الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل: لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه.
فإذا تراكم عليه الصدأ واسودَّ، وركبه الران: فسد تصوره وإدراكه، وعندئذٍ لا يقبل حقًا، ولا ينكر باطلاً، وهذه أعظم عقوبات القلب، وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى: فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصيرته.
(2)
الذكر عبادة عظيمة الأجر، فأجره لا يقاربه شطء ولا يقارنه:
وتتضح أهمية الذكر من خلال فضله وما أعده الله للذاكرين له صلى الله عليه وسلم من النعيم في الدنيا والآخرة، كما تظهر أهميته من فوائده العظيمة التي تحصِّن الإنسان وتحفظه وتقويه وتعينه على عبادة الله عبادة يرضاها الله سبحانه وتعالى.
أحوال الذاكرين:
ويتفاوت الأجر على الذي تفاوتًا عظيمًا وذلك حسب مراتب الذاكرين، فكلما كانت همَّتك في الذكر أعلى كان أجرك أعظم، قال الله سبحانه وتعالى:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191].
قال ابن جرير رحمه الله: قوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} قال: هو ذكر الله سبحانه وتعالى في الصلاة وفي غير الصلاة، وقراءة القرآن.
قال الله سبحانه وتعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: 103]، أي: بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال.
وثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتكِئُ في حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ.
(صحيح مسلم:301)
وقالت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحيَانِهِ.
(صحيح مسلم: 373)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إني أقرأ القرآن في صلاتي، وأقرأ على فراشي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير.
ولا شك أن أفضل الذاكرين هو الذي اجتمع في حقه كل أنواع العبادة، فالذكر أثناء الصلاة أفضل من الذكر خارجها، والصائم الذي يصلي ويذكر الله أفضل هؤلاء، وهكذا.