الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الأول " في مصلى الأعياد
قال الواقدي أول عيد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمصلى سنة ثنتين من مقدمة المدينة وحملت له العنزة وهو يومئذ يصلي إليها في الفضاء وكانت العنزة للزبير بن العوام أعطاه إياها النجاشي فوهبها للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يخرج بها بين يديه يوم العيد وهي اليوم بالمدينة عند المؤذنين يعني يخرجون بها بين يدي الأئمة في زمانه ولأبن شبة وأبن زبالة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أول فطور وأضحى صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بالمدينة بفناء دار حكيم بن العداء عند أصحاب المحامل أي الذين يصنعونها ويبيعونها وفي رواية للثاني صلى في ذلك المسجد وهو خلف المجزرة التي بفناء دار العداء بن خالد
قلت وهي دار ابنه حكيم بن العداء بن بكر بن هوازن ومنزلهم مع مزينة غربي المصلى فلعله المسجد الكبير المعروف بمسجد علي رضي الله عنه شامي المصلى مما يلي المغرب متصلا بشامي الحديقة المعروفة بالعريضي لأن سوق المدينة كان هناك ولعل نسبته إلى عمل علي رضي الله عنه لكونه صلى به العيد الذي صلاه للناس وعثمان رضي الله عنه محصور كما رواه ابن شبة ويبعد أن يبتكر علي رضي الله عنه الصلاة بموضع لم يصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان هذا المسجد قد دثر حتى صار بعض الحاج يدفن فيه الموتى أيام نزولهم هناك فجدد بناءه أمير المدينة زين الدين ضغيم المنصوري في ولايته سنة أحدا وثمانين وثمانمائة ولأبن زبالة عن إبراهيم ابن أمية عن شيخ أهل السن والثقة أن أول عيد صلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حارة الدوس عند بيت ابن أبي الجنوب ثم الثاني بفناء دار حكيم عند دار جفرة داخلا في البيت الذي بفنائه المسجد ثم الثالث عند دار عبد الله بن درة المزني داخلا بين الدارين دار معاوية ودار كثير بن صلت
ثم صلى حيث يصلي الناس اليوم قلت دار ابن أبي الجنوب كانت غربي وادي بطحان فالمصلى الأول في هذه الرواية هناك وأما الثاني فقد سبق الكلام فيه وأما الثالث فهو بمعنى قول ابن شهاب كما لأبن شبة أنه صلى الله عليه وسلم صلى في موضع آل درة وهم حي من مزينة ومنزل مزينة غربي المصلى إلى عدوة بطحان الشرقية إلى قبلة المصلى ودار كثير بن الصلت قبلة مصلى العيد كما قال ابن سعد يعني الذي أستقر عليه الأمر وهو المسجد الآتي في ذكره ودار معاوية كانت في مقابلة دار كثير إلا ما من غربيها أو من شرقيها والأول أقرب لما سيأتي في مروره صلى الله عليه وسلم إلى قباء أنه كان يمر على المصلى ثم يسلك في موضع الزقاق بين الدارين المذكورتين وأما الرابع وما بعده فالظاهر أنها مواضع بقرب مصلى الناس اليوم سيما الرابع ولعله المسجد الذي شمالي مسجد المصلى اليوم جانحا إلى المغرب بوسط الحديقة المعروفة بالعريضي المتصلة بقبة عين الأزرق
ويعرف اليوم بمسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولعله صلى فيه في خلافته وأهل الحديقة المذكورة اليوم يمتهنون مؤخره بحبس الدواب فيه وهو من المنكرات التي يجب إزالتها وقد أنهيت ذلك للناظر عليها شيخ الحرم كما في الأصل وقوله ثم صلى حيث يصلي الناس اليوم أي بالمسجد المعروف اليوم بمسجد المصلى وهو بمعنى ما رواه ابن شبة عن ابن باكية قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد عند دار الشفاء ثم صلى في حارة الدوس ثم صلى في المصلى فثبت يصلي فيه حتى توفاه الله تعالى ونقل ابن شبة عن شيخنا أبي غسان صاحب مالك أن ذرع ما بين باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عنده دار مروان أي باب السلام وبين المسجد الذي يصلي فيه العيد بالمصلى ألف ذراع اه وقد اختبرته إلى مسجد المصلى اليوم فكانت كذلك وهو المراد بقوله في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى في يوم عيد إلى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت الحديث فالعلم كان قبل اتخاذ مسجدا ليعرف به المحل
