المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل العاشر " فيما يتعلق بالحجرة المنيفة الحاوية للقبور الشريفة - خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - جـ ٢

[السمهودي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الرابع في عمارة مسجدها الأعظم النبوي ومتعلقاته والحجرات المنيفات

- ‌الأول في عمارته صلى الله عليه وسلم له وذرعه في زمنه وما يتميز به

- ‌ الفصل الثاني " في مقامه صلى الله عليه وسلم للصلاة قبل تحويل القبلة

- ‌ الفصل الثالث " في خبر الجذع والمنبر وما يتعلق بهما وبالأساطين

- ‌ الفصل الرابع " في حجره صلى الله عليه وسلم وحجرة أبنته فاطمة رضي الله

- ‌ الفصل الخامس " في الأمر بسدّ الأبواب وما أستثنى منها

- ‌ الفصل السادس " في زيادة عمر رضي الله عنه في المسجد واتخاذه البطيحاء

- ‌ الفصل السابع " في زيادة عثمان رضي الله عنه واتخاذه المقصورة

- ‌ الفصل الثامن " في زيادة الوليد واتخاذه المحراب والشرفات والمنارات

- ‌ الفصل التاسع " في زيادة المهدي

- ‌ الفصل العاشر " فيما يتعلق بالحجرة المنيفة الحاوية للقبور الشريفة

- ‌ الفصل الحادي عشر " فيما جعل علامة لتمييز جهتي الرأس والوجه الشريفين

- ‌ الفصل الثاني عشر " في العمارة المتجدّدة بالحجرة الشريفة وإبدال سقفها

- ‌ الفصل الثالث عشر ". في الحريق الأوّل المستولي على ما سبق وعلى سقف

- ‌ الفصل الرابع عشر " فيما احتوى عليه المسجد من الأروقة والأساطين

- ‌ الفصل الخامس عشر " في أبواب المسجد وخوخاته وما يميزها من الدور

- ‌ الفصل السادس عشر " في البلاط المجعول حول المسجد وما أطاف به من الدور

- ‌الباب الخامس في مصلى الأعياد ومساجدها النبوية ومقابرها وفضل أحد الشهداء به وفيه ستة فصول

- ‌ الأول " في مصلى الأعياد

- ‌ الفصل الثاني " في مسجد قباء وخبر مسجد الضرار

- ‌ الفصل الثالث " في بقية المساجد المعلومة العين في زماننا " مسجد

- ‌ الفصل الرابع " فيما علمت جهته ولم تعلم عينه من مساجدها

- ‌ الفصل الخامس " في فضل مقابرها وتعيين بعض من دفن بالبقيع من الصحابة

- ‌ الفصل السادس في فضل أحد والشهداء به

- ‌الباب السادس في آبارها المباركات والعين والغراس والصدقات التي هي للنبي صلى الله عليه وسلم منسوبات

- ‌ الأول " في الآبار المباركات على ترتيب الحروف

- ‌ الفصل الثاني في صدقاته صلى الله عليه وسلم وما غرسه بيده الشريفة

- ‌الباب السابع فيما يعزى إليه صلى الله عليه وسلم من المساجد التي صلى

- ‌الأول في مساجد الطريق التي كان يسلكها صلى الله عليه وسلم إلى مكة في الحج وغيره

- ‌الفصل الثاني فيما كان من ذلك بالطريق التي يسلكها الحاج في زماننا إلى

- ‌الفصل الثالث في بقية المساجد المتعلقة بغزواته صلى الله عليه وسلم وعمره

- ‌الباب الثامن في أوديتها وأحمائها وبقاعها وأطامها وبعض أعمالها وجبالها

- ‌الأول في وادي العقيق وعرصته وحدوده وشيء من قصوره

- ‌الفصل الثاني في بقية أودية المدينة

- ‌الفصل الثالث في الأحماء ومن حماها وشرح حال حمى النبي صلى الله عليه

- ‌الفصل الرابع في بقاعها وآطامها وبعض أعمالها وأعراصها وجبالها وضبط

الفصل: ‌ الفصل العاشر " فيما يتعلق بالحجرة المنيفة الحاوية للقبور الشريفة

تجدّدت ولايته من الخلفاء وسيأتي بيان عدد أبواب المسجد وبيان محالها في الثامن عشر.

