الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُكَرَّرُ منها أربعة آلاف حديث، وقد سمع كتاب البخاري تسعون ألف رجل من أهل عصره.
ويعتبر " صحيح البخاري " أصحَّ كتاب بعد كتاب الله عز وجل. وقد أجمعت الأمَّة الإسلامية على عظيم منزلته، فكان منا محل حفظ وعناية ودراسة وتقدير. وكان يقرأ على الناس في المحافل العامة بالقاهرة في شهر رمضان زمن المماليك، وتقام احتفالات كبيرة عند ختام قراءته، وكان الناس في الجزائر يحلفون بـ " البخاري " وكتاب " الشفاء " للقاضي عياض، وفي الصعيد كان " صحيح البخاري " شفاء الأسقام، يحلف الناس به، ويحترمونه، والحلف به عظيم لا يقل عن الحلف بالقرآن الكريم، ولا يزال " صحيح البخاري " في منزلة عالية جليلة في الصعيد حتى الآن.
وكانت فرق الجُند التي تستحلف على " صحيح البخاري " عند الخدمة في الجيش ببلدان المغرب - تُسَمَّى البُخارية.
وللبخاري مؤلفات حديثية كثيرة أشهرها " التاريخ الكبير " في ثماني مجلدات (1)، و " التاريخ الصغير "(2) وكتاب " الضعفاء "(3)، و " الأدب المفرد "(4)، وله مُصَنَّفاتٌ في علل الحديث، وأسامي الصحابة، والكُنَى تبلغ عشرين مؤلفاً ذكرها الحافظ ابن حجر في مقدمة " فتح الباري ".
…
2 - الإمام مسلم (204 - 261 ه
ـ): (5):
هو حُجَّة الإسلام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القُشيري النيسابوري،
(1) فيه ترجمة حوالي (40) ألف رجل وامرأة، ضعيف وثقة. وطبع في حيدرآباد اعتباراً من سَنَةِ (1361 هـ).
(2)
طبع بالهند سَنَةَ 1325 هـ.
(3)
طبع بالهند سَنَةَ (1325 هـ) وطبع معه كتاب " الضعفاء والمتروكين " للنسائي.
(4)
طبع أكثر من مَرَّةٍ أحسنها ما طبع بالقاهرة سَنَةَ 1379 هـ بإشراف الأستاذ محب الدين الخطيب الذي استوفى تخريج أحاديثه وفهارسه.
(5)
أهم مصادر ترجمته والتعريف بكتابه: " تاريخ بغداد ": ص 10 - 14، جـ 13. " تذكرة الحُفاظ ": ص 150 - 152، جـ 2. و " تهذيب التهذيب ": ص 126، جـ 10 و " البداية والنهاية ": ص 33، جـ 11. و " تدريب الراوي ": ص 42 وما بعدها. و " الباعث الحثيث ": ص 22. و " شروط الأئمة الستة " للمقدسي، و " شروط الأئمة الخمسة " للحازمي.
صاحب التصانيف الكثيرة، ولد سنة (204 هـ) وقيل سَنَةَ (206 هـ)، كان أول سماعه سَنَةَ (218 هـ) وقدم بغداد مراراً، وكان آخر قدومه إليها سَنَةَ (259 هـ)، ولقي كثيراً من شيوخ الحديث وحُفاظه أثناء رحلاته إلى الحجاز، والعراق، والشام، ومصر وغيرها، وتردَّدَ على الإمام البخاري كثيراً عندما قدم البخاري نيسابور، وعرف فضله وغزير علمه، وروى عن كثير من أئمة الحُفاظ منهم: يحيى بن يحيى، والقعنبي، وأحمد بن يونس، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه شيخ البخاري وغيرهم، وروى عنه كثير من أهل العلم منهم: ابن خُزيمة، ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وكان أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان يُقَدِّمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
وتوفي الإمام مسلم يوم (25 رجب سَنَةَ 261 هـ) في (نصر آباد) من قُرى نيسابور. رحمه الله.
وقد صَنَّفَ الإمام مسلم " صحيحه " من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وفيه بأسقاط المُكَرَّرِ نحو أربعة آلاف حديث. وكتابه أصح كتاب بعد " صحيح الإمام البخاري "، ولكل من " الصحيحين " فوائد عظيمة من حيث كثرة الطرق وجمعها، وترجمة الأبواب وغير ذلك مِمَّا بَيَّنَتْهُ كُتُبُ الشروح وعلوم الحديث.
وللإمام مسلم مؤلفات كثيرة غير " الصحيح " منها: كتاب " الأسماء والكُنَى "، وكتاب " التمييز "، وكتاب " العلل "، وكتاب " الوحدان، وكتاب " الأفراد "، وكتاب " الأقران "، وكتاب " أولاد الصحابة "، وغير ذلك من الكتب المفيدة في الحديث وعلومه (1).
…
(1)" تذكرة الحُفاظ ": ص 151 - 152.