الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل الخامس عشر " في أبواب المسجد وخوخاته وما يميزها من الدور
المحاذية لها وشرح حال الدور المحيطة به
الذي تلخص من كلام ابن زبالة أن الذي أستقر عليه المسجد في عدد الأبواب بعد زيادة المهدي عشرون بابا بخوخة أبي بكر رضي الله عنه لأنها كما سيأتي جعلت شارعا في رحبة القضاء وأنه كان به أربعة أبواب أخرى ليست عامة للناس كانت مما يلي القبلة أحدها باب يدخل منه الأمراء من ناحية دار مروان وهي دار الإمارة إلى المقصورة وهذا قد سدّ قيما وكان في قبلة المسجد خلاف ما اقتضاه كلام المطري من أنه لم يكن في قبلة المسجد باب سوى خوخة آل عمر الآتية لأن ابن زبالة نقل أن مروان جعل الباب المذكور في القبلة ثم خشي منعه فجعل بابا على يمينك حين تدخل ثم قال أخشى أن أمنع المسجد فجعل الباب الثالث أي اللاصق بباب السلام من خارجه موضع السقاية التي هناك. ثانيها باب عن يمين القبلة في المغرب داخل المقصورة يدعى باب زيت القناديل ذكروا أن مروان عمله أي عند بناءه داره ثم لما زيد
في المسجد نقل حتى سدّ محله بحائط منار باب السلام الغربي كما سبق في التاسع. ثالثها باب عن يسار القبلة في محاذاة الباب قبلة يدخل منه للمقصورة من موضع الجنائز أي بجدار المنارة الشرقية هناك. رابعها خوخة آل عمر ذات السرب تحت المقصورة قلت ولم يزل على هذا السرب باب في الرواق المتوسط بين الروضة والرواق القبلي يفتح في زماننا في أيام الموسم لتحصيل شئ شبيه بالمكس يأخذه من كان بيده مفتاحه ممن يدخل لزيارة تلك الدور التي اختلفوا تسميتها بدور العشرة وغير ذلك ويقع به اختلاط النساء بالرجال وغيره من المناكر ما لا يوصف فأمر السلطان الأشرف قايتباي جنبه الله الردى وأنار له سبيل الخير والهدى بسدّه وتعويض من كان بيده المفتاح عما كان يحصل له بسببه صرّة في الذخيرة فسدّ من خارج المسجد وردم من داخله حتى ساوى أرض المسجد
وذلك في سنة ثمان وثمانين وثمانمائة وقد شرحنا ذلك في الأصل في فصل مستقل وفصل أبن زبالة أبواب المسجد العشرين فقال ثمانية من ناحية المشرق وثمانية من ناحية المغرب منها الخوخة التي يقال لها خوخة الصدّيق ومما يلي الشام أربعة انتهى وقال أبن النجار وأمّا أبواب المسجد فكانت بعد زيادة المهدي وذكر تسعة عشر بابا غير باب خوخة الصدّيق وذكر ما سيأتي في مواضعها فقول المطري ومن تبعه لما بنى الوليد بن عبد الملك المسجد وسعه جعل له عشرين بابا وذكروا الأبواب الآتية بعينها مع الخوخة المذكورة وهم كما أوضحناه في الأصل ولنذكر ما قالوه في بيان الأبواب
العشرين الأوّل وهو مبتدأ المشرق مما يلي القبلة عند موضع الجنائز باب عليّ كما صرّح به أبن النجار أخذا من كلام أبن زبالة ويحيى كما أوضحناه في الأصل وجعل المطري ومن تبعه الذي بعده أوّل هده الجهة وأنّ هذا ثان لقولهم إنه سمى بذلك لكونه في محاذاة بيت عليّ وهو متأخر عن بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أنّ بيت عليّ كان ينعطف في المشرق على الحجرة الشريفة فيحاذي هذا الباب وقد سدّ عند تجديد الجدار الشرقيّ وجعل مكانه شباك يقف الإنسان خارجه فيرى الحجرة النبوية الثاني باب النبي صلى الله عليه وسلم سمى بذلك لقربه من حجرته لا لكونه دخل منه إذ لا وجود له في زمنه وقد سدّ أيضا عند تجديد الحائط الثالث باب عثمان رضي الله عنه وهو الباب الذي وضع قبالة الباب الذي كان يدخل منه النبيّ صلى الله عليه وسلم ولذا أطلق عليه في رواية ليحيى باب النبيّ صلى الله عليه وسلم وسمى بما سبق لمقابلته لدار عثمان بن عفان وسيأتي إنها كانت من الطريق التي تسلك إلى البقيع عن يسار الخارج من هذا الباب إلى الطريق التي في شامي المدرسة الشهابية
