الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجودهَا فَلَيْسَ فِي الذِّهْن مَاهِيَّة وَوُجُود متغايرين بل إِن اخذا أَحدهمَا ذهنيا والاخر خارجيا فأحدهما غير ألآخر وَلما قرر المُصَنّف هَذَا قَالَ
…
وبذا تَزُول جَمِيع اشكالاتهم فِي ذَاته ووجوده الرَّحْمَن
…
قَالَ النَّاظِم
فصل
فِي مَذَاهِب الْقَائِلين بِأَنَّهُ مُتَعَلق بِالْمَشِيئَةِ والارادة
…
والقائلون بِأَنَّهُ بِمَشِيئَة
وَارِدَة أَيْضا فهم صنفان
…
احدهما جعلته خَارج ذَاته
كمشيئة لِلْخلقِ والاكوان
…
قَالُوا وَصَارَ كَلَامه باضافة التشريف
مثل الْبَيْت ذِي الاركان
…
مَا قَالَ عِنْدهم وَلَا هُوَ قَائِل
وَالْقَوْل لم يسمع من الديَّان
…
فَالْقَوْل مفعول لديهم قَائِم
بِالْغَيْر كالاعراض والاكوان
…
هذي مقَالَة كل جهمي وهم
فِيهَا الشُّيُوخ معلمو الصّبيان
…
لَكِن أهل الاعتزال قديمهم
لم يذهبوا ذَا الْمَذْهَب الشيطاني
…
وهم الالى اعتزلوا عَن الْحسن الرضى
الْبَصْرِيّ ذَاك الْعَالم الرباني
…
وكذاك أَتبَاع على منهاجهم
من قبل جهم صَاحب الْحدثَان
…
لكنما متأخروهم بعد ذَا
لَك وافقوا جهما على الكفران
…
فهم بذا جهمية أهل اعتزال
ثوبهم أضحى لَهُ علمَان
…
وَلَقَد تقلد كفرهم خَمْسُونَ فِي
عشر من الْعلمَاء فِي الْبلدَانِ
…
واللالكائي الامام حَكَاهُ عَن
هم بل حَكَاهُ قبله الطَّبَرَانِيّ
…
شرع النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَيَان مَذَاهِب الْقَائِلين بِأَن كَلَام الله تَعَالَى مُتَعَلق بِالْمَشِيئَةِ والارادة فَذكر مَذْهَب الْجَهْمِية الْقَائِلين بِخلق الْقُرْآن وَمن تَبِعَهُمْ من الْمُعْتَزلَة وَذَلِكَ ان الْكَلَام عِنْدهم صفة فعل قَالُوا وانما سمي كَلَام الله للتشريف كَمَا يُقَال بَيت الله والا فَالله تَعَالَى عِنْدهم مَا تكلم وَلَا يتَكَلَّم كَمَا قَالَ الامام أَحْمد رَحمَه الله تَعَالَى فِيمَا خرجه فِي الرَّد على الْجَهْمِية بَيَان مَا انكرت الْجَهْمِية ان الله كلم مُوسَى صلى الله عليه وسلم وعَلى نَبينَا قُلْنَا لم أنكرتم ذَلِك قَالُوا لَان الله لم يتَكَلَّم وَلَا يتَكَلَّم وانما كَون شَيْئا فَعبر عَن الله وَخلق صَوتا فَسمع فزعمو ان الْكَلَام لَا يكون إِلَّا من جَوف وفم وشفتين ولسان فَقُلْنَا فَهَل يجوز لمكون اَوْ لغير الله أَن يَقُول لمُوسَى {لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدني وأقم الصَّلَاة لذكري} طه 14 {?} طه 12 فَمن زعم ذَلِك فقد زعم أَن غير الله ادّعى الربوبية وَلَو كَانَ كَمَا زعم الْجَهْمِية أَن الله كَون شَيْئا كَأَن يَقُول ذَلِك المكون يَا مُوسَى ان الله رب الْعَالمين لَا يجوز ان يَقُول إِنِّي أَنا الله رب الْعَالمين وَقد قَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ {وكلم الله مُوسَى تكليما} النِّسَاء 164 وَقَالَ {وَلما جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلمه ربه} الاعراف 143 وَقَالَ {إِنِّي اصطفيتك على النَّاس برسالاتي وبكلامي} الاعراف 144 فَهَذَا مَنْصُوص
