلا يجوز أن يقال: أها بذا أمرت، أها لذا فعلت؛ لعدم السماع. {قَالَتْ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على بلقيس، والجملة مستأنفة. {كَأَنَّهُ}: ناصب واسمه. {هُوَ} : في محل الرفع خبره، وجملة {كأن}: في محل النصب مقول {قَالَتْ} . {وَأُوِتينَا} : {الواو} : عاطفة على محذوف تقديره: فلما سمعوا قولها: {كَأَنَّهُ هُوَ} قالوا: أصابت في الجواب. {وَأُوتِينَا} : فعل ماض مغير الصيغة، ونائب فاعل. {الْعِلْمَ}: مفعول ثان لـ {أُوتِينَا} . {مِنْ قَبْلِهَا} : متعلق بـ {أُوتِينَا} ، والجملة الفعلية في محل النصب معطوفة على تلك المحذوفة على كونها مقول {قالوا} المقدر. {وَكُنَّا مُسْلِمِينَ}: فعل ناقص واسمه وخبره معطوف على {أوتينا} .
{وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)} .
{وَصَدَّهَا} : فعل ومفعول. {مَا} : موصولة في محل الرفع فاعل، والجملة معطوفة على جملة {أُوتِينَا}؛ لأنها من جملة كلام سليمان. {كَانَتْ}: فعل ناقص، واسمها ضمير يعود على بلقيس، وجملة {تَعْبُدُ} في محل النصب خبر
{كَان} . {مِنْ دُونِ اللَّهِ} : جار ومجرور حال من فاعل {تَعْبُدُ} ، وجملة {كَان} صلة لـ {مَا} الموصولة. {إِنَّهَا}: ناصب واسمه. {كَانَتْ} : فعل ناقص، واسمه ضمير يعود على بلقيس. {مِنْ قَوْمٍ}: خبر {كان} . {كَافِرِينَ} : صفة لـ {قَوْمٍ} ، وجملة {كان} في محل الرفع خبر {إن} ، وجملة {إن} مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.
{قِيلَ} : فعل ماض مغير الصيغة. {لَهَا} : متعلق به. {ادْخُلِي الصَّرْحَ} : نائب فاعل محكي لـ {قِيلَ} والجملة مستأنفة، وإن شئت قلت:{ادْخُلِي} : فعل أمر وفاعل. {الصَّرْحَ} : مفعول به على التوسع، والجملة في محل الرفع نائب فاعل لـ {قِيلَ}. {فَلَمَّا}:{الفاء} : عاطفة على محذوف تقديره: فدخلته. {لما} : اسم شرط غير جازم في نصب على الظرفية الزمانية. {رَأَتْهُ} : فعل وفاعل مستتر ومفعول به؛ لأن رأى بصرية، والجملة فعل شرط لـ {لما}. {حَسِبَتْهُ}: فعل وفاعل مستتر يعود على بلقيس ومفعول أول. {لُجَّةً} : مفعول ثان لحسب، والجملة جواب {لَمَّا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {لَمَّا} معطوفة على الجملة المحذوفة. {وَكَشَفَتْ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على بلقيس معطوف على {حَسِبَتْهُ}. {عَنْ سَاقَيْهَا}: متعلق بـ {كَشَفَتْ} . {قَالَ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {سُلَيْمَانُ} ، والجملة مستأنفة {إِنَّهُ صَرْحٌ}: ناصب واسمه وخبره. {مُمَرَّدٌ} : صفة أولى لـ {صَرْحٌ} . {مِنْ قَوَارِيرَ} : صفة ثانية لـ {صَرْحٌ} ، وجملة {إن}: في محل النصب مقول {قَالَ} . {قَالَتْ} : فعل ماض وفاعل مستتر يعود على بلقيس، والجملة مستأنفة. {رَبِّ}: منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول {قَالَتْ}. {إِنِّي}: ناصب واسمه. {ظَلَمْتُ نَفْسِي} : فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل الرفع خبر {إن} ، وجملة {إن} في محل النصب مقول {قَالَتْ} على كونها جواب النداء. {وَأَسْلَمْتُ}: فعل وفاعل معطوف على {ظَلَمْتُ} . {مَعَ سُلَيْمَانَ} : ظرف ومضاف إليه متعلق بمحذوف حال من فاعل {أَسْلَمْتُ} ؛ أي: حالة كوني مصاحبة
لسليمان. {لِلَّهِ} : جار ومجرور متعلق بـ {أَسْلَمْتُ} . {رَبِّ الْعَالَمِينَ} : صفة للجلالة. {الْعَالَمِينَ} : مضاف إليه.
