المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والقعاقع تتَابع أصوات الرَّعْد فرقع الاصابع نقضهَا فتقرقعت وافرنقعت قَالَه - توضيح المقاصد شرح نونية ابن القيم الكافية الشافية - جـ ١

[أحمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌رب يسر وأعن يَا كريم

- ‌فصل فِي تَرْجَمَة النَّاظِم

- ‌قَوْله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌أأغصان بَان مَا أرى أم شمائل

- ‌فَصِل

- ‌فصل…وَقضى بِأَن الله كَانَ معطلاوَالْفِعْل مُمْتَنع بِلَا إِمْكَان…ثمَّ اسْتَحَالَ وَصَارَ مَقْدُورًا لَهُمن غير أَمر قَامَ بالديان…بل حَاله سُبْحَانَهُ فِي ذَاتهقبل الْحُدُوث وَبعده سيان

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل فِي مُقَدّمَة نافعة قبل التَّحْكِيم

- ‌فصل وَهَذَا أول عقد مجْلِس التَّحْكِيم

- ‌وَهِي تِسْعَة وَعِشْرُونَ بَيْتا وَالثَّانيَِة أَولهَا

- ‌فِي قدوم ركب آخر

- ‌فصل فِي قدوم ركب آخر

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فَصْل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل…هَذَا وَثَانِيها صَرِيح علوه…وَله بِحكم صَرِيحه لفظانلفظ الْعلي وَلَفظه الاعلى معرفَة(أتتك هُنَا) لقصد بَيَانإِن الْعُلُوّ لَهُ بمطلقه على التَّعْمِيم والاطلاق بالبرهان…وَله الْعُلُوّ من الْوُجُوه جَمِيعهَاذاتا وقهرا مَعَ علو الشاني…لَكِن نفاة علوه سلبوه إكما

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل…هَذَا وَثَانِي عشرهَا وصف الظهور لَهُ كَمَا قد جَاءَ فِي الْقُرْآن…وَالظَّاهِر العالي الَّذِي مَا فَوْقهشَيْء كَمَا قد قَالَ ذُو الْبُرْهَان…حَقًا رَسُول الله ذَا تَفْسِيرهوَلَقَد رَوَاهُ مُسلم بِضَمَان…فاقبله لَا تقبل سواهُ من التفاسير الَّتِي قيلت بِلَا برهَان…وَالشَّيْء حِين يتم

- ‌فصل…هَذَا وثالث عشرهَا أخباره…انا نرَاهُ بجنة الْحَيَوَانفسل الْمُعَطل هَل يرى من تحتنا…أم عَن شَمَائِلنَا وَعَن أَيْمَانأم خلفنا وأمامنا سُبْحَانَهُ…أم هَل يرى من فَوْقنَا بِبَيَانيَا قوم مَا فِي الامر شَيْء غير ذَا…أَو أَن رُؤْيَته بِلَا إِمْكَانإِذْ رُؤْيَة لَا فِي مُقَابلَة من

- ‌فصل…هَذَا ورابع عشرهَا إِقْرَار سائله بِلَفْظ الاين للرحمن…وَلَقَد رَوَاهُ أَبُو رزين بَعْدَمَاسَأَلَ الرَّسُول بِلَفْظِهِ بوزان…وَرَوَاهُ تبليغا لَهُ ومقررالما أقربه بِلَا نكران…هَذَا وَمَا كَانَ الْجَواب جَوَاب من لَكِن جَوَاب اللَّفْظ بالميزان

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل…هَذَا وسابع عشرهَا أخبارهسُبْحَانَهُ فِي مُحكم الْقُرْآن…عَن عَبده مُوسَى الكليم وحربهفِرْعَوْن ذِي التَّكْذِيب والطغيان…تَكْذِيبه مُوسَى الكليم بقولهالله رَبِّي فِي السما نباني

- ‌فصل…هَذَا وثامن عشرهَا تنزيهه…سُبْحَانَهُ عَن مُوجب النُّقْصَانوَعَن الْعُيُوب وَمُوجب التَّمْثِيل والتشبيه جلّ الله ذُو السُّلْطَان

