المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ فلما أهذرا في التهاجي وأفحشا، كتب معاوية بن أبي سفيان، وهو الخليفة يومئذ إلى سعيد بن - الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار

[الزبير بن بكار]

فهرس الكتاب

- ‌«أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ أَشْرَكَهُ اللَّهُ فِي سُلْطَانِهِ فَجَارَ فِي حُكْمِهِ» .قَالَ الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ:

- ‌«مَنْ تَعَرَّضَ لِلْتُهْمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَ الْخِيَارُ إِلَيْهِ، وَمَنَ أَفْشَاهُ كَانَ

- ‌ هَذَا وَالِدِي حَقًّا…وَمَا كُنْتُ بِهِ عَقًّابَذَلْتُ الْمَالَ فِي رِفْقٍ…وَمَا كُنْتُ بِهِ نَزْقًافَلَمَّا خَفَّ مِنْ مَالِي

- ‌«أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ»

- ‌ مَا تَصْنَعُ بِعَهْدِي يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَتَّخِذَهُ إِمَامًا وَلا أَعْصِيهِ.قَالَ: ارْدُدْ عَلَيَّ عَهْدِي.قَالَ: تَعْزِلُنِي

- ‌ خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فِي غَزْوَةِ إِفْرِيقِيَّةَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ جُرْجِيرَ مَلِكِ الْغَرْبِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ

- ‌ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، فَقَالَتْ عَائِشَةُ:فَإِنْ تَكُ نَاعِيًا فَلَقَدْ نَعَاهُ…نَعِيٌّ لَيْسَ فِي فِيهِ

- ‌ حَضَرَ قَوْمٌ مِنْ قُرَيشٍ مَجْلِسَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَمَيَّةَ

- ‌ أَلَسْتَ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ؟ ، قَالَ: لا، وَلَكِنَّنِي مِمَّنْ حَضَرَهُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ.قَالَ: وَمَا مَنَعَكَ مِنْ نَصْرِهِ؟ قَالَ: لَمْ

- ‌ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِ جَوَارِيهِ، فَقَالَ لَهُنَّ: تُغَنِّيِنَّ لِمَعْبَدٍ؟ فَفَعَلْنَ.فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحِدَاءُ.فَقَالَ لَهُنَّ:

- ‌ لا تَنْتَفِيَنَّ مِنْ وَلَدٍ نَكَحْتَ أُمَّهُ، وَاعْلَمْ أَنْ كُلَّ أَمَانَةٍ مُؤَدَّاةٌ، وَأَنَّ الرَّغَائِبَ فِي رَكْعَتِي

- ‌«مَنْ كَثُرَ مَالُهُ اشْتَدَّ حِسَابُهُ، وَمَنْ كَثُرَ تَبَعُهُ كَثُرَ شَيْاطِينُهُ، وَأَنَّ الْعَبْدَ كُلَّمَا ازْدَادَ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا

- ‌ لَمَّا ادَّعَى مُعَاوِيَةُ زِيَادًا، وَآثَرَ عَمْرَو بْنِ الْعَاصِ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَرَّبَهُمَا دُونَهُمْ جَزِعَ بَنُو أُمَيَّةَ مِنْ ذَلِكَ

- ‌ دَفْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَامَ عَلِيٌّ عَلَى الْقَبْرِ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:لُكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ

- ‌«رَحِمَ اللَّهُ مَالِكًا وَمَا مَلَكَ، لَوْ كَانَ مِنْ جَبَلٍ لَكَانَ فِنْدًا، أَوْ مِنْ حَجَرٍ لَكَانَ صَلْدًا، عَلَى مِثْلِ مَالِكٍ فَلْتَبْكِ

- ‌ أُتِيُ عُمَرُ بِبُرُودٍ، فَقَالَ لِلَّذِي أَتَاهُ بِهَا: أَخْرِجْ لِي خَيْرَهَا وَشَرَّهَا، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِالْحَسَنِ، فَلَمَّا أَتَاهُ دَفَعَ

- ‌ وَلِينَاكُمْ قَرِيبًا، وَعَدْلُنَا عَلَيْكُمْ خَيْرٌ مِنْ خُطَبِنَا فِيكُمْ، وَإِنْ أَعِشْ يَأْتِكُمُ الْكَلامُ عَلَى جِهَتِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ

- ‌ رَدَدْتُ أَمْرَ الْمُسِلِمِينَ إِلَيْكَ فَدَبِّرْهُمْ بِرَأْيِكَ، وَاتَّقِ اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ مَعَادُكَ، فَقَدْ أَخْرَجْتُ مِنْ رَقَبَتِي ذَلِكَ

- ‌ مَا نُطْعِمُكَ يَا ابْنَ حَسَّانٍ؟ قَالَ: سَمَكًا.قَالَ: فَمَا نَسْقِيكَ؟ قَالَ: سَوِيقًا.فَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الأَهْتَمِ

- ‌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانٍ كَانَ يُشَبِّبُ بِابْنَةِ مُعَاوِيَةَ، وَيَذْكُرُهَا فِي شِعْرِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاوِيَةَ: لَوْ جَعَلْتَهُ

- ‌ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ: أَطَعَامُ يَدٍ أَمْ طَعَامُ يَدَيْنِ؟ قَالَ: فَإِذَا قَالَ لَهُ: طَعَامُ يَدَيْنِ.لَمْ يَأْكُلْ، وَهُوَ الشِّوَاءُ

- ‌ فَلَمَّا أَهْذَرَا فِي التَّهَاجِي وَأَفْحَشَا، كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ الْخَلِيفَةُ يَوْمَئِذٍ إِلَى سَعِيدِ بْنِ

- ‌ أَهْدَى الْمُقَوْقِسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مَارِيَةَ ابْنَةَ شَمْعُونَ

- ‌ لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَلَّمَ أَهْلُ مَكَّةَ عُثْمَانَ بْنَ شَيْبَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهُمْ حَتَّى

- ‌ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيَّ، وَكَانَ رَجُلا مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ، قَامَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، عَلَى مَا

- ‌«أُوصِي مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَدَّقَنِي بِوِلايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، مَنْ تَوَلاهُ فَقَدْ تَوَلانِي، وَمَنْ تَوَلانِي فَقَدْ تَوَلَّى

- ‌ خَذَلَنِي النَّاسُ، حَتَّى وَلَدِي وَأَهْلِي، فَلَمْ يَبْقَ مَعِي إِلا الْيَسِيرُ مِمَّنْ لَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الدَّفْعِ أَكْثَرَ مِنْ صَبْرِ

- ‌ ابْنِنَا عِنْدَكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا، وَأَحْسِنْ إِلَيْنَا فِي فِدَائِهِ، فَإِنَّا سَنَرْفَعُ لَكَ فِي الْفِدَاءِ.قَالَ: «مَنْ هُوَ»

- ‌ زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ مَوْلاتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِهِ

- ‌ لَمَّا هَاجَرَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كَلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ "، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عَمْرِو

- ‌«اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي مَا كَانَتِ الْوَفَاةُ

- ‌ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الَّتِي أَخْرَجَتْهَا عَادَةُ الْمِرَاءِ وَالضَّلالَةِ، وَصَدَفَ بِهَا عَنِ الْحَقِّ الْهَوى وَالزَّيْغُ، إِنِّي نَذِيرٌ

- ‌ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ لَهُ: يَا خِبْثَةُ، شَيْخًا جَوَّالا فِي الْفِتَنِ، مَعَ أَبِي تُرَابٍ مَرَّةً، وَمَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ

- ‌ النَّاسَ قَدْ رَفَعَوا أَعْيُنَهُمْ وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْ نَظَرْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فِيهِ لُوْثَةٌ

- ‌«لا قَوَدَ إِلا بِالسَّيْفِ» ، وَنَهَى عَنِ الْمُثْلَةِ.ثُمَّ قَالَ لِشَرِيكٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَلَمْ يَقْتُلْهُ ثُمَّ ثَنَّى فَلَمْ

- ‌«إِنْ لَمْ تَجَدْ مِنْ صُحْبَةِ الرِّجَالِ بُدًّا، فَعَلَيْكَ بِمَنْ إِنْ صَحِبْتَهُ زَانَكَ، وَإِنْ خَفَضْتَ لَهُ صَانَكَ، وَإِنْ وَعَدَكَ لَمْ

- ‌ أَخْبِرْنَا عَنَّا وَعَنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ

- ‌ أَلا تَخَافُ أَنْ تُؤْتَى مِنْ قِبلِ ظَهْرِكَ؟ فَيَقُولُ: إِذَا أَمْكَنْتُ عَدُوِّي مِنْ ظَهْرِي فَلا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ إِنْ أَبْقَى

- ‌ مِصْرَ قَدِ افْتُتِحَتْ، أَلا وِإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أُصِيبَ رحمه الله، وَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ

- ‌«فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتَلأْلأُ وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَطْولَ مِنَ الْمَرْبُوعِ، وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ، عَظِيمَ

- ‌ الْخَطِّ، فَقَالَ: «عِلْمٌ أُوتِيَهُ نَبِيٌّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمُهُ عِلْمَ ذَلِكَ النَّبِيِّ فَقَدْ عَلِمَ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْهُ فَقَدْ

- ‌ اشْتَرَكَ ثَلاثَةٌ فِي ظَهْرِ امْرَأَةٍ، فَوَلَدَتْ، فَجَاءَتْ بِغُلامٍ، فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ يَدَّعِيهِ، فَدَعَا عُمَرُ بْنُ

- ‌ ثَلاثَةَ نَفَرٍ تَقَدَّمُوا إِلَيْهِ، وَقَدِ اشْتَرَكُوا فِي ظَهْرِ امْرَأَةٍ، فَقَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ، وَقَدْ جَاءَتْ بِوَلَدٍ

- ‌«طَعْامَانِ وَشَرَابَانِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، لا حَاجَةَ لِي بِهِ، وَإِنْ كُنْتُ لا أُحُرِّمُهُ، وَلَكِنْ أُحِبُّ أَنْ يَرَانِي اللَّهُ

- ‌«تُوشِكُونَ أَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ، وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَأَنْ يُغْدَا عَلَى أَحَدِكُمْ بِجَفْنَةِ، وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِأُخْرَى

- ‌«مَا لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ» ؟ فَسَكَتُّ، حَتَّى أَعَادَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «فَلَعَلَّكَ تُرِيدُ

- ‌«يَأْتِي الأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ، فَيُذَكِّرُهُمْ وَيُحَذِّرُهُمْ وَيُنْذِرُهُمْ، وَيَأْتُونَهُ

- ‌ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ، فِيهِمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَسَعِيدُ

- ‌«إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا، وَلا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا ثَلاثًا، فَإِنْ زَنَتِ الرَّابِعَةَ فَلْيَبِعْهَا، وَلَوْ بِضَفِيرٍ مِنْ

- ‌ مَرْوَانَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ أَمَرَ لِلْنَاسِ بِنِصْفِ عَطَائِهِمْ.وَقَالَ: إِنَّ الْمَالَ قَصَّرَ، وَقَدْ أَمَرْتُ لَكُمْ بِالنِّصْفِ

- ‌ أَجْوَدُ النَّاسِ حَيًّا وَمَيَّتًا حَاتِمٌ.قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ قُرَيْشٍ لَيُعْطِي فِي مَجْلِسٍ

- ‌ مَاوِيَّةَ بِنْتَ عَفْزَرَ كَانَتْ مَلِكَةً، وَكَانَتْ تَتَزَوَّجُ مَنْ أَرَادَتْ، وَأَنَّهَا بَعَثَتْ غِلْمَانًا لَهَا، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يَأْتُوهَا

- ‌ أَنَا لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» .قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا حَدِيثُ أَبِي زَرْعٍ وَأُمِّ زَرْعٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى

- ‌ دَخَلَ عَمْرُو بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعِنْدَهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ، وَشَرِيكُ بْنُ الأَعْوَرِ

- ‌ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَحْمَدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فِي الْكِتَابِ الأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ، ثُمَّ قَالَ:

- ‌«مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»

- ‌«كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ»حَدَّثَنِي أَخِي هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ

- ‌ مِنْكُمْ لَمَنْ سَبَقَنِي فَرَأَى قَبْلِي، وَرَأَيْتُ بَعْدَهُ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ خَصَاصَةً إِلا أَلْصَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ

- ‌ هَزَزْتُ ذَوَائِبَ الرِّجَالِ إِلَيْكَ، إِذْ لَمْ أَجَدْ مُعَوَّلا إِلا عَلَيْكَ، وَمَا زِلْتُ أَسْتَدِلُّ الْمَعْرُوفَ عَلَيْكَ، وَأَجْعَلُ

- ‌«لا يَبْعُدَنَّ ابْنُ هِنْدٍ إِنْ كَانَتْ فِيهِ لَمَخَارِجُ لا تَجِدُهَا فِي أَحَدٍ بَعْدَهُ، وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنُفَرِّقُهُ فَيَتَفَارَقُ

- ‌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ الْخَلْقُ وِالأَمْرُ، وَمُلْكُ الدُّنْيَا وَالَآخِرَةِ، يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يُشَاءُ، وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ

- ‌«الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ» ، مَا أَنَكْرَنْا إِمْرَةَ الأَنْصَارِ، وَلَكَانُوا لَهَا أَهْلا، وَلَكِنَّهُ قَوْلٌ لا شَكَّ فِيهِ وَلا خيَارَ

- ‌ النِّعْمَةَ إِذَا حَدَثَتْ حَدَثَ لَهَا حُسَّادٌ حَسْبُهَا وَأَعْدَاءٌ قَدْرُهَا، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُحْدِثْ لَنَا نِعَمًا لِيُحْدِثَ لَهَا حُسَّادٌ

- ‌ أُتِي عُمَرُ بَجَوْهَرِ كِسْرَى، وُضِعَ فِي الْمَسْجِدِ، فَطَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَصَارَ كَالْجَمْرِ، فَقَالَ لِخَازَنِ بَيْتِ الْمَالِ:

- ‌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام يَسْتَشْفِعُ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: «حَمَّالُ الْخَطَايَا! لا وَاللَّهِ لا أَعُودُ

- ‌ يَخْطُبُ، فَأَكَبَّ النَّاسُ حْوَلَهُ، فَقَالَ: «اجْلِسُوا يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ» ! فَصَاحَ بِهِ طَلْحَةُ: «إِنَّهُمْ لَيْسُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ

- ‌ أَمَا لِكِتَابِ اللَّهِ نَاشِدٌ غَيْرُكَ» ! فَجَلَسَ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ، فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ

- ‌ زِنْبَاعَ بْنَ رَوْحِ بْنِ سَلامَةَ الْجُذَامِيَّ يَعْشُرُ مَنْ يَمُرُّ بِهِ لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ، قَالَ: فَعَمَدْنَا إِلَى مَا مَعَنَا

