الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل من أسباب يفعلها العبد، تكون سبباً في قبول استخارته
لما أشبهت الاستخارة الدعاء، بل هي دعاء على صورة مخصوصة، كان الراجح أن ما يرتجى فيه قبول الدعاء، هو ما يرتجى بسببه قبول الاستخارة.
ويرتجى قبول الدعاء بما يلي:
أولاً: أن يكون المسلم موقنًا بالإجابة، واثقًا بالله تعالى، صادقًا في دعائه.
وقد مر معنا قوله صلى الله عليه وسلم:
((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .. )) الحديث. فلا يستجيب الله لمن لا يوقن بالاستجابة ولا يثق بمن يناجيه، ولا يتوكل على من يلبي طلبه، ويقضي له حاجته.
ثانيا: أن يدعو مخلصًا لله وحده، لا يشرك معه في دعائه أحدًا.
فمن دعا مع الله عز وجل أحدًا، أو أشركه بقول أو عمل، فقد بطل دعاؤه، وفسد عمله.
قال تعالى:
{وأنَّ المساجدَ لله فلا تدعوا معَ الله أحدًا} [الجن، 18].
وقال تعالى:
{وادعوهُ مخلصينَ له الدينَ} [الأعراف، 29].
وقال تعالى:
{قل إنما أدعو ربي ولا أشركُ بهِ أحدًا} [الجن، 20].
فلا يحل لمسلم أن يعلق قلبه - مجرد التعليق - بأحد غير خالقه، ومدبر شئونه، فهو الوحيد القادر على إنفاذ ما يريد، فلا راد لقدره، ولا مانع
لقضائه، إن كان خيرًا، أو كان سوءًا.
{قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءًا أو أراد بكم رحمة .. } [الأحزاب 17].
فلا يدع معه أحدًا، كائنًا من كان، ولا يشرَك معه رسول أو إمام، ولا شيخ أو ولي، ولا عظيم أو كبير، بل يوجه العبد وجهه وقلبه ودعاءه كله لله وحده.
قال صلى الله عليه وسلم: ((وإذا سألتَ فاسأل الله)) (1) الحديث.
فما خلقنا الله تعالى إلا لعبادته، وما أوجَدنا إلا لسؤاله.
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات، 65].
والدعاء والسؤال هما: العبادة.
قال صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)) (2).
وما ابتلانا الله إلا للتضرع إليه.
قال تعالى:
{فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} [الأنعام، 43].
ثالثا: أن يكون منيبًا إلى الله، تائبًا إليه، متذللاً بين يديه، خائفًا متضرعًا.
{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} [البقرة، 222].
(1) رواه أحمد (2763) والترمذي (2516) وقال حسن صحيح، والحاكم (3/ 623، 624) عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي وأقرهما شيخنا العلامة الألباني في صحيح الجامع.
(2)
رواه أبو داود (1479) والترمذي (2969) عن النعمان بن بشير رضي الله عنه وقال حسن صحيح، وأقره شيخنا الألباني في صحيح الجامع.