- ‌فصل…هَذَا وتاسع عشرهَا الزام ذِي التعطيل أفسد لَازم بِبَيَان…وَفَسَاد لَازم قَوْله هُوَ مُقْتَضلفساد ذَاك القَوْل بالبرهان…فسل الْمُعَطل عَن ثَلَاث مسَائِل تقضي على التعطيل بِالْبُطْلَانِمَاذَا تَقول أَكَانَ يعرف ربه…هَذَا الرَّسُول حَقِيقَة الْعرْفَانأم لَا وَهل كَانَت نصيحة لنا…كل

- ‌فصل…هَذَا وَخَاتم هَذِه الْعشْرين وَجها…وَهُوَ أقربها الى الاذهانسرد النُّصُوص فانها قد نوعت…طرق الادلة فِي أتم بَيَانوَالنّظم يَمْنعنِي من استيفائها…وسياقه الالفاظ بالميزانفاشير بعض إِشَارَة لمواضع…مِنْهَا وَأَيْنَ الْبَحْر من خلجانفاذكر نُصُوص الاسْتوَاء

- ‌فصل…هَذَا وحاديها وَعشْرين الَّذِي…قد جَاءَ فِي الاخبار وَالْقُرْآنإتْيَان رب الْعَرْش جل جلاله…ومجيئه للفصل بالميزانفَانْظُر الى التَّقْسِيم والتنويع فِي الْقُرْآن تلفيه صَرِيح بِبَيَان…ان الْمَجِيء لذاته لَا أمرهكلا وَلَا ملك عَظِيم الشان…اذ ذَانك الامران قد ذكرا

- ‌فصل

- ‌يعْنى حَدِيث جَابر فِي خطبَته صلى الله عليه وسلم يَوْم عَرَفَة وَقد تقدم

الفصل: والقعاقع تتَابع أصوات الرَّعْد فرقع الاصابع نقضهَا فتقرقعت وافرنقعت قَالَه

والقعاقع تتَابع أصوات الرَّعْد فرقع الاصابع نقضهَا فتقرقعت وافرنقعت قَالَه فِي (الْقَامُوس (

