الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة التسابيح
وأقوال بعض أهل العلم فيها
تنوعت أقوال العلماء الكرام، في تسمية هذه الصلاة المباركة:
فمنهم من سماها: صلاة التسابيح.
وآخرون سمّوها: صلاة التوبة.
وطائفة أخرى دعوها: صلاة الغفران.
وأيّما كانت التسمية، فهي ذات مدلول واحد، وغاية واحدة.
ألا وهي: صلاة عظيمة لتكفير الذنوب .. وغفران الخطايا والآثام ..
وهي: غسل لمن أراد الاغتسال .. ومفازة لمن أراد النجاة ..
قال العلامة عبد العزيز بن أبي روّاد: (1)
((من أراد الجنة فعليه بصلاة التسابيح))
وقال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري: (2)
((ما رأيت للشدائد والغموم مثل صلاة التسابيح)).
وقال السبكي (3)، (4):
((وإنما أطلت في هذا لإنكار النووي لها، واعتماد أهل العصر عليه، فخشيت أن يغتروا بذلك، فينبغي الحرص عليها،
(1) هو عبد العزيز بن ميمون الأزدي أحد الأئمة العباد. قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس توفي (159 هـ)، السير (7/ 184).
(2)
هو الإمام المحدث الواعظ النيسابوري شيخ الاسلام، كان زاهدًا عابدًا (220/ 298 هـ)، السير (14/ 62)
(3)
هو تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي السبكي المتوفى سنة (771 هـ) في كتابه ((الترشيح لصلاة التسبيح)) نقلاً عن كتاب (القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح)(ص 148)
(4)
النصان نقلاً عن التوضيح ص (146).
وأما من يسمع عظيم الثواب الوارد فيها، ثم يتغافل عنها، فما هو إلا متهاون في الدين، غير مكترث بأعمال الصالحين، لا ينبغي أن يعد من أهل العزم في شيء، نسأل الله السلامة)).
قال ابن عابدين:
((وحديثها حسن لكثرة طرقه، ووهم من زعم وضعه، وفيها ثواب لا يتناهى، ومن ثَمّ قال بعض المحققين:
((لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين)) (1).
وقال الحافظ ابن حجر في ((أماليه)) (2):
((كان عبد الله بن المبارك يصليها، ويتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفي هذا تقوية للحديث، وأقدم من روي عن فعله (3) أبو الجوزاء: (4) أوس بن عبد الله البصري
…
وقد نصّ على استحبابها أئمة الطريقين، من الشافعية كالشيخ أبي حامد، والمحاملي، والجويني، وولده إمام الحرمين، والغزالي، والقاضي حسين، والبغوي، والمتولي، وزاهر بن أحمد الرضي، والرافعي في الروضة)) - ثم ذكر إقرار الإمام أحمد لها - ثم خطّأ من وضَّعها.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تضعيف حديثها، وبدعية صلاتها، وسيأتي الرد عليهم مفصّلًا.
(1) ابن عابدين في ((حاشيته على الدر المختار)) (2/ 27).
(2)
المسماة ((نتائج الأفكار)) نقلاً عن ((الآثار المرفوعة)) ص (131).
(3)
كذا العبارة ولعلها ((عنه فعلها)) أو (وروي من فعله)، قلت: ذكر أثر عبد الله بن المبارك: الترمذي (2/ 248)، والبغوي في شرح السنة (4/ 158)، والحاكم (1/ 319)، والبيهقي في شعب الإيمان (حديث رقم 610)، وقال الحاكم:((ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا ومواظبتهم عليه وتعليمهم الناس منهم عبد الله بن المبارك))
(4)
أبو الجوزاء هو: أوس بن عبد الله الربعي أحد كبار التابعين والعباد المشهورين وكان ممن يقوم على الحجاج، قيل قتل يوم الجماجم السير (4/ 371).