الْقُرْآن قَالَ واما مَا قَالُوا ان الله لم يتَكَلَّم وَلَا يتَكَلَّم فَكيف يصنعون بِحَدِيث سُلَيْمَان الاعمش عَن خَيْثَمَة عَن عدي بن حَاتِم الطَّائِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْكُم من أحد الا سيكلمه الله لَيْسَ بَينه وَبَينه ترجمان (قَالَ واما قَوْلهم إِن الْكَلَام لَا يكون إِلَّا من جَوف وفم وشفتين ولسان أَلَيْسَ قَالَ الله لِلسَّمَوَاتِ والارض {ائتيا طَوْعًا أَو كرها قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} فصلت 11 أَتَرَى انها قَالَت بجوف وشفتين ولسان وَقَالَ الله {وسخرنا مَعَ دَاوُد الْجبَال يسبحْنَ} الانبياء 79 أتراها أَنَّهَا سبحت بِفَم وجوف ولسان وشفتين والجوارح اذا شهِدت على الْكفَّار فَقَالُوا {لم شهدتم علينا قَالُوا أنطقنا الله الَّذِي أنطق كل شَيْء} فصلت 21 أتراها نطقت بجوف وشفتين وفم ولسان وَلَكِن الله انطقها كَيفَ شَاءَ من غير أَن يَقُول فَم ولسان وشفتين قَالَ فَلَمَّا خنقته الْحجَج قَالَ إِن الله كلم مُوسَى الا أَن كَلَامه غَيره فَقُلْنَا وَغَيره مَخْلُوق قَالَ نعم قُلْنَا هَذَا مثل قَوْلكُم الاول الا انكم تدفعون الشنعة عَن أَنفسكُم بِمَا تظْهرُونَ وَحَدِيث الزُّهْرِيّ قَالَ لما سمع مُوسَى كَلَام ربه قَالَ يَا رب هَذَا الْكَلَام الَّذِي سمعته هُوَ كلامك قَالَ نعم يَا مُوسَى هُوَ كَلَامي وانما كلمتك بِقُوَّة عشرَة آلَاف لِسَان ولي قُوَّة الالسن كلهَا وَأَنا أقوى من ذَلِك وانما كلمتك على قدر مَا يُطيق بدنك وَلَو كلمتك باكثر من ذَلِك لمت قَالَ فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى الى قومه قَالُوا لَهُ صف لنا كَلَام رَبك فَقَالَ سُبْحَانَ الله وَهل أَسْتَطِيع أَن
أصفه لكم قَالُوا شبهه قَالَ أسمعتم أَشد مَا يسمع من اصوات الصَّوَاعِق فَكَأَنَّهُ مثله
قَالَ وَقُلْنَا للجهمية من الْقَائِل لعيسى يَوْم الْقِيَامَة {يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم أَأَنْت قلت للنَّاس اتخذوني وَأمي إِلَهَيْنِ من دون الله} الْمَائِدَة 116 أَلَيْسَ الله هُوَ الْقَائِل قَالُوا يكون الله شَيْئا يعبر عَن الله كَمَا كَون لمُوسَى فَعبر فَقُلْنَا فَمن الْقَائِل {فلنسألن الَّذين أرسل إِلَيْهِم ولنسألن الْمُرْسلين} الاعراف 6 أَلَيْسَ الله هُوَ الَّذِي يسْأَل قَالُوا هَذَا كُله إِنَّمَا يكون الله شَيْئا فيعبر عَن الله قُلْنَا قد أعظمتم على الله الْفِرْيَة حِين زعمتم أَن الله لَا يتَكَلَّم فشبهتموه بالاصنام الَّتِي تعبد من دون الله لَان الاصنام لَا تَتَكَلَّم وَلَا تتحرك وَلَا تَزُول من مَكَان الى مَكَان فَلَمَّا ظَهرت عَلَيْهِ الْحجَّة قَالَ أَقُول ان الله قد يتَكَلَّم وَلَكِن كَلَامه مَخْلُوق قُلْنَا وَكَذَلِكَ بَنو آدم كَلَامهم مَخْلُوق فَفِي مذهبكم أَن الله قد كَانَ فِي وَقت من الاوقات لَا يتَكَلَّم حَتَّى خلق التَّكَلُّم وَكَذَلِكَ بَنو آدم كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ حَتَّى خلق لَهُم