الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل الثالث " في خبر الجذع والمنبر وما يتعلق بهما وبالأساطين
المنيفة
في الصحيح كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر فكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار وللنسائيّ اضطربت تلك السارية فحنت كحنين الناقة الخلوج أي التي انتزع ولدها ولأحمد وأبن ماجه فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدع وأنشق
وفيه فأخذ أبي بن كعب ذلك الجذع لما هدم المسجد فلم يزل عنده حتى بلى وعاد رفاتا وعند الدارميّ فأمر به صلى الله عليه وسلم أن يحفر له ويدفن ولأبن زبالة تحت المنبر وقيل دوين المنبر عن يساره وقيل شرقيه إلى خلفه وقيل دفن في موضعه الذي كان فيه وفي التحفة جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنه فحولوها
وفي مسند الدارميّ من حديث بريدة كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتى بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائما للنبيّ صلى الله عليه وسلم فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا خطب فطال القيام عليه استند فاتكأ عليه فبصر به رجل ورد المدينة فقال لو أعلم إن محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه فأن شاء جلس ما شاء وأن شاء قام فيلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال ائتوني به فأتوه به فأمره صلى الله عليه وسلم أن يصنع له المراقي الثلاث أو الأربع وهي الآن في مسجد المدينة فوجد النبيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة فلما فارق الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحن كما تحن الناقة فزعم أبن بريدة عن أبيه إن النبيّ صلى الله عليه وسلم حين سمع حنينه رجع إليه فوضع يده عليه وقال اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت وأن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فنحن زينتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك وتخلد فعلت فزعم أنه سمع من النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول له نعم قد فعلت مرتين فسئل النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال أختار أن أغرسه في الجنة وفيه عند عياض قال اختار دار البقاء على دار الفناء وكان الحسن إذا حدث به بكى وقال يا عباد الله الخشبة نحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه
لمكانه فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه قال عياض وحديث حنين الجذع مشهور والخبر به متواتر أخرجه أهل الصحيح ورواه من الصحابة بضعة عشر رجلا واعتمد المطريّ في بيان محل الجذع على ما سبق عن أبن زبالة في الفصل قبله فقال وكان هذا الجذع عن يمين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصقا بجدار المسجد القبلي في موضع كرشي الشمعة اليمنى التي توضع عن يمين الإمام المصلي في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسطوانة التي قبلي الكرسيّ متقدّمة عن موضع الجذع فلا يعتمد على قول من جعلها في موضع الجذع قلت يشير إلى ردّ ما سبق عن أبن النجار من أن الجذع كان في موضعها
وأما الرواية الأخرى المتقدّمة عن يحيى في ذلك قشاذة أو مؤوّلة وفي الأوسط للطبرانيّ بسند ضعيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى سارية في المسجد ويخطب إليها ويعتمد عليها فأمرت عائشة رضي الله عنه فصنعت له منبره هذا فذكر الحديث وأشهر الأقوال أنّ الذي صنع المنبر باقوم بموحدة وقاف قيل وهو باني الكعبة لقريش وقيل باقول باللام بدل الميم وأشبه الأقوال بالصواب فيما قاله الحافظ أبن حجر إنه ميمون وقيل صباح غلام العباس وقيل غلامه كلاب وقيل مينا غلام امرأة من الأنصار وليحيى عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة مسندا ظهره إليها فلما كثر الناس قال ابنوا إلي منبر فبنوا له منبرا له عتبتان وكأنه أطلق اسم البناء على تأليفه من خشبة لكن حكى بعض أهل السير أنه كان يخطب
