الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- رضي الله عنه أو عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه فقتله، وطعن عليه السلام بيده الطاهرة الكاسرة أبيًا اللعين يوم أحد في المبارزة، فرجع إلى مكة، فمات في الطريق بسَرِف - بفتح السين المهملة وكسر الراء - وهو مناسب لوصفه، لأنه مسرف. قال في "إنسان العيون": ولم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة قط أحدًا إلا أبي بن خلف، لا قبل ولا بعد.
حال كون ذلك الظالم {يَقُولُ} : حال من فاعل {يَعَضُّ} {يا} هؤلاء، فالمنادى محذوف، ويجوز أن تكون {يا} لمجرد التنبيه من غير قصد إلى تعيين المنبه؛ أي: يا قوم {لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} في الدنيا {مَعَ الرَّسُولِ} محمد صلى الله عليه وسلم {سَبِيلًا} ؛ أي: طريقًا إلى النجاة عن هذه الورطات؛ أي: صاحبته في اتخاذ سبيل الهدى؛ أي: واذكر يوم يعض المشرك بربه على يديه ندمًا وأسفًا على ما فرط في جنب الله، وعلى ما أعرض عنه من الحق الواضح الذي جاء به رسوله حالة كونه يقول: ليتني اتخذت مع الرسول طريقًا إلى النجاة، ولم تتشعب بي طرق الضلالة.
28
- {يَا وَيْلَتَى} ؛ أي: يا هلكتي تعالي واحضري لأتعجب منك، فهذا أوان حضورك، والنداء وإن كان أصله لمن يتأتى منه الإقبال؛ وهم العقلاء إلا أن العرب تتجوز وتنادي ما لا يعقل إظهارًا للتحسر {لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا} كأبي بن خلف {خَلِيلًا}؛ أي: صديقًا، من الخلة وهي المودة لأنها تتخلل النفس؛ أي: تتوسطها والمراد من أصله في الدنيا كائنًا من كان من شياطين الإنس والجن، فيدخل فيه أبي المذكور؛ أي: لم أتخذ فلانًا الذي أضلني وصرفني عن طريق الهدى خليلًا وصديقًا.
وهذا (1) دعاء على نفسه بالويل والثبور على مخاللة الكافر الذي أضلَّه في الدنيا. وفلان: كناية عن الأعلام. قال النيسابوري: زعم بعض أهل اللغة أنه لم يثبت استعمال فلان في الفصيح إلا حكاية، لا يقال: جاءني فلان، ولكن يقال:
(1) البحر المحيط.