{وَلَقَدْ} {الواو} : استئثافية، و {اللام}: موطئة للقسم، {قَدْ}: حرف تحقيق. {أَرْسَلْنَا} : فعل وفاعل. {إِلَى ثَمُودَ} : متعلق بـ {أَرْسَلْنَا} . {أَخَاهُمْ} : مفعول به ومضاف إليه. {صَالِحًا} : بدل من {أَخَاهُمْ} ، أو عطف بيان له، والجملة الفعلية مستأنفة مسوقة لبيان قصة صالح {أَنِ}: مصدرية. {اعْبُدُوا اللَّهَ} : فعل أمر وفاعل ومفعول به في محل النصب بـ {أن} المصدرية مبني على حذف النون، والجملة الفعلية مع {أن} المصدرية في تأويل مصدر مجرور بالباء المقدرة؛ أي: بعبادة الله، والجار المقدر متعلق بـ {أَرْسَلْنَا} ، ويصح كونها مفسرة؛ لأن الإرسال يتمضن معنى القول. {فَإِذَا}:{الفاء} : عاطفة. {إذا} : فجائية حرف لا محل لها من الإعراب. {هُمْ} : مبتدأ. {فَرِيقَانِ} : خبر، وجملة {يَخْتَصِمُونَ} صفة لـ {فَرِيقَانِ} على المعنى، نحو قوله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} ؛ لأن كل فريق يضم جماعة، والجملة الاسمية معطوفة على جملة {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
…
} الخ؛ لأنها في معنى: ولقد أرسلنا صالحًا إلى ثمود، ففاجأ الإرسال افتراقهم واختصامهم.
{قَالَ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {صَالِحًا} ، والجملة مستأنفة. {يَا قَوْمِ} إلى قوله:{قَالُوا} مقول محكي، وإن شئت قلت:{يَا قَوْمِ} : منادى مضاف، وجملة النداء في محل النصب مقول {قَالَ}. {لِمَ}:{اللام} : حرف جر، {ما}: اسم استفهام في محل الجر باللام، حذفت ألفها لدخول الجار عليه، الجار والمجرور متعلق بـ {تَسْتَعْجِلُونَ} . {تَسْتَعْجِلُونَ} فعل وفاعل، والجملة في
محل النصب مقول {قَالَ} . {بِالسَّيِّئَةِ} : متعلق بـ {تَسْتَعْجِلُونَ} . {قَبْلَ الْحَسَنَةِ} : ظرف متعلق بمحذوف حال من {السَّيِّئَةِ} ، والمراد بـ {السيئة} العذاب، وبـ {الْحَسَنَةِ} الرحمة. {لَوْلَا} حرف تحضيض بمعنى: هلا. {تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} : فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ} . {لَعَلَّكُمْ} ناصب واسمه، وجملة {تُرْحَمُونَ} خبره، وجملة {لَعَلَّ} في محل النصب مقول {قَالَ} على كونها معللة لما قبلها. {قَالُوا} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {اطَّيَّرْنَا}: فعل ماض وفاعل، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قَالُوا}. {بِكَ}: جار ومجرور متعلق بـ {اطَّيَّرْنَا} . {وَبِمَنْ} : معطوف على {بِكَ} . {مَعَكَ} : منصوب على الظرفية الاعتبارية متعلق بمحذوف صلة {مَنْ} الموصولة. {قَالَ} : فعل ماض وفاعل مستتر يعود على {صَالِحً} . {طَائِرُكُم} ؛ مبتدأ ومضاف إليه. {عِنْدَ اللَّهِ} : ظرف ومضاف إليه متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ}. {بَلْ}: حرف عطف وإضراب أضرب بها عن بيان طائرهم الذي هو مبدأ ما يحيق بهم إلى ذكر ما هو الداعي إليه. {أَنْتُمْ} : مبتدأ. قَؤم: خبره، وجملة {تُفْتَنُونَ} صفة {قَوْمٌ} ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة التي قبلها على كونها مقولًا لـ {قَالَ}. {وَكَانَ}:{الواو} : استئنافية. {كَانَ} : فعل ماض ناقص. {فِي الْمَدِينَةِ} : خبرها مقدم على اسمها. {تِسْعَةُ} اسمها مؤخر. {رَهْطٍ} : مضاف إليه، وجملة {كَانَ} مستأنفة. {يُفْسِدُونَ}: فعل وفاعل. {فِي الْأَرْضِ} : متعلق به، والجملة في محل الرفع صفة لـ {تِسْعَةُ} ، وجملة {وَلَا يُصْلِحُونَ}: معطوفة على جملة {يُفْسِدُونَ} .