على منبر من طين أوّلا وفي بعض طرق حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الإسلام والإيمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو فطلبنا إليه أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين كان يجلس عليه الحديث وفي بعض طرقه أنه جاء والنبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب أي على ذلك الدكان ولعله المراد بما سبق في الفصل الرابع من الباب الأوّل من قوله في حديث قدومه صلى الله عليه وسلم ووعك أصحابه إنه جلس على المنبر ثم رفع يديه الحديث فإنه في بدء الهجرة وفي
الصحيح في قصة الإفك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر وهي متقدّمة كثيرا على ما جزم به أبن سعد من أن اتخاذه كان سنة سبع وجزم أبن النجار بأنه كان في الثامنة ويرجحه ذكر تميم والعباس في قصة
عمله من خشب وفي الهبة من صحيح البخاري فجاؤا به يعني المنبر فاحتمله النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه حيث ترون وفي رواية ليحيى إنه درجتان ومجلس نقله أبن النجار عن الواقدي وللدارمي في صحيحه عن أنس فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة وسبق في رواية للدرامي هذه المراقي الثلاث أو الأربع على الشك وفي صحيح مسلم هذه الثلاث درجات من غير شك فأطلق على المجلس درجة وليحيى عن أبن الزناد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس على المجلس ويضع رجليه على الدرجة الثانية فلما ولى أبو بكر رضي الله عنه قام على الدرجة الثانية ووضع رجليه على الدرجة السفلى فلما ولى عمر رضي الله عنه قام على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض إذا قعد فلما ولى عثمان رضي الله عنه فعل
ذلك ست سنين من خلافته ثم علا إلى موضع النبيّ صلى الله عليه وسلم قالوا فلما أستخلف معاوية زاد في المنبر فجعل له ست درجات وكان عثمان أوّل من كسا المنبر قبطية قالوا فلما قدم معاوية عام حج حرك المنبر وأراد أن يخرجه إلى الشام فكسفت الشمس يومئذ حتى رؤيت النجوم فاعتذر معاوية رضي الله عنه إلى الناس وقال أردت أنظر إلى ما تحته وخشيت عليه من الأرضة وفي رواية له إن معاوية كتب إلى مروان بذلك فقلعه فأصابتهم ريح مظلمة بدت فيها النجوم نهارا فقال مروان إنما كتب إلى أن أرفعه من الأرض فدعا النجاجرة فعمل هذه الدرجات ورفعوه عليها وهي يعني الدرجات التي زادها ست درجات ولم يزد فيه أحد قبله ولا بعده قال أبن النجار فيما رواه عن أبن أبي الزناد إنه صار بما زاد فيه مروان تسع
درجات بالمجلس فلما قدم المهدي قال لمالك أريد أن أعيده على حاله فقال له مالك إنما هو من طرفاء الغابة وقد سمر إلى هذه العيدان وشدّ فمتى نزعته خفت أن يتهافت فأنصرف المهدي عن ذلك قال أبن زبالة وطول منبر النبيّ صلى الله عليه وسلم خاصة ذراعان في السماء وعرضه أي عرض مقعده ذراع في ذراع وتربيعه سواء وعرض درجه شبران لأن كل درجة شبر وقد أوضحنا بقية ما ذكره من وضعه في الأصل مع ما ذكره أبن النجار وأنّ طول المنبر في السماء بعد ما زيد فيه أربع أذرع وصار
