المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل السادس عشر " في البلاط المجعول حول المسجد وما أطاف به من الدور - خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - جـ ٢

[السمهودي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الرابع في عمارة مسجدها الأعظم النبوي ومتعلقاته والحجرات المنيفات

- ‌الأول في عمارته صلى الله عليه وسلم له وذرعه في زمنه وما يتميز به

- ‌ الفصل الثاني " في مقامه صلى الله عليه وسلم للصلاة قبل تحويل القبلة

- ‌ الفصل الثالث " في خبر الجذع والمنبر وما يتعلق بهما وبالأساطين

- ‌ الفصل الرابع " في حجره صلى الله عليه وسلم وحجرة أبنته فاطمة رضي الله

- ‌ الفصل الخامس " في الأمر بسدّ الأبواب وما أستثنى منها

- ‌ الفصل السادس " في زيادة عمر رضي الله عنه في المسجد واتخاذه البطيحاء

- ‌ الفصل السابع " في زيادة عثمان رضي الله عنه واتخاذه المقصورة

- ‌ الفصل الثامن " في زيادة الوليد واتخاذه المحراب والشرفات والمنارات

- ‌ الفصل التاسع " في زيادة المهدي

- ‌ الفصل العاشر " فيما يتعلق بالحجرة المنيفة الحاوية للقبور الشريفة

- ‌ الفصل الحادي عشر " فيما جعل علامة لتمييز جهتي الرأس والوجه الشريفين

- ‌ الفصل الثاني عشر " في العمارة المتجدّدة بالحجرة الشريفة وإبدال سقفها

- ‌ الفصل الثالث عشر ". في الحريق الأوّل المستولي على ما سبق وعلى سقف

- ‌ الفصل الرابع عشر " فيما احتوى عليه المسجد من الأروقة والأساطين

- ‌ الفصل الخامس عشر " في أبواب المسجد وخوخاته وما يميزها من الدور

- ‌ الفصل السادس عشر " في البلاط المجعول حول المسجد وما أطاف به من الدور

- ‌الباب الخامس في مصلى الأعياد ومساجدها النبوية ومقابرها وفضل أحد الشهداء به وفيه ستة فصول

- ‌ الأول " في مصلى الأعياد

- ‌ الفصل الثاني " في مسجد قباء وخبر مسجد الضرار

- ‌ الفصل الثالث " في بقية المساجد المعلومة العين في زماننا " مسجد

- ‌ الفصل الرابع " فيما علمت جهته ولم تعلم عينه من مساجدها

- ‌ الفصل الخامس " في فضل مقابرها وتعيين بعض من دفن بالبقيع من الصحابة

- ‌ الفصل السادس في فضل أحد والشهداء به

- ‌الباب السادس في آبارها المباركات والعين والغراس والصدقات التي هي للنبي صلى الله عليه وسلم منسوبات

- ‌ الأول " في الآبار المباركات على ترتيب الحروف

- ‌ الفصل الثاني في صدقاته صلى الله عليه وسلم وما غرسه بيده الشريفة

- ‌الباب السابع فيما يعزى إليه صلى الله عليه وسلم من المساجد التي صلى

- ‌الأول في مساجد الطريق التي كان يسلكها صلى الله عليه وسلم إلى مكة في الحج وغيره