وفي طبقات أبن سعد أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خطها لعثمان رضي الله عنه لما أقطع الدور قال ويقال إنّ الخوخة التي في دار عثمان اليوم وجاه باب النبي صلى الله عليه وسلم التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا دخل بيت عثمان انتهى والذي يقابل هذا الباب اليوم من دار عثمان رباط أنشأه الجواد جمال الدين محمد بن أبي المنصور الأصفهاني وزير بني زنكي وقفه على فقراء العجم وجعل فيه تربة لها شباك لجهة الشباك المتقدّم ذكره في الأوّل ولما توفى في السجن وكان بينه وبين أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين بن أيوب عهد من مات قبل صاحبه حمله صاحبه الحي للمدينة دفع أسد الدين للشيخ أبي القاسم الصوفي مالا صالحا فحمله إلى
الحرمين ومعه جماعة يقرؤن بين يدي تابوته فلما كان بالحلة أجتمع الناس للصلاة عليه فإذا شاب قد أرتفع على موضع عال ونادى بأعلى صوتهرمين ومعه جماعة يقرؤن بين يدي تابوته فلما كان بالحلة أجتمع الناس للصلاة عليه فإذا شاب قد أرتفع على موضع عال ونادى بأعلى صوته
سرى نعشه فوق الرقاب وطالما
…
سرى جوده فوق الركاب ونائله
يمرّ على الوادي فتثنى رماله
…
عليه وبالنادي فتثنى أرامله
فلم ير باكيا أكثر من ذلك اليوم ثم وصلوا به إلى مكة فطافوا به حول الكعبة وصلوا عليه عندها ثم إلى المدينة فصلوا عليه ودفنوه بتربته سنة تسع وخمسين وخمسمائة وكان له آثار جميلة سيما بالحرمين الشريفين وعمل سور المدينة الآتي ذكره وفي قبلة رباطه من دار عثمان أيضا رضي الله عنه تربة أسد الدين شيركوه حمل إليها من مصر هو وأخوه نجم الدين أيوب والد صلاح الدين بعد موتهما سنة ست وسبعين وخمسمائة وبقية دار عثمان رضي الله عنه في القبلة بيت إلى جنب هذه التربة موقوف على الخدام ويعرف هذا الباب بباب جبريل أيضا وكأنه لما ورد من إنّ جبريل عليه السلام في غزوة بني قريظة أتى على فرس عليه اللامة حتى وقف بباب المسجد عند موضع الجنائز وقال أبو غسان علامة مقام جبريل عليه السلام الذي يعرف به اليوم إنك تخرج من الباب الذي يقال له باب آل عثمان فترى على يمينك إذا خرجت من ذلك الباب على ثلاثة أذرع وشبر وهو من الأرض على نحو ذراع وشبر حجرا أكبر من الحجارة التي بها جدار المسجد وأشار أبن زبالة لنحو هذا ثم قال
ومقام جبريل يمناه داخل في المسجد. الرابع باب ريطة بفتح الراء ابنة أبي العباس السفاح كان يقابل دارها وهي اليوم مدرسة للحنفية بناها باركوش أحد أمراء الشام وعمل بها مشهد أنقل إليه من الشام ودار أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي مات بها في شرقيها كما سيأتي ويعرف هذا الباب بباب النساء وعمر بن الخطاب هو الذي أحدثه سمى بذلك لقول عمر رضي الله عنه لو تركنا هذا الباب للنساء فلم يدخل منه أبن عمر حتى مات رواه أبو داود وغيره مع ردّ رفع ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