امتداده في الأرض سبع أذرع بتقديم السين بإضافة عتبة الدكة الرخام التي المنبر فوقها وتلك العتبة ذراع فامتداد المنبر بدونها ست أذرع وبينا وهم من نقل خلاف هذا وقد سمى أبن النجار الرخام الذي كان المنبر عليه دكة لارتفاعه كما قال شبرا وعقد أو سماه أبن خبير في رحلته حوضا قال وارتفاعه شبر ونصف وقد ظهرت لنا كذلك عند خفض أرض مقدّم المسجد ولما حفرت من أجل تأسيس المنبر الرخام أتضح إنها مجوفة كالحوض وما بين فرضتي عمودي المنبر فيها خمسة أشبار وقد ذكر أبن خبير أن ذلك سعة المنبر قال وهو مغشي بعود الأبنوس ومقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر من أعلاه وقد طبق عليه لوح من الأبنوس غير متصل به يصونه من القعود عليه فيدخل الناس أيديهم إليه للتبرك به وهو شاهد لقول سند في الطراز أنه جعل على المنبر النبوي منبرا كالغلاف وجعل في المنبر الأعلى طاق مما يلي الروضة يدخل الناس منها أيديهم يمسحون المنبر النبوي ويتبركون به انتهى وكان هذا مما تجدّد بعد أبن زبالة لكن أبن النجار أدرك هذا المنبر وهو المراد من وصفه كما أوضحناه في الأصل. وقال المطري حدّثني يعقوب بن أبي بكر من أولاد المجاورين وكان أبوه أبو بكر فراشا بالمسجد كان حريقه يعني الأوّل على يده إنّ المنبر الذي
زاده معاوية ورفع المنبر النبوي عليه تهافت على طول الزمان وإنّ بعض خلفاء بني العباس جدّده وأتخذ من بقايا أعواد منبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أمشاطا للتبرك وعمل المنبر الذي ذكره أبن النجار قال يعقوب سمعت ذلك من جماعة بالمدينة يوثق بهم وإنّ المنبر المحترق هو الذي جدّده الخليفة المذكور وهو الذي أدركه أبن النجار لأنّ وفاته قبل الحريق المذكور قلت أبن عساكر تلميذ أبن النجار وقد أدرك الحريق المذكور وذلك المنبر ومع ذلك قال في تحفته قد احترقت بقايا منبر النبيّ صلى الله عليه وسلم القديمة وفات الزائرين لمس رمانة
المنبر التي كان يضع صلى الله عليه وسلم يده الكريمة عليها ولمس موضع جلوسه ولمس موضع قدميه الشريفين بركة عامة وفيه صلى الله عليه وسلم عوض من كل ذاهب قلت ولما حفروا جوف الدكة المتقدّمة لتأسيس هذا المنبر شاهدت فيما يلي القبلة منها قطعا كثيرة من أخشاب المنبر المحترق أعني الذي كان فيه بقايا المنبر النبوي وضعت حرصا على إبقاء البركة بذلك المحل وقد أعيد ما بقى من تلك الأخشاب لذلك المحل عند تأسيس هذا المنبر الرخام ولما احترق المنبر المذكور في حريق المسجد سنة أربع وخمسين وستمائة كما سيأتي أرسل المظفر صاحب اليمن سنة ست وخمسين وستمائة منبرا له رمانتان من الصندل فنصب في موضع المنبر النبوي فخطب عليه عشر سنين ثم أرسل الظاهر ركن
الدين البند قد أرى منبرا فقله منبر صاحب اليمن ونصب منبر البند قدارى مكانة وطوله أربع أذرع في السماء ومن رأسه إلى عتبته سبع أذرع يزيد قليلا وعدد درجه تسع بالمقعد وبقى يخطب عليه إلى سنة سبع وتسعين وسبعمائة فكانت مدّة الخطبة عليه مائة سنة واثنتين وثلاثين سنة قال المراغي فبدأ فيه أكل الأرضة فأرسل الظاهر برقوق منبرا آخر سنة سبع وتسعين فقلع منبر الظاهر بيبرس انتهى وأستمر منبر برقوق إلى أن أرسل المؤيد شيخ منبرا عام عشرين وثمانمائة فقلع منبر برقوق وجعل الحافظ أبن حجر منبر المؤيد هذا بدل منبر بيبرس لأنه لم يطلع على إتيان منبر برقوق ومنبر المؤيد هذا هو المحترق في زماننا سنة ست وثمانين وثمانمائة ولم يكن وضعه من جهة القبلة صحيحا بل قدّم لجهة القبلة إذ بينه وبين الدرابزين الذي في قبلة الروضة ثلاثة أذرع ونصف فقط وقد سبق عن المطري إن ذرع ما بينهما أربع أذرع وربع
