الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في بقية أودية المدينة
وهي:
" وادي بطحان " لابن شبة والبزاز عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا أن بطحان على ترعة من ترع الجنة قال أبن شبة وأما بطحان وهو الوادي المتوسط بيوت المدينة فإنه يأخذ من ذي الجدر قرارة في الحرة يمانية من حليات الحرة العليا حرة معصم ويفترش في الحرة حتى يصب على جفاف ويمر فيه حتى يفضي إلى فضاء بني خطمة والأعوص ثم يسير حتى يرد الجسر ثم يستبطن وادي بطحان حتى يصب في زغابة ولابن زبالة أنه يأتي من الحلأتين حلأتي صعب على سبعة أميال من المدينة أو نحو ذلك ثم يصل إلى وادي جفاف شرقي مسجد قباء ولذا جعل المطري
الترجمة لجفاف ولأول بطحان قرب الماجشونية وآخره غربي مساجد الفتح ويشاركه رانوناء في المجرى من قبل المصلى لأنها تصب فيه " ووادي رانوناء " ويقال رانون قال أبن شبة يأتي سيلها من مقمن جبل في يماني عيرو من جرش شرقي الحرة ثم يصب على قرين صريحة أي المعروف بقرين الضرطة ثم على سّ عبد الله بن عمرو بن عثمان أي المعروف بسدّ عنتر ثم يتفرق في الصفاصف فيصب بالعصبة ثم يستنبطها حتى يعترض قباء يمينا ثم يدخل عوسا أي المعروفة بحو ساثم بطن ذي خصب ثم يجتمع ما جاء من الحرة وما جاء من ذي خصب ثم يقترن بذي صلب ثم يستبطن السرارة ألتي ببني بياضة ثم يكرّ على تعر البركة أي ببني بياضة أيضا ثم يفترق فرقتين
فتمرّ فرقة على بئر جشم أي ببني بياضة تصب في سكة الخليج حتى تفرغ في وادي بطحان وتصب الأخرى في وادي بطحان انتهي ولأبن زبالة أن رانوناء تأتي من بين سدّ عبد الله العثماني وبين الحرة ويلتقي معه إذا أخر عند الجبل الذي له مقمن أو مكمن وذو صلب يأتي من السدّ ذو ريش من جوف الحرة أي بأدنى بيوت بياضة وفي رواية له أن صدر سيل ذي صلب من رانوناء وصدر رانوناء من النجيب ثم يسكب ذو صلب ورانوناء في سدّ عبد الله العثماني ثم في شاحطة وأموال العصبة ثم في عوسا ثم في بطحان ثم يلتقي هو وبطحان عند دار الشواترة وهي في عداد بني زريق انتهى.
" وادي قناة " نزله تبع فلما شخص منه قال هذه قناة الأرض فسمى به ويسمى بالشظاة أيضا وفي القاموس أنه عند المدينة يسمى قناة ومن أعلى منها عند سدّ نار الحرة يسمى بالشظاة وقال أبن شبة وادي قناة يأتي من وج أي وج الطائف
وقال المدائني قناة واد يأتي من الطائف ويصب في الأرحظية وقرقرة الكدر ثم يأتي بئر معاوية ثم يمرّ على طرف القدوم في أصل قبور الشهداء بأحد ثم ينتهي إلى مجتمع السيول بزغابة وقال أبن زبالة سيل قناة إذا استجمعت تأتي من الطائف وهو أحد فحول أودية المغرب فيأتي من المشرق حتى يصل السدّ الذي أحدثته نار الحرة
وأنقطع هذا الوادي بسببه ثم أنحرف سنة تسعين وستمائة فجرى الوادي سنة يملأ ما بين الجبلين وسنة أخرى دون ذلك ثم أنحرف بعد السبعمائة فجرى سنة أو أزيد ثم انخرق سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بعد تواتر الأمطار فحفر واديا آخر غير مجراه الذي على مشهد سيدنا حمزة قبيلة وقبلي جبل عينين وبقى المشهد وجبل عينين فيوسط المسيل نحو أربعة أشهر لا يقدر أحد على الوصول إليهما إلا بمشقة وكان أهل المدينة يقفون على التل الذي خارج باب البقيع فيشاهدونه ولو زاد مقدار نصف ذراع في الارتفاع وصل إلى المدينة ثم أستقر في الواديين القبلي والشمالي قريبا من سنة وكشف عن عين قديمة قبلي الوادي جددها الأمير ودي ثم دثرت.
