الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِن قِيَامه تَعَالَى بِنَفسِهِ اَوْ بِغَيْرِهِ بَاطِل فقولكم إِنَّه تَعَالَى لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه مثله فِي الْبطلَان فكلاكما يَنْفِي الاله حَقِيقَة وكلاكما سَوَاء فِي نَفْيه وَالله أعلم
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
فصل
فِي سِيَاق هَذَا الدَّلِيل على وَجه آخر
…
وسل الْمُعَطل عَن مسَائِل خَمْسَة
تردي قَوَاعِده من الاركان
…
قل للمعطل هَل تَقول إلهنا المعبود
حَقًا خَارج الاذهان
…
فَإِذا نفى هَذَا فَذَاك معطل
للرب حَقًا بَالغ الكفران
…
وَإِذ أقربه فسله ثَانِيًا
أتراه غير جَمِيع ذِي الاكوان
…
فَإِذا نفى هَذَا وَقَالَ بِأَنَّهُ
هُوَ عينهَا مَا هَا هُنَا غيران
…
فقد ارتدى بالاتحاد مُصَرحًا
بالْكفْر جَاحد ربه الرَّحْمَن
…
حاشا النَّصَارَى أَن يَكُونُوا مثله
وهم الْحمير وعابدو الصلبان
…
هم خصصوه بالمسيح وامه
…
وأولاء مَا صانوه عَن حَيَوَان
وَإِذ أقرّ بِأَنَّهُ غير الورى
…
عبد ومعبود هما شَيْئَانِ
…
.. فَاسْأَلْهُ هَل هَذَا الورى فِي ذَاته
…
أم ذَاته فِيهِ هُنَا أَمْرَانِ
فَإِذا اقر بِوَاحِد من ذَيْنك الْأَمريْنِ قبل حَده النَّصْرَانِي
…
وَيَقُول أَهلا بِالَّذِي هُوَ مثلنَا
خشداشنا وحبيبنا الحقان
…
وَإِذا نفى الامرين فَاسْأَلْهُ اذا
هَل ذَاته استغنت عَن الاكوان
…
فلذاك قَامَ بِنَفسِهِ أم قَامَ بَال
أَعْيَان كالاعراض والالوان
…
فاذا أقرّ وَقَالَ بل هُوَ قَائِم
بِالنَّفسِ فَاسْأَلْهُ وَقل ذاتان
…
بِالنَّفسِ قائمتان أَخْبرنِي هما
مثلان أَو ضدان أَو غيران
…
وعَلى التقادير الثَّلَاث فَإِنَّهُ
لَوْلَا التباين لم يكن شَيْئَانِ
…
ضدين أَو مثلين أَو غيرين كَا
نابل هما لَا شكّ متحدان
…
فلذاك قُلْنَا إِنَّكُم بَاب لمن
بالاتحاد يَقُول بل بَابَانِ
…
نقطتم لَهُم وهم خطوا على
نقط لكم كمعلم الصّبيان
…
حَاصِل هَذِه الابيات هُوَ أَن النَّاظِم يَقُول سل الْمُعَطل عَن خمس مسَائِل الاولى هَل تَقول إِن الله تَعَالَى خَارج الاذهان فان نفى ذَلِك فقد كفر حَقًا بِلَا شكّ وَالثَّانيَِة سَله إِن أقرّ بذلك عَن الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة وَهُوَ أَنه هَل هُوَ الاكوان اَوْ غَيرهَا فَإِنَّهُ لابد ان يَقُول هُوَ الاكوان اَوْ غَيرهَا فاذا قَالَ هُوَ عين الاكوان فقد قَالَ بالاتحاد وَهُوَ أكفر قَول واشنع مَذْهَب بل الْقَائِل بذلك أكفر من النَّصَارَى لَان النَّصَارَى خصصوه بالمسيح وَأمه وَهَؤُلَاء عمموه بِكُل مَوْجُود وَلِهَذَا قَالَ النَّاظِم
حاشا النَّصَارَى ان يَكُونُوا مثله الخ وَإِذا اقر الْمُعَطل بِأَنَّهُ غير الورى فسله ثَالِثا هَل هَذَا الورى فِي ذَاته اَوْ ذَاته فِيهِ فاذا أقرّ بِوَاحِد من هذَيْن فقد قَالَ بالحلول وَلِهَذَا قَالَ النَّاظِم
…
فاذا اقر بِوَاحِد من ذَيْنك الامرين قبل خَدّه النَّصْرَانِي
…
وَقَوله خشداشنا هَذِه كلمة تَعْظِيم وَهِي غير عَرَبِيَّة وَإِن نفى الْمُعَطل الامرين أَي أَن نفى ان ذَاته خلت فِي الورى اَوْ حل الورى فِي ذَاته فَاسْأَلْهُ هَل ذَاته تَعَالَى استغنت عَن الاكوان وَلذَلِك قَامَ بِنَفسِهِ ام قَامَ بالاعراض وَا لالوان وَإِن أقرّ وَقَالَ بل هُوَ قَائِم بِالنَّفسِ فَاسْأَلْهُ وَقل ذاتان قامتا بِالنَّفسِ أَخْبرنِي هَل هما مثلان اَوْ ضدان اَوْ غيران الضدان هما اللَّذَان لَا يَجْتَمِعَانِ وَقد يرتفعان كالسواد وَالْبَيَاض والمثلان لَا يَجْتَمِعَانِ ويرتفعان لتساوي الْحَقِيقَة كبياض وَبَيَاض والغيران هما المختلقان وَقيل هما الموجودان اللَّذَان يُمكن أَن يُفَارق أَحدهمَا الاخر بِوَجْه والخلافان مَا قَامَ أَحدهمَا مقَام الاخر وسد مسده وَعمل عمله وَقيل هما اللَّذَان يَشْتَرِكَانِ فِي الصّفة اللَّازِمَة فهما لَا يَجْتَمِعَانِ ويرتفعان لتساوي الْحَقِيقَة كبياض وَبَيَاض كل موجودين غير متفقين فِي جَمِيع صِفَات النَّفس والغيران نَحْو مِنْهُمَا والمثلان ضد لَهما
وَقَول النَّاظِم
…
وعَلى التقادير الثَّلَاث فانه
لَوْلَا التباين لم يكن شَيْئَانِ
…
أَي لَان الْمَوْجُودين إِمَّا ان يَكُونَا ضدين اَوْ مثلين اَوْ غيرين وعَلى جَمِيع هَذِه التقادير فلابد من ثُبُوت شَيْئَيْنِ ثمَّ قَالَ فَلِذَا قُلْنَا إِنَّكُم بَاب لمن يَقُول بالاتحاد بل بَابَانِ نقطتم لَهُم وهم خطوا على نقط