وقال العز بن جماعة ثلاث أذرع بذراع العمل وهي تزيد على ما قاله المطري يسير إلا أن يريد الذراع المستعمل بالمدينة فيوافقه ثم أتضح لنا من ظهور الحوض المتقدّم وصفه الذي به الفرضتان لقوائم المنبر النبوي صواب ما قاله المطري وغيره وأن هذا المنبر مقدّم الوضع في القبلة بما يقرب من ذراع وكذا ظهر زيادته من جهة الشام أيضا على دكة الحوض المذكور نحو ذراع أيضا لأنه جيء به مصنوعا وكان كبيرا فقدموه لجهة القبلة خشية من تضييق الرواق أمام المنبر فظهر أنه محرّف عن وضع تلك الدكة التي بأسفله من طرفه الشامي نحو المغرب قدر شبر لما سبق في التنبيه بالفصل قبله من تيامن الدكة المذكورة وكان طوله في السماء دون قبته وقوائمها ستة أذرع وثلث وامتداده في الأرض ثمانية أذرع ونصف راجحة وعدد درجه تسع بالمقعد وارتفاع المقعد ذراع ونصف ولما احترق بنى أهل المدينة في موضعه منبرا من آجرّ طلى بالنورة وجعلوه على حدوده ظنا منهم صواب وضعه وأستمر يخطب عليه إلى أثناء رجب سنة ثمان وثمانين فهدم وحفر لتأسيس هذا المنبر الرخام للأشرف قايتباي ونقضت الدكة المتقدّم وصفها من جانبها الشامي وحفروا منها نحو القامة في الأرض ولم يبلغوا نهايتها فعلموا أحكامها وأعادوها وسوّوا ما كان مجوفا منها وحرصت في وضعه على أن تتبع به محل المنبر الأصلي من ناحية القبلة والروضة لأنه الذي حرص عليه الأقدمون في اتباع وضعه صلى الله عليه وسلم وإنما زيد فيه من جهة الشام والمغرب فلم يوافق على ذلك متولي العمارة لغلبة الحظوظ النفسية وزعم أن المعوّل عليه ما وجده من آثار المنبر المحترق في زماننا لا ما ذكره الأقدمون من المؤرخين وما شهد به الحال من ظهور حوض الدكة المتقدّمة وآثار القوائم بها فوضعه مقدّما للقبلة
عن الحوض المذكور بعشرين قيراطا من ذراع الحديد وزاد في تحريفه لجهة المشرق عن تيامن الحوض فستر محل فرضة عمود المنبر مما يلي الروضة وجاوزها بمقدار خمس أصابع انتقص بها الروضة المستفادة من تحديده صلى الله عليه وسلم ولم يبال بتفويت ولي الأمر المنقبة العظيمة في إعادة حدود المنبر النبوي المحافظ عليها مع أنّ هذا المنبر الرخام أقصر في الامتداد في الأرض من المحترق بنحو ثلاثة أرباع ذراع وعدد درجه كالمحترق ومحل فرضة العمود الأصلي منه قبيل عموده بأزيد من قيراط على نحو ذراعين وشيء من طرفه القبلي ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم وقد سبق إن عثمان أوّل من كسا المنبر وقيل معاوية رضي الله عنه وفي زماننا يجعل على بابه في يوم الجمعة ستر من حرير يؤتى به من مصر وكذا المصلى النبوي وذلك مع
كسوة الحجرة الشريفة وسيأتي الكلام عليها.
وأمّا الأساطين المنيفة فمنها الأسطوانة التي هي علم على المصلى الشريف وتقدّم إنها تعرف بالمخلق وإن الجذع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم ويتكئ عليه كان أمامها وإنه كان في محل كرسي السمعة هناك وإن سلمة بن الأكوع كان يتحرّى الصلاة عندها. ومنها أسطوانة عائشة رضي الله عنه وتعرف بأسطوانة القرعة والمهاجرين ووصفها المطري بالمخلقة نقل أبن زبالة أنها الثالثة من المنبر والثالثة من القبر والثالثة من القبلة والثالثة من الرحبة أي قبل زيادة الرواقين الآتي ذكرهما متوسطة للروضة صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم المكتوبة بعد تحويل القبلة بضعة عشر يوما ثم تقدّم إلى مصلاه الذي واجه المحراب في الصف الأوسط وأنّ أبا بكر وعمر والزبير وعامر بن عبد الله كانوا يصلون إليها وإن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها ويقال لذلك المجلس المهاجرين وفي الأوسط للطبراني عن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في مسجدي لبقعة قبل هذه الأسطوانة لو يعلم الناس ما صلوا فيها إلا أن يطير لهم قرعة وعند عائشة رضي الله عنه جماعة من أبناء الصحابة فقالوا يا أمّ المؤمنين وأين هي فاستعجمت عليهم ثم خرجوا وثبت عبد الله بن الزبير فقالوا إنها ستخبره فارقبوه في المسجد حتى تنظروا حيث