"‌

‌ الفصل العاشر " فيما يتعلق بالحجرة المنيفة الحاوية للقبور الشريفة

والحائز الذي أدير عليها وصفة القبور الشريفة بها

تقدّم إنها بنيت لما بنى المسجد على نعت بنائه الأوّل من لبن وجريد النخل ويؤخذ مما سبق أن البيت كان مبنيا باللبن وله حجرة من جريد النخل مستورة بمسوح الشعر وكان عمر بن الخطاب أبدل الجريد بجدار فلأبن سعد عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي زيد قالا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم على بيت النبي صلى الله عليه وسلم حائط فكان أوّل من بنى عليه جدارا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عبيد الله بن أبي زيد كان جداره قصيرا ثم بناه عبد الله بن الزبير اه وقال الحسن البصري كنت أدخل بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي وكان لكل بيت حجرة وكانت حجره

ص: 125

من أكسية من شعر مربوطة في خشب عرعر ولأبن عساكر عن داود بن قيس قال أظن عرض البيت من الحجرة إلى باب البيت نحو أمن ست أو سبع أذرع وأظن سمكه بين الثمان والتسع نحو ذلك ووقفت عند باب عائشة رضي الله عنه فإذا هو مستقبل المغرب ويؤيد كون الباب في المغرب قصة كشفه صلى الله عليه وسلم لسجف الباب أي ستره في مرضه وترجيل عائشة شعره وهو في معتكفه وهي في بيتها لكن سبق في الرابع أن بابها مستقبل الشام ولأبن عساكر عن أبن أبي فديك أنه سأل محمد بن هلال عن بيت عائشة فقال كان بابه من جهة الشام قلت مصراعا كان أو مصراعين قال باب واحد قلت من أي شيء كان قال من عرعر أو ساج ولذا قال أبن عساكر وباب البيت شامي لم يكن عليه غلق مدّة حياة عائشة اه والصواب الجمع بأنه كان له بابان شامي وغربي وهو الذي سبق وأن عليا رضي الله عنه كان يجلس عند أسطوانة المحرس في مقابلته

ص: 126

وقد روى أبن سعد صلاة الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم بحجرته وفي بعض طرقه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا طيف نصلي عليه قالوا ادخلوا من ذا الباب أرسالا أرسالا فصلوا عليه وأخرجوا من الباب الآخر وهو صريح في البابين وكذا في خبر لأحمد برجال الصحيح فكانوا يدخلون من ذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر ونقل أبن زبالة إنه كان بين بيت حفصة وبين منزل عائشة الذي فيه القبر الشريف طريق وكانتا يتهاديان الكلام وهما في منزليهما من قرب ما بينهما وكان بيت حفصة عن يمين الخوخة أي خوخة آل عمر كما سبق فهو موقف الزائرين اليوم داخل مقصورة الحجرة وخارجها وسبق في حدود المسجد النبوي إنه زيد فيه من حجرة عائشة مما يلي الروضة والظاهر أنه مما كان محجرا عليه بالجريد لمرافق البيت وأن ما بنى عليه من ذلك صفة بيت عائشة التي وقع الدفن بها وحائز عمر بن عبد العزيز من المغرب فيما ترك من الحجرة لا أنه انتقص به الروضة والمسجد كما وهم فيه بعضهم

ص: 127

ولأبن زبالة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما زلت أضع خماري وأنفصل في ثيابي حتى دفن عمر فلن أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جدارا وعن عبد المطلب كانوا يأخذون من تراب القبر فأمرت عائشة بجدار فضرب عليهم وكانت في الجدار ركوة فكانوا يأخذون منها فأمرت بالكوة فسدت وفي طبقات ابن سعد أخبرني موسى بن داود قال سمعت مالك بن أنس يقول قسم بيت عائشة باثنين قسم كان فيه القبر وقسم كان تكون فيه عائشة وبينها حائط وكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فلما دفن عمر رضي الله عنه لم تدخله إلا وهي جامعة عليه ثيابها ولأبن شبة عن أبي غسان لم يزل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي دفن فيه ظاهر حتى بنى عمر بن عبد العزيز عليه الخطار المزور حين بنى المسجد في خلافة الوليد وإنما جعله مزورا كراهة أن يشبه تربيعه تربيع