الخامس كان يقابل دار أسماء بنت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس وفي موضعها اليوم رباط للنساء وقد سدّ هذا الباب عند تجديد الحائط الشرقي من المنارة الشرقية الشمالية إليه أيام الناصر لدين الله سنة تسع وثمانين وخمسمائة. السادس كان يقابل دار خالد بن الوليد رضي الله عنه وموضعها رباط السبيل الذي للرجال ومعها في شمالية دار عمر وبن العاص كما سيأتي وقد أنشأ هذا الرباط والذي قبله القاضي كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله الشهرزوري. السابع كان يقابل زقاق المناصع الذي بين دار عمرو بن العاص وأبيات الصوافي وهو اليوم ينفذ إلى دار الحسن بن علي العسكري المعروفة بحوش الحسن وكان نافذا للمناصع خارج سور المدينة وفي محل أبيات الصوافي رباط
الرجال الذي أنشأه القاضي الفاضل محي الدين عبد الرحمن اللخمي البيساني وما في شاميه من دار الرسام. الثامن كان يقابل أبيات الصوافي أي جانبها الذي به اليوم دار الرسام الذي وقفها الشيخ صفي الدين اللامي على أقاربه ثم على الفقراء وفي شاميها الباب الذي يدخل منه إلى رباطي النخلة وهما رباطا اللامي وهذا الباب آخر أبواب جهة المشرق وعبر المطري ومن تبعه عن هذا الباب بكونه في مقابلة أبيات الصوافي وقال في الباب قبله المقابل لزقاق المناصع إنّ زقاق المناصع بين دار عمرو بن العاص ودار موسى بن إبراهيم المخزومي ولم أر لدار موسى هذه ذكرا فيما كان مطيفا بالمسجد من الدور في هذه الجهة بل المذكور فيها أبيات الصوافي فهذه الدار من جملتها. التاسع كان دبر المسجد وهو أول أبواب جهة الشام مما يلي المشرق يقابل دار حميد بن عبد الرحمن بن عوف التي كان عبد الرحمن ينزل بها ضيفان
النبي صلى الله عليه وسلم وبقية دار أبن مسعود وفي موضعها اليوم الدار المعروفة بدار المضيف وما والى ساباطها في المغرب. العاشر كان يقابل بقية دار حميد المذكورة وموضعها اليوم رباط الظاهرية والشرشورة. الحادي عشر كان يقابل ما يلي دار حميد من أبيات خالصة مولاة أمير المؤمنين وموضع ذلك المارستان الذي أنشأه أبو جعفر المستنصر بالله سنة سبع وعشرين وستمائة. الثاني عشر كان في مقابلة بقية أبيات خالصة في موضع البيت الذي إلى جنبه زقاق رباط الشيخ شمس الدين التستري وهذا آخر أبواب جهة الشام ولا أثر لشيء منها اليوم وقد ابتنى الناس في محلها. الثالث عشر وهو أول أبواب المغرب فيما يلي الشام كان يقابل دار منيرة مولاة أمّ موسى وكانت من دور عبد الرحمن بن عوف ثم صارت لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ثم صارت لمنيرة وفي موضعها اليوم الدار التي أنشأها السيد العلامة محي الدين الحنبلي قاضي الحرمين وما
في قبلتها