- ‌الفصل الثاني فيما كان من ذلك بالطريق التي يسلكها الحاج في زماننا إلى

- ‌الفصل الثالث في بقية المساجد المتعلقة بغزواته صلى الله عليه وسلم وعمره

- ‌الباب الثامن في أوديتها وأحمائها وبقاعها وأطامها وبعض أعمالها وجبالها

- ‌الأول في وادي العقيق وعرصته وحدوده وشيء من قصوره

- ‌الفصل الثاني في بقية أودية المدينة

- ‌الفصل الثالث في الأحماء ومن حماها وشرح حال حمى النبي صلى الله عليه

- ‌الفصل الرابع في بقاعها وآطامها وبعض أعمالها وأعراصها وجبالها وضبط

الفصل: ‌ الفصل السادس عشر " في البلاط المجعول حول المسجد وما أطاف به من الدور

"‌

‌ الفصل السادس عشر " في البلاط المجعول حول المسجد وما أطاف به من الدور

غير ما سبق وسوق المدينة وسورها

بوب البخاري لمن عقل بعيره بالبلاط أو باب المسجد وأورد حديث جابر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فدخلت إليه وعقلت الجمل في ناحية البلاط وفي حديث اليهوديين فرجما عند البلاط وفي رواية قريبا من موضع الجنائز ولأحمد والحاكم عند باب المسجد وفي حديث آخران عثمان أتى بماء فتوضأ بالبلاط وكله مقتض لتقدم البلاط على خلافة معاوية ومقتضى نقل ابن شبة وابن زبالة أن معاوية أمر مروان باتخاذه في ولايته فبلط ما حوالي المسجد وليس خاصا بغربي المسجد

ص: 237

كما اقتضاه قول عياض تبعا للكبرى أنه موضع مبلط بين المسجد والسوق انتهى للتصريح بأن معاوية بلط ناحية موضع الجنائز شرقي المسجد وهو المراد من حديث رجم اليهوديين بل صرحوا بأن حد البلاط الشرقي إلى دار المغيرة بن شعبة التي في طريق البقيع من المسجد وحده الهيماني إلى زاوية دار عثمان بن عفان رضي الله عنه الشارعة على موضع الجنائز وحده الشامي إلى وجه حش طلحة خلف المسجد وحد البلاط الغربي ما بين المسجد إلى خاتم الزوراء عند دار العباس بالسوق وهناك مشهد مالك بن سنان وإلى حد دار إبراهيم بن هشام الشارعة على المصلى وللبلاط أسراب ثلاثة تصب فيها مياه المطر فواحد بالمصلى عند دار إبراهيم بن هشام وآخر على باب الزوراء عند دار العباس بالسوق ثم يخرج ذلك الماء إلى ربيع في الجبانة عند الحطابين أي شامي سوق المدينة وآخر عند دار أنس بن مالك في بني جديلة عند دار بنت الحرث انتهى ما صرحوا به فما في الأحاديث السابقة من خطاب السامع بما يفهمه في تعريف المحل ويتلخص إن البلاط كان حول المسجد ويمتد في مقابلة باب الرحمة إلى الصوغ وسوق العطارين ويستمر حتى يجاوز بيوت أمراء المدينة اليوم فيصل إلى مشهد مالك بن سنان ويمتد أيضا في مقابلة باب السلام وينعطف حتى يتصل ببلاط باب الرحمة ويمتد في مقابلة باب السلام أيضا في الاستقامة حتى يصل إلى

ص: 238

باب المدينة المعروف بباب سويقة ثم يصل إلى المصلى عند دار بن هشام وقد علا الكبس على كثير من البلاط ولم يبق ظاهرا منه إلا ما حول المسجد النبوي وبعض ما في جهة بيوت الأشراف ولاة المدينة وقد انسدّت الأسراب المتقدّمة وظفر متولي العمارة بالشرقي منها الجهة زقاق المناصع وتتبعه حتى وصل الحوش الحسن فوجد الناس قد ابتنوا في طريقه وظهر بذلك إنه يخرج خلف السور قرب البئر التي سنذكرها في بئر أنس فصرف متولي العمارة بلاليع البلاط إلى سرب ومنح العين لأنه أقرب مأخذا من تتبع ما ذكر والبلاط الآخذ من باب السلام للمصلى هو البلاط الأعظم وما كان عن يمين المارّ فيه قاصدا المسجد فهو ميمنته وما كان عن يساره فهو ميسرته وأول الدور في ميسرته عند المصلى دار إبراهيم بن هشام وفي ميمنته في قبلتها جانحا إلى المغرب دار سعد بن أبي وقاص الطريق بينهما ويليها في الميمنة أيضا دار سعد التي كانت لأبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فناقله سعد إلى دار بالبقال وفي الميسرة في مقابلة هذه دار اسعد أيضا الطريق بينهما عشرة أذرع ودور سعد صدقة ثم يلي دار سعد التي كانت