- ‌«كَيْفَ عِلْمُكَ بِمُضَرَ» ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعَلَمُ النَّاسِ بِهِمْ.تَمِيمٌ هَامَتُهَا وَكَاهِلُهَا الشَّدِيدُ الَّذِي

- ‌«أَجِيزُوا بَطْنَ عَرَفَةَ، فَإِنَّمَا هُمْ إِذْ أَسْلَمُوا إِخْوَانُكُمْ» .قَالَ: " فَعَلَّمَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ أَذِنَ عُمَرُ لِلنَّاسِ فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ برَاقَةَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا يَعْرُجُ، فَأَنْشَدَ أَبْيَاتًا، يَقُولُ فِيهَا:مَا إِنْ

- ‌ يُعْطِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ، فَقَالَ لَهُ: فُرَاتُ، مَنِ الَّذِي يَقُولُ: "الْفَقْرُ يُزْرِي بِالْفَتَى فِي قَوْمِهِ

- ‌ أَشْعَرَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى، وَكَانَ أَشْعَرَ أَهْلِ الإِسْلامِ ابْنُهُ كَعْبٌ، وَمَعْنُ بْنُ أَوْسٍ "عَنِ

- ‌«قُلْ شِعْرًا تَقْتَضِيهِ السَّاعَةُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ» .ثُمَّ أَبَدَّهُ بَصَرُهُ، فَانْبَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، يَقُولُ:إِنِّي

- ‌ لا تَزِيدُوا فِي مُهُورِ النِّسَاءِ عَلَى أَرْبَعِينَ أُوْقِيَّةٍ، وَلَوْ كَانَتْ بِنْتُ ذِي الْغُصَّةِ، يَعْنِي يَزِيدَ بْنَ الْحُصَيْنِ

- ‌ أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ زَوْجِي يَصُومُ النَّهَارَ

الفصل: ‌ فلما أهذرا في التهاجي وأفحشا، كتب معاوية بن أبي سفيان، وهو الخليفة يومئذ إلى سعيد بن

وَكُنْتَ أَذَلَّ مِنْ وَتَدٍ بِقَاعٍ

يُشَعِّثُ رَأْسَهُ بِالْفِهْرِ وَاجٍ

وَلَولاهُمْ قُسِرْتَ وَطِبْتَ نَفْسًا

لَنَا يَا ابْنَ الْمَفَاضَةِ بِالْخَرَاجِ

هُمْ دُعْجٌ وَنَسْلُ أَبِيكَ زُرْقٌ كَأَنَّ عُيُونَهُمْ فِلَقُ الزُّجَاجِ

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ:

وَلِلأَنْصَارِ أَكُلٌ فِي قُرَاهَا

لِخُبْثِ الْمَطْعِمَاتِ مِنَ الدَّجَاجِ

وَأَرْبَى مِنْ خَمِيرِهِمُ وَأَبْقَى

عَلَى لُؤْمِ الْهَوَانِ مِنَ الرِّتَاجِ

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ:

أَبِي لَكُمْ فِي الْكُفْرِ نَكْلا

وَفِي الْإِسْلامِ كُنْتُ لَكُمْ عِلاطَا

لَقَدْ أَدْرَكْتُ عِنْدَكُمُ حَدِيثًا

وَمَا تَضَعُونَ فِي بَيْتٍ بِسَاطَا

وَمَا لِنِسَائِكُمُ إِذْ ذَاكَ رَقْمٌ

سِوَى أَدَمٍ تُشَقِّقُهُ رِهَاطَا

وَلا لِجَمِيعِهِمْ إِلا رِدَاءٌ

قَدِ اشْتَرَطُوا لِلُبْسَتِهِ اشْتِرَاطَا

صَغِيرُ الرَّأْسِ لَيْسَ بِذِي اتِّسَاعٍ

وَلَوْ شَقُّوهُ أُعْجِلَ أَنْ يُخَاطَا

وَقَالَ أَيْضًا:

حَدِيثَكَ إِذْ أَتَاكَ بِعَيْبةٍ

رَجُلٌ يَظُنُّكَ صَالَحًا وَأَمِينَا

فَبَقَرْتَهَا بَقْرَ الْحُوَارِ بِمِعْوَلٍ

يُدْعَا لِوَجْدٍ مُذْلَقًا مَسْنُونَا

إِنَّ اللَّعِينَ أَبُوكَ فَارْمِ عِظَامَهُ

إِنْ تَرْمِ تَرْمِ مُخَلَّجًا مَجْنُونَا

خَمِيصَ الْبَطْنِ مِنْ عَمَلِ التُّقَى

وَيَظَلُّ مِنْ عَمَلِ الْخَبِيثِ بَطِينَا

قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِذَا مَشَى يَتَكَفَّأُ، وَكَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يُحْكِيهِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَرَآهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ:«فَكَذَلِكَ فَلْتَكُنْ» .

فَكَانَ الْحَكَمُ مُخْتَلِجًا.

فَعَيَّرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِذَلِكَ

143 -

حَدَّثَنِي الأَثْرَمُ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: "‌

‌ فَلَمَّا أَهْذَرَا فِي التَّهَاجِي وَأَفْحَشَا، كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ الْخَلِيفَةُ يَوْمَئِذٍ إِلَى سَعِيدِ بْنِ

الْعَاصِ، وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ: أَنْ يَجْلِدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ سُوطٍ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ لَمْ يَمْدَحْ أَحَدًا قَطُّ إِلا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ.

فَكَرِهَ أَنْ يُقدَّمَ عَلَيْهِ بِالضَّرْبِ، وَكَرِهَ أَنْ يَجْلِدَ ابْنَ عَمِّهِ.

فَكَفَّ عَنْهُمَا، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُوَلِّي سَعِيدًا الْمَدِينَةَ سَنَةً وَمَرْوَانَ سَنَةً.

فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي يَعْقُبُ فِيهَا سَعِيدٌ مَرْوَانَ.

قَالَ: فَأَخَذَ مَرْوَانُ ابْنَ حَسَّانٍ فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوطٍ، وَلَمْ يَضْرِبْ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ.

وَكَانَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ، وَكَانَ أَثِيرًا عِنْدَهُ مَكِينًا، فَلَمْ يِلْتَفِتْ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ، وَإِلَى مَا صُنِعَ بِهِ.

قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابنُ حَسَّانٍ يُعَاتِبُهُ:

لَيْتَ شِعْرِي أَغَائِبٌ أَنْتَ بِالشَّامِ

خَلِيلِي أَمْ رَاقِدٌ نَعْمَانُ

أَيَّةُ مَا يَكُنْ فَقَدْ يَرْجِعُ الْغَائِبُ

يَوْمًا وَيُوقَظُ الْوَسْنَانُ

إِنَّ عَمْرًا وَعَامِرًا أَبَوَيْنَا

وَحَرَامًا قِدَمًا عَلَى الْعَهْدِ كَانُوا

أَفَهُمْ مَانِعُوكَ أَمْ قِلَّةُ الْكُتَّابِ

أَمْ أَنْتَ عَاتِبٌ غَضْبَانُ

جَفاءٌ أمْ أَعْوَزَتْكَ الْقَرَاطِيسُ

أَمْ أَمْرِي بِهْ عَلَيْكَ هَوَانُ

يَوْمَ أُنْبِئْتَ أَنَّ سَاقِيَ رُضَّتْ

وَأَتَاكُمْ بِذَلِكَ الرُّكْبَانُ

ص: 93

ثُمَّ قَالُوا إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ فِي بَلَوى

أُمُورٍ أَتَى بَهَا الْحَدَثَانُ

فَتَئِطُّ الأَرْحَامُ وَالْوُدُّ وَالصُّحْبَةُ

فِيمَا أَتَتْ بِهِ الأَزْمَانُ

أَوَ تَرَى إِنَّمَا الْكِتَابُ بَلاغٌ

لَيْسَ فِيهِ لِبَيِّعٍ أَثْمَانُ

إِنَّمَا الرُّمْحُ فَاعْلَمَنَّ قَنَاة

أَوْ كَبَعْضِ الْعِيدَانِ لَوْلا السِّنَانُ

لا يُهِينَنِّي عَلَيْكَ بِأَنِّي ضِمْنُ

النَّسَاقِ قَدْ يَصِحُّ الضَّمَانُ

وَاعْلَمْ أَنِّي أَنَا أَخُوكَ وَأَنِّي

لَيْسَ مِثْلِي أَزْرَى بِهِ الأَخَوَانُ

وَاعْلَمْ أَنِّي بَتَلْتُ مِنِّي يَمِينًا

وَقَلِيلٌ فِي ذَلِكَ الأَيْمَانُ

لا تَرَى مَا حَيِيتُ مِنِّي كِتَابًا

غَيْرَ هَذَا حَتَّى يَزُولَ أَبَانُ

أَوْ يَزُولَ الشَّنْطِيُّ مِنْ جَبَلِ الثَّلْجِ

وَيَضْحَى صَحَارِيًا لُبْنَانُ

أَوْ تُرَى الْقُورُ مِنْ عَبَاثِرَ بِالشَّامِ

وَيَضْحَى مَكَانَهَا حَوْرَانُ

أَوْ أَرَى فِي الْكِتَابِ مِنْكَ ثَلاثًا

مُدْرِجَاتٍ لِشَدِّهِنَّ قِرَانُ

إِنَّمَا الْوُدُّ وَالنَّصِيحَةُ فِي الْقَلْبِ

وِلَيْسَتْ بِمَا يَصُوغُ اللِّسَانُ

إِنَّ شَرَّ الصَّفَاءِ مَا زَوَّقَ الْحُبُّ

فَيَبْدُو وَتَحْتَهُ الشَّنَآنُ

فَأَجَابَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ:

لَيْسَ فَاعْلَمْ أَخُوكَ يَغْتَرُّ بِالنَّوْمِ

وَلَكِنْ مُحَرِّشٌ يَقْظَانُ

إِنَّ جَدِّي الَّذِي انْتَمَيْتُ إِلَيْهِ

كَانَ فِي النَّاسِ شَبَهُهُ الأَضْحَيَانُ

قَمَرُ الْبَدْرِ بَازِغًا إِذَا تَجَلَّى

لَيْسَ مِنْ دُونِ مُجْتَلاهُ جِنَانُ

إِنَّ عَمَرًا وَعَامِرًا أَبَوَيْنَا

وَرِثَ الْمَجْدُ عَنْهُمَا حَسَّانُ

شَيَّدَ الْمَجْدَ بِالْفِعَالِ فَأَضْحَى

وَهُوَ مِنْ دُونِ مُرْتَقَاهُ الْعَنَانُ

إِنَّ وَصْفِي وَمَشْهَدِي وَمُقَامِي

لَكَرِهْنٌ تَهَابُهُ الأَرْكِانُ

قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: كَتَبْتَ إِلَى سَعِيدٍ أَنْ يَضْرِبَ ابْنَ الْحَكَمِ وَابْنَ حَسَّانٍ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَلَمَّا قَدِمَ أَخُوهُ ضَرَبَ ابن حَسَّانً، وَتَرَكَ أَخَاهُ.

قَالَ: فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَهُ كَمْا كَتَبْتَ، وَكَمْا كُنْتَ أَمَرْتَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ بِعَزِيمَةٍ، وَسَرَّحَ فِي ذَلِكَ رَجُلا أَنْ يَضْرِبَ ابْنَ الْحَكَمِ مِائَةً، وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ بِحُلَّةٍ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مَرْوَانَ دَسَّ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ وَهُوَ فِي السِّجْنِ: إِنِّي مُخْرِجُكَ، وَإِنَّمَا أَنَا بِمَنْزِلَةِ وَالِدِكَ، وَإِنَّمَا كَانَ مَا كَانَ مِنِّي إِلَيْكَ أَدَبًا لَكَ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ حَسَّانٍ: مَا بَدَا لِابْنِ الزَّرْقَاءِ فِي هَذَا؟ وَاللَّهِ مَا هَذَا إِلا لَشَيْءٍ قَدْ جَاءَهُ.

وَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ.

فَبَلَّغَ الرَّسُولُ مَرْوَانَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالْحُلَّةِ، فَأَعَادَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَطَرَحَ الْحُلَّةَ فِي الْحَشِّ، فَقِيلَ لَهُ: حُلَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تَرْمِي بِهَا فِي الْحَشِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يِفْعَلْ مَا فَعَلَ إِلا لِأَمْرٍ قَدْ حَدَثَ.

فَقَالَ الرَّسُولُ لِمَرْوَانَ: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا؟ قَدْ أَبَى أَنْ يَعْفُوَ، فَهَلُمَّ ابْنَ الْحَكَمِ، فَبَعَثَ مَرْوَانُ إِلَى الأَنْصَارِ، فَطَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَطْلُبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضْرِبَهُ خَمْسِينَ.

فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَلَقِيَ ابْنَ حَسَّانٍ بَعْضُ مَنْ كَانَ لا يَهْوَى مَا نَزَلَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ.

فَقَالَ لَهُ: ضَرَبَكَ مِائَةً وَتَضْرِبُهُ خَمْسِينَ.

ص: 94

بِئْسَ مَا صَنَعْتَ إِذْ وَهَبْتَهَا لَهُ.

قَالَ: إِنَّهُ عَبْدٌ، وَإِنَّمَا ضَرَبْتُهُ مَا يُضْرَبُ الْعَبْدُ، نِصْفُ مَا يُضْرَبُ الْحُرُّ.

فَحُمِلَ هَذَا الْكَلامُ حَتَّى شَاعَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَلَغَ ابْنَ الْحَكَمِ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَأَتَى أَخَاهُ مَرْوَانَ فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: فَضَحْتَنِي لا حَاجَةَ لِي فِيمَا تَرَكْتَ.

فَبَعَثَ مَرْوَانُ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ: لا حَاجَةَ لَنَا فِيمَا تَرَكْتَ، هَلُمَّ فَاقْتَصَّ، فَضَرَبَ ابْنَ الْحَكَمِ خَمْسِينَ أُخْرَى.

فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ يَهْجُو عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ:

دعْ ذَا وَعَدِّ قَرِيضَ شِعْرِكَ فِي امْرِئٍ

يَهْذِي وَيُنْشِدُ شِعْرَهُ كَالْفَاخِرِ

وَاذْكُرْ لَهُ قِطَعَ الشَّرِيطِ وَشِدْخَهُ

بِمُهَّنَدٍ مَاضِي الْحَدِيدَةِ بَاتِرِ

قَلِقِ النِّصَالِ مِنَ الْمَغَاوِلِ مُرْهَفٍ

ظَمِئٍ كَقَادِمَةِ الْعُقَابِ الْكَاسِرِ

وَقَعَدْتَ تَأْكُلُ مَالَهُ وَتَرَكْتَهُ

بِالشَّامِ يُنْشِدُ كُلَّ قَصِرٍ عَامِرِ

وَتَرَكْتَهَا عَارًا عَلَيْكَ وَسُبَّةً

مَا عِشْتَ تُذْكَرُ مِثْلَ طَوْقِ الطَّائِرِ

عُثْمَانُ عَمُّكُمُ وَلَسْتُمْ مِثْلَهُ

وَبَنُو أُمَيَّةَ مِنْكُمُ كَالْآمِرِ

وَبَنُو أَبِيكَ سَخِيفَةٌ أَحْلامُهُمْ

فُحْشُ النُّفُوسِ لَدَى الْجَلِيسِ الزَّائِرِ

جُبُنُ الْقُلُوبِ لَدَى الْحُرُوبِ أَذِلَّةٌ

مَا يُقْبِلُونَ عَلَى صَفِيرِ الصَّافِرِ

وَسُيُوفُهُمْ فِي الْحَربِ كُلُّ مُفَلَّلِ

نَابٍ مَضَارِبُهُ وَدانٍ دَائِرِ

أَحَياؤُهُمْ عَارٌ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ

وَالْمَيِّتُونَ مَسَبَّةٌ لِلْغَابِرِ

لَمْ تَنْظُرُونَ إِذَا هَدَرْتُ إِلَيْكُمُ

نَظَرَ التُّيُوسِ إِلَى شِفَارَ الْجَازِرِ

خُزْرَ الْعِيُونِ مُنَكِّسِي أَذْقَانِكُمْ

نَظَرَ الذَّلِيلِ إِلَى الْعَزِيزِ الْقَاهِرِ

فَقَالَ: ابْنُ الْحَكَمِ يَهْجُو الأَنْصَارَ:

لَقَدْ أَبْقَى بَنُو مَرْوَانَ حُزْنًا

مُبِينًا عَارُهُ لِبَنِي سَوَادِ

يَطِيفُ بِهِ صَبِيحٌ فِي مَشِيدٍ

وَنَادَى دَعْوَةً: يَا بْنَيْ سُعَادِ

لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حيًّا

وَلَكِنْ لا حَياةَ لِمَنْ تُنَادِي

فَأَعْتَنَ أَبُوَ وَاسِعٍ أَحَدُ بَنِي الأَشْعَرِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، دُونَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ، فَهَجَاهُ وَعَيَّرَهُ بَضَرْبِ ابْنِ الْمُعَطَّلِ أَبَاهُ حَسَّانًا عَلَى رَأْسِهِ، وَعَيَّرَهُمْ بِأَكْلِ الْخُصَى، فَقَالَ:

وَإِنَّ ابْنَ الْمُعَطَّلِ مِنْ سُلَيْمِ

أَذَلَّ قِيَادَ رَأْسِكَ بِالْخِطَامِ

عَمِدتَ إِلَى الْخُصَى فَأَكَلْتَ مِنْهَا

لَقَدْ أَخْطَأْتَ فَاكِهَةَ الطَّعَامِ

وَمَا لِلْجَارِ حِينَ يَحِلُّ فِيكُمْ

لَدَيْكُمْ يَا بَنِي النَّجَّارِ حَامِ

يَظَلُّ الْجَارُ مُفْتَرِشًا يَدَيْهِ

مَخَافَتَكُمْ لَدَى مَلَثِ الظَّلامِ

وَيَنْظُرُ نَظْرَةً فِي مِذْرَوِيهِ

وَأُخْرَى فِي اسْتِهِ وَالطَّرْفُ سَامِ

قَالَ: فَلَمَّا عَمَّ بَنِي النَّجَّارِ بِالْهِجَاءِ، وَلا ذَنْبَ لَهُمْ دَعَوْا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: فَعَرَضَ لَهُ الأَسَدُ فَقَضْقَضَهُ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ:

أَبْلِغْ بَنِي الأَشْعَرِ إِنْ جِئْتَهُمْ

مَا بَالُ أَبْنَاءِ بَنِي وَاسِعِ

وَاللَّيْثُ يَعْلُوهُ بِأَنْيَابِهِ

مُعْتَفِرًا فِي دمِهِ النَّاقِعِ

لا يَرْفَعُ الرَّحْمَنُ مَصْرُوعَكُمْ

وَلا يُوهِّنُ قُوَّةَ الصَّارِعِ

إِذْ تَرَكُوهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمُ

بِالنَّسَبِ الدَّانِي وَبِالشَّاسِعِ

ص: 95

قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا دَعَا أَحَدٌ لِلأَسَدِ بِخَيْرٍ قَطُّ قَبْلَكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَلا يُوهِّنُ قُوَّةَ الصَّارِعِ "

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الأَثْرَمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ مُعَنًّى غَرِيضًا، ذَا كِبَرٍ وَنَخْوَةٍ، فَكَتَبَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مِسْكِينِ بْنِ عَامِرِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ، يَدْعُوهُ إِلَى الْمُفَاخَرَةِ، وَالتَّهَاجِي فِي كِتَابٍ، وَخَتَمَهُ، وَدَفَعَهُ إِلَى رَاكِبٍ، وَقَالَ لَهُ: ائْتِ الْكُوفَةَ، فَاسْأَلْ عَنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ، فَإِذَا دُلِلْتَ عَلَيْهِمْ، فَادْفَعَ هَذَا الْكِتَابَ إِلَى مِسْكِينِ بْنِ عَامِرٍ.

فَارْتَحَلَ حَتَّى أَتَى الْكُوفَةَ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى وَضَعَ الْكِتَابَ فِي يَدِ مِسْكِينٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ دَعَا غُلامَهُ بِشُرْبٍ، ثُمَّ خَلا فَجَعَلَ يَشْرَبُ وَيَقُولُ الشِّعْرَ وَيَكْتُبَهُ حَتَّى فَرَغَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا بِمَا قَالَهُ فَجَعَلَ يُثْبِتُ مَا أَرَادَ وَيُلْقِي مَا لَمْ يُرِدْ، حَتَّى أَحْكَمَ ذَلِكَ، ثُمَّ خَتَمَهُ، وَدَفَعَهُ إِلَى الرَّسُولِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْكِتَابُ عَلَيْهِ قَرَأَهُ ثُمَّ أَتَاهُ شُيُوخُ قَوْمِهِ، فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُمْ، وَشَاوَرَهُمْ، فَنَهَوْهُ عَنْ جَوَابِهِ، وَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَكَ مِثْلُ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ فَخَرَ بِهِمْ.

فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ.