إلى زقاق القياشين ثم صارت إلى دار قاضي الحنابلة هذه ووقفتها وهذا الباب مسدود اليوم كما يظهر من خارج المسجد. الرابع عشر كان يقابل دار منيرة أيضا ويقابله منها اليوم دار موقوفة بيد الخدام في قبلتها زقاق دور القياشين وهذا الباب أيضا مسدود اليوم كما يظهر من خارج المسجد. الخامس عشر كان يقابل دار نصير صاحب المصلى وفي موضعها الدار التي عن يسار الداخل من زقاق دور القياشين وما في قبلتها من داري التي أنشأتها وهو مسدود اليوم وبقيت قطعة منه تظهر من خارج المسجد ودخل باقيه عند تجديد الحائط من باب عاتكة إليه. السادس عشر كان يقابل دار جعفر بن خالد بن برمك التي دخل فيها فارع أطم حسان بن ثابت وموضعها اليوم المدرسة الكلبرجية إنشاء شهاب الدين أحمد سلطان كلبرجية سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وما في قبلتها وهذا الباب
دخل في الحائط عند تجديده وأسقطه المطري وزاد بدله بابا بعد الذي يليه وهو خطأ. السابع عشر باب عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية سمى به لمقابلته لدارها التي صارت ليحيى بن خالد ودخلت في دار ولده جعفر المتقدّمة وفي موضعها اليوم ما في قبله الكلبرجية من جهة المدرسة التي أنشأها المقر الزيني أبو بكر بن مزهر ناظر ديوان الإنشاء بمصر ورئيسها وأتخذ إلى جانب عقد هذا الباب بلصق جدار المسجد قبة لطيفة بسفلها فسقية هيأها لدفنه بلغه الله مراده من خيري الدارين وذلك في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة على يد صاحبنا العلامة الشيخ نور الدين المحلي أدام الله النفع به ويعرف هذا الباب قديما بباب السوق لأنّ سوق المدينة في جهته وبباب الرحمة كما ذكره يحيى في خبر اتخاذه صلى الله عليه وسلم الأبواب الثلاثة حيث قال وباب عاتكة الذي يدعى باب عاتكة ويقال باب الرحمة انتهى وإنما يعرف اليوم بذلك ولم أر من نبه على سبب تسمية به غير أن في الصحيح عن أنس رضي الله عنه إن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدع الله يغيثنا الحديث وفيه إنّ سحابة طلعت من وراء سلع مثل الترس فلما توسطت
السماء انتشرت ثم أمطرت وسيأتي أنّ دار القضاء كانت فيما بين باب السلام وباب الرحمة هذا ولم يكن في زمنه صلى الله عليه وسلم باب في المغرب غير هذا وهو في جهة سلع الذي طلعت سحابة الرحمة من ورائه ودخل طالها منه فظهر لي أنه سمى باب الرحمة لذلك. الثامن عشر باب زياد كان بين باب الرحمة وخوخة أبي بكر رضي الله عنه الآتية سمى بذلك لأن زياد بن عبيد الله الحارثي خال السفاح إذ كان واليا على المدينة لأبي العباس السفاح هدم دار القضاء وجعلها رحبة للمسجد وأتخذ الباب المذكور فيها وكذا الخوخة أيضا هو الذي شرعها فيها وكانت دار القضاء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأوصى أن تباع في دينه فبيعت من معاوية فسميت دار قضاء الدين وقيل كانت لعبد الرحمن بن عوف أعتزل فيها ليالي الشورى حتى قضى الأمر وبويع عثمان وكانت ولاية زياد على المدينة سنة ثمان وثلاثين
ومائة ونقل أبن زبالة إنه الذي جعل الستور على الأبواب الأربعة باب دار مروان أي المعروف بباب السلام والخوخة أي الآتية وباب زياد أي المذكورة وباب السوق أي المعروف بباب الرحمة انتهى ووهم من قال إن دار القضاء دار مروان نعم كان لمروان باب شارع في ناحية رحبة القضاء بجانب باب السلام فإنه يؤخذ من كلامهم إنها كانت ممتدّة من باب السلام إلى باب الرحمة ولما سد باب زياد وباب الخوخة أتخذ في محلها الحصن العتيق الذي كان ينزله أمراء المدينة قبل ابتنائهم لحصنهم اليوم ثم صار رباطا لغياث