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

‌فصل

فِي ذكر مَذْهَب أهل الحَدِيث

والاخرون اولو الحَدِيث كأحمد

وَمُحَمّد وأئمة الايمان

قَالُوا بِأَن الله حَقًا لم يزل

متكلما بِمَشِيئَة وَبَيَان

إِن الْكَلَام هُوَ الْكَمَال فَكيف يَخْلُو

عَنهُ فِي أزل بِلَا امكان

وَيصير فِيمَا لم يزل متكلما

مَاذَا اقْتَضَاهُ لَهُ من الامكان

5 وتعاقب الْكَلِمَات أَمر ثَابت

للذات مثل تعاقب الازمان

وَالله رب الْعَرْش قَالَ حَقِيقَة

(حم) مَعَ (طه) بِغَيْر قرَان

بل أحرف مترتبات مِثْلَمَا

قد رتبت فِي مسمع الانسان

وقتان فِي وَقت محَال هَكَذَا

حرفان أَيْضا يوجدا فِي آن

من وَاحِد مُتَكَلم بل يوجدا

بالرسم أَو بتكلم الرّجلَانِ

هَذَا هُوَ الْمَعْقُول أما الإقتران

ن فَلَيْسَ معقولا لذِي الاذهان

ص: 302

.. وَكَذَا كَلَام من سوى مُتَكَلم

أَيْضا محَال لَيْسَ فِي الامكان

الا لمن قَامَ الْكَلَام بِهِ فَذا

ك كَلَامه الْمَعْقُول فِي الاذهان

أَيكُون حَيا سَامِعًا اَوْ مبصرا

من غير مَا سمع وَغير عيان

والسمع والابصار قَامَ بِغَيْرِهِ

هَذَا الْمحَال وواضح الْبُهْتَان

وَكَذَا مريدوا الارادة لم تكن

وَصفا لَهُ هَذَا من الهذيان

وَكَذَا قدير مَاله من قدرَة قَامَت بِهِ من أوضح الْبطلَان

وَالله جل جلاله مُتَكَلم

بِالنَّقْلِ والمعقول والبرهان

قد أَجمعت رسل الاله عَلَيْهِ لم

يُنكره من أتباعهم رجلَانِ

فَكَلَامه حَقًا يقوم بِهِ والا

لم يكن متكلما بقران

وَالله قَالَ وَقَائِل وَكَذَا

يَقُول الْحق لَيْسَ كَلَامه بالفاني

ويكلم الثقلَيْن يَوْم معادهم

حَقًا فَيسمع قَوْله الثَّقَلَان

وَكَذَا يكلم حزبه فِي جنَّة

الْحَيَوَان بِالتَّسْلِيمِ والرضوان

وَكَذَا يكلم رسله يَوْم اللقا

حَقًا فيسألهم عَن التِّبْيَان

وَيُرَاجع التكليم جل جلاله

وَقت الْجِدَال لَهُ من الانسان

ويكلم الْكفَّار فِي العرصات تو

بيخا وتقريعا بِلَا غفران

ويكلم الْكفَّار أَيْضا فِي الحجيم

أَن اخسؤوا فِيهَا بِكُل هوان

ص: 303

شرع النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي مَذْهَب النَّوْع الثَّانِي الْقَائِلين بِأَنَّهُ تَعَالَى يتَكَلَّم بِمَشِيئَة وارادة وانه سُبْحَانَهُ يتَكَلَّم من ذَاته وهم أهل الحَدِيث فَقَالَ والاخرون أولو الحَدِيث كأحمد وَمُحَمّد الخ أَي أَن اصحاب الحَدِيث كالامام أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَغَيرهمَا من الائمة قَالُوا بِأَن الله تَعَالَى لم يزل متكلما بمشيئته وَقدرته اذا شَاءَ وَذَلِكَ أَن الْكَلَام من صِفَات الْكَمَال فَالَّذِي لَا يتَكَلَّم اَوْ حدث لَهُ الْكَلَام بعد أَن لم يكن متكلما نَاقص وَهَذَا هُوَ معنى قَول النَّاظِم

إِن الْكَلَام هُوَ الْكَمَال فَكيف

يَخْلُو عَنهُ فِي أزل بِلَا إِمْكَان

وَيصير فِيمَا لم يزل متكلما

مَاذَا اقْتَضَاهُ لَهُ من الامكان

أَي كَيفَ صَار متكلما بعد أَن لم يكن متكلما

وَقَوله

وَالله رب الْعَرْش قَالَ حَقِيقَة

(حم) مَعَ (طه) بِغَيْر قُرْآن

بل أحرف مترتبات مِثْلَمَا

قد رتبت فِي مسمع الانسان

هَذَا اشارة الى رد مَذْهَب السالمية وَمن وافقهم الْقَائِلين بِأَن كَلَام الله تَعَالَى حُرُوف واصوات قديمَة أزلية وَأَن لَهَا اقترانا ثَابتا لذواتها وان السِّين لَا تسبق الْبَاء الخ

وَلِهَذَا قَالَ النَّاظِم وقتان فِي وَقت محَال هَكَذَا أَي كَمَا أَنه لَا يُمكن أَن يُوجد وقتان فِي وَقت فمحال ان يُوجد حرفان فِي آن أَي فِي وَقت من مُتَكَلم وَاحِد بل يُمكن ذَلِك فِي الرَّسْم أَي فِي الْخط اَوْ بتكلم رجلَيْنِ فَذَلِك يُمكن أَن يكون فِي وَقت

ص: 304

وَاحِد وَأما النُّطْق بحرفين مَعًا فَهُوَ محَال غير مُمكن ثمَّ أَشَارَ الى رد مَذْهَب الْجَهْمِية والمعتزلة الْقَائِلين بِأَن كَلَامه تَعَالَى هُوَ مَا يخلقه فِي غَيره وَذَلِكَ محَال أَيْضا فَلَا يُسمى متكلما الا من قَامَ بِهِ الْكَلَام وَكَذَا لَا يُسمى سَامِعًا اَوْ مبصرا الا من قَامَ بِهِ السّمع وَالْبَصَر والا فَلَا يُسمى سَامِعًا اَوْ مبصرا بسمع اَوْ بصر قَائِم بِغَيْرِهِ وَكَذَا لَا يُسمى مرِيدا وقديرا الا من قَامَت بِهِ الارادة وَالْقُدْرَة لَا يُسمى مرِيدا اَوْ قَدِيرًا بارادة اَوْ قدرَة بِغَيْرِهِ ثمَّ قَالَ النَّاظِم