ص: 128

الكعبة وأن يتخذ قبلة فيصلى إليه وعن عروة قال نازلت عمر بن عبد العزيز في قبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يجعل في المسجد أشدّ المنازلة فأبى وقال كتاب أمير المؤمنين لا بدّ من أنفاذه قال فقلت فإن كان لا بدّ فأجعل له جؤجؤا أي وهو الموضع المزور تشبه المثلث خلف الحجرة قال أبو غسان وقد سمعت غير واحد من أهل العلم يزعم أنّ عمر بنى البيت غير بنائه الذي كان عليه وسمعت من يقول بنى على بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة جدر فدون القبر ثلاثة جدر جدار بناء بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجدار البيت الذي يزعم أنه بنى النبي عليه وجدار الخطار الظاهر قلت لم نجد على الحجرة الشريفة عند انكشافها في العمارة التي أدركناها غير جدار واحد جوف الخطار الظاهر مبني

بالحجارة المنقوشة المطابقة إلا الشرق منه كما سيأتي فإنه حادث البناء بالحجر الغشيم

ص: 129

مبني بالحجارة عن رجاء بن حياة كتب الوليد إلى عمر وكان قد أشترى الحجرات أن أهدمها ووسع بها المسجد فقعد عمر في ناحية ثم أمر بهدمها فما رأيت أكثر باكيا من يومئذ ثم بناها كما أراد فلما هدم البيت الأول ظهرت القبور الثلاثة وكان الرمل الذي عليها قد أنهار وذكر آمره بمزاحم مولاه لإصلاحها بعد أن أراد أن يقوم فيسويها بنفسه وليحيى وأبن زبالة عن عبد الله بن محمد بن عقيل كنت أخرج كل ليلة من آخر الليل حتى أتي المسجد فأبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه ثم أتي مصلاي فخرجت في ليلة مطيرة حتى إذا كنت عند دار المغيرة بن شعبة لقيتني رائحة لا والله ما وجدت مثلها قط فجئت المسجد فبدأت بالقبر فإذا جداره قد انهدم من المشرق كما في رواية غيره فدخلت فسلمت فلم ألبث أن سمعت الحس فإذا عمر بن عبد العزيز فأمر به فستر بالقباطي فلما أصبح دعا وردان البناء فدخل فكشف فقال لابد من رجل فكشف عمر ساقه ليدخل فكشف القاسم بن محمد فكشف سالم بن عبد الله فقال عمر ما لكم قالوا ندخل معك فقال والله لا نؤذيهم بكثرتنا اليوم

ص: 130

ادخل يا مزاحم فناوله وفي رواية لهما عن محمد بن عبد العزيز الزهريّ إنه أمر أبن وردان أن يكشف عن الأساس فبينما هو يكشف إلى أن رفع يده وتنحى واجما فقام عمر فزعا فقال له عبد الله بن عبيد الله لا يروعنك فتانك قدما جدك عمر بن الخطاب ضاق البيت عنهما فحفر لهما في الأساس فقال يابن وردان غط ما رأيت وفي الصحيح عن هشام بن عروة عن أبيه إنه لما سقط عنهم الحائط زمن الوليد أخذوا في بناءه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا إنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدوا أحدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم ما هي إلا قدم عمر ولأبن زبالة عن غير واحد من أهل العلم إن البيت مربع مبني بحجارة سود وقصة الذي يلي القبلة منه أطول والشرقي والغربي سواء والشامي أنقصها وباب البيت مما يلي الشام مزدود بحجارة سود وقصة ثم بنى عمر بن عبد العزيز عليه هذا البناء الظاهر وزواه لئلا يتخذه

ص: 131

الناس قبلة تخص فيه الصلاة من بين المسجد قالوا والبناء الذي حول البيت بينه وبين البناء الظاهر اليوم مما يلي المشرق ذراعان ومما يلي المغرب ذراع ومما يلي القبلة تشبر مما يلي الشام فضاء كله وفي الفضاء الذي يلي الشام مركن مكسور ومكيل خشب قال عبد العزيز بن محمد يقال أن البناءين نسوه هناك اه وليحيى عن أبي غسان محمد بن يحيى سمعت من يقول في الخطار الذي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم مركن وخشبة وحديدة مسندة قال محمد بن يحيى وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد هو مركن تركه العمال هناك وقال محمد بن يحيى فأما أنا فأني أطلعت في الخطار فلم أرى شيئاً فزعم لي زاعم إنه قد رآى ثم المركن وشيأ موضوعا مع المركن وأما أنا فلم أراه ولم أعلم أحدا يدري من آخذه ولم أرى للبيت الذي في الخطار بابا ولا موضع بابه وقد أخبرني أبن أبي فدية إنه رأى باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي الشام اه قلت لم نرى للبيت عند انكشافه في العمارة التي أدركناها بابا ولا موضعه لا في جهة الشام ولا في غيرها ونقل أبن شبة عن أبي غسان أنه أطلع من بين سقفي المسجد وعاين الخطار الظاهر الذي على البيت وما فيه حين انكسر خشب سقف المسجد