ص: 239

لأبي رافع في الميمنة دار آل خراش من بني عامر بن لؤي وتعرف بدار نوفل بن مساحق العامري وفي دبرها من القبلة كتاب عروة رجل من اليمن كان يعلم وفي كتاب عروة مسجد بني زريق ثم يلي دار آل خراش في الميمنة دار الربيع التي يقال لها دار حفصة قيل وكانت هذه الدار قطيعة من النبيّ صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص مع دار آل خراش التي إلى جنبها وذكر أبن شبة دورا ثلاثة في قبلة دار الربيع التي هي دار حفصة كل منها في قبلة الأخرى وثالثتهن في القبلة هي دار عمار بن ياسر وشرقي دار عمار دار عبد الرحمن بن الحرث وفي غربي الدور المصطفة في القبلة كتاب عروة

ص: 240

ومسجد بني زريق وفي شرقيها زقاق عبد الرحمن بن الحرث والغرض من هذا معرفة مسجد بني زريق والزقاق المذكور ثم يلي دار الربيع في الميمنة دار أبي هريرة رضي الله عنه ثم يليها في الميمنة زقاق دار عبد الرحمن أبن الحرث وسيأتي لهذا الوقاق ذكر في رجوعه صلى الله عليه وسلم من صلاة العيد وكذا دار أبي هريرة والذي ظهر لي بعد التأمل أن هذا الزقاق أوّل زقاق يلقاك إذا دخلت من باب المدينة تريد المسجد النبوي أو على يمينك إذا أقباب على باب المدينة وأن مسجد بني زريق في قبلة يمينك حينئذ أو قبلة الحوش