يصلي فخرج بعد ساعة فصلى عند الأسطوانة التي صلى إليها عامر بن عبد الله بن الزبير فقيل لها اسطوانة القرعة قال عتيق وهي الواسطة بين القبر والمنبر وذكر ما تقدّم وصفها ورواه ابن النجار أخذا من ابن زبالة بلفظ لو عرفها الناس لاضطربوا على الصلاة عندها بالسهمان فسألوها عنها فأبت أن تسميه إلا أصغى إليها ابن الزبير فسارّته بشيء ثم قام فصلى إلى التي يقال لها أسطوانة عائشة رضي الله عنه وفي خبر أن ابن زبالة متيا منا إلى الشق الأيمن منها وزادا ابن النجار في خبر صلاة المكتوبة إليها بضعة عشر يوما ما ألفظه وكان يجعلها خلف ظهره والمراد أن كان يستند إليها إذا جلس هناك لا جعلها كذلك في الصلاة إليها لما رواه هو عن زيد بن أسلم قال رأيت عند تلك الأسطوانة موضع جهة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رأيت دونه موضع جبهة أبي بكر رضي الله عنه ثم رأيت دون موضع أبي بكر موضع عمر رضي الله عنه وفي خبر أن ابن زبالة عن إسماعيل بن عبد الله عن أبيه بلغنا أن الدعاء عندها مستجاب.
ومنها أسطوانة التوبة وتعرف بأبي لبابة بن عبد المنذر أخي بني عمر بن عوف من الأوس أحد النقباء أرتبط إليها لأنه كان حليف بني قريظة فاستشاروه في النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم وأجهش إليه النساء والصبيان يبكون فقال لهم نعم ورق لهم وأشار بيده وهو الذبح قال فوالله ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله فلم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومضى فأرتبط إلى جذع موضع أسطوانة التوبة بسلسلة وبوض والربوض الثقيلة بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما كاد يسمع وكاد بصره يذهب وكانت أبنته تحله إذا أحضرت الصلاة وإذا أراد أن يذهب لحاجته ثم يأتي فتردّه في الرباط وأنزل الله تعالى فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) الآية وحلف لا يحل نفسه حتى يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما لو جاءني لاستغفرت له فأما ما إذا فعل ذلك فما أنا الذي أطلقه حتى يتوب الله عليه فأنزلت توبته سحرا في بيت أم سلمة فحله النبي صلى الله عليه وسلم فعاهد الله تعلى أن لا يطأ بني قريظة أبدا وقال لا يراني الله بلد خنت الله ورسوله فيه أبدا وقيل سبب أرتباطه بها تخلفه عن غزوة تبوك فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم جاء فأعرض عنه فأرتبط بسارية التوبة التي عند باب أم سلمة سبعا بين يوم وليلة رواه البيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب
وروى أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) قال كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فلما حضر رجوع النبي صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء قالوا هذا أبو لبابة وأصحابه تخلفوا عنك الحديث وفيه توبة الله عليهم وإطلاقهم ونقل ابن النجار عن إبراهيم بن جعفر أن السارية التي
ربط إليها ثمامة بن آثال الحنفي هي السارية التي أرتبط إليها أبو لبابة ولأبن زبالة عن عمر بن عبد الله ابن المهاجر عن محمد بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي نوافله إلى أسطوانة التوبة قال عمر بن عبد الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أنصرف إليها وقد سبق إليها الضعفاء والمساكين وأهل الضرّ وضيفان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤلفة قلوبهم ومن لا بيت له إلا المسجد وقد تحلقوا حولها حلقا بعضها دون بعض فينصرف إليهم من مصلاه من الصبح فيتلوا عليهم ما أنزل الله تعالى عليه من