وَأَجَابَهُ وَذَكَرَ أَنْ مَآثِرَ الأَنْصَارِ لا تُدْنِيهَا تَمِيمٌ، فَقَالَ مِسْكِينُ بْنُ عَامِرٍ فِي قَصِيدَةٍ:

فَإِنْ يَبْلَ الشَّبَابُ فَكُلُّ شَيْءٍ

سَمِعْتُ بِهِ سِوَى الرَّحْمَنِ بَالِ

أَلا إِنَّ الشَّبَابَ ثَيَابُ لُبْسٍ

وَمَا الأَمْوَالُ إِلا كِالطِّلالِ

وَمَا أَدْرِي وَإِنْ جَامَعْتُ قَوْمًا

أَفْيهِمْ رَغْبَتِي أَمْ فِي الزِّيَالِ

وَحَامِلَةٍ وَمَا تَدِرِي أَفِيهِ

يَكُونُ نَجَاحُهَا أَمْ فِي الْحِيَالِ

لَعَلَّكَ يَا ابْنَ فَرْخِ اللُّؤْمِ تَنْمِي

تَرُومُ الرَّاسِيَاتِ مِنَ الْجِبَالِ

فَإِنَّكَ لَنْ تَنَالَ الْمَجْدَ حَتَّى

تَرُدَّ الْمَاضِيَاتِ مِنَ اللَّيَالِي

أَبِي مُضَرَ الَّذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ

وَكَانَ رُبَيْعَةُ الأَثَرَيْنِ خَالِي

وَإِنِّي حِينَ أُنْسَبُ مِنْ تَمِيمٍ

لَفِي الشُّمِّ الشَّمَارِيخِ الطِّوَالِ

وَآبَائِي بَنُو عُدْسِ بْنِ زَيْدٍ

وَخَالِي الْبِشْرُ، بِشْرُ بَنِي هِلالِ

غُرَّتِي عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو

وَرَدَّانِي زُرَارَةُ بِالْفِعَالِ

كَفَانَا حَاجِبٌ كِسْرَى وَقَوْمًا

هُمُ الْبِيضُ الْكِرِامُ ذُوُو السِّبَالِ

وَسَارَ عُطَارِدٌ حَتَّى أَتَاهُمْ

فَأَعْطَوْهُ الْمُنَى غَيْرَ انْتِحَالا

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ: قَوْلُهُ كَفَانَا حَاجِبٌ يَعْنِي كَفَى الْعَرَبَ جَمِيعًا أَمْرُ كِسْرَى حَيْثُ مَنَعَهُمْ أَنْ يَدْعُوا فِي بِلادِ الْعَجَمِ إِلا بِضَمِينٍ، فَرَهَنَهُ قَوْسَهُ فَأَطْلَقَهُ:

وَذُو الْقَرْنَيْنِ آخَاهُ لَقِيطٌ

وَكَانَ صَفِيَّهُ دُونَ الرِّجَالِ

وَذُو الْقَرْنَيْنِ عُمْرُو بْنُ هِنْدٍ

هُمَا حُبِيَا بِدِيبَاجٍ كَرِيمٍ

وَيَاقُوتٍ يُفَصَّلُ بِالْمَحَالِ

وَكَانَ الْحَازِمُ الْقَعْقَاعُ مِنَّا

لِزَازُ الْخَصْمِ وَالأَمْرِ الْعُضَالِ

شُرَيْحٌ فَارِسُ النُّعْمَانِ جَدِّي

وَنَازِلُهَا إِذَا دُعِيَتْ نَزَالِ

وَقَاتِلُ خَالِهِ بِأَبِيهِ مِنَّا:

سَمَاعَةُ لَمْ يَبِعْ حَسَبًا بِمَالِ

وَنَدْمَانُ ابْنُ جَفْنَةَ كَانَ خَالِي

فَفَارَقَهُ وَلَيْسَ لَهُ بِقَالِ

ص: 96

وَيومٍ مُظْلِمٍ لَبَنِي تَمِيمٍ

جَلَوْنَا شَمْسَهُ وَالْكَعْبُ عَالِ

نُحِبُّ الْمَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ

وَنُغْلِي الْمَجْدَ إِنَّ الْمَجْدَ غَالِ

دَعَتْنَا الْحَنْظَلِيَّةُ إِذْ لَحِقْنَا

وَقَدْ حُمِلَتْ عَلَى جَمَلٍ ثِقَالِ

فَأَدْرَكَهَا وَلَمْ يَعْدِلْ شُرَيْحٌ

وَأَعَوَجُ عِنْدَ مُخْتَلِفِ الْعَوَالِي

فَغِرْنَا أَنَّ غَيْرَتَنَا كَذَاكُمْ

إِذَا بَرَزَ النِّسَاءُ مِنَ الْحِجَالِ

مَتَى نَأْسِرْ وَنُؤْسَرْ فِي أُنَاسٍ

وَيُوجَعْ كُلَّمَا عَقْدِ الْحِبَالِ

فَنَحْنُ الذَّائِدُونَ إِذَا بُدِئْنَا

وَلا يَرْضَوْنَ مِنَّا بِالْبِدَالِ

فَدَعْ قَوْمِي وَقَوْمَكَ لا يُسَبُّوا

وَأَقْبِلْ لِلتَّمَجُّدِ وَالْفِعَالِ

كِلانَا شَاعِرٌ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ

وَلَكِنَّ الرَّحَا فَوْقَ الثِّفَالِ

وَحَكِّمْ دَغْفَلا نَرْحَلْ إِلَيْهِ

وَلا تُرِحِ الْمَطِيَّ مِنَ الْكَلالِ

تَعَالَ إِلَى النُّبُوَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ

مَنْ عَلا شُعَبَ الرِّحَالِ

وَإِلا فَاعْتَمِدْ سُوقًا كِرَامًا

يُفَضَّلُ فَوْقَ سَجْلِكُمُ سَجَالِي

تَعَالَ إِلَى بِنِي الْكَوَّاءِ يَقْضُوا

بِعِلْمِهِمُ بِأَنْسَابِ الرِّجَالِ

تَعَالَ إِلَى ابْنِ مَذْعُورٍ شِهَابٍ

يُخَبِّرْ بِالسَّوَافِلِ وَالْعَوَالِي

وَعِنْدَ الْكَيِّسِ النَّمَرِيِّ عِلْمٌ

وَلَوْ أَمْسَى بِمُنْخَرَقِ الشَّمَالِ

كَأنَّ قُدُورَ قَوْمِيَ كُلَّ يَوْمٍ

قِبَابُ التُّرْكِ مُلْبَسَةُ الْجَلالِ

أَمَامَ الْحَيِّ تَحْمِلُهَا أثَافٍ

مُلَمْلَمَةٌ كَأَثْبَاجِ الرِّئَالِ

كَأنَ الْمُوقِدِينَ لَهَا جِمَالٌ

طَلاهَا الزِّفْتَ وَالْقِطِرَانَ طَالِ

بَأَيْدِيهِمْ مَغَارِفُ مِنْ حَدِيدٍ

يُشَبِّهُهَا مُقَيِّرَةَ الدَّوَالِي

أَسَرَتْ بَنُو أَسَدٍ رَجُلا مِنْ بَنِي زُرَارَةَ، وَفِي بَنِي زُرَارَةَ أَسِيرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَعَرَضُوهُ بِهِ، فَأَبَتْ بَنُو أَسَدٍ حَتَّى زَادُوهُمْ فِي فِدَاءِ الزُّرَارِيُّ عُدُسَ بْنَ زِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ، وَمِسْكِينَ بْنَ عَامِرِ بِنِ شُرَيْحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ، وَبِشْرَ بْنَ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ عَقَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ رَبِيعَةَ النَّمَرِيَّ، النَّمِرَ بْنَ قَاسِطٍ، وَعَمْرَو بْنَ عُمْرِو بْنِ عُدُسٍ، وَزُرَارَةَ بْنَ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَاجِبَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ، وَعُطَارِدَ بْنَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ، كَانَ وَفَدَ عَلَى كِسْرَى بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ حَاجِبٍ، فَأَخَذَ الْقَوْسَ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَعْلَمَهُ بِمَوْتِهِ، وَلَقِيطَ بْنَ زُرَارَةَ، وَذَا الْقَرْنَيْنِ، وَالْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، وَشُرَيْحَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ، وَهُوَ جَدُّ مِسْكِينٍ أَبُو أَبِيهِ، وَقَاتِلُ خَالِهِ بِأَبِيهِ، مِنَّا، سَمَاعَةَ بْنَ عُمْرِو بْنِ عَمْرِو، وَأُمَّهُ عَبْسِيَّةَ، وَكَانَتْ بَنُو عَبْسٍ قَتَلُوا عَمْرَو بْنَ عَمْرٍو يَوْمَ ثَنِيَّةِ أَقْرَنَ، فَلَمَّا شَبَّ سَمَاعَةُ جَاءَ خَالَهُ مِنْ بَنِي عَبْسٍ يَزُورُهُ، فَقَالَ: مَا أُرِيدُ بِأَبِي ثَأْرًا أَوْفَى مِنْ خَالِي، فَقَتَلَهُ بِهِ، وَدَغْفَلَ بْنَ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي ذُهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَابْنَ الْكَوَّاءِ النَّسَّابَةَ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ، وَكَانَ بَنُو الْكَوَّاءِ أَهْلَ عِلْمٍ، وَشِهَابُ بْنُ مَذْعُورٍ يَشْكَرِيُّ، وَالْكَيِّسُ نَمِرِيُّ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وَاسْمُ الْكِيِّسِ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ، فَقَالَ:

أَتَانِي عَنْكَ يَا مِسْكِينُ قَوْل

بَذَلْتَ النِّصْفَ فِيهِ غَيْرَ آلِ

ص: 97

دَعَوْتَ إِلَى التَّفَاخُرِ غَيْرَ قَحْمٍ

وَلا غَمْرٍ يَطِيشُ لَدَى النِّضَالِ

أَخَا ثِقَةٍ بِفُرْصَتِهِ بَصِيرًا

شَدِيدَ النَّزْعِ مُعْتَدِلِ الشِّمَالِ

فَدُونَكَ فَاسْتَمِعْ تَخْلِيصَ فَخْرٍ

يُقَصِّرُ دُونَهُ أَهْلُ الْكَمَالِ

وَقَدْ نَاضَلْتُ قَبْلَكَ كُلَّ عِرْضٍ

عَلَى الرَّسْلاتِ مَرْزُوقَ الْخِصَالِ

فَمَا تَلْقَى كَشَدْوِي شَدْوَ رَامٍ

وَمَا يَغْلُو كَغَلْوِي مِنْ أَغَالِي

فَأَوْرَثَنِي الْفِعَالَ جُدُودُ صِدْقٍ

مَضَوْا مُتَتَابِعِينَ ذَوُو فِعَالِ

بِآيَدِ مَنْكِبٍ وَأَشَدَّ رُكْنٍ

وَأَنْزَهِ طُعْمَةٍ وَأَعِفَّ بَالِ

وَإِنِّي فِي الْحَدَاثَةِ رِسْتُ عَمْرًا

وَأَحْكَمْتُ الرِّيَاسَةَ فِي اكْتِهَالِ

فَأَيَّةُ خِصْلَةٍ تَرْجُو نُكُولِي

بِهَا مِسْكِينُ وَيْحَكَ فِي الْفِضَالِ

وَحسَّانُ الْحُسَامُ أَبِي فَمْنَ ذَا

تُجَارِي فِي الْجِمَامِ وَفِي الْكَلالِ

أَخَذْنَا السَّبْقَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ

عَلَى الأَكْفَاءِ فِي الرَّكْضِ الشِّلالِ

وَأَمكَنَنِي الْفِعَالَ بِفِعْلِ قَوْمِي

وَأَيَّامٍ تَجِلُّ عَنِ الْمَقَالِ

وَقَدْ حَادَتْ كِلابُ الْحَيِّ مِنِّي

وَخَافَتْ بِعْدَ جِدٍّ وَاشْتِبَالِ

وَقَدْ لاقَى بَنُو الزَّرْقَاءِ مِنِّي

لِسَانًا صَارِمًا طَلْقَ الْعِقَالِ

فَمَا انْتَصَفُوا وَمْنِزلُهُمْ أَمِيرٌ

يُرَهِّبُ بِالْوَعِيدِ وِالِاحْتِيَالِ

فَلَمْ يَفْلُلْ تَوَعُّدُهُ لِسَانِي

وَلَمْ يُوهِنْ وَلَمْ يَقْطَعْ قَبَالِي

وَفِي خِيفِ الْمُحَصَّبِ قَدْ عَلِمْتُمْ

قَهَرْتُ الْحَارِثِيَّ بِلا احْتِيَالِ

نَجَاشِيُّ الْحِمَاسِ وَذَلَّلَتْهُ

قَصَائِدُ مِنْ طِرَازِي وَانْتِحَالِي

وَلِي عَنْ سَبِّ قَوْمِكَ مَا كَفَانِي

بِقَولٍ صَادِقٍ غَيْرِ الْمُحَالِ

فِإِنْ يَكُ شَاعرًا مِنْ حَيِّ صِدْقٍ

فَمَا ثَمْدٌ كَبَحْرٍ ذِي احْتِفَالَ

فَأَمَّا مَا تَقُولُ فَغْيرُ شَكٍّ

لَفَضْلٌ بَيِّنٌ غَيْرُ انْتِحَالِ

بِبَذْلِ الْمَالِ فِي عُسْرٍ وَيُسْرٍ

لِأَضْيَافِ الْجَدَاةِ عَلَى الْحَلالِ

وَضَرْبُ النَّاسُ عَنْ عِرْضٍ جِهَارًا

عَلَى الْإِسْلامِ لَيْسَ بِذِي اعْتِقَالِ

عَلَى رَغْمِ الأَبَاعِدِ وَالأَدَانِي

مِنَ الأَقْصَيْنِ وَالشَنِفِ الْمُوَالِي

فَإِنْ تَفْخَرْ بِقَوْمِكَ مِنْ تَمِيمٍ

فَأَيْنَ الأَكَمُ مِنْ صُمِّ الْجِبَالِ

أَنَا ابْنُ مُزَيْقِيَا عَمْرٌو نَمَانِي

عَلَى أَشْرَافِ أَطْوَادِ الْجِبَالِ

وَمِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَرِثْتُ مَجْدًا

فَدُونِي كُلُّ فَخْرٍ وَاخْتِيَالِ

فَفَخْرِي قَاهِرٌ لِلنَّاسِ بَادٍ

قُهُورُ الشَّمْسِ تَوْمَاضُ الذُّبَالِ

فَإِنْ تَغْصَصْ تِهَامُ وَبَحْرُ نَجْدٍ

فَكَمْ غُصَّا وَسَارَا بِالرِّجَالِ

فَمَا وَسِعَاهُمَا ضَرْبًا وَطَعْنًا

يَمُجُّ كَمَجِّ أَفْوَاهِ الْعَزَالِي

فَمَا صَبَرُوا لَوَقْعِ سُيُوفِ قُومٍ

كَفَوْهَا بِالْكِفَاحِ مِنَ الصِّقَالِ

إِذَا لَبِسُوا سَوَابِغَهُمْ لِيَوْمٍ

كَرِيهِ النَّجْمِ مُعْتَكِرِ الظِّلالِ

وَبَارَزَ بَعْضُهُمْ لِلْمَوْتِ بَعْضًا

كَطَمْيِ الْخَمْسِ بَادَرَ لِلسِّحَالِ

تَيَقَّنَ مَنْ أَدَارَتْهُ رَحَاهُمْ

بِصَرْفِ الْمَوْتِ إِذْ دُعِيَتْ نَزَالِ

وَجَاشَتْ قُدْرُهُمُ فَرَأَيْتُ فِيهِمْ

جُنَاةَ الْحَرْبِ عَارِيَةَ الْمَجَالِ

تَفُورُ قُدُورُهُمْ وَلَهَا نَفِيٌّ

يَكُبُّ الْمُتْرَفِينَ عَلَى السِّبَالَ

وَخَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمُ عَلَيْنَا

بِكُلِّ عَتَادِ أَمْرٍ وَاحْتِيَالِ

فَقُلْنَا أَسْلِمُوا أَوْ قَدْ ظَعِنَّا

إِلَيْكُمْ فَاجْهِدُوا عُقَدَ الْحِبَالِ

نُصَّبِحُ أَوْ نُمَسِّي كُلَّ قَوْمٍ

