المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل…هذا وسابع عشرها أخبارهسبحانه في محكم القرآن…عن عبده موسى الكليم وحربهفرعون ذي التكذيب والطغيان…تكذيبه موسى الكليم بقولهالله ربي في السما نباني - توضيح المقاصد شرح نونية ابن القيم الكافية الشافية - جـ ١

[أحمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌رب يسر وأعن يَا كريم

- ‌فصل فِي تَرْجَمَة النَّاظِم

- ‌قَوْله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌أأغصان بَان مَا أرى أم شمائل

- ‌فَصِل

- ‌فصل…وَقضى بِأَن الله كَانَ معطلاوَالْفِعْل مُمْتَنع بِلَا إِمْكَان…ثمَّ اسْتَحَالَ وَصَارَ مَقْدُورًا لَهُمن غير أَمر قَامَ بالديان…بل حَاله سُبْحَانَهُ فِي ذَاتهقبل الْحُدُوث وَبعده سيان

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل فِي مُقَدّمَة نافعة قبل التَّحْكِيم

- ‌فصل وَهَذَا أول عقد مجْلِس التَّحْكِيم

- ‌وَهِي تِسْعَة وَعِشْرُونَ بَيْتا وَالثَّانيَِة أَولهَا

- ‌فِي قدوم ركب آخر

- ‌فصل فِي قدوم ركب آخر

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فَصْل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل…هَذَا وَثَانِيها صَرِيح علوه…وَله بِحكم صَرِيحه لفظانلفظ الْعلي وَلَفظه الاعلى معرفَة(أتتك هُنَا) لقصد بَيَانإِن الْعُلُوّ لَهُ بمطلقه على التَّعْمِيم والاطلاق بالبرهان…وَله الْعُلُوّ من الْوُجُوه جَمِيعهَاذاتا وقهرا مَعَ علو الشاني…لَكِن نفاة علوه سلبوه إكما

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل…هَذَا وَثَانِي عشرهَا وصف الظهور لَهُ كَمَا قد جَاءَ فِي الْقُرْآن…وَالظَّاهِر العالي الَّذِي مَا فَوْقهشَيْء كَمَا قد قَالَ ذُو الْبُرْهَان…حَقًا رَسُول الله ذَا تَفْسِيرهوَلَقَد رَوَاهُ مُسلم بِضَمَان…فاقبله لَا تقبل سواهُ من التفاسير الَّتِي قيلت بِلَا برهَان…وَالشَّيْء حِين يتم

- ‌فصل…هَذَا وثالث عشرهَا أخباره…انا نرَاهُ بجنة الْحَيَوَانفسل الْمُعَطل هَل يرى من تحتنا…أم عَن شَمَائِلنَا وَعَن أَيْمَانأم خلفنا وأمامنا سُبْحَانَهُ…أم هَل يرى من فَوْقنَا بِبَيَانيَا قوم مَا فِي الامر شَيْء غير ذَا…أَو أَن رُؤْيَته بِلَا إِمْكَانإِذْ رُؤْيَة لَا فِي مُقَابلَة من

- ‌فصل…هَذَا ورابع عشرهَا إِقْرَار سائله بِلَفْظ الاين للرحمن…وَلَقَد رَوَاهُ أَبُو رزين بَعْدَمَاسَأَلَ الرَّسُول بِلَفْظِهِ بوزان…وَرَوَاهُ تبليغا لَهُ ومقررالما أقربه بِلَا نكران…هَذَا وَمَا كَانَ الْجَواب جَوَاب من لَكِن جَوَاب اللَّفْظ بالميزان

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل…هَذَا وسابع عشرهَا أخبارهسُبْحَانَهُ فِي مُحكم الْقُرْآن…عَن عَبده مُوسَى الكليم وحربهفِرْعَوْن ذِي التَّكْذِيب والطغيان…تَكْذِيبه مُوسَى الكليم بقولهالله رَبِّي فِي السما نباني

- ‌فصل…هَذَا وثامن عشرهَا تنزيهه…سُبْحَانَهُ عَن مُوجب النُّقْصَانوَعَن الْعُيُوب وَمُوجب التَّمْثِيل والتشبيه جلّ الله ذُو السُّلْطَان