ليلته ويحدثهم ويحدثونه حتى إذا طلعت الشمس جاء أهل الطول والشرف والغنى ولم يجدوا إليه مجلسا فتاقت أنفسهم إليه وتاقت نفسه إليهم فأنزل الله تعالى وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه إلى منتهى الآيتين ولأبن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أعتكف طرح له فراشه ووضع له سرير وراء أسطوانة التوبة وللبيهقي بسند حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أعتكف يطرح فراشه أو سريره إلى أسطوانة التوبة مما يلي القبلة يستند إليها ونقل عياض عن ابن المنذر أن مالك بن أنس رضي الله عنه تعالى عنه كان له موضع في المسجد قال وهو مكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الذي كان يوضع فيه فراش النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعتكف وفي خبر لأبن زبالة أن أسطوانة التوبة بينها وبين القبر أسطوانة وأن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول هي الثانية من القبر والثالثة من الرحبة
أي قبل زيادة الرواقين في مؤخر سقف مقدم المسجد قال ابن زبالة بينها وبين القبر الشريف عشرون ذراعا قلت فهي الرابعة من المنبر والثانية من القبر والثالثة من القبلة والخامسة في زماننا من رحبة المسجد وهي بين أسطوانة عائشة رضي الله عنه وبين الأسطوانة اللاصقة بشباك الحجرة وكان فيها محراب من الجص يميزها عن غيرها زال بعد الحريق الثاني وتوهم البد بن فرحون أنها اللاصقة بالشباك المذكور وقد أوضحنا ردّه في الأصل. ومنها أسطوانة السرير أسند ابن زبالة ويحيي في بيان معتكف النبي صلى الله عليه وسلم مع ما سبق أسطوانة النوبة عن ابن عمران محمد بن أيوب قال أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم سرير من جريد فيه سعفة يوضع بين الأسطوانة التي وجاه القبر وبين القناديل كان يضطجع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت هذه الأسطوانة هي اللاصقة بالشباك اليوم شرقي أسطوانة التوبة وكان السرير كان يوضع مرّة عند أسطوانة التوبة
ومرة في هذا الموضع أو كان يوضع عند أسطوانة التوبة قبل أن يزيد النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد ما سبق أنه زاده في المشرق فلما زاد فيه نقل السرير إلى هذا المحل ويؤيد هذا أن ابن زبالة لما ذكر ما سبق في حدّ المسجد النبوي عن جمهور الناس قال واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في المسجد في موضع مجلس بني عبد الرحمن وأن عائشة رضي الله عنه كانت يرجل رأسه وهو معتكف في المسجد وهي في بيتها وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجر حصيرا بالليل فيصلي عليه ويبسطه في النهار فيجلس عليه وبين أحمد في روايته أن ذلك كان على باب بيت عائشة رضي الله عنها أي الذي يلي الروضة وقد سبق أن الجدار الشرقي كان في موازاة القناديل. ومنها أسطوانة المحرس وتسمى أسطوانة علي بن أبي طالب لأنها مصلاه كما سيأتي في التي بعدها
وقال يحيي حدثنا موسى بن سلمة رضي الله عنه قال سألت جعفر بن عبد الله بن الحسن عن أسطوانة علي رضي الله عنه فقال لي هذا المجرش كان علي رضي الله عنه يجلس في صفعتها التي تلي القبر مما يلي باب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس النبي صلى الله عليه وسلم قال المطري هي في مقابلة الخوخة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منها من بيت عائشة رضي الله عنها إلى الروضة وهي خلف أسطوانة التوبة من جهة الشمال قلت ويصلي عندها أمراء المدينة اليوم. ومنها أسطوانة الوفود خلف المحرس من الشمال كان صلى الله عليه وسلم يجلس إليها الوفود العرب إذا جاءته كانت تلي الرحبة قبل زيادة الرواقين وكانت تعرف بمجلس القلادة يجلس إليها سراة الصحابة وأفاضلهم قال المطري وبينها وبين مربعة القبر الآتية الأسطوانة اللاصقة