كلَاما فقد جمعتم بَين كفر وتشبيه فتعالى الله عَن هَذِه الصّفة بل نقُول إِن الله جلّ ثَنَاؤُهُ لم يزل متكلما إِذا شَاءَ وَلَا نقُول انه كَانَ وَلَا يتَكَلَّم حَتَّى خلق كلَاما وَلَا نقُول انه قد كَانَ لَا يعلم حَتَّى خلق علما فَعلم وَلَا نقُول إِنَّه قد كَانَ وَلَا قدرَة حَتَّى خلق لنَفسِهِ قدرَة وَلَا نقُول إِنَّه قد كَانَ وَلَا نور لَهُ حَتَّى خلق لنَفسِهِ نورا وَلَا نقُول إِنَّه كَانَ وَلَا عَظمَة حَتَّى خلق لنَفسِهِ عَظمَة
فَقَالَت الْجَهْمِية لنا لما وَصفنَا من الله هَذِه الصِّفَات إِن زعمتم أَن الله ونوره وَالله وَقدرته وَالله وعظمته فقد قُلْتُمْ بقول النَّصَارَى حِين زعمتم أَن الله لم يزل ونوره وَلم يزل وَقدرته فَقُلْنَا لَا نقُول ان الله لم يزل
وَقدرته وَلم يزل ونوره وَلَكِن نقُول لم يزل بقدرته ونوره لَا مَتى قدر وَلَا كَيفَ قدر فَقَالُوا لَا تَكُونُونَ مُوَحِّدين أبدا حَتَّى تَقولُوا كَانَ الله وَلَا شَيْء فَقُلْنَا نَحن نقُول كَانَ الله وَلَا شَيْء وَلَكِن إِذا قُلْنَا ان الله لم يزل بصفاته كلهَا أَلَيْسَ انما نصف الها وَاحِدًا بِجَمِيعِ صِفَاته وضربنا لَهُم مثلا فِي ذَلِك فَقُلْنَا أخبرونا عَن هَذِه النَّخْلَة أَلَيْسَ لَهَا جذع وكرب وليف وسعف وخوص وجمار وَاسْمهَا ام وَاحِد سميت نَخْلَة بِجَمِيعِ صفاتها فَكَذَلِك الله جلّ ثَنَاؤُهُ وَله الْمثل الاعلى بِجَمِيعِ صِفَاته إِلَه وَاحِد لَا نقُول إِنَّه قد كَانَ فِي وَقت من الاوقات وَلَا قدرَة لَهُ حَتَّى خلق قدرَة وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ قدرَة هُوَ عَاجز وَلَا نقُول انه قد كَانَ فِي وَقت من الاوقات وَلَا علم لَهُ حَتَّى خلق فَعلم وَالَّذِي لَا يعلم فَهُوَ جَاهِل وَلَكِن تَقول لم يزل الله قَادِرًا عَالما مَالِكًا لَا مَتى وَلَا كَيفَ وَقد سمى الله رجلا كَافِرًا اسْمه الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي فَقَالَ {ذَرْنِي وَمن خلقت وحيدا} المدثر 11 وَقد كَانَ لهَذَا الَّذِي سَمَّاهُ الله {وحيدا} عينان وأذنان ولسان وشفتان ويدان ورجلان وجوارح كَثِيرَة فقد سَمَّاهُ الله وحيدا بِجَمِيعِ صِفَاته فَكَذَلِك الله وَله الْمثل الاعلى هُوَ بجيمع صِفَاته إِلَه وَاحِد
وَفِي (التسعينية (لشيخ الاسلام رَحمَه الله تَعَالَى وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يعلم أَن الْجَهْمِية لما كَانَت فِي نفس الامر قَوْلهَا قَول أهل الشّرك والتعطيل لَيْسَ هُوَ قَول أحد من أهل الْكتب الْمنزلَة وَلَكِن لم يكن لَهُم بُد من مُوَافقَة أهل الْكتاب فِي الظَّاهِر وان كَانُوا فِي ذَلِك منافقين عَالمين بِنفَاق أنفسهم كَمَا عَلَيْهِ طواغيتهم الَّذين علمُوا بمخالفة أنفسهم للرسل وأقدموا على ذَلِك وَهَؤُلَاء) إِمَّا) مُنَافِقُونَ زنادقة وَإِمَّا جهال بِنفَاق أنفسهم صَارُوا فِي الْجمع بَين