{قَالُوا} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {تَقَاسَمُوا}: فعل أمر وفاعل بمعنى: احلفوا، والجملة في محل النصب مقول {قَالُوا} ، ويجوز أن يكون فعلًا ماضيًا، وحينئذ يجوز أن يكون مفسرًا لـ {قَالُوا} ، كأنه قيل: ما قالوا، فقيل تقاسموا، ويجوز أن يكون مع فاعله جملة في محل نصب على الحال؛ أي:
قالوا متقاسمين بإضمار قد {بِاللَّهِ} جار ومجرور متعلقان بـ {تَقَاسَمُوا} . {لَنُبَيِّتَنَّهُ} : {اللام} : موطئة للقسم، {نبيتن}: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: نحن، و {الهاء}: مفعول به. {وَأَهْلَهُ} : معطوف على {الهاء} ، أو مفعول معه، والجملة الفعلية جواب القسم، وجملة القسم في محل النصب مقول {قَالُوا}. {ثُمَّ}: حرف عطف وتراخ. {لَنَقُولَنَّ} {اللام} : موطئة للقسم. {نَقُولَنَّ} : فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن. {لِوَلِيِّهِ}: متعلق به، وجملة القسم معطوفة على جملة القسم الأول. {مَا}: نافية. {شَهِدْنَا} : فعل وفاعل. {مَهْلِكَ} : مفعول به. {أَهْلِهِ} مضاف إليه، والجملة في محل النصب مقول {لَنَقُولَنَّ}. {وَإِنَّا}:{الواو} : عاطفة، أو حالية. {إنا}: ناصب واسمه. {لَصَادِقُونَ} : {اللام} : حرف ابتداء، {صَادِقُونَ}: خبر {إِنَّا} ، والجملة الاسمية معطوفة على جمل {لَنَقُولَنَّ} ، أو في محل النصب على الحال من فاعل {لَنَقُولَنَّ} .
{وَمَكَرُوا} فعل وفاعل، {مَكْرًا}: مفعول مطلق، والجملة مستأنفة. {وَمَكَرْنَا}: فعل وفاعل معطوف على {وَمَكَرُوا} . {مَكْرًا} : مفعول مطلق أيضًا. {وَهُمْ} : {الواو} : حالية. {هُمْ} : مبتدأ، وجمل {لَا يَشْعُرُونَ} خبره، والجملة الاسمية في محل النصب حال من مفعول {مَكَرْنَا} المحذوف؛ أي: ومكرناهم وهم لا يشعرون مكرنا بهم، أو حال من فاعل {وَمَكَرُوا}. {فَانْظُرْ}:{الفاء} : استئنافية، {انْظُر}: فعل أمر، وفاعل مستتر يعود على محمد، أو على أي مخاطب، والجملة مستأنفة. {كَيْفَ}: اسم استفهام للاستفهام التعجبي في محل النصب خبر {كَانَ} مقدم عليها للزومه الصدارة. {كَانَ} : فعل ماض ناقص. {عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ} : اسمها ومضاف إليه، وجمل {كَانَ} في محل النصب مفعول
{انْظُر} ؛ لأن الاستفهام علقه عن العمل في لفظه، أو في محل النصب بنزع الخافض. {أَنَّا}: ناصب واسمه. {دَمَّرْنَاهُمْ} : فعل وفاعل ومفعول به. {وَقَوْمَهُمْ} : معطوف على ضمير المفعول. {أَجْمَعِينَ} : تأكيد لكل من المعطوف والمعطوف عليه، وجملة {دَمَّرْنَاهُمْ} في محل الرفع خبر {أَنَّا} وجملة {إن} بالكسر مستأنفة، وبالفتح بدل من {العاقبة} أو خبر لمبتدأ محذوف، كما أشرنا إليه في مبحث التفسير. {فَتِلْكَ}:{الفاء} : عاطفة، {تِلْكَ}: مبتدأ. {بُيُوتُهُمْ} : خبر. {خَاوِيَةً} حال من {بُيُوتُهُمْ} ، والعامل فيها معنى الإشارة، والجملة الاسمية معطوفة على جملة {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ} مقررة لها. {بِمَا} {الباء}: حرف جر وسبب، {ما}: مصدرية. {ظَلَمُوا} : فعل وفاعل صلة {ما} المصدرية، {ما} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالباء؛ أي: بسبب ظلمهم، الجار والمجرور متعلق بـ {خَاوِيَةً}. {إِنَّ}: حرف نصب. {فِي ذَلِكَ} : خبر مقدم لـ {إِنَّ} . {لَآيَةً} : {اللام} : حرف ابتداء. {آيَةً} : اسم {إِنَّ} مؤخر، وجملة {إِنَّ} مستأنفة. {لِقَوْمٍ}: جار ومجرور صفة لـ {آيَةً} . وجملة {يَعْلَمُونَ} صفة {قَوْمٍ} . {وَأَنْجَيْنَا} : {الواو} : استئنافية. {أَنْجَيْنَا} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {الَّذِينَ}: مفعول به لـ {أَنْجَيْنَا} . {آمَنُوا} : فعل وفاعل صلة الموصول. {وَكَانُوا} : فعل ناقص واسمه، وجملة {يَتَّقُونَ} خبر كان، وجملة كان معطوفة على جملة {آمَنُوا} .