بالشباك اليوم ولابن زبالة عن غير واحد منهم عبد العزيز بن محمد أن الأسطوانة التي إلى الرحبة التي في صف أسطوانة التوبة بينها وبين أسطوانة التوبة مصلى علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأنه المجلس الذي يقال له القلادة وكان يجلس فيه سراة الناس قديما وفهم الأقشهري من هذا أن مجلس
القلادة صفة لأسطوانة علي فوصفها به. ومنها أسطوانة مربعة القبر ويقال لها مقام جبريل وهي في حائز الحجرة عند منحرف صفحته الغريبة إلى الشمال بينها وبين أسطوانة الوفود الأسطوانة اللاصقة بشباك الحجرة ولذا روى ابن عساكر في أسطوانة الوفود انك إذا عددت الأسطوانة التي فيها مقام جبريل عليه السلام كانت هي الثالثة وليحيي وابن زبالة عن مسلم بن أبي مريم وغيره كان باب بيت فاطمة رضي الله عنها في المربعة التي في القبر قال سليمان قال لي مسلم لا تنسى حظك من الصلاة إليها فإنها باب فاطمة أي وقد كان صلى الله عليه وسلم يأتيه حتى يأخذ بعضادتيه ويقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا رواه يحيي عن أبي الحمراء وفي رواية له كل يوم فيقول الصلاة الصلاة الحديث وقد حرم الناس التبرك بها وبأسطوانة السرير لغلق أبواب الشباك الدائر على الحجرة الشريفة. ومنها أسطوانة التهجد أسند يحيي عن عيسى بن عبد الله عن أبيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج حصيرا كل ليلة إذا انكفت الناس فيطرح وراء بيت علي رض الله عنه ثم يصلي صلاة الليل فرآه رجل فصلى بصلاته ثم آخر فصلى بصلاته حتى كثروا وألتفت فإذا بهم فأمر بالحصير فطوى ثم دخل لما أصبح جاءوه فقالوا يا رسول الله كنت تصلي بصلاتك فقال إني خشيت أن تنزل عليكم صلاة الليل ثم لا تقوون عليها قال عيسى وذلك موضع الأسطوانة التي على طريق باب النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي الزور بالزاي أي الموضع المزور خلف الحجرة من حائزها وصحفه بعضهم فقال الدورة وفي خط الأقشهري دورة قال عيسى وحدّثني سعيد بن عبد الله بن فضيل قال مر بي محمد بن الحنفية وأنا أصلي إليها فقال أراك تزم هذه الأسطوانة هل جاءك فيها أثر قلت لا قال فألزمها فإنها كانت مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل قال ابن النجار هذه الأسطوانة وراء بيت فاطمة رضي الله عنها من جهة الشمال وفيها محراب إذا توجه المصلى إليه كانت يساره إلى باب عثمان المعروف اليوم باب جبريل قال المطري وحولها الدرابزين أي المقصورة الدائرة على الحجرة الشريفة وقد كتبت فيها بالرخام هذا متهجد النبي صلى الله عليه وسلم قلت وقد أتخذ في موضعها بعد الحريق الثاني دعامة عند بناء القبة واتخذوا فيها محرابا مرخما ومقتضى ما سبق في حدود المسجد خروج الموضع المذكور عنه وأنه كان يواجه الخارج من باب عثمان وقد أتضح أن درجة التي ظهرت عند باب الحجرة الشامي كانت مستقبلة الشام فلم يكن الموضع المذكور في طريق المارة وهذه الأسطوانة هي آخر الأساطين التي ذكر لها أهل التأريخ فضلا خاصا وإلا فجميع سواري المسجد لها فضل ففي لبخاري عن أنس لقد أدركت كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب فجميع سواريه تستحب الصلاة عندها إذ لا تخلوا من صلاة كبار الصحابة إليها قال ابن النجار وله عن أهل السير أن محمد بن مسلمة لما جدّ ماله جاء بقنو فجعله في المسجد بين ساريتين فجعل الناس يفعلون ذلك وكان معاذ بن جبل يقوم عليه وكان يجعل حبلا بين الساريتين ثم يعلق على الحبل ويجمع العشرين أو أكثر فيهمش عليهم بعصا من الأقناء فيأكلون أي أهل الصفة وهم أضياف الإسلام كما في الصحيح وهي ظلة كانت مؤخر المسجد يأوي إليها المساكين على أشهر الأقوال قاله عياض وقال الحافظ الذهبي أن القبلة كانت في شمالي المسجد فلما حولت بقى حائط القبلة الأولى مكان أهل الصفة. ليوم ولابن زبالة عن غير واحد منهم عبد العزيز بن محمد