نُهَزْهِزُ عَنْ يَمِينٍ أَوْ شِمَالِ

ص: 98

وَنَغْزُوهُمْ فَنَقْتُلُ كُلَّ خِرْقٍ

وَنَسِبْي كُلَّ آنِسَةِ الدَّلالِ

فَلا فَرَحٌ إِذَا نِلْنَا مَنَالا

وَلا جَزَعٌ لأَيَّامِ الْمُدَالِ

لَأنَّ مُحَمْدًا فِينَا فَلَسْنَا

وِإِنْ جَلَّتْ مُصِيبَتُنَا نُبَالِي

فَسَائِلْ عَنْ بِلائِهِمُ بِبَدْرٍ

وَقَدْ يُشْفَى الْعَمَى عَنْدَ السُّؤَالِ

غَدَاةَ رَمَوْا بِجْمِعِهُمُ لُؤَيَّا

وَكَبْشُهُمُ يَزِيفُ إِلَى الصِّيَالِ

فَكَانُوا كَالْهَشِيمِ يَشُبُّ فِيهِ

حَرِيقٌ شِبْهُ لَفْحٍ فِي الشَّمَالِ

وَسَائِلْ عَنْهُمُ الأَحْزَابَ لَمَّا

تَقَحَّمْنَا بِهِمْ حُدْبَ التِّلالِ

وَنَضْرِبُهُمْ عَلَى أَلَمٍ وَقَرْحٍ

كَضَرْبِ فَلاة وِلَدَانٍ ثِقَالِ

وَقَدْ حَشَدَتْ لَنَا الأَحْزَابُ لَمَّا

رَأَوْا نَارًا تَشُبُّ لِكُلِّ صَالِ

وَلَفُّوا لَفَّهُمْ لِتَنَالَ تَبْلا

لَدَيْنَا مِنْهُمُ عُسْرَ الْمَنَالِ

فَجَدَّدْنَا لَهُمْ تَبلا وَآبُوا

كَبَاغِي الْغَيِّ رُدَّ بِلا بِلالِ

وَيَوْمَ الْفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا بِأَنَّا

وَطِئْنَاهُمْ بَوَاهِضَةٍ ثِقَالِ

فَمَا بَرَحَتْ جِيَادُ الْخَيْلِ تَهْوِي

خِلالَ بِيُوتِ مَكَّةَ كَالسَّعَالِي

تَكُفُّ أَعِنَّةً مِنَهَا مِرَارًا

وَتُثْنِيهَا فَتَعْطِفُ كُلَّ جَالِ

وَسَائِلْ عَنْ حُنَينٍ حِينَ وَلَّتْ

جُمُوعُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى تَوَالِ

وَنَادَانَا بِنُصْرَتِنَا مُنَادٍ

فَثُبْنَا ثَوْبَ آلِفَةِ الْفِحَالِ

وَمَا فِينَا غَرِيبٌ مِنْ سِوَانَا

نَؤُمُّ إِلَى الْمُنَوَّهِ كَالْجِمَالِ

فَوَافَيْنَا الرَّسُولَ فَقَالَ: شُدُّوا

بِعَوْنِ اللَّهِ وَاسْمِهِ ذِي الْجَلالِ

فَمَا صَبَرُوا لِشِدَّتِنَا وَلَكِنْ

تَوَلَّوْا مُجْهَضِينَ عَنِ الْقِتَالِ

وَأُبْنَا بِالنِّهَابِ وَبِالأُسَارَى

وَبِالْبِيضِ الْمُهَفْهَفَةِ الْحِفَالِ

وَأَيَّامٍ سِوَاهَا قَدْ ذَهَبْنَا

بِسَبْقَةِ مَجْدِهَا أُخْرَى اللَّيَالِي

وَآسَيْنَا الرَّسُولَ وَمَنْ أَتَانَا

يُصَدِّقُ مَا يَقُولُ بِكُلِّ مَالِ

فَنَحْنُ أُولُوا مُؤَازَرَةٍ وَنَصْرٍ

نُكَانِفُهُ وَنَمْنَعُ مَنْ يُوَالِي

فَسَلْ عَنَّا الْقَبَائِلَ حِينَ رُدَّتْ

عَنِ الْإِسْلامِ كَالْبَقَرِ الثَّمَالِي

فَوَافَيْنَا بُزَاخَةَ غَيْرَ مَيْل

وَلا خِرْقٍ بِمُعْتَرَكِ النِّزَالِ

وَأُنْزِعَ بَيْنَنَا حَوْضُ الْمَنَايَا

بِإِنْهَالِ السُّقَاةِ وَبِالْعِلالِ

فَأَفْلَتْنَا طُلَيْحَتَهُمْ جَرِيضًا

وَأُثْكِلَ مَنْ يَعُزُّ أَبُو حِبَالِ

وَزُرْنَا بِالْبِطَاحِ بَنِي تَمِيمٍ

عَلَى جُرْدٍ ضَوَامِرَ كَالْمِغَالِ

فَمَا تَابُوا وَلا امْتَنَعُوا وَلَكِنْ وَجَدْنَاهُمْ كَسَائِمَةِ الْمِئَالِ

تَحَارُ جِيَادُنَا وَنُرَدُّ مِنْهَا

خَسَائِسَهَا وَنَصْرِفُ كُلَّ حَالِ

تَرَكْنَا مَالِكًا وَمسَوَّدِيهِمْ

بِمُنْخَرِقٍ لِسَافِيَةِ الشَّمَالِ

وَحُزْنًا عُرْسَهُ مِنْ بَعْدِ بِيض

صَفَايَا مُصْطَفَيْنَ مَنَ الْحِجَالِ

بِلا مَهْرٍ أَصَبْنَا سِوَى حِدَاد

وَسُمْرٍ مِنْ مُثَقَّفَةٍ نِهَالِ

وَقُدْنَا لِلْيَمَامَةِ كُلَّ طَرْفٍ

أَقَبَّ مُقَلَّصٍ نَهْدٍ طُوَالِ

نُرِيدُ لِقَاءَ كَذَّابٍ لَئِيمٍ

مُسَيْلِمَةَ الْمُصِرِّ عَلَى الضَّلالِ

فَفَاجَأْنَاهُ تَحْتَ النَّقْعِ شُعْثًا

كَأُسْدٍ غَامَرَتْ تَحْتَ الظِّلالِ

وَحَاسَيْنَاهُمُ جُرَعًا تُؤَدَّى

عَلَى كُرْهِ الْحَيَاةِ إِلَى الزَّوَالِ

وَأَوْرَدْنَا الْحَدِيقَةَ مُتْرَفِيهِمْ

نَسُوقُهُمُ بِهِنْدِيِّ النِّصَالِ

وَأَقْحَمْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ خَرْقٍ

رَكَوْبِ الْخَيْلِ مُضْطَلِعِ النَّضَالِ

فَكَانُوا كَالْحَصِيدِ غَدَتْ عَلَيْهِمْ

طَماطِمُ لَيْسَ تُوصَفُ بِالنَّكَالِ

ص: 99