وَالله جل جلاله مُتَكَلم

بِالنَّقْلِ والمعقول والبرهان

وَقد تقدم بسط الْكَلَام فِي ذَلِك لما ذكرت مَذْهَب الْجَهْمِية والمعتزلة فِي الْقُرْآن بِمَا أغْنى عَن إِعَادَته

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

وَالله قد نَادَى الكليم وَقَبله

سمع الندا فِي الْجنَّة الابوان

وأتى الندا فِي تسع آيَات لَهُ

وَصفا فَرَاجعهَا من الْقُرْآن

وَكَذَا يكلم جبرئيل بأَمْره

حَتَّى ينفذهُ بِكُل مَكَان

وَاذْكُر حَدِيثا (فِي صَحِيح مُحَمَّد (

ذَاك البُخَارِيّ الْعَظِيم الشان

فِيهِ ندا الله يَوْم معادنا

بالصوت يبلغ قاصيا والداني

هَب أَن هَذَا اللَّفْظ لَيْسَ بِثَابِت

بل ذكره مَعَ حذفه سيان

وَرَوَاهُ عنْدكُمْ البُخَارِيّ

المجسم

بل رَوَاهُ مجسم فوقان

أيصبح فِي عقل وَفِي نقل ندا

ء لَيْسَ مسموعا لنا بِأَذَان

ص: 305

.. أم أجمح الْعلمَاء والعقلاء من

أهل اللِّسَان وَأهل كل لِسَان

ان الندا الصَّوْت الرفيع وضده

فَهُوَ النجَاة كِلَاهُمَا صوتان

وَالله مَوْصُوف بِذَاكَ حَقِيقَة

هَذَا الحَدِيث ومحكم الْقُرْآن

وَاذْكُر حَدِيثا لِابْنِ مَسْعُود صَرِيحًا

انه ذُو أحرف بِبَيَان

للحرف مِنْهُ فِي الجزا عشر من ال

حَسَنَات مَا فِيهِنَّ من نُقْصَان

وَانْظُر الى السُّور الَّتِي افتتحت بأحرفها

ترى سرا عَظِيم الشان

لم يَأْتِ قطّ بِسُورَة الا أَتَى

فِي إثْرهَا خبر عَن الْقُرْآن

اذ كَانَ إِخْبَارًا بِهِ عَنْهَا وَفِي

هَذَا الشِّفَاء لطَالب الايمان

وَيدل أَن كَلَامه هُوَ نَفسهَا

لَا غَيرهَا وَالْحق ذُو تبيان

فَانْظُر الى مبدا الْكتاب وَبعدهَا

(الاعراف) ثمَّ كَذَا الى (لُقْمَان)

مَعَ تلوها ايضا وَمَعَ (حم) مَعَ

(يس) وافهم مُقْتَضى الْفرْقَان

قَوْله وأتى الندا فِي تسع آيَات لَهُ الخ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الاعراف {وناداهما ربهما} الاعراف 22 الْآيَة وَفِي مَرْيَم {وناديناه من جَانب الطّور الْأَيْمن وقربناه نجيا} مَرْيَم 52 وَفِي طه {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودي يَا مُوسَى إِنِّي أَنا رَبك} طه 11 12 الْآيَة وَفِي سُورَة الشُّعَرَاء {وَإِذ نَادَى رَبك مُوسَى أَن ائْتِ الْقَوْم الظَّالِمين} الشُّعَرَاء 10 وَفِي النَّمْل {فَلَمَّا جاءها نُودي أَن بورك من فِي النَّار} النَّمْل 8 وَفِي الْقَصَص {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودي من شاطئ الواد الْأَيْمن فِي الْبقْعَة الْمُبَارَكَة من الشَّجَرَة} الْقَصَص 30

