الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل السابع " في زيادة عثمان رضي الله عنه واتخاذه المقصورة
وفي الصحيح وسنن أبي داود عن ابن عمر عقب ما سبق عنهما في زيادة عمر ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصبة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج فقول أبي داود في روايته الأخرى ثم أنها أي جذوع النخل التي كان مبنيا بها نخرت في خلافة عثمان رضي الله عنه فبناها بالآجر فلم تزل ثابتة حتى الآن مؤول بأنه بنى أعليها بالآجر والأفافي الصحيح أصح ولمسلم عن محمود بن لبيد أن عثمان ابن عفان رضي الله عنه أراد بناء المسجد فكره الناس ذلك وأحبه أن يدعه على هيئته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجد الله بنى الله له مثله في الجنة ومعنى أحبوا أن يدعه على هيئته أي بجذوع النخل واللبن كما فعل عمر رضي الله عنه فإنما كرهوا منه بناءه بالحجارة المنقوشة لا مجرد توسعته
وليحيي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب لما ولي عثمان سنة أربع وعشرين كلمه الناس أن يزيد في مسجدهم ويشكوا إليه ضيقه يوم الجمعة حتى أنهم ليصلون في الرحاب فشاور فيه أهل الرأي من الصحابة فأجمعوا على أن يهدمه ويزيد فيه فصلى الظهر بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أني قد أردت أن أهدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزيد فيه وأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة وقد كان لي فيه سلف وإمام سبقني عمر بن الخطاب وقد شاورت أهل الرأي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجمعوا على هدمه وبنائه وتوسعه فحسن الناس يومئذ ذلك ودعوا فأصبح فدعا العمال وباشر ذلك بنفسه وكان يصوم الدهر ويصلي الليل وكان لا يخرج من المسجد وأمر بالقصة المنخولة تعمل ببطن نخل وكان أول عمل عمله في شهر ربيع الأول من سنة تسع وعشرين فرغ منه حين دخلت السنة الهلال المحرم سنة ثلاثين فكان عمله عشرة أشهر وقال الحافظ ابن حجر كان بناء عثمان رضي الله عنه للمسجد سنة ثلاثين على المشهور وقيل في آخر سنة من خلافته وهي سنة خمس وثلاثين ولعله بنى فيه حينئذ غير البناء الأول
ولأبن شبة عن أبى صالح قال كعب ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم يبنى والله لوددت أنه لا يفرغ من برج إلا سقط برج فقيل له يا أبا إسحاق أما كنت تحثنا أن صلاة فيه أفضل من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام فقال بلى ولكن فتنة نزلت من السماء ليس بينها وبين أن تقع إلا شبر ولو فرغ من بناء هذا المسجد وقعت وذلك عند قتل هذا الشيخ عثمان فقال الرجل وهل قاتله إلا كقاتل عمر قال بل مائة ألف أو يزيدون ثم يحل القتل ما بين عدن أبين إلى دروب الروم وليحيي عن خارجة بن زيد هدم عثمان المسجد وزاد في قبلته ولم يزد في شرقيه وزاد في غربيه قدر أسطوانة وبناء بالجارة المنقوشة والقصة وعسب النخل والجريد وبيضه بالقصة وقدر زيد بن ثابت أساطينه فجعلها على قدر النخل وجعل فيه طيقانا مما يلي المشرق والمغرب وذلك قبل أن يقتل بأربع سنين وزاد فيه من الشام خمسين ذراعا وعن إبراهيم بن الحرث إن عثمان زاد من القبلة فوضع جداره على حدّ المصورة اليوم أي حدّ جدارها القبلي وزاد فيه من المغرب أسطوانة بعد المربعة
قلت وفي صف الأسطوانة السابعة من المنبر أسطوانة مربع أسفلها فهي المرادة لقدّمناه في زيادة عمر وأن لم يكن في صف الأساطين التي تلي القبلة بل في الصف الذي خلف محراب الحنفية وليس المراد بالمربعة هنا الأسطوانة الرابعة من المنبر وإن زعمه المطري لما أوضحناه في الأصل فنهاية المسجد في زمنه من المغرب الثامنة من المنبر وهناك أسطوانة مربع أسفلها تواجه الداخل من باب السلام الظاهر أنها علامة لنهاية زيادته وابتداء زيادة الوليد إذ منها للجدار الغربي أسطوانتان وهما للوليد كما سيأتي والمراد المربعة الغربية التي سبق في حدود المسجد أنها كانت ركن صحنه قبل زيادة الرواقين هناك وهي السادسة من المنبر فتكون نهاية زيادة عمر ونهاية زيادة عثمان التي تليها وهي السابعة فيبقى للوليد ثلاثة أساطين في المغرب وسيأتي في زيادته ما يفهم منه ذلك أيضا وإن كان مردودا فيتحّر من ذلك قولان في نهاية زيادة عمر وعثمان رضي الله عنه وأرجحهما الأوّل ولأبن شبة نقلا عن أبن أبي يحيى إنه كانت لأبي سبرة بن أبي رهم دار موضعها عند الأسطوانة المربعة التي في المسجد اليمانية