{وَلُوطًا} : مفعول به لفعل محذوف تقديره: ولقد أرسلنا لوطًا، والجملة المحذوفة إما مستأنفة، أو معطوفة على جملة قوله:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} . {إِذْ} : ظرف لما مضى من الزمان متعلق بـ: أرسلنا المقدر، أو بـ: اذكر المحذوف. {قَالَ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {لوط} ، وجملة {قَالَ} في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذْ}. {لِقَوْمِهِ}: جار ومجرور متعلق بـ {قَالَ} . {أَتَأْتُونَ} : {الهمزة} : للاستفهام الإنكاري التوبيخي.
{تَأْتُونَ} : فعل وفاعل. {الْفَاحِشَةَ} : مفعول به، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ}. {وَأَنْتُمْ}:{الواو} : حالية. {أَنْتُمْ} مبتدأ، وجملة {تُبْصِرُونَ}: خبره، والجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل {تأتون}. {أَئِنَّكُمْ}:{الهمزة} : للاستفام الإنكاري التوبيخي. {إنكم} : ناصب واسمه. {لَتَأْتُونَ} : {اللام} : حرف ابتداء، {تاتون}: فعل وفاعل. {الرِّجَالَ} : مفعول به. {شَهْوَةً} : مفعول لأجله، أو حال من الفاعل، أو من المفعول. و {مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} حال من الفاعل؛ أي: متجاوزين النساء إلى الرجال، وجملة {تَأْتُونَ} في محل الرفع خبر إن، وجمل إن في محل النصب مقول {قَالَ}. {بَلْ}: حرف اضراب. {أَنْتُمْ} : مبتدأ. {قَوْمٌ} : خبر، وجملة {تَجْهَلُونَ} صفة {قَوْمٌ} ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ} .
التصريف ومفردات اللفة
{أَفْتُونِي} أي: أشيروا إلى بما عندكم من الرأي والتدبير فيما حدث. والفتوى: الجواب في الحادئة، اشتقت على طريق الاستعارة من الفتي في السن. والمراد بالفتوى هنا: الإشارة إليها بما عندهم، وكما ذكرنا فيما حدث لها من الرأي والتدبير. والفتوى في العرف: هو الجواب في الحوادث المشكلة. قال بعضهم: الفتوى من الفتى؛ وهو الشاب القوي، وسميت الفتوى؛ لأن المفتي؛ أي. المجيب الحاكم بما هو صواب يقوي السائل في جواب الحادثة، كما مر.
{قَاطِعَةً أَمْرًا} ؛ أي: باتة فيه منفذته. {تَشْهَدُونِ} ؛ أي: تحضروني. {أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ} : اسم جمع بمعنى أصحاب، والواحد: ذو بمعنى صاحب، وقيل: جمع ذو على غير لفظه، وهو من ملحقات جمع المذكر السالم في إعرابه، والمؤنث أولات، وواحدتها: ذات، تقول: جاء أولو العلم وأولات الفضل، والمراد بالقوة: القوة الجسمية وكثرة الآلات، والمراد بالبأس: النجدة والثبات في الحرب.
{أَعِزَّةَ أَهْلِهَا} : جمع عزيز بمعنى القاهر الغالب، والشريف العظيم، مأخوذ من العزة؛ وهي حالة مانعة للإنسان من أن يغلب. {أَذِلَّةً}: جمع ذليل؛ أي:
بالقتل والأسر والإجلاء، وغير ذلك من فنون الإهانة والإذلال.
{بِهَدِيَّةٍ} : وهي اسم للشيء المهدي بملاطفة ورفق. قال في "المفردات": الهدية مختصة باللطف الذي يهدي بعضنا إلى بعض. اهـ.
هذا، والهدية اسم الشيء المهدي، كما أن العطية اسم للشيء المعطى، فتضاف إلى المهدي والمهدى إليه. تقول: هذه هدية فلان تريد هي التي أهداها، أو أُهديَت إليه، والمضاف إليه في قوله:{بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} هو المهدي إليه؛ أي: بما يُهدى إليكم، وأما نحن فلسنا كذلك.