ص: 132

فكشف السقف من تلك الناحية لعمارته سنة ثلاث وتسعين ومائة وذكر في تصويره الفرجة بين الجدارين في المشرق ثلاثة أذرع وبينهما في المغرب ذراع وبينهما في القبلة أقل من ذراع ورأس هذه الفرجة مما يلي المشرق ذراع قلت الذي تحرر لنا من مشاهدة ذلك صحة ما ذكره في الفرجة بين القبلتين فإنها مما يلي المشرق نحو ذراع فإذا قرب من الوجه الشريف تضيقت نحو شبر ثم أقل من ذلك وقريب من ابتدائها في المشرق بناء يمنع المرور في محاذاة الأسطوانة البارز بعضها في الحائز الظاهر من القبلة نحو عرضها كما سيأتي في تصويره وأما الغربيان فلم يكن بينهما فرجة ولا مغرز أبرة ومعلوم أن الجدار الظاهر لم يغير عن محله لصحة ما وصفه به المؤرخون بالنسبة إلى الأمور المحاذية له من خارجه وشاهد الحال من رؤية البناء الداخل قاض بأنه لم يغير منه إلا جهة المشرق وما يليها من القبلة والشام كما ستوضحه وما ذكره

أبو غسان من أن الفرجة بين الشرقيين ثلاثة أذرع مخالف لما سبق عن أبن زبالة والظاهر أنها كانت كما ذكره أبو غسان لا على ما ذكره أبن زبالة ولا على ما وجدناها عليه لأنا وجدناها نحو ذراع اليد مما يلي الشام ونحو شبر مما يلي القبلة لكن وجد الجدار الشرقي الداخل وما اتصل به من القبلة والشام ليس مبنيا من جنس بناء بقية الحجرة فإن الحجرة مبنية بالحجارة الوجوه المنحوتة من داخل الجدار وخارجه بخلاف هذه الجهة ووجد عند نقض جدارها الشامي من داخله رأس جدار من محاذاة الأسطوانة الآتي تصويرها خلف هذا الجدار الشامي يشهد الحال أنه كان آخذا من الشامي إلى ما يحاذيه من القبلة عند الأسطوانة التي هناك وكان ذلك محل الجدار الشرقي من البناء الداخل

ص: 133

وقد صوّره أبو غسان في محاذاة الأسطوانتين المذكورتين فكأنه انهدم وعند إعادته لم يعد في محله بل وسعوا في الحجرة من الفرجة المذكورة حذرا مما سبق من ظهور ساق عمر رضي الله عنه عند حفر الأساس

ص: 134

لكن لم ينبه أحد من المؤرخين على ذلك غير أنّ في رحلة أبن عاث النفزي حدّثت بالمدينة الشريفة أو بمدينة السلام بأنهم سمعوا منذ سنين قريبا من الأربعين هدّة في الروضة أي الحاوية للقبور الشريفة فكتب في ذلك إلى الخليفة فاستشار الفقهاء فأفتوا أن يدخلها رجل فاضل من القوم على المسجد فاختاروا لذلك بدرا الضعيف كان يقوم الليل ويصوم النهار من فتيان بني العباس فدلى حتى دخل فوجد الحائط الغربي قد سقط وهو حائط دون الحائط الظاهر فصنع له لبن من تراب المسجد فبناه وأعاده كما كان ووجد هناك قعبا من خشب أصابه وقوع الحائط فكسره فحمل إلى بغداد مع شيء من تراب الحائط وكان يوم وصوله إلى بغداد يوما مشهودا تجمع لاستقباله الناس وعطلت الصناعات والبيع ورحلة أبن عاث سنة ثلاث عشرة وستمائة وقد قال قريبا من أربعين سنة فيكون ذلك في نحو السبعين وخمسمائة في دولة المستضيئ فلعل هذه