- ‌فصل…هَذَا وتاسع عشرهَا الزام ذِي التعطيل أفسد لَازم بِبَيَان…وَفَسَاد لَازم قَوْله هُوَ مُقْتَضلفساد ذَاك القَوْل بالبرهان…فسل الْمُعَطل عَن ثَلَاث مسَائِل تقضي على التعطيل بِالْبُطْلَانِمَاذَا تَقول أَكَانَ يعرف ربه…هَذَا الرَّسُول حَقِيقَة الْعرْفَانأم لَا وَهل كَانَت نصيحة لنا…كل

- ‌فصل…هَذَا وَخَاتم هَذِه الْعشْرين وَجها…وَهُوَ أقربها الى الاذهانسرد النُّصُوص فانها قد نوعت…طرق الادلة فِي أتم بَيَانوَالنّظم يَمْنعنِي من استيفائها…وسياقه الالفاظ بالميزانفاشير بعض إِشَارَة لمواضع…مِنْهَا وَأَيْنَ الْبَحْر من خلجانفاذكر نُصُوص الاسْتوَاء

- ‌فصل…هَذَا وحاديها وَعشْرين الَّذِي…قد جَاءَ فِي الاخبار وَالْقُرْآنإتْيَان رب الْعَرْش جل جلاله…ومجيئه للفصل بالميزانفَانْظُر الى التَّقْسِيم والتنويع فِي الْقُرْآن تلفيه صَرِيح بِبَيَان…ان الْمَجِيء لذاته لَا أمرهكلا وَلَا ملك عَظِيم الشان…اذ ذَانك الامران قد ذكرا

- ‌فصل

- ‌يعْنى حَدِيث جَابر فِي خطبَته صلى الله عليه وسلم يَوْم عَرَفَة وَقد تقدم

الفصل: ‌فصل…هذا وسابع عشرها أخبارهسبحانه في محكم القرآن…عن عبده موسى الكليم وحربهفرعون ذي التكذيب والطغيان…تكذيبه موسى الكليم بقولهالله ربي في السما نباني

قَوْله

وَكَذَلِكَ الجهمي ذَاك رضيعهم

فهما رضيعا كفرهم بلبان

رضع أمه كسمع وَضرب رضعا ويحرك ورضاعا ورضاعة ويكسران ورضعا ككتف امتص ثديها قَالَه فِي (الْقَامُوس (واللبان بِكَسْر اللَّام قَالَ الاعلم هُوَ للادميين وَاللَّبن لغَيرهم وَقد يكون جمع لبن فِي هَذَا الْموضع قَالَ ابْن السّكيت يُقَال هُوَ أَخُوهُ بلبان امهِ وَلَا يُقَال بِلَبن أمه انما اللَّبن الَّذِي يشرب انْتهى أَي فعلى زعم الجهمي لَا ذَنْب للمجسمة اذ قَالُوا بالنصوص الدَّالَّة على الاسْتوَاء وَالنُّزُول والمجيء وَالصِّفَات كالوجه وَالْيَدَيْنِ وَالْقُدْرَة والارادة والرضى والسخط وَالْحب وَغَيرهَا مِمَّا تقدم

قَوْله أَبُو قُحَافَة قَالَ فِي (الْقَامُوس (وسيل) قحاف كغراب (جراف) وَبَنُو قُحَافَة بطن من خثعم وَأَبُو قُحَافَة عُثْمَان بن عَامر صَحَابِيّ وَالِد الصّديق رضي الله عنهما

‌فصل

هَذَا وسابع عشرهَا أخباره

سُبْحَانَهُ فِي مُحكم الْقُرْآن

عَن عَبده مُوسَى الكليم وحربه

فِرْعَوْن ذِي التَّكْذِيب والطغيان

تَكْذِيبه مُوسَى الكليم بقوله

الله رَبِّي فِي السما نباني

ص: 483

..

