الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل السادس " في زيادة عمر رضي الله عنه في المسجد واتخاذه البطيحاء
بناحيته
في الصحيح وسنن أبي داود إن أبا بكر لم يزد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال أهل السير لاشتغاله بالفتح ثانيا ولا ينافيه ما لأبي داود أيضا من أن سواريه نخرت في خلافة أبي بكر فبناها بجذوع النخل إذ المنفى الزيادة وفي الصحيح والسنن أيضا إن عمر رضي الله عنه زاد فيه وبناه على بناءه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا وبه يردّ ما في رواية لأبن زبالة من إن عمر رضي الله عنه جعل أساطينه من لبن ونزع الخشب قال ومدّه في القبلة وكان جدار عمر من القبلة على أول أساطين القبلة التي إليها المقصورة أي التي كانت بين صف الأساطين التي تلي القبلة على الرواق القبلي
ولأحمد عن ناقع إن عمر رضي الله عنه زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة وقال عمر لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ينبغي أن نزيد في مسجدنا ما زدت ولأبن زبالة عن مسلم بن حباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما وهو في مصلاه لو زدنا في مسجدنا وأشار بيده نحو القبلة فأدخلوا رجلا وأجلسوه في موضع مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفعوا يد الرجل وخفضوها حتى رأوا أن ذلك شبيه بما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الزيادة فقدّم عمر القبلة فكان موضع جدار عمر في موضع عيدان المقصورة أي المتقدم بيانها قال اليافعي وكان ذلك سنة سبع عشرة ولأبن سعد ويحيي وبعضهم يزيد على بعض ما حاصله أن المسلمين لما كثروا قال عمر للعباس رضي الله عنه أن المسجد قد ضاق وقد ابتعت ما حوله من المنزل أوسع به إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها وأما دارك فأما أن تبيعها بما شئت من بيت المال وأما أن أخطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك وأما أن تصدّق بها على المسلمين فقال لا ولا واحد منها هي قطيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم خطها إلي وبناها معي فاختلفا فجعلا بينهما أبي كعب فأنطلق إليه فقصا عليه القصة فحدثهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن الله أوحى إلى داود
عليه السلام أن أبن لي بيتا أذكر فيه فخط له خطة بيت المقدس فإذا تربيعها بزاوية بيت لبعض بني إسرائيل فسأله داود عليه السلام أن يبيعه فأبى بعد أن ضاعف له الثمن فحدّث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحى الله تعالى إليه أمرتك أن تبني لي بيتا فأردت أن تدخل فيه الغضب وليس من شأني الغضب وأن عقوبتك أن لا تبنيه قال يا رب فمن ولدي قال فمن ولدك فأعطاه سليمان فلما قضى أبي للعباس رضي الله عنه قال قد تصدقت بها على المسلمين فأما وأنت تخاصمني فلا وللبيهقي كتاب الرجعة من سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قريب من ذلك وقد أتفق للعباس مع عمر رضي الله عنه قصة في ميزاب بهذه الدار لأنه كان يصب في المسجد وفي رواية على بابه فنزعه عمر فقال العباس رضي الله عنه والله ما شدّه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه والله ما تشدّه إلا ورجلاك على عاتقي فردّه مكانه وليحيي عن ابن عمر أن هذه الدار كانت فيما بين موضع الأسطوانة المربعة التي تلي دار مروان وأن أي وهي الخامسة من المنبر التي كان يقابلها الطراز في جدار المسجد على ما سبق في حدوده وإنما ذهب تربيعها عقب حريق زماننا أي بينها وبين باب السلام وفي كلام يحيي في موضع آخر ما بين أنه بقى من هذه الدار بقية دخلت في دار مروان التي في محلها اليوم ميضأة باب السلام وأن عثمان أدخل منها سيأتي في زيادته
وفي النسخة التي رواها طاهر بن يحيي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خط لجعفر بن أبي طالب وهو بأرض الحبشة دارا فأشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصفها بمائة ألف فزاده في المسجد وفي النسخة التي رواها ابن ابنه نسبة ذلك لعثمان والظاهر أن كلا منها زاد بعضها وليحيي في خبر عن ابن عمر رضي الله عنه أن المسجد على عهد عمر كان طوله أي من القبلة إلى الشام أربعين ومائة ذراع وعرضه عشرين ومائة ذراع أي من المشرق إلى المغرب ويتلخص مما قدمناه في حدود المسجد النبوي أن زيادته كانت قدر أسطوانتين في المغرب ولم يزد في المشرق شيئاً لإبقائه الحجر الشريفة فنهاية المسجد في زمنه الأسطوانة السابعة من المنبر في المغرب وذلك يقرب من مائة وعشرين ذراعا وسيأتي في الفصل بعده ما يفهم خلافه وهذا أرجح وزيادته
من القبلة الرواق المتوسط بين الروضة ورواق القبلة الذي كان عليه المقصورة المحترقة وذلك نحو عشرة أذرع فتكون زيادته في الشام ثلاثين ذراعا على رواية المائة في ذرع طول المسجد النبوي وقد سبق أن بعض الحجر الشريفة كانت في الشام فكأن زيادته في الشام كانت حولها لأنه لم يدخلها في المسجد وقال رزين في روايته وطول السقف أي ما بينه وبين الأرض أحد عشر ذراعا وجعل سترة المسجد فوقه ذراعين أو ثلاثة وبنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وكذا في رواية يحيي قال فيها أيضا ما حاصله أن جعل له ست' أبواب بابين عن يمين القبلة وباب مروان المعروف اليوم بباب السلام وباب عاتكة وهو المعروف اليوم بباب الرحمة وبابين عن يسارها وهما الباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وباب النساء وبابين خلف القبلة يعني من جهة الشام ولم يغير باب عاتكة ولا الباب الذي يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم قال المطري وهو باب جبريل عليه السلام وما قاله من عدم التغيير فيه مسلم لأنه لم يزد في المشرق شيئاً بخلاف باب عاتكة