الدين سلطان بنجالة سنة أربع عشرة وثمانمائة وما في شاميه من المدرسة الجوبانية التي أنشأها جوبان أتابك العساكر المغلية سنة أربع وعشرين وسبعمائة وجعل بهذه الجهة تربة له لم يمكن من الدفن فيها وكذا دار الشباك التي كانت بجانب باب الرحمة أنشأها شيخ الخدام الحريري ودخل ذلك كله بالمدرسة الأشرفية بعد استبداله. التاسع عشر الخوخة المجعولة تجاه خوخة الصديق شارعة في رحبة دار القضاء وقد سدت من خارج المسجد وصارت باب حاصل له وهو من رحبة دار القضاء وكان بابه مقنطرا وقد جعل مربعا وهو الثالث من
الأبواب التي
على يسار الداخل من باب السلام. العشرون باب مراون سمى به لملاصقته لداره الآتية وفي موضعها اليوم الميضأة التي أنشأها المنصور قلاوون الصالحي عام ست وثمانين وستمائة ويعرف أيضا بباب السلام وباب الخشوع وأراد عمر بن عبد العزيز أن يجعل في الأبواب حلقا أي سلاسل ويجعلها في الدروب لئلا يدخلها الدواب فعمل حلقة باب مروان ثم بدا له فتركه والباقي اليوم من أبواب المسجد كلها أربعة فقط باب السلام وباب الرحمة في المغرب وباب جبريل وباب النساء في المشرق. " وأما شرح حال الدور المطيفة بالمسجد ". وبه يتضح مأخذنا فيما يبق فيتخلص من كلامهم أن أولها من القبلة مما يلي المشرق دار عبد الله بن عمر ذات الخوخة المتقدم وصفها وتعرف بدار آل عمر وكانت مربدا أعطيته حفصة أم المؤمنين لما أحتج لإدخال حجرتها وتسمى دار الرقيق وقيل كانت مربدا يتوضأ فيه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأستخلصه حفصة رضي الله عنها فورثها عنها عبد الله فوقفها
وفي قول شاذان البيت الذي على يمينك إذا دخلت دار عبد الله من الخوخة التي في المسجد فتلقاك خوخة كانت في خوخة الطريق مبوبة وتلك الخوخة خوخة أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي بقيت له وكان هذا بيته باعه من حفصة مع الدار التي في قبلته وقد أوضحنا ردّ ذلك في الأصل والمعروف أن البيت الذي على يمين خوخة آل عمر بيت عائشة وذكر أن ابن شبة إنها اتخذت دار غير حجرتها بين دار الرقيق وبين دار أسماء بنت أبي بكر ولعل هذا الاشتباه نشأ من هذا والذي اقتضاه كلام ابن شبة وابن زبالة أن الدار المعروفة بعائشة وما يليها في المغرب من جملة دار آل عمر إلى دار مروان وأن ما في قبلة ذلك إلى آخر دار بنى صالح الكبرى كان دار لحفصة أيضا وأن باب هذه الدار كان شارعا في زقاق عاصم بن عمر قبالة دير الأطم الذي يسمى فويرعا وسيأتي بيانه وزقاق عاصم يمتد هناك في القبلة وينعطف للمغرب ثم يلي دار عبد الله في المغرب دار مروان ابن الحكم كان بعضهم النعيم النحام من بني عدي وبعضها من دار العباس ابن عبد المطلب التي أدخلت في المسجد وصارت دار مروان في الصوافي ينزلها الولاة في موضعها اليوم كما سبق الميضأة التي في قبلة المسجد عند باب السلام وما في شرقيها إلى دور آل عمر قالوا لي جانبها