ص: 306

{وَمَا كنت بِجَانِب الطّور إِذْ نادينا} الْقَصَص 46 {وَيَوْم يناديهم فَيَقُول أَيْن شركائي الَّذين كُنْتُم تَزْعُمُونَ} الْقَصَص 62 74 فِي موضِعين {وَيَوْم يناديهم فَيَقُول مَاذَا أجبتم الْمُرْسلين} الْقَصَص 65 وَفِي الصافات {وناديناه أَن يَا إِبْرَاهِيم قد صدقت الرُّؤْيَا} الصافات 104 105 وَفِي النازعات {هَل أَتَاك حَدِيث مُوسَى إِذْ ناداه ربه بالواد الْمُقَدّس طوى} النازعات 15 16

وَقَوله وَكَذَا يكلم جبرئيل بأَمْره يُشِير الى حَدِيث النواس بن سمْعَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (إِذا أَرَادَ الله تبارك وتعالى ان يوحي بالامر تكلم بِالْوَحْي فاذا تكلم بِالْوَحْي أخذت السَّمَوَات مِنْهُ رَجْفَة أَو قَالَ رعدة شَدِيدَة خوفًا من الله عز وجل فَإِذا سمع ذَلِك أهل السَّمَوَات صعقوا وخروا لله سجدا فَيكون أول من يرفع رَأسه جِبْرِيل فيكلمه الله من وحيه بِمَا أَرَادَ ثمَّ يمر جِبْرِيل على الْمَلَائِكَة كلما مر بسماء سَأَلَهُ ملائكتها مَاذَا قَالَ رَبنَا يَا جِبْرِيل فَيَقُول جِبْرِيل قَالَ الْحق وَهُوَ الْعلي الْكَبِير سبأ 23 فَيَقُولُونَ كلهم مثل مَا قَالَ جِبْرِيل فينتهي جِبْرِيل بِالْوَحْي الى حَيْثُ أمره الله عز وجل من السَّمَاء والارض رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم

وَقَوله وَاذْكُر حَدِيثا فِي (صَحِيح مُحَمَّد (الخ يُشِير الى حَدِيث جَابر بن عبد الله رضي الله عنه فِي الْقصاص وَقد تقدم

وَقَوله وَرَوَاهُ عنْدكُمْ البُخَارِيّ المجسم الخ يحْكى عَن الصاحب بن عباد انه قَالَ عَن البُخَارِيّ انه مجسم سَاقِط

قَوْله أيصح فِي عقل وَفِي نقل ندا قَالَ شيخ الاسلام فِي (منهاج السّنة (النداء لَا يكون الا اصواتا بِاتِّفَاق أهل اللُّغَة وَسَائِر النَّاس

ص: 307

وَقَول النَّاظِم وأتى الندا فِي تسع آيَات لَهُ الخ بل أَتَى النداء فِي عشرَة مَوَاضِع أَو أَكثر كَمَا فِي (الْمِنْهَاج (

قَوْله وَاذْكُر حَدِيثا لِابْنِ مَسْعُود هُوَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من طَرِيق عبد الله بن مَسْعُود عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ (من قَرَأَ حرفا من كتاب الله عز وجل فَلهُ عشر حَسَنَات قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ غَيره من الائمة وَفِيه (أما إِنِّي لَا أَقُول (الم) حرف وَلَكِن الف حرف وَلَام حرف وَمِيم حرف (