الذي على يمين الداخل من باب المدينة وفي الميسرة شامي دار آل خراش ودار الربيع دار نافع بن عتبة بن أبي وقاص التي أبتاعها الربيع وتعرف بالربيع أيضا ثم في الميسرة دار حويطب بن عبد العزي منها البيت الشارع على خاتمة البلاط بين الزقاق الذي إلى دار آمنة بنت سعد وبين دار الربيع التي قبل هذه وبجنبها دار عمرو بن أبي وقاص التي في زقاق حلوة بين دار حويطب وبين خط الرزقاق الذي فيه دار آمنة وخاتمة البلاط هو الشارع الممتد على يسار الداخل من باب المدينة إلى مشهد مالك بن سنان ولعلّ زقاق حلوة وسيأتي ذكره في الآبار هو المعروف اليوم بزقاق الطوال هناك ثم يلي زقاق عبد الرحمن بن الحرث في الميمنة دار عبد الرحمن بن عوف ثم يليها في الميمنة زقاق أبي أمية بن المغيرة ثم يلي الزقاق في الميمنة دار خالد بن سعد ويقال لها دار أبن عتبة ثم يلي دار خالد دار أبي الجهم ثم دار نوفل بن عدي ودار أبي الجهم هي المرادة بقول مالك بن أبي عامر كما في الموطأ كنا نسمع قراءة عمر بن الخطاب ونحن عند دار أبي الجهم بالبلاط ويقول موسى بن عقبة إن رجال بني قريظة قتلوا عند دار أبي الجهم التي بالبلاط ولم يكن يومئذ بلاط فزعموا إن دماءهم بلغت أحجار الزيت التي كانت بالسوق عند دار العباس بن عبد المطلب التي اقطعها له عمر بن الخطاب عند خاتمة البلاط ومشهد مالك بن سنان وهو مخالف لما سبق في قصتهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم خندق لهم خنادق بسوق المدينة وضرب أعناقهم بها. وأما السوق فروى ابن شبة عن عطاء بن دينار قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذن فيه خراج ولأبن زبالة عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني ساعد فقال إني جئتكم في حاجة تعطوني مكان مقابركم فأجعلها سوقا وكانت مقابرهم ما حازت دار ابن أبي ذئب أي شرق السوق عند انتهائه من جهة الشام إلى دار زيد بن ثابت أي في شرقيه أيضا قرب انتهائه مما يلي القبلة فأعطوه إياه فجعله سوقا ونقل ابن زبالة عرض سوق المدينة ما بين المصلى أي من القبلة إلى جرار سعد بن عبادة وهي جرار كان يسقى الناس فيها الماء بعد موت أمه أي أن الجرار كانت في حده من جهة الشام قرب ثنية الوداع كما يؤخذ مما ذكروه في الدار التي بناها إبراهيم بن هشام في ولايته لهشام بن عبد الملك وأخذ بها سوق المدينة كله وسلبها وجوه الدور الشوارع في السوق وبنى ذلك كله حوانيت وعلالي تكرى وجعل فيها الأسواق كلها أنه جعل لهذه الدار بابا شاميا مقابل الثنية خلف زاوية دار عمر بن عبد العزيز التي بالثنية وبابا عظيما عند التمارين يقابل المصلى وكان جدارها الشرق عند خاتمة البلاط التي عند دار العباس بالزوراء قرب مشهد مالك بن سنان وسد به وجه دار العباس المذكور وما يليها من الدور في الشام والقبلة وجعل هذا الجدار لبني ساعد طريقا مبوبة وكذا لبني ضمرة وكذا لبني الديل وطريق بني الديل في المشرق قرب ثنية الوداع وجعل الجدار الآخر في المغرب من التمارين في شامي المصلى وسدّ به وجه الزوراء حتى ورد بها خيام بني غفار وجعل المخرج بني سلمة من زقاق ابن جبير بابا مبوبا عظيما وجعل لسكة أسلم بابا مبوبا ومساكنهم بموضع حصن أمير المدينة اليوم وما حوله في الغرب فلم يزل على ذلك حياة هشام بن عبد الملك حتى توفى فقدم بوفاته ابن مكرم الثقفي فلما أشرف على رأس ثنية الوداع صاح مات الأحول وأستخلف الوليد يزيد فوثب الناس على هذه الدار فهدموها وعلى يمين السوق فسدوها وكان أحدثها في سكك أهل المدينة ودخلت في بعض منازلهم فقال أبو معروفذي على يمين الداخل من باب المدينة وفي الميسرة شامي دار آل خراش ودار الربيع دار نافع بن عتبة بن أبي وقاص التي أبتاعها الربيع وتعرف بالربيع أيضا ثم في الميسرة دار حويطب بن عبد العزي منها البيت الشارع على خاتمة البلاط بين الزقاق الذي إلى دار آمنة بنت سعد وبين دار الربيع التي قبل

ص: 241

هذه وبجنبها دار عمرو بن أبي وقاص التي في زقاق حلوة بين دار حويطب وبين خط الرزقاق الذي فيه دار آمنة وخاتمة البلاط هو الشارع الممتد على يسار الداخل من باب المدينة إلى مشهد مالك بن سنان ولعلّ زقاق حلوة وسيأتي ذكره في الآبار هو المعروف اليوم بزقاق الطوال هناك ثم يلي زقاق عبد الرحمن بن الحرث في الميمنة دار عبد الرحمن بن عوف ثم يليها في الميمنة زقاق أبي أمية بن المغيرة ثم يلي الزقاق في الميمنة دار خالد بن سعد ويقال لها دار أبن عتبة ثم يلي دار خالد دار أبي الجهم ثم دار نوفل بن عدي ودار أبي الجهم هي المرادة بقول مالك بن أبي عامر كما في الموطأ كنا نسمع قراءة عمر بن الخطاب ونحن عند دار أبي الجهم بالبلاط ويقول موسى بن عقبة إن رجال بني قريظة قتلوا عند