ص: 135

الواقعة هي التي كان فيها التغيير المذكور وكأنه أطلق الغربي على المنهدم بالنسبة إلى الجدار الخارج الذي يليه في المشرق ولم يبن إلا بالحجر لكنه غير منقوش كما قدّمناه ولعله أراد باللبن ما وجد من سترة هناك على رأس الجدار يشهد الحال بتجدّدها لزيادتها عما ذكره الأقدمون من الذرع لكن في كلام أبن النجار ما يقتضي أنه لم يقع دخول إلى الحجرة الشريفة من سنة أربع وخمسين وخمسمائة إلى زمنه وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعين وستمائة فإنه قال أعلم أن في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة سمعوا صوت هدّة في الحجرة وكان الأمير قاسم بن مهنى الحسني فأخبروه فقال ينبغي أن ينزل شخص ليبصر ففكروا فيمن يصلح فلم يجدوا إلا شيخ شيوخ الصوفية بالموصل عمر النشائي كان مجاورا بالمدينة فذكر أنّ به فتقا يحوجه إلى التردّد للغائط فألزموه فأستمهل ليروّض نفسه ثم أنزلوه في الحبال من الخوخة الآتي ذكرها بالسقف إلى الحظير الذي بناه عمر ودخل منه إلى الحجرة ومعه شمعة يستضيء بها فرأى شيئاً من طين السقف قد وقع على القبور فأزاله وكنس التراب بلحيته قيل إنه كان مليح الشيبة هذا ما سمعته من أفواه جماعة والله أعلم بحقيقة الحال في ذلك ثم قال أبن النجار في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وخمسمائة في أيام قاسم أيضا وجدوا من الحجرة رائحة منكرة فأمرهن الأمير قاسم

ص: 136

بالنزول فنزل بيان الأسود الخصي أحد خدام الحجرة مع الصفي الموصليّ متولي عمارة المسجد ونزل معهما هارون الشادي الصوفي فوجدوا هرا هبط في الحائز بين الحجرة والمسجد أي بين الجدارين ومات وجف فأخرجوه وذلك يوم السبت الحادي عشر من ربيع الآخر ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا لم ينزل أحد إلى هناك اه والظاهر إن قضية أبن عاث متحدة مع ما ذكره أبن النجار ولم يقع تحريرها لعدم تدوينها ثم ظفرت في كلام بعض حفاظ عصرنا فسح الله في أجله أن مما وقع عند رأس المائة الرابعة أنه في سنة سبع وأربعمائة اتفق تشعيث الركن اليماني من الكعبة وسقوط جدار قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم وسقوط القبة الكبيرة عل صخرة بيت المقدس فعدّ ذلك من أغرب الاتفاق وأعجبه اه فيستفاد منه سبق ذلك بكثير على ما ذكره أبن عاث وأبن النجار وقد ذكر أبن النجار تصوير الحجرة الشريفة وتبعه عليه أبن عساكر والزين المراغي وهو مخالف للتصوير الذي نقله أبن شبة عن أبي غسان وللتصوير الذي نقله طاهر بن

يحيى عن أبيه ولما شاهدناه من تصوير الحجرة الشريفة وقد أوضحنا ذلك في الأصل ولا شك أن البناء الذي في جوف الحائز الظاهر مربع وقد صوّره أبن النجار وأتباعه بصورة البناء الظاهر مخمسا فهو خطأ وقد ذرعت الحجرة الشريفة من داخلها بجريدة طويلة فكان ذرع مقدّمها الذي يلي القبلة بين المغرب والمشرق عشرة أذرع وثلثي ذراع وذرع مؤخرها مما يلي الشام أحد