وَمن المصائب قَوْلهم إِن اعتقا

د الفوق من فِرْعَوْن ذِي الكفران فاذا اعتقم ذَا فأشياع لَهُ

أَنْتُم وَذَا من أعظم الْبُهْتَان

فاسمع اذا من ذَا الَّذِي أولى بفر

عون الْمُعَطل جَاحد الرَّحْمَن

وَانْظُر الى مَا جَاءَ فِي الْقَصَص الَّتِي

تحكي مقَال امامهم بِبَيَان

وَالله قد جعل الضَّلَالَة قدوة

بأئمة تَدْعُو الى النيرَان

فامام كل معطل فِي نَفْيه

فِرْعَوْن مَعَ نمْرُود مَعَ هامان

طلب الصعُود الى السَّمَاء مُكَذبا

مُوسَى ورام الصرح بالبنيان

بل قَالَ مُوسَى كَاذِب فِي زَعمه

فَوق السَّمَاء الرب ذُو السُّلْطَان

فابنوا لي الصرح الرفيع لعلني

أرقى اليه بحيلة الانسان

وأظن مُوسَى كَاذِبًا فِي قَوْله

الله فَوق الْعَرْش ذُو سُلْطَان

وكذاك كذبه بِأَن الهه

ناداه بالتكليم دون عيان

هُوَ أنكر التكليم والفوقية الْعليا

5 كَقَوْل الجهم ذِي صَفْوَان

فَمن الَّذِي أولى بفرعون اذا

منا ومنكم بعد ذَا التِّبْيَان

هَذَا هُوَ الدَّلِيل السَّابِع عشر من أَدِلَّة علو الله على خلقه وَهُوَ أَنه سُبْحَانَهُ أخبر عَن عَبده مُوسَى الكليم وعدوه فِرْعَوْن أَن فِرْعَوْن اللعين كذب مُوسَى فِي قَوْله رَبِّي فِي السَّمَاء وَأَنه بنى الصرح ورام الصعُود الى السَّمَاء وَقَالَ {يَا هامان ابْن لي صرحا لعَلي أبلغ الْأَسْبَاب أَسبَاب السَّمَاوَات فَأطلع إِلَى إِلَه مُوسَى وَإِنِّي لأظنه كَاذِبًا}

ص: 484

غَافِر 36 37 فِي قَوْله إِن الله فِي السَّمَاء وَقد قَالَ ابو الْحسن الاشعري فِي (الابانة (لما ذكر بعض الآيا ت الدَّالَّة على علو الله تَعَالَى على عَرْشه قَالَ وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن فِرْعَوْن {يَا هامان ابْن لي صرحا لعَلي أبلغ الْأَسْبَاب أَسبَاب السَّمَاوَات فَأطلع إِلَى إِلَه مُوسَى وَإِنِّي لأظنه كَاذِبًا} غَافِر 36 37 كذب مُوسَى فِي قَوْله إِن الله فَوق السَّمَوَات انْتهى كَلَامه

قَوْله وَمن المصائب قَوْلهم إِن اعْتِقَاد الفوق من فِرْعَوْن ذِي الكفران الخ أَي من المصائب قَول النفاة إِن اعْتِقَاد الْعُلُوّ هُوَ مَذْهَب فِرْعَوْن فاذا اعتقدتموه فَأنْتم أشياع لَهُ وعَلى مذْهبه كَمَا قَالَ بَعضهم فِي تَفْسِير قَوْله {وَإِنِّي لأظنه كَاذِبًا} غَافِر 37 فِيمَا يَقُول من أَن لَهُ رَبًّا فِي السَّمَاء وَمَا قَالَ مُوسَى لَهُ ذَلِك قطّ وَلكنه لما قَالَ لَهُ {وَمَا رب الْعَالمين} الشُّعَرَاء 23 قَالَ مُوسَى {رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض} الشُّعَرَاء 24 ظن باعتقاده الْبَاطِل أَنه لما لم ير فِي الارض أَنه فِي السَّمَاء فرام الصعُود الى السَّمَاء لرؤية إِلَه مُوسَى انْتهى