ص: 242

دار أبي الجهم التي بالبلاط ولم يكن يومئذ بلاط فزعموا إن دماءهم بلغت أحجار الزيت التي كانت بالسوق عند دار العباس بن عبد المطلب التي اقطعها له عمر بن الخطاب عند خاتمة البلاط ومشهد مالك بن سنان وهو مخالف لما سبق في قصتهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم خندق لهم خنادق بسوق المدينة وضرب أعناقهم بها. وأما السوق فروى ابن شبة عن عطاء بن دينار قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذن فيه خراج ولأبن زبالة عن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني ساعد فقال إني جئتكم في حاجة تعطوني مكان مقابركم فأجعلها سوقا وكانت مقابرهم ما حازت دار ابن أبي ذئب أي شرق السوق عند انتهائه من جهة الشام إلى دار زيد بن ثابت أي في شرقيه أيضا قرب انتهائه مما يلي القبلة فأعطوه إياه فجعله سوقا ونقل ابن زبالة عرض سوق المدينة ما بين المصلى أي من القبلة إلى جرار سعد بن عبادة وهي جرار كان يسقى الناس فيها الماء بعد موت أمه

ص: 243

أي أن الجرار كانت في حده من جهة الشام قرب ثنية الوداع كما يؤخذ مما ذكروه في الدار التي بناها إبراهيم بن هشام في ولايته لهشام بن عبد الملك وأخذ بها سوق المدينة كله وسلبها وجوه الدور الشوارع في السوق وبنى ذلك كله حوانيت وعلالي تكرى وجعل فيها الأسواق كلها أنه جعل لهذه الدار بابا شاميا مقابل الثنية خلف زاوية دار عمر بن عبد العزيز التي بالثنية وبابا عظيما عند التمارين يقابل المصلى وكان جدارها الشرق عند خاتمة البلاط التي عند دار العباس بالزوراء قرب مشهد مالك بن سنان وسد به وجه دار العباس المذكور وما يليها من الدور في الشام والقبلة وجعل هذا الجدار لبني ساعد طريقا مبوبة وكذا لبني ضمرة وكذا لبني الديل وطريق بني الديل في المشرق قرب ثنية الوداع وجعل الجدار الآخر في المغرب من التمارين في شامي المصلى وسدّ به وجه الزوراء حتى ورد بها خيام بني غفار وجعل المخرج بني سلمة من زقاق ابن جبير بابا مبوبا عظيما وجعل لسكة أسلم بابا مبوبا ومساكنهم بموضع حصن أمير المدينة اليوم وما حوله في الغرب فلم يزل على ذلك حياة هشام بن عبد الملك حتى توفى فقدم بوفاته ابن مكرم الثقفي فلما أشرف على رأس ثنية الوداع صاح مات الأحول وأستخلف الوليد يزيد فوثب الناس

ص: 244

على هذه الدار فهدموها وعلى يمين السوق فسدوها وكان أحدثها في سكك أهل المدينة ودخلت في بعض منازلهم فقال أبو معروف

ما كان في هدم السوق إذ هدمت

سوق المدينة من ظلم ولا حيف

قام الرجال عليها يضربون معا

ضربا يفترق بين السور والنحجف

في أبيات ذكرناها في الأصل وما يلي المصلى من المشرق والمغرب من سوق المدينة يسمى بالزوراء لارتفاعه قال بعضهم فيما نقل ابن شبة أدركت سوقا بالزوراء يقال سوق الحوص كان الناس ينزلون إليه بدرج ويسمى سوق المدينة بقيع الخيل لما سبق في الرابع من الباب الأول عن عائشة رضي الله عنه وبقيع المصلى ولذا روى أحمد والطبراني عن أبي بردة قال انطلقنا مع