وفي "الفتوحات": قوله: {بِهَدِيَّتِكُمْ} والهدية: مصدر بمعنى الإهداء مضاف لفاعله؛ أي: تفرحون بما تهدونه افتخارًا على أمثالكم، أو لمفعوله؛ أي: تفرحون بما يهدى إليكم حبًا في كثرة أموالكم، فإن الهدايا مم يورث المودة ويذهب الشحناء، وفي الحديث:"تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا" ولقد أحسن من قال شعرًا:
هَدَايَا النَّاسِ بَعْضُهُمُ لِبَعْضٍ
…
تُوَلِّدُ في قُلُوْبِهِمُ الْوِصَالَا
وَتَزْرَعُ في الضَّمِيْرِ هَوًى وَوِدًّا
…
وَتُكْسِبُهُمْ إِذَا حَضَرُوْا جَمَالَا
كما مرَّ. {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} سمي المال مالًا؛ لكونه مائلًا أبدًا ونائلًا، ولذلك يسمى عرضًا، وعلى هذا دل من قال:"المال قحبة: يكون يومًا في بيت عطار، ويوماَ يكون في بيت بيطار، كما في "المفردات" يقال: أمده بالمال إذا ساعده به وزاده منه.
{بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} أي: لا طاقة لهم بمقاومتها، ولا قدرة لهم على مقابلتها. قال في "المختار": رآه قبلًا - بفتحين - وقبلا - بضمتين - وقبلًا - بكسر بعده فتح -؛ أي: مقابلة وعيانا. قال تعالى: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} قبل فلان حق؛ أي: عنده. وما لي به قبل؛ أي: طاقة. انتهى. والذي يفهم من "المفردات": أنه في الأصل بمعنى عند، ثم يستعار للقوة والقدرة على المقابلة؛ أي: المجازاة، فيقال: لا قبل لي بكذا؛ أي: لا يمكنني أن أقابله، ولا قبل لهم
بها؛ أي: لا طاقة لهم على دفاعها.
{وَهُمْ صَاغِرُونَ} يقال: صغر صغرًا بالكسر في ضد الكبر، وصغارًا بالفتح في الذلة، والصاغر الراضي بالمنزلة الدنيئة، وكل من هذه الذلة والصغار مبني على الإنكار والإصرار، كما أن كلًّا من العز والشرف مبني على التصديق والإقرار.
{عِفْرِيتٌ} العفريت من البشر الخبيث الماكر الذي يعفر أقرانه، ومن الشياطين والجن المارد، وجمعه: عفاريت، ومؤنثه: عفريته، والعفرية: مثله.
{مِنْ مَقَامِكَ} ؛ أي: مجلسك الذي تجلس فيه للحكم. {لَقَوِيٌّ} ؛ أي: قادر على حمله لا أعجز عنه. {أَمِينٌ} ؛ أي: على ما فيه من اللآلىء والجواهر وغيرها.
{أَنَا آتِيكَ بِهِ} : يحتمل أنه مضارع أصله: أأتي بهمزتين، فوزنه أفعل، فالهمزة الأولى زائدة للمضارعة، والثانية أصلية فاء الكلمة، ويحتمل أنه اسم فاعل فوزنه فاعل، فالهمزة الأولى أصلية فاء الكلمة، والألف بعدها زائدة كالتي في ضارب وقائم اهـ. شيخنا.
{قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} قال أبو السعود: الطرف: تحريك الأجفان وفتحها للنظر إلى شيء، وارتداده انضمامها، ولكونه أمرًا طبيعيا غير منوط بالقصد آثر الارتداد على الرد. اهـ شيخنا. وفي "القاموس": إن الطرف كما يطلق على نظر العين يطلق على العين نفسها. اهـ.
{لِيَبْلُوَنِي} وفي "المفردات": يقال: بلى الثوب بلى خلق، وبلوته اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له.
{نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} ؛ أي: غيروا هيئته وشبهله بحيث لا يعرف بسهولة. قال الراغب: التنكير: جعل الشيء بحيث لا يعرف ضد التعريف، ومنه نقل إلى مصطلح أهل العربية. اهـ. "شهاب".