الغربية وكانت جديدة ودار كانت هناك لعمار أبن ياسر فأدخلنا في المسجد انتهى وعبر أبن زبالة في إدخالهما أيضا بالصيغة المبينة لما لم يسم فاعله فقال وأدخل فيه من المغرب دار كانت لطلحة بن عبيد الله ودار كانت لأبي سبرة إلى أخره والظاهر إن ذلك أدخل مفرّقا في الزيادات الثلاث وليحيى عن عبد الله بن عطية بن عبد الله أبن أنبيس بنى عثمان المسجد بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده حجارة منقوشة وبها عمد الحديد فيها الرصاص وسقفه ساجا وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجعل أبوابه ستة على ما كان على عهد عمر باب عاتكة أي المعروف بباب الرحمة والباب الذي يليه أي في جهة محاذاته من المشرق وهو باب النساء وباب مروان أي المعروف بباب السلام والباب الذي يقال له باب النبيّ صلى الله عليه وسلم أي لكونه كان يدخل منه وهو باب جبريل عليه السلام وبابين مؤخر المسجد وما ذكره في الطول يقتضي أنه لم يزده على ما سبق من الذرع زمن عمر سوى عشرين ذراعا فعشر منها في القبلة لأنه زاد فيها الرواق الذي يليها وعشرة في الشام خلاف ما سبق أنه زاد فيه إلى الشام خمسين ذراعا وينبغي تأويله على إن الزيادة بلغت ذلك خمسين بضم ما زاده عمر ليجامع ما سيأتي في زيادة الوليد وإلا فالأرجح رواية المائة والستين للطول وما ذكره في العرض مردود لما سبق من كونه لم يزد في المغرب سوى أسطوانة واحدة وللاتفاق على انه لم يزد في المشرق شيئاً ولم يدخل الحجرة الشريفة ومعلوم أن وجد جدار المسجد الغربي إلى جدار الحجرة الشريفة لم يبلغ خمسين ومائة ذراع ولو بلغه فأين زيادة الوليد المتفق عليها في المغرب ولعله توهم إدخال الحجرة الشريفة في الذرع ولأبن زبالة عن عبد الله بن عمر بن حفص مدّ عمر بن الخطاب جدار القبلة إلى الأساطين التي إليها المقصورة اليوم ثم زاد في القبلة حتى بلغ جداره اليوم قال فسمعت أبي يقول لما احتيج إلى بيت حفصة قالت فكيف بطريقي إلى المسجد فقال لها نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقا مثل طريقك فأعطاها دار عبيد الله بن عمر وكانت مربدا فالقائل أعطيك عثمان لأنه أورده في زيادته ثم روى عقبة أن عثمان قدّم جدار الموضعة اليوم وأدخل بقيعة دار العباس مما يلي القبلة والشام والمغرب وأدخل بعض بيوت حفصة بنت عمر رضي الله عنه مما يلي القبلة فأقام المسجد على تلك الحال حتى زاد فيه الوليد ولأبن زبالة وابن شبة ويحيي عن عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه أن أول من عمل المقصورة بلبن عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت فيه كوى ينظر الناس منها إلى الأمام وأن عمر ابن عبد العزيز هو الذي جعلها من ساج حين بنى المسجد زاد الأول والأخير عن عيسى ابن محمد بن السائب وغيره وأستعمل عليها عثمان بن السائب بن خباب وكان رزقه دينارين في كل شهر فتوفى عن ثلاثة رجال فتواسوا في الدينارين فجريا في الديوان على ثلاثة منهم إلى اليوم وقال ابن زبالة قال مالك بن أنس لما أستخلف عثمان عمل مقصورة من لبن يصلي فيها الناس خوفا من الذي أصاب عمرو وكانت صغيرة قلت لكن في العتبية قال مالك أول من جعل المقصورة مروان بن الحكم حين طعنه اليماني وجعل فيها تشبيكا انتهى وليحيي عن عبد الحكم بن عبد الله بن حنطب أول من أحدث المقصورة مروان بناها بالحجارة المنقوشة وجعل لها كوى وكان بعث ساعيا إلى تهامة فظلم رجلا يقال له دب فجاء فقام حيث يريد أن يقوم مروان حتى أراد أن يكبر ضربه بسكين فلم تصنع شيئاً فقال مروان ما حملك على هذا قال بعثت عاملك فأخذ ذودي وتركني وعيالي لا نجد شيئاً فقلت أذهب إلى الذي بعثك فاقتله فحبسه مروان ثم أمر فاغتيل سرا فكانت المقصورة ولأبن شبة أيضا نحوه وقال النووي أول من أتخذ المقصورة في المسجد معاوية رضي الله عنه حين ضربه الخارجي انتهى وجعلها المهدي من ساج أيضا وخفضها وكانت مرتفعة ذراعين عن وجه المسجد فأوطأها مع المسجد وجعلها على الرواق الذي يلي القبلة كله وسماه بن جبير بلاطا فقال والبلاط المتصل بالقبلة تحويه مقصورة تكتنفه طولا من غرب إلى شرق والمحراب فيها انتهى وقد احترقت في الحريق الأوّل. غربية وكانت جديدة ودار كانت هناك لعمار أبن ياسر فأدخلنا في المسجد انتهى