ص: 245

الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بقيع المصلى فأدخل يده في طعام ثم أخرجها فإذا هو مغشوش أو مختلف فقال ليس منا من غشنا وللطبراني عن أبي موسى انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق البقيع فأدخل يده في غرارة فأخرج طعاما الحديث فأطلق عليه اسم البقيع غير مضاف وكذا في حديث ابن عمر أني أبيع الإبل بالبقيع بالدنانير وحمله على بقيع الغرقد وهم وقد ذكر ابن شبة أسواق المدينة في الجاهلية والإسلام ولم يذكر أنه كان

ص: 246

ببقيع الغرقد سوق لا قبل الدفن ولا بعده. وأما سور المدينة فلم يكن لها في الزمن القديم سور ومن تأمل ما ذكرناه في الأصل من منازل القبائل من المهاجرين مع منازل قبائل الأنصار علم عظيم سعتها واتصال قراها بعضها ببعض ولذا لم تقم الجمعة في قراها مع كثرتهم بها واستيطانهم وسيأتي أن قباء كانت مدينة عظيمة متصلة بالمدينة النبوية وأول من بنى بالمدينة الشريفة سورا بعد خراب أطرافها عضد الدولة بن بويه بعد الستين وثلاثمائة في خلافة الطائع لله بن المطيع لله ثم تهدم على طول الزمان وتخرب بخراب المدينة ولم يبق آثاره ورسمه قال المجد اللغوي

ص: 247

وقد رأيت آثاره قبل جبل سلع وظاهر ما رأيت من آثاره أنه كان متصلا بشفير وادي بطحان من المغرب وكذا أنتقل الأقشهري عن صاحب نور الأقاليم أن المدينة الشريفة عليها سور وأن مصلى العيد من غربي المدينة داخل الباب انتهى فنازل جهينة أو غالبها كانت من داخله كما سيأتي مسجدهم خلاف ما قاله المطري من أن ناحيتهم غربي حصن صاحب المدينة والسور القديم بينها وبين جبل سلع قال وعندها أثر باب للمدينة يعرف بدرب جهينة وما سبق عن المجد نقبه عن المطري ابن خلكان قلت وهو مخالف لما في الروض المعطار في أخبار الأقطار من أن إسحاق بن محمد الجعدي بنى سور المدينة المعروف عليها اليوم أي في زمنه سنة ثلاثة وستين ومائتين ولها أربعة أبواب في المشرق يخرج منه إلى بقيع

ص: 248

الغرقد وباب في المغرب يخرج منه إلى العقيق وإلى قباء وداخل هذا الباب في حوزة السور المصلى الذي كان صلى الله عليه وسلم يصلي به العيد وباب ما بين الشمال والغرب وباب آخر يخرج منه إلى قبور الشهداء بأحد اه ولعل المنسوب لأبن بويه إنما هو تجديده أو سور غيره ففي الروض المعطار أيضا بعد ما سبق أن المدينة في مستوى من الأرض كان عليها سور قديم وهي الآن عليها سور حصين منيع من التراب أي اللبن بناه قسيم الدولة المعزى ونقل إليها جملة من الناس ورتب البر إليها وقال المطري عقب قوله ولم يبق إلا آثاره حتى جدد لها جمال الدين محمد بن أبي المنصور يعني الجواد الأصفهاني سورا محكما حول المسجد الشريف على رأس الأربعين وخمسمائة من الهجرة ثم كثر الناس من خارج السور ووصل السلطان العادل نور الدين محمود بن زنكي في سنة سبع وخمسين وخمسمائة إلى المدينة الشريفة بسبب رؤيا رآها ثم ذكر ما قدمناه عنه في خاتمة الثاني عشر ثم قال أنه لما ركب متوجها إلى الشام صاح به من كان نازلا حول السور واستغاثوا وطلبوا أن يبني عليهم سور يحفظ أبنائهم وماشيتهم فأمر ببناء السور الموجود اليوم فبنى سنة ثمان وخمسين وكتب اسمه على باب البقيع فهو باق إلى تاريخ هذا الكتاب قلت وكذا إلى تأريخ كتابنا هذا وصورته في الحديث المصفح به الباب هذا ما أمر بعمله العبد الفقير إلى

