الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل لها دعاء مخصوص يُدعا به بعد التشهد؟
إلى غير ذلك من الأحكام ..
أقول: تتبعت ذلك فلم أعثر لهم إلا على اجتهادات فردية، ليس لها دليل من كتاب أو سنة، ولذلك:
فإن هذه الصلاة: تصلى أربع ركعات متصلة، بجلوسين وبتسليمة واحدة أخيرة، حسب ما ورد في نص الحديث، وفي كل ركعة خمس وسبعون تسبيحة، وليس لها وقت مفضل، ولا قراءة مخصوصة، بل يقرأ فيها بما تيسر، ويؤتى بها في أي وقت كان.
وإن سها في عدد التسبيحات فيبني على اليقين، أو على غلبة الظن، وقيل: يعيد الركن الذي سها فيه مع التسبيحات، وقيل يعيد الركعة كلها، وقيل يسجد للسهو ويسبح في سجوده عدد التسبيحات التي سها عنها، ولعل الأخير هو الأقرب للصواب، والله أعلم.
فضل الذكر والتسبيح المجرد عن الصلاة
إن لذكر الله أثراً بالغاً في تربية المسلم وتزكيته، فهو يطهر النفس من الدنس .. ويرطب اللسان من الفحش .. ويحسن الخلق .. ويجلو القلب من الصدأ، فيزيل همه، ويكشف غمه .. وينفس كربه ..
وهو غذاء القلوب .. وقوت النفوس .. وشفاء لها من الأمراض الحسية .. والأدواء النفسية.
وبه تعلو الهمم .. وتُشحذ العزائم .. وينتصر على الأعداء ..
وهو قربة للرحمن .. وطارد لوسوسة الشيطان ..
يحط الله به الخطايا .. ويرفع به الرزايا ..
مع ما لصاحبه من الأجر العظيم .. والتوفيق السديد ..
قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28]
وقال سبحانه: {والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا} [الأحزاب: 35]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال ذكر الله)) (1)
وقال صلى الله عليه وسلم:
((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة: يسبح الله مائة تسبيحة، فيكتب الله له بها ألف حسنة، أو يحط عنه بها ألف خطيئة)) (2).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة))
وفي رواية:
((تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها)) (3)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من قال: ((سبحان الله وبحمده)) في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) (4)
قلت:
فإذا كان هذا هو فضل الذكر والتسبيح المجرد عن الصلاة، فكيف إذا جمعا إلى الصلاة .. ؟ !
فقد جمع نور على نور .. وأجر على أجر ..
ولهذا كان لصلاة التسبيح هذا الشأن العظيم، والأجر الجزيل.
(1) رواه الترمذي (3377) وابن ماجه (3790) وغيرهما عن أبي الدرداء رضي الله عنه وصححه شيخنا في صحيح الجامع.
(2)
رواه مسلم (2698) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفي رواية بالواو (ويحط) ذكرها الحميدي في (الجمع بين الصحيحين)(215) وقد رواها جمع من الثقات فهي زيادة مقبولة فلا نعجز عن هذا الفضل العظيم!
(3)
رواه الترمذي (3533) عن أنس وحسنه شيخنا في صحيح الجامع، والرواية الثانية عند الإمام أحمد (3/ 152) عن أنس بسند صحيح كما قال الحافظ ابن رجب في جامع العوم والحكم ص 168.
(4)
رواه البخاري (6042) ومسلم (2691) عن أبي هريرة رضي الله عنه.