{ادْخُلِي الصَّرْحَ} قال في "الكشاف": الصرح القصر، وكل بناء عال سمي
بذلك اعتبارًا بكونه صرحًا من الثوب؛ أي: خالصًا. فإن الصرح بالتحريك الخالص من كل شيء، وقيل: صحن الدار، وأصله من التصريح، وهو الكشف، وكذب صُراح؛ أي: ظاهر مكشوف، ولؤم صُراح، ولبن صُريح؛ أي: ذهبت رغوته وخلص، وكأس صراح لم تمزج، وصرحت الخمرة: ذهب عنها الزبد، ولقيته مصارحة؛ أي: مجاهرة، وصَرَح النهار ذهب سحابه وأضاءت شمسه.
{لُجَّةً} واللجة: الماء الكثير. وفي "المفردات": لجة: البحر تردد أمواجه. وفي "كشف الأسرار": اللجة: الضحضاح من الماء، وهو الماء اليسير، أو إلى الكعبين وأنصاف السوق، أو ما لا غرق فيه، كما في "القاموس". والمعنى: ظننت أنه ماء كثير بين يدي سرير سليمان.
{عَنْ سَاقَيْهَا} تثنية ساق؛ وهي ما بين الكعبين، كعب الركبة وكعب القدم؛ أي: تشمرت لئلا تبتل أذيالها.
{صَرْحٌ مُمَرَّدٌ} ؛ أي: ذو سطح أملس، ومنه الأمرد؛ لملاسة وجه؛ أي: نعومته لعدم وجود الشعر به. وفي "القاموس": التمريد في البناء التمليس والتسوية، وبناء ممرد مطول، والمارد: المرتفع العالي، وشجرة مرداء إذا لم يكن عليها ورق.
{مِنْ قَوَارِيرَ} ؛ أي: مصنوع من الزجاج الصافي، وليس بماء. جمع قارورة، وفي "المصباح": القارورة: إناء من زجاج، والجمع القوارير، والقارورة أيضًا وعاء الرطب والتمر؛ وهي القوصرة. وتطلق القارورة على المرأة؛ لأن الولد أو المني يقر في رحمها، كما يقر الشيء من الإناء، أو تشبيهًا بآنية الزجاج لضعفها. قال الأزهري: والعرب تكني عن المرآة بالقارورة والقوسرة. وفي "القاموس": والقارورة: حدقة العين، وما قر فيه الشراب، أو نحوه، أو يخص بالزجاج. و {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}؛ أي: من زجاج في بياض الفضة وصفاء الزجاج.
{فَرِيقَانِ} أي: طائفتان؛ طائفة مؤمنة، وأخرى كافرة. {يَخْتَصِمُونَ}؛ أي: يجادل بعضهم بعضًا ويحاجه، من الاختصام، وأصله: أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر بالضم؛ أي: بجانبه. {بِالسَّيِّئَةِ} العقوبة التي تسوء صاحبها. {قَبْلَ}
الْحَسَنَةِ} التوبة.
{لَوْلَا} للتحضيض، بمعنى: هلَّا، وهي كلمة تفيد الحث على حصول ما بعدها. {اطَّيَّرْنَا}؛ أي: تطايرنا، وتشاءمنا بك وبمن معك في دينك، حيث تتابعت علينا الشدائد، وأصل اطيرنا: تطيرنا أدغمت التاء في الطاء، فتعذر الابتداء بالساكن، واجتلبت همزة الوصل، فصار اطيرنا.
وأصل ذلك أنهم كانوا إذا خرجوا مسافرين، فمروا بطائر يزجرونه، فإن مر سانحًا تيمنوا، وإن مر بارحًا تشاءموا، فلما نسبوا الخير والشر إلى الطير استعير لما كان سببًا لهما من قدر الله سبحانه وقسمته، أو عمل العبد. وفي "القاموس": البارح من الصيد ما مر من ميامنك إلى مياسرك، وبرح الظبي بروحًا: ولّاك مماسره ومر، وسنح سنوحًا ضد برح، ومن لي بالسانح بعد البارح؛ أي: المبارك بعد المشؤوم. انتهى.
قال في "كشف الأسرار": هذا كان اعتقاد العرب في بعض الوحوش والطيور أنها إذا صاحت في جانب دون جانب دل على حدوث آفات وبلايا. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: "أقروا الطير على مكناتها"؛ لأنها أوهام لا حقيقة معها. والمكنات بيض الضبة، واحدتها: مكنة. قال ابن الملك: كان أهل الجاهلية إذا قصد واحد إلى حاجة، وأتى من جانبه الأيسر طير وغيره يتشاءم به فيرجع، هذا هو الطيرة.