" ووادي مذينب " ويقال مذينيب وهو شعبة من سيل بطحان لأنه يفرغ فيه بعد أن يأتي إلى الروضة روضة بني أمية ثم يتشعب نحوا من خمسة عشر جزأ في أموال بني أمية ثم يخرج من أموالهم حتى يدخل في بطحان وصدور مذينب وبطحان من الحلأتي صعب ومصبها في زغابة نقله أبن زبالة وسيأتي في مهزور عن أبن شبة ما يقتضي أن مذينيب من أصل مهزور وأنه يجتمع معه بفضاء بني خطمة ووجهه أن أصل الجميع حرة واحدة ومذينيب يشق في زماننا من الحرة الشرقية قبلي بني قريظة فيمرّ بقربه قديمه شرقي العهن
والنواعم ثم يتشعب في الأموال ثم يخرج من الموضع المعروف ببقيع الزرندي ومن الناصرية فيصب في الوادي الذي يأتي من جفاف شرقي مسجد الفضيخ ثم يأتي الفضاء الذي خلف الماجشونية فيلقاه هناك شعبة من مهزور ويصبان هناك جميعا اليوم في بطحان ولذا قال المطري مذينيب شرقي جفات يلتقي وهو وجفات أي الذي هو أصل بطحان فوق مسجد الشمس ثم يصبان في بطحان ويلتقيان مع رانوناء ببطحان فيمران بالمدينة غربي المصلى انتهى.
" ووادي مهزور " صدره حرة شوران على ما قال أبن زبالة ويصب في أموال بني قريظة ثم يأتي المدينة وكان يمر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل ألذي كان يمر فيه معجب وقال ابن شبة أن سيل مهزور يأخذ من الحرة الشرقية ومن هكر وحرة صمعة حتى يأتي أعلى حلأة بني قريظة ثم يسلك منه سعيب فيأخذ على بني
أمية بن زيد بين البيوت في واد يقال له مذينب ثم يلتقي هو وسيل بني قريظة بقضاء بني خطمة ثم يجتمع الواديان جميعا مهزور ومذينب فيفترقان في الأموال ويدخلان صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها إلا مشربة أم إبراهيم ثم يفضي إلى الصورين قصر مروان بن الحكم ثم يأخذ بطن الوادي على قصر بني يوسف ثم يأخذ في البقيع حتى يخرج بني جديلة والمسجد أي النبوي بطن مهزور وآخر كومة أبي الحمراء ثم يمضي فيصب في وادي قناة انتهى والشعبة التي تلقي مذينب من مهزور إنما تصب اليوم معه في بطحان والذي يسقي الصدقات شعبة أخرى تمرّ بالصافية وما يليها من الصدقات ثم بالموضع المعروف بالقصور ثم بما حول البقيع وأتخذ لها الزيني مرجان شيخ الخدام طريقا من ناحية الصدقات حتى تصب في بطحان أيضا لئلا تفسد النخيل لتي حول البقيع ولم يتعرض أبن شبة للشعبة ألتوي تشق من مهزور في الحرة الشرقية إلى العريض وهي معظم مهزور بسبب السدّ المبني هناك فيصب في قناة وقد قال أبن شبة أن مهزور سال في ولاية عثمان سيلا عظيما خيف على المدينة منه الغرق فعمل عثمان الردم الذي عند بئر مدرى ليرد به السيل عن المسج النبوي والمدينة وتقدم في بئر أريس عن أبن زبالة ما يقتضي أن عثمان
صرفه حتى يصب في بطحان وسال مهزور في خلافة المنصور سنة بضع وخمسين ومائة حتى ملأ الصدقات النبوية وصار الماء في برقة إلى أنصاف النخيل فخيف على المسجد فخرج الناس إليه فدلوا على مصرفه فحفروا في برقة فأبدوا عن حجارة منقوشة ففتحوها فأنصرف الماء فيها وغاص إلى بطحان دلهم على ذلك عجوز مسنة من أهل العالية قال أبن شبة وأبن زبالة وزاد أن في تلك الليلة هدمت بيوت بطحان أي جشم بن الحرث بالسخ قرب بطحان لصرف الماء إلى جهتهم والخصام مع الزبير في سراح الحرة التي يسقون بها كان في مهزور كما أوضحناه في الأصل قال الزبير بن بكار ثم يلتقي سيل العقيق ورانون وإذا خروا ذي صلب وذي ريش وبطحان ومعجب ومهزور وقناة بزغابة وسيول العوالي هذه يلقي بعضها بعضا قبل أن يلقي العقيق أي لما فصلناه فيما سبق ثم يجتمع فيلتقي بزغابة عند أرض سعد بن أبي وقاص وذلك أعلى وادي أضم سمي به لانضمام السيول واجتماعها به كما أشار إليه أبن شبة ويسمى اليوم بالضيقة
قال الزبير ثم تمضي هذه السيول فتنحدر على عين أبي زياد والصورين لفي أدنى الغابة ثم يلقاها وادي نعمان أسفل عين أبي زياد ثم ينحدر ثم يلتقي وادي ملل بذي خشب وظلم والجنية ويلقاها من المغرب بواط والحرار ومن المشرق ذو أوان ثم الأثمة يلقاها وادي برمة من الشام ووادي ترعة من القبلة ثم يلتقي هو ووادي العيص من القبلة ثم يلقاه وادي حجر ووادي الجزل الذي به السقيا والرحبة في نخل ذي المروة ثم عمودان في أسفل المروة ثم يلقاه واد يقال له سفان حين يفضي إلى البحر عند جبل يقال له أراك ثم يدفع في البحر من ثلاثة أمكنة يقال لها اليعبوب والبنيجة وحقيب انتهى وذكرنا في الأصل ما في كلام المطري من المخالفة لما ذكره من أن مصبه في البحر من ناحية أكرى في طريق مصر.