ودار كثير كانت قبلة للوليد ثم اشتهرت بكثير وهو تابعي فوقع التعريف بذلك ليقرب إلى ذهن المخاطب فهمه لقول ابن شبة أتخذ الوليد بن عقبة بن أبي معيط الدار التي صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم العيد وهو يصلي إليها اليوم لآل كثير بن الصلت الكندي فجلد عثمان الوليد في الشراب فحلف لا يساكنه إلا وبينهما بطن واد فعارض كثير بن الصلت بداره هذه إلى دار كثير بشفير وادي بطحان العدوة الغربية وأما حديث الصحيحين وغيرهما
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى إلى البقيع فصلى الحديث فالمراد بقيع المصلى وبقيع السوق لما سبق في الفصل قبله لا يقبع الغرقد كما سبق لبعض الأوهام حيث حمل الرجم بالمصلى على بقيع الغرقد
وقد أشتهر المصلى في الأشعار قال أبو قطيفة رج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى إلى البقيع فصلى الحديث فالمراد بقيع المصلى وبقيع السوق لما سبق في الفصل قبله لا يقبع الغرقد كما سبق لبعض الأوهام حيث حمل الرجم بالمصلى على بقيع الغرقد وقد أشتهر المصلى في الأشعار قال أبو قطيفة
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا
…
بقيع المصلى أم كعهد القرائن
قال المطري ولا يعرف من المساجد التي ذكر يعني ابن زبالة لصلاة العيد غير المسجد الذي يصلى فيه اليوم ومسجد شماليه وسط الحديقة المعروفة بالعريضي يعرف بمسجد أبي بكر ومسجد كبير شمالي الحديقة متصل بهم يسمى مسجد على انتهى ملخصا وعلى باب المسجد الذي يصلي فيه اليوم حجر يتضمن أن شيخ الحرم النبوي عز الدين أمر بتجديده بعد خرابه وذهابه وذلك في أيام السلطان الناصر حسن بن محمد قلاوون وانمحت بقية الكتابة وأبتدأ سلطنة حسن هذا سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وقد أوضحنا في الأصل ما يقع به في زماننا من البدعة في خروج الإمام منه إلى الدرج التي على يسار الخارج من بابه وقيامه عليها في الخطبة وليس أمامه إلا من يصلي خارج المسجد ومن بالمسجد خلف ظهره لمخالفته للسنة ولما ثبت من قيامه صلى الله عليه وسلم في مصلاه ومستقبل الناس والناس جلوس على صفوفهم كما أوضحناه في الأصل مع بيان أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم به على غير منبره بعد أن يصلي العيد وأن كثير بن الصلت بنى لمروان منبرا فارتقاه قبل الصلاة فقال له أبو سعيد غيرتم والله وقول مروان أن الناس كانوا لا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة
كما في الصحيح قال بعضهم وإنما كان الناس لا يجلسون له بعد الصلاة لسبه من لا يستحق السب والإفراط في مدح بعض الناس ولأبن شبة جاء في المصلى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي فبدأ بالخطبة ثم صلى وقال هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا ولفطرنا وأضحانا فلا يبنى فيه لبنة على لبنة ولا خيمة وعن جناح النجار قال خرجت مع عائشة بنت سعيد بن أبي وقاص إلى مكة فقالت لي أين منزلك فقلت لها بالبلاط فقالت لي تمسك به فإني سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين مسجدي هذا ومصلاي روضة من رياض الجنة وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم سفر فمر بالمصلى أستقبل القبلة ووقف يدعوا
وأما طريقه صلى الله عليه وسلم إلى المصلى ففي الصحيح أنه إذا كان يوم العيد خالف الطريق وفي االأم للشافعي عن المطلب بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغدو يوم العيد إلى المصلى من الطريق الأعظم أي وهي طريق الناس اليوم كما قاله المطري في البلاط الأعظم قال فإذا رجع من الطريق الأخرى على دار عمار بن ياسر ورواه ابن زبالة عن محمد بن عمار ودار عمار بن ياسر زقاق عبد الرحمن بن الحرث الذي يسلك إلى البلاط الأعظم فيشرع فيه عند دار أبي هريرة الشارعة في البلاط كما سبق في الفصل قبله ولذا روى ابن شبة عن أبي هريرة أنه قال ركن باب داري هذا أحب إلي من زنتها ذهب سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم على داري إلى العيد فجعلها يسارا فمرّ علي عضادة