ثمَّ بَين النَّاظِم وَجه أولويتهم بفرعون وَأَن مذْهبه جحد الْعُلُوّ فانه طلب الصعُود الى السَّمَاء مُكَذبا لمُوسَى ورام بِنَاء الصرح وَقَالَ أَظن مُوسَى كَاذِبًا فِي زَعمه إِن الله فَوق السَّمَاء وَكَذَلِكَ كذب فِرْعَوْن مُوسَى عليه السلام فِي قَوْله إِن الله تَعَالَى ناداه وَكَلمه فَكَانَ مذْهبه انكار التكليم وفوقية كَقَوْل جهم وَأَتْبَاعه فقد تبين الْآن من هُوَ أولى بفرعون وان المعطلة اولى بِهِ فِي كل حَالَة وَالله اعْلَم

ص: 485

قَالَ النَّاظِم

يَا قوم وَالله الْعَظِيم لقولنا

ألف تدل عَلَيْهِ بل أَلفَانِ

عقلا ونقلا مَعَ صَرِيح الْفطْرَة ال

أولى وذوق حلاوة الايمان

كل يدل بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ

فَوق السَّمَاء مباين الاكوان

أَتَرَوْنَ أَنا ناركو ذَا كُله

لجعاجع التعطيل والهذيان

يَا قوم مَا أَنْتُم على شَيْء الى أَن ترجعوا للوحي بالاذعان

وتحكموه فِي الْجَلِيل ودقه

تحكيم تَسْلِيم مَعَ الرضْوَان

قد أقسم الله الْعَظِيم بِنَفسِهِ

5 قسما يبين حَقِيقَة الايمان

أَن لَيْسَ يُؤمن من يكون محكما

غير الرَّسُول الْوَاضِح الْبُرْهَان

بل لَيْسَ يُؤمن غير من قد حكم الوحيين حسب فَذَاك ذُو ايمان

هَذَا وَمَا ذَاك الْمُحكم مُؤمنا

إِن كَانَ ذَا حرج وضيق بطان

هَذَا وَلَيْسَ بِمُؤْمِن حَتَّى يسلم للَّذي يقْضِي بِهِ الوحيان

يَا قوم بِاللَّه الْعَظِيم نشدتكم

وبحرمة الايمان وَالْقُرْآن

هَل حدثتكم قطّ أَنفسكُم بذا

فَسَلُوا نفوسكم عَن الايمان

لَكِن رب الْعَالمين وجنده

وَرَسُوله الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِ

هم يشْهدُونَ بأنكم أَعدَاء من 5

ذَا شَأْنه ابدا بِكُل زمَان

5 ولاي شَيْء كَانَ أَحْمد خصمكم

5 أَعنِي ابْن حَنْبَل الرضى الشَّيْبَانِيّ

ص: 486

.. ولاي شَيْء كَانَ بعد خصومكم

أهل الحَدِيث وعسكر الْقُرْآن

ولاي شَيْء كَانَ أَيْضا خصمكم

شيخ الْوُجُود الْعَالم الْحَرَّانِي

أَعنِي أَبَا الْعَبَّاس نَاصِر سنة الْمُخْتَار قامع سنة الشَّيْطَان

وَالله لم يَك ذَنبه شَيْئا سوى

تجريده لحقيقة الايمان

إِذْ جرد التَّوْحِيد عَن شرك كَذَا

تجريده للوحي عَن بهتان

فتجرد الْمَقْصُود عَن قصد لَهُ

فلذاك لم ينضف الى انسان

مَا مِنْهُم أحد دَعَا لمقالة

غير الحَدِيث وَمُقْتَضى الْفرْقَان

فالقوم لم يدعوا الى غير الْهدى

ودعوتم أَنْتُم لرأي فلَان

شتان بَين الدعوتين فحسبكم

يَا قوم مَا بكم من الخذلان

قَالُوا لنا لما دعوناهم الى

هَذَا مقَالَة ذِي هوى ملآن

ذهبت مقادير الشُّيُوخ وَحُرْمَة الْعلمَاء بل عبرتهم العينان

وتركتم أَقْوَالهم هدرا وَمَا

أصغت اليها مِنْكُم أذنان

لَكِن حفظنا نَحن حرمتهم وَلم

نعد الَّذِي قَالُوهُ قدر بنان

يَا قوم وَالله الْعَظِيم كَذبْتُمْ

وأتيتم بالزور والبهتان

ونسبتم الْعلمَاء للامر الَّذِي