تكذيبهم الْبَاطِن وتصديقهم الظَّاهِر جامعين بَين النقيضين مضطرين الى السفسطة فِي العقليات والقرمطة فِي السمعيات مفسدين لِلْعَقْلِ وَالدّين وَقَوْلهمْ بِخلق الْقُرْآن وَنفي الصِّفَات من أصُول نفاقهم وَذَلِكَ أَنه من الْمَعْلُوم ببداية الْعُقُول أَن الْحَيّ لَا يكون حَيا أَلا بحياة تقوم بِهِ لَا يكون حَيا بِلَا حَيَاة أَو بحياة تقوم بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ الْعَالم والقادر لَا يكون عَالما مَا وَلَا قَادِرًا الا بِعلم وقدرة تقوم بِهِ لَا يكون عَالما قَادِرًا بِلَا علم وَلَا قدرَة أَو بِعلم وقدرة تقوم بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ الْحَكِيم والرحيم والمريد لَا يكون حكيما وَلَا رحِيما اَوْ متكلما اَوْ مرِيدا الا بحكمة وَرَحْمَة تقوم بِغَيْرِهِ وَلَا يكون متكلما وَلَا وَلَا مرِيدا بِلَا كَلَام وَلَا إِرَادَة اَوْ بِكَلَام وارادة تقوم بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ من الْمَعْلُوم ببداية الْعُقُول أَن الْكَلَام والارادة وَالْعلم وَالْقُدْرَة لَا تقوم الا بِمحل اذ هَذِه صِفَات لَا تقوم بأنفسها وَمن الْمَعْلُوم ببداية الْعُقُول ان الْمحل الَّذِي يقوم بِهِ الْعلم يكون عَالما وَالَّذِي تقوم بِهِ الْقُدْرَة يكون قَادِرًا وَالَّذِي يقوم بِهِ الْكَلَام يكون متكلما وَالَّذِي تقوم بِهِ الرَّحْمَة يكون رحِيما وَالَّذِي تقوم بِهِ الارادة يكون مرِيدا فَهَذِهِ الامور مُسْتَقِرَّة فِي فطر النَّاس تعلمهَا قُلُوبهم علما فطريا ضَرُورِيًّا والالفاظ المعبرة عَن هَذِه الْمعَانِي هِيَ من اللُّغَات الَّتِي اتّفق عَلَيْهَا بَنو آدم فَلَا يسمون عَالما قَادِرًا الا من قَامَ بِهِ الْعلم وَالْقُدْرَة وَمن قَامَ بِهِ الْعلم وَالْقُدْرَة سموهُ عَالما قَادِرًا وَهَذَا معنى قَول من قَالَ من أهل الاثبات ان الصّفة اذا قَامَت بِمحل عَاد حكمهَا الى ذَلِك الْمحل وَكَانَ ذَلِك الْمحل هُوَ الْعَالم الْمُتَكَلّم دون غَيره وَمعنى قَوْلهم ان الصّفة اذا قَامَت بِمحل اشتق لَهُ مِنْهَا اسْم كَمَا يشتق لم يحمل الْعلم عليم ولمحل الْكَلَام مُتَكَلم وَمعنى قَوْلهم ان صدق الْمُشْتَقّ لَا يَنْفَكّ عَن صدق الْمُشْتَقّ مِنْهُ ان لفظ الْعَلِيم الْمُتَكَلّم مُشْتَقّ من لفظ الْعلم
وَالْكَلَام فاذا صدق فِي الْمَوْصُوف انه عليم لزم ان يصدق حُصُول الْعلم وَالْكَلَام لَهُ وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّة السّلف الَّذين عرفُوا حَقِيقَة من قَالَ مَخْلُوق وان معنى ذَلِك ان الله لم يقم بِهِ كَلَام بل الْكَلَام قَائِم بجسم من الاجسام غَيره وَعَلمُوا ان هَذَا يُوجب بالفظرة الضرورية ان يكون ذَلِك الْجِسْم هُوَ الْمُتَكَلّم بذلك الْكَلَام دون الله وَأَن الله لَا يكون متكلما اصلا صَارُوا يذكرُونَ قَوْلهم بِحَسب مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي نَفسه وَهُوَ ان الله لَا يتَكَلَّم وانما خلق شَيْئا تكلم عَنهُ هَكَذَا كَانَت الْجَهْمِية تَقول اولا ثمَّ انها زعمت ان الْمُتَكَلّم من فعل الْكَلَام وَلَو فِي غَيره وَاخْتلفُوا هَل يُسمى متكلما حَقِيقَة اَوْ مجَازًا على قَوْلَيْنِ فَلهم فِي تَسْمِيَة الله تَعَالَى متكلما بالْكلَام الْمَخْلُوق ثَلَاثَة اقوال