ص: 137

عشر ذراعا وربع وسدس وذرع عرضها من القبلة إلى الشام في كل من جانبيها الغربي والشرقي سبعة أذرع بتقديم السين ونصف وثمن وهو قريب من الذرع الذي ذكره أبن شبة ويحيى في تصويرهما وعرض منقبة الجدار الداخل من الجوانب كلها ذراع ونصف وقيراطان إلا الشرقي المجدّد فإنه ذراع وربع وثمن فقط وعرض منقبه الحائز الظاهر ذراع وربع وثمن وارتفاعه في السماء من أرض المسجد حوله ثلاثة عشر ذراعا وثلث ذراع يزيد في بعض الجهات يسيرا وهو مبنيّ بالحجر الغشيم ورؤيته من داخله شاهدة بأنه زيد في أعلاه نحو نصف ذراع بالآجر لما زيد في الجدار الداخل سترة للسقف الآتي ذكره ليساويه ولذا قال أبو غسان إنّ ارتفاعه عشر ذراعا غير سدس فوافق ذلك ذرعنا المتقدّم وأمّا ما ذكره أبن النجار ومن تبعه في ذرعه من أنه ثلاثة وعشرون ذراعا فقد أدخلوا في ذلك طول الشباك المتصل من رأس هذا الجدار إلى سقف المسجد فإنّ عمر بن عبد العزيز لم يبلغ بحائزة سقف المسجد وقد ذكر أبن النجار أن الجمال الأصفهاني عمل للحجرة أي لحائزها مشبكا من الصندل والأبنوس وأداره حولها مما يلي السقف اه فهو الشباك المذكور ولعل الأصفهاني أوّل من أحدثه ولا ذكر له في كلام المتقدّمين وقد ذكرنا في الأصل ذرع كل صفحة من صفحات هذا الحائز المخمس وارتفاع الجدار الداخل في السماء من خارجه بين الجدارين خمسة عشر ذراعا ومع ذلك فتظهر مساواته للحائز الخارج وسببه علوّ أرض المسجد خارج الحائز على الأرض الداخلة بين الحائزين بأرجح من ذراع ونصف والرحبة التي شبه المثلث بين الجدارين خلف الجدار الشامي وجدت مجدولة

ص: 138

بالحجارة وطولها من القبلة إلى الشام ثمانية أذرع والأرض من داخل الحجرة منخفضة أيضا عما بين الحائزين بذراع وربع

ص: 139

وسيأتي في الرابع عشر ما أحدثه متولي العمارة الشمس بن الزمن من التغيير في ذلك وتصوير ما استقرّ عليه الأمر وذكر أبن النجار أن على الحجرة أي سقفها ثوبا مشمعا مقل الخيمة وفوقه سقف المسجد وفيه أي فيما تحت المشمع المذكور خوخة عليها ممرق أي طابق مقفول وفوق الخوخة في سقف السطح أي سقف المسجد خوخة أخرى فوق تلك الخوخة وعليها ممرق مقفول أيضا وبين سقف المسجد وبين سقف السطح فراغ نحو الذراعين أي بين السقف الثاني لسطح المسجد والأوّل فإنه سقفان كما سيأتي بينهما فراغ نحو الذراعين وهذا الذي ذكره كان قبل الحريق الأوّل وأما بعده فقد أدركت بين سقفي المسجد في سقفه الذي يلي الحجرة ألواحا مسمرة سمر عليها ثوب مشمع وفيها طابق مقفل في محاذاة وسط بناء الحجرة الداخل لا كما قال المطري إنه إذا فتح يكون النزول منه إلى ما بين حائط بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبين الحائز الذي بناه عمر بن عبد العزيز قال وسقف الحجرة بعد الحريق إنما هو سقف المسجد وهو خطأ أيضا بل شاهدت عليها سقفا متقنا عمل بعد الحريق الأوّل لأنّ آثار خشب السقف المحترق ظهرت لنا تحت هذا السقف المجدّد عليها سترة من لبن ولم ير من جدّد هذا السقف وضعه في محل تلك الأخشاب لما يترتب عليه من إخراج رؤوس تلك الأخشاب المحترقة من الجدار فجعله فوق تلك السترة وجدّد له سترة نحو نصف ذراع وجعله من ألواح ساج على حزم من الساج

ص: 140

وجعله قطعا مكلبة بقضبان من الحديد بعضها في بعض ولم يجعل فيه طابقا وجعل عليه ستارة من المحابس اليمنية مبطنة وقال أبن رشد في بيانه ولقد أخبرني من أثق به أنه لا سقف للقبر الشريف اليوم تحت سقف المسجد اه ووفاة أبن رشد سنة عشرين وخمسمائة فهو قبل الحريق الأوّل بمدّة مديدة فهو مخالف لقضية كلام المؤرخين ولما سيأتي عن مالك رحمه الله في الكسوة ولا شك في كونه كان مسقوفا قبل الحريق لما سبق وقد وجدنا بقية ميزابه في العمارة التي أدركناها من عرعر ولا شك أيضا في كونه كان مسقوفا في الصدر الأوّل ولذا روى الدارميّ في صحيحه عن أبي الجوزاء قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنه فقالت

فانظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق

ص: 141

قال الزين المراغي وفتح الكوة عند الجدب سنة أهل المدينة حتى الآن يفتحون كوة في سفل قبة الحجرة أي القبة الزرقاء المحترقة في زماننا يفتحونها من جهة القبلة وإن كان السقف حائلا بين القبر الشريف وبين السماء قلت وسنتهم اليوم فتح الباب المواجه للوجه الشريف من المقصورة المحيطة بالحجرة الشريفة والاجتماع هناك ثم إن الشجاعي شاهين الجمالي لما بنى أعالي القبة الخضراء الآتي ذكرها في الفصل بعده اتخذ في ذلك كوة عليها شباك حديد ثم فتح كوة في محاذاتها بالقبة السفلى المتخذة بدل سقف الحجرة الشريفة الآتي ذكرها في الثاني عشر وجعل على هذه الكوة شباكا أيضا وجعل على هذا الشباك بابا يفتح عند الاستسقاء للجدب " وأما صفة القبور الشريفة بالحجرة المنيفة " فقد اختلف فيها على نحو سبع كيفيات ذكرناها في الأصل بأدلتها والذي عليه الأكثر أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أمامها إلى القبلة مقدما أي لجدار القبلة كما سيأتي ثم قبر أبي بكر رضي الله عنه حذاء منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر رضي الله عنه حذاء منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر عمر رضي الله عنه حذاء منكبي أبي بكر رضي الله عنه وهذه صفتها

ص: 142

ونقل المراغي أن رزينا ويحيي جزما بهذه الصفة وهو كذلك في كلام رزين رواها عن عبد الله ابن محمد بن عقيل في خبره المتقدم في انهدام حائط الحجرة وأما يحيي فقال في كتابه حدثنا هارون بن موسى قال سمعت أبي بكر عن نافع بن أبي نعيم وغيره من المشايخ ممن له سنّ وثقة وذكر ما تقدم وفي النسخة التي رواها ابنه طاهر عند تصوير القبور الشريفة كذلك وقال إنها صفة القبور الشريفة فيما وصف بعض أهل الحديث عن عروة عن عائشة ثم ذكر صفة أخرى رواها ابن زبالة عن القاسم بن محمد ذكرناها في الأصل وأرجح ما روى عن القاسم بن محمد ما رواه أبو داود الحاكم وصحح إسناده عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قال دخلت على عائشة رضي الله عنه فقلت لها يا أمته اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فكشفت عن ثلاثة قبور ولا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء زاد الحاكم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما وأبا بكر رأسه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم

ص: 143

قال ابن عساكر وهذه صفته وليحيي عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه وإسماعيل صدوق أخطأني أحاديث من قبل حفظه وأبوه صدوق يهم وبقيه رجاله ثقات عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها وصفت لنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر رضي الله عنه وهذه القبور في سهوة في بيت عائشة رضي الله عنها رأس النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي المغرب وقبر أبي بكر رضي الله عنه عند رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم وقبر عمر رضي الله عنه خلف النبي صلى الله عليه وسلم وبقي موضع قبر وهذه صفة قبورهم علة ما وصف ابن أبي أويس عن يحيي بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضي الله عنه قال ابن عساكر بعد رواية ذلك من طريق ابن زبالة وهذه صفته

ص: 144

قلت ويردها ما ثبت في الصحيح من أن الذي بدت قدمه عند هدم الجدار إنما هو عمر لأن الجدار المنهدم هو الشرقي ولو صحت هذه الرواية لكان البادي قدم أبي بكر رضي الله عنه وأشهر الروايات الأولى والثانية صححها الحاكم كما سبق فهاتان الروايتان أرجح مما ورد في ذلك وبقية الروايات تركناها لضعفها وقد اشتملت رواية أبي داود والحاكم على أن القبور الشريفة لم تكن مسنمة ولأبن زبالة عن عائشة رضي الله عنها ربع قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل رأسه مما يلي المغرب وأما ما في الصحيح عن سفيان التمار أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما زاد أبو نعيم في المستخرج وقبر أبي بكر وعمر كذلك فلا يعارض ما سبق لأن سفيان ولد في زمن معاوية رضي الله عنه فلم ير القبر أول الأمر فيحتمل كما قال البيهقي أن القبر تسنم لما سقط عنه الجدار ولذا روى يحيي عن عبد الله بن الحسين قال رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما زمن