ص: 249

الله تعالى محمود بن زنكي بن أقسنقر غفر الله له سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وهذا إلا تصريح فيه بعمله للسور وقال البدر بن فرحون أن نور الدين الشهيد كمل سور المدينة وهو سورها الموجود اليوم قال وما السور الذي كان داخل المدينة فإنما أحدثه جمال الدين بن أبى منصور وكان وزير الوالد الملك العادل يعني زنكي ثم أستوزره بعد زنكي غازي بن زنكي يعني أخا العادل انتهى وقد علمت أن المدة متقاربة في عمل السورين وفي كتاب شهاب الدين بن أبي شاملة قال أبن اُلأثير رأيت بالمدينة أنسانا يصلي إلى الجمعة فلما فرغ

ترحم على جمال الدين يعني الجواد فسألناه فقال يجب على كل مسلم بالمدينة أن يؤدوا له لأننا كنا في ضر وضيق مع العرب لا يتركون لأحدنا ما يواريه فبنى علينا سورا احتمينا به ممن يريدنا بسوء فكيف لا ندعو له وكان الخطيب في المدينة يقول خطبته اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن ابي منصور فلو لم يكن له هذه المكرمة لكفاه فخر فكيف وقد أصابت صدقته تخوم الأرض وأما عنايته بأهل الحرمين خصوصا أهل المدينة فكانت عظيمة وقد ذكرنا في الأصل هنا نبذة من ذلك ع عدد أبواب سور المدينة اليوم وذرع ما بين كل باب منها وبين المسجد النبوي ولم تزل الملوك يهتمون بعمارة سور المدينة وذكر المراغي أنه جدد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة أيام الصالح وصالح ولد الناصر بن قلاون وجدد أشياء منه سلطان زماننا الأشرف قايتباي وذكر البد بن فرحون أن الأمير سعد بن ثابت بن جماز ابتدأ في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة في عمل الخندق الذي حول السور المذكور ومات ولم يكمله وأكمله الأمير فضل بن قاسم بن جماز في ولايته بعده. حم على جمال الدين يعني الجواد فسألناه فقال يجب على كل مسلم بالمدينة أن يؤدوا له لأننا كنا في ضر وضيق مع العرب لا يتركون لأحدنا ما يواريه فبنى علينا سورا احتمينا به ممن يريدنا بسوء فكيف لا ندعو له وكان الخطيب في المدينة يقول خطبته اللهم صن حريم من صان حرم نبيك بالسور محمد بن علي بن ابي منصور فلو لم يكن له هذه المكرمة لكفاه فخر فكيف وقد أصابت صدقته تخوم الأرض وأما عنايته بأهل الحرمين خصوصا أهل المدينة فكانت عظيمة وقد ذكرنا

ص: 250

في الأصل هنا نبذة من ذلك ع عدد أبواب سور المدينة اليوم وذرع ما بين كل باب منها وبين المسجد النبوي ولم تزل الملوك يهتمون بعمارة سور المدينة وذكر المراغي أنه جدد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة أيام الصالح وصالح ولد الناصر بن قلاون وجدد أشياء منه سلطان زماننا الأشرف قايتباي وذكر البد بن فرحون أن الأمير سعد بن ثابت بن جماز ابتدأ في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة في عمل الخندق الذي حول السور المذكور ومات ولم يكمله وأكمله الأمير فضل بن قاسم بن جماز في ولايته بعده.

ص: 251