هم مِنْهُ أهل بَرَاءَة وأمان

وَالله مَا أوصوكم أَن تتركوا

قَول الرَّسُول لقَولهم بِلِسَان

ص: 487

لَهُ

كلا وَلَا فِي كتبهمْ هَذَا بِلَا

بِالْعَكْسِ أوصوكم بِلَا كتمان

إِذْ قد أحَاط الْعلم مِنْهُم أَنهم

لَيْسُوا بمعصومين بالبرهان

كلا وَمَا مِنْهُم أحَاط بِكُل مَا

قد قَالَه الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِ

فلذاك أوصوكم بِأَن لَا تجْعَلُوا

أَقْوَالهم كالنص فِي الْمِيزَان

لَكِن زنوها بالنصوص فان توا

فقها فَتلك صَحِيحَة الاوزان

لكنكم قدمتم أَقْوَالهم

أبدا على النَّص الْعَظِيم الشان

وَالله لَا لوَصِيَّة الْعلمَاء نفذتم وَلَا لوَصِيَّة الرَّحْمَن

وركبتم الجهلين ثمَّ تركْتُم النصين مَعَ ظلم وَمَعَ عدوان

قُلْنَا لكم فتعلموا قُلْتُمْ أما

نَحن الائمة فاضلو الازمان

من أَيْن وَالْعُلَمَاء أَنْتُم فاستحوا

أَيْن النُّجُوم من الثرى التحتاني

لم يشبه الْعلمَاء الا انتم

أشبهتم الْعلمَاء فِي الاذقان

وَالله لَا علم وَلَا دين وَلَا

عقل وَلَا بمروءة الانسان

عاملتم الْعلمَاء حِين دعوكم

للحق بل بالبغي والعدوان

إِن أَنْتُم الا الذُّبَاب اذا رأى

طعما فِي المساقط الذبان

واذا رآ فَزعًا تطاير قلبه

مثل البغاث يساق بالعقبان

واذا دعوناكم الى الْبُرْهَان كَا

ن جوابكم جهلا بِلَا برهَان

ص: 488

.. نَحن المقلدة الالى ألفوا كَذَا

آبَاءَهُم فِي سالف الازمان

قُلْنَا فَكيف تكفرون وَمَا لكم

علم بتكفير وَلَا ايمان

اذ أجمع الْعلمَاء أَن مُقَلدًا

للنَّاس كالاعمى هما أَخَوان

وَالْعلم معرفَة الْهدى بدليله

مَا ذَاك والتقليد مستويان

حرنا بكم وَالله لَا أَنْتُم مَعَ الْعلمَاء تنقادون للبرهان

كلا وَلَا متعلمون فَمن ترى

تَدعُوهُ نحسبكم من الثيران

لَكِنَّهَا وَالله أَنْفَع مِنْكُم

للارض فِي حرث وَفِي دوران

نَالَتْ بهم خيرا ونالت مِنْكُم الْمَعْهُود من بغي وَمن عدوان

فَمن الَّذِي خير وأنفع للورى

أَنْتُم أم الثيران بالبرهان

شرع النَّاظِم رحمه الله فِي ذكر الادلة الدَّالَّة على ثُبُوت الْعُلُوّ إِجْمَالا فَقَالَ يَا قوم وَالله الْعَظِيم لقولنا الخ أَي أَن الدَّلَائِل الدَّالَّة على علوه تَعَالَى على خلقه ومباينته لَهُم من الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول والفطرة ألف دَلِيل بل ألفا دَلِيل وَذَلِكَ ظَاهر بِحَمْد الله لمن تتبعه ثمَّ شرع فِي بَيَان وجوب تحكيم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فِي الدق والجل وَالتَّسْلِيم لَهُ والرضى بِحكمِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت ويسلموا تَسْلِيمًا} النِّسَاء 65 قَالَ النَّاظِم رحمه الله فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة أقسم سُبْحَانَهُ بِأَجل مقسم بِهِ وَهُوَ نَفسه عز وجل على أَنه لَا يثبت لَهُم الايمان وَلَا يكونُونَ من أَهله حَتَّى يحكموا رسو

ص: 489