{فِي الْمَدِينَةِ} : هي البلد. من أخذها من مدن بالمكان يمدن إذا أقام فيه، فهي فعيلة، والجمع: مدائن بالهمز والميم أصلية والياء زائدة، ومن أخذها من وإن يدين فالميم زائدة والياء أصلية، وهي مفعولة، ويقال: دنت الرجل: ملكته. ودنت له: خضعت له وأطعت، ويقال: للأمة مدينة؛ لأنها مملوكة. وفي معاجم اللغة: مدن بالمكان يمدن - من باب نصر - مدونًا إذا أقام، وهو فعل ممات. ومدن المدينة آتاها، ومدن المدائن - بالتشديد - بناها ومصرّها، وتمدّن: تخلق باخلاق أهل المدن، وانتقل من الهمجية إلى حالة الإنس والظرف، وتجمع المدينة على مدن بسكون الدال، ومدن بضمها، ومدائن. والمدينة: علم أطلق
على يثرب. ومدينة السلام بغداد، والمدائن مدينة قرب بغداد كان فيها إيوان كسرى، وسميت بالجمع؛ لكبرها، والنسبة إليها مدائني.
{تِسْعَةُ رَهْطٍ} الرهط: قوم الرجل وقبيلته، وعدد يجمع من الثلاثة إلى العشرة، وليس فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، وجمعه أرهط وأرهاط. وجمع الجمع أراهط وأراهيط، وإذا أضيف إلى الرهط عدد كان المراد به الشخص والنفس، نحو عشرون رهطًا؛ أي: شخصًا. ويقال: نحن ذوو رهط؛ أي: مجتمعون. وفي "المصباح": الرهط: ما دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة. وسكون الهاء أفصح من فتحها، وهو جمع لا واحد له من لفظه. وقيل: الرهط من سبعة إلى عشرة، وما دون السبعة إلى الثلاثة نفر، والفرق بينه وبين النفر أن الرهط من الثلاثة أو من السبعة إلى العشرة، ليس فيهم امرأة، والنفر من الثلاثة إلى التسعة.
{لَنُبَيِّتَنَّهُ} والبيات: مباغتة العدو ومفاجاته بالإيقاع به ليلًا. {لِوَلِيِّهِ} ؛ أي لمن له حق القصاص من ذوي قرابته إذا قتل. {مَهْلِكَ} بضم الميم وفتح اللام؛ أي: إهلاكهم مصدر ميمي من أهلك الرباعي، وبفتح الميم واللام؛ أي: هلاكهم مصدر ميمي من هلك الثلاثي، وبفتح الميم وكسر اللام؛ أي: وقت هلاكه أو مكانه، فهو للظرف؛ لأنه من باب ضرب.
{وَمَكَرُوا مَكْرًا} : صرف الغير عما يقصده بحيلة. وقيل: المكر: التدبير الخفي لعمل الشر، ومكرهم: هو ما أخفوه من تدبير القتل بصالح ومكر الله إهلاكهم من حيث لا يشعرون على سبيل الاستعارة المنضمة إلى المشاكلة، كما في الكشاف وشروحه اهـ "شهاب"؛ أي: تشبيهًا له بالمكر من حيث كونه إضرارًا في خفية؛ لأن المكر قصد الإضرار على طريق الغدر والحيلة اهـ "زاده". {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ} التدمير: استئصال الشيء بالهلاك.
{خَاوِيَةً} ؛ أي: خالية عن السكان، من خوى البطن إذا خلا، أو ساقطة متهدمة، من خوى النجم إذا سقط. اهـ "بيضاوي". وخوى بالمعنَيَيْن من باب رمى.
{أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} والفاحشة: كل ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال. والمراد بها هنا اللواطة، والإتيان في الأدبار. {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} من بصر القلب؛ وهو العلم، أو من بصر العين؛ وهو النظر. {شَهْوَةً} وأصل الشهوة: نزوع النفس إلى ما تريده.
البلاغة
وقد تضمت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: حكاية الحال الماضية في قوله: {حَتَّى تَشْهَدُونِ} حيث عبرت عن الماضي بالمضارع.
ومنها: التأكيد في قوله: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} ؛ لأن هذه الجملة سيقت لتأكيد ما قبلها.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} ؛ لأنه معطوف على محذوف تقديره: فأعدت الهدية مع رسول بكتاب فأرسلته، فلما جاء سليمان الخ.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} .
ومنها: الكناية في قوله: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} فإن ارتداد الطرف كناية عن الإسراع. والطرف: هو تحريك أجفانك إذا نظرت، فوضع موضع النظر، ولما كان الناظر موصوفًا بإرسال الطرف وصف برد الطرف، ووصف الطرف بالارتداد.
ومنها: الطباق في قوله: {وَمَنْ شَكَرَ} وقوله: {وَمَنْ كَفَرَ} .