يعني في المغرب دار يزيد بن عبد الملك وكان في موضعها دار لآل أبي سفيان بن حرب كانت أشرف دار بالمدينة بناء وأذهبه في السماء وكانت دار يزيد متسعة قيل له فيها ليست بدار بل مدينة وفي موضعها اليوم السبيل والوكالة وما أتصل بذلك في القبلة والمغرب من عمارة السلطان الأشرف ولم يذكروا شارعا بين دار يزيد ودار مروان وهناك شارع فيه باب الميضأة لعله تجدد بعده ثم وجاه دار يزيد دار أويس بن سعد بن أبي سرج بالبلاط أي الممتد في المغرب من باب السلام كانت لمطيع بن الأسود فناقل بها العباس إلى الدار التي بالبلاط أيضا المشهورة بمطيع فباع العباس هذه من ابن سعد بن أبي سرح وقيل أقطعها النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا وموضعها المدرسة الباسطية أنشأها الزيني عبد الباسط سنة بضع وأربعين وثمانمائة وما يليها من المدرسة الأشرفية ثم إلى جنب دار أويس في المغرب دار مطيع بن الأسود والعدوى وعندها أصحاب الفاكهة أي الذي يبيعونها ويقال لها دار بن مطيع وهي التي تقدم إنها كانت للعباس وقيل أن حكيم بن حزام أبتاعها هي وداره التي من ورائها في الشام وشاركه ابن مطيع ثم أخذ ابن مطيع هذه بكل الثمن وترك الكيم التي من ورائها وكان يقال لدار أبي مطيع العنقاء قال الشاعر. إلى العنقاء دار أبي مطيع.
وموضعها اليوم الدار التي غربي الباسطية تقابل وكالة السلطان وفي غربيها سوق المدينة اليوم وكان قديما تباع به الفاكهة لما سبق ومحل دار حكيم التي من ورائها ما في شاميها من الدار التي عندها دار العين ووصف ابن سعد دار حكيم هذه بأنها عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين ثم في غربي المسجد دار بن مكمل الشارعة في رحبة القضاء وهي ما يتشاءم به خراب إلى جنب المسجد يجلس إلى ركنها صاحب الشرط وإليه أصحاب الفاكهة وفي موضعها اليوم المدرسة الجوبانية وما والاها في المغرب ويقابلها من شاميها دار النحام العدوى الطريق بينهما وستة أذرع كان بابها وجاه زاوية رحبة دار القضاء وشرقيها الدار المقابلة لباب الرحمة فموضعها اليوم ما
في غربي سبيل المدرسة المزهرية ثم إلى جنب دار النحام دار جعفر بن يحيي البرمكي التي دخل فيها بيت عاتكة بنت يزيد وأطم حسان بن ثابت المسمى بفارع
وفي موضع هذه الدار اليوم المدرسة المزهرية وما في شاميها من المدرسة الكلبرجية ثم إلى دار جعفر دار نصير صاحب المصلى وكانت لسكينة بنت الحسن ثم إلى جانبها الطريق إلى دار طلحة بن عبيد الله سنة أذرع فموضع دار نصير اليوم داري التي في شامي الكلبرجية ووقفتها على قرابتي والدار التي في شاميها إلى الطريق التي يدخل منها لدور القياشين التي صارت للخواجاقوان وهي وما يليها دور طلحة عبيد الله وفي غربي دور طلحة عند خوخة القواريري أي النافذة للبلاط داران أتخذهما الزبير بن العوام وتصدق بهما إلى ابنيه عروة وعمر وثم إلى جنب الطريق إلى دور طلحة دار منيرة مولاة أم موسى كانت لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ويستفاد مما سبق في أبواب المسجد في المغرب إنها كانت من الطريق المذكور إلى شامي الدار التي أنشأها قاضي الحرمين السيد محي الدين الحنبلي هناك ثم إلى جنب دار منيرة في الشام خوخة آل يحيي بن طلحة أي الزقاق الذي ينعطف على الفرن المتخذ مخزنا لقاضي الحنابلة شامي دار هناك في المغرب وفي أقصاه دار تعرف بنزيل الكرام تنفذ إلى دور القياشين التي هي دور طلحة ثم إلى جنب خوخة آل يحيي حش طلحة بن أبي طلحة الأنصاري خراب صوافي غزال بن برمك ومحل ذلك ما يلي اليوم الفرن المذكور منعطفا على المسجد من جهة الشام ثم إلى جنب حش طلحة الطريق خمسة أذرع وهي التي في شامي
الميضأة المتصلة بالمسجد يتوصل منها إلى رباط الشيخ شمس الدين التستري ثم إلى جنب الطريق أبيات خالصة مولاة أمير المؤمنين وموضعها اليوم دار أحد رئيسي المؤذنين وما في شرقيها من مارستان المنتصر بالله ثم إلى جنب أبيات خالصة دار أبي الغيث بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف وتعرف بدار حميد أتخذها عبد الرحمن لبن عوف بحش طلحة وجاء أنه صلى الله عليه وسلم أقطع عبد الرحمن الحش في مؤخر المسجد نخل صغار لا يسقى وكان عبد الرحمن ينزل ضيفان النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدار وبنى النبي صلى الله عليه وسلم فيها بيده فيما زعم الأعرج وفي محلها اليوم فيما يظهر رباط الظاهرية وما والاه من الدار المعروفة اليوم بدار المضيف ولعل ذلك سبب تسميتها بذلك ثم إلى جنب دار أبي الغيث بقية دار عبد الله بن مسعود التي كانت تدعى دار القرى دخل بعضها في زيادة الوليد وبعضها في زيادة المهدي والذي يظهر أن بقية دار ابن مسعود الدار الملاصقة اليوم للمنارة الشرقية الشامية
وظاهر كلامهم أنها في جانب دار المضيف الشرقي وهو بعيد ثم من المشرق بدار موسى بن إبراهيم المخزومي والذي يلي دار المضيف اليوم في المشرق دار لبعض رئيسي المؤذنين والميضأة المعطلة وبينها وبين دار المضيف زقاق يعرف بخرق الجمل يتوصل منه إلى سور المدينة ولعله المعروف قديما بزقاق الجمل قال ابن شبة اتخذت فاطمة بنت قيس دار بين دار مالك وبين زقاق الجمل ودار أنس بن مالك جديلة شامي سور المدينة ثم إلى جنب دار موسى أبيات قهطيم صوافي ومحلها اليوم رباط القاضي الفاضل ودار الرسام ووقف السلامي الصائر بيتا للشمس بن جلال الخجدي ثم الطريق وهو زقاق المناصع الذي يتوصل منه الحسن ثم دار عمر بن العاص السهمي تصدق بها ومحلها ما يلي زقاق المناصع من مؤخر رباط السبيل الذي للرجال ثم إلى جنب دار عمر ودار خالد بن
الوليد أنقرض أولاده فكانت بيد أولاد أخيه عبد الله بن الوليد وهي التي شكا للنبي صلى الله عليه وسلم ضيقها فقال له أتسع في السماء أي برفع البناء في السماء ومحلها اليوم مقدم رباط السبيل المذكور ثم إلى جنبها دار أسماء بنت الحسين العباسية كانت من دار جبلة بن عمر الساعدي ومحلها اليوم رباط السبيل الذي للنساء بالصف الذي قبله ثم إلى جنبها دار ريطة بنت أبي العباس وكانت من دار جبلة ودار أبي بكر الصديق رضي الله عنه أي أنه أدخل من شرقيها ما يليها من دار أبي بكر الصديق لأن دار أبي بكر كما قال ابن شبة كانت في زقاق البقيع قبالة دار عثمان رضي الله عنه الصغرى التي بجر زقاق البقيع ودار عثمان الصغرى هي رباط المغاربة وكانت متصلة بداره الكبرى من خلفها ومنها تسور قتاثه ثم يلي دار
ريطة الطريق بينها وبين دار عثمان رضي الله
عنه العظمى خمس أذرع وهي زقاق البقيع ثم دار عثمان العظمى التي عند موضع الجنائز وعندها قبر المقاعد وسبق بيان ما في محلها في الثالث من أبواب المسجد ثم بعد دار عثمان في القبلة الطريق خمس أذرع أو نحوها يفصل بين دار عثمان وبين المدرسة الشهابية ثم منزل أبي أيوب الأنصاري الذي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي موضعه اليوم المدرسة الشهابية الموقوفة على المذاهب الأربعة من المظفر شهاب الدين غازي أخي نور الدين الشهيد ثم إلى جنب منزل أبي أيوب دار جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه التي يسقى فيها الماء الذي تصدق به جعفر وفيها محراب قبلته وأثر محاريب وكانت لحارثة بن النعمان وقد ملكها الشجاعي شاهين الجمالي ونى بها داره وجدد مسجدها وقبالتها في المغرب دار حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل فيها الأطم الذي يدعى بقويرع وفي موضعها اليوم دار الأشرف المنائفة ذات الساباط المتصل بالمدرسة الشهابية وما في غربيها دار بني صالح ذلك مع دار جعفر الصادق الماضية لسلطان الحرمين السيد الشريف محمد بن محمد بن بركات أيده الله تعالى وسدده والطريق خمس أذرع بين دار حسن المذكور وبين دار فرج الخصيّ مولى أمير المؤمنين التي هي قبلة الجنائز وموضعها اليوم رباط مراغة فالطريق المذكور وهو المقابل لباب المدرسة الشهابية ممتد في القبلة إلى بيت بني صالح الذي تقدم أنه شارع في زقاق عاصم ثم إلى جنب دار فرج دار عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام وفي موضعها اليوم الدار التي في غرب رباط مراغة وكذا الدار التي عن يسار خوخة آل عمران ولم تكن دار آل عمرو والظاهر أنها منها ثم ترجع إلى دار عبد الله بن عمر من حيث أبتدأت وكانت دار حمزة دبر زقاق عاصم بن عمرو ولم يبينوا محلها خمس أذرع وهي زقاق البقيع ثم دار عثمان العظمى التي عند موضع الجنائز وعندها قبر المقاعد وسبق بيان ما في محلها في الثالث من أبواب المسجد ثم بعد دار عثمان في القبلة الطريق خمس أذرع أو نحوها يفصل بين دار عثمان وبين المدرسة الشهابية ثم منزل أبي أيوب الأنصاري الذي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي موضعه اليوم المدرسة الشهابية الموقوفة على المذاهب الأربعة من المظفر شهاب الدين غازي أخي نور الدين الشهيد ثم إلى جنب منزل أبي أيوب دار جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه التي يسقى فيها الماء الذي تصدق به جعفر وفيها محراب قبلته وأثر محاريب وكانت لحارثة بن النعمان وقد ملكها الشجاعي
شاهين الجمالي ونى بها داره وجدد مسجدها وقبالتها في المغرب دار حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل فيها الأطم الذي يدعى بقويرع وفي موضعها اليوم دار الأشرف المنائفة ذات الساباط المتصل بالمدرسة الشهابية وما في غربيها دار بني صالح ذلك مع دار جعفر الصادق الماضية لسلطان الحرمين السيد الشريف محمد بن محمد بن بركات أيده الله تعالى وسدده والطريق خمس أذرع بين دار حسن المذكور وبين دار فرج الخصيّ مولى أمير المؤمنين التي هي قبلة الجنائز وموضعها اليوم رباط مراغة فالطريق المذكور وهو المقابل لباب المدرسة الشهابية ممتد في القبلة إلى بيت بني صالح الذي تقدم أنه شارع في زقاق عاصم ثم إلى جنب دار فرج دار عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام وفي موضعها اليوم الدار التي في غرب رباط مراغة وكذا الدار التي عن يسار خوخة آل عمران ولم تكن دار آل عمرو
والظاهر أنها منها ثم ترجع إلى دار عبد الله بن عمر من حيث أبتدأت وكانت دار حمزة دبر زقاق عاصم بن عمرو ولم يبينوا محلها