الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَضْمُون هَذَا الْ
فَصْل
الزام المعطلة النافين لصفة الْكَلَام نفي الرسَالَة اذ حَقِيقَة الرسَالَة تَبْلِيغ كَلَام الْمُرْسل فَإِذا انْتَفَت صفة الْكَلَام لزم نفي الرسَالَة ثمَّ ذكر أَن حَقِيقَة الارسال نفس خطابه تَعَالَى للمرسلين وَهُوَ نَوْعَانِ بِغَيْر وساطة ككلامه تَعَالَى لجبريل ومُوسَى من وَرَاء حجاب وَالنَّوْع الثَّانِي تكليم بالوساطة كتكليمه سُبْحَانَهُ الانبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام على لِسَان جِبْرِيل كَمَا قالى تَعَالَى {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} الشورى 51 الْآيَة
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
فصل
فِي الزامهم القَوْل بِنَفْي الرسَالَة اذا انْتَفَت صفة الْكَلَام
…
فاذا انْتَفَت صفة الْكَلَام فضدها
خرس وَذَلِكَ غَايَة النُّقْصَان
…
فلئن زعمتم أَن ذَلِك فِي الَّذِي
هُوَ قَابل من أمة الْحَيَوَان
…
والرب لَيْسَ بقابل صفة الكلا
م فنفيها مَا فِيهِ من نُقْصَان
…
فَيُقَال سلب كَلَامه وقبوله
صفة الْكَلَام أتم للنقصان
…
اذ أخرس الانسان أكمل حَالَة
من ذَا الجماد بأوضح الْبُرْهَان
…
فَجحدت أَوْصَاف الْكَمَال مَخَافَة
التجسيم والتشبيه بالانسان
…
وَوَقعت فِي تَشْبِيه بالجمادا
ت الناقصات وَذَا من الخذلان
…
.. الله أكبر هتكت أستاركم
…
حَتَّى غدوتم ضحكة الصّبيان
…
قَول النَّاظِم
…
فاذا انْتَفَت صفة الْكَلَام فضدها
…
خرس وَذَلِكَ غَايَة النُّقْصَان
…
لاشك ان الْكَلَام صفة كَمَال وكل كَمَال اتّصف بِهِ الْمَخْلُوق اذا لم يكن فِيهِ نقص بِوَجْه مَا فالخالق أَحَق بِهِ لانه هُوَ الَّذِي خلقه وكل كَمَال اتّصف بِهِ مَوْجُود مُمكن وحادث فالموجود الْوَاجِب الْقَدِيم أولى بِهِ وكل نقص تنزه عَنهُ مَخْلُوق مَوْجُود حَادث فالخالق أولى بتنزيهه عَنهُ
قَوْله فلئن زعمتم ان ذَلِك فِي الَّذِي هُوَ قَابل الخ قَالَت النفاة من الباطنية من المتفلسفة وَغَيرهم لما قيل لَهُم اذا لم يُوصف بِالْعلمِ وَالْقُدْرَة والحياة وَالْكَلَام لزم أَن يَتَّصِف بِمَا يُقَابل ذَلِك كالعجز وَالْجهل وَالْمَوْت والبكم فَقَالُوا انما يلْزم ذَلِك لَو كَانَ قَابلا للإتصاف بذلك فان المتقابلين تقَابل السَّلب والايجاب كالوجود والعدم اذا عدم أَحدهمَا ثَبت الاخر واما التقابلان تقَابل الْعَدَم والملكة كالحياة وَالْمَوْت والعمى وَالْبَصَر فقد يَخْلُو الْمحل عَنْهُمَا كالجماد فَإِنَّهُ لَا يُوصف لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا فَقَالَ لَهُم أهل الاثبات فررتم (من) تَشْبِيه بِالْحَيَوَانِ النَّاقِص الَّذِي لَا يسمع وَلَا يبصر وَلَا يتَكَلَّم مَعَ امكان ذَلِك مِنْهُ فشبهتموه بالجماد الَّذِي لايقبل الاتصاف لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا فَكَانَ مَا فررتم اليه شرا مِمَّا فررتم مِنْهُ