ص: 145

الوليد بن هشام ويدل لما سبق من

بقاء قبر عرض عائشة رضي الله عنه علي عبد الرحمن بن عوف حين نزل به الموت أن يدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه كما رواه ابن شبة وكذا ما روى من أذنها للحسن رضي الله عنه ومنع بني أمية له وكان قولها لأبن الزبير كما في الصحيح لا تدفني معهم ادفني مع صواحبي بالبقيع زاد الإسماعيلي وكان في بيتها موضع قبر لا ينافيه إرسال عمر رضي الله عنه يسألها أن يدفن مع صاحبيه وقولها كما في الصحيح كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسي لاحتمال أن الذي آثرت به هو ما يقرب من قبريهما فلا ينفي وجود مكان آخر ولذا جاء في رواية أن موضع القبر الباقي في السهوة الشرقية قال سعيد بن المسيب فيه يدفن عيسى بن مريم عليه السلام والسهوة قيل كالصفة وقيل شبه المخدع والخزانة وللترمذي من طريق أبي مودود عن عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه قال فقال أبو مودود قد بقى موضع قبر قال الترمذي حديث غريب وفي بعض النسخ حسن غريب وهكذا قال عثمان بن الضحاك المعروف الضحاك بن عثمان اه ولفظ الطبراني في روايته يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنه فيكون قبرا رابعا وفيه عثمان بن الضحاك وثقة ابن حبان وضعفه أبو داود وقد أخرجه أبو ذر الهروي في كتاب السنة له من طريقه ثم أخرج عقبة من طريق حماد عن أيوب قال قيل لعمر بن عبد العزيز لو أتيت المدينة وأمت بها فإن مت دفنت في الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فقال والله لأن يعذبني الله عز وجل بكل عذاب إلا النار أحب إليّ من أن يعلم أني أرى نفسي لذلك أهلا وليحيي بن النجار عن كعب الأحبار قال ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة صلى الله عليه وسلم وفي صحيح الدرامي نحوه وبوّب عليه باب ما أكره الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته ورواه البيهقي ورواه أيضا في شعبه. رضي الله عنه علي عبد الرحمن بن عوف حين نزل به الموت أن يدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه كما رواه ابن شبة وكذا ما روى من أذنها للحسن رضي الله عنه ومنع بني أمية له وكان قولها لأبن الزبير كما في الصحيح لا تدفني معهم ادفني مع صواحبي بالبقيع زاد الإسماعيلي وكان في بيتها موضع قبر لا ينافيه إرسال عمر رضي الله عنه يسألها أن يدفن مع صاحبيه وقولها كما في الصحيح كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسي لاحتمال أن الذي آثرت به هو ما يقرب من قبريهما فلا ينفي وجود مكان آخر ولذا جاء في رواية أن موضع القبر الباقي في السهوة الشرقية قال سعيد بن المسيب فيه يدفن عيسى بن مريم عليه السلام والسهوة قيل كالصفة وقيل شبه المخدع والخزانة

ص: 146

وللترمذي من طريق أبي مودود عن عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه قال فقال أبو مودود قد بقى موضع قبر قال الترمذي حديث غريب وفي بعض النسخ حسن غريب وهكذا قال عثمان بن الضحاك المعروف الضحاك بن عثمان اه ولفظ الطبراني في روايته يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنه فيكون قبرا رابعا وفيه عثمان بن الضحاك وثقة ابن حبان وضعفه أبو داود وقد أخرجه أبو ذر الهروي في كتاب السنة له من طريقه ثم أخرج عقبة من طريق حماد عن أيوب قال قيل لعمر بن عبد العزيز لو أتيت المدينة وأمت بها فإن مت دفنت في الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فقال والله لأن يعذبني الله عز وجل بكل عذاب إلا النار أحب إليّ من أن يعلم أني أرى نفسي لذلك أهلا وليحيي بن النجار عن كعب الأحبار قال ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت

ص: 147

الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة صلى الله عليه وسلم وفي صحيح الدرامي نحوه وبوّب عليه باب ما أكره الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته ورواه البيهقي ورواه أيضا في شعبه.

ص: 148