لأنه زاد في المغرب فالمراد بكونه لم يغيره أنه أخره في محاذاة الباب الأول ولأبن شعبة ويحيي عن أبي هريرة زاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسج من شاميه ثم قال لو زدنا فيه حتى تبلغ به الجبانة كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهما عن ابن أبي ذئب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو مدّ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لو بني هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي وكلها شواهد لما نقل عن مالك رضي الله عنه من عموم المضاعفة لما زيد في المسجد النبوي خلاف ما قاله النووي رحمه الله تعالى ولهما بسند جيد عن سالم بن عبد الله أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بنى في ناحية المسجد رحبة تدعى البطيحاء ثم قال من أراد أن يلفظ أو ينشد شعرا أو يرفع صوتا فليخرج إلى هذه الرحبة زاد ابن شبة قال محمد بن يحيي وقد دخلت تلك البطيحاء في المسجد فيما زيد فيه بعد عمر رضي الله عنه ولأبن شبة في موضع آخر ما بين أنها كانت في جهة شرقي المسجد مما يلي مؤخره زمن عمر بجهة رباط خالد بن الوليد المعروف برباط السبيل ولأبن شبة عن السائب بن يزيد قال كنت مضطجعا في المسجد فحصبني رجل فعرفت رأسي فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أذهب فأتى بهذين الرجلين فجئت بهما فقال من أنتما أو من أين أنتما قالا من أهل الطائف قال لو كنتما من أهل البلد ما فارقتكما حتى أوجعكما جلدا ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليحيي عن نافع نحوه وزاد أن مسجدنا هذا لا ترفع فيه الأصوات ولأبن زبالة ويحيي عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه مرّ بحسان بن ثابت وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال حسان قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال اللهم نعم وهو في الصحيح بنحوه زاد يحيي فأنصرف عمر رضي الله عنه وقد عرف أنه يريد بمن هو خير منك النبي صلى الله عليه وسلم وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لحسان منبر في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار والنهي عن تناشد الأشعار في المسجد محمول على أشعار الجاهلية والمبطلين. القبلة الرواق المتوسط بين الروضة ورواق القبلة الذي كان عليه المقصورة المحترقة وذلك نحو عشرة أذرع فتكون زيادته في الشام ثلاثين ذراعا على رواية المائة في ذرع طول المسجد النبوي وقد سبق أن بعض الحجر الشريفة كانت في الشام فكأن زيادته في الشام كانت حولها لأنه لم يدخلها في المسجد وقال رزين في روايته وطول السقف أي ما بينه وبين الأرض أحد عشر ذراعا وجعل سترة المسجد فوقه ذراعين أو ثلاثة وبنى أساسه بالحجارة
إلى أن بلغ قامة وكذا في رواية يحيي قال فيها أيضا ما حاصله أن جعل له ست' أبواب بابين عن يمين القبلة وباب مروان المعروف اليوم بباب السلام وباب عاتكة وهو المعروف اليوم بباب الرحمة وبابين عن يسارها وهما الباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وباب النساء وبابين خلف القبلة يعني من جهة الشام ولم يغير باب عاتكة ولا الباب الذي يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم قال المطري وهو باب جبريل عليه السلام وما قاله من عدم التغيير فيه مسلم لأنه لم يزد في المشرق شيئاً بخلاف باب عاتكة لأنه زاد في المغرب فالمراد بكونه لم يغيره أنه أخره في محاذاة الباب الأول ولأبن شعبة ويحيي عن أبي هريرة زاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسج من شاميه ثم قال لو زدنا فيه حتى تبلغ به الجبانة كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهما عن ابن أبي ذئب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو مدّ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه
ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لو بني هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي وكلها شواهد لما نقل عن مالك رضي الله عنه من عموم المضاعفة لما زيد في المسجد النبوي خلاف ما قاله النووي رحمه الله تعالى ولهما بسند جيد عن سالم بن عبد الله أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بنى في ناحية المسجد رحبة تدعى البطيحاء ثم قال من أراد أن يلفظ أو ينشد شعرا أو يرفع صوتا فليخرج إلى هذه الرحبة زاد ابن شبة قال محمد بن يحيي وقد دخلت تلك البطيحاء في المسجد فيما زيد فيه بعد عمر رضي الله عنه ولأبن شبة في موضع آخر ما بين أنها كانت في جهة شرقي المسجد مما يلي مؤخره زمن عمر بجهة رباط خالد بن الوليد المعروف برباط السبيل ولأبن شبة عن السائب بن يزيد قال كنت مضطجعا في المسجد فحصبني رجل فعرفت رأسي فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أذهب فأتى بهذين الرجلين فجئت بهما فقال من أنتما أو من
أين أنتما قالا من أهل الطائف قال لو كنتما من أهل البلد ما فارقتكما حتى أوجعكما جلدا ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليحيي عن نافع نحوه وزاد أن مسجدنا هذا لا ترفع فيه الأصوات ولأبن زبالة ويحيي عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه مرّ بحسان بن ثابت وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال حسان قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال اللهم نعم وهو في الصحيح بنحوه زاد يحيي فأنصرف عمر رضي الله عنه وقد عرف أنه يريد بمن هو خير منك النبي صلى الله عليه وسلم وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لحسان منبر في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار
والنهي عن تناشد الأشعار في المسجد محمول على أشعار الجاهلية والمبطلين.