أن الأسطوانة التي إلى الرحبة التي في صف أسطوانة التوبة بينها وبين أسطوانة التوبة مصلى علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأنه المجلس الذي يقال له القلادة وكان يجلس فيه سراة الناس قديما وفهم الأقشهري من هذا أن مجلس القلادة صفة لأسطوانة علي فوصفها به. ومنها أسطوانة مربعة القبر ويقال لها مقام جبريل وهي في حائز الحجرة عند منحرف صفحته الغريبة إلى الشمال بينها وبين أسطوانة الوفود الأسطوانة اللاصقة بشباك الحجرة ولذا روى ابن عساكر في أسطوانة الوفود انك إذا عددت الأسطوانة التي فيها مقام جبريل عليه السلام كانت هي الثالثة وليحيي وابن زبالة عن مسلم بن أبي مريم وغيره كان باب بيت فاطمة رضي الله عنها في المربعة التي في القبر قال سليمان قال لي مسلم لا تنسى حظك من الصلاة إليها فإنها باب فاطمة أي وقد كان صلى الله عليه وسلم يأتيه حتى يأخذ بعضادتيه ويقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا رواه يحيي عن أبي الحمراء
وفي رواية له كل يوم فيقول الصلاة الصلاة الحديث وقد حرم الناس التبرك بها وبأسطوانة السرير لغلق أبواب الشباك الدائر على الحجرة الشريفة. ومنها أسطوانة التهجد أسند يحيي عن عيسى بن عبد الله عن أبيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج حصيرا كل ليلة إذا انكفت الناس فيطرح وراء بيت علي رض الله عنه ثم يصلي صلاة الليل فرآه رجل فصلى بصلاته ثم آخر فصلى بصلاته حتى كثروا وألتفت فإذا بهم فأمر بالحصير فطوى ثم دخل لما أصبح جاءوه فقالوا يا رسول الله كنت تصلي بصلاتك فقال إني خشيت أن تنزل عليكم صلاة الليل ثم لا تقوون عليها قال عيسى وذلك موضع الأسطوانة التي على طريق باب النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي الزور بالزاي أي الموضع المزور خلف الحجرة من حائزها وصحفه بعضهم فقال الدورة وفي خط الأقشهري دورة قال عيسى وحدّثني سعيد بن عبد الله بن فضيل قال مر بي محمد بن الحنفية وأنا أصلي إليها فقال أراك تزم هذه الأسطوانة هل جاءك فيها أثر قلت
لا قال فألزمها فإنها كانت مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل قال ابن النجار هذه الأسطوانة وراء بيت فاطمة رضي الله عنها من جهة الشمال وفيها محراب إذا توجه المصلى إليه كانت يساره إلى باب عثمان المعروف اليوم باب جبريل قال المطري وحولها الدرابزين أي المقصورة الدائرة على الحجرة الشريفة وقد كتبت فيها بالرخام هذا متهجد النبي صلى الله عليه وسلم قلت وقد أتخذ في موضعها بعد الحريق الثاني دعامة عند بناء القبة واتخذوا فيها محرابا مرخما ومقتضى ما سبق في حدود المسجد خروج الموضع المذكور عنه وأنه كان يواجه الخارج من باب عثمان وقد أتضح أن درجة التي ظهرت عند باب الحجرة الشامي كانت مستقبلة الشام فلم يكن الموضع المذكور في طريق المارة وهذه الأسطوانة هي آخر الأساطين التي ذكر لها أهل التأريخ فضلا خاصا وإلا فجميع سواري المسجد لها فضل
ففي لبخاري عن أنس لقد أدركت كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب فجميع سواريه تستحب الصلاة عندها إذ لا تخلوا من صلاة كبار الصحابة إليها قال ابن النجار وله عن أهل السير أن محمد بن مسلمة لما جدّ ماله جاء بقنو فجعله في المسجد بين ساريتين فجعل الناس يفعلون ذلك وكان معاذ بن جبل يقوم عليه وكان يجعل حبلا بين الساريتين ثم يعلق على الحبل ويجمع العشرين أو أكثر فيهمش عليهم بعصا من الأقناء فيأكلون أي أهل الصفة وهم أضياف الإسلام كما في الصحيح وهي ظلة كانت مؤخر المسجد يأوي إليها المساكين على أشهر الأقوال قاله عياض وقال الحافظ الذهبي أن القبلة كانت في شمالي المسجد فلما حولت بقى حائط القبلة الأولى مكان أهل الصفة.