وعبر أبن زبالة في إدخالهما أيضا بالصيغة المبينة لما لم يسم فاعله فقال وأدخل فيه من المغرب دار كانت لطلحة بن عبيد الله ودار كانت لأبي سبرة إلى أخره والظاهر إن ذلك أدخل مفرّقا في الزيادات الثلاث وليحيى عن عبد الله بن عطية بن عبد الله أبن أنبيس بنى عثمان المسجد بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده حجارة منقوشة وبها عمد الحديد فيها الرصاص وسقفه ساجا وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجعل أبوابه ستة على ما كان على عهد عمر باب عاتكة أي المعروف بباب الرحمة والباب الذي يليه أي في جهة محاذاته من المشرق وهو باب النساء وباب مروان أي المعروف بباب السلام والباب الذي يقال له باب النبيّ صلى الله عليه وسلم أي لكونه كان يدخل منه وهو باب جبريل عليه السلام وبابين مؤخر المسجد وما ذكره في الطول يقتضي أنه لم يزده على ما سبق من الذرع زمن عمر سوى عشرين ذراعا فعشر منها في القبلة لأنه زاد فيها الرواق الذي يليها وعشرة في الشام خلاف ما سبق أنه زاد فيه إلى الشام خمسين ذراعا وينبغي تأويله على إن الزيادة بلغت ذلك خمسين بضم ما زاده عمر ليجامع ما سيأتي في زيادة الوليد وإلا فالأرجح رواية المائة والستين للطول وما ذكره في العرض مردود لما سبق من كونه لم يزد في المغرب سوى أسطوانة واحدة وللاتفاق على انه لم يزد في المشرق شيئاً ولم يدخل الحجرة
الشريفة ومعلوم أن وجد جدار المسجد الغربي إلى جدار الحجرة الشريفة لم يبلغ خمسين ومائة ذراع ولو بلغه فأين زيادة الوليد المتفق عليها في المغرب ولعله توهم إدخال الحجرة الشريفة في الذرع ولأبن زبالة عن عبد الله بن عمر بن حفص مدّ عمر بن الخطاب جدار القبلة إلى الأساطين التي إليها المقصورة اليوم ثم زاد في القبلة حتى بلغ جداره اليوم قال فسمعت أبي يقول لما احتيج إلى بيت حفصة قالت فكيف بطريقي إلى المسجد فقال لها نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقا مثل طريقك فأعطاها دار عبيد الله بن عمر وكانت مربدا فالقائل أعطيك عثمان لأنه أورده في زيادته ثم روى عقبة أن عثمان قدّم جدار الموضعة اليوم وأدخل بقيعة دار العباس مما يلي القبلة والشام والمغرب وأدخل بعض بيوت حفصة بنت عمر رضي الله عنه مما يلي القبلة فأقام المسجد على تلك الحال حتى زاد فيه الوليد ولأبن زبالة وابن شبة ويحيي عن عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه أن أول من عمل المقصورة بلبن عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت فيه كوى ينظر
الناس منها إلى الأمام وأن عمر ابن عبد العزيز هو الذي جعلها من ساج حين بنى المسجد زاد الأول والأخير عن عيسى ابن محمد بن السائب وغيره وأستعمل عليها عثمان بن السائب بن خباب وكان رزقه دينارين في كل شهر فتوفى عن ثلاثة رجال فتواسوا في الدينارين فجريا في الديوان على ثلاثة منهم إلى اليوم وقال ابن زبالة قال مالك بن أنس لما أستخلف عثمان عمل مقصورة من لبن يصلي فيها الناس خوفا من الذي أصاب عمرو وكانت صغيرة قلت لكن في العتبية قال مالك أول من جعل المقصورة مروان بن الحكم حين طعنه اليماني وجعل فيها تشبيكا انتهى وليحيي عن عبد الحكم بن عبد الله بن حنطب أول من أحدث المقصورة مروان بناها بالحجارة المنقوشة وجعل لها كوى وكان بعث ساعيا إلى تهامة فظلم رجلا يقال له دب فجاء فقام حيث يريد أن يقوم مروان حتى أراد أن يكبر ضربه بسكين فلم تصنع شيئاً فقال مروان ما حملك على هذا قال بعثت عاملك فأخذ ذودي وتركني وعيالي لا نجد شيئاً فقلت
أذهب إلى الذي بعثك فاقتله فحبسه مروان ثم أمر فاغتيل سرا فكانت المقصورة ولأبن شبة أيضا نحوه وقال النووي أول من أتخذ المقصورة في المسجد معاوية رضي الله عنه حين ضربه الخارجي انتهى وجعلها المهدي من ساج أيضا وخفضها وكانت مرتفعة ذراعين عن وجه المسجد فأوطأها مع المسجد وجعلها على الرواق الذي يلي القبلة كله وسماه بن جبير بلاطا فقال والبلاط المتصل بالقبلة تحويه مقصورة تكتنفه طولا من غرب إلى شرق والمحراب فيها انتهى وقد احترقت في الحريق الأوّل.