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {كَأَنَّهُ هُوَ} أي: كأنه عرشي في الشكل والوصف.
ومنها: التجنيس، وهو تالف الكلمتين في تأليف حروفهما في قوله:
{وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ}
ومنها: الطباق بين {بِالسَّيِّئَةِ} و {الْحَسَنَةِ} في قوله: {لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} .
ومنها: التحضيض في قوله: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} .
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {اطَّيَّرْنَا} {طَائِرُكُمْ} .
ومنها: الطباق بين {يُفْسِدُونَ} و {يُصْلِحُونَ} .
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {طَائِرُكُمْ} ؛ لأنه مستعار لما كان سببًا للخير والشر من قدر الله تعالى وقسمته، أو من عمل العبد، كما في "الروح".
ومنها: التمام كما سماه قدامة في نقد الشعر، أو التميم كما سماه الحاتمي في قوله:{وَلَا يُصْلِحُونَ} وهو أن تأتي في الكلام كلمة إذا طرحت منه نقص معناه في ذاته، أو في صفاته، ولفظه تام؛ لأن قوله:{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} مفهومه أن شأنهم الإفساد البحت، ولكن قوله:{يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} لا يدفع أن يندر منهم، أو من أحدهم بعض الصلاح فتمم الكلام بقوله:{وَلَا يُصْلِحُونَ} دفعًا لتلك الندرة أن تقع، أو أن يخالج بعض الأذهان شك في أنها ستقع، وبذلك قطع كل رجاء في إصلاح أمرهم، وحسن حالهم. اهـ من الدرويش.
ومنها: المشاكلة في قوله: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا} المشاكلة معناها: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته؛ لأن الله تعالى تقدس أن يستعمل في حقه المكر، إلا أنه استعمل هنا مشاكلة، وهو كثير في القرآن، أما مكرهم: فهو ما بيتوه لصالح، وما انتووه من إهلاكه وأهله خفية. وأما مكر الله تعالى بهم: فهو إهلاكهم من حيث لا يشعرون.
وفيه أيضًا الاستعارة المنضمة إلى المشاكلة، فقد شبه الاهلاك بالمكر في كونه إضرارًا في الخفاء؛ أي: من حيث لا يشعرون.
ومنها: الاستفهام التوبيخي في قوله: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} .
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع (1).
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
(1) وهذا آخر ما بشرني الله سبحانه به في تفسير هذا المجلد العشرون، وأسأله عم نواله أن ييسر لي ويوفقني فيما بقي من كتابه الكريم شرحًا موافقًا لما هو المعنى عنده سبحانه، ونحمده سبحانه حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا يوافي نعمه، ويكافىء مزيده حمدًا يعدل حمد الملائكة المقربين وأوليائه الصالحين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. آمين.
وكان الفراغ من مسودة هذا المجلد بعون الملك ذي الكبرياء في أوائل ليلة الأربعاء من الثلث الثالث من الشهر الرابع من شهور سنة ألف وأربع مئة وثلاثة عشر من سنين الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية من تاريخ 25/ 4/ 1413 هـ.
انتهى المجلد العشرون بعون الله وتوفيقه، ويليه المجلد الحادي العشرون، وأوله قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ
…
} الآية.
شعر
وَقُلْ بِذُلٍّ رَبِّ لَا تَقْطَعَنِّي
…
عَنْكَ بِقَاطِعٍ وَلَا تَحْرِمَنِّيْ
مِنْ سِرِّكَ الأْبهَى الْمُزِيْلِ لِلْعَمَى
…
وَاخْتُمْ بِخَيْرٍ يَا رَحِيْمَ الرُّحَمَا
من كلام زين العابدين
أَلَا يَا أَيُّهَا الْمَأْمُوْلُ فِيْ كُلِّ حَاجَةٍ
…
إِلَيْكَ شَكَوْتُ الضُّرَّ فَارْحَمْ شِكَايَتِيْ
أَلَا يَا رَجَائِيْ أَنْتَ كَاشِفُ كُرْبَتِيْ
…
فَهَبْ لِيْ ذُنُوْبِي كُلَّهَا وَاقْضِ حَاجَتِيْ
فَزَادِيْ قَلِيْلٌ مَا أرَاهُ مُبَلِّغِي
…
عَلَى الزَّادِ أبْكِيْ أَمْ لِبُعْدِ مَسَافَتِيْ
أَتَيْتُ بِأَعْمَالٍ قِبَاحٍ رَدِيْئَةِ
…
وَمَا فِيْ الْوَرَى خَلْقٌ جَنَى كَجِنَايَتِيْ