قَوْله وَانْظُر الى السُّور الَّتِي افتتحت الخ

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي كتاب (بَدَائِع الْفَوَائِد (تَأمل سر (الم) كَيفَ اشْتَمَلت على هَذِه الاحرف الثَّلَاثَة فالالف اذا بدىء بهَا أَولا كَانَت همزَة وَهِي أول المخارج من أقْصَى الصَّدْر وَاللَّام من وسط مخارج الْحُرُوف اعْتِمَادًا على اللِّسَان وَالْمِيم آخر الْحُرُوف ومخرجها من الْفَم وَهَذِه الثَّلَاثَة هِيَ أصل مخارج الْحُرُوف أَعنِي الْحلق وَاللِّسَان والشفتين وتنزلت فِي التَّنْزِيل من الْبِدَايَة الى الْوسط الى النِّهَايَة فَهَذِهِ الْحُرُوف تعتمد (على) المخارج الثَّلَاثَة الَّتِي يتَفَرَّع مِنْهَا سِتَّة عشر مخرجا فَيصير مِنْهَا ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ حرفا عَلَيْهَا مدَار كَلَام الامم الاولين والاخرين مَعَ تظمنها سرا عجيبا وَهُوَ ان الالف للبداية وَاللَّام للتوسط وَالْمِيم للنِّهَايَة فاشتملت الاحرف الثَّلَاثَة على الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة والواسطة بَينهمَا وكل سُورَة استفتحت بِهَذِهِ الاحرف الثَّلَاثَة فَهِيَ مُشْتَمِلَة على بَدْء الْخلق ونهايته وتوسطه فمشتملة على تخليق الْعَالم وغايته وعَلى الْمُتَوَسّط بَين الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة من التشريع والاوامر وَتَأمل اقتران الطَّاء بِالسِّين وَالْهَاء فِي الْقُرْآن فَإِن الطَّاء جمعت من صِفَات الْحُرُوف خمس صِفَات لم يجمعها غَيرهَا وَهِي الْجَهْر والشدة

ص: 308

والاستعلاء والقلقلة والاطباق وَالسِّين حرف مهموس رخو مُسْتَقل صَغِير منفتح فَلَا يُمكن أَن يجمع الى الطَّاء الاحرف (الَّتِي) يقابلها كالسين وَالْهَاء فَذكر الحرفين اللَّذين جمعا صِفَات الْحُرُوف وَتَأمل السُّور الَّتِي اجْتمعت على الْحُرُوف المفردة كَيفَ تَجِد السُّورَة مَبْنِيَّة على كلمة ذَلِك الْحَرْف فَمن ذَلِك (ق) وَالسورَة مَبْنِيَّة على الْكَلِمَات القافية من ذكر الْقُرْآن وَذكر الْخلق وتكرر القَوْل مُرَاجعَته مرَارًا والقرب من ابْن آدم وتلقي الْملكَيْنِ قَول العَبْد وَذكر الرَّقِيب وَذكر السَّائِق والقرين وَذكر الْقبل مرَّتَيْنِ وتشقق الارض وإلقاء الرواسِي فِيهَا وبسوق النّخل والرزق وَذكر الْقَوْم وَحُقُوق الْوَعيد وَلَو لم يكن الا تكْرَار القَوْل والمحاورة وسر آخر وَهُوَ أَن كل مَعَاني هَذِه السُّورَة مُنَاسبَة لما فِي حرف الْقَاف من الشدَّة والجهر والعلو والانفتاح

وَإِذا أردْت زِيَادَة ايضاح فَتَأمل مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ سُورَة (ص) من الْخُصُومَات المتعددة فأولها خُصُومَة الْكفَّار مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَوْلهمْ {أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا} ص 5 الى آخر كَلَامهم ثمَّ اختصام الْخَصْمَيْنِ عِنْد دَاوُد ثمَّ تخاصم أهل النَّار ثمَّ اختصام الملا الاعلى فِي الْعلم وَهُوَ الدَّرَجَات وَالْكَفَّارَات ثمَّ مخاصمة إِبْلِيس واعتراضه على ربه فِي أمره بِالسُّجُود لآدَم ثمَّ خصامه ثَانِيًا فِي شَأْن بنيه وحلفه ليغوينهم أَجْمَعِينَ الا أهل الاخلاص مِنْهُم

فَلْيتَأَمَّل اللبيب الفطن هَل يَلِيق بِهَذِهِ السُّورَة غير (ص) وَسورَة (ق) غير حرفها وَهَذِه قَطْرَة من بعض أسرار هَذِه الْحُرُوف وَالله سُبْحَانَهُ اعْلَم آخر كَلَامه

ص: 309