احدها وَهُوَ حَقِيقَة قَوْلهم وهم فِيهِ أصدق لاظهارهم كفرهم ان الله لَا تكلم وَلَا يتَكَلَّم
وَالثَّانِي وهم فِيهِ متوسطون فِي النِّفَاق انه يُسمى متكلما بطرِيق الْمجَاز
وَالثَّالِث وهم فِيهِ مُنَافِقُونَ نفَاقًا مَحْضا انه يُسمى متكلما بطرِيق الْحَقِيقَة واساس النِّفَاق الَّذِي يَنْبَنِي عَلَيْهِ الْكَذِب فَلهَذَا كَانُوا من أكذب النَّاس فِي تَسْمِيَة الله متكلما بِكَلَام لَيْسَ قَائِما بِهِ وانما هُوَ مَخْلُوق فِي غَيره كَمَا كَانُوا كاذبين مفترين فِي تَسْمِيَة الله عَالما قَادِرًا مرِيدا متكلما بِلَا علم يقوم بِهِ وَلَا قدرَة وَلَا ارادة وَلَا كَلَام وَكَانُوا وان نطقوا بأسمائه فهم كاذبون بتسميته بهَا وهم ملحدون فِي الْحَقِيقَة كالحاد الَّذين نفوا عَنهُ أَن يُسمى بالرحمن {وَإِذا قيل لَهُم اسجدوا للرحمن قَالُوا وَمَا الرَّحْمَن أنسجد لما تَأْمُرنَا وَزَادَهُمْ نفورا} الْفرْقَان 60 وَبِذَلِك وَصفهم الائمة وَغَيرهم مِمَّن خبر مقالاتهم كَمَا قَالَ الامام أَحْمد فِيمَا خرجه فِي الرَّد على الْجَهْمِية فَإِذا
قيل لَهُم من تَعْبدُونَ قَالُوا نعْبد من يدبر امْر هَذَا الْخلق قُلْنَا فَهَذَا الَّذِي يدبر امْر هَذَا الْخلق هُوَ مَجْهُول لَا يعرف بِصفة قَالُوا نعم قُلْنَا قد عرف الْمُسلمُونَ انكم لَا تثبتون شَيْئا انما تدفعون عَن انفسكم الشنعة بِمَا تظْهرُونَ وَقُلْنَا لَهُم هَذَا الَّذِي يدبر هُوَ الَّذِي كلم مُوسَى قَالُوا لم يتَكَلَّم وَلَا يتَكَلَّم لَان الْكَلَام لَا يكون الا بجارحة والجوارح عَن الله منفية فاذا سمع الْجَاهِل قَوْلهم يظنّ انهم من أَشد النَّاس تَعْظِيمًا لله وَلَا يعلم انهم انما يقودون قَوْلهم الى ضَلَالَة وَكفر انْتهى كَلَامه
قَوْله
…
لَكِن اهل الاعتزال قديمهم
…
لم يذهبوا ذَا الْمَذْهَب الشيطاني
…
أَي ان قدماء الْمُعْتَزلَة وَاصل بن عَطاء وَعَمْرو بن عبيد وَغَيرهمَا لم يذهبوا الى القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَلَكِن متأخروهم بعد ذَلِك وافقوا الجهم على القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَلِهَذَا قَالَ النَّاظِم
…
فهم بذا جهمية أهل اعتزا
…
ل ثوبهم أضحى لَهُ علمَان
…
الْعلم رسم الثَّوْب ورقمه قَالَه فِي (الْقَامُوس (
قَوْله وَلَقَد تقلد كفرهم خَمْسُونَ فِي عشر الخ أَي أَن الْقَائِلين بِخلق الْقُرْآن كفرهم خَمْسمِائَة عَالم من عُلَمَاء الْمُسلمين وَهَذَا معنى قَول النَّاظِم وَلَقَد تقلد كفرهم خَمْسُونَ فِي عشر الخ
قَوْله واللالكائي الامام حَكَاهُ عَنْهُم الخ
قَالَ الامام الْحَافِظ ابو الْقَاسِم اللالكائي وَقد ذكر أَقْوَال السّلف والائمة بِأَن الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَمَا ورد عَنْهُم من تَكْفِير من يَقُول ذَلِك ثمَّ قَالَ فَهَؤُلَاءِ خَمْسمِائَة وَخَمْسُونَ نفسا واكثر من التَّابِعين وَأَتْبَاع