داري مرتين في غداة واحدة أي لمروره على تلك العضادة في الذهاب ثم في العودة من زقاق عبد الرحمن بن الحرث فتكون على يساره وفي الذهاب والإياب ولذا روى ابن شبة أيضا عن يحيي بن عبد الرحمن عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي العيد ماشيا على باب سعد بن أبي وقاص أي البلاط الأعظم ويرجع على أبي هريرة أي بأن يأخذ في قبلة المصلى على بني رزيق حتى يصل دار عمار ابن ياسر التي سبق أنها في قبلة الدور التي في ميمنة البلاط الأعظم ثم يأتي دار أبي هريرة من الزقاق الذي سبق بيانه ولذا روى ابن زبالة عن عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح أضحية بيده إذا أنصرف من المصلى على ناحية الطريق التي ينصرف منها وتلك الطريق والمكان كان يذبح فيه مقابل المغرب مما يلي طريق ابن رزيق أي التي في قبلة المصلى بين المشرق والمغرب ولذا قال الواقدي عن عائشة رضي الله عنه وغيرها كان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية أي التي سبق إنها تحاذي دار كثير في قبلة المصلى فمن أراد الرجوع من هذه الطريق فلينصرف من قبلة المصلى طالبا جهة القبلة ثم يتياسر في المشرق إلى قرب سور المدينة ثم يأتي باب المدينة من جهة القبلة لأن زقاق عبد الرحمن ابن
الحرث من داخل السور اليوم فلا يمكن السلوك فيه وهذا كله مقتض لأن المخالفة بين الطريقين لم تكن في كلها كما يعلم مما سبق في البلاط ومقتض لكون العود أطول من الذهاب وقد روى الشافعي أيضا طريقا ثانيا العود فيها أبعد من الذهاب بكثير
عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجع من المصلى يوم عيد فسلك على التمارين من أسفل السوق حتى إذا كان عند مسجد الأعرج الذي هو عند موضع البركة التي بالسوق قام فأستقبل فج أسلم فدعا ثم أنصرف قال الشافعي عقبه أحب أن يصنع الإمام مثل هذا وأن يقف في موضع فيدعوا الله تعالى مستقبل القبلة اه ولذا روى يحيي عن محمد بن طلحة قال رأيت عثمان بن عبد الرحمن ومحمد بن المكدر ينصرفان من العيد فيقومان عند البركة التي بأسفل السوق قال وسألت عثمان بن عبد الرحمن عن ذلك فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف عند ذلك المكان إذا أنصرف من العيد ولابن زبالة نحوه وزاده وجماعة كانوا يقومون بفناء بركة السوق مستقبلين قلت وبركة السوق هي المنهل الذي عند مشهد النفس الزكية قرب ثنية الوداع وفي قبلة المشهد ومسجد لعله مسجد الأعرج وفج أسلم موضع منازلهم بحصن أمير المدينة وثنية عثعث التي بين الحصن وجبل سلع وما هناك من غربي السوق ومستقبل ذلك عند المنهل المذكور يكون مستقبلا للقبلة وبقرب هذا المنهل بمنزلة الحاج الشامي مسجد أنشأه في زماننا قاضي الحرمين السيد العلامة محي الدين الحنبلي. عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجع من المصلى يوم عيد فسلك على التمارين من أسفل السوق حتى إذا كان عند مسجد الأعرج الذي هو عند موضع البركة التي بالسوق قام فأستقبل فج أسلم فدعا ثم أنصرف قال الشافعي عقبه أحب أن يصنع الإمام مثل هذا وأن يقف في موضع فيدعوا الله تعالى مستقبل القبلة اه ولذا روى يحيي عن محمد بن طلحة قال رأيت عثمان
بن عبد الرحمن ومحمد بن المكدر ينصرفان من العيد فيقومان عند البركة التي بأسفل السوق قال وسألت عثمان بن عبد الرحمن عن ذلك فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف عند ذلك المكان إذا أنصرف من العيد ولابن زبالة نحوه وزاده وجماعة كانوا يقومون بفناء بركة السوق مستقبلين قلت وبركة السوق هي المنهل الذي عند مشهد النفس الزكية قرب ثنية الوداع وفي قبلة المشهد ومسجد لعله مسجد الأعرج وفج أسلم موضع منازلهم بحصن أمير المدينة وثنية عثعث التي بين الحصن وجبل سلع وما هناك من غربي السوق ومستقبل ذلك عند المنهل المذكور يكون مستقبلا للقبلة
وبقرب هذا المنهل بمنزلة الحاج الشامي مسجد أنشأه في زماننا قاضي الحرمين السيد العلامة محي الدين الحنبلي.