الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل السادس عشر " في البلاط المجعول حول المسجد وما أطاف به من الدور
غير ما سبق وسوق المدينة وسورها
بوب البخاري لمن عقل بعيره بالبلاط أو باب المسجد وأورد حديث جابر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فدخلت إليه وعقلت الجمل في ناحية البلاط وفي حديث اليهوديين فرجما عند البلاط وفي رواية قريبا من موضع الجنائز ولأحمد والحاكم عند باب المسجد وفي حديث آخران عثمان أتى بماء فتوضأ بالبلاط وكله مقتض لتقدم البلاط على خلافة معاوية ومقتضى نقل ابن شبة وابن زبالة أن معاوية أمر مروان باتخاذه في ولايته فبلط ما حوالي المسجد وليس خاصا بغربي المسجد
كما اقتضاه قول عياض تبعا للكبرى أنه موضع مبلط بين المسجد والسوق انتهى للتصريح بأن معاوية بلط ناحية موضع الجنائز شرقي المسجد وهو المراد من حديث رجم اليهوديين بل صرحوا بأن حد البلاط الشرقي إلى دار المغيرة بن شعبة التي في طريق البقيع من المسجد وحده الهيماني إلى زاوية دار عثمان بن عفان رضي الله عنه الشارعة على موضع الجنائز وحده الشامي إلى وجه حش طلحة خلف المسجد وحد البلاط الغربي ما بين المسجد إلى خاتم الزوراء عند دار العباس بالسوق وهناك مشهد مالك بن سنان وإلى حد دار إبراهيم بن هشام الشارعة على المصلى وللبلاط أسراب ثلاثة تصب فيها مياه المطر فواحد بالمصلى عند دار إبراهيم بن هشام وآخر على باب الزوراء عند دار العباس بالسوق ثم يخرج ذلك الماء إلى ربيع في الجبانة عند الحطابين أي شامي سوق المدينة وآخر عند دار أنس بن مالك في بني جديلة عند دار بنت الحرث انتهى ما صرحوا به فما في الأحاديث السابقة من خطاب السامع بما يفهمه في تعريف المحل ويتلخص إن البلاط كان حول المسجد ويمتد في مقابلة باب الرحمة إلى الصوغ وسوق العطارين ويستمر حتى يجاوز بيوت أمراء المدينة اليوم فيصل إلى مشهد مالك بن سنان ويمتد أيضا في مقابلة باب السلام وينعطف حتى يتصل ببلاط باب الرحمة ويمتد في مقابلة باب السلام أيضا في الاستقامة حتى يصل إلى
باب المدينة المعروف بباب سويقة ثم يصل إلى المصلى عند دار بن هشام وقد علا الكبس على كثير من البلاط ولم يبق ظاهرا منه إلا ما حول المسجد النبوي وبعض ما في جهة بيوت الأشراف ولاة المدينة وقد انسدّت الأسراب المتقدّمة وظفر متولي العمارة بالشرقي منها الجهة زقاق المناصع وتتبعه حتى وصل الحوش الحسن فوجد الناس قد ابتنوا في طريقه وظهر بذلك إنه يخرج خلف السور قرب البئر التي سنذكرها في بئر أنس فصرف متولي العمارة بلاليع البلاط إلى سرب ومنح العين لأنه أقرب مأخذا من تتبع ما ذكر والبلاط الآخذ من باب السلام للمصلى هو البلاط الأعظم وما كان عن يمين المارّ فيه قاصدا المسجد فهو ميمنته وما كان عن يساره فهو ميسرته وأول الدور في ميسرته عند المصلى دار إبراهيم بن هشام وفي ميمنته في قبلتها جانحا إلى المغرب دار سعد بن أبي وقاص الطريق بينهما ويليها في الميمنة أيضا دار سعد التي كانت لأبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فناقله سعد إلى دار بالبقال وفي الميسرة في مقابلة هذه دار اسعد أيضا الطريق بينهما عشرة أذرع ودور سعد صدقة ثم يلي دار سعد التي كانت
لأبي رافع في الميمنة دار آل خراش من بني عامر بن لؤي وتعرف بدار نوفل بن مساحق العامري وفي دبرها من القبلة كتاب عروة رجل من اليمن كان يعلم وفي كتاب عروة مسجد بني زريق ثم يلي دار آل خراش في الميمنة دار الربيع التي يقال لها دار حفصة قيل وكانت هذه الدار قطيعة من النبيّ صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص مع دار آل خراش التي إلى جنبها وذكر أبن شبة دورا ثلاثة في قبلة دار الربيع التي هي دار حفصة كل منها في قبلة الأخرى وثالثتهن في القبلة هي دار عمار بن ياسر وشرقي دار عمار دار عبد الرحمن بن الحرث وفي غربي الدور المصطفة في القبلة كتاب عروة
ومسجد بني زريق وفي شرقيها زقاق عبد الرحمن بن الحرث والغرض من هذا معرفة مسجد بني زريق والزقاق المذكور ثم يلي دار الربيع في الميمنة دار أبي هريرة رضي الله عنه ثم يليها في الميمنة زقاق دار عبد الرحمن أبن الحرث وسيأتي لهذا الوقاق ذكر في رجوعه صلى الله عليه وسلم من صلاة العيد وكذا دار أبي هريرة والذي ظهر لي بعد التأمل أن هذا الزقاق أوّل زقاق يلقاك إذا دخلت من باب المدينة تريد المسجد النبوي أو على يمينك إذا أقباب على باب المدينة وأن مسجد بني زريق في قبلة يمينك حينئذ أو قبلة الحوش
الذي على يمين الداخل من باب المدينة وفي الميسرة شامي دار آل خراش ودار الربيع دار نافع بن عتبة بن أبي وقاص التي أبتاعها الربيع وتعرف بالربيع أيضا ثم في الميسرة دار حويطب بن عبد العزي منها البيت الشارع على خاتمة البلاط بين الزقاق الذي إلى دار آمنة بنت سعد وبين دار الربيع التي قبل هذه وبجنبها دار عمرو بن أبي وقاص التي في زقاق حلوة بين دار حويطب وبين خط الرزقاق الذي فيه دار آمنة وخاتمة البلاط هو الشارع الممتد على يسار الداخل من باب المدينة إلى مشهد مالك بن سنان ولعلّ زقاق حلوة وسيأتي ذكره في الآبار هو المعروف اليوم بزقاق الطوال هناك ثم يلي زقاق عبد الرحمن بن الحرث في الميمنة دار عبد الرحمن بن عوف ثم يليها في الميمنة زقاق أبي أمية بن المغيرة ثم يلي الزقاق في الميمنة دار خالد بن سعد ويقال لها دار أبن عتبة ثم يلي دار خالد دار أبي الجهم ثم دار نوفل بن عدي ودار أبي الجهم هي المرادة بقول مالك بن أبي عامر كما في الموطأ كنا نسمع قراءة عمر بن الخطاب ونحن عند دار أبي الجهم بالبلاط ويقول موسى بن عقبة إن رجال بني قريظة قتلوا عند دار أبي الجهم التي بالبلاط ولم يكن يومئذ بلاط فزعموا إن دماءهم بلغت أحجار الزيت التي كانت بالسوق عند دار العباس بن عبد المطلب التي اقطعها له عمر بن الخطاب عند خاتمة البلاط ومشهد مالك بن سنان وهو مخالف لما سبق في قصتهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم خندق لهم خنادق بسوق المدينة وضرب أعناقهم بها. وأما السوق فروى ابن شبة عن عطاء بن دينار قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذن فيه خراج ولأبن زبالة عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني ساعد فقال إني جئتكم في حاجة تعطوني مكان مقابركم فأجعلها سوقا وكانت مقابرهم ما حازت دار ابن أبي ذئب أي شرق السوق عند انتهائه من جهة الشام إلى دار زيد بن ثابت أي في شرقيه أيضا قرب انتهائه مما يلي القبلة فأعطوه إياه فجعله سوقا ونقل ابن زبالة عرض سوق المدينة ما بين المصلى أي من القبلة إلى جرار سعد بن عبادة وهي جرار كان يسقى الناس فيها الماء بعد موت أمه أي أن الجرار كانت في حده من جهة الشام قرب ثنية الوداع كما يؤخذ مما ذكروه في الدار التي بناها إبراهيم بن هشام في ولايته لهشام بن عبد الملك وأخذ بها سوق المدينة كله وسلبها وجوه الدور الشوارع في السوق وبنى ذلك كله حوانيت وعلالي تكرى وجعل فيها الأسواق كلها أنه جعل لهذه الدار بابا شاميا مقابل الثنية خلف زاوية دار عمر بن عبد العزيز التي بالثنية وبابا عظيما عند التمارين يقابل المصلى وكان جدارها الشرق عند خاتمة البلاط التي عند دار العباس بالزوراء قرب مشهد مالك بن سنان وسد به وجه دار العباس المذكور وما يليها من الدور في الشام والقبلة وجعل هذا الجدار لبني ساعد طريقا مبوبة وكذا لبني ضمرة وكذا لبني الديل وطريق بني الديل في المشرق قرب ثنية الوداع وجعل الجدار الآخر في المغرب من التمارين في شامي المصلى وسدّ به وجه الزوراء حتى ورد بها خيام بني غفار وجعل المخرج بني سلمة من زقاق ابن جبير بابا مبوبا عظيما وجعل لسكة أسلم بابا مبوبا ومساكنهم بموضع حصن أمير المدينة اليوم وما حوله في الغرب فلم يزل على ذلك حياة هشام بن عبد الملك حتى توفى فقدم بوفاته ابن مكرم الثقفي فلما أشرف على رأس ثنية الوداع صاح مات الأحول وأستخلف الوليد يزيد فوثب الناس على هذه الدار فهدموها وعلى يمين السوق فسدوها وكان أحدثها في سكك أهل المدينة ودخلت في بعض منازلهم فقال أبو معروفذي على يمين الداخل من باب المدينة وفي الميسرة شامي دار آل خراش ودار الربيع دار نافع بن عتبة بن أبي وقاص التي أبتاعها الربيع وتعرف بالربيع أيضا ثم في الميسرة دار حويطب بن عبد العزي منها البيت الشارع على خاتمة البلاط بين الزقاق الذي إلى دار آمنة بنت سعد وبين دار الربيع التي قبل
هذه وبجنبها دار عمرو بن أبي وقاص التي في زقاق حلوة بين دار حويطب وبين خط الرزقاق الذي فيه دار آمنة وخاتمة البلاط هو الشارع الممتد على يسار الداخل من باب المدينة إلى مشهد مالك بن سنان ولعلّ زقاق حلوة وسيأتي ذكره في الآبار هو المعروف اليوم بزقاق الطوال هناك ثم يلي زقاق عبد الرحمن بن الحرث في الميمنة دار عبد الرحمن بن عوف ثم يليها في الميمنة زقاق أبي أمية بن المغيرة ثم يلي الزقاق في الميمنة دار خالد بن سعد ويقال لها دار أبن عتبة ثم يلي دار خالد دار أبي الجهم ثم دار نوفل بن عدي ودار أبي الجهم هي المرادة بقول مالك بن أبي عامر كما في الموطأ كنا نسمع قراءة عمر بن الخطاب ونحن عند دار أبي الجهم بالبلاط ويقول موسى بن عقبة إن رجال بني قريظة قتلوا عند
دار أبي الجهم التي بالبلاط ولم يكن يومئذ بلاط فزعموا إن دماءهم بلغت أحجار الزيت التي كانت بالسوق عند دار العباس بن عبد المطلب التي اقطعها له عمر بن الخطاب عند خاتمة البلاط ومشهد مالك بن سنان وهو مخالف لما سبق في قصتهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم خندق لهم خنادق بسوق المدينة وضرب أعناقهم بها. وأما السوق فروى ابن شبة عن عطاء بن دينار قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذن فيه خراج ولأبن زبالة عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني ساعد فقال إني جئتكم في حاجة تعطوني مكان مقابركم فأجعلها سوقا وكانت مقابرهم ما حازت دار ابن أبي ذئب أي شرق السوق عند انتهائه من جهة الشام إلى دار زيد بن ثابت أي في شرقيه أيضا قرب انتهائه مما يلي القبلة فأعطوه إياه فجعله سوقا ونقل ابن زبالة عرض سوق المدينة ما بين المصلى أي من القبلة إلى جرار سعد بن عبادة وهي جرار كان يسقى الناس فيها الماء بعد موت أمه
أي أن الجرار كانت في حده من جهة الشام قرب ثنية الوداع كما يؤخذ مما ذكروه في الدار التي بناها إبراهيم بن هشام في ولايته لهشام بن عبد الملك وأخذ بها سوق المدينة كله وسلبها وجوه الدور الشوارع في السوق وبنى ذلك كله حوانيت وعلالي تكرى وجعل فيها الأسواق كلها أنه جعل لهذه الدار بابا شاميا مقابل الثنية خلف زاوية دار عمر بن عبد العزيز التي بالثنية وبابا عظيما عند التمارين يقابل المصلى وكان جدارها الشرق عند خاتمة البلاط التي عند دار العباس بالزوراء قرب مشهد مالك بن سنان وسد به وجه دار العباس المذكور وما يليها من الدور في الشام والقبلة وجعل هذا الجدار لبني ساعد طريقا مبوبة وكذا لبني ضمرة وكذا لبني الديل وطريق بني الديل في المشرق قرب ثنية الوداع وجعل الجدار الآخر في المغرب من التمارين في شامي المصلى وسدّ به وجه الزوراء حتى ورد بها خيام بني غفار وجعل المخرج بني سلمة من زقاق ابن جبير بابا مبوبا عظيما وجعل لسكة أسلم بابا مبوبا ومساكنهم بموضع حصن أمير المدينة اليوم وما حوله في الغرب فلم يزل على ذلك حياة هشام بن عبد الملك حتى توفى فقدم بوفاته ابن مكرم الثقفي فلما أشرف على رأس ثنية الوداع صاح مات الأحول وأستخلف الوليد يزيد فوثب الناس
على هذه الدار فهدموها وعلى يمين السوق فسدوها وكان أحدثها في سكك أهل المدينة ودخلت في بعض منازلهم فقال أبو معروف
ما كان في هدم السوق إذ هدمت
…
سوق المدينة من ظلم ولا حيف
قام الرجال عليها يضربون معا
…
ضربا يفترق بين السور والنحجف
في أبيات ذكرناها في الأصل وما يلي المصلى من المشرق والمغرب من سوق المدينة يسمى بالزوراء لارتفاعه قال بعضهم فيما نقل ابن شبة أدركت سوقا بالزوراء يقال سوق الحوص كان الناس ينزلون إليه بدرج ويسمى سوق المدينة بقيع الخيل لما سبق في الرابع من الباب الأول عن عائشة رضي الله عنه وبقيع المصلى ولذا روى أحمد والطبراني عن أبي بردة قال انطلقنا مع
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بقيع المصلى فأدخل يده في طعام ثم أخرجها فإذا هو مغشوش أو مختلف فقال ليس منا من غشنا وللطبراني عن أبي موسى انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق البقيع فأدخل يده في غرارة فأخرج طعاما الحديث فأطلق عليه اسم البقيع غير مضاف وكذا في حديث ابن عمر أني أبيع الإبل بالبقيع بالدنانير وحمله على بقيع الغرقد وهم وقد ذكر ابن شبة أسواق المدينة في الجاهلية والإسلام ولم يذكر أنه كان
ببقيع الغرقد سوق لا قبل الدفن ولا بعده. وأما سور المدينة فلم يكن لها في الزمن القديم سور ومن تأمل ما ذكرناه في الأصل من منازل القبائل من المهاجرين مع منازل قبائل الأنصار علم عظيم سعتها واتصال قراها بعضها ببعض ولذا لم تقم الجمعة في قراها مع كثرتهم بها واستيطانهم وسيأتي أن قباء كانت مدينة عظيمة متصلة بالمدينة النبوية وأول من بنى بالمدينة الشريفة سورا بعد خراب أطرافها عضد الدولة بن بويه بعد الستين وثلاثمائة في خلافة الطائع لله بن المطيع لله ثم تهدم على طول الزمان وتخرب بخراب المدينة ولم يبق آثاره ورسمه قال المجد اللغوي
وقد رأيت آثاره قبل جبل سلع وظاهر ما رأيت من آثاره أنه كان متصلا بشفير وادي بطحان من المغرب وكذا أنتقل الأقشهري عن صاحب نور الأقاليم أن المدينة الشريفة عليها سور وأن مصلى العيد من غربي المدينة داخل الباب انتهى فنازل جهينة أو غالبها كانت من داخله كما سيأتي مسجدهم خلاف ما قاله المطري من أن ناحيتهم غربي حصن صاحب المدينة والسور القديم بينها وبين جبل سلع قال وعندها أثر باب للمدينة يعرف بدرب جهينة وما سبق عن المجد نقبه عن المطري ابن خلكان قلت وهو مخالف لما في الروض المعطار في أخبار الأقطار من أن إسحاق بن محمد الجعدي بنى سور المدينة المعروف عليها اليوم أي في زمنه سنة ثلاثة وستين ومائتين ولها أربعة أبواب في المشرق يخرج منه إلى بقيع
الغرقد وباب في المغرب يخرج منه إلى العقيق وإلى قباء وداخل هذا الباب في حوزة السور المصلى الذي كان صلى الله عليه وسلم يصلي به العيد وباب ما بين الشمال والغرب وباب آخر يخرج منه إلى قبور الشهداء بأحد اه ولعل المنسوب لأبن بويه إنما هو تجديده أو سور غيره ففي الروض المعطار أيضا بعد ما سبق أن المدينة في مستوى من الأرض كان عليها سور قديم وهي الآن عليها سور حصين منيع من التراب أي اللبن بناه قسيم الدولة المعزى ونقل إليها جملة من الناس ورتب البر إليها وقال المطري عقب قوله ولم يبق إلا آثاره حتى جدد لها جمال الدين محمد بن أبي المنصور يعني الجواد الأصفهاني سورا محكما حول المسجد الشريف على رأس الأربعين وخمسمائة من الهجرة ثم كثر الناس من خارج السور ووصل السلطان العادل نور الدين محمود بن زنكي في سنة سبع وخمسين وخمسمائة إلى المدينة الشريفة بسبب رؤيا رآها ثم ذكر ما قدمناه عنه في خاتمة الثاني عشر ثم قال أنه لما ركب متوجها إلى الشام صاح به من كان نازلا حول السور واستغاثوا وطلبوا أن يبني عليهم سور يحفظ أبنائهم وماشيتهم فأمر ببناء السور الموجود اليوم فبنى سنة ثمان وخمسين وكتب اسمه على باب البقيع فهو باق إلى تاريخ هذا الكتاب قلت وكذا إلى تأريخ كتابنا هذا وصورته في الحديث المصفح به الباب هذا ما أمر بعمله العبد الفقير إلى
الله تعالى محمود بن زنكي بن أقسنقر غفر الله له سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وهذا إلا تصريح فيه بعمله للسور وقال البدر بن فرحون أن نور الدين الشهيد كمل سور المدينة وهو سورها الموجود اليوم قال وما السور الذي كان داخل المدينة فإنما أحدثه جمال الدين بن أبى منصور وكان وزير الوالد الملك العادل يعني زنكي ثم أستوزره بعد زنكي غازي بن زنكي يعني أخا العادل انتهى وقد علمت أن المدة متقاربة في عمل السورين وفي كتاب شهاب الدين بن أبي شاملة قال أبن اُلأثير رأيت بالمدينة أنسانا يصلي إلى الجمعة فلما فرغ
ترحم على جمال الدين يعني الجواد فسألناه فقال يجب على كل مسلم بالمدينة أن يؤدوا له لأننا كنا في ضر وضيق مع العرب لا يتركون لأحدنا ما يواريه فبنى علينا سورا احتمينا به ممن يريدنا بسوء فكيف لا ندعو له وكان الخطيب في المدينة يقول خطبته اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن ابي منصور فلو لم يكن له هذه المكرمة لكفاه فخر فكيف وقد أصابت صدقته تخوم الأرض وأما عنايته بأهل الحرمين خصوصا أهل المدينة فكانت عظيمة وقد ذكرنا في الأصل هنا نبذة من ذلك ع عدد أبواب سور المدينة اليوم وذرع ما بين كل باب منها وبين المسجد النبوي ولم تزل الملوك يهتمون بعمارة سور المدينة وذكر المراغي أنه جدد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة أيام الصالح وصالح ولد الناصر بن قلاون وجدد أشياء منه سلطان زماننا الأشرف قايتباي وذكر البد بن فرحون أن الأمير سعد بن ثابت بن جماز ابتدأ في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة في عمل الخندق الذي حول السور المذكور ومات ولم يكمله وأكمله الأمير فضل بن قاسم بن جماز في ولايته بعده. حم على جمال الدين يعني الجواد فسألناه فقال يجب على كل مسلم بالمدينة أن يؤدوا له لأننا كنا في ضر وضيق مع العرب لا يتركون لأحدنا ما يواريه فبنى علينا سورا احتمينا به ممن يريدنا بسوء فكيف لا ندعو له وكان الخطيب في المدينة يقول خطبته اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن ابي منصور فلو لم يكن له هذه المكرمة لكفاه فخر فكيف وقد أصابت صدقته تخوم الأرض وأما عنايته بأهل الحرمين خصوصا أهل المدينة فكانت عظيمة وقد ذكرنا
في الأصل هنا نبذة من ذلك ع عدد أبواب سور المدينة اليوم وذرع ما بين كل باب منها وبين المسجد النبوي ولم تزل الملوك يهتمون بعمارة سور المدينة وذكر المراغي أنه جدد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة أيام الصالح وصالح ولد الناصر بن قلاون وجدد أشياء منه سلطان زماننا الأشرف قايتباي وذكر البد بن فرحون أن الأمير سعد بن ثابت بن جماز ابتدأ في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة في عمل الخندق الذي حول السور المذكور ومات ولم يكمله وأكمله الأمير فضل